تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حسن نصر الله.. يترأس وفد لبنان للقمة العربية



من هناك
03-27-2008, 02:26 PM
حسن نصر الله.. يترأس وفد لبنان للقمة العربية


بقلم: اللواء نزار عمار

من غير حسن نصر الله يمسك بمقادير الوضع في منطقتنا... يشعل الحرب أو يطفئ نارها بقرار منه...يتحول من الدفاع إلي الهجوم ببراعة ودقة العسكري الاستراتيجي, العالم بأسس وأصول اللعبة المعقدة في منطقتنا...

من غيره يستطيع بكلمات من خطابه أن يجعل إسرائيل... بجيوشها البرية والبحرية والجوية, وشرطتها , وأمنها مصدر فخرها واعتزازها, وإعلامها ودبلوماسيتها الخارجية, كلها في حالة تأهب واستنفار بانتظار رد نصر الله على اغتيال العماد مغنية...جميعهم يتساءلون : هل سيأتي الرد داخل إسرائيل... أم سيضرب نصر الله خارجها... هل سيستهدف المواقع العسكرية , أو التسلل إلى بلده إسرائيلية أو منشأة عسكرية إستراتيجية أم التعرض لضباط كبار في الجبهة الشمالية( علي حد تقديرات المحافل الأمنية الإسرائيلية) , أم أنه سيطال الشخصيات السياسية أم ستكون الضربة ضد احدي السفارات أو البعثات في الخارج .. أين ومتى وكيف... المحللون والمعلقون....قادة عسكريون وأمنيون... وعشرات الندوات والاجتماعات والاستشارات , كلها منشغلة ومنهمكة في الإجابة على الأسئلة الحائرة : متى وكيف وأين؟

وحده حسن نصر الله , ومن غيره , بيده الجواب والقرار, يستعد ويخطط ويحدد ساعة الصفر, يستمتع وهو يري مدى انشغال عدوه في انتظار لحظة الرد, وبالتأكيد نصر الله يطيل المدى, حتى يزيد من تكاليف الاستنفار والتأهب وشد الأعصاب, انه يدرس احتمال أن يؤدي الرد إلى تدهور الأوضاع إلى حرب لا يريدها ويأخذ في الاعتبار امن وسلامة قراه ووطنه, انه يوازن بين رده وحجم التضحيات , ويأخذ في الاعتبار احتمال جر حليفته سوريا وتعرضها إلى حرب لم تحدد زمانها ومكانها وبمعني آخر توريطها...


من غير نصر الله يفعل ذلك؟


انه متواجد في كل ساحات بيتنا ...دون إذن أو تصريح أو حتى تنسيق منا, ليتركنا نتساءل: هل يسمح لنا بالمقابل أن نتواجد وأن نعمل داخل ساحته من دون علمه أو إذنه.... خلاياه النائمة تصحوا بقرار منه فتفجر وتضرب, تغير الاستراتيجيات وتنسف السياسات وتخلق واقعا جديدا على الأرض... انه متواجد من خلال المجموعات التي يمولها, تأتمر بأمره, تصعد وتهدأ بأمره, متواجدة في القدس في جبل المكبر, في حيفا والجليل... أليست هذه الحقيقة والوقائع... سواء كنا معه أو كنا ضده... لابد أن نعترف بواقع وجوده , فاعلاً ناشطاً مؤثراً.

ذلك حسن نصر الله, يضرب متي شاء وفى المكان الذي يريده, ويغير خريطة المنطقة, وكما قال الجنرال غيور ايلاند ( الرئيس السابق للأمن القومي في إسرائيل 25/3/2008):

"إن حزب الله يفهم معني الحرب الحديثة أفضل من إسرائيل في بعض الأحيان, ويسبب مخاطر جادة على الأمن القومي".


فهو يستخدم أساليب متنوعة من الحرب , ويجدد بشكل متواصل في نوعية سلاحه, وتدريباته, ويتبع عنصر المفاجأة والردع, ومما يعزز من قدراته ذلك التلاحم الدائم مع عدوه, في صراعه الدائم ومعاركه المتواصلة , انه يتوقع الانقضاض الإسرائيلي في كل لحظة..

وغداُ قد يكشف لنا حسن نصر الله بعض مجموعاته في الخارج, كما فعل حزبه بالماضي في بيونس ايراس( الأرجنتين)من يدري؟؟

تناقضنا مع نصر الله, انه بدأنا الحرب عندما انتهينا منها, ليتك بدأت عندما كنا في قلعة شقيف , لكننا بدأ بالأمس مرحلة السلام والمفاوضات, ولكن ماذا سنقول له إذا فشل السلام وتعثرت المفاوضات , ماذا سنقول له إذا تصلبت إسرائيل ولم تسلم بحقوق الفلسطينيين... ماذا ستقول له إذا صعد الجمهوريين وسقط الديمقراطيين وتبخر الموقف الأمريكي ولا نقول " الضغط" الأمريكي... أما إذا نجحنا في تحقيق الدولة الفلسطينية , بإذن الله, واستعدنا حقوقنا وجاء نصر الله ليعرقل وينسف مشروعنا ويعطي الذريعة ... فماذا نحن فاعلون؟؟

إسرائيل تلاحق حسن نصر الله, لكن نظامه الأمني لا يمكنها من أن تطاله أو النيل منه, لقد أتم بناء المؤسسة, المؤسسة السياسية, والمؤسسة العسكرية الحديثة, والمؤسسة الأمنية, ومؤسسة رعاية أسر الشهداء, بناء جاء علي أحدث طراز, والأهم المؤسسة القيادية, بحيث أوجد البدائل في قيادته, حتى إذا ما استشهد أحدهم , نام قرير العين, جاء من بعده يحمل الرسالة, ويكمل الطريق, لا انهيار من بعده ولا سقوط.

أي حسن نصر الله هذا, سماحة السيد, المؤمن الهادئ ذو المصداقية العالية, لقد استطاع أن يحدد حليفه الاستراتيجي, وهل هناك مقاومة بدون حليف استراتيجي , ألم تتحالف فيتنام مع السوفيات والصين, ألم يتحالف كاسترو مع غور باتشوف, والجزائر مع عبد الناصر ...

وفي لبنان, نصر الله في البرلمان, يريد أن يعزز تواجده بالانتخابات , وفي الحكومة, وفي الممانعة, يتحالف مع المسيحيين ( فرنجيه وعون وغيرهم) ومع الدروز( ارسلان وغيره) ومع السنة والقوميين واليساريين وكل من يدعم ويساند نهجه ومدرسته.

انه يخلق الوعي الجديد, في امة أصابها الصدأ والاستسلام والهزيمة والخنوع, ولذلك فهو –نصر الله- يمثل الظاهرة الجديدة, ونكرر سواء كنت معه أو ضده, تعارضه أو توافقه, تسير على خطاه أو تنتقده, فان ظاهرته جديرة بالدراسة والتأمل والبحث والتقييم, نتناولها بالحقائق لا بالمشاعر والعواطف والتأثيرات الصوتية الإيمانية, ولا بالمذهبية...فتلك شأن العلماء الأجلاء لديننا الموحد الرابط الذي لا يفرق إلا بالتقوى.


لذلك فمن المستغرب أن يبحث لبنان عن من يمثله في القمة العربية.


انه حسن نصر الله, يجلس في المقعد المخصص للبنان, يلقي خطابه الهادئ الصادق , يحدد مستقبل المنطقة, ويرسم خطوط وسياسات الأمة ولماذا الاستغراب , ألم يفعلها قبله أبو عمار, الذي دخل مجتمع الملوك والرؤساء بكوفيته الرمزية," ومسدسه علي جنبه" وسط دهشة وتصفيق الجميع, لقد حقق أبو عمار الانتصار في الكرامة وكذلك حقق نصر الله الانتصار في الجنوب, فلماذا لا يكون في المقدمة والصدارة ممثلاً للبنانيين كل اللبنانيين.


معذرة أن ذلك لن يتحقق , فالمسألة ما زالت بعيدة بين الحقيقة والواقع.