تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل حرب البصرة مقدمة لضرب إيران !!!



من هناك
03-28-2008, 03:05 PM
هل ثمة علاقة بين زيارة عراب الحروب ديك تشيني وتعليماته لحكومة المالكي ودعوته للدول العربية لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق وتصريحاته في الدولة العبرية والتي أكد فيها التزام بلاده بمواجهة التهديدات الرامية لتدمير إسرائيل من جهة, والاشتباكات الدامية التي ابتدأت بالبصرة وامتدت لمدن عديدة ووصلت إلى أحياء في بغداد من جهة أخرى؟ وهل هناك رابط بين استقالة قائد القوات الأميركية في المنطقة الأدميرال وليم فالون والتي كان سببها المرجح خلاف بينه وبين بوش حول السياسة الواجب إتباعها تجاه إيران واعتراضه علنا على أي عمل عسكري ضدها, والتطورات المتسارعة في العراق؟

توجيه ضربة أمريكية لإيران, كما تلح الحكومة الإسرائيلية سيزيد من تأزم أوضاع القوات الأمريكية والتي ستجد نفسها بين مطرقة المقاومة العراقية وسندان الميليشيات الموالية لإيران والتي لم تكن قد تورطت في اشتباكات طويلة منذ شهور وبالتالي فهي تحتفظ بقدرات قتالية كبيرة. الإدارة الأمريكية, كما يبدو, وجدت بعد زيارة أحمد نجاد لبغداد وتصرفاته المفرطة في الثقة بأنه آن أوان لتقليم الأنياب الإيرانية في العراق وبأسلوب غير مباشر في المرحلة الأولى باستثمار التناقضات الشيعية وصراعاتها المستمرة على النفوذ وثاراتها القديمة. من هنا جاء الرفض الأمريكي للقاء الوفد الإيراني برئاسة رضا اميري والذي جاء لبغداد بعد زيارة نجاد لاستكمال المفاوضات حول العراق مع المحتل الأمريكي
. تشيني طلب من المالكي, على الأرجح, حسم الأوضاع في البصرة مستفيدا من العلاقات المتوترة بين الرجل والتيار الصدري والذي قاطع مؤتمر للمصالحة والذي رعاه المالكي في بغداد مؤخرا, عارضا دعما أمريكيا للمالكي ليصبح رجل العراق القوي. كيفين برجير الناطق باسم الجيش الأمريكي قال في مؤتمر صحفي بأن تقدير رئيس الوزراء العراقي انه من غير هذه العملية لن يكون أي أمل في تحسين الأمن في البصرة. فهل كان بيرجر يتحدث بالنيابة عن المالكي أو كان وبطريقة غير مباشرة يملي عليه تصرفاته؟

الرئيس الأمريكي جورج بوش أشاد بدوره بالمالكي قائلا: قرار رئيس الوزراء العراقي بملاحقة الجماعات غير المشروعة في البصرة جريء ويدل على زعامته والتزامه بتطبيق القانون بطريقة عادلة, مضيفا بأن هذه العملية ستأخذ وقتا حتى تنجز، وان الإرهابيين والمتطرفين سيدركون أن لا مكان لهم في مجتمع حر وديمقراطي. في حين أعرب البنتاغون عن ارتياحه لتحرك القوات العراقية في البصرة، معتبرا أن أداءها يؤكد نجاح خطة تعزيز القوات الأميركية. وقال جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون بأن المالكي يستحق الإشادة لاتخاذه المبادرة بالذهاب ومقاتلة المتطرفين والمجرمين في البصرة.

المعارك الدامية في العراق والتي وصفها جورج بوش بالإيجابية, من المأمول أمريكيا أن تُضعف النفوذ الشيعي العسكري في العراق وتستنزفه, وما تبقى منه يصبح من السهل احتواءه والسيطرة عليه من خلال التوازن مع قوات الصحوة التي يرعاه الاحتلال في المناطق السنية. هل تؤدي المعارك الجارية إلى إنهاء وتصفية ميلشيات الصدر أم ستؤدي إلى تعزيزها حال استطاعت أن تثبت وجودها على الأرض؟ وهل من الممكن أن تنجح القوات الأمريكية في تقليم أظافر الميليشيات الشيعية وتوريطها في صراعات داخلية طويلة؟ بغض النظر عن الإجابات والاجتهادات, فإنه من المؤكد أن إدارة بوش وسياساتها في العراق أدخلت البلاد في دوامات من العنف والقتل والنهب والتدمير لا يبدو لها نهاية في المستقبل المنظور
. ياسر سعد