تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نخلتان من نخيل العراق..



مراسلو الرابطة
03-27-2008, 02:33 AM
مراسلو الرابطة
سلام، منى، سارة(بريطانيا)- مراسلو الرابطة
نخلتان من نخيل العراق
حكاية طفلين يتيمين من أيتام العراق



خمس سنوات مضت منذ سقوط العراق بأيدي الاحتلال , هذه الذكرى الأليمة تحمل معها العديد من المآسي التي شهدها العراقيون من تشريد و نزوح و تهجير ، و مأساة ام ابراهيم و طفليها مثال حي لما يعيشه الشعب العراقي من معاناة يوميّة .


تعيش أم ابراهيم العراقية و طفليها اسلام وابراهيم في حي من أحياء عمان في فقر شديد و يتم، بعد أن توفي والدهما في العراق جراء فشل كلوي ونقص في الأدوية سبّبه الحصار و زاده تفاقماً.

اسلام و ابراهيم هما طفلان عراقيان يتيمان فرّا مع والدتهما من الحصار والموت، و لم يبق لهما البؤس لحظة سعادة... أمهما الصابرة المحتسبة عند الله تدرك أن العودة إلى العراق ما زالت ضرباً من الخيال في ظل غابة البنادق والاقتتال الداخلي.

تحكي لنا "ام ابراهيم" عن قصتها فتقول: نحن من مدينة سامراء،و أنا أحمل بكالوريوس حقوق، توفي زوجي جراء إصابته بالكلى بعد ازدياد المضاعفات عليه و الحصار و انعدام الأدوية... تسألني اسلام وكذلك ابراهيم في الليل.. أين أبي؟! أخبرهما أنه سافر وأحيانا كنت أقول لهما أنه توفي فيكسو محياهما اللون الأصفر. وكأنهما ساق وردة اعتراه الذبول، فأعود وأقول لهما سافر ...وسوف يعود.



http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/IqM38325.jpg (http://www.gulfup.com/)

هما نخلتان من نخيل العراق عصفت بهما الريح وسلبتهما تلك البهجة التي تكسو وجوه الأطفال في عمرهما..فاسلام البالغة 6 سنوات بالكاد تبتسم و ابراهيم 7 سنوات يبدو قلقاً للغاية، وتعتريه رجولة مبكرة , هما يرون أمهما تبكي ليل نهار على الشهداء والجرحى في العراق.. اسلام و ابراهيم لا يجدون شخصاً ليقولوا له : بابا ... بالواقع، آلاف الأطفال العراقيين لا يجدون رجلاً ليقلوا له: بابا، وبعضهم لا يجدوا امرأة ليقلوا لها: ماما...

هذه قصة تترجم واقع العراق على الرغم أنها واحدة من مآسيه .. و لو دققنا النظر لوجدنا أن هذه القصة التي تحمل في طياتها أشد معاني الحزن و الابتلاء ما هي إلا واحدة من قصص أخرى عديدة تنقل صوراً شتى لمعاناة العراقيين الذين تتنوع و تتعدد أسباب آلامهم .

http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/GI138452.jpg (http://www.gulfup.com/)

أهل العراق ناموا على صوت الصواريخ والرشاشات والغارات، بلا كهرباء، ليلاً، وبلا أمن أو استقرار نهارا.. الشهداء واليتامى والجرحى والمرضى والمحتاجون في العراق لا يعدون ولا يحصون... العراق احترق غضباً تحت وقع أقدام الغزاة الذين عاثوا في الديار خراباً ودنسوها... دبابات الاحتلال دهست الأطفال ...قصفت المساجد ،و دمرت البيوت ...يتمت الأطفال... رملت النساء... كان الموت يخيم و لا يزال عليهم ...

لا يعلم العراقي مكان قصف قوات الاحتلال اليوم ... و لا يعلم العراقي من سيفجر نفسه اليوم؟ و بمن؟ و من أي ملة؟ و عشيرة و تيار و حزب؟ ... لا يعلم كم ستقتل السيارة المفخخة من أهل وطنه و لا يعلم أين ستلقى أشلاؤهم ... هل هم من المارة ...أم من الاطفال الأبرياء...أم من المصلين!
ثم كارثة الفقر... أرباب الأسر قتلوا ...فما مصير عائلاتهم إلا الفقر و التشرد ..لا يمكن أن نحصي الدمار الناجم عن الحرب الأهلية و عن الاحتلال.. قتل العراقيون بسبب انقطاع الدواء و الكهرباء و مقومات العيش الاساسية..

أين و كيف سيؤمن الأمن و الغذاء و الاستقرار في ظل احتلال و ميليشات و خلاف بين الطوائف ؟...
ما علاقة الأطفال و النساء و المدنيين و ما ذنبهم ان قرر الاحتلال أو الحكومة اليوم "تطهير" منطقة معينة؟..


http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/oiw38128.jpg (http://www.gulfup.com/)


شهد العراقيون أنواعاً من الظلم و التشرد و القهر و الجوع ، إلا أن أبشعها مرارة هو ترك الوطن و اللجوء إلى الدول المجاورة مهجرين خائفين من شبح الحرب و الفقر. و مما يزيد ألمهم و حزنهم بقاؤهم على الحدود أشهراً طويلة و تحملهم للمعاملة السيئة , و ذنبهم الوحيد في ذلك أنهم عراقيون!..

و بعيداً عن كل هذا نسمع كل يوم قصص الاغتصاب و التعذيب في السجون , و قصص المشردين و الأيتام ، و قصصاً شتى تبكي لها العيون و تتألم لها أقسى القلوب...

و تضاف إلى هذه المعاناة جهل العراقي بمن يقود و يتحكم بالميلشيات و من الدول الصديقة و من الدول المعادية خاصة بعد أن تبين أن تدخل العديد من الدول في العراق لم يكن إلا لخدمة مصالحها و استراتيجياتها ، مخلّفة وراءها همّا يضاف إلى العراق هو الحكومة و أزماتها ...

من المضحك أن تعترف أمريكا و بعد خمس سنوات من احتلالها للعراق بعدم وجود ما ادعته من أسلحة دمار شامل... و رغم ذلك يؤكد الرؤساء المستقبليون ضرورة بقاء القوات الأميركية في العراق لأكثر من 100 سنة مقبلة ... ينهبون ما ينهبون من نفط و ثروات و يتحكمون بالعالم كله تحت شعار الشرق الأوسط الجديد و الفوضى الخلاقة...



http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/KVX38213.jpg (http://www.gulfup.com/)


و مع تفاقم الأزمة العراقية و ما بات يشكله من موضوع حساس في الشارع الغربي و ازدياد أعداد القتلى من قوات العدو ، ازدادت نسبة معاداة الشعوب الغربية لحكوماتها ليس حزناً على المجازر بحق الشعب العراقي و إنما على أبنائهم القاطنين هناك والظروف المعيشية "الغير لائقة" التي طالت عليهم . وقد يعتبر ذلك ، اضافة إلى التأثيرات على اقتصاد الدولة وعلاقاتها الخارجية منها والداخلية جراء الحرب، من الأسباب الرئيسية التي دفعت رئيس الوزراء توني بلير إلى الاستقالة من منصبه .



http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/EmL37946.jpg (http://www.gulfup.com/)


تلك والله .. أكبر كذبة في التاريخ حين جاء الأمريكان ليقولوا لشعب العراق: إننا جئنا لنحرركم ، متناسين أنهم فرضوا الحصار والقتل البطيء على العراق ، ومتناسين كذلك آلاف الغارات التي شنوها خلال السنوات الماضية ، ومتناسين المذابح التي ارتكبوها ، و حالات الاضطراب والفوضى والاقتتال الداخلي والتشرذم الحالي التي سببوها..

أليس هذا هو ذات مشهد الوحش الذي يخلع أنيابه من أجل التقاط صورة تذكارية مع الضحية، ثم سرعان ما يستعيد تلك الأنياب بحثاً عن ضحايا جدد في مشهد آخر؟

المصدر (http://alrabita.info/forum/showthread.php?p=91937#post91937)

أبو بكر البيروتي
03-27-2008, 07:48 PM
بارك االله بكم موضوع جميل