تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هاهنا سجلوا انطباعاتكم وكيف كانت ليلة سقوط بغداد ؟



أحمد الظرافي
04-08-2008, 07:41 PM
قال تعالى (إن الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يُحشرون) 36الانفال .

صدق الله العظيم


ليلة سقوط بغداد في 9/4/2003 ، ( بالتاريخ النصراني ) أصابني الحزن والغم، على الكارثة التي حدثت، لأني لم أكن أتوقع أن بغداد ستسقط على ذلك النحو السريع والمخزي ، فأنا كنت من المتحمسين جدا ومن المخدوعين بقدرات وإمكانات الجيش العراقي وفدائي صدام وجيش القدس ومليشيا البعث الخ .. وكنت أتوقع أن المعركة الحقيقية التي ستشفي الغليل ستحتدم على أبواب بغداد .. وأن الأعداء سينتحرون فعلا على أسوار حاضرة الرشيد ..كان هذا انطباعي لأني كنت قد تابعت سابقا معركة جروزني أواخر القرن الماضي وكيف صمدت المقاومة الشيشانية البطلة على محدودية تسليحها وقلة إمكاناتها ، كيف صمدت في وجه القوات الروسية الغازية والبطولات الخارقة التي سطرها المجاهدون الشيشانيون البواسل وكيف أنهم أذلوا الروس وكبدوا القوات الروسية خسائر فادحة وأعادوها على أعقابها مرات عديدة ، وكيف أن تلك القوات الروسية الضاربة والثانية على مستوى العالم، كيف أنها هاجمت حرزوني بقضها وقضيضها وألقت بكل ثقلها في هذه المعركة غير المتكافئة التي لا يملك فيها الششانيون سوى الأسلحة الخفيفة، فوق كونهم محاصرين حصارا خانقا من كل الاتجاهات ومع ذلك كله ورغم سوء الأحوال الجوية والاجتماعية والمعيشية التي كان يقاتل المجاهدون الشيشانيون في ظلها ، فقد ظلت جرزوني عصية على الروس، ولم تستطع القوات الروسية بكل جحافلها الجرارة الجوية والبرية، اقتحامها ، إلا بعـد أن تكبد الروس المزيد والمزيد من فلذات أكبادهم، ومن الخسائر المادية الجسيمة وبعد أن جن جنون المتطرفين الروس في موسكوا وكيف أن القوات الروسية عندما دخلت جرزوني دخلتها على جثث المجاهدين الشيشانيين - الذين دافع كثير منهم لآخر طلقة ولأخـر رمق - وبعد أن تم تدمير المدينة وتحويلها إلى مدينة أشباح. أي أن نفاد ذخيرة المجاهدين وخلو أيديهم من السلاح كان هو العامل الأساسي الذي حسم المعركة في الأخير لصالح الروس مؤقتا. أقول مؤقتا لأن المعركة بين الروس والشيشانيين مستمرة منذ حوالي ثلاثمائة عام، فما شامل باساييف - اشهيدبإذن الله - إلا امتدادللأمام شامل، الذي أقض مضاجع الروس في زمنه وأوشك أو يقوض كيانهم الصليبي المتعصب لولا الخيانة، وهي اليوم - أي المعركة - لا تزال جارية وستظل جارية إلى ما شاء الله لأنها صراع بين الحق والباطل ما دام هناك من يعتنق عقيدة الإسلام في ذلك الصقع النائي.
فإذا كان صمود جرزوني على هذا النحو، فكيف سيكون صمود بغداد ؟ لا شك أنه سيكون أشد وأقوى - هكذا كان تحليلي ، كما كان تحليل غيري لأن الملايين من أهل الإسلام كانوا مخدوعين مثلي.
وبطبيعة الحال فإن إمكانيات وقدرات جرزوني والمقاومة الشيشانية، لا تقارن بأي حال من الأحوال مع إمكانيات وقدرات بغداد والجيش العراقي.
وهذا ما جعلني مقتنع أشد الاقتناع بأن معركة بغـداد واقعة لا محالة ، ورحت اترقبها بشوق بالغ وبحماس زائد وأسوق لذلك، واطمئن الأهل والأصدقاء وأجادل المشككيين وأصرخ في وجوههم .
وأحاول إقناعهم بكل الطرق أن المعركة لم تبدأ بعد .. وكنت أتوقع أن معركة بغداد ستكون مثل معركة جرزوني - على اقل تقدير - فإذا بي أفاجأ بسقوطها على ذلك النحو الصادم المدوي وسط سيل من الشائعات التي انتشرت في كل مكان .

وقد زاد من حزني وهمي وغمي عندما طلع بوش الصغير- بعد ذلك - على شاشات القنوات الفضائية العالمية ليعلن - وهو يتبختر - أنه سينفق مبلغ 87 مليار دولار، لإعادة أعمار العراق. فيومئذ أيقنت أن المعركة قد انتهت، وأن الأمريكيين قد انتصروا فعلا ..وهذا أكبر البراهين على ذلك وقلت لنفسي لو لم ينتصروا لما كانوا سينفقون هذا المبلغ الضخم .. حزنت، سخطت، لعنت، قمت، قعدت ، أسودت الدنيا بوجهي . ياله من موقف رهيب .. إنه كابوس .. ولكن وبينما كنت في هذا الموقف الرهيب فجأة حدث شيء لم يكن في الحسبان فقد ( فرجت وكنت أظنها لا تفرج ) ولم أعد أتذكر كيف حدث ذلك ؟ هل لأني فتحت المصحف الشريف ؟ هل لأني قلبت القناة ؟ هل شخص ما في الجوار فتح الراديو ؟ لا أدري والله اي ذلك بالضبط الذي كان . الذي لازالت أتذكره بالضبط أن عيني أول ما وقعت كانت على هذه الآية، أو أنها أول ما سمعتها أذني .. أي نعم هذه الآية المباركة من الذكر الحكيم ،بمجرد أن قرأتها أو سمعتها نزل كلام الله بردا وسلاما على قلبي، وتلاشى بعدها همي وغمي، ويومها أيقنت أن مليارات بوش ستذهب هباء بإذن الله وأن العراق سيكون مقبرة للأمريكيين . وفعلا نحت الأمور نحو هذا المنحى وغرق علوج بوش في المستنقع العراقي، فسبحان الله العظيم ، تأملوها بالله عليكم ما أجملها وأبدعها من آية ، تفكروا فيها بعمق ستطيب قلوبكم وبعدها سوف لن تعودوا تبالون بما ينفقه الكفار ليصدوا عن سبيل الله وللحرب على الإسلام، لأن كل الامكانيات الضخمة التي بأيديهم والتي سينفقونها ببذخ وبإصرار سيكون مصيرها الضياع وصدق الله العظيم.
( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون )