تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وترجل الفارس



عبد الله بوراي
03-29-2008, 05:28 PM
http://img510.imageshack.us/img510/1128/57923321ho3.jpg (http://imageshack.us)


يا فارس الكرسي


شعر- عبدالرحمن صالح العشماوي





هم أكسبوكَ من السِّبـاقِ رِهانـا فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانـا



هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهـم فأذقتهـم فـوق الهـوانِ هَوانـا
إني لأرجو أن تكـون بنارهـم لما رموك بهـا، بلغـتَ جِنانـا
غدروا بشيبتك الكريمـة جَهْـرةً أَبشـرْ فقـد أورثتَهـم خذلانـا
أهل الإساءة هم، ولكنْ مـا دروا كم قدَّموا لشموخـك الإحسانـا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لـم تدَّخـر وُسْعَـاً لتحملـه فكنـتَ وكانـا
يا أحمدُ الياسين، كنـتَ مفوَّهـاً بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
مـا كنـتَ إلا همّـةً وعزيمـةً وشموخَ صبرٍ أعجـز العدوانـا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتـي ببشارتـي ويُخفِّـف الأحـزانـا
وثََّقْـتَ باللهِ اتصالـكَ حينـمـا صلََّيْتَ فجرك تطلـب الغفرانـا
وتَلَوْتَ آيـاتِ الكتـاب مرتِّـلاً متـأمِّـلاً تتـدبَّـر الـقـرآنـا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً إنَّ السجـود ليرفـع الإنسـانـا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا أنَّ الفراقَ مـن الأحبـةِ حانـا
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى وطوى بـك الآفـاقَ والأزمانـا
علَّمتَه معنى الإبـاءِ، فلـم يكـن مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانـا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفـاؤه مَثَـلاً، وصـار إِبـاؤه عنوانـا
أشلاءُ كرسيِّ البطولـةِ شاهـدٌ عَـدْلٌ يُديـن الغـادرَ الخوَّانـا
لكأنني أبصـرت فـي عجلاتـه أَلَمـاً لفقـدكَ، لوعـةً وحنانـا
حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُـدْ تمشي به، كالطـود لا تتوانـى
إني لَتَسألُني العدالـةُ بعـد مـا لقيتْ جحود القـوم، والنكرانـا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى أم أنَّهـا لا تملـك الأَجفـانـا؟
وعيون أوروبا تُراها لـم تـزلْ في غفلـةٍ لا تُبصـر الطغيانـا
هل أبصروا جسداً على كرسيِّـه لما تناثَر فـي الصَّبـاح عِيانـا
أين الحضارة أيها الغربُ الـذي جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانـا
عذراً، فما هذا سـؤالُ تعطُّـفٍ قد ضلَّ من يستعطـف البركانـا
هـذا سـؤالٌ لا يجيـد جوابَـه من يعبـد الأَهـواءَ والشيطانـا
يا أحمـدُ الياسيـن، إن ودَّعتنـا فلقد تركـتَ الصـدق والإيمانـا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكـي علـى مليارنـا لمَّـا غـدوا قُطْعـانـا
أبكي على هذا الشَّتـاتِ لأُمتـي أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانـا
أبكي ولي أمـلٌ كبيـرٌ أن أرى في أمتي مَـنْ يكسـر الأوثانـا
يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ إلاَّ ربيعـاً بالـهـدى مُـزدانـا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ للفجـر حيـن يبشِّـر الأكوانـا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني بـك عندهـنَّ مغـرِّداً جَذْلانـا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربمـا بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانـا
هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الـذي شيَّـدتُ فـي قلبـي لـه بنيانـا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيـع التـي تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا
روَّيـتَ بستـانَ الإبـاءِ بدفقـهِ مـا أجمـل الأنهـارَ والبستانـا
ستظلُّ نجماً في سمـاءِ جهادنـا يا مُقْعَـداً جعـل العـدوَّ جبانـا