تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا سقط يوم 9 ـ 4 ـ 2003 ..؟ .. وقائع وشواهد



احمد الجبوري
04-08-2008, 11:12 AM
ماذا سقط يوم 9 ـ 4 ـ 2003..؟ - وقائع وشواهد
2008-04-08
http://iraqirabita.org/upload/1031.jpg




قيل بلسان المحتلين الغزاة ان (بغداد) سقطت يوم التاسع من نيسان عام 2003 , لكن هل حقا ان بغداد هي التي سقطت في ذلك اليوم ؟ اذا كنا متفقين ان من يسقط او ما يسقط هو ما يستسلم للغزاة فان بغداد ما سقطت ابدا، انها لم تستسلم للغزاة الامريكان، بل هي نهضت بواجب الدفاع والمقاومة - منذ ذلك اليوم والى اللحظة الراهنة.

اذن ، ماذا سقط في ذلك اليوم ، وما سبقه من ايام بدءا من 19 ـ 3 ـ 2003 ؟ وماذا سقط ويسقط مترنحاً الى هذا اليوم ؟ أهو الشموخ العربي المجسد بحاضرة العرب والمسلمين - بغداد ؟ ام ان ما سقط ويسقط هو امر آخر تماما ، او امور اخرى تماما ؟ سقطت اخلاقيا الدولة العظمى في العالم .سقطت سياسيا تلك الدولة التي اعتمدت اكثر من 600 كذبة تبريرا لغزو دولة مستقلة وعضو في الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي.

سقط مجلس الامن الدولي الذي رضخ للقوة الغادرة الامريكية وللسلوك العدواني المستهتر بقوانين وشرائع الانسان والامم المتحدة ونواظم العلاقات الدولية . سقطت - فعلا - هيبة الامم المتحدة ، وداست (بصاطير) الجنود الغزاة على قلب ميثاق الامم المتحدة ، وميثاق الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك والوحدة الاقتصادية العربية .سقطت مبادئ التعايش السلمي ، والمعاهدات والمواثيق الدولية ، وسقطت اغصان الزيتون في الارض العربية بعد ان كانت احرقت على اديم ارض فلسطين المقدسة منذ عام ,1948 ..

في التاسع من نيسان عام 2003 تم اغتيال الامن والامان في العراق.. ومع هذه الفعلة النكراء سقطت اتفاقية جنيف ، وسقطت كل موجبات احترام (المجتمع الدولي) فلقد اختطف الغزاة دولة لها في عمق التارخ اكثر من ثمانية آلاف عام ، قدمت خلالها للبشرية : القوانين ، والانظمة الاجتماعية والاقتصادية ، قدمت (الصفر) والابجدية - وفلسفة (جلجامش) وجنائن بابل المعلقة ، وحضارة آشور ، وكانت بغداد (ام العالم) - فلم يكن ملكها (مالك الجهات الاربع) حسب بل مالك الاختراعات والاكتشافات - الى زمن الخلافة الاسلامية - حيث شع نور الحضارة على العالم - وفتح عيون من كانت الكهوف ملاذهم وسقوفهم ومكان منامهم في الشمال - شمال الكرة الارضية . سقط (انسان) اقام (دولته) على اشلاء شعب من نحو سبعين مليون انسان.

هي ذي الحقيقة.. إن ادارة المحافظين الجدد اعادت - مجددا - الى عالم القرن الحادي والعشرين شرائع الغاب ، والعصور الحجرية ، والبربرية المعادية للحضارة والانسانية .
ما سقطت بغداد ولن تسقط - انها تقاوم وترغم الغزاة على لملمة اشلائهم واشلاء آلتهم العاتية وعارهم - معهم - وهم يبحثون عن (مخرج مشرف) من العراق بعد ان اقدموا على فعل معاد للشرف - فكيف بهم يخرجون (بشرف) من واقعة كل ما فيها كان ويبقى من غير اي شرف او صدق او حق ؟ لنسجل مع التاريخ الحديث والمعاصر : ان الوحش (الذي يتخذ زورا وبهتانا شكل الانسان) اباد اكثر من مليون وربع المليون انسان ودمر مؤسسات دولة كان لها من العمر اكثر من ثمانين عاما ، وانه حرم اكثر من 26 مليون انسان نعمة الامن وقطع عليهم سبل الحياة ، ونهب ثرواتهم وصادر اراداتهم وطاردهم - داخل الوطن وخارجه - مستهدفا كراماتهم وسيادة وطنهم وابسط وايسر حقوقهم.

في التاسع من نيسان عام 2003 سقط القناع عن الوجه الحقيقي (للديمقراطية الامريكية) فبان عاريا حتى من ورقة التوت: مجرد اهدار للكرامة الانسانية ، ولصوصية وقرصنة وخطف وقتل وتدمير واستهانة بالانسان واستهتار بالحرية وبالحقوق وبكل شرائع ونواميس الكون - الوضعية والسماوية - في آن معا.

اياكم ان تقولوا ما يريدنا المحتل الغازي ان نردده من ان بغداد قد سقطت عوضا عن قول الحقيقة وهي : سقطت أكبر واقوى دولة في التاريخ حين دمرت العراق واحتلت بالغدر والقوة عاصمة الرشيد وبلد الحضارات ومنارة المجد العربي - الاسلامي.. بغدادنا التي ستعلم الدنيا كلها كيف تكون المقاومة وكيف ينهض الانسان المتجذر في التاريخ بمسؤولية سحق الغزاة واسقاط مراميهم واهدافهم.
وان غداً لناظره قريب.