تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : علي بلحاج: نحن مصلحون ولسنا طلاب مناصب



omar
07-09-2003, 05:43 PM
علي بلحاج: نحن مصلحون ولسنا طلاب مناصب

حوار: عبدالفتاح الشهاري
9/5/1424
09/07/2003


ولد علي بلحاج بتونس في 16-12-1956 من عائلة جزائرية رحلت إلى البلاد التونسية في أثناء حرب التحرير في الجزائر؛ حيث كان والده -الذي كان عضوا في جيش التحرير الوطني- دائم التنقل بين الحدود الجزائرية والتونسية إلى أن سقط شهيدا تاركا علي بلحاج في أوج شبابه.
وبعد أن تلقى تعليما دينيا في جامع الزيتونة بتونس العاصمة عاد علي بلحاج إلى الجزائر بعد أن أتم حفظ القرآن سنة 1977، مبديا تأثرا خاصا بابن تيمية وبمنهجه السلفي.
بدأت رحلة علي بلحاج في مساجد الجزائر العاصمة في عام 1978 عن طريق الدروس التي كان يلقيها في الفقه الحديث والسنة النبوية.
اعتقل بعد ذلك سنة 1983 وحكم عليه بالسجن 5 سنوات خرج على إثرها سنة 1987؛ حيث التقى بعباس مدني، وأسسا معا الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1989.
وعندما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في 26-12-1991 بأغلبية ساحقة في الانتخابات التشريعية الأولى في تاريخ الجزائر، كان علي بلحاج في السجن ينتظر موعد محاكمته التي قضت بسجنه 12 عاما فيما بعد، وتم حل جبهة الإنقاذ في شهر مارس 1992.

في أول لقاء يدلي به الشيخ علي بلحاج منذ خروجه من السجن قام موقع (الإسلام اليوم) بإجراء هذا الحوار معه.

يسرنا باسم موقع الإسلام اليوم ومتصفحي الموقع أن نبعث لكم أطيب التحايا والتهاني بمناسبة خروجكم من السجن ونسأل الله أن يكون خروجكم هذا نصراً وعزاً يضاف لسجلكم المضيئ في العلم والدعوة، ونود أن تنقلوا للأخوة القراء مشاعركم الآن بعد خروجكم من السجن؟
سعداء بإخواننا المشايخ والعلماء والدعاة الذين أثبتوا أنهم أهل لبيان المسائل الشرعية في أحلك أوقات المحنة، فنسأل الله لجميعهم أن يفيد بهم في مجال الدعوة والعمل الإسلامي الرشيد المبني على توضيح الأحكام الشريعة من هدي الكتاب والسنة.

كيف استقبلت الأوساط الإسلامية نبأ الإفراج عنكم بعد هذه الفترة؟
والله لقد ذهلت من الفرح الذي رأيته حتى في وجوه الشباب الغير ملتزم والنساء المتبرجات، وفرحهم جميعاً في شتى الأماكن بخروجنا من السجن وهذا يدل والله على أن الخير مازال موجوداً عند الناس، وقد تلقينا من كل مكان الرسائل والتهاني من داخل الجزائر وخارجه.

يلمح البعض إلى أنكم تسعون لتحقيق منصب سياسي فقط، ولو أن الحكومة منحتكم ذلك لتوقفتم عن مطالباتكم بالإصلاح، ما تعليق فضيلتكم على هذا التلميح؟
أنا لست طالب سياسة، ولكني طالب علم، ولو كنت أسعى إلى منصب أو حكم لكنت ملكته منذ زمن، وقد عرض علي وأنا في سجني منصب وزير الشؤون الدينية ولكني رفضته، ولولا الفراغ الإسلامي السياسي الذي عاشته الجزائر لما خضت غمارها.

صدرت عدت نصائح ونداءات من عدد من العلماء بشأن الوضع في الجزائر، ما مدى استجابتكم واستجابة الجبهة الإسلامية لمثل تلك الدعوات المنتقدة لوضع الجبهة وصراعها في الجزائر؟
نقدر عالياً ونثمن كل الجهود الطيبة لعلمائنا ومشايخنا الأجلاء، وخصوصاً منهم في المملكة العربية السعودية، ونعلم أن نصائحهم لا تنطلق إلا من حسن نية وأخوة صادقة بإذن الله، ولكننا نناشد إخواننا العلماء في المملكة العربية السعودية وفي كل مكان أن يدركوا واقع الجزائر، فالجزائر تعيش واقعاً مخالفاً لواقع المملكة التي تطبق الشريعة الإسلامية فيها، وواقع الجزائر لا يناقش في شريط مدته ساعة أو ساعة ونصف ومن ثم يرسل إلى هنا؛ بل لابد من اللقاء والحوار والنزول الميداني للنظر إلى ما تعيشه البلاد، ولقد أوضحت حين خروجي من السجن مباشرة بأنه لو طبقت السلطة الشريعة فسأعتزل السياسة مباشرة.

بعد اثني عشر عاماً مغيبين عن الشارع الجزائري، كيف ترون جزائر اليوم؟
ما شاهدته من استبشار الجميع بنبأ الإفراج عني من جميع فئات الشعب ومختلف توجهاته يؤكد حقيقة الخير الذي في البلاد، والجزائر اليوم تحتاج إلى التعاون من أجل بنائها، والجميع يحتاج إلى الحوار الصادق والالتقاء على مائدة واحدة لمعالجة ما حصل. والسلطة اليوم تراجع حساباتها مع نفسها وقد تغيرت معاملتها مع الناس؛ لأنهم رأوا تمسك هذا الشعب بدينه وإسلامه.

ما هي مشاريعكم الحالية بعد الخروج من السجن؟ وأولويات عملكم في المرحلة القادمة؟
أقوم دائماً بزيارة أسر إخواننا الذين مازالوا في السجن وفي الجبل، وأقوم بزيارات متبادلة بيني وبين شيخي عباس مدني، ولا توجد حالياً تحركات أزمع القيام بها.

ما أهم ما يشغلكم الآن؟
دعوتي لجميع إخواني العلماء والدعاة بأن نراجع كثيراً من الأمور، يجب أن نلتقي على مائدة واحدة، ولابد أن نؤمن بمبدأ الحوار، وأن يزداد التواصل بيننا، لا عن طريق الأشرطة والرسائل؛ ولكن عن طريق المناظرات واللقاءات الحية والمباشرة، وأن نترفع عن النيل من أعراض بعضنا البعض حتى لا نعكس الصورة السيئة عن الإسلام.

كلمة تودون قولها عبر (الإسلام اليوم)؟
أقول بأني أتمنى أن أجد الجزائر بلداً مسلماً يلتزم بمنهج الله وبكتابه وبسنة نبيه الكريم، و والله لو طبقت الحكومة شرع الله لوجدتني جندياً في صفوفها، نحن لا نتبنى المواجهة، ولا نؤمن بالمواجهة، ولكننا فقط نريد تطبيق الإسلام فينا.