تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اتيكيت المعاملات اليومية



بشرى
07-11-2003, 02:01 PM
كل من يسافر إلى الخارج ..يعود غالبا"بحسرة على حالنا مما رآه هناك من نظام و انضباط ونظافة وذوق فى التعامل ,حتى ظن البعض أن هذا السلوك مرتبط فقط بالحضارة الغربية وأن ما نعيشة من عشوائية و فوضى لصيق بالاسلام !!الداعية عمرو خالد أكد أن الاسلام برىء تماما"..وأن العيب فينا نحن لأننا لا نقرأ أو ننسى أو لا نطبق ما تردده ألسنتنا ,بديل أن الاسلام أرسى قواعد الذوق و الأدب فى كل العلاقات بين الرجل و زوجته و الرجل و جيرانة ..و علمنا الادب أيضا"ونحن بين يدى الله سبحانه .
سألت الداعية عمرو خالد :
عندما سافر بعض المصريين إلى أوروبا فى مطلع القرن التاسع عشر وعادوا و قالوا إنهم وجدوا اخلاق الإسلام لدى أناس لا ينتمون إليه .وكانوا يقصدون أداب التعامل و الذوق العام والخاص ..ما الذى أدى إلى افتقاد بعض المسلمين لأخلاق الإسلام ؟
أنت تقصد أدبيات التعامل مع الناس .النفس المرهفة و الروح الجميلة ,وتقدير قيمة الجمال والنظافة والنظام و الحس المرهف و النفس الشفافة التى تفهم أنها وقعت فى الخطأ من نظرة العين .. هذا الخلق خلق إسلامى صميم .

الذوق أساس التدين الصحيح
لدينا فى بلادنا 4 أصناف من الناس فى التعامل مع هذا الخلق الحضارى :
النوع الأول :هو من يظن أن الذوق و الإتيكيت والخلق الرفيع قيم غربية ,وجدت فى أوروبا ونحن تعلمناها منهم لهذا يرسل هؤلاء أبناءهم إلى المدارس الأجنبية ليتعلموا الذوق و الإتيكيت .
أريد أن تكون أبنتى فتاة راقية ممتلئة بقيم الحضارة ,أرسلها إلى مدرسة أجنبية أقول لهؤلاء الذين تربوا فى بيوتهم تربية راقية ,وهم يتخيلون أن الاسلام عكس هذا .ويتصورون أن المتدينين يتسمون بعدم النظام والفوضى وعدم النظافة و قلة الذوق.
أقول لهؤلاء أيضا"إن الحاجز الذى وضعتموه بينكم و بين التدين و أسمه الذوق و الحضارة و الأدب قد نبع أصلا" من ديننا ويعززه فى اخلاقكم أنه آت من الإسلام .
النوع الثالث:أناس قالوا إن الإسلام داخل المسجد فلا يجب أن نتحدث فى الدين و أن أدبيات و إدارة الحياة لا شأن لها بالدين .
أفول لهؤلاء إذا كان الذوق له أصل فى الدين بالتالى كل أمور الحياة لها أصول به أيضا" و أن الدين وجد لإدارة الدنيا و الأخرة .
النوع الرابع :شباب متدين فهم الإسلام كعبادة وصلاة و قيام ولكن يخلو من الذوق فجعل الناس تنفر من الإسلام وتكره المتدينين .يؤدى واجباته وفروضه الدينية لكن يتعامل مع الناس بطريقة خاطئة وقد يتسبب هذا النوع فى ابتعاد الأصناف الثلاثة الأخرى عن الإسلام وقد يكون من بينهم أسرته فيقول والده لأمه مثلا" انظرى ابنك من يوم ما تدين صار قليل الذوق وعديم التربية وصار مهملا" فى أناقة ملبسه يمشى برائحه عرقة وسط الناس أقول لهذا النوع من الشباب لا ..إفهم الإسلام كليا"ولا تجتزئة.

الأدب مع الناس
نحن مجتمع تربى على الأخلاق فى البيت والمدرسة ..ومع ذلك نرى من يطل من نافذة سيارته ليشتم قائد السيارة المجاور دون سبب و نسمع الشتائم القبيحة فى ملاعب الكرة لأن فريقا فاز و آخر هزم كل ذلك على شاشات التليفزيون لماذا يحدث ذلك ؟
نحن جميعا" تربينا فى بيوتنا على أعتبار أن الأدب يقول ذلك وليس الإسلام يقول ذلك و الذى يشتم مواطنا" فى الشارع يظن أنه بهذا قد خالف العرف ولم يخالف الدين ولو انه أدرك أنه يخالف الدين لتردد فى الإتيان بهذا السلوك المعيب .
الأدب والذوق الذى تعلمناه فى بيوتنا مرجعيته للإسلام .

الأدب مع الله
هل نقارن بين ما نراه اليوم فى حياتنا من تجاوز على الذوق العام وما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم و الصحابة ؟
الأدب ثلاث أنواع : أدب مع الله ..وأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وأدب مع الخلق سأبدأ كلامى عن الادب مع الناس لأختمه بالأدب مع الله .
حين بدأت احصر الأدب و الذوق اللذين تحدث عنهما الإسلام ,وجدت أننى أتوه .هناك الادب والذوق داخلبيتك .والأدب و الذوق فى الشارع , والأدب والذوق مع الناس الذين تتوجه لزيارتهم

جزاء من يسىء لأمه
كيف يصبح الإنسان ذوق داخل بيته ؟
الذوق داخل البيت يبدأ مع الوالدين .مثلا" داخل إنسان إلى بيته ومعه طعام يحبه لا يريد لأبيه و أمه أن يأكلا منه فيخفى الطعام عن أعينهما أو يلتهمه فى الطريق قبل دخول البيت .
لمثل هذا النوع مثال حدث فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم :أحد الصحابه جاءته لحظه الوفاة فجاءه إخوان يقولون له :انطق بالشهادتين فحاول أن ينطق فما أستطاع عقد لسانه فذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وحكوا له الحكاية فقال النبى :أله أم ؟فقالوا نعم يا رسول الله .فذهب إليها النبى صلى الله عليه وسلم وسألها :هل هل كان لإبنك أخلاق سيئة معك ؟ قالت لا ..لكنه كان يأتى بالفاكهة و الطعام لأولاده ويخبئها عنى .فيطعم أولاده ولا يطعمنى . لهذا انعقد لسانه ولم ينطق بالشهادة .ويوقد النبى له نارا" لحرقه ,لعل قلب الأم يتحرك وتحرك قلب الأم وقالت سامحته يا رسول الله .فنطق بالشهادة .