تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مكاشفات فضل الله



عزام
04-01-2008, 03:56 PM
الأخوة الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

مرفق ملف يحوي على مكاشفات هامة مع الشيخ محمد حسين فضل الله أجراها معه الصحفي السعودي المعروف عبد العزيز القاسم نشرت في جريدة عكاظ على أربع حلقات مابين 21 فيراير و13 مارس 2008. وتتناول هذه المكاشفات أسئلة هامة وحساسة ومثيرة للجدل وجهها الصحفي للمرجع الشيعي المعروف مثل:

• ولاء الشيعة لمن سماحة السيد: هل هي لإيران والملالي أم لأوطانهم.. دونك حزب الله مثالا؟
• تكاد تكون المرجعية الشيعية العربية الوحيدة ولكني لا أرى في شيعة القطيف والخليج سوى إتباعهم للشيرازي أو السيستاني.
• كيف تعلق على ابتزاز أمريكا بالورقة الشيعية إلى الدرجة التي يذهب فيها بعض الشيعة الخونة للكونجرس للتأليب على أوطانهم.
• هذا الشيخ القرضاوي هو من اعترض على مسألة التبشير الشيعي الإيراني في البلاد السُنية.. هل عدنا سماحة السيد لتصدير الثورة؟
• أنت ترفض القول بوجود مصحف فاطمة ولكن دونك قول الخميني، فمن نصدق منكما؟
• لماذا حسم ملالي إيران الأعلمية للسيستاني عليكم.. يقال أن السبب دمك العربي.
• كيف تقنعنا برؤيتك التقاربية وأنت الذي تقول بعدم جواز التعبد بأي مذهب إسلامي غير مذهب أهل البيت.
• ما هو رأيك في ما طرحه الشيخ الصفار من مشرع تقاربي بين طائفتي السنة والشيعة؟
• كيف تصف سماحة السيد مؤتمرات التقارب بأنها محل للكذب ولم توصل إلى الوحدة وأنت من باشرها؟
• كيف تلقيت الحملة التي قام بها بعض من شيعة القطيف عليك، وما السبب في ذلك؟
• تعارض سبّ الصحابة، فهل ذلك نابع من مراعاة مشاعر أهل السنة، أم أنه نابع من إيمانك بعلو مكانة الصحابة الأكارم؟
• هلا أن نعرف سبب مطالبتك إيران بإزالة شارع أبو لؤلؤة المجوسي.
• بودنا أن نعرف رأيك في غلو مرجعياتكم عندما يقولون: لأئمتنا منزلة لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
• هل أحاسيس الظلامة تدفع بعض الملالي بأن يخصص موقع «ضلال» للهجوم الحاقد عليك؟
• اشكاليتنا أننا نجد الإزراء بالصحابة في مصنفات أركان المذهب الكبار كالمفيد والمرتضى والطوسي وابن طاووس والحلي. فهل هؤلاء غلاة؟

وفي ظل التأزم الطائفي الذي يشهده الواقع العربي والإسلامي، وفي ضوء استحقاقات قضايا وإشكالات حيوية وضاغطة على جميع التيارات في الساحة الفكرية والسياسية العربية والإسلامية لا سيما قضايا التعايش السياسي واعتماد الحوار وعدم نفي الآخر، أجد أن مطالعة هذه المكاشفات قد تكون مفيدة ونافعة.

وجدير بالذكر أن الصحفي عبد العزيز القاسم كان قد نشر مكاشفات سابقة له مع عدد من قادة الفكر والرأي على اختلاف مشاربهم في مجلدين كبيرين.

السيد فضل الله يجيب على أسئلة «مكاشفات» ابتداء من 21/2/2008

19 / 2 / 2008م -

المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله يجيب على أسئلة «مكاشفات»
ابتداء من يوم الخميس في ملحق (الدين والحياة) بصحيفة عكاظ
• القرآن هو كتاب الله المعصوم وكل من يقول بتحريفه هو إنسان سائر لطريق الكفر
• أحرّم سبّ أي صحابي بما فيهم الخلفاء الراشدون وأمهات المؤمنين جميعا بما فيهن عائشة
• حادثة الاعتداء على فاطمة الزهراء ليست محل وثاق ولا تخضع للرواية الموثقة ولا للتحليل التاريخي
• لا يجوز أن نتوجه إلى الأنبياء والى الأئمة من أهل البيت بالدعاء في طلب الحاجات وإنما نتوجه إلى الله
• علماء التقارب لا زالوا يعيشون في المؤتمرات التي يكذب فيها البعض على البعض الآخر
• اجتهاداتي التاريخية والفقهية والكلامية اعتبرها البعض خروجاً على المذهب لذلك كان الموقف من مرجعيتي
• الصراع الشخصي في قضية المرجعيات ليس بدعاً من الواقع فهناك منافسات حتى في المرجعيات العلمانية أو السنية
• لا أعتقد بارتداد الصحابة عن الإسلام واتبع الإمام علي في علاقته وتعاونه ونصحه لهم على أساس أنهم مسلمون
• لا يوجد لدينا مصحف فاطمة وقرآننا لا يزيد ضمة أو فتحة عن القرآن الموجود لديكم
• أتلقى هجوم بعض المرجعيات الشيعية عليّ بسبب آرائي بعقل زاهد وصبر
• إدماء الرأس وضرب الأجساد بالسلاسل فيه إساءة بالغة للإسلام ويمثل التخلف
• دعوت الإيرانيين لإزالة شارع أبو لؤلؤة المجوسي لأنه في الأصل غير واقع ويثير الفتنة بين المسلمين
• المرجعية لا تتأثر بقومية معينة بل الكفاءة العلمية هي الأساس
• لا أرى أي واقعية للاعلمية فليس هناك في العالم كله من هو اعلم الناس جميعاً

عزام
04-01-2008, 03:59 PM
حلقة اولى


محمد حسين فضل الله في أولى مكاشفاته: ولاية الفقيه نظرية لا يراها أكثر فقهاء الشيعة
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080221/Cat2008022137120.htm

صحيفة عكاظ - « أجرى الحوار: عبدالعزيز محمد قاسم » - 21 / 2 / 2008م - 12:38 م

• اعتبر بعض الملالي اجتهاداتي الفقهية خروجا عن المذهب لذلك وقفوا ضد مرجعيتي
• الشيعة يعتبرون أمريكا عدوهم الأول وهناك مقاومة شيعية للاحتلال الأمريكي في العراق
• اتهام الشيعة بأنهم يخضعون لإيران هو اتهام ظالم جملة وتفصيلا
• لا أعتقد أن للصفوية بالمعنى السياسي أي تأثير في الواقع الشيعي على المستوى العام
• لا أقول باشتراط الأعلمية في المجتهد فلا دليل على اعتبارها ولا واقعية لها
• بالنسبة للشيعة لا يوجد ولاء بالمعنى الديني والمذهبي لأي دولة
• حرمت استخدام العنف على شباب الشيعة بل حرمت الكتابة على الجدران وإحراق الدواليب
• اسألوا حزب الله فأنا لا أجيب عن الآخرين
• الكفاءة العلمية هي الأساس في التزام الذين يأخذون الفتاوى من هذه المراجع
قال سماحة السيد محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني في أولى مكاشفاته بأن اتهام الشيعة العرب بالولاء لإيران هو اتهام ظالم جملة وتفصيلا، وأن الشيعة هم اخلص الأفراد لأوطانهم التي يعيشون بها، وحرم سماحته - تعليقا على أحداث البحرين- ما يقوم به الشباب المتظاهر من استخدام العنف في احتجاجاتهم والكتابة على الجدران وحرق المنازل والمحلات التجارية وقال إن ذلك لا يجوز، وتعرضت المكاشفات لمحاور عدة، كموقف الشيعة من أمريكا، حيث قال سماحته أن الشيعة يعتبرون أمريكا عدوهم الأول، وان ثمة جماعات شيعية يقامون المحتل الأميركي في العراق، والى تفاصيل المكاشفات:
• سأبدأ أسئلتي سماحة السيد عن خمود الحركة العلمية في جبل عامل، لديكم هنا في لبنان، وانتقالها للنجف وقم. ما أسباب ذلك؟
- لم يكن لجبل عامل أي علاقة بالدولة الصفوية لأن الدولة الصفوية لم تصل إلى لبنان ولم تصل حتى إلى سوريا. وقد كان جبل عامل هذه المدرسة الفقهية الأصولية الأدبية الثقافية التي كانت تخرج العلماء وخصوصاً العلماء المسلمين الشيعة فكان هؤلاء العلماء يهاجرون ويعطون إمكاناتهم الثقافية لأكثر من بلد فهناك علماء من جبل عامل ذهبوا إلى الهند وهناك من ذهب إلى إيران ومنهم الشيخ البهائي والحرّ العاملي والمحقق الكركي وهنالك من العلماء من استشهدوا بسبب ذهنية طائفية معقدة في وقتها وكان الشيخ زين الدين الجبعي المعروف بالشهيد الثاني يدرّس المذاهب الأربعة إلى جانب المذهب الشيعي في مدرسة بعلبك وكان يسافر إلى مصر وغيرها ليتتلمذ على علمائه لأن الشيعة لم يكونوا في جبل عامل بشكل عام منغلقين على الجانب المذهبي بل كانوا يتتلمذون على علماء المسلمين السنة تماماً كما كانوا يتتلمذون على أيدي علماء المسلمين الشيعة.
ولكن الظروف الاقتصادية وغير الاقتصادية أثّرت بعض التأثير وبرزت حوزة النجف، ولم يكن العلماء الشيعة يسافرون إلى قم وإنما كانوا يسافرون إلى النجف وكانوا يتتلمذون على علماء النجف ولكن بعد أن حصل ما حصل من مصادرة صدام حسين للحوزة العلمية في النجف الأشرف ذهب الطلاب إلى قم.
• عفوا سماحة السيد، فجوابك يفاجئني وأنت تقول بأن ليس ثمة علاقة بين علماء الشيعة في جبل عامل والدولة الصفوية. المصادر التاريخية تحكي أن الدولة الصفوية عندما تشيعت استعانوا وجلبوا علماء شيعة من جبل عامل؟
- كنت اقصد أن الدولة الصفوية لم تفرض سلطانها على منطقة جبل عامل ولكن بعض علماء جبل عامل ذهبوا إلى إيران واستفادت منهم الدولة الصفوية ولم تكن المسألة مسألة جلب هؤلاء العلماء إلى إيران من قبل الدولة.
• وهذا يعيدني لأن أسأل أخرى عن ضمور الحركة العلمية الشيعية في جبل عامل ولبنان عموماً؟
- من الطبيعي ذلك عندما انطلقت الحوزة العلمية في قم التي تملك إمكانات كبيرة جداً. ولذلك فان الاتجاه انطلق من اجل الهجرة إلى قم والعودة إلى جبل عامل في هذا المقام وكان في جبل عامل هناك من لم يتتلمذ في قم كالسيد محسن الأمين مثلاً والشيخ محمد جواد مغنية والشيخ هاشم معروف والشيخ عبد الله نعمة والشيخ محمد مهدي شمس الدين هؤلاء كلهم تعلموا في النجف وتركوا تأثيرات كبيرة على المستوى الثقافي وعلى المستوى الفقهي ولكن عندما صودرت النجف في العهد السابق عند ذلك انفتحت أبواب قم لطلاب العلم الديني.
المرجعيات العربية
• وهل هذا هو السبب في رأيك بندرة المرجعيات من ذوي الأصول العربية؟ سماحة السيد عندما استعرض أسماء المرجعيات الشيعية الحالية لا أجد سوى مرجعية أو اثنتين فقط من أصل عربي في مقابل المرجعيات من ذوي الأصول غير العربية؟
- لقد أشرت فيما سبق أن علماء جبل عامل في امتداد التاريخ شكلوا نوعاً من القيادة الدينية الثقافية الفكرية لكل الواقع الإسلامي، حتّى في إيران، ولا تزال كثير من كتبهم تدرّس في الحوزات. والمرجعية بشكل عام لا تتأثر بقومية معينة سواء عند السنة أو عند الشيعة لذلك القضية لها بعد تاريخي ولم تكن منطلقة من الواقع الشيعي وخصوصاً العربي من عقدة ضد الذين هم ليسوا بعرب من المراجع ولكن الكفاءة العلمية هي الأساس في التزام الذين يأخذون الفتاوى من هذه المراجع.
• سامحني سماحة السيد بان أتوقف في هذه النقطة، فبعيداً عن الشعوبية التي هي ليست من الإسلام، غير أنني إزاء ملايين الشيعة العرب، ولم أفهم لم لا توجد سوى مرجعية عربية واحدة شهيرة، وهي أنت، بل حتى أنت نازعتك مرجعيات قم والنجف وشككوا في مرجعيتك؟
- كانت هناك مرجعية عربية ولكن ليست واسعة وهي مرجعية السيد محسن الأمين الذي كان يقيم في الشام توفي في القرن الرابع عشر الهجري وكان هو عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق وكان صاحب مؤلفات كبيرة جداً.
المسألة هي أن المرجعية تحتاج إلى كثير من الإمكانات؛ ولهذا فقد اتجهت المرجعية إلى واقعها التاريخي السابق بالمعنى الممتد في العالم الإسلامي الشيعي إلى النجف والى قم في هذا المجال وكنت من الذين عاشوا وزاملوا المراجع الحاليين في النجف في هذا المقام وكانت هناك ظروف استطاعت أن تهيئ لموقعي وامتدادي المرجعي لامتدادي الإسلامي بشكل عام الذي لم يقتصر على الجانب العربي بل امتد إلى باكستان وإلى الهند وحتى إلى إيران هناك من يرجع إلي في التقليد.
العقدة من المرجعية
• أنت أكرمتني بأن أسأل ما لدي دون تحفظ، لذلك سأقول لك ما يردده البعض وأنا سمعت من بعض الشيعة ذلك، وهو أن السيد محمد حسين فضل الله بسبب أصوله العربية واجه هذه الممانعة من قبل الملالي الإيرانية تحديدا؟
- عندما نريد أن ندرس المسألة بدقة فليست كل المرجعيات الإيرانية وقفت موقفاً سلبياً مني بل حتى بعض المرجعيات العربية في النجف وقفت هذا الموقف السلبي. ولكن هناك مرجعيات إيرانية كانت لها مواقف إيجابية. المسألة قد يكون لها جانب يتصل بمسألة العقدة من حركة المرجعية في بعض الجوانب ولأنّني انطلقت في اجتهاداتي التاريخية والفقهية والكلامية لبعض الأفكار والمفاهيم والمواقف التي قد لا يرتاح إليها بعض الناس وقد يعتبرونها خروجاً على المذهب أو ما أشبه ذلك.
• إذاً أنت تقر بصورة ما بان آراءك الانفتاحية والتجديد في داخل المذهب الشيعي هو سبب رئيس في وقوف كثير من هذه المرجعيات الايرانية وربما حتى بالنسبة إلى بعض المذاهب السنية في هذا المجال؟
- عندما انطلقت بعملي الإسلامي منذ أول خمسينيات القرن الماضي حتى إنني عام 1952 ألقيت قصيدة في رثاء السيد محسن الأمين دعوت فيها للوحدة الإسلامية. واغتنم الفرصة لأقرأ لك هذا المقطع:
والـديــن وهــــو عـقـيــدة شعـت علـى أفـق الوجـودِ

ومـنـاهــج تــوحــي لــنـــا روح التضامـن والصمـودِ
عـرفـتـنــا فــيـــه الـحــيــا ة.. بمـا حـواه مـن البنـودِ
وأريــتــنــا أن الأخـــــــاء مـن الهـدى بيـت القصـيـدِ
فالمسـلـمـون لبعـضـهـم.. في الدين كالصرح المشيدِ
لا طــائــفــيــة بــيــنــهـــم تـرمـي العقـائـد بالجـحـود
والـــديــــن روح بـــــــرة تحـنـو عـلـى كــل العـبـيـد
تـرمــي لتـوحـيـد الـصـفـو ف ودفـع غائـلـة الحـقـود
عـاش الموحـد فـي ظـلال الـحـق فــي أفــق الخـلـود

عزام
04-01-2008, 04:01 PM
فضل الله والمقلدون العرب


• سأبقى سماحة السيد في مسألة المرجعية العربية. مثلي من خارج الحالة الشيعية يستغرب بأنك مرجعية شيعية عربية، ومن المفترض عقلاً وبداهة وفطرة أن يكون مقلدوك من الشيعة العرب سواء شيعة القطيف أو الكويت والعراق. وأنا لا أرى في شيعة القطيف والخليج سوى إتباعهم للشيرازي أو السيستاني؟
- هناك كثيرون يرجعون إلي في التقليد في العراق وفي السعودية سواء في القطيف أو في الإحساء وهكذا في الكويت والبحرين وعمان والإمارات. قد لا يكونون بهذه الكثرة ولكن هناك امتداداً في هذا المجال.
التشيع الصفوي
• يقول المفكر الشيعي الإيراني على شريعتي في كتابة "التشيع العلوي والتشيع الصفوي" إن الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية والمذهب الشيعي وعلى الامتزاج بالهوية الإيرانية وتفضيل العجم على العرب، هل قلة المرجعية الشيعية العربية مقابل المرجعية الإيرانية الشيعية سببها امتداد ذلك الفكر؟
- أنا لا أتصور في مسألة الوضع الصفوي له مدخلية ولكن بعض القضايا التي يحكمها الصراع الشخصي في قضية المنافسة في المرجعيات. وهذا ليس بدعاً من الواقع فنحن نجد منافسات حتى في المرجعيات العلمانية أو المرجعيات السنية عندما كانت تمثل نوعاً من أنواع الامتداد في هذا الجانب ونحن نعرف حدة الصراع التاريخي والتي خفت كثيراً بين أتباع المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي حيث كان بعض الفقهاء يحرمون زواج الحنفي مع الشافعية وهذه مسألة عامّة ربما تساعد عليها بعض الخلفيات الفكرية التي قد تكون شعورية من جهة وقد لا تكون شعورية من جهة أخرى.

ولكن لا أعتقد أن للصفوية بالمعنى السياسي أي تأثير في الواقع الشيعي على المستوى العام. مثلاً إيران دولة إيرانية فيها الأكثرية فارسية والأقلية عربية وفيها أقلية كبيرة كردية وربما يفسر بعض الناس والكثيرون الجانب القومي الفارسي أن هناك في إيران صراعاً إثنياً بين الأتراك وبين الفرس كما أن هناك حساسيات في المنطقة العربية، لذلك اعتقد أن التراكمات النفسية التي قد تأخذ جانباً قومياً من جهة أو جانباً مذهبياً من جهة أخرى أو كثيرا من الخطوط التي تعقد الواقع هنا وهناك.
اشتراط الأعلمية
• نسمع بصراحة سماحة السيد عن تنافس في موضوع المرجعية، ونعلم بالتأكيد دور إيران في مسألة تثبيت المرجعية، أمر المرجعية حسم في إيران للسيستاني، وسؤالي البسيط: لماذا حسمت الأعلمية للسيد السيستاني عليكم؟
- أولا إنني لا أقول باشتراط الأعلمية في المجتهد الذي يرجع الناس إليه في التقليد لأنّه لا دليل في نظري على اعتبار الأعلميّة، بل صح عندي أن الشرط هو الاجتهاد والخبرة المنطلقة من الممارسة الطويلة، كما أنّني لا أرى واقعية للأعلمية، فليس هناك في العالم كله في أي علم من العلوم من يُمكن أن يُشار إليه أنّه أعلم الناس جميعاً في هذا المجال أو ذاك، وربما يجري التفاضل بين مجتهد آخر في بعض العناصر والخصائص التي يتميز بها في اجتهاده أو ما إلى ذلك.
فضل الله وإيران
• لا أدرى سماحة السيد ولكن اشعر أن ثمة جفوة بينكم وبين إيران، فبعد موت الخميني انقطعت بصورة كبيرة عن زيارة إيران بعد أن كنت تزورها بكثرة، هل ثمة جفوة حالية مع ملالي إيران؟
- ظروفي المرجعية والصحية لا تساعدني على التحرك كما كنتُ في السابق.
• ألم يستجد شيء، وخصوصا بعد إعطاء المرجعية للسيستاني؟
- وضعهم جيد حالياً.
• هذا الوضع الجيد إلى الدرجة التي يأتي فيها السيد محمد خاتمي ويزور لبنان والقادة المسيحيين فيها ولا يزورك؟
- ربما كان يلاحظ أن زيارته كانت زيارة رسمية وأنه لا يزور إلا الرسميين ولا أملك صفة رسمية، ولكنه رجل صديق وقد زارني عدة مرات في زيارته غير الرسمية إلى لبنان.
الجغرافيا والتعاطي المذهبي
• سماحة السيد، عندما يقارن الباحث الحالة الشيعية اللبنانية بمثيلتها الحالة العراقية أو حتى الخليجية كالقطيف والكويت ليتلمس فرقا كبيرا، وبونا شاسعا في التعاطي المذهبي، وسؤال: هل للجغرافيا دور في ذلك؟
- هناك فرق كبير لأن لبنان هو البلد المنفتح على اتجاهات الطائفية المسيحية في تنوعاتها والإسلامية في تنوعاتها كما أن لبنان يمثل ساحة الحرية التي ربما تتحول في بعض الحالات إلى فوضى فهناك حرية ثقافية وسياسية وحرية دينية كما أن لبنان هو نافذة الغرب على الشرق ونافذة الشرق على الغرب لذلك يمثل البلد المميز عن كل العالم العربي وعن كل العالم الإسلامي ومن الطبيعي أن هذا التفاعل والتداخل بين اللبنانيين الذين لا يتحركون على أساس العزلة نتيجة وضع طائفي أو مذهبي بل نجد أن هناك انفتاحاً من المسيحيين على المسلمين وانفتاحاً من المسلمين على المسيحيين كما نجد أن المصاهرة بين السنة والشيعة قد تصل إلى مستوى الـ 40 أو50% لذلك هذا النوع من التداخل اوجد حالة من التفاعل ومن الطبيعي أن هذا التفاعل استطاع أن يعطي الناس المثقفين حتى من المتخصصين دينياً انفتاحاً يختلف عما في المناطق الأخرى سواء في الجانب المذهبي الشيعي والسني أو في الجانب الثقافي. فنحن نعرف أن هناك نوعاً من الجمود الموجود لدى الكثير من المسلمين في أكثر من بلد إسلامي أو عربي سواء كانوا متمذهبين بمذاهب أهل السنة أو مذاهب أهل الشيعة.
• ولكن ألا تعتقد معي أن للجغرافيا أيضاً دورا، العراق من أيام الحجاج يتميز ناسها بالقسوة والصلابة، بل أكثر من ذلك ما يتردد في الأوساط التاريخية السياسية بأن العراق لا يستطيع حكمه إلا دكتاتور..
- هذه قد تكون خصوصية جغرافية، فنحن نلاحظ مثلاً حتى في الخليج يختلف بلد خليجي في انفتاحه وسماحته وقبوله للآخر عن بلد خليجي آخر نتيجة بعض المؤشرات التي تترك تأثيرها على الشخصية من خلال الهجرات التي يتحرك فيها الشباب نحو أمريكا وأوروبا للتخصص هنا وهناك مثلاً. وربما أن هنا جانباً تاريخياً فعندما ندرس مسألة البحرين على الرغم من التعقيدات الموجودة في البحرين الآن وسابقاً نجد أن البحرين شيعياً على الأقل تتميز عن بقية المناطق الخليجية أنها انطلقت فيها حتى الحركة العلمانية منذ الخمسينات من القرن الماضي.

والبحرين كانت أول بلد خليجي ينتخب مجلساً نيابياً الذي ألغي بعد ذلك. وأيضاً أنها كانت بلداً علمياً وثقافياً على المستوى الأدبي والشعري فلهذا فإن مسألة التنوعات التي قد تحصل والتي قد يكون لها حالة تتصل بالتراكمات النفسية من جهة أو تتصل بالتراكمات التاريخية أو بالمؤثرات السياسية والمذهبية أو ما إلى ذلك، وهذا يختلف فيها بلد عن بلد آخر.
ولاء الشيعة لمن؟
• أحد الإشكالات التي نعيشها في منطقتنا العربية وتتأكد في هذه الفترة التي تخيم فيها أجواء الحرب، هي قضية ولاء الشيعة؟ ولاء الشيعة لمن، للمرجعية أم للدولة. هنا أسّ المشكلة في الجماعات الشيعية في العالم والخليج تحديدا في ظل هذه الظروف الإقليمية الراهنة؟
- بالنسبة للشيعة لا يوجد ولاء بالمعنى الديني والمذهبي لأي دولة، ولا حتى إيران. الشيعة يختلفون على إيران. هناك من يؤيدها وهناك من يعارضها. كما أن السُنة يختلفون على السعودية وبعض دول الخليج أو غيرها. اتهام الشيعة بأنهم يخضعون لإيران هو اتهام ظالم جملة وتفصيلا. الشيعة هم الذين أخلصوا لأوطانهم. من الذين وقفوا ضد إسرائيل؟ حزب الله...
• هذا الحزب تحديدا سماحة السيد، يقول قادته إنهم يتبعون لإيران وباعتراف صبحي الطفيلي أمينه العام السابق؟
- هو حزب يؤمن بولاية الفقيه لكنه يعمل لمصلحة لبنان. كثير من الدول العربية والإسلامية لها تحالف مع أمريكا. هل نقول إن السُنة مع أمريكا؟ هذا شيء غير طبيعي. اللعبة السياسية هي التي تقول إن الشيعة مع إيران. هذا غير صحيح. حزب الله حزب لبناني وليس فيه شخص غير لبناني، تساعده إيران وسورية قد تساعده بناحية أخرى. ولكنه في الوقت نفسه الذي حرر لبنان. هناك شيعة في العراق ليسوا منفتحين على إيران.
• لربما تاه القارئ الآن سماحة السيد ونحن نتحدث وكأننا أمام ولاءين، لإيران من جهة وللمرجعيات من جهة، أسأل بصراحة ومباشرة هنا : الشيعة في الخليج وفي لبنان التابعين لمرجعية علي خامنئي الذي يتبنى القول بولاية الفقيه أنها ولاية عامة. فولاء هؤلاء لمن؟
- أنا أقول: هل لديه إحصائية عن شيعة لبنان أو شيعة الخليج. أنا أعرف أن أغلب شيعة الخليج يقلّدون مرجعية النجف، وأن الكثير من شيعة لبنان يقلدون مرجعية النجف وبعض مراجع قم، وحتّى لو كان الأمر كما يذكره السؤال فإن عملية التقليد شرعية فقهية وليست عملية سياسية.

عزام
04-01-2008, 04:02 PM
ولاية الفقيه


• في هذا المحور ربما يحسن بنا الرجوع إلى أصل القضية. ولاية الفقيه التي أتى بها الخميني، كانت اجتهادا في الفقه الشيعي جاءت بالعلماء المعممين ليخوضوا في السياسة، بعد قرون طويلة من الابتعاد عنها.. هلا حدثتنا بصورة موجزة عنها، ورؤيتك لها؟
- ولاية الفقيه نظرية لا يراها أكثر فقهاء الشيعة.. لكن في المقابل ولاية الفقيه هي نظرية اجتهادية فقهية كأية نظرية اجتهادية وهي لا تتنافى مع إخلاص الشيعة لأوطانهم لأنها تمثل الالتزام بالفقيه بالجانب الشرعي كما أننا نقول إن إخلاص السنة لمذاهبهم والتزامهم بالنظريات الصادرة عن إمام ذلك المذهب أو ذاك أيضاً لا يعني التزامهم بأوطانهم في هذا المقام.
إن المسألة هي أن الشيعة والسنة لا بد أن يلتزموا بأوطانهم لا على أساس أن يكون الوطن صنماً يعبد من دون الله ولكن على أساس أن ينشر فيه العدل من قبل الذين يحكمونه ويقفوا ضد المستكبرين الذين يريدون أن يصادوا ثرواته وأن يسقطوا حريته وكرامته وعزته لأن الله سبحانه وتعالى يريد للناس أن يرفضوا الظلم في كل احد حتى من المسلمين وان يأخذوا بأسباب العدل حتى من الكافرين.
لذلك إن الحديث عن مسألة إخلاص الشيعة أو السنة لأوطانهم هي قضية ليست مذهبية وإنما هي قضية سياسية تنطلق من العصبيات هنا والعصبيات هناك، وقضية نظرية ولاية الفقيه هي نظرية اجتهادية قد يقول فيها البعض بأنها تمثل ولاية المجتهد العادل على المنطقة التي يحكم فيها كما أن السنة يبايعون بعض أمرائهم بيعة مطلقة فهل تكون بيعتهم هذه تقتضي أن يبتعدوا عن إخلاصهم للبلدان الأخرى التي تلتقي معهم في الدين وتلتقي معهم في المذهب؟
• أنا أضرب لك مثالا آخر في قضية ولاء الشيعة بأحداث واضطرابات البحرين وتثوير الشباب هناك بما يقوله شريعة مداري مثلا، كيف تقرأ الأمر؟
- عندما نأتي على البحرين هناك تاريخ يشعر فيه الشيعة بأنهم مهمشون. الشيعة ليسوا كلهم مشايخ بل منهم سياسيون. ويرون في هذا المجال أنّ البحرين تحاول أن تأتي بشخصيات سنية حتى توازن بين السكان. هناك مشكلة سياسية لا نستطيع اعتبارها مشكلة سنية شيعية. عندما تكون هناك مشكلة سياسية يختلف عليها الناس. ربما يحدثونك عن هذا الحاكم أو غيره وقد يكون كلامهم. المشكلة سياسية وليست مذهبية.
• ولكن سماحة السيد، هل يكون الاحتجاج بالعنف والحرق والمظاهرات؟
- هذا الأسلوب موجود في كل مكان. كنت في ذلك الوقت ضد هذا العنف وحرمته حتى إنني حرمت الكتابة على الجدران لأن صاحب هذا البيت قد لا يقبل بالكتابة على جدران منزله. قبل مدة حرمت إحراق الدواليب باعتبار أنه يسيء للبيئة ويؤذي الناس.
• هل من نصيحة للشباب العربي الشيعي؟
- أنا أنصح وهناك من يأخذ برأيي. الوضع السياسي يقول إن بلادنا تهتز، فعلينا أن لا نصوّر أن القضية سنّية شيعية، بل هي في كثير من أوجهها سياسية وعلينا أن نرصد حركة الاستكبار العالمي في واقعنا لنعرف كيف نواجه مسؤوليّاتنا في هذا المجال، وأعتقد أننا لو درسنا سلوك الشيعة تجاه أوطانهم لوجدنا أنّهم من أخلص الناس لأوطانهم.
الوعود الأمريكية للشيعة
• ما تقوم به الولايات المتحدة من لعب بالورقة الشيعية لابتزاز المجتمعات الخليجية وقادتها انطلى على كثير من الشيعة وظنوا بأن الذئب الأمريكي أدركته الرحمة وهو قادر على تحقيق طموحات الشيعة؟
- الشيعة يعتبرون أمريكا عدوهم الأول.
• عفوا سماحة السيد : هل كل الشيعة على هذا الرأي؟
- أغلبهم، رغم أن أمريكا أقنعت شيعة العراق بأنها قادرة على أن تخلصهم من صدام. ولو قرأنا تاريخ صدام نجده قد خنق الشيعة. أنا صرحت في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائيّة بأن هناك مقاومة شيعية للاحتلال الأمريكي في العراق.
• قلت إن الشيعة ضد أمريكا ولكن هناك معارضين شيعة خونة يعيشون في أمريكا، و يذهبون إلى الكونجرس للتأليب على بلدانهم ويستعدون أمريكا على أوطانهم، أيليق ذلك؟
- وهناك شخصيات مسؤولة كبيرة في العالم السني يعتبرون هم الذين يتحركون مع أمريكا. وتزور شخصيات أمريكية كبيرة ورسمية وجاء بوش لتهييج دول الخليج ضد إيران. لا يمكن أن نتحدث في هذا الجانب عن شخصيات شيعية وسنية. هناك وضع سياسي في هذا الجانب وذاك الجانب لا يمثل المذهب هنا وهناك.
ولاية الفقيه مرة أخرى
• عودة لولاية الفقيه سماحة السيد..
- سبق أن قلت أن ولاية الفقيه نظرية لا يراها أكثر فقهاء الشيعة.
• أبهذه البساطة سماحة السيد؟
- أنا لا أراها.
• ولكنك تخالف دولة كبيرة تقوم على هذه الولاية؟
- أقول إنه لا يتحتّم أن تكون الولاية للفقيه بمعنى السلطة التنفيذية. السيد أبو القاسم الخوئي لا يرى ولاية الفقيه وكذلك السيد محسن الحكيم؛ لكن نفي ولاية الفقيه من ناحية النظريّة الاجتهادية تنطلق من عدم ضرورة أن يكون الولي فقيهاً، ولا يعني عدم إسلاميّة النظام.

وبتعبير آخر: إنّنا نقول إن الفقه بما هو حالة ثقافية اجتهادية لا يلازم ناحية الولاية التي ترتبط بالجانب التنفيذي، ولكن قد يجتمعان في شخص. ولكن الأساس أمران: الأوّل الكفاءة القيادية والخبرة والفضيلة، والثاني هو أن يرتكز إلى الشرع الإسلامي في إدارة الحكم.
• سامحني سماحة السيد، ولكن مافعلتموه بعد نجاح ثورة الخميني ربما يخالف هذا القول. بادرتم إلى مباركة الخميني وكان تواصلكم مع القيادة الإيرانية كبيراً ولا تمر سنة إلا وتذهبون إلى إيران؟
- صحيح. أنا كنت ضد الشاه. إيران بها مثقفون وعلماء وطبيعي أن أذهب إليها.
فضل الله وموسى الصدر


• بالعودة إلى لبنان لم نجد للسيد فضل الله دوراً في حركة الامام موسى الصدر باعث الحركة الشيعية في لبنان ولا في كيان المجلس الشيعي الأعلى؟
- كانت هناك علاقة حميمية وعميقة مع السيد موسى الصدر فقد كان في النجف يدرس لأنه زميل لي وحتى عندما جئت الى لبنان، ولذلك فان العلاقات كانت علاقات جيدة جداً مع بعض الاختلافات في بعض وجهات النظر. أما قصة المجلس الشيعي فأنا قلت إنني لن أنتخب ولن انتخب لأنني أؤمن بضرورة وجود مجلس إسلامي عام بين السنة والشيعة وقد اقترحت ذلك على السيد موسى الصدر وقال لي بان بعض السنة الكبار في المواقع الرسمية لم يتقلبوا بهذا الأمر.
• بالعودة إلى علاقتكم بحزب الله أطلق عليكم في مرحلة من المراحل إنكم المرشد الروحي لحزب الله؟
- لم تكن أي صفة تنظيمية رسمية لحزب الله ولا أي حزب آخر؛ ولكنّي كنت أطلّ من موقعي على الحالة الإسلامية العامّة والتي كان الحزب منها، وخصوصاً أنّه تحرّك في خط المقاومة ضد إسرائي، والمقاومة أعتبرها من الثوابت في فكري.
• قلت عن حزب الله أنه يؤمن بولاية الفقيه، لكنه يعمل لمصلحة لبنان.
السؤال هنا سماحة السيد : لو تعارضت مصلحة لبنان، مع توجيهات الولي الفقيه الذي يتبعه حزب الله. فهل يملك حزب الله الخروج عن تعاليم وليه الفقيه النائب عن إمام الزمان؟
- فليُسأل حزب الله. أنا لا أجيب عن الآخرين.
حزب الله وإيران
• سأورد لك تصريحات علي أكبر محتشمي بور، وزير الداخلية الإيراني الأسبق، لصحيفة شرق الإيرانية في 3-8-2006، حيث ذكر أن كوادر الحزب كانوا يقاتلون بجانب الإيرانيين أيام حربهم مع العراق.
وقريب من هذا تلك الرسالة التي وجهها الحزب الوطني العربستاني إلى حسن نصر الله يطالبونه بوقف مشاركة أعضاء حزبه في قمع انتفاضة الأحواز ضد النظام الإيراني. وهي رسالة نشرها الحزب في موقعه على الشبكة. أليس هذا دليلا على أن حزب الله يستقي توجيهاته من إيران.
- ما رأيك بالذين كانوا يقاتلون من السنة إلى جانب النظام العراقي السابق ضد المسلمين في إيران؟ وما رأيك في الدول العربية الخليجية التي ساعدت النظام لصدامي الطاغي بمبالغ يُتحدث عن أنّها بلغت 36 مليار دولار بإيحاء من الولايات المتحدة الأمريكية؟ فهل نقول إنّنا نسجل نقطة على السنة وعلى كل الخليجيين كما يُراد التسجيل على الشيعة؟!

ثمّ ما هو الرأي في موقف الشيعة من الحرب ضد إسرائيل والتي استطاعوا فيها أن ينزلوا الهزائم بإسرائيل في سنة 2000 و2006 وباعتراف إسرائيل نفسها، وما هو الرأي بكبار أهل السنة الذين يعترفون بإسرائيل التي اغتصبت فلسطين كلّها؟!
إن القضية السياسية لا يُمكن أن ندخلها في التفاصيل المذهبية في قضية تسجيل النقاط.
• وطالما سماحة السيد تصرّ على أن حزب الله حزبا لبنانيا فهل توجد شخصيات سنية بارزة في الحزب. وما سبب الطبيعة المذهبية له، إذا كان حزباً لبنانياً وطنياً؟
- هناك علاقات جيدة بين حزب الله وبين جهات سنية، سواء أكانت مذهبية أو سياسية؛ ولهذا فقد تجد هناك تحالفات بين حزب الله والكثير من اللبنانيين، سواء على مستوى الحركات الإسلامية أو العلماء المسلمين أو السياسيين المسلمين.

ومن المشروع التساؤل أيضاً: لماذا لا يكون في حزب الإخوان المسلمين أو غيره مسلمون شيعة. هذه أمور تنطلق من تعقيدات الواقع السياسي في البلاد العربية والإسلامية.

من هناك
04-01-2008, 04:38 PM
سأقرأ ولن اعلق

عزام
04-01-2008, 08:47 PM
هل تعتقد انها تقية اخي بلال؟
على كل حال انا رايت ان نضعها هنا كي نلزم الاخوة الشيعة بكلام عالم من علمائهم اذا تجاوزوا الحد.

من هناك
04-02-2008, 02:32 AM
انا لا اظن انها تقية بالمعنى المتعارف عليه ولكنه نوع من إظهار جزء من الحق لإسكات طرف آخر لديه جزء آخر من الحق.

مشكلتنا اننا نقرأ الشيعة وفي رأسنا صورة واحدة: التقية. إن محمد حسين فضل الله ليس بحاجة لإخفاء رأيه وقد فعل هذا رغم انه طرد من حظوة الشيعة العالمية ولكنه تابع واستمر وبنى مؤسسات خاصة به ولا زال يطرح قضايا جوهرية بين السنة والشيعة ولكنه غير قادر على نشرها بسبب رفض السنة لآراءه الشيعية ورفض حزب الله لكل ما هو خارج عباءة الخامنائي

عزام
04-02-2008, 01:00 PM
فضل الله في ثاني مكاشفاته: مؤتمرات التقارب بين الطائفتين محل للكذب.. والحلّ بتقوى الله


http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080228/Cat2008022837468.htm


صحيفة عكاظ - « مكاشفات أجراها: عبدالعزيز محمد قاسم » - 28 / 2 / 2008م - 12:08 م


• مستعد أن استشهد في سبيل أن يكون الإسلام هو الدين الحضاري أمام العالم
• السيطرة الأمريكية على العالم الإسلامي تمنع وجود حركة وحدوية منفتحة لحل مشاكل الطائفتين
• ما يحدث في العراق الآن ليس فتنة سنية شيعية بل هي مسألة سياسية
• علماء الشيعة في العراق أفتوا بأنه يحرم على المسلم أن يقتل المسلم الآخر
• الإمامة والعدل من أصول المذهب وليست من أصول الدين
• التقليد لدينا إنّما هو في الفقه أمّا الجوانب العقيدية فلا تقليد فيها.
• لا أعتقد بارتداد الصحابة عن الإسلام وتكفيرهم أمر غير صحيح وغير موافق للخط الإسلامي
قال سماحة السيد محمد حسين فضل الله في الجزء الثاني من مكاشفاته مع ملحق «الدين والحياة» بأنه يحرم التطبير الذي يحدثه الشيعة في عاشوراء جملة وتفصيلا، لأن الإضرار بالجسد محرم، إضافة لأنه يشوه صورة الإسلام. وفجر المرجع الشيعي قنبلة مدوية في مكاشفاته عندما اعتبر أن العلماء الذي يباشرون مؤتمرات التقارب من أزمنة بعيدة بأنهم يكذبون فيها بعضهم على بعض، وشبههم بشكل قاس بما جاء في الآية الكريمة: ﴿ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ﴾.
وتطرق سماحة السيد في هذا الجزء من المكاشفات إلى موضوع العراق معتبرا الأحداث هناك مجرد خلافات سياسية لا فتنة مذهبية بين السنة والشيعة، والى تفاصيل المكاشفات:


• سأبدأ معك هذا الجزء سماحة السيد في الحديث عن مسألة التقارب. في مكاشفاتي قبل 4 سنوات مع الشيخ حسن الصفار، طرح الرجل رؤية لحل الإشكالية بين الشيعة وأهل السنة عموماً وقال إن من المفترض على عقلاء الطائفتين أن يتحاوروا ويصلوا إلى حل، وأن يوقف السلفيون وأهل السُنة تكفير الشيعة فيما يقوم علماء الشيعة بردع وإزالة ثقافة شتم الصحابة؟
- نحن نقوم بهذه الدعوة منذ عشرات سنين لأننا نعتقد أن مسألة تكفير المسلم هو أمر لا يجوز، بعض الاجتهادات التي يراها المسلمون كفراً ليست كذلك، بل هي اجتهاد قابل للنقاش والجدل. سمعت أن السيد علي خامئني تحدث عن عدم جواز سب الصحابة وأعلن ذلك وأن بعض علماء الشيعة كذلك. نحن من أطلق الوحدة الإسلامية حتى نتعاون سُنة وشيعة حتى نتمكن من معالجة الأوضاع الموجودة في الشارع والتي تتحرك بطريقة سلبية ضد الشيعة وضد السُنة.
• ولكن سماحة السيد بعد هذه السنوات من إطلاق هذه الدعوة، أريد تقييمكم الموضوعي والعادل لمسألة التقارب؟
- المشكلة لدينا صارت مشكلتان. الأولى هي التخلف الذهني الذي لا ينفتح على الرأي الآخر ولا يحاول أن يتحرك في الأفق الواسع في هذا المجال. الثانية هي أن مشكلة السُنة والشيعة دخلت في خطط الأجهزة المخابراتية الموجودة في العالم الإسلامي وذلك من خلال المخابرات الأمريكية والأوروبية وغيرها لأن الطريقة التي يمكن عن طريقها السيطرة على المسلمين وإشغالهم بجزئيات خلافاتهم عن قضاياهم المصيرية الكبرى تتم عن طريق استغلال هذه الخلافات.


أحداث العراق وظلالها السوداء


• لكن بالمقابل هناك من يقول أن الغزو الأمريكي للعراق وما حدث من حالة تصادم بين السُنة والشيعة في العراق ألقت بظلالها على هذا المشروع وأوقفته؟
- عندما ندرس هذه المسألة نجد أنه لم تكن في العراق - وأنا عشت هناك أغلب شبابي - مشكلة سنية شيعية. دخول القاعدة وتصريح قادتها بأن هناك هدفان الأول هو محاربة الاحتلال والثاني هو محاربة الشيعة وقتلهم. الشيعة لم يبدأوا بأي عمل سلبي ضد السُنة. بل إن علماء الشيعة ومراجعهم أفتوا بكل صراحة بأنه يحرم على المسلم أن يقتل المسلم الآخر في هذا المجال...
• لكن سماحة السيد كان هذا عند بداية الأحداث، وما لبثت الأمور أن انقلبت وشهدنا المجازر ضد أهل السنة؟
- نعم. منذ البداية وحتى الآن. قبل أيام اطلعت على فتوى للسيد السيستاني في جريدة الحياة وهو يؤكد هذا المعنى. غاية ما هناك أن امتداد هذا الموضوع إلى المستوى الذي هُدمت فيه قبة الإمامين العسكريين أوجد حالة جنون عاطفي وانطلقت المسألة كرد فعل لدى بعض الشيعة. الواقع الموجود في العراق الآن ليس هو فتنة سنية شيعية، الحركة الموجودة في العراق هي مسألة سياسية. الصراع الآن بين السنة أنفسهم. نجد أن القاعدة والصحوة متصارعتان. كذلك هناك مشاكل بين الشيعة أنفسهم. لا توجد بالعراق فتنة سنية شيعية.
• مرة أخرى سماحة السيد: ألم تلقي أحداث العراق بظلالها مرة أخرى على التقارب بين الطائفتين؟ قبل أحداث العراق قطعتم شوطاً كبيراً؟
- بعض الدول تشجع المسألة المذهبية في داخلها وبعض هذه الدول إسلامية.
الملك عبدالله رجل وحدوي وحواري


• هناك من يقول إن موضوع التقارب لن يتم إلا عن طريق البوابة السياسية. إذا تقاربت السعودية وإيران على غرار ما حدث بين الملك عبد الله والزعيم الإيراني خاتمي سيظل موضوع التقارب موجوداً.
- أعتقد أن الملك عبد الله رجل وحدوي وحواري والإيرانيون يحاولون أن يبقوا على انفتاح معه. ولكن المشكلة في كثير من التكفيريين والإرهابيين بين الأطراف التي تريد الحوار. لذلك لا أتصور أن المسألة السياسية وحدها هي الحل.
• وما المسألة الرئيسية التي يمكن أن تدفع تجاه الحل؟
- لدي علاقة مع الشيخ القرضاوي وآخرين وأقول: يتوجب على العلماء أن ينزلوا إلى الأرض. علماء السُنة وعلماء الشيعة وأن يثقفوا قاعدتهم الشعبية بالوحدة الإسلامية. المشكلة أن العلماء لا زالوا يعيشون في المؤتمرات التي يكذب فيها البعض على البعض الآخر، على طريقة قوله تعالى: ﴿ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ﴾.


• سماحة السيد، هذه المؤتمرات تشاورية وأستغرب أن تقول إنها محل للكذب ولم توصل إلى الوحدة؟
- السيطرة الأمريكية على العالم الإسلامي سواء في المجال الأمني أو السياسي أو الاقتصادي تمنع وجود حركة إسلامية وحدوية منفتحة على الحل الجذري للمشاكل.
• وإذن برأيك كيف نتجاوز هذا؟
- بأن نتقي الله.


التطبير مرفوض ومحرم وفيه تشويه لصورة الإسلام


• مرت علينا عاشوراء قبل أسابيع؟ أود سماع رأيك بضرب الصدور والندب وإدماء الرؤوس وما تسمونه التطبير؟
- لقد أصدرت منذ سنين الفتوى بأن التطبير محرم لأن الإضرار بالجسد محرم سواء كان في حالة التعبير عن الحزن أو في أي حالة في هذا المجال، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن هذا يشوه صورة الإسلام ولذلك نحن نرفضه جملة وتفصيلا وأنا عبرت عنه في بعض أحاديثي بأنه مظهر تخلف كذلك أصدرت فتوى بتحريم ضرب السلاسل على الظهر ولا سيما الذين يضعون بعض السكاكين في داخلها بحيث يسيل الدم بسببها. ولا أزال أتابع كل العادات الجديدة التي ربما يعتبرها البعض وسيلة للتعبير عن الحزن، وقلت إن قضية الثورة الحسينية هي قضية إسلامية، وقد أصدرت كتابين من وحي عاشوراء ودعوت إلى أن تكون عاشوراء إسلامية تنطلق فيها من خلال العناوين الكبرى التي أطلقها الإمام الحسين في كلماته التي تحدث عنها في عاشوراء.
• لكن طائفتك يا سماحة السيد ردوا عليك في كلام للإمام الخميني، قاله في صحيفة النور ص69 «لو كان الأمر منحصراً بشخص مقدِّس جالس في الغرفة والبيت، يقرأ لنفسه زيارة عاشوراء ويسبّح، لَمَا بقي شيء. كل مدرسة تحتاج إلى الضجيج، يجب أن تضرب عندها الصدور. وكل مدرسة لا يوجد عنها لاطِموا الصدور ولا يوجد عندها البكاؤون ولا يوجد عندها الضاربون على الرأس والصدر، فإنها لا تُحفظ». كيف تعلق؟
- كما قلنا إن المسألة تنطلق من رأي فقهي هو حرمة الإضرار بالجسد وبالعنوان الثانوي من حيث إنها تمثل التخلف الذي يشوه صورة الإسلام والمسلمين حتى إننا بالنسبة إلى اللطم هو وسيلة من وسائل الحزن ولكننا نقول لا بد من أن يكون لطماً هادئاً يعبر عن الحزن ولا يكون لطما بالطريقة الاستعراضية التي تسيء إلى الصدر بحيث تؤدي إلى احمراره والإضرار به.
طالبت الشيعة بالتبرع بالدم بدلا من الإدماء
• الشيخ حسن الصفار طرح حلا عصريا قبل أعوام حيال التطبير وقال يمكن التبرع بالدم عوضا عن ذلك المشهد المؤلم والمنفر، وحذر بأن وسائل الإعلام الغربية تحرص على هذه المناظر وتقدمه على أنه الإسلام.
- أنا دعوت إلى أن تدخل قضية عاشوراء في مجال الإنتاج الفني بطريقة فنية تنفتح على المفاهيم الإسلامية المتمثلة في سيرة الإمام الحسين والثلة الطيبة من أهل بيته وأصحابه ولا تتحدث عن الحادث على أساس أنها حادثة خاضعة لظروف معينة جزئيّة. وكنت أيضاً أتحدث منذ سنتين أنكم إذا أردتم أن تقدموا للحسين تضحية فتبرعوا بالدم لخدمة الشهداء الذين يسقطون أمام إسرائيل، وحتى أنني تحدثت بطريقة إعلامية لأن بعض الناس يقولون إننا نواسي الإمام الحسين عندما نجرح رؤوسنا فقلت إن الحسين جرح وهو يجاهد فإذا أردتم مواساة الإمام الحسين فانطلقوا في مواجهة إسرائيل؛ فإذا جرحتم في خط المواجهة كانت تلك هي المواساة؛ لأن المواساة هي تعني أن نجرح في الموقع الذي جرح فيه، وهذا ما تحدثت عنه خلال زيارتي للهند بشكل صريح جداً.
• يتردد سماحة السيد بأن أتباعكم الذين تحدثهم أيام عاشوراء في مسجدك يقومون بضرب صدورهم بمجرد أن تخرج من المسجد. سامحني هذا ما يروج في الأوساط اللبنانية.
- هذا صحيح ولكن اللطم الهادئ الحزين لا مشكلة فيه، وإنّما في إيذاء الجسد وما إلى ذلك.


الجعفرية مذهب خامس


• سأنتقل إلى محور آخر رئيس بين السنة والشيعة، سؤالي هنا: هل يقدم الشيعة مذهبهم على أنه مذهب خامس من المذاهب الأربعة السنية أم أنهم يقدمون مذهبهم على أنه البديل الصحيح؟
- هناك فكرة يرويها الشيعة عن أئمتهم وهي ما يروى عن الإمام جعفر الصادق ، حيث يقول: حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله وحديث رسول الله قول الله عزّ وجلّ، فيعتبرون أن الأئمة لا ينطقون كمجتهدين بل إنهم يأخذون الخطوط الشرعية من خلال رواياتهم عن رسول الله . ولكننا عندما نتجاوز مسألة الأئمة إلى المجتهدين الشيعة فهناك اختلافات اجتهادية حتى في ما يستفاد من كلمات الأئمة أو من أحاديث الرسول . مثلاً النظرية الشيعية تقبل خبر الثقة حتى ولو لم يكن شيعياً ولو جاء خبر ثقة سني وكان يروي عن رسول الله فنحن نأخذ به فهم من حيث النتيجة يمثلون مذهباً إسلامياً ولكنه من حيث العمق الأئمة يعتبرون أنهم ينطلقون بشكل مباشر عن رسول الله.


• ثمة وقفة هنا سماحة السيد، قلت بأن «النظرية الشيعية تقبل خبر الثقة حتى ولو لم يكن شيعياً ولو جاء خبر ثقة سني وكان يروي عن رسول الله فنحن نأخذ به».والسؤال هنا: إذا كانت النظرية الشيعية تقبل خبر الثقة أياً كان مذهبه، فما سبب خلو كتب الرواية لدى الشيعة «تقريباً» من أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي يرويها أمثال أبي بكر أو عمر أو عثمان أو عائشة أو أبي هريرة رضي الله عنهم؟
- لقد قلنا إنّنا نؤكد الخبر الموثوق به نوعاً، وقد يأخذ البعض بخبر الثقة، وربّما كان بعض العلماء يشكّكون في وثاقة بعض الأخبار، وقد يكون الشخص ثقة عند البعض وغير ثقة عند آخرين، كما أن الشخص الذي هو ثقة عند السنّة قد لا يكون ثقة عند الشيعة؛ لأنّ مسألة الوثاقة قضيّة تنطلق من معطيات دراسة الشخصيّة أو دراسة نفس المضمون المتعلّق بالخبر؛ لأنّنا نعتقد أنّه لا بد من دراسة السند في وثاقة الراوي، ودراسة المضمون في طبيعة الرواية.
وعلى كلّ حال فالمسألة ليست بالنحو الذي يطرحه السؤال.


الشيعة والمرويات


• وطالما الأمر بما ذكرت، دعني أعيد السؤال بصريح العبارة: هل الشيعة يقبلون مرويات هؤلاء الصحابة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويعملون بها؟
- قلت إنّ المسألة خاضعة للدراسة التفصيليّة، وليست منطلقة من ضابطة عامّة؛ فقد لا يقبلون بعض مرويّاتهم، خصوصاً الجدل الذي دار بين أبي بكر وبين السيّدة فاطمة الزهراء في قضيّة فدك، حيث يروي أبو بكر عن النبيّ : «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث؛ ما تركناه صدقة»، فقد أنكرت السيدة الزهراء عليه ذلك، ولم يتقبّل الشيعة ذلك انطلاقاً من مخالفته للقرآن؛ لأنّهم يستفيدون أوّلاً عموم آية الإرث للنبيّ وغيره، كما يستفيدون من قوله تعالى على لسان زكريّا : ﴿ وهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب ﴾ أنّها وراثة عامّة للجانب المادّي أيضاً، فالقضيّة قضيّة اجتهادية.. فهم ينكرون عليه ذلك، وخصوصاً أن الرواية إذا كانت تتصل بالسيدة الزهراء وحدها فليس من الطبيعي أن لا تعرفها هي، وأن لا يخبرها النبيّ بذلك وهي بضعته، أو لا يعرفها عليّ، أو لا يعرفها سائر المسلمين سوى أبي بكر.
ثمّ إنّك عندما تدخل في الجانب التفصيلي للمسألة تجد أنّ بعض المسائل الشرعية قد استدلّ لها بحديث مرويّ عن السيّدة عائشة، كما في مسألة بطلان الصوم بالبقاء على الجنابة حتّى طلوع الفجر أو عدم بطلانه، حيث لدينا رواية يرويها أحد أئمة أهل البيت عن عائشة أنّه لا يبطل، في مقابل روايات توافق ما يرويه أبو هريرة، وتخضع المسألة لاجتهاد في قبول هذا الرأي أو ذاك انطلاقاً من قواعد قبول النص في مضمونه حين التعارض.
وعلى كلّ حال، فإنّنا نقول إنّ على الآخرين أن لا يتعقّدوا من ذلك؛ لأنّهم يرفضون أيضاً أغلب رواة الشيعة، فكيف يتعقّدون من رفض بعض روايات السنّة لعدم الوثاقة في الراوي أو مضمون الرواية أو لعدم الدلالة أو لكون النص معارضاً بغيره..
• هل هذه الإجابة سماحة السيد رأي المذهب الشيعي؟
- أنا أتحدّث عن رأي المذهب بعامّة؛ لأنّهم قسّموا الحديث إلى صحيح وحسن وموثّق وغيره، وأرادوا بالموثّق المروي من غير الشيعي إذا كان ثقة في نفسه؛ وهذا موجود في ما ألّفوه في علمي الحديث والرجال.

عزام
04-02-2008, 01:01 PM
حول التعبد بالمذاهب الأربعة


• سامحني سماحة السيد، فمع كل آراءك الانفتاحية إلا أنني ذهلت وأنا أقرأ فتواك في كتابك: مسائل عقدية ص110 حيث أجبت على سؤال يقول: هل يجوز التعبد في فروع الدين بالمذاهب السنية الأربعة وكذلك بقية المذاهب غير الشيعية؟ وأنت قلت جوابا وبالنص: جواب: لا يجوز التعبد بأي مذهب إسلامي غير مذهب أهل البيت عليهم السلام لأنه المذهب الذي قامت عليه الحجة القاطعة. أليس ثمة تناقض بين إجابتك لي وبين هذه الإجابة؟
- أحب أن أفسر المسألة وهي أن المذاهب الفقهية تنطلق من قواعد أصولية يختلف فيها الفقهاء فنحن نرى أن هناك خلافاً في بعض قواعد الاستنباط حتى فيما بين السنة، كما أننا نجد أن نظرية القياس لا يراها ابن حزم ويراها بقية علماء السنة وهكذا هناك مجالات في المصالح المرسلة وفي الاستحسان وغيرها لذلك فان قضية الحجية تنطلق من الأساس الذي يرتكز عليه الفتوى مثلاً نحن الآن في عملية التقليد الموجودة عند الشيعة والتي تختلف فيها الاجتهادات بين هذا المرجع أو ذاك.
ونجد أن بعض المراجع لا يجيزون مثلاً الرجوع إلى المرجع الآخر مع كونه شيعياً وهناك مسألة مرت علينا هذه السنة أن هناك من يرى أن الخطأ الذي يقع في مسألة أول شهر ذي الحجة وقضية الموقف في عرفة ومزدلفة أنه يجوز السير مع المسلمين الآخرين حتى لو كان هناك قطع بالخطأ أو بعضهم يرى حتى لو فرضنا كان هناك احتمال الخطأ أو احتمال المطابقة بالواقع وهناك من يقول انه لا يصح ونحن مكلفون في الوقوف في عرفة وهذا اليوم ليس يوم عرفة مثلاً أو المزدلفة وليس يوم المزدلفة.
هناك إذاً المسألة لا تنطلق من حالة مذهبية جامدة ومنغلقة وإنما تنطلق من دراسة أسس الحجية في هذه الفتوى حتى في داخل المذهب الشيعي فالقضية لم تكن تنطلق من إصدار حكم بحجية مذهب معين هذه القضية بل من خلال أن تكون لديك قناعة في أسس ترتكز عليها حجية فنحن لا نجد أن القياس حجة. ولا نجد أن المصالح المرسلة وأن الاستحسان حجة، كما أن هناك بعض السنة مما لا يجدون القياس حجة مثلاً لذلك نحن في خطابنا العام نقول أن هناك بين السنة والشيعة لقاء فقهياً على مستوى 80% بحيث أننا إذا اختلفنا مع الحنابلة قد نلتقي مع الحنفية وإذا اختلفنا مع الحنفية قد نلتقي مع الشافعية، لكن أن نأخذ المذهب جملة وتفصيلاً لتعطي فتوى للتعبد به بشكل مطلق هذا يحتاج إلى دراسة علمية أصولية. لا يجوز التعبد بهذا المستوى يعني التعبد على اعتبار مذهب بشكل مطلق في وقت نناقش فيه في كثير من القضايا التي يرتكز عليها خطوط المذهبين. نحن نعرف أن أبا يوسف هو تلميذ أبو حنيفة وهو يختلف مع أبي حنيفة.
لكن أنا الآن من خلالك وقد كتبت ذلك أقول إن القضية هي تماماً كما يختلف الآن أهل السنة بكثير من تفاصيل الفتاوى بين مذهب ومذهب نتيجة أن القاعدة التي ترتكز عليها الفتوى لا يراها احدهم حجة ويراها الآخر هذا ما نفكر به.
• عفوا سماحة السيد، ولكن حتى أولئك المختلفين لا يطلقون مثل ما أطلقت أنت هذه الفتوى العظيمة بأنه لا يجوز التعبد، وهناك خلاف بين العلماء..
- أنا أفسر المسألة بهذه الطريقة، أن المقصود بهذا أننا لا نستطيع أن نأخذ المذهب أي مذهب بشكل مطلق باعتبار أن القواعد التي يرتكز عليها المذهب الفقهي من ناحية القواعد الأصولية هذه مما نختلف به مع هذا وذاك، كما أننا الآن لا نأخذ بكثير من فتاوى علماء الشيعة ولا يجوز التعبد بها، على أساس أننا نختلف معهم في الأسس التي ترتكز عليها الاجتهادات والفتاوى.


هل السبب في القياس والاستحسان؟


• أتوقف معك هنا سماحة السيد، فأنت ترجع تلك الفتوى إلى عدم موافقتك على الأسس التي ينطلق منها الأئمة الأربعة ويبنون عليها فروعهم الفقهية كالقياس والاستحسان؟ ولكن السؤال: هل المشكلة فقط في القياس والاستحسان ونحو ذلك من قواعد أصول الفقه، أو أن السبب يرجع لوجوب إتباع مذهب أهل البيت دون غيرهم؟
- إنّ المسألة أن الشيعة يعتبرون أن الأساس في الحجّة في الخطّ الإسلامي هو من خلال أهل البيت في ما يقدّمونه من الأحاديث المرويّة عن النبيّ ، كما أنّنا نروي عن الإمام جعفر الصادق قوله: حديثي حديث أبي، حتى ينتهي إلى رسول الله إلى الباري عزّ وجلّ، مما ذكرته سابقاً، وقد قلت إنّ الأئمّة عند الشيعة ليسوا مجتهدين، ولكنّهم ينطلقون من خلال أحاديث الرسول في كلّ ما قالوه وما قرّروه؛ فالمسألة إنّما هي: من هو الحجّة الذي نأخذ منه الإسلام بشكل عام، ولا سيّما أنّ هناك أموراً وقعت موضع اختلاف حتّى بين الصحابة الأوائل، كما في تحريم عمر للمتعة، سواء في متعة الحجّ أو النساء، أو في مسألة إرث النبي، أو في بعض تفاصيل الإرث، كالعول والتعصيب، وغير ذلك.
وليس الشيعة بدعاً في هذا المجال، فنحن نعلم أنّ ابن حزم الظاهري لا يرى القياس حجّة، ونعرف أنّ بعض السنّة يختلف مع البعض الآخر في بعض تفاصيل هذه الأصول، فالقضيّة قضيّة علمية وليست قضيّة عاطفيّة أو عصبيّة. ونحن نروي عن بعض مراجع الشيعة الكبار، وهو السيد حسين الروجردي الذي هو أستاذ السيد الخميني وأستاذ الكثيرين من علماء قمّ السابقين، أنّه قال: ليست المسألة بيننا وبين السنة هي قضية الخلافة، لأنّ عليّاً وأبا بكر قد انتقلا إلى رحاب الله، فليست هناك ثمرة من هذا الخلاف، ولكن القضية هي قضيّة من هو الحجّة الذي نأخذ عنه معالم ديننا.


ولعلّنا نلاحظ ملاحظة على الهامش، وهي أنّنا نعرف أنّه مرّ زمن والأحناف لا يرون شرعية المذهب الشافعي، وأنّ الشافعية لا يرون شرعية للتعبد بالمذهب المالكي والحنبلي، وهو أمر ربّما اتفق السنة بعد ذلك على الأخذ بأيّ مذهب من المذاهب في بعض الاجتهادات المتأخّرة، ولكنهم كانوا يرفضون التعبّد بهذا المذهب أو ذاك إذا كانوا على مذهب آخر. حتّى أنّه كان في الأزمنة السابقة لا يتزاوجون مع اختلاف المذاهب.


هذه المسألة التي تعيش بعض التعقيدات بين السنة والشيعة كانت موجودة بين السنة أنفسهم، وربّما ينطلق ذلك بين بعض الشيعة والبعض الآخر في مسألة الاختلاف بين المدرسة الأصولية والمدرسة الأخبارية حيث قد لا يجيز البعض من هذه المدرسة الرجوع إلى تلك، وهكذا. ولعلّ حلّ هذه المسألة هو الحوار العلمي الكلامي الأصولي الفقهي الذي ينطلق به العلماء في المواقع المغلقة، لا على الإعلام الذي يحاول التحرّك من خلال عناصر الإثارة.
إنّ إثارة المسألة على أساس أن يسجّل كل فريق نقطة على الآخر، ليحاول إيجاد عقدة ضدّه هو أمر غير علمي، والأمر العلمي هو أن ننطلق من وحي قوله تعالى: ﴿ فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول ﴾.


ابن حزم والمرويات


• اشكر لك سماحة السيد هذا التوجيه،ولكنني لا زلت مصرا على التوقف معك في هذه النقطة لأنها إحدى المفاصل العالقة بيننا وبينكم. هناك من أهل السنة كابن حزم ـ مثلاً ـ لا يقول بالاستحسان ولا القياس. وكل اعتماده على المرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم. فهل يسوغ التعبد بمذهبه عندك، وعند الشيعة عموماً؟
- نحن نختلف مع ابن حزم، كما نختلف مع الآخرين، ونحن لا نعتقد أن مجتهداً ما في السنّة والشيعة يأخذ بكل آراء المجتهد الآخر؛ لأن طبيعة الاجتهادات تجعل الآراء مختلفة في هذا المجال. ونحن نعرف جيداً أنّه ليست المذاهب السنّة أربعة، بل هناك مذاهب السنّة، فهناك الأوزاعي والظاهري وغيرهما، وهناك الكثير من مجتهدي السنّة الذين لا تُذكر أسماؤهم في التاريخ الفقهي، كما أنّنا وبالنسبة إلى الشيعة نجد الإمامية الإثني عشرية والزيدية والإسماعيلية، وهناك المجتهدون ممن يجتهدون في المسائل الفقهية ويختلف بعضهم مع البعض الآخر؛ والمشكلة بين السنة والشيعة هي، كما كانت بين السنة أنفسهم والشيعة أنفسهم، أن الأمور تحرّكت في دائرة العصبيّة، ولم تتحرّك في دائرة العلم؛ ولذلك يحاول كلّ فريق ـ كظاهرة وليست شاملة ـ أن يسجّل نقطة على الفريق الآخر من أجل إثارة الأجواء العامّة، ولا سيّما الشعبية ضدّ هذا أو ذاك.


هل ينسحب الحكم على المراجع


• مما ذكرته آنفا، لكأنك تشبه تحريمك بالتعبد بالمذاهب الأربعة بمعارضتك لكثيرٍ من فتاوى علماء الشيعة، وعدم تجويز التعبد بها، على أساس أنك تختلف معهم في الأسس التي ترتكز عليها تلك الفتاوى والاجتهادات. والسؤال هنا سماحة السيد: أنت لم تحرم تقليد الأربعة في فتوى أو مسألة معينة، وإنما حرمت تقليدهم بإطلاق ومنعت من التعبد بمذاهبهم. فهل يمكن أن نسحب هذا الحكم على المراجع الشيعية التي تخالفك في بعض المسائل الكبار؟ هل سنسمع منه فتوى بعدم جواز التعبد بتقليد المرجع الذي يجوز «الاستغاثة بالموتى وطلب الحاجات منهم»، أو ينسب لهم علم الغيب؟ وهل سنسمع منه فتوى بتحريم التعبد بتقليد المرجع الذي يثبت «الولاية التكوينية» كالخميني وقبله الخوئي؟ وهل سنسمع فتوى بتحريم تقليد المرجع الذي يذهب إلى إثبات «الولاية العامة للفقيه»؟ وهل سنسمع فتوى بتحريم تقليد المرجع الذي يسيء لأبي بكر وعمر وعائشة. ونحو ذلك من المسائل الخطيرة.
- إنّ المسألة خاضعة للأسس الاجتهادية التي بيّنتُها فيما سبق التي تنطلق منها المذاهب الأربعة والتي هي محلّ نقاش وخلاف بين السنة والشيعة، في حين ينطلق هؤلاء الفقهاء الذين ذكرتهم من الأسس الاجتهادية الفقهية نفسها، وقد تختلف بعض الأمور التفصيلية بين مجتهد وآخر. ونحن نرى أنّ التقليد إنّما هو في الفقه، أمّا الجوانب العقيدية فلا تقليد فيها.


تراجم الصحابة في الموقع الالكتروني


• تقبل مني سماحة السيد هذا السؤال الخاص بك أيضا، فكتب الشيعة كـ"معرفة الرجال" و"المفيد في الاختصار" تروي عن الإمام جعفر الصادق أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ما عدا ثلاثة نفر هم سلمان والمقداد وأبي ذر ويروى أن عمار بن ياسر كان ارتد ثم رجع هل من المفاضلة أن نجد موقع السيد فضل الله الالكتروني يضع عنواناً لتراجم الصحابة فلا يذكر فيه سوى هؤلاء الأربعة؟
- نحن لا نعتقد بالارتداد عن الإسلام والصحابة عن رسول الله ولذلك فإننا نتبع الإمام علي في علاقته مع الصحابة وفي تعاونه وفي تأبينه لبعضهم وفي نصحه لهم على أساس أنهم مسلمون حتى انه قال للخليفة عمر: أنت رأس هذا الأمر وسنامه، كن قطباً واستدر الرحى بالعرب؛ وذلك عندما استشاره بالشخوص بنفسه لقتال الفرس.
وهكذا رأيناه كيف وقف على جثمان الزبير وقال: القاتل في النار ووقف على جثمان طلحة وابنه. في هذا المجال يقول بعض العلماء هؤلاء ارتدوا عن ولاية علي ولم يرتدوا عن الإسلام.
• سماحة السيد التعبير بكلمة «بعض» هنا، هل نفهم منه أن هناك خلافاً معتبراً لدى علماء الشيعة في ردة الصحابة عن الدين. مع ملاحظة أننا هنا لا نتحدث عن شباب مندفعين، وإنما عن علماء الشيعة الكبار.
- نحن لا نعتبر أن الإمامة أصل يخرج الإنسان بإنكاره من الإسلام، فقد أكّدتُ أن أسس الإسلام ثلاثة: التوحيد والنبوة والمعاد؛ ولذلك فإن علماء الشيعة يعتبرون أن السنّي مسلم يزوّجونه ويتزوّجون منه، ويعتبرون ذبيحته شرعية، وما إلى ذلك من آثار، ولهذا فلا يرى أحد من المسلمين أنّ الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عن الإسلام، ولكن إذا صحّت هذه النسبة فإنّ المقصود منها هو الارتداد عن ولاية عليّ بعد الالتزام بها؛ باعتبار أن عقيدة الشيعة أنّ النبي قد أقام الحجّة على المسلمين في ذلك من خلال كثرة الأحاديث التي لفت فيها إلى كفاءة عليّ بالنسبة لغيره في تبوّؤ منصب الخلافة، وكذلك في حديث الغدير الذي يُعتبر كالنص في هذا المجال.
• البعض يقول إن هناك شبه عقيدة وفي هذا الحديث ألا ترى أن الشك في الإمامة كما يقول الشيعة يدفع لاتخاذ موقف سلبي؟
- نحن أكدنا بالصوت العالي أن أصول الدين ثلاثة وهي التوحيد والنبوة والمعاد، وأن من آمن بها كان مسلماً ومن أنكر واحدة منها كان كافراً أما بالنسبة إلى الإمامة وكذلك العدل فهي من أصول المذهب وليست من أصول الدين ولذلك من ثبتت عنده الإمامة بشكل قطعي فيجب عليه أن يعتقد بها ومن لم تثبت عنده وبشكل قطعي فانه إذا لم يعتقد بها لا يكون منحرفاً عن الالتزام بالإسلام وإنما يراه الشيعة مخطئا في هذا الاتجاه.
• سماحة السيد، الشيعة لا يختلفون في تكفير من يتجرأ على تكفير علي كما هو مذهب الخوارج. فهل يلام أهل السنة لو سحبوا هذا الحكم على من يكفر أبا بكر وعمر؟؟
- من الطبيعي جدّاً أن تكفير الصحابة هو أمر غير واقعي وغير صحيح وغير سليم، ولهذا فإنّنا نقول دائماً في خطاباتنا وكتاباتنا إنّ الإمام عليّاً يتعامل مع الخلفاء الذين أبعدوه عن الخلافة كما يتعامل المسلم مع قيادة إسلاميّة بقطع النظر عن أنّه يراها شرعية أو غير شرعية؛ ونحن نروي عن الإمام جعفر الصادق : «ولدني أبو بكر مرّتين»؛ لأنّ أمّه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأم أم فروة هي أسماء بنت أبي بكر؛ ولذلك فإن القول بتكفير الصحابة هو أمر غير موافق للخط الإسلامي.

عزام
04-03-2008, 01:08 PM
فضل الله في ثالث مكاشفاته: يحرم سبّ الصحابة


http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080306/Cat2008030637885.htm


صحيفة عكاظ - « مكاشفات أجراها: عبدالعزيز محمد قاسم » - 6 / 3 / 2008م - 12:15 م


• لم يثبت عندنا أن الأئمة أفضل من الأنبياء بل إن النبوة هي تعلو كل موقع آخر
• لو درست دعوة محمد بن عبدالوهاب كنظرية إسلامية في الاجتهاد الإسلامي ويقابلها الطرف الآخر سنجد ما نلتقي عليه
• ليس لنا أن نتوجه لأي نبي أو أي إمام بطلب قضاء الحوائج لأن الله وحده الرزاق
• بعض إخواننا من أهل السنة يكفروننا ويقولون أن اليهود والنصارى أفضل من الشيعة
• الأنبياء والأئمة لا يعلمون الغيب وقد اختص الله وحده به
• الروايات التي رويت في حادثة الضلع أغلبها ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها
• لا تزال الفتاوى المغرضة تصدر بحقي من المرجعيات الشيعية بسبب اجتهادي في تضعيف حادثة الضلع
• الحوار بشكل مباشر بين السنة والشيعة يقرب المسألة نفسيا وعقليا وفكريا
حرّم سماحة السيد محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني في ثالث مكاشفاته سبّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم جميعا، وقال إن السبّ يمثل انحرافاً عن الخط الإسلامي الأصيل. وتطرقت المكاشفة إلى بعض آراء سماحة السيد فضل الله في قضايا شيعية داخلية أثارت نقمة المرجعيات الشيعية الأخرى، والتي أصدر بعضهم فتاوى بتضليل السيد فضل الله، وعلق عليها بأن تلك الفتاوى لا تزال تصدر ضده بسب اجتهاداته وآرائه المعتدلة. ودعا فضل الله السنة والشيعة إلى الحوار بشكل مباشر لأن ذلك أدعى إلى تهيئة أرضية نفسية للحوار الفكري والعقلي، وأجاب سماحته عن مسألة التقية، وقال أنه يطبع كتبا بالآلاف ولا يمكن أن يندرج ذلك ضمن مبدأ التقية، والى تفاصيل المكاشفات:
• سأبدأ هذه الحلقة سماحة السيد بمحور رئيس وفاصل حيال موضوع الاختلاف بين السنة والشيعة، وقصدت موضوع لعن وشتم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليهم رضوان الله جميعا. هل ترى سبّ ولعن هؤلاء الصحابة الكرام بما فيهم أبو بكر وعمر وعائشة رضوان الله عليهم؟
- أنا شخصياً أحرم سبّ أي صحابي كان، لأن الله سبحانه وتعالى تحدث عن الصحابة ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾ ولكننا عندما نتحدث عن مسألة الإمامة والخلافة فلنا رأي فيها معروف. وبالنسبة للسبّ فقد قلت أن هذا يحرم على أي مسلم، وأنا أسجل هذا في كل استفتاء يأتيني: يحرم أن نسبّ أي صحابي بما فيهم الخلفاء الراشدين، وأنا انقل كلمة عن الإمام علي عندما كان في طريقه إلى صفين وسمع قوماً من أهل العراق يسبون أهل الشام قال «إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكن لو وصفتم أفعالهم وذكرتم حالهم لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبكم إياهم اللهم أحقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم وأهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به».
وهذا النص موجود في نهج البلاغة، وكذلك أحب أن أنقل في هذا المجال في طريقة الإمام علي مع الخلفاء الذين يعتقد الشيعة أنهم هم الذين تقدموه في حقه. يقول في نهج البلاغة في كتابه لأهل مصر«فما راعني إلا انثيال الناس على أبي بكر يبايعونه فأمسكت يدي حتى إذا رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد فخشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما زال كما يزول السراب أو كما يتقشّع السحاب فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأنّ الدين وتنهنه».
لذلك نحن نقول نسير في مسألة الخلفاء كما سار به علي بن أبي طالب الذي كان منفتحاً عليهم وكان يعاونهم ويشير عليهم بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وهناك حديث عن الإمام جعفر الصادق يخاطب به بعض المسلمين من الشيعة «ما أيسر ما رضي الناس منكم، كفوا ألسنتكم عنهم». وكان يقول: «ولدني أبو بكر مرتين». أما أمهات المؤمنين فنحن نحرم سبهن، حتى لو أخطأن في قضية حرب الجمل. نقول لا بد من إكرامهن اكراماً لرسول الله ، وأنا أنقل بيتاً من قصيدة لأحد علمائنا المتوفى قبل مئة سنة واسمه السيد محمد باقر حجة الإسلام. يقول:
فيـا حميـرا سـبّـك مـحـرم لأجل عين ألف عين تكرم



ولذلك نحن نحرم سبّ أمهات المؤمنين والإساءة إليهن كما نحرم سب الصحابة وأصدرنا فتوى انتشرت في العالم.
معارضة في الأصل أم مراعاة
• هنا سماحة السيد، هل هذا الموقف الذي قلت للتو نابع من معارضتك لمبدأ السبّ. أم نابع من مراعاة مشاعر أهل السنة، أم أنه نابع من إيمانك وقناعتك بعلو مكانة هؤلاء الصحابة الأكارم؟
- هذا ينبع من الخط الإسلامي الأصيل الذي نؤمن به لأنه لا يجوز سبّ أي مسلم ولاسيما إذا كان صحابياً وأن السبّ يمثل انحرافاً عن الخط الإسلامي الأصيل.
• ولكننا سماحة السيد حين نتحدث مع عقلاء الشيعة عن الوقيعة في الصحابة يقولون: هذا موقف للغلاة من أهل مذهبنا. وليس موقفاً للمذهب نفسه. لكن الإشكال إزاءنا أننا نجد الإزدراء بالصحابة في مصنفات أركان المذهب الكبار كالمفيد والمرتضى والطوسي وابن طاووس والحلي وغيرهم. بل نجد في جميع كتب العقائد الشيعية أن الإيمان الموجب لدخول الجنة لا يصح دون الإيمان بإمامة علي وعصمته. ومقتضى هذا نفي الإيمان الحقيقي عن أبي بكر وعمر وعثمان ومن دونهم. فهل يمكن اعتبار أولئك الكبار من الغلاة؟
- من الطبيعي أن هناك من خلال التراكمات التاريخية والتفاعلات النفسية الشخصية تركت تأثيراً سلبياً بالنظرة إلى الخلفاء انطلاقاً من علاقتهم بأهل البيت التي يعتبرها الشيعة مسألة ظلامة لأهل البيت. ولكن نحن نتصور أن المسألة تتحرك من خلال التراكمات التاريخية والتفاعلات الشخصية فكما نجد أن هناك من بعض الشيعة من يبررون السب واللعن، نجد أن هناك من بعض إخواننا من أهل السنة من يكفرون الشيعة حتى أنني سمعت من بعضهم أن اليهود والنصارى أفضل من الشيعة لأن اليهود والنصارى أهل كتاب والشيعة من المشركين.
هناك تراكمات لا بد لنا من أن نعالجها، ولذلك أنا كنت أقول إن دعوتي للوحدة الإسلامية وللحوار الإسلامي الإسلامي تنطلق من أننا نستطيع أن نصحح الأخطاء والتعقيدات فيما بيننا لدى هذا المذهب أو ذاك من خلال موقع اللقاء أكثر مما ينطلق ليقرأ كتابا ويتحدث بطريقة سلبية. إن الحوار بشكل مباشر يؤدي إلى جو حميم يمكن أن يقرب المسألة من الناحية النفسية ويقرّبها من الناحية العقلية الفكرية.
• سماحة السيد أنت طلبت مني أن أكون صريحا وقلت لي بأنك ترحب بالحوار مهما كانت درجة صراحته، لا أخفيك وأنا مشتغل بمسألة التقارب أن التصورات عن الصحابة الكرام هي العائق الأساس بين السنة والشيعة. وأنا بصفتي سنياً معظماً لمقام أولئك الكرام، وعارفاً بقدرهم في دين الإسلام أجد صعوبةً شديدة في قبول من يتبنى مثل هذا الشتم والسبّ.
للتو قلت أنت عن الصحابة أنك لا تسبهم، ثم قلت: «لكننا عندما نتحدث عن مسألة الإمامة والخلافة فلنا رأي فيها معروف». هذا الرأي المعروف هل يقتضي أنهم غادرون أو متآمرون -عياذا بالله- جاحدون لعهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم طلاب زعامة ومفترون على دين الإسلام بإنكار مبدأ الإمامة الكبير الذي عهد به النبي صلى الله عليه وسلم إليهم؟ وما رأيك سماحة السيد لو سمعت من يصم علياً بمثل هذا؟
- أنا لا أوافق في الجدل العلمي أن يُتحدث عن بعض المصطلحات المثيرة في هذا المجال. إن مسألة الشرعية وعدم الشرعية تخضع لجدل علمي موضوعي. هل أن هؤلاء يملكون الشرعية أم لا؟ أمّا لماذا أخذوا الخلافة؛ فربّما كان هناك بعض الآراء التي ترى شرعية ذلك، وبعضها لا ترى ذلك. أنا أعتقد أن الحديث عن هذه المصطلحات المثيرة لا يُراد بها إلا عنصر الإثارة والبعد عن اللغة العلمية. وأما ما تذكره أخيراً عن وسم عليّ ، فإنّنا نردّ عليه ولكنّنا لا نكفّره.
• هلا تكرمنا سماحة السيد بذكر أسماء لعلماء شيعة كبار متقدمين ومتأخرين تخلو تقريراتهم من الوقيعة في الصحابة الكرام، كي نستشهد من جهة بها على من يسبون الصحابة وكي نشهرها من جهة أخرى تجاه من يرفضون ولا يرون التقارب من السنة؟
- أنا لا أتحدّث عن أسماء، بل عن مبادئ. ونحن عندما نقرأ كتاب المراجعات للسيد شرف الدين أو كتب السيد محسن الأمين أو السيد مرتضى العسكري فإننا نجد أنّهم ينطلقون بلغة علمية سليمة.
تجاوز هذه المرحلة
• العقلاء في الطائفتين يتساءلون: هل يوجد ما يمنع من تجاوز هذه المرحلة إلى مرحلة متقدمة، وهي سعيك أنت سماحة السيد في نشر فضائل هؤلاء الصحابة بين الشيعة وبيان مقامهم في دين الإسلام، لرتق خرق أصاب الأمة بسببها، وخطوة جادة وهامة لتحقيق التقارب المنشود بين طائفتي الأمة.
- إنني أعتقد أن مثل هذا لن يحل المشكلة. حل المشكلة هي أن ننطلق من القاعدة التي تجعل الشيعة والسنة ينطلقون من قاعدة الإسلام حتى إني كنت أقول لا بد أن يقول الشيعة أنا مسلم شيعي، والسني أنا مسلم سني بحيث ننطلق من خلال الإسلام، لذلك اعتقد أننا عندما ندرس المسألة من ناحية القاعدة التي تجمع المسلمين في الخطوط العقيدية الأساسية والخطوط العامة من الممكن جداً الدخول في هذه التفاصيل يعني نحن نقرأ مثلاً أن الإمام علي في نهج البلاغة يؤبن الخليفة عمر بن الخطاب وهو يؤبن طلحة والزبير الذي خرج لحربه وأن عمر لمّا استشاره بالشخوص بنفسه لقتال الفرس منعه من ذلك كما ذكرت سابقاً. وهذا كله في نهج البلاغة موجود لكن كثيرين لا يقرأون.
التشكيك في حادثة الضلع
• سماحة السيد، ثمة آراء وسطية عديدة خالفت فيها حتى أركان المذهب، وسأناقشك في بعضها، ولربما كانت حادثة الضلع أبرزها، لك رأي تاريخي ربما غير مسبوق في تاريخ الشيعة حيال الرواية المزعومة حول تعدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين وكسره لضلعها. بودنا تسجيله، وبودنا معرفة أدلتك التي استندت عليها لتفنيد هذا القول؟
- كنت أناقش القضية من ناحية السرد التاريخي والتحليل التاريخي أما من ناحية السند التاريخي فإن الروايات التي رويت كانت اغلبها ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها لأنها ليست موثوقة. وإننا عندما ندرس المسألة نتساءل أولاً: ما هي الظروف التي فرضت على الخليفة على تقدير صحة الرواية أن يتجه إلى الزهراء ليضطهدها أو يضربها أو يكسر ضلعها والزهراء لم تكن مقصودة للموقف الذي انطلق به للضغط على المعارضة -كما نعبّر هذه الأيام- كما أن الزهراء كانت محل تقدير كل المسلمين لأنها بنت رسول الله أولاً فنتساءل ما هي مناسبة هذا المقام؟.
ثانياً: لقد كان علي بن أبي طالب موجوداً في البيت وليس من الطبيعي ان يبقى هادئا وهناك من يحاول أن يقتل زوجته وعلي هو بطل الإسلام الأول والزهراء بنت رسول الله عنده.
ثالثاً: أن علياً لم يكن وحده في البيت بل كان كثير من بني هاشم حتى إن الزبير كان معهم وفي بعض الروايات أنّه خرج مسلطاً سيفه وكسروا سيفه خارج البيت.
وهناك نقطة أخرى وهي أن هناك رواية في كتاب الاحتجاج للطبرسي صاحب مجمع البيان أن الخليفة عمر سئل بماذا هددت بإحراق بيت علي والزهراء، قال:أتراني فعلت ذلك. بمعنى أن المسألة كانت تهديداً. لذلك هذه من المسائل التي لو درسناها دراسة تحليلية لم نجد هناك مناسبة لها. ثم نجد أن الزهراء لم تتحدث عن هذا الموضوع مطلقاً، وقد جاءها نساء يعدنها، كما أنها حسب بعض الروايات كانت تجول على جموع المهاجرين والأنصار وتتحدث عن حق علي ، وفي خطبتها في المسجد لم تتحدث عن ذلك مع أن هذا يثير العاطفة أكثر، كما أن عليا لم يتحدث عنها. وقد يقال إن علياً له حكم آخر مع الصحابة.
لكن التعدي على الزهراء هو أمر يثير العاطفة في أعلى مستوى ولذلك فإنني أجد أن هذه المسألة لا تخضع للرواية الموقوقة من جهة، كما أنها لا تخضع للتحليل التاريخي. وقد سألت كثير من الناس الذين يؤكدون هذه المسألة وقلت لهم لو أن أحداً هجم على زوجتك لقتلها ماذا تفعل؟ هل تدافع عنها أم لا؟ من الطبيعي أن يدافع عنها فكيف لا يدافع علي أسد الإسلام عنها. ولذلك أنا قلت أن المسألة بالنسبة إلي ليست محل وثاقة.
• المتابعون لكم سماحة السيد من باحثي وعلماء السنة، احتفوا بهذا الاعتدال والموضوعية منكم، لكنهم في الحقيقة مندهشون لأنكم لم تقدموا حكماً واضحاً على الحديث، فهل القصة مختلقة أم لا في نظركم؟ أنت في حديثك الآن شككت ولم تضعف.
- هناك نقطة وهي أن الخليفة عمر هدد بإحراق البيت وهذا ما ذكره ابن قتيبة وهناك روايات تقول إن علياً لم يخرج للبيعة بعد أن رأى الدخان يتسع كأنه في بيته وحتى إن حافظ إبراهيم في قصيدته العمرية قال.
وقـولــة لـعـلــي قـالـهــا عــمــر أكـرم بسامعـهـا أعـظـم بملقيـهـا


حرقت دارك لا أبقـي عليـك بهـا ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها امــام فــارس عـدنـان وحاميـهـا


لذلك فهناك بعض التهاويل التي تتحدث عن هذه المسألة بطريقة أو بأخرى وأنا لم تكن المسالة بالنسبة لي تصل إلى حدّ الاهتمام بالبحث بها فوق العادة بها وإنما طرحتها كفكرة.
وقفات حول الإمامة
• يعتبر الشيعة الامامية أن الإمامة أصل شرعي يعادل أركان الإسلام فما تفسيركم لخلو القرآن الكريم من نص صريح وواضح لهذا الأصل؟
- لقد جرى الاستدلال بالقرآن الكريم على ذلك كما في قوله تعالى ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ حيث فسرت بالإمام علي بأنه ولي الله تماماً كولاية الرسول ، هناك جدل إسلامي في دلالات بعض الآيات القرآنية التي يقول بها الشيعة كقوله ﴿ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ﴾ حيث فسرت بعلي وهكذا كقوله ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾، فان الروايات الشيعية وبعض روايات أهل السنة تفسرها بعلي، هناك جدل في قضية دلالات بعض الآيات حول ولاية الإمام علي وبين من يؤمن بها وهم الشيعة وبين من لا يؤمن بها.
ونحن نعتقد أن علينا أن نواكب كل التفسيرات القرآنية سواء ما ورد في تفاسير أهل السنة وما ورد في تفاسير أهل الشيعة ونحن أكدنا بالصوت العالي أن أصول الدين ثلاثة وليست خمسة وهي التوحيد والنبوة والمعاد، فمن أنكر واحدة منها كان كافراً ومن آمن بها كان مسلماً وأما بالنسبة إلى العدل فهو نظرية كلامية بين المعتزلة والامامية من جهة والأشاعرة من جهة أخرى والذي تتصل بقضية الحسن والقبح العقليين وأما الإمامة فهي محل جدل بين المسلمين بدأ منذ وفاة رسول الله وحتى الآن ولم يصل إلى نتيجة قاطعة بين المسلمين عموماً وإنّما اعتقدت به فئة منهم، وهم الإمامية.
• أنت في جوابك هنا لم تثبت أو تنف وجود نصٍ صريح كنصوص الصلاة والصيام والزكاة.السؤال يا سماحة السيد ليس عن آيات تفسر بإمامة علي. ولكن عن ذكر صريح واضح يقطع النزاع. كما هو الحال بالنسبة للصلاة والصيام والزكاة والحج. هل توافق على أنه لا يوجد في القرآن أي دلالة صريحة على ذلك؟
- نحن نقول: ليس هناك دلالة في القرآن على أعداد الصلوات، وعلى مواقيتها بشكل تفصيلي وكل تفاصيل الحجّ والصيام والزكاة وغير ذلك؛ ولكنّ القرآن يقول: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾ ولهذا فإننا عندما نتحدث عن شرعية الإمامة لعلي فإنّنا نعتمد على أحاديث الرسول التي نجد بعضها في صحيح مسلم والبخاري ومستدرك الحاكم وغيرهما من كتب أهل السنة، إضافة إلى كتب الشيعة؛ لهذا ليس كلّ شيء شرعي في الإسلام موجود في تفاصيله في القرآن..
• ما قدمته سماحة السيد من نقد عقلاني رائع لحادثة الاعتداء على فاطمة رضي الله عنها، يجعل رجلا محبا مثلي يتساءل: ألا يمكن أن يمارس فضل الله هذا النقد نفسه لمبدأ الإمامة الذي يخلو القرآن من ذكر صريح له مع عظم موقعه في الدين، والذي يتنافى مع ما ثبت تاريخياً عن الأجلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من صدق الديانة والزهد في الدنيا والجهاد والبذل والإنفاق في سبيل الله. حتى استحقوا ثناء الله عليهم في كتابه بنصوص أوضح وأصرح من نصوص الإمامة.
- إن الله تحدّث عن الصحابة بشكل عام، ولم يتحدث عن أسماء، هذا أوّلاً. وثانياً: إن مثل هذه القضية كانت محل جدل؛ فنحن نعرف أن بعض رواة السنة يتحدث عن أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قد هدد بإحراق البيت، وقالوا له: إن فيها فاطمة، قال: وإنْ! ويروي أهل السنة أنّ أبا بكر وعمر جاءا يسترضيان الزهراء في مرضها.. فهذه قضية تاريخية لا بد من أن ندرسها على الأسس التاريخية. وأنا عندما أعطيت رأيي فإنّي أعطيته من خلال طبيعة القواعد التاريخية التي تشكّك في حصول هذا.

عزام
04-03-2008, 01:09 PM
الأئمة ومعرفة الغيب
• وطالما نحن في باب العقائد، سأستشرف رأيك سماحة السيد حيال من يقول بأن الإمام يعلم بالغيب ويعلم ما في السموات والأرض والجنة والنار وما في ضمائر الرجال وأصلابهم، بما هو شائع لديكم في المذهب ويعتقد به كثير من العوام فضلا عن مرجعياتهم؟
- نحن نقول إن الله نفى علم الغيب عن كل إنسان إلا فيما يتعلق بموقعه، مثلاً ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا • إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ﴾ فيما يتعلق برسالته أو بحمايته وإلا فالله تحدث عن النبيّ ﴿ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى ﴾. إن الله لم يعط علم الغيب ولم يعط أيضاً الولاية التكوينية لأحد من خلقه بل هو الذي يعطي أنبياءه بعض الغيب الذي يحتاجونه فالله هو يمنحه بعض معلومات الغيب لا انه يجعل في تكوينه قوة علم الغيب في نفسه بشكل مستقل.
• سأعترض سماحة السيد هنا وأسوق لك ما كتبه صاحب كتاب «الكافي»، فقد بوّب أبوابا منها: أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء و «باب أن الأئمة إذا شاؤا أن يعلموا علموا» وغيره. كيف تعلق سماحة السيد.
- نحن نقول أن «الكافي» كتاب حديث ‘ فيه الصحيح وفيه الضعيف، حتى إن المجلسي عندما شرح الكافي في كتاب «مرآة العقول» قال لم يصح عندي من الكافي إلا خمسة آلاف حديث ونيف.
الحوار الإسلامي الإسلامي
• سأعود سماحة السيد، وأسألك بخصوص التقارب الإسلامي - الإسلامي هل تكرمني وتحدد لي مواطن الخلاف بنظرك بين السنة والشيعة؟
- من الطبيعي أن أساس الخلاف هو الإمامة أو الخلافة، فإن الشيعة يعتقدون أن الإمامة بنص الله ورسوله للإمام علي ثم تمتد إلى بقية الأئمة أما السنة فإنهم يعتقدون أن الخلافة كانت لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان ثم لعلي ثم تمتد المواقف في مسألة الخلافة للعباس أو لبني أمية. في جدل فقهي..
هذا في الخط العام وهناك مسائل دخلت من خلال هذا الخط ومثلاً هناك خلاف بين الأشاعرة والعدلية المعتزلة والامامية في قضية الحسن والقبح وأنّه هل العقل يحكم في قضية الحسن والقبح أو لا يحكم، فالامامية والمعتزلة يقولون إن العقل الذي رزقنا الله إياه يحكم بالحسن والقبح ولكن بالطريقة القطعية بينما الأشاعرة لا يقولون ذلك وهناك مثل بعض الجهات تأخذ بالظواهر القرآنية ﴿ كل شيء هالك الا وجهه ﴾ ﴿ بل يداه مبسوطتان ﴾.. بينما يرى المسلمون الشيعة بان الله سبحانه وتعالى ليس جسماً كالأجسام بحيث يرى وإنما ما ورد من اليد ومن الوجه على نحو الكناية والاستعارة.
• لا أدري هل هذا اختزال للخلاف سماحة السيد، وأنا أسأل عن ما ترتب على هذا الخلاف الأساسي مما هو شائك بيننا،هناك قضية سبّ الصحابة، ومصحف فاطمة وجملة من المسائل المختلف فيها ربما يصل بعضها للعقيدة؟
- لقد تحدثنا عن ذلك في حوارنا وقلنا لا بد من معالجة هذه المسائل بطريقة الحوار الموضوعي الهادئ ومن داخل الوحدة الإسلامية لأن طريقة المواجهة والعنف الكلامي خصوصاً التكفير هذه من المسائل التي لا تؤدي إلى نتيجة. هناك نقطة لا تزال محل جدل بين السنة أنفسهم مثلاً قضية زيارة القبور بعض علماء السنة يرون أنها تمثل شركا ونحن نرفض بعض التقاليد كالزيارة التي تستعين بالمزور بشكل مباشر، ونحن نؤكد أنّه ليس لنا أن نتوجه لأي نبي أو أي إمام بطلب أن يقضي حوائجنا أو لا لأن الله وحده الرزاق الذي يقضي الحوائج ولأن الأنبياء والأئمة هم يطلبون من الله أن يقضي حوائجهم ونحن أيضاً لا نرى أن الله سبحانه وتعالى الولاية التكوينية وهذا أمر اجتهادي بل إن الأنبياء يمثلون الخط الرسالي ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا • وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾. ونحن نعتقد أن النبي والأئمة لا يعلمون الغيب.
نحن نقول لإخواننا من أهل السنة أنه بالنسبة إلى زيارة القبور إنكم اعتمدتم إلى أحاديث صححتموها واردة عن رسول الله فتعتبرون أن من لا يلتزم بذلك مخالف لرسول الله. نحن نقول إن قضية توثيق السنة في أي حديث وارد عن رسول الله تخضع للموازين العلمية في أنّه لا بد أن نناقش السند فإذا كنت أنت تفهم من الحديث شيئا وأنا أفهم شيئا فلا يجوز لك أن تعتبرني مخالفاً لرسول الله وإذا كنت ترى وثاقة حديث وأنا لا أرى وثاقة حديث فلا تعتبرني أني مخالف لرسول الله. المسألة لا بد أن تنطلق من رؤية علمية في هذا المجال.
• سماحة السيد أود تصحيح فقرة في إجابتك الآن، فقد ذكرت أن من أهل السنة من يعتبر زيارة القبور شركاً!! لا أتذكر بحسب علمي أنه يوجد سنيا واحدا يقول بهذا. بل أهل السنة متفقون على مشروعية واستحباب زيارة القبور.
- نحن نرحّب بذلك؛ لكنّهم يعتبرون قضية التوسل غير مشروعة، ويعتبرون أن الزيارة في المدينة المنوّرة هي للمسجد النبوي، وليست للنبيّ؛ لأنهم يرفضون ذلك. وعلى كل حال فالقضية قد تنطلق من قضية التوسل بهم بأن يشفّعهم ويكرمهم الله تعالى بالشفاعة؛ فقد يعتبرها البعض شركاً وقد لا يعتبرها البعض كذلك. وهذه المسألة لا تخص بالشيعة، فهناك من السنة من يتوسّل بالأنبياء والأولياء.
الولاية التكوينية للأئمة
• سآتي لموضوع الولاية التكوينية، علماؤكم الشيعة في أعلى مرجعياتكم يقولون بها، وهذا نص قاله الخميني «الحكومة الإسلاميّة ص52» «وثبوت الولاية التكوينية للإمام لا يعني تجرّده عن منزلته التي هي له عند الله، ولا يجعله مثل من عداه من الحكام، فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينيّة تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون». بودي سماع تعليقك.
- إن البعض قد يعتمد على بعض الأحاديث والنصوص الواردة من الأئمة أو من النبي مما لا نؤمن بصحته أو بدلالته.
• في ذات الاطار، هناك قضية شائكة. يقول الشيعة بأن الأئمة هم أفضل من الأنبياء، وهاك القول المشهور لديكم للخميني: لأئمتنا منزلة لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
- نحن صرحنا في تفسير القرآن وفي أجوبتنا الفقهية أنه لم يثبت عندنا أن الأئمة أفضل من الأنبياء بل إن النبوة هي تعلو كل موقع آخر هذه عقيدتنا وهذا اجتهادنا.
• ولكن الإشكال هنا سماحة السيد أن العلماء لديكم ليس كلهم يعتقدون ذلك. ما يجعلني أسألك: هل هناك من العلماء الشيعة من سبقك في ذلك أو حتى من وافقك فيما بعد؟
- اطلعت على بعض المداخلات التي تؤكد ذلك.
• سماحة السيد اسمح لي أن أعبر عن ما يجول بنفسي بأنني إزاء عالم سلفي من مدرسة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وليس أمام مرجعية شيعية.
- «مبتسما» المسألة يا أخي عبدالعزيز أنني أقول عندما تدرس «الوهابية» كنظرية إسلامية في الاجتهاد الإسلامي من ناحية فكرية ويقابلها الجانب الآخر عند ذلك يمكن أن نجد ما نلتقي عليه خصوصاً أن الله دعا أهل الكتاب إلى كلمة سواء فلماذا لا ندعو أهل الإسلام إلى كلمة سواء.
نحن نؤمن بالحوار الإسلامي - الإسلامي والحوار المسيحي والحوار الإسلامي العلماني. ونعتقد أن الحوار هو الوسيلة التي يمكن أن يفهم الناس بعضهم بعضاً يعني بعض الناس يحكمون على الآخر فيما هم يفكرون ونحن علينا أن نحكم على الآخر بحسب ما هو.
أتلقى هجوم المرجعيات الشيعية عليّ بقلب بارد
• الرؤية التي طرحتها حيال حادثة الضلع سماحة السيد أثارت حفيظة كثير من علماء الشيعة وقد أصدروا بحقك الفتاوى المغرضة التي تشكك في علمك و..
- مقاطعا: ولا تزال.
• ما يجعلني هنا أتساءل عن السبب في محاولاتهم المستميتة في إثبات هذه الروايات من وجهة نظرك؟
- قلنا مسالة الأحاسيس بالظلامة ربما من خلال بعض الأحاديث المروية هنا وهناك ربما كانت المسألة تثير المشاعر والأحاسيس والعواطف.
• سامحني ياسماحة السيد، ولكن أحاسيس الظلامة هذه، هل ستدفع البعض بأن يخصص موقعاً خاصاً اسماه «ضلال» وهو على اسمه مليء بالضلالات والأكاذيب والهجوم الحاقد عليك.. كيف تتلقى مثل هذا الهجوم سماحة السيد؟
- أنا شخصياً أتلقاها بعقل بارد، لقد تعلمت من رسول الله أن اصبر على ما يوجه إلي من بعض الكلمات السلبية التي اعرف أنها كاذبة.
• دعني أكن أكثر صراحة معك. الحملة التي استهدفتكم من قبل بعض المرجعيات الشيعية استنكاراً لآرائكم النقدية في المذهب، عندما يستكنه الباحث عن خلفياتها، فلربما يصل إلى أنها تكشف عن تطرف مذهبي عميق في هذه الحوزات يرفض أي نقد حتى لو كان من قبل شخصية في مقامكم.
- أنا أتصور أن بعض الناس لا يطيقون الرأي الآخر وخصوصاً إذا كان الرأي الآخر يتصل بالمشاعر والأحاسيس العاطفية المتصلة بالمذهب.
• ولكن عدم قبول الرأي الآخر الذي تقول به، هل يعود للتربية في الحوزات؟
- ربما كانت الذهنية التي يغلب عليها جانب الأحاسيس وربما كان التخلف في النظرة إلى الآخرين.
الآراء المعتدلة سبب الهجوم
• لي تفسير آخر سماحة السيد، فالبعض من المراقبين المحايدين للحراك الشيعي يحيل هذا الهجوم الحاد عليك إلى تزايد شعبيتك بسب هذه الآراء المعتدلة في أوساط الشيعة الشباب والمستنيرين والأكاديميين الذين يعملون عقولهم في النص. كيف تنظر أنت إلى ذلك؟
- ربما يكون ذلك أحد الأسباب.
• حدثني بعض الزملاء من الشيعة السعوديين المعتدلين بأن بعض من شيعة منطقة القطيف قادت الحملة ضدك لتحريك بعض المراجع ضد بعض آرائك، هل هذا صحيح؟ ولماذا القطيف بالذات؟
- هؤلاء تابعون للذين الذين أثاروا الحملة المضادة؛ ولكن المسألة ليست شاملة.
رمينا بالتقية هي تهمة العاجز.. وكتبي تطبع بالآلاف فكيف تصبح تقية؟
• الإجابات الموضوعية والمعتدلة منك سماحة السيد والتي تؤكد حقيقة التقارب وتذلل كل العقبات، نفرح بها ولا شك، ولكنني أسوق إليك أيضاً أن كثيرا من علماء وباحثي أهل السنة عندما يسمعون هذا الآراء الموضوعية منك يصرفونها إلى التقية التي هي جزء من عقيدتكم؟ وهذه إشكالية كبيرة في التقدم بالحوار السني الإسلامي الإسلامي.
- نحن نقول التقية ربما كانت تمثل حالات جزئية تنطلق من خوف الإنسان على نفسه، في مجتمع سني فإنهم يضطرون إلى السير على فتاوى حسب أهل السنة، الشيعة لا يرون التكتف في الصلاة مستحباً ولا يرون أيضاً السجود على ما يستعمل للبس كالسجاد ولكنهم لا يقبل منهم ذلك عندما يكونون في مساجد السنة كمسجد النبي بل إنهم يواجهون بالعنف في هذه المسألة، لذلك هناك حالات خاصة من التقية التي انتشرت في العالم حتى إن هناك تقية سياسية.
أنا أتساءل في بعض بلدان الأخوة من المسلمين السنة هل يستطيعون أن يعبروا عن آرائهم السياسية ضد الحكم القائم اذاً هم يعملون بالتقية، ولكنها تقية سياسية في هذا المجال. أما بالنسبة إلى الوضع الشيعي فقد انتشرت كتب الشيعة بالطريقة التي لا يرتضيها عقلاء الشيعة في كثير من الأمور التي تتحدث عن الصحابة أو بعض الخرافيات، إذا لم يعد هناك حالة شيعية على نحو التقية لكن من يتهمون الشيعة بالتقية عندما يعطون رأياً اجتهادياً منفتحاً هم جهلة لأنهم لا يتابعون الآن آلاف أو عشرات الآلاف من الكتب عن التقية فإذا ليست هناك تقية.
أما بالنسبة إلينا نحن فعندما نعطي آراءنا في كتاب يطبع بالآلاف، فلا يعتبر هذا تقية، فانا مثلاً عندي كتاب تفسير القرآن «25 مجلدا» من وحي القرآن إضافة إلى كتب وآراء أصدرها في الإعلام، لذلك اعتقد أن التهمة بالتقية هي تهمة العاجز وتهمة الإنسان الذي يبحث عن شيء.. أي شيء.

عزام
04-03-2008, 07:45 PM
فضل الله في ختام مكاشفاته: الذين يتعمدون القول بتحريف القرآن يسيرون في خط الكفر


http://www.okaz.com.sa/Okaz/osf/20080313/Cat2008031338237.htm


صحيفة عكاظ - « مكاشفات أجراها: عبدالعزيز محمد قاسم » - 13 / 3 / 2008م - 5:13 م


• أطلب على نحو التحدي بمحبة من القرضاوي وغيره أن يقدم لنا إحصائيات عن خطر التشيع الذي يقول به
• استغراقنا في الحالة المذهبية التي تبرز السلبيات يعطي أمريكا الفرصة للسيطرة على العالم الإسلامي
• الرواية التي قال بها الخميني حيال نزول ملك على فاطمة لا أضمن صحتها فلا وحي بعد رسول الله
• إننا نؤكد أن القرآن الكريم هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
• طرح فكرة الحوار مع السلفيّة ليس إلا في السياق الإسلامي العام وليست ردّاً على فشل هنا أو إخفاق هناك
• أنا أسأل أولئك الذين يهولون موضوع تشييع السنة لماذا لا تُثار قضية التبشير بالدين المسيحي في المجتمعات الإسلامي؟
• القرآن الذي يتداوله الشيعة لا يختلف عمّا يتداوله السنّة وإثارة هذا الموضوع لا يُراد منه إلا تعقيد الأمور
• المظلة السياسية تفسد مؤتمرات التقارب بين السنة والشيعة
• لعبة الشطرنج إذا لم تكن مستندة على أساس الربح والخسارة فإنها لا يصدق عليها أنها من الميسر
• من لا يفهم القرآن لا يستطيع أن ينفتح على الإسلام سواء على المستوى العقيدي أو على المستوى الفقهي
تحدى سماحة السيد محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني في آخر مكاشفاته فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي بأن يأتيه بإحصاءات بنسب التشيع التي حدثت في العالم الإسلامي، والتي يشتكي منها، وقال: أنا أسأل أولئك الذين يهولون موضوع تشييع السنة لماذا لا تُثار قضية التبشير بالدين المسيحي في المجتمعات الإسلامي؟، وتطرقت المكاشفة الى مشروع السيد فضل الله للحوار بين السلفيين والشيعة، وقال بأن طرح فكرة الحوار مع السلفيّة ليس إلا في السياق الإسلامي العام وليست ردّاً على فشل هنا أو إخفاق هناك، مؤكدا بوجوب بعدها عن المظلة السياسية.


في فتوى صريحة وقوية منه قال فضل الله بأن الذين يتعمدون القول بتحريف القرآن الكريم هم يسيرون في خط الكفر، وتطرقت المكاشفة إلى موضوع مصحف فاطمة وكيف ينظر الشيعة إلى هذه القضية.. والى تفاصيل المكاشفات:


• سنبدأ هذه الحلقة الأخيرة من مكاشفاتك سماحة السيد بقضية مفصلية أخرى معكم، وعنيت بها قصة تحريف القرآن الكريم والذي يقول به بعض أئمتكم، فبودنا أن تحدثنا عن هذه القضية من وجهة نظرك؟
- من الطبيعي أن المشكلة هي أن القرآن عندما تعددت الاتجاهات الكلامية والمذهبية الفقهية وغير الفقهية حاول كل فريق أن يأخذ من القرآن حجة على الرأي الذي يرتئيه مما أدى إلى الفهم المحدود المذهبي للقرآن وربما خرج الكثيرون عن ظواهر القرآن من خلال ذلك وأوّلوه على خلاف ظواهره ومن خلال ذلك انطلقت الروايات الموضوعة التي وضعها الرواة حول هذه الآية أو تلك عندما كانوا يجدون فرصة لإغاثة بعض الأسماء التي يقدسونها ويحترمونها أو بعض الأفكار التي يلتزمونها في هذا المجال وبهذا فقد حدثت عندنا في التفسير المأثور الكثير من الأحاديث الموضوعة على النبي وعلى أهل البيت وعلى الصحابة والتي كانت تحرف القرآن عن مساره الطبيعي ومن خلال كل هذه الفوضى المذهبية في الانفتاح على القرآن نشأت هناك بعض الروايات التي تتحدث عن تحريف القرآن لتأكيد مذهب هنا ومذهب هناك وربما كانت بعض مصاديق هذا التحريف موجودة عند السنة وتحدثوا به وعند الشيعة أيضاً.
والمتسالم عليه عند علماء المسلمين الشيعة كما هو عند علماء السنة أن القرآن هو كتاب الله المعصوم الذي ﴿ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ﴾ وان الله نص على ذلك بقوله ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾. لذلك فإننا نعتبر أن كل من يلتزم بتحريف القرآن هو إنسان ينحرف عن النص القرآني والتسالم بين المسلمين، ثم إننا عندما ندرس بعض هذه النصوص كونها قرآنا وليست قرآناً فإننا نجد أنها لا تنسجم مع القرآن في بلاغته وإعجازه بل إن الإنسان الذي يملك الثقافة البلاغية يرفض أن تنسب إليه، فكيف يمكن أن تنسب إلى الله؟ إننا نؤكد أن القرآن هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان كل من ذهب إلى التحريف فهو منحرف عن الخط الأصيل للعصمة القرآنية.
• عفوا سماحة السيد، سأتوقف عند جملتك الأخيرة هذه، وأسأل: هل يستلزم بمن يقول بتحريف القرآن بكفر هذا القائل؟
- إن مسألة الكفر هي المسألة التي تنطلق من إنكار الله وإنكار رسوله وإنكار الضروري من الدين الذي يستلزم تكذيب الرسول في هذا المجال. لذلك فإذا كان هؤلاء يتعمدون ذلك فإنهم يسيرون في خط الكفر أما إذا كانوا ينطلقون من اجتهاد خاطئ فلا بد لنا من مناقشتهم في هذا الاجتهاد الخاطئ.
• أيضا سماحة السيد، ذكرت في إجابتك بأن «غالبية» علماء الشيعة لا يقولون بتحريف القرآن. في حين أن عبدالحسين شرف الدين ومحسن الأميني وغيرهما ينفون وجود هذا القول أصلاً لدى علماء الشيعة، فما تعليقك على ذلك؟
- هذا صحيح؛ ولكنّنا عندما ندرس الذي يُنسب إليه القول بالتحريف، وهو الشيخ النوري الذي ألّف كتاباً عنوانه تحريف كتاب ربّ الأرباب، أنّه كان لا يقصد ذلك، وإنّما كان يقصد الردّ عليه؛ وهذا ما تحدّث به عنه تلميذه الطهراني في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة.
إنّنا قلنا أنّ الكفر هو عبارة عن إنكار النبوّة أو ما يؤدّي إلى إنكارها أو إنكار التوحيد والمعاد كذلك؛ أمّا من كان له رأي اجتهادي في هذا المجال وقد يكون مخطئاً، وهو مخطئ في مسألة تحريف القرآن، فهذا لا يكون كافراً بل هو مخطئ وضال في هذا المجال.
ومن يقرأ كتاب «الإتقان» للسيوطي فإنّه ينقل أن بعض كبار أهل السنة كانوا يقولون أنّ القرآن قد حذف منه، وبعض الناس يرون أن نسخ التلاوة عبارة عن تحريف للقرآن، كما أن اختلاف القراءات العشر قد يفهمها بعض الناس أنّها نوع من التحريف؛ لذلك فإن اجتهادنا وفهمنا للآية القرآنية: ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾ أو ﴿ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ﴾ أنّ الله تعالى تكفّل بحماية القرآن من الزيادة والنقصان، ولكنّ هذه المسألة كانت محلّ جدل عند أهل السنة ومن بعض الشيعة، ولكنّ الرأي العام الذي يؤمن به الشيعة بأن هذا القرآن هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على رسوله، ونحن نقرأ في كلّ أحاديث أهل البيت أنّه يُرجعون شيعتهم في تقويم الأحاديث إلى القرآن فيقولون: «ما خالف كتاب الله فهو زخرف، أو اضربوا به عرض الجدار، ولا تقبلوا علينا إلا حديثاً وافق كتاب الله».
وقد سمعتُ من المرحوم الشيخ محمد الغزالي أنّه كان يحدّث أنّه لو كان عند الشيعة زيادات في القرآن لرأينا ولو نسخة واحدة، حتّى أنّ الذين يُنسب إليهم القول بالزيادة أو بالنقصان لم يؤكّدوا هذه الكلمات التي يدّعون نقصانها في القرآن.
والقرآن الذي يتداوله الشيعة في كلّ أنحاء العالم لا يختلف عمّا يتداوله السنّة، فلذلك فإن إثارة هذا الموضوع بالشكل الذي يثيره البعض من المتعصّبين لا يُراد منه إلا تعقيد الأمور؛ لأنّ الذي ينسب إلى الشيعة ذلك فليدلّنا على نسخة واحدة من القرآن في كلّ العالم تختلف عن النسخة التي بين أيدي المسلمين. وألفت إلى أن كثيراً من النسخ المتداولة عندنا هي ممّا تطبعه المملكة.


إهمال دراسة القرآن الكريم
• ليس إثارة هذا الموضوع من باب تعقيد الأمور بقدر ما وددنا إيضاح الحقائق، ودعني أقول سماحة السيد بأن هناك إهمال للقرآن لدي المسلمين الشيعة، واستشهد بما قلتم أنتم شخصيا عبر نصّ لكم يقول «نفاجأ بان الحوزة العلمية في النجف أو في قم لم تمتلك منهجاً دراسياً للقرآن»، إلى أي حد يمكن أن يطل بنا عدم التزام القرآن في المدارس الحوزوية الشيعية؟
- إننا لا نعتقد أن المسألة كانت تنطلق من نظرة الشيعة إلى القرآن بطريقة سلبية بل كان البعض في الحوزات يتصور أن القرآن لا يحتاج إلى دراسة عميقة دقيقة علمية لأنه ظاهرة يمكن أن يفهمه كل الناس واذكر أن أستاذنا المحقق السيد أبو القاسم الخوئي درس تفسير القرآن عند احد علماء النجف الذين كانت لهم تجارب تفسيرية وهو المرحوم الشيخ جواد البلاغي وقد حاول السيد الخوئي بعد كتابه مقدمة التفسير «البيان في تفسير القرآن» أن يعطي درساً في القرآن على الطريقة التي كان يعطي فيها دروس الأصول والفقه ولكن اغلب الطلاب لم يحضروا ذلك الدرس لأنهم يعتبرون انه لا يمثل الدرس العلمي الذي يحتاج إلى أن يستمع فيه الإنسان إلى أستاذ ولذلك ترك السيد الخوئي في نهاية المطاف درس التفسير لأن فضلاء الحوزة كانوا لا يحضرون بل يفضلون درس الفقه أو الأصول، لكننا في الوقت نفسه عندما ندرس ما كتبه علماء الشيعة في التفسير ولا سيما ما كتبه الشيخ الطبرسي في مجمع البيان الذي اختارت في مصر جماعة التقريب أن تطبعه في مصر لكونه الكتاب الذي يمكن أن ينفتح عليه السنة والشيعة معاً لأنه كان ينقل آراء السنة وآراء الشيعة وهكذا كان عنده تفسير آخر «جوامع الجامع» وكما كان هناك تفسير للشيخ الطوسي وهو كتاب «التبيان في تفسير القرآن».
كانت هناك تفاسير للشيعة مميزة وأظن أن التطورات الأخيرة التي انفتح فيها الشيعة على الحركة الإسلامية ولا سيما في إيران جعلت إيران تمتلك في حوزتها حوزة قم الكثير من الاهتمامات في القرآن تجويداً وتفسيراً في علوم القرآن.


القران وإجازة المجتهد


• سماحة السيد هل عدم اهتمامكم بمسائل القرآن الكريم، وصل إلى حدّ أن يجوز المجتهد لديكم إلى مرتبة الاجتهاد دون أن يلمّ جيدا بالقرآن الكريم. وأنا أسوق لك نصا لمرشد الجمهورية الإيرانية على خامنئي يقول فيه «مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الاجتهاد من دون أن نرجع إلى القرآن ولو لمرة واحدة لماذا هكذا؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن».
- عندما ندرس نحن الفقه والأصول فإننا نجد التأكيد على الحديث أكثر من التأكيد على القرآن في هذا المجال لأنهم ربما كانوا يجدون أن الأحاديث أكثر تفصيلاً من القرآن وأنها كانت تفسر القرآن وهناك كثير من النظريات الأصولية انه لا مانع من تخصيص الكتاب بخبر الواحد وما إلى ذلك من الأمور، وأيضاً كان هناك جدل في بعض بالأبحاث الأصولية بأنه هل لنا أن نعتمد على ظاهر القرآن وهل هي حجة في نفسها أو أنّ حجّيتها تعتمد على النصوص الحديثية، أو ليست حجة في هذا المعنى مما جعل المدرسة الفقهية الأصولية تنفتح على الحديث أكثر مما تنفتح على القرآن.
ولكننا في منهجنا القرآني حتى على مستوى الفتوى بأن العناوين القرآنية هي التي تحكم على الأحاديث الواردة في تحريم شيء أو تحليله لان القرآن هو الأساس في التشريع، ولذلك فإننا لا نرفض الحديث لأن السنة أساس للخط الإسلامي في الجوانب الكلامية والفقهية وغيرها ولكننا نعتقد أن العناوين القرآنية للمحرمات والمحللات هي الأصل وهي التي تفسر الحديث وتعطيه السعة أو الضيق ونحن أفتينا بحلية «لعبة الشطرنج» إذا لم يكن مرتكزاً على أساس تقديم مال للرابح باعتبار أن العنوان القرآني هو الميسر والميسر هو القمار والقمار يرتكز على أساس وجود الربح والخسارة ولذلك فان لعبة الشطرنج إذا لم تكن مستندة على أساس الربح والخسارة فإنها لا يصدق عليها أنها من الميسر، وإنّما كانت ميسراً في وقت سابق، فيكون نظر الأحاديث التي استفاد منها العلماء الحرمة هو اللعب المتعارف في زمان النص؛ ولذا ورد في بعض الأحاديث أن الشطرنج ميسر العجم، فمع عدم صدق الميسر على اللعب لا يكون منطبقاً للعنوان القرآني الذي هو الأساس في سعة وضيق الحرمة في نص الحديث الوارد في السنّة، ولذلك لا مانع من الرجوع إلى أصالة الإباحة في حليتها إذا كانت بغير رهن وللتسلية.
• لكن يا سماحة السيد أمام دفاعكم هذا، فأنتم في بعض كتاباتكم الشخصية تشككون باجتهاد من لم يحط علماً بعلوم القرآن؟
- ليست المسألة بهذه الدقة ولكنني أتصور أن من لا يفهم القرآن لا يستطيع أن ينفتح على الإسلام سواء على المستوى العقيدي أو على المستوى الفقهي.
• سامحني على صراحتي سماحة السيد، ولكن هذا الإهمال للالتزام بتعاليم القرآن أو تتبعه دراسياً وبحثياً... ألا يشير من جهة ما إلى أن في الشيعة من يقول بالتحريف، وبسببه كان هذا الإهمال؟
- أنا لا أعتقد أن التحريف يمثل تياراً شيعياً غالباً بل حتى الذي ينسب إليه القول بالتحريف حاول أن يقول أنني تحدثت عن التحريف من أجل أن أرفضه ومن أجل أن أبين عدم صحته. لذلك التحريف لا يمثل تياراً شيعياً، ولكن ربما كانت المسألة هي الاهتمام بالجوانب الحديثية أكثر من الاهتمام بالجوانب القرآنية لظروف معينة اشرنا إلى بعضها.


مصحف فاطمة


• سآتي إلى قضية مفصلية في نفس الموضوع سماحة السيد، وهي مصحف فاطمة رضي الله عنها، هل هناك مصحف بهذا الاسم لديكم غير مصحفنا الذي نتداول ونعرف؟
- لا، كلّ الجدل الذي يدور والاتهامات التي تنسب إلى الشيعة في قضية مصحف فاطمة هي كلمة المصحف لأن كلمة المصحف بحسب معناها اللغوي هي عبارة عن الكتاب الذي يشتمل على صحف وقد ورد حديث عن الإمام الصادق أني «لا أزعم أن فيه قرآناً» بل كان مصحف فاطمة حسب ما كان أئمة أهل البيت يشرحونه كان يشتمل في بعض الروايات على وصية فاطمة وكان يشتمل في بعض الروايات على الأحكام الصادرة عن فاطمة وكان بعض الروايات أنه مما كان يمليه رسول الله ومما كان يكتبه علي ، وكان بعض الروايات أن فاطمة عندما اشتد حزنها على رسول الله فأرسل الله إليها من يوانسها ومن يحدثها عن أبيها وهو في الجنة، وهذا الوجه الأخير ممّا ناقشناه، فالقضية تعيش في دائرة هذه الروايات ونحن ليس لنا قرآن غير هذا القرآن.
وأذكر أنني اجتمعت بالمرحوم الشيخ محمد الغزالي في الجزائر وقال لي بأنه تحدث مع كثير من علماء السنة في العالم، وأنكم لو ذهبتم إلى كل أنحاء العالم فلم تجدوا هناك قرآنا عند الشيعة يزيد ضمة أو فتحة عن القرآن الموجود هناك في هذا المجال. وحتى مصحف فاطمة؛ ليس لدى الشيعة نسخة منه فإن الحديث عنه يشبه محاولة تسجيل النقاط على الشيعة من خلال اتهامهم بأن لهم قرآناً آخر غير هذا القرآن وهو كلام يدخل في باب الافتراء.
• ولكن سامحني سماحة السيد، لأنني سأرد على قولك هذا بما قاله الخميني، فالرجل لديه قول في أحد كتبه ينص على أن جبريل نزل على فاطمة رضي الله عنها وحدثها لما يجري لها ولذريتها ودوّن هذا كله الإمام علي بن أبي طالب. بودي سماع رأيك بصراحة؟
- ذكرت أن هذه إحدى الروايات التي تتحدث عن أن الله أرسل إليها من يؤانسها ويخفف من حزنها ليحدثها عن أبيها، ولكن ليس معنى ذلك لو صحت الرواية وأنا لا أعتقد صحتها، وليس معنى ذلك أن لها شيئاً من الرسالة فربما كان بعض العلماء يقول إنها كانت محدثة بهذه الطريقة كما كانت مريم محدثة من قبل الملائكة وكما كانت أم موسى، ولذلك فان هذه إحدى الروايات ولكن لا يلتزم أحد ممن ذهب إلى تبنّيها إلى أن فاطمة تمثل حالة رسولية لأنه لا نبي بعد رسول الله.
حتى إن الشيعة يروون عن رسول الله بحق علي «يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى أما إنه لا نبي بعدي» فليس هناك من يعتقد بأن للزهراء حالة رسولية ورسالة ولكن القضية في هذه الرواية إذا صحت ونحن لا نضمن صحتها أن ملكاً نزل ليؤانسها وليحدثها عن أبيها في غيب الله. ومن الطبيعي أن لا وحي بعد رسول الله فيما نفهم من الوحي في كونه وحي الرسالة.

عزام
04-03-2008, 07:45 PM
التبشير الشيعي
• الشيخ يوسف القرضاوي، بما يمثله من ثقل في طائفة السنة، وهو أحد الذين باشروا قضية الحوار مع الشيعة من أزمنة بعيدة.. الرجل اعترض قبل عام تقريباً على مسألة التبشير الشيعي الإيراني في البلاد السُنية؟
- أنا بعثت للدكتور القرضاوي عن طريق صديقنا الدكتور محمد سليم العوا وطلبت منه أن يأتينا بإحصائيات توضح من يقوم من الشيعة بإغراء أتباع السنة بالتشيع ومن يقوم من السنة بإغراء الشيعة بإتباع المذهب السني. في سورية لدينا علاقات مع السنة ومع الشيخ وهبة الزحيلي ومشايخ عديدين وتجمعنا بهم لقاءات كثيرة. هذه قد تكون حالات فردية. استغرب من إثارة المسألة بهذا الشكل الذي يوحي للناس أن هذه القضية من القضايا التي تخلق مشكلة في العالم الإسلامي.
لماذا لا تُثار قضية التبشير بالدين المسيحي في المجتمعات الإسلامية؟ أنا الوحيد الذي علق على حديث البابا عن التبشير وإعادته. ألا يعتبر التبشير في بلاد المسلمين مشكلة؟ ألم يخلق تبشير الملحدين والعلمانيين مشكلة؟ أطلب على نحو التحدي بمحبة أن يتم تقديم هذه الإحصائيات.
• أرجو أن تعذرني على صراحتي سماحة السيد، لكنني..
- لدي شعار منذ 40 سنة هو أنه ليس هناك سؤال محرج، وأن الحقيقة بنت الحوار.
• أشكر لك هذه الأريحية سماحة السيد، ولكنني قرأت تقارير صحافية عن التبشير للمذهب الشيعي في الأردن وفي مصر...
- تارة نتحدث عن 10 من السنة تحولوا للشيعة وتارة عن 10 شيعة تحولوا للسنة. تارة نقول 10 آلاف سني صاروا شيعة. من الطبيعي أن يبشر الشيعة لمذهبهم والسنة لمذهبهم. هناك حالات فردية أو شبه فردية. ما هو رأيهم بالتبشير السني ضد الشيعة. الكتب التي تصدر بالآلاف من المنظمات الإسلامية السنية كرابطة العالم الإسلامي ضد الشيعة وكذلك في مصر وغيرها. لم ينطلق موقف شيعي يستغرب من التبشير بالمذهب السني. عندما نريد أن نتقي الله سبحانه وتعالى علينا أن نتحدث بالإحصائيات. نحن نعيش اليوم في عالم الإحصائيات. كم يبلغ عدد الذين تحولوا من الشيعية إلى السنية؟
الوهابية تعمل في اليمن على تحويل الزيدية إلى وهابيين. نحن نعيش في عالم مفتوح على الإلحاد وعلى التبشير وغير ذلك. لا يجوز أن نثير هذه المسألة بالطريقة التي تثير العالم الإسلامي وتخلق مشكلة بحيث يشعر السنة بالخطر من الوجود الشيعي بينهم.


إيران وإعادة تصدير الثورة
• دعني أعيد صياغة السؤال بالشكل الذي يبرز لك خطورة هذه القضية بالنسبة لنا على النحو الذي تحدث به الشيخ القرضاوي. ما يقال وراء الكواليس السياسية هو أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م قامت بالتضييق الشديد على دول إسلامية خليجية واغتنمت إيران الفرصة لأنها غير مراقبة، ومن تلك الفترة والى الآن قامت وتقوم بدعم هذه الأنشطة التبشيرية في الجزائر والسودان ومصر والأردن واليمن وكأن القضية أصبحت إعادة تصدير الثورة من جديد بالشكل الذي كانت عليه أيام الخميني؟
- من يتحدث بهذه الطريقة لا يفهم في السياسة. أمريكا عندما وقعت أحداث سبتمبر طرحت مسألة الهجوم على العالم الإسلامي كله بما فيه إيران باعتبار الحرب ضد الإرهاب. الإرهاب الشيعي والإرهاب السني. أمريكا دخلت بتلك الذريعة في مفاصل العالم الإسلامي. نعرف أن الولايات المتحدة هي التي دربت وثقفت وساعدت طالبان والقاعدة أيام الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، ونعلم كذلك أن معظم إن لم يكن كل الدول الخليجية ساعدت طالبان والقاعدة وكانوا يعتبرونهم مجاهدين.
أمريكا بعد أحداث سبتمبر احتلت أفغانستان وكان الشيعة هم ضحايا طالبان في ذلك الوقت، واحتلت العراق وأربكته عن طريق الفوضى البناءة كما يعبر عنها بوش. ما حدث في الرياض والخبر والدار البيضاء لم يكن موضوع الشيعة أو إيران، بل جماعة القاعدة والمتطرفين. علينا أن نفهم خلفية الواقع السياسي الذي يتحرك بالعالم الإسلامي كله، حتى الصومال والسودان ومصر.
قابلت السفير المصري قبل فترة وذكرت له أن إسرائيل وأمريكا لهم علاقات مع مصر ولكنهم لا يريدون أن تكون لمصر علاقات قوية بالقدر الذي يمكنها من أن تترك تأثير على إفريقيا والعالم الإسلامي والعربي. أمريكا علقت 100 مليون دولار من مساعداتها لمصر حتى تثبت بأنها لن تساعد الفلسطينيين على تهريب السلاح. بعد أحداث سبتمبر أمريكا سيطرت على العالم الإسلامي. أما الكلام الذي ذكرته فهو غير صحيح.
المشتركات بين الطائفتين كثيرة ولكننا نعيش حالة تخلف عامة


• ذكرت سماحة السيد بأنه من الواجب على علماء الأمة النزول إلى العامة وتثقيفهم والبحث عن القواسم المشتركة، ألست معي في أنه عبر هذا التاريخ غير المشجع بين السنة والشيعة أن من اختطف حالة التقارب وحولها إلى حالة تباعد هم المتطرفون من كلا الطرفين الذين قدما لنا النصوص التي فيها كثير من التنافر مع أن المشتركات بين الطرفين كثيرة وأدلها زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه. لماذا لا نركز على هذه الجوانب؟
- نحن نركز عليها ولكننا نعيش حالة تخلف عامّة. يقول تعالى: ﴿ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ﴾. أنقل لك رأي أحد مراجع الشيعة الإيرانيين الكبار وهو السيد حسين البروجردي وهو أستاذ الخميني.
يقول: «في الصراع الذي نعيشه كشيعة وسُنة نجد أن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ذهبوا كلهم إلى رحاب الله. نتناقش حالياً عن الخليفة؟ ينبغي أن يكون نقاشنا علمياً وما إذا كان يتوجب علينا أن نتبع مدرسة الخلافة أم مدرسة الإمامة» هنا تصبح المسألة علمية. إذا أحسن القائمون على المؤتمرات الإسلامية إدارتها وإبعادها عن الجانب الاستعراضي وأوجدوا حالة لقاء في هذا المجال يمكن أن نقترب قليلاً من الوصول إلى بعض النتائج الإيجابية.
• أشكر لك رؤيتك في خطأ التشاغل بأيهما الأفضل والأحق بالخلافة أبو بكر أو عمر. وقولك: «مسؤوليتنا ليست البحث في الماضي وإنما استشراف المستقبل». لكن ربما يعترض عليك أحد ويقول: المشكلة هنا فيما يتعلق بالجانب الشيعي أن المسألة لم تتوقف عندهم على مجرد تفضيل. بل أضيف لذلك عصمة وإمامة مستمرة إلى اليوم. وبناءً على هذه الإمامة تم اعتماد مصادر جديدة للتشريع «أقوال الأئمة»، مقابل إسقاط مصادر أخرى «سنة النبي صلى الله عليه وسلم المروية من طريق الصحابة». فنحن لا نتحدث هنا عن مجرد تفضيل بين أبي بكر وعمر. بل عن انشقاق كبير في عمق الإسلام يتعلق بمصادره التشريعية.كيف ترد على هذا القول سماحة السيد؟
- نحن نقول إن هذه المسألة تُدرس بطريقة علمية وليس بعملية تسجيل النقاط؛ فلو فرضنا أنّنا درسنا الأحاديث الواردة عن الأئمّة لرأينا الكثير منها يتفق مع الأحاديث الكثيرة الواردة في كتب أهل السنة. وأمّا قضية أنّهم يرفضون ما ورد مما يرونه صحيحاً فقد لا يراه الشيعة صحيحاً، كما أنّه لا يرون ما يرويه الشيعة صحيحاً. أنا أعتبر أن هناك فرقاً بين واقع الإشاعات وواقع الإثارات الموجودة في الواقع الشعبي الذي يجب أن نعمل جميعاً من أجل إصلاحه. وهذا الذي يحكم الآن أحاديث البعض من أهل السنة حتى العلماء منهم في مقام تسجيل النقاط على الشيعة، أو ما ينطلق من الشيعة في ما يتحدث به عن أهل السنة كذلك.
• من ترشح لمثل هذه الحوارات وهل تؤيد أن تكون تحت مظلة سياسية؟
- لا. المظلة السياسية تفسد هذه المؤتمرات.
• ومن تقترح من علماء الشيعة وعلماء السُنة حتى نتخذ خطوات جادة؟
- علينا أن نبحث عن أشخاص يعيشون حالة الاعتدال والغيرة عن الإسلام. أزعم أن السنة والشيعة لا يعطون الإسلام حقه. عندما ننشغل في العراق والسعودية وإيران عن أحقية أبو بكر وعلي بالخلافة تكون الفرصة مواتية لأمريكا للانفراد بالعالم. ﴿ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ﴾.
مسؤوليتنا ليست البحث في الماضي وإنما استشراف المستقبل. استغراقنا في القضايا التفصيلية التي تبرز السلبيات يعني أنه ليس لدينا مانع من أن تسيطر أمريكا على العالم الإسلامي طالما أن كل منا يعيش حالة المذهبية.
• هذه الآراء العاقلة تجعلني أسألك لماذا لا تتبنى أنت سماحة السيد مشروعاً حقيقياً للتقارب وتجعل بقية حياتك لهذا الغرض؟
- بدأت بالحوار منذ أمد بعيد. أول كتاب أصدرته عام 1380هـ هو أسلوب الدعوة في القرآن وهو يتناول أسلوب الحوار الإسلامي المسيحي وكذلك كتاب الحوار في القرآن. كذلك تناولت قضية الحوار الإسلامي الإسلامي التي بدأت تؤتي بعض الثمار.
• هناك نص غير واقع ولكن السؤال كيف يتم جمع الأمة الإسلامية على كلمة سواء؟
نقول لهم إن رسول الله لم يجمع العالم على الإسلام ونحن تراب أقدامه وذلك فان الله خاطب الرسول ﴿ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ﴾.
ويقول للنبي ﴿ إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ﴾. فنحن مسؤوليتنا أن نقتدي برسول الله في تبليغ كلمة الله كما نعتقدها فمن كان معنا فجزاه الله خيراً فهو من الحق ومن لم يكن معنا فإننا نعتقد انه لا يلتزم الحق بنظرنا.
مشروع السيد محمد حسين فضل الله للحوار بين الشيعة والسلفيين


• سماحة السيد، طرحت في العام الماضي مشروعا للحوار بين السلفية «الوهابية بتعبيركم» وبين الشيعة، هلا لنا أن نطلع على دوافعكم من طرح هذا المشروع؟
- الواقع أنّني أؤمن بالحوار كقاعدةٍ إنسانيّة إسلاميّة تنطلق من الإخلاص للإسلام وللحقيقة؛ لأنّني أعتبر أنّ أيّ اجتهاد يصل إليه الإنسان فهو إذ يشكّل قناعةً لدى صاحبه، فهو يمثّل وجهة نظرٍ لدى صاحبه، وكذلك بالنسبة للآخر، ولذلك لا ينبغي أن يغفل الإنسان أيّ رأي مهما كان مضادّاً، بل مهما رآه في بادئ الأمر سخيفاً؛ ولذلك حملتُ شعارا يقول: «ليس هناك سؤال تافه، وليس هناك سؤال محرج؛ الحقيقة بنتُ الحوار». من هنا أعتبر بأنّ الحوار لا يمثّل خياراً يُمكن للإنسان المسلم أن يأخذ به أو يتركه، بل هو حركة حياةٍ، تمثّل إحدى أهمّ وسائل الإنسان في البحث عن الحقيقة؛ وأنا أهتدي في هذا المجال بقوله تعالى وهو يحكي لنبيّه روحيّة الحوار: ﴿ وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبين ﴾، والنبيّ ﴿ جاء بالصدق وصدّق به ﴾، ولكنّ الله يُريد أن يبيّن له روحيّة الحوار ومنهجه، وبذلك تغيب الذات في الحوار، لتحلّ محلّها الشراكة الإنسانيّة الإسلاميّة في البحث عن الحقيقة التي ينشدها كلّ طرف.
ومن هنا، لم يكن طرح فكرة الحوار بين السلفيّة والشيعة إلا جزءاً من الشعور بضرورة أن يتحرّك الحوار في مختلف مجالاته الفكرية والثقافيّة وغير ذلك، ولا سيّما بين المسلمين الذي عليهم أن يهتدوا بقوله تعالى: ﴿ فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول ﴾، وتبرز الخصوصيّة الكبيرة في ضرورة الحوار بين فئات من المسلمين باتت تقف، بفعل تعقيدات كثيرة، على طرفي نقيض من التكفير والتضليل؛ فليس أفضل من الحوار سبيلاً للتعريف بحقيقة كلّ طرف بما عنده، ثمّ إدارة النقاش من خلال الأسس التي ينطلق منها الطرفان، وأوّلهما القرآن والسنّة.
ثمّ إنّنا عندما ندرس التحدّيات المعاصرة، والتي انطلق فيها الاستكبار العالمي للهجوم على الإسلام، منذ انتهاء الحرب الباردة، فإنّنا نشعر بأنّ المسألة لا تتصل بفريق دون آخر؛ لأنّ المطلوب هو رأس الإسلام كلّه، وليس من الطبيعي أن يبقى المسلمون يكفّر بعضهم بعضاً، أو يضلّل بعضهم بعضاً، من دون أن يتحاوروا فيما بينهم ليفهموا طبيعة الاختلاف، وليضعوا له أسسه وقواعده التي تنظّم حركته بما لا تدفع بالواقع الإسلامي باتجاه منزلقات خطيرة، تجعل المسلمين يقتلون بعضهم بعضاً، أو يمزّقون بعضهم بعضاً، ليكونوا بذلك لقمة سائغة للمستكبرين الذين يحوكون المؤامرات والخطط في سبيل تفتيت العالم الإسلامي برمّته.


• ولكن سماحة السيد ما هو مضمون هذا المشروع، وهل تراه ينطلق من الواقع، وهل ينجح في إزالة إرث تاريخي عمره أكثر من 1400 عام؟
- أعتقد أنّ أحد أهمّ ما يُمكن أن ينتج عن حوارٍ علميّ موضوعيّ بين السنّة والشيعة عموماً، هو أن يفهم كلّ طرفٍ الأسس التي يرتكز عليها الآخر، على حقيقتها من دون أيّ ضبابيّة قد تنطلق بها عناصر الإثارة ضدّ هذا الفريق أو ذاك، لتلصق به بعض ما ينكره، أو لتلزم العموم ببعض نظريّات الخصوص، أو لتحسم لديه نقطة هي محلّ نقاش. وبذلك نستطيع أن نطلّ على التاريخ، من حيث إدراكنا للحاضر، فيضع كلٌّ منّا التاريخ في وضعه الطبيعي، وننطلق للحاضر من خلال مشاكله وتحدّياته، ارتكازاً على ما استطاع الحوار أن يؤسّسه ويوضّحه من الأسس المشتركة التي يخضع لها الطرفان.
• لربما يستنتج قارئي الآن سماحة السيد، حيال مشروعك هذا، بأن فشلكم في مؤتمرات التقريب الماضية هي التي دفعتكم لطرح المشروع على السلفيّين؟
- أوّلاً: إذا كنّا ننتقدها في طريقة إدارة الحوار، حيث تسود الخطابيّات والمجاملات أكثر من الأمور العلميّة، إلا أنّ لتلك المؤتمرات فوائد كثيرة؛ يكفيك أنّها حقّقت نوعاً من اللقاء على بعض النقاط المشتركة، وأمّنت مساحة زمنيّة ومكانيّة يلتقي فيها المسلمون ليعرض كلّ منهم وجهة نظره، وهذا يحقّق فائدة، وإن لم تكن بالمستوى الشامل.
وثانياً: إنّ طرح فكرة الحوار مع السلفيّة ليس إلا في السياق الإسلامي العام الذي أعتقد أنّه يؤكد مسألة الحوار بين المسلمين، وليست ردّاً على فشل هنا أو إخفاق هناك.
هذا مع الإشارة إلى نقطة، وهي أنّ السؤال يكاد يوحي بأنّ السلفيين غير معنيّين بمثل هذه المؤتمرات، أو ينأون بأنفسهم عن سائر المسلمين؛ لأنّني وقد كنت السبّاق إلى طرح فكرة مؤتمرات التقريب لم أكن بصدد التصنيف، بل كنت أرى أن مسألة الحوار لا بد أن تنطلق بشموليّة بين المسلمين، بغضّ النظر عن مذاهبهم واتّجاهاتهم.
• وطالما الأمر بما ذكرت، هل تتوقّعون تجاوباً من الطرف السلفي؟ وهل يقبل الطرف الشيعي الآخر مثل هذه المبادرة مع السلفيّين؟
- ولماذا لا يلقى الأمر تجاوباً هنا وهناك؟! وقد حصل هنا تجاوبٌ كبير لدى كثير من أصحاب الاتجاهات السلفيّة في لبنان وفي المغرب العربي وفي دول الخليج وفي مواقع أسلامية ثقافية متعددة، وأعتقد أن الحوار بيني وبينك هو أحد ثمرات هذه الدعوة. وأعتقد أن المستقبل القريب سينفتح على حوارات متعدّدة تُدار في أكثر من مجال، ولا سيّما في ظل البلدان التي تعاني نوعاً من المشكلة الداخليّة على صعيد تحقيق المواطنة بين مختلف أبنائها الذين ينتمون إلى مذاهب متعدّدة. إنّ علينا أن نؤكّد مسألة الحوار، وأن نخلص في إدارته بين المسلمين، والله وليّ التوفيق.
أحمد الكاتب كتب في غير اختصاصه
• الباحث الشيعي المعروف د. أحمد الكاتب يذكر أنه كتب بحثه حول تطور الفكر السياسي الشيعي، وهو البحث الذي وصل فيه إلى نفي وجود المهدي المنتظر، وإلى نفي مبدأ الإمامة بمفهومها الشيعي. ويذكر أنه أرسل بحثه للمراجع، فلم يجبه أحد منهم. ما رأي فضل الله في بحث النتائج التي توصل إليها أحمد الكاتب؟
- أنا اعتقد أن الرجل كتب في غير اختصاصه.
• وبعيدا عن احمد الكاتب، لكن هل الفكر الشيعي يستوعب مثل هذا الاجتهاد؟
- ليست القضية الفكر الشيعي كل فكر يستوعب اجتهاداً في هذا المجال وقد كان أصحاب الأئمة يقفون على إمام ويلزمون إماماً آخر ولذلك فان كثيراً ممن كانوا من أصحاب الأئمة كانوا لا يريدون الإمامة للاثني عشر بل كانوا يقفون عند هذا الإمام فلا يرون إمامته ويقفون عند ذاك الإمام فيرون إمامته لذلك مسألة الاجتهاد هي مسالة في حجم الإسلام كله.
• دعني أعيد طرح السؤال بشكل أوضح سماحة السيد: الشيعي الذي أداه اجتهاده وبحثه إلى نفي مبدأ الإمامة ونفي وجود الإمام المهدي، هل يقال: إنه ارتكب ضلالةً، أو أنه مجتهد له رأيه الذي يجب احترامه.
- نحن نقول إنّه تماماً كالسنّي الذي يُنكر خلافة الخلفاء، نحن نقول إنّه مسلم ولكنّه ليس شيعياً.
• سبق وأن صرحت بان الإمامة من المتحول وليس من الثابت وعن هذا يتهمكم بعض الشيعة في التخلي عن ضرورات المذهب؟
- أنا قلت إنها من المتحول بمعنى أن القضايا القابلة للاجتهاد إسلاميّاً بحيث أن البعض قد يؤمنون بها والبعض الآخر قد لا يؤمنون بها وليست من الثوابت كالتوحيد والنبوءة والمعاد. وقد كنت في مقام تحرير محل النزال بين المسلمين.

من هناك
04-03-2008, 09:03 PM
نحن نقول إنّه مسلم ولكنّه ليس شيعياً.
كنت اود اولاً ان اعلق على تكرار بعض الأفكار في الموضوع اعلاه ولكن لما قرأت هذه الجملة ...

إذا كان هناك مسلمون ولكنهم غير شيعة، فهذا يكفينا كسنة والحمد لله ان نعرف ان الحق إلى جانبنا لأننا نريد ان نكون مسلمين كما سمانا الله عز وجل ولا تهمنا التسميات البشرية من سنة وشيعة.

إذا كان محمد حسين فضل الله يظن ان هناك مسلمون غير الشيعة فهذا يعني ان هناك شروطاً اخرى كي يكون المرء شيعياً وهذه الشروط لم تأت في اصل الدعوة الإسلامية فهذا يعني ان القوم غارقون في مستنقع فكري كبير جداً وموحل جداً

عزام
04-03-2008, 09:29 PM
إذا كان محمد حسين فضل الله يظن ان هناك مسلمون غير الشيعة فهذا يعني ان هناك شروطاً اخرى كي يكون المرء شيعياً وهذه الشروط لم تأت في اصل الدعوة الإسلامية فهذا يعني ان القوم غارقون في مستنقع فكري كبير جداً وموحل جداً
نعم صدقت
عزام