تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة...... ماهو مستقبل اللغة العربية ؟؟؟؟؟



عبد الله بوراي
03-26-2008, 03:28 PM
http://img504.imageshack.us/img504/4986/85310981sl1.jpg (http://imageshack.us)


جبران خليل جبران


http://img504.imageshack.us/img504/2597/67302777wm4.jpg (http://imageshack.us)



انما اللغة مظهر من مظـاهر الابتكار في مجموع الامة او ذاتها العامة فاذا هجعت قوة الابتكار توقفت اللغة عن مسيرها وفي الوقوف التقهقر وفي التقهقر الموت والاندثار.


اذا فمستقبل اللغة العربية يتوقف على مستقبل الفكر المبدع الكائن او غير الكائن في مجموع الامم التي تتكلم اللغة العربية فان كان ذلك الفكر موجودا كان مستقبل اللغة عظيما كماضيها وان كان غير موجود فمستقبلها سيكون كحاضر شقيقتيها السربانية والعبرانية.


*وما هذه القوة التي ندعوها بقوة الابتكار؟


هي في الامة عزم دافع الى الامام هي في قلبها جوع وعطش وشوق الى غير المعروف وفي روحها سلسلة احلام تسعى الى تحقيقها ليلا ونهارا ولكنها لا تحقق حلقة من احد طرفيها الا اضافت الحياة حلقة جديدة في الطرف الاخر. هي في الافراد النبوغ وفي الجماعة الحماسة وما النبوغ في الافراد سوى المقدرة على وضع ميول الجماعة الخفية في اشكال ظاهرة محسوسة ففي الجاهلية كان الشاعر يتأهب لان العرب كانوا في حالة التأهب وكان ينمو ويتمدد ايام المخضرمين لان العرب كانوا في حالة النمو والتمدد وكان يتشعب ايام المولدين لان الامة الاسلامية كانت في حالة التشعب.


وظل الشاعر يتدرج ويتصاعد ويتلون فيظهر انا كفيلسوف وآونة كطبيب واخرى كفلكي حتى راود النعاس قوة الابتكار في اللغة العربية فنامت وبنومها تحول الشعراء الى ناظمين والفلاسفة الى كلاميين والاطباء الى دجالين والفليكون الى منجمين.


اذا صح ما تقدم كان مستقبل اللغة العربية رهن قوة الابتكار في مجموع الامم التي تتكلمها فان كان لتلك الامم ذات خاصة او وحدة معنوية وكانت قوة الابتكار في تلك الذات قد استيقظت بعد نومها الطويل كان مسقبل اللغة العربية عظيما كماضيها والا فلا.


* وما عسى ان يكون تأثير التمدين الاوروبي والروح الغربية فيها*


انما التأثير شكل من الطعام تتناوله اللغة من خارجها فتمضغه وتبتلعه وتحول الصالح منه الى كيانها الحي كما تحول الشجرة النور والهواء وعناصر التراب الى افنان فأوراق فأزهار فأثمار. ولكن اذا كانت اللغة بدون اضراس تقضم ولا معدة تهضم فالطعام يذهب سدى بل ينقلب سما قاتلا. وكم من شجرة تحتال على الحياة وهي في الظل فاذا ما نقلت الى نور الشمس ذبلت وماتت وقد جاء : من له يعطي ويزاد ومن ليس له يؤخذ منه.


وأما الروح الغربية فهي دور من ادوار الانسان وفصل من فصول حياته وحياة الانسان موكب هائل يسير دائما الى الامام ومن ذلك الغبار الذهبي المتصاعد من جوانب طريقه تتكون اللغات والحكومات والمذاهب. فالامم التي تسير في مقدمة هذا الموكب هي المبتكرة والمبتكر مؤثر والامم التي تمشي في مؤخرته هي المقلدة والمقلد يتأثر فلما كان الشرقيون سابقين والغربيون لاحقين كان لمدنيتنا التأثير العظيم في لغاتهم وها قد اصبحوا هم السابقين وأمسينا نحن اللاحقين فصارت مدينتهم بحكم الطبع ذات تأثير عظيم في لغتنا وافكارنا واخلافنا.


بيد ان الغربيين كانوا في الماضي يتناولون ما نطبخه فيمضغونه ويبتلعونه محولين الصالح منه الى كيانهم الغربي اما الشرقيون في الوقت الحاضر فيتناولون ما يطبخه الغربيون ويبتلعونه ولكنه لا يتحول الى كيانهم بل يحولهم الى شبه غربيين وهي حالة اخشاها واتبرم منها لانها تبين لي الشرق تارة كعجوز فقد اضراسه وطورا كطفل بدون اضراس!


ان روح الغرب صديق وعدو لنا صديق اذا تمكنا منه وعدو اذا تمكن منا صديق اذا فتحنا له قلوبنا وعدو اذا وهبنا له قلوبنا صديق اذا اخذنا منه ما يوافقنا وعدو اذا وضعنا نفوسنا في الحالة التي توافقه.


* وما يكون تأثير التطور السياسي الحاضر في الاقطار العربية؟


قد اجمع الكتاب والمفكرون في الغرب والشرق على ان الاقطار العربية في حالة التشويش السياسي والاداري والنفسي ولقد اتفق اكثرهم على ان التشويش مجلبة الخراب والاضمحلال.


* اما أنا فأسأل : هل هو تشويش ام ملل؟


ان كان مللا فالملل نهاية كل امة وخاتمة كل شعب الملل هو الاحتضار في صورة النعاس والموت في شكل النوم.


وان كان بالحقيقة تشويشا فالتشويش في شرعي ينفع دائما لانه يبين ما كان خافيا في روح الامة ويبدل نشوتها بالصحو وغيبوبتها باليقظة ونظير عاصفة تهز بعزمها الاشجار لا لتقلعها بل لتكسر اغصانها اليابسة وتبعثر اوراقها الصفراء . واذا ما ظهر التشويش في امة لم تزل على شيء من الفطرة فهو اوضح دليل على وجود قوة الابتكار في افرادها والاستعداد في مجموعها انما السديم اول كلمة من كتاب الحياة وليس بآخر كلمة منها وما السديم سوى حياة مشوشة.


اذا فتأثير التطور السياسي سيحول ما في الاقطار العربية من التشويش الى نظام وما في داخلها من الغموض والاشكال الى ترتيب وألفة ولكنه لا ولن يبدل مللها بالوجد وضجرها بالحماسة ان الخزاف يستطيع ان يصنع من الطين جرة للخمر او للخل ولكنه لا يقدر ان يصنع شيئا من الرمل والحصى.


* هل يعم انتشار اللغة العربية في المدارس العالية وغير العالية وتعلم بها جميع العلوم؟


لا يعم انتشار اللغة في المدارس العالية وغير العالية حتى تصبح تلك المدارس ذات صبغة وطنية مجردة ولن تعلم بها جميع العلوم حتى تنتقل المدارس من ايدي الجمعيات الخيرية واللجان الطائفية والبعثات الدينية الى ايدي الحكومات المحلية.


ففي سوريا مثلا كان التعليم يأتينا من الغرب بشكل الصدقة وقد كنا ولم نزل نلتهم خبز الصدقة لاننا جياع متضورون ولقد احيانا ذلك الخبز ولما احيانا اماتنا احيانا لانه ايقظ جميع مداركنا ونبه عقولنا قليلا واماتنا لانه فرق كلمتنا واضعف وحدتنا وقطع روابطنا وابعد ما بين طوائفنا حتى اصبحت بلادنا مجموعة مستعمرات صغيرة مختلفة الاذواق متضاربة المشارب كل مستعمرة منها تشد في حبل احدى الامم الغربية وترفع لواءها وتترنم بمحاسنها وامجادها فالشاب الذي تناول لقمة من العلم في مدرسة اميركية قد تحول بالطبع الى معتمد اميركي والشاب الذي تجرع رشفة من العلم في مدرسة يسوعية صار سفيرا فرنسيا والشاب الذي لبس قميصها من نسيج مدرسة روسية اصبح ممثلا لروسيا .. الى اخر ما هناك من المدارس وما تخرجه في كل عام من الممثلين والمعتمدين والسفراء.


واعظم دليل على ما تقدم اختلاف الاراء وتباين المنازع في الوقت الحاضر في مستقبل سوريا السياسي فالذين درسوا بعض العلوم باللغة الانكليزية يريدون اميركا او انكلترا وصية على بلادهم والذين درسوا باللغة الفرنسية يطلبون فرنسا ان تتولى امرهم والذين لم يدرسوا بهذه اللغة او بتلك لا يريدون هذه الدولة ولا تلك بل يتبعون سياسة ادنى الى معارفهم وأقرب الى مداركهم.


وقد يكون ميلنا السياسي الى الامة التي نتعلم على نفقتها دليلا على عاطفة عرفان الجميل في نفوس الشرقيين ولكن ما هذه العاطفة التي تبني حجرا من جهة واحدة وتهدم جدارا من الجهة الاخرى؟ ما هذه العاطفة التي تستنبت زهرة وتقتلع غابة؟ ما هذه العاطفة التي تحيينا يوما وتميتنا دهرا؟


ان المحسنين الحقيقيين وأصحاب الاريحية في الغرب لم يضعوا الشوك والحسك في الخبز الذي بعثوا به الينا فهم بالطبع قد حاولوا نفعنا لا الضرر بنا ولكن كيف تولد ذلك الشوك ومن أين اتى ذلك الحسك؟ هذا بحث اخر اتركه الى فرصة اخرى.


نعم سوف يعم انتشار اللغة العربية في المدارس العالية وغير العالية وتعلم بها جميع العلوم فتتوحد ميولنا السياسية وتتبلور منازعنا القومية لان في المدرسة تتوحد الميول وفي المدرسة تتجوهر المنازع ولكن لا يتم هذا حتى يصير بامكاننا تعليم الناشئة على نفقة الامة لا يتم هذا حتى يصير الواحد منا ابنا لوطن واحد بدلا من وطنين متناقضين احدهما لجسده والاخر لروحه لا يتم هذا حتى نستبدل خبز الصدقة بخبز معجون في بيتنا لان المتسول المحتاج لا يستطيع ان يشترط على المتصدق الاريحي ومن يضع نفسه في منزلة الموهوب لا يستطيع معارضة الواهب فالموهوب مسير دائما والواهب مخير ابدا.

* من مجلة الهلال المصرية عام 1929

عبد الله بوراي
03-26-2008, 08:44 PM
كبروا على الموضوع أربع تكبيرات

فـاروق
03-26-2008, 09:16 PM
الله اكبر

الله اكبر

الله اكبر

الله اكبر

من هناك
03-26-2008, 09:38 PM
ما سبب الموضوع وما سبب التكبيرات؟

فـاروق
03-26-2008, 10:31 PM
التكبيرات بناء على رغبة بوراي :)

من هناك
03-26-2008, 10:37 PM
وهل تقبر لي جعجع مثلاً لو رغبت انا بذلك؟

فـاروق
03-26-2008, 11:21 PM
وهل انت بوراي ؟ :)

عبد الله بوراي
03-27-2008, 07:38 AM
الله اكبر

الله اكبر

الله اكبر

الله اكبر

أشْهَدُ أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ فيما دَعَوتَ إلَيْهِ