تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كوسوفا... من الإقليم إلى الدولة... وتحديات الإستقلال



من هناك
03-30-2008, 12:15 PM
كوسوفا..

من الإقليم إلى الدولة

وتحديات الإستقلال

**هاني صلاح



مقدمة

بإعلان استقلالها في 17 فبراير 2008م،تكون كوسوفا قد خطت أولى خطواتها نحو بناء دولتها المستقلة،والتي ظلت تناضل من أجلها على مدار 96 عاماً منذ أن احتلت القوات الصربية كوسوفا خلال حروب البلقان في عام 1912م، بيد أن هذه الدولة الوليدة و التي تعد الآن أفقر دولة أوروبية بعد أن كانت بالأمس أفقر إقليم داخل الجمهورية الصربية خلال حقبة الاتحاد اليوغسلافي السابق( 1 )، تقف الآن على أعتاب تحديات هائلة وعقبات جمة ستكون لها كلمة الفصل في تحديد مستقبلها واستقلالها السياسي والاقتصادي.



فكوسوفا قد تعرضت منذ أن قام سلوبودان ميلوسيفيتش رئيس صربيا بإلغاء ميزة الحكم الذاتي للإقيلم في عام 1989م و التي كان قد حصل عليها في عهد تيتو سنة 1974م إلى خطوات متدرجة من قبل سلطات حكومة بلجراد الصربية، أسفرت في نهاية المطاف عن شلل تام في كافة مناحي الحياة، وتصاعدت هذه الخطوات إلى أن وصلت لحد تنفيذ عمليات إبادة جماعية، وإجراء أكبر حملات تطهير عرقي عرفتها أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية من قبل قوات الجيش و الشرطة الصربية، والتي كانت بمثابة الخطوة الأخيرة في البرنامج الصربي لحل مشكلة كوسوفا من وجهة نظر حكومة بلجراد، وتتلخص في تفريغ الإقليم من سكانه الألبان. وهو ما أدى إلى تفجير أول حرب أوروبية أيضاً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عبر تدخل الناتو في كوسوفا في 9 يونيو 1999م.



إلا أن الثماني سنوات التالية (الأخيرة) والتي خضعت فيها كوسوفا لإدارة مدنية دولية مؤقتة تابعة للأمم المتحدة بناءاً على القرار الصادر عن مجلس الأمن في 10 يونيو من عام 1999م، كانت بمثابة فترة تأهيلية لإعادة الحياة إلى إقليم كوسوفا مرة أخرى بعد انتهاء الحرب، قبل البدء في مفاوضات دولية لتحديد وضعه القانوني المستقبلي؛ومن ثم بمساعدة الإدارة المدنية و بتمويل من الاتحاد الأوروبي و غيره إعادة بناء مؤسساته الرسمية وإصلاح ـ الحد الأدنى ـ من بنيته التحتية بما يسمح لإعادة الحيوية إلى كافة مرافقه المختلفة. والأهم بالنسبة للمجتمع الدولي تم استثمار هذه الفترة أيضاً في العمل على تقريب وجهات النظر المتباعدة للأطراف الدولية و الإقليمية حول مستقبل الإقليم.
إلا أن الفشل الذريع الذي منيت به كافة المفاوضات التي تمت برعاية الأمم المتحدة ثم الترويكا الدولية (التي تضم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية و روسيا) على مدار عامين، و الذي اعتبر الجانب الصربي مسئولاً عن هذا الفشل نظراً لتعنته إزاء المقترحات الدولية لتسوية النزاع، مثل أهم العوامل التي أدت إلى تغيير في الموقف الأوروبي السابق إزاء المسألة الكوسوفية والمتمثل في ضرورة تحقيق تسوية نهائية لملف كوسوفا عبر المفاوضات الثنائية والمباشرة بين الطرفين الصربي والألباني، لذلك وبعد أن إلتئم الموقف الأوروبي مع الموقف الأمريكي الداعم لاستقلال كوسوفا، أصبحت الأرضية ممهدة لإعلان الإقليم لإستقلاله، وبدراسة عميقة لموعد إعلان هذا الاستقلال و ترتيباته؛ تم إعطاء الضوء الأخضر من "الحلفاء" الغربيين لحكومة بريشتينا بالانفصال عن صربيا وإعلان الاستقلال من جانب واحد.

( 1 ) أسباب الدعم الغربي لاستقلال أحادي الجانب
تعكس التصريحات التي صدرت عن المسئولين الأوروبيين في عدد من العواصم الأوروبية، والتي سعت إلى تهدئة مخاوف البعض عبر تأكيدها بأن دعمها لقرار أحادي الجانب باستقلال الإقليم عن صربيا " تم دراسته بعناية"..وأنه مثل " أفضل الخيارات المتاحة".. باعتبار أنه " ليس هناك حل مثالي للطرفين".. مدى التغيير في موقف الاتحاد الأوروبي؛ بناءاً على المعطيات التي توصل إليها خلال السنوات القليلة الماضية ابتداءاً من تواجد ممثليه بالإقليم، ثم اتصالاته وزيارته المتكررة لكوسوفا عبر مسئوليه، وانتهاءاً بما أسفرت عنه المفاوضات التي تمت بين الجانبين المتنازعين.
لذلك يطرح هذا الموقف الغربي "الجديد والموحد" تساؤلات كثيرة؛ مما لاشك فيه أن إجاباتها تعكس حقيقة ما يجرى هناك في منطقة غرب البلقان، وبالتحديد داخل تركة الاتحاد اليوغسلافي السابق، مع الإشارة إلى أن الغربيين (بروكسل و واشنطن) ظلوا يؤكدون باستمرار خاصة خلال الفترة التي صاحبت إعلان الإقليم لانفصاله عن صربيا؛ بأن استقلال كوسوفا تمثل الخطوة السابعة "والأخيرة" في تفكك الاتحاد اليوغسلافي السابق؛ وفي نفس الوقت خطوة كان لابد منها في إعادة ترتيب خريطة المنطقة، بما لا يتسبب في تفجر نزاعات جديدة في منطقة بات مستقبلها السياسي مرهون فقط بتواجد دولي "أوروبي" عبر بانضمام دولها لمؤسسات حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ومن بين هذه التساؤلات الهامة.. ماذا بعد خطوة إعلان الاستقلال؟ وكيف ستواجه هذه الدولة الوليدة التحديات والعقبات التي تنتظرها خلال الشهور و السنوات القادمة؟ وما هو الدور الذي سيلعبه حلفائها الغربيين في الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية والذين دعموا استقلالها في المرحلة القادمة لمساعدتها في بناء مؤسساتها و بنيتها الاقتصادية؟

التحرك باتجاه الحسم

بدا واضحاً للمسئولين الأوروبيين بأن الاستقرار في منطقة غرب البلقان بات مهدداً، و أن استمرار الأمور على ما هى عليه دون حسم يمكن أن يؤدي في النهاية إلى اشتعال المنطقة في أي لحظة، بشكل تضيع معه كافة الإنجازات التي بذلت على مدار أكثر من عقد من الزمان لتأمين هذه المنطقة ويلات الحروب العرقية التي اندلعت بين دول الاتحاد اليوغسلافي السابق في التسعينيات من القرن الماضي. ويمكن فهم مسارعة الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية إلى حسم هذا الملف عبر دعم مشروع التسوية المقترح من قبل المبعوث الدولي مارتي اهتساري والذي أوصى بإعطاء الإقليم إستقلالاً مشروطاً وبإشراف دولي-أوروبي، بناءاً على هذه المعطيات:





تجاوب الجانب الكوسوفي مع شروط المجتمع الدولي:

ويرى المسئولون الكوسوفيون بأنهم قد تجاوبوا مع متطلبات المجتمع الدولي وقاموا بتلبية كل ما طلبه منهم، بالإضافة إلى أنهم قدموا الكثير من التنازلات خلال المفاوضات الأخيرة رغبةً منهم في نيل استقلالهم في نهاية المطاف ، وأن الكرة أصبحت الآن في ملعب المجتمع الدولي للتجاوب معهم والرد عليهم سريعاً دون أن يستمر هذا الانتظار طويلا، وبعيداًَ عن استشارة حكومة بلجراد، لأنهم ـ كما صرح هاشيم ثاتشي رئيس الوزراء المنتخب ـ أضحى من المؤكد أنه لو استمرت المفاوضات مع الطرف الصربي لمائة عام فإنها لن تسفر عن شيء جديد.

ومن أهم مظاهر تجاوب المسئولين الكوسوفين تجاه المجتمع الدولي الآتي:



قيامهم بتطبيق المعايير الدولية الثمانية التي طالبهم بها المجتمع الدولي كشرط مسبق للدخول في مفاوضات الوضع النهائي، حيث كان المعيار الثالث والرابع محور الاهتمام اهتمام المجتمع الدولي نظراً لتعلقهما بالأقلية الصربية حيث يؤكدان على ضرورة ضمان عودة اللاجئين الصرب إلى بيوتهم، ومع تأمين حرية و سلامة حركتهم داخل الإقليم .( 2 )

موافقة الطرف الألباني على المقترح الدولي حول "الوضع النهائي" و التي اشتهرت بـ "حزمة اهتساري" نسبةً لمارتي اهتساري مبعوث الأمين العام للمنظمة الدولية والذي قاد هذه المفاوضات بين الجانبين الصربي و الألباني،( 3 ) وتنازل خلالها الطرف الألباني و قدم بعض التنازلات، حيث أوصت بإعطاء الإقليم لاستقلال مشروط و تحت إشراف دولي (أوروبي)، مع التشديد على عدم اتحادها مع أي دولة مجاورة ( ألبانيا ) أو جزء من دولة ( مقدونيا الغربية / اقليم بريشيفا داخل صربيا).كما حذف الدستور الذي وضع على اساس "حزمة اهتساري" القومية الألبانية والدين الإسلامي عن صفة الدولة الجديدة؛ حيث أكد البند الأول من المادة الثالثة أن المجتمع الكوسوفي مجتمع متعدد الأعراق ( أي دولة متعددة الطوائف و ليست دولة ألبانية تعيش فيها أقليات)، وبينما أكدت المادة الثامنة أنه ليس لكوسوفا دين رسمي إنما يحكمها نظام علماني محايد تجاه الأديان كلها.هذا بالاضافة إلى جعل لغة الأقلية الصربية ( 5% من تعداد السكان) رسمية تتداول في جميع الدوائر الحكومية بالتساوي مع لغة الغالبية الألبانية ( 92% من تعداد السكان) كما نص على هذا البند الأول من المادة الخامسة في الدستور الجديد الذي وضعه وفق ما جاء في مشروع التسوية الشامل المقدم من الرئيس الفنلندي مارتي اهتساري.( 4 )


انضباط الجانب الكوسوفي وتمسكه بضبط النفس، إزاء الاستفزازات الصربية المتكررة من آن لآخر لدفع ألبان كوسوفا للرد و الانتقام بهدف تشويه صورتهم أمام العالم،كما حدث في شهر مارس 2004 من رد فعل عنيف من جانب الألبان تجاه الصرب الذين تسببوا عمداً في غرق إغراق طفيلن من الألبان، وكما حاولت صربيا استفزاز مشاعرهم القومية و الوطنية عبر إرسال أسماء قادة جيش التحرير السابق و الذين انخرطوا في العمل السياسي إلى محكمة لاهاي لمحاكمتهم كمجرمي حرب؛ وطالت هذه المحاكمات رئيس الوزراء الكوسوفي المنتخب حديثا في عان 2006م راموش هايراي والذي قدم نفسه طواعية للمحاكمة "كمجرم حرب" في محكمة العدل الدولية بلاهاي، بعد تقديم استقالته من رئاسة الحكومة وتوجيهه نداء بنفسه عبر التلفزيون الكوسوفي لكافة ألبان الإقليم بضرورة التزام الهدوء، و عدم الاعتراض أو التجمهر حرصاً على صورة كوسوفا حكومة و شعباً أمام المجتمع الدولي؛ وقد حدث هذا في الوقت الذي ما زال فيه كثير من مجرمي الحرب الصرب طلقاء بدون محاكمة، بالرغم من نداءات بروكسل لحكومة بلجراد بتسليمهم للمحاكمة، حيث اتهمت رئيسة المحكمة في لاهاي بلجراد بإخفائهم في أحد الأديرة الأرثوذكسية داخل صربيا و بعدم رغبتها في التعاون مع المحكمة الدولية.

عدم التعجل في أخذ خطوة منفرة دون التنسيق مع حلفائهم الغربيين، خاصةً في كافة الخطوات التمهيدية التي صاحبت إعلان الاستقلال، فقد استفاد ألبان كوسوفا من تجاربهم الماضية و أيقنوا أنه بدون دعم غربي ممثلاً في الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى لمطلبهم في الانفصال عن جمهورية صربيا و تأسيس دولة مستقلة عنها فلن يتاح لهم النجاح، خاصةً أنهم قد جربوا من قبل إعلان استقلالهم في 2 يوليو من عام 1990 و لم يعترف بهم أحد سوى دولة ألبانيا المجاورة .



هذه أمثلة توضح كيف استطاع ألبان كوسوفا عبر تنفيذ التزاماتهم تجاه المجتمع الدولي وبالأخص الغربي أن يحظوا بإحترامه و دعمه لهم في مشروعهم الاستقلالي على عكس الموقف الصربي الذي اعتمد على أن روسيا ستظل تدعمه في مواجهة الغرب.





تصلب الجانب الصربي

اتضح للغرب أن تساهله إزاء تعنت المفاوض الصربي لا يزيد الأخير إلا تشدداً؛ وثبت أن الجانب الصربي يسعى لكسب الوقت في محاولة منه لإبقاء الأمور بالإقليم على ما هى عليه،كما اعتاد الغرب من الجانب الصربي على عدم موافقته على كافة الجهود الدولية و هو ما دفع دائماً و بصفة متكررة إلى التدخل العسكري من قبل الناتو لفرض الأمر الواقع كما حدث في البوسنة 1995م و في كوسوفا بعد فشل محادثات رامبوييه في مارس 1999م و كما حدث الآن بعد فشل المفاوضات التي استمرت لعامين برعاية الأمم المتحدة ؛ أعقبها مفاوضات إستثنائية إضافية برعاية التروكيا الدولية أسفرت جميعها بالفشل الذريع لتحجر الموقف الصربي و عدم مرونته وهو ما دفع لدعم الغرب إعلان للاستقال أحادي الجانب من قبل المسئولين الكوسوفيين. وهو ما اعتبره المسئولين الأمريكيين كنتيجة طبيعية لتضييع صربيا الوقت خلال فترة التفاوض وعدم تجاوبها مع المقترحات الدولية.



تدهور الأوضاع الاقتصادية

في ظل الادارة المدنية المؤقتة التي تدير الإقليم منذ عام 1999م تفاقمت الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير كنتيجة مباشرة لحالة الشلل و الجمود التي أصابت قطاعاته الإقتصادية " الهشة منذ العهد اليوغسلافي" نظراً لعدم مقدرته على جذب الاستثمارات الخارجية أو الحصول على القروض الدولية للنهوض بإقتصاده بسبب تأخير حسم الوضع القانوني الدائم للإقليم، مما أدى إلى إرتفاع نسبة البطالة لأكثر من 40% أي ما تعداده حوالي 335 ألف من العاملين بينما تصل وسط الشباب إلى أكثر من 70% حسب مركز الإحصاء الكوسوفي. ( 5 ) الأمر الذي أكد أن أي تأخير جديد لحسم مستقبل الإقليم ينذر بعواقب وخيمة عليه و على المنطقة بأكملها .



حالة الإحباط التي سادت الإقليم

الذي وصل إليه المسئولون الكوسوفيون و تصرحياتهم المتكررة بأنهم سوف يعلنون الاستقلال من جانب واحد إذا ظل المجتمع الدولي في تسويفه إزاء حسم الوضع المستبقلي للإقليم.هذا في الوقت الذي يشاهدون الجمهوريات الأخرى التي كانت ضمن الاتحاد اليوغسلافي السابق والتي أعلنت استقلالها وانفصالها من طرف واحد تنهض باقتصادياتها وتنضم الواحدة تلو الأخرى إلى الاتحاد الأوروبي والتي كان آخرها جمهورية الجبل الأسود التي انفصلت عن اتحاد صربيا والجبل الأسود في عام 2006م، و لم تبقى هناك قضية عالقة في منطقة غرب البلقان تنتظر الحسم سوى قضيتهم.



صعود القوميين في الجانبين ينذر بالانفجار

يتوحد الموقف الرسمي والشعبي لدى الطرفين المتنازعين الصربي و الألباني تجاه الوضع المستقبلي الدائم والقانوني لكوسوفا، فحكومة بلجراد ترفض الانفصال وتعرض حكم ذاتي موسع، بينما المسئولون في بريشتينا لا يقبلون بغير الاستقلال مع وحدة أراضي كوسوفا، ويبدو أنه لتأخير حسم هذا الملف الشائك طيلة هذه الفترة التي تعدت الثماني سنوات منذ دخول قوات الناتو للإقليم في 9 يونيو 1999م وانسحاب القوات الصربية منه دفع بالقوميين المتشددين في كلا الجانبين إلى اعتلاء غالبية مقاعد البرلمان خلال الانتخابات بصربيا في يناير، وبكوسوفا في نوفمبر من عام 2007م، وأصبح الأمر ينذر بعواقب وخيمة لو كان الوضع قد استمر دون حسم من قبل المجتمع الدولي.

من هناك
03-30-2008, 12:16 PM
تصاعد التقارب الروسي الصربي

خاصةً في الآونة الأخيرة وتمكن مؤسسة غازبروم الروسية من السيطرة شبه التامة على قطاع المحروقات الصربي ،في ظل توجهات روسيا مماثلة بمنطقة البلقان مما دفع بالمسئولين الأوروبيين الى مراجعة علاقتهم مع صربيا في ضوء حرصهم على إخراج منطقة البلقان من دائرة الصراعات الدولية و بالتحديد بين روسيا الشرق و الولايات المتحدة الغرب .



وقد أعرب الأوروبيون في مناسبات عدة عن رغبتهم في إحداث تقارب في الموقفين الأوروبي و الروسي تجاه المسألة الكوسوفية؛ نظراً لأهمية الدور الروسي في إحداث تغيير في الموقف الصربي المتحجر إزاء الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق تسوية مرضية لكافة الأطراف و في مقدمتها الطرفين المتصارعين الصربي و الألباني سعياً لاستتباب الأمن في منطقة البلقان و المرتبط بأمن القارة الأوروبية ؛ إلا أن كافة الجهود الدولية التي بذلت خلال السنوات الماضية أدت استحالة الوصول إلى أرضية مشكلة إزاء هذا الملف الشائك تاريخياً، لذا لم تجد بروكسل و معها واشنطن حلاً سوى أمامهم سوى إخراج الملف الكوسوفي من أروقة مجلس الأمن، وحله أوروبياً وأمريكياً ـ على اعتبار أنهما الطرفين المعنيين بأمن القارة الأوروبية ـ عبر السماح لحكومة بريشتينا بإعلان استقلال كوسوفا من جانب واحد.




( 2 ) كوسوفا الدولة.. وتحديات الاستقلال



ما من شك أن إعلان أحادي الجانب للاستقلال أن لا يحقق السلام بين الطرفين المتنازعين ومن ثم يصبح له تأثير على استقرار منطقة البلقان، إلا أن الوصول إلى هذه النتيجة كانت ضرورية بعد أن " تم دراستها بعمق و عناية" للحفاظ على انجازات السنين الماضية كما صرح بذلك أكثر من مرة المسئولين الأوروبيون، وبناءاً على هذه النتيجة اتجهت بروكسل وتعاونها في هذا الإدارة الأمريكية نحو إقناع حكومة بلجراد بقبول هذه النتيجة و الإقرار بالأمر الواقع و النظر فقط إلى المستقبل، والذي يتمثل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من وجهة نظرها.



و ترى بروكسل أن الوقت الكافي قد أتيح لكل من صربيا ومن خلفها حليفتها روسيا لتقديم تسوية بديلة مقبولة يتوافق عليها جميع الأطراف، إلا أن تحجر الموقف الصربي، و تشدد الحليف الروسي كان سبباً في فشل كافة المفاوضات التي تمت، ولم يعد ممكناً أبداً ترك منطقة البلقان الغير مستقرة دون حسم آخر ملفاتها المشتعلة. بهدف إرساء أسس جديدة في العلاقات السياسية بين دول المنطقة، تبدأ في أدناها باحترام كل دولة لحدود الدول المجاورة لها، وتصل في أعلاها إلى تعاون فيما بينهم في كافة المحالات وبالأخص المجال الاقتصادي، سعياً للنهوض بشعوبهم، والتحرك باتجاه الانضمام للمنظومة الأورو-أطلسية والتي يمكن أن تكون الضمان الوحيد لاستقرار دائم بالمنطقة.



ولمساعدة هذه الدولة أمام التحديات التي تواجهها قرر الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة مدنية كبيرة إلى كوسوفا، تضم نحو 1800 شرطي وخبير قانوني لتحل محل بعثة الأمم المتحدة خلال الشهور الأربعة الأولى بعد إعلان استقلال الذي تم في 17 فبراير 2008م.إلا أنه لا يخفى على المراقبين أن إرسال هذه البعثة أيضاً بهدف الإشراف مع مراقبة مدى تنفيذ المسئولين في بريشتينا لاتفاقية التسوية و الالتزام الكامل بكافة بنودها.



ويعتبر الإعتراف الدولي باستقلال كوسوفا ، ومن ثم بدء الدعم الدولي المالي للنهوض باقتصادها من أهم التحديات التي تواجهها كوسوفا في مرحلتها الأولى من الاستقلال..


شرعية الاستقلال



ظلت المؤسسة الدبلوماسية والألة الإعلامية الضخمة لكل من صربيا ومن ورائها حليفتها روسيا تدعي بعدم شرعية هذا الإستقلال و أنه يتناقض مع القرار الدولي 1244 والصادر عن مجلس الأمن في 10 يونيو 1999م ؛ بينما الطرف الألباني و معه الأمريكي يشيران إلى أن هذا القرار قد نص على تبعية كوسوفا للاتحاد اليوغسلافي السابق و ليس لصربيا الخارجة منه.( 6 )



وبالنظر في بنود هذا القرار الدولي نجد بوضوح إلى أنه قد رتب حزمة من الإلتزمات على الطرفين الصربي و الألباني، وألزمهما بتنفيذها والقيام به نمهيداً لبدء محادثات دولية بشأن المستقبل القانوني الدائم للإقليم. وبمراجعة كافة سياسات حكومة بلجراد و مواقفها المعلنة و المتسترة نجد أنها قد خالف بنود هذا القرار بعدم قيامها بتنفيذ إلتزامتها ، و التي كان من بينها السماح بعودة اللاجئين الصرب لكوسوفا، وتشجيع الحوار الداخلي بين ألبان و صرب الإقليم، والبدء في حوارمباشرة بين بريشتينا و بلجراد، إلى غير ذلك سعياً منها لتأخير مرحلة بدء المفاوضات حول مستقبل الإقليم؛ لتفادي صدور قرار باستقلاله في نهاية المطاف؛ فصربيا كانت تدرك جيداً بأنها قد خسرت إقليم كوسوفا منذ دخول قوات الناتو إليه و انسحابها منها، إلا أنها كانت تضغط لتحقيق أكبر تعويض ممكن من خلال إقرارها بالأمر الواقع؛ و لتقليل حجم خسارتها عبر استثمار ورقة الأقلية الصربية داخل الإقليم؛ وقد ساعدها في هذا الموقف المتشدد الحليف الروسي والذي يسعى للعودة بقوة مرة أخرى إلى منطقة البلقان،و يرى أن فرصته لتحقيق ذلك مرتبة ارتباطاً وثيقاً بعدم استقرار المنطقة واستمرار أجواء القلق بها.( 7 )



وهو الأمر الذي سوف يجعل من مسألة بقاء حلف شمال الأطلسي في كوسوفا أمر لا مفر منه خاصةً أن خطة مارتي اهتساري تحدد و تقيد العدد المتاح للجيس الكوسوفي و بألا يزيد عن 2500 جندي وعلى أن يكون مشكلاً من كافة الأعراق بما فيهم العرق الصربي؛ مما يعني أن بقاء الحلف سوف يستمر لعشرة سنوات على الأقل أو لحين انضمام كلا من صربيا و كوسوفا للاتحاد الأوروبي. ( 8 )



وقد مثل الإعتراف السريع من القوى الغربية الرئيسة والفاعلة في الملف الكوسوفي، وهى الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الدول الأوروبية الأربع التي دخلت قواتها إلى كوسوفا تحت غطاء حلف الناتو ـ فرنسا و انجلترا و ألمانيا و ايطاليا ـ أكبر عقبة تخطتها كوسوفا لإثبات شرعية استقلالها أمام العالم.




ونشير هنا لبعض الملاحظات على المواقف الأوروبية :



كثير من الدول الأوروبية الأخرى أكدت أنها سوف تعرف بالاستقلال إلا أنها تنتظر أن تسبقها دول أخرى نظراً لظروف خاصة بها و بعلاقاتها ربما مع صربيا.



أن هناك إجماع من كافة دول الاتحاد الأوروبي على إرسال البعثة الأمنية القضائية الأوروبية ( EULEX ) و التي سوف تتولى الإشراف على تنفيذ خطة السلام المقدمة من المبعوث الدولي مارتي اهتساري و التي على أساسها تم إعلان استقلال الإقليم ؛ والمكونة من حوالي 1800 فرد والتي سوف تحل محل الادارة المدنية المؤقتة و التابعة للأمم اللمتحدة خلال 120 يوم من بداية تواجدها بكوسوفا و التي بدأت ليلة إعلان استقلال كوسوفا في 17 فيراير 2008م. و هو ما يعني أن هناك اقتناع أوروبي على أن خيار الاستقلال لا بديل عنه بالرغم من معارضة بعض الدول الأوروبية علانية لهذا الاستقلال نظراً لمشاكل داخلية لديها.

إلا أنه لا يتوقع انضمام قريب لدولة كوسوفا بمنظمة الأمم المتحدة نظراً لمعارضة روسيا و حلفائها لذلك؛ إلا أنه لن يمنع هذا انضمام كوسوفا للاتحاد الأووربي و المؤسسات الدولية المالية و هذا ما يعتبر محور الاهتمام الأوروبي في هذه المرحلة للنهوزض باقتصاد الإقليم من جهة ، و لتأمين تجدد أي حرب مستقبلية بانضمامه للاتحاد الأوروبي.

من هناك
03-30-2008, 12:17 PM
اقتصاد.. يبدأ من الصفر

على الرغم من الثروات الطبيعية الهائلة التي تمتلكها كوسوفا إلا أن هناك إجماع من الخبراء والمؤسسات الإقتصادية المتخصصة على أن التحديات الإقتصادية التي ستواجهها الدولة الحديثة ستكون هائلة نظراً لافتقارها لبنية تحتية اقتصادية ينهض عليها الإقليم. و هو ما يعني أن إقتصاد الإقليم ينبغي أن يبدأ من الصفر و على قاعدة صحيحة و سليمة، وكنتيجة لذلك سوف تعتمد كوسوفا على المساعدات الخارجية والقروض الدولية لفترات طويلة.

فخلال عهد الاتحاد اليوغسلافي السابق، عمدت بلجراد إلى ربط إقتصاده بها مباشرةً، والاستفادة من ثرواته الطبيعية في مادتها الخام الأولي لتصنعها في مصانعها الخاصة داخل صربيا، دون أن توجه الاستثمارات الكافية للنهوض بإقتصاده؛ وهو ما جعله أفقر إقليم داخل الجمهورية الصربية.

وتمتلك كوسوفا ثروات معدنية هائلة في باطن الأرض تقدر بما لا يقل عن 200 مليار يورو، ولم يستهلك منها حتى الآن سوى 2% ؛ فلديها أكبر منجم للفحم الحجري في منطقة البلقان تقدر تكلفته بما لا تقل عن 120 مليار يورو ، بينما ثرواتها من معادن النيكل و الرصاص و الزنك فقط تقدر بما لا يقل عن 20 مليار يورو. بالإضافة إلى احتوائها على كميات كبيرة من الذهب و الفضة، ويتوقع بعض المتخصصون إلى وجود نفط بها نظراً لوجوده في دول ألبانيا المجاورة، إلا أن الأمر في حاجة إلى إعداد دراسات ثم القيام بعمليات تنقيب لتأكيد ذلك وهو الأمر الذي يتم خلال فترة تبعية الإقليم لصربيا. ( 9 )

ويعتقد رجال الإقتصاد أن الفترة التي خضع فيها إقليم كوسوفا لإدارة مدنية دولية و التابعة للأمم المتحدة و التي كانت مؤقتة لحين حسم وضعه القانوني الدائم ؛ كانت بمثابة فترة ضائعة أضرت كثيراً بالأوضاع الإقتصادية داخل الإقليم، وترتب عليها ارتفاع كبير في معدلات البطالة لأمرين :

أولهما: أن الإدارة المدنية معنية بالملف السياسي و المدني و ليست متخصصة أو مخول لها الملف الإقتصادي و هو ما أدى إلى أن تستورد كوسوفا ما نسبته 96% مما تستهلكه ، حيث لا تصدر إلا 4% فقط من منتجاتها المحلية.

والثاني: عدم إمكانية الحصول على المساعدات الخارجية أو القروض الدولية لحين حسم وضعه المستقبلي ، و بالتالي أيضاً أحجب الكثيرون عن الاستثمار داخل الإقليم و معظم الصناعات التي قامت خلال السنوات الماضية توصف بأنها "تصنيع الاستهلاكي".

ونشير هنا إلى أهم الأدوار الفاعلة التي سوف يكون لها تأثير في مستقبل الإقتصاد الكوسوفي:



المؤتمر الدولي المانحين لكوسوفا

والذي يتبناه الاتحاد الأوروبي و تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، ويعول المسئولون الكوسوفيون كثيراً على هذا المؤتمر و الذي كان قد تضمنه القرار الدولي رقم 1244 الصادر عن مجلس الأمن في 10 يونيو 1999م مادته الثالثة عشر و التي نصت على أنه بعد أن يتم تحديد الوضع المستقبلي لكوسوفا، يدعى الدول الأعضاء إلى مؤتمر دولي للمساهمة في مرحلة إعادة الإعمار بكوسوفا في جميع المجالات الإقتصادية و الاجتماعية و تأمين عودة اللاجئين إجراء مؤتمر دولي للدول الأعضاء بالجمعية.

و ينتظر أن يتم هذا المؤتمر في عاصمة الدولة الجديدة كوسوفا خلال شهري مايو /يونيو القادم ؛ و لأهميته شدد رئيس الوزراء الكوسوفي هاشيم ثاتشي على أن كافة المؤسسات الكوسوفية الرسمية ينبغي أن تعمل بكامل طاقتها هذه الشهور للنهوض بإقتصاد الإقليم ؛ كما طلب من كافة المحافظين في كسوفا بضرورة الإسراع في إعداد دراسات الجدوى و الخاصة بالمشروعات التي تحتاجها كل محافظة، والتي سوف تقدمها كوسوفا إلى هذا المؤتمر للحصول " على أكبر دعم مالي ممكن" للخروج باسرع ما يمكن من المرحلة القادمة والتي تمثل أكبر تحدي يواجه الدولة الناشئة.

يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر مانح لكوسوفا، و قد تركزت هذه المساعدات الأوروبية خلال فترة الإدارة المدنية على بناء و تأسيس المؤسسات الكوسوفية. وقد أعلنت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تخصيص مليار يورو لدعم كوسوفا خلال السنوات الأربع المقبلة ؛ و من جانبها أكدت الولايات المتحدة أن ما تحتاجه كوسوفا يصل إلى مليارين دولار للنهوض باقتصادها،و أعلنت عن أن مئات الملايين في طريقها إلى كوسوفا.

ويمكننا التأكيد على أن كلا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذين قد دعما الاستقلالي السياسي لكوسوفا سوف يتحملان معاً مسئوليتهما تجاه الدولة الجديدة، و يستمرا في دعم إقتصادها، و متابعة برامجها في الإصلاح تمهيداً لضمها إلى الاتحاد الأوروبي و حلف الناتو، وما يؤكد ذلك تصريح ممثل الاتحاد الأوروبي في بريشتينا عن أنه تم تخصيص مبلغ 125 مليون يورو سوف تصرف مجالات سيادة القانون و الإصلاح الإقتصادي كخطوة على طريق انضمام كوسوفا للاتحاد الأوروبي.



الدور الألباني الداعم.

بجانب الدعم المالي من الغرب لكوسوفا، يتوقع أن يعلب الدور الألباني دوراً آخر مكملاً للجوانب المالية و المادية.فألبانيا تعد نفسها الدول الأم للشعب الألباني و كما يصرح المسئولين في تيرانا بأنهم سيقفون مع إخوانهم الألبان في كوسوفا خاصةً في مرحلتها الأولى حتى تتغلب على العقبات التي تواجهها في مرحلتها الأولى بعد الاستقلال.

و يدلل على هذا أول أول مؤتمر يناقش التحديات التي تواجه دولة كوسوفا الحديثة تم عقده في ثاني أسبوع بعد إعلان حكومة بريشتينا لإستقلالها في نوفمبر و قد شارك فيه رئيس البرلمان الكوسوفي في أول زيارة له خارج كوسوفا رسمية بعد الاستفلال الأمر الذي يؤكد أهمية الدور الذي يمكن أن تعلبه ألبانيا من خلال خبراتها كدولة و عبر استثمار علاقاتها الخارجية مع الدول الأخرى.

ونظراً لأن دولة ألبانيا تعد من أفقر الدول الأوروبية فإننا نتوقع أن يمثل دعم الغرب لألبانيا دعماً غير مباشرة لكوسوفا، ومن بين الدلائل التي تشير لذلك قيام الشركات الأمريكية بمساعدة ألبانيا على إنشاء طريق دولي سريع جديد يختصر المسافة بين البحر الأدرياتيكي و كوسوفا إلى ثلاث ساعات بدلاً من ثمانية ،حيث يربط مدينة دورس والتي تعد الميناء الرئيسي لألبانيا على البحر الأدرياتيكي بالحدود الجنوبية لكوسوفا، وهو ما يدفع إلى تنشيط الحركة التجارية بين البلدين نظراً لانخفاض تكاليف النقل واختصار الوقت، ووسوف يمثل أهمية كبيرة لكوسوفا التي تفتقر لحدود لها على البحر مباشرةً كما أن نصف حدودها البالغة 700 كم2 تقع مع صربيا الخصم الذي توعد بالقيام بكل شىء لإعاقة هذا الاستقلال أو جعله مؤلماً على أقل تقدير.ونظراً للموقف العدائي من قبل صربيا، يتوقعالبعض إلى حدوث تقارب أكثر باتجاه ألبانيا وأن تنشأ معها بمرور الوقت شراكة.



دور منتظر للمهاجرين

إلى أننا نشير هنا إلى الدور المنتظر للمهاجرين الكوسوفين و الذين يبلغ عددهم فقط في الدول الأوروبية حوالي 700 ألف نسمة ( أي حوالي 30% من تعداد سكان كوسوفا) .وهم يمثلون إحدى ثمار السياسة الصربية لحكومة بلجراد والهادفة إلى تفريغ إقليم كوسوفا من سكانه الألبان بوسائل و أساليب متعددة إحداها كان الجانب الإقتصادي، وقد لهؤلاء المهاجرون وبالتحديد بالدول الأوروبية دور كبير في مساعدة عائلاتهم وأقربائهم خلال السنوات الماضية، فعلى سبيل المثال يعيش فقط في سويسرا أكثر من 200 ألف نسمة ( يمثلون 10% من سكان كوسوفا )، وتقدّر المساعدات المالية التي يرسلونها لأقربائهم بكوسوفا بحوالي 20 مليون فرنك سنويا.(10)

وتعتبر الجالية الكوسوفية في سويسرا ثاني أكبر جالية بعد الجالية الإيطالية؛ كما أنها تعد ثاني أكبر الجالية الكوسوفية في الخارج بعد ألمانيا ؛ وقد أصبح كثير من هؤلاء المهاجرين رجال أعمال و ارتبطوا بعلاقات قوية ووثيقة مع رجال الأعمال الأوروبيون، ويتوقع أن يكون لهم دور واضح في مجال الاستثماربكوسوفا سواء بأنفسهم أو بجذب الاستثمارات الغربية إليها.



تحديات أخرى

وبجانب التحديات السياسية و الإقتصادية تظل هناك تحديات هامة سواء داخلية أو خارجية و نشير إليها في نقاط سريعة:



تحدي بناء مجتمع ديموقراطي تحترم فيه حقوق الأقليات ويضمن الحريات العامة والدينية ويحارب الفساد الإداري الإداري المنتشر في بعض القطاعات الكوسوفية؛ تهميدا لانضمامه إلى المؤسسات الأطلسية و الأوروبية.



دمج الأقلية الصربية و تشجيعها على المشاركة السياسية في مؤسسات الدولة و التي ضمنتها لهم بنود "حزمة اهتساري" ، و يتعتبر نجاح الحكومة الكوسوفية في هذا المجال عامل أساسي في تقييم أدائهم و مدى إلتزامهم ببنود تسوية الصلح ، و هو ما سوف ينعكس على صورتهم أمام العالم ويؤكد عدم صحة إدعاءات حكومة بلجراد بأن استقلال الإقليم يمثل خطراً على الأقلية الصربية به، وهوالأمر الذي ألقى على عاتق الحكومة الكوسوفية إلتزامات كثيرة تجاه هذه الأقلية.



خلق أجواء حسن جوار مع صربيا تمهيدا لاستئناف الحوار معها لحسم كافة الخلافات و القضايا العالقة و قد أعلن المسئولين في بريشتينا بأنهم يسعون لإقامة علاقات حسن جوار مع كافة دول المنطقة بما فيها جارتهم صربيا، و أنهم حريصون على أمن و استقرار المنطقة ، للتفرغ للتنمية و تحقيق رفاهية شعوبهم.

وهنا نؤكد أننا لا نقلل من حجم التحديات الأخرى التي تواجهها دول كوسوفا الجديدة ، إلا أن الملفين السياسي والإقتصادي هما أهم عاملين سوف يحسمان مستقبل هذه الدولة

من هناك
03-30-2008, 12:17 PM
الرابط على النت: http://docs.google.com/Doc?id=dc2bp68v_334fvdx43gb


هوامش

( 1 ) كوسوفو وألبانيا: تحدي المستقبل

محمد م. الارناؤوط .. أستاذ التاريخ الحديث في جامعة آل البيت

http://alghad.jo/index.php?news=215079 (http://alghad.jo/index.php?news=215079)

الوصف

مقال يعرض فيه الكاتب لأحدث كتاب للمؤرخ الألباني المعروف مارنغلن فرلي M.Verli، مدير معهد التاريخ في تيرانا / ألبانيا، بعنوان "كوسوفو: التحدي الألباني في تاريخ قرن" (منشورات بوتيم بكس2007).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 2 ) المعايير الثمانية الدولية ( الترجمة الألبانية )

http://www.kosovaelire.com/standardet.php

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 3 ) اقتراح شامل للتسوية " حزمة اهتساري" .. الترجمة العربية.

http://www.unosek.org/docref/Comprehensive_proposal-arabic.pdf (http://www.unosek.org/docref/Comprehensive_proposal-arabic.pdf)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 4 ) مشروع الدستور الكوسوفي للدولة الجديدة ( باللغة الألبانية ).

http://www.kushtetutakosoves.info/repository/docs/DRAFTKushtetuta.%20Shqip..pdf (http://www.kushtetutakosoves.info/repository/docs/DRAFTKushtetuta.%20Shqip..pdf)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 5 ) مركز الإحصاء الرسمي بكوسوفا

http://www.ks-gov.net/ESK/ (http://www.ks-gov.net/ESK/)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 6 ) القرار الدولي رقم 1244 الصادر عن مجلس الأمن في 10 يونيو عام 1999م/ الترجمةالألبانية

http://www.trepca.net/politike/OKB-Rezoluta-1244-(1999).htm (http://www.trepca.net/politike/OKB-Rezoluta-1244-%281999%29.htm)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 7 ) موقف صربيا ودول البلقان

( أحد تقارير ملف : أي مستقبل ينتظر إقليم كوسوفو؟ )

http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2005/07/article11c.SHTML (http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2005/07/article11c.SHTML)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 8 ) المصدر الثالث .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 9 ) 200 MILIARDE EURO

Viktor Buzhala / Jasmin Rexhepi

http://www.gazetaexpress.com/pdf/888.pdf

الوصف: تحقيق صحفي نشر في جريدة "إكسربس" الكوسوفية اليومية بتاريخ 10 مارس 2008

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

( 10 ) كوسوفو.. أعلِـن الاستقلال، ثم ماذا؟

http://www.swissinfo.org/ara/swissinfo.html?siteSect=881&sid=8751529

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

عن كوسوفا

وحسب الإحصائيات الرسمية الكوسوفية الصادر عن مركز الإحصاء يبلغ تعداد السكان 2 100 000 نسمة، يمثل العرق الألباني منهم 92 %، وتصل نسبة الأقلية الصربية إلى نحو 5.3 % بينما باقي الأقليات تصل نسبتها إلى 2.7 %. وتبلغ نسبة المسلمين في كوسوفا نحو 95%. و تصل مساحتها إلى 10.908 km2.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

**كاتب متخصص في شئون البلقان ومتخصص في التطوع الإلكتروني والصحافة الإلكترونية.