تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الدنيا



منى المسلمة
03-22-2008, 12:58 PM
حقيقة الدنيا



عرض على شخص ما أن يدخل منزلا كبيرا
يقول صاحب هذا العرض للشخص: اذا فتحت باب اخر غرفة في المنزل ستجد ساحة كبيرة مليئة بالذهب و الفضة و الؤلؤ و الياقوت و المال و الكنوز ...... الخ
اجمع منها ما شئت
و خذ منها ما تريد
ولكن في نصف ساعة فقط
بعدها ......
فقبل الشخص العرض
و دخل المنزل ووجد باب الغرفة الاخيرة
فتحرك نحوها
ولكن ...
وجد على الحائط صورة امرأه جميلة
فقال عندما أخرج من هنا، سأتزوج أربعة منها...
ثم أكمل السير،
فوجد صورة قصر كبير جدا
فقال عندما أخرج من هنا، سأشتري هذا القصر...
ثم أكمل السير،
فوجد صورة سيارة فخمه
فقال عندما أخرج من هنا، سأشتري منها عشرة...
ثم اكمل السير،فوجد بستانا واسعا
فقال عندما أخرج من هنا سأزرع خمسة بساتين أحسن منه...
ثم انتبه و قال:
ماالذي أفعله ؟؟!!
يجب علي جمع الكنوز أولا...
وعندما جاء ليفتح باب الغرفة ،
جاءاليه رجل و قال له:
لقد انتهت المده المحدده
لقد انتهت النصف ساعة
فقال له: ماذا تقول ؟؟
انا لم أجمع شيئا !!
فما كان من الرجل الا أن اخرجه من المنزل...
.
.
.
.
.
.
.
اما الشخص، هو أنا و انت
واما العرض، فهو الجنة
واما المنزل،فهو الطريق المؤدي الى الجنة
واما الصور، فهي الدنيا
واما الرجل، فكان ملك الموت
واما نصف الساعة، فكانت عمري و عمرك ...

فاعتبروا يا أولي الالباب .....

(منقول)

أم ورقة
03-22-2008, 04:59 PM
نسأل الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همّنا..

جزاكِ الله كل خير

عزام
03-23-2008, 07:45 AM
بارك الله بك اختي منى
هذه قصة مماثلة عن الدنيا والانشغال بها من كتاب كليلة ودمنة.
عزام

فالتمست للإنسان مثلاً، فإذا مثله مثل رجلٍ نجا من خوف فيلٍ هائجٍ إلى بئرٍ، فتدلى فيها، وتعلق بغصنين كانا على سمائها، فوقعت رجلاه على شيءٍ في طي البئر. فإذا حياتٌ أربع قد أخرجن رءوسهن من أحجارهن، ثم نظر فإذا في قاع البئر تنين فاتح فاه منتظر له ليقع فيأخذه؛ فرفع بصره إلى الغصنين فإذا في أصلهما جرذان أسود وأبيض، وهما يقرضان الغصنين دائبين لا يفتران، فبينما هو في النظر لأمره والاهتمام لنفسه، إذا أبصر قريباً منه كوارةً فيها عسل نحلٍ؛ فذاق العسل، فشغلته حلاوته وألهته لذته عن الفكرة في شيءٍ من أمره، وأن يلتمس الخلاص لنفسه؛ ولم يذكر أن رجليه على حياتٍ أربعٍ لا يدري متى يقع عليهن؛ ولم يذكر أن الجرذين دائبان في قطع الغصنين؛ ومتى انقطعا وقع على التنين. فلم يزل لاهياً غافلاً مشغولاً بتلك الحلاوة حتى سقط في فم التنين فهلك. فشبهت بالبئر الدنيا المملوءة آفاتٍ وشروراً، ومخافاتٍ وعاهاتٍ؛ وشبهت بالحيات الأربع الأخلاط الأربعة التي في البدن: فإنها متى هاجت أو أحدها كانت كحمة الأفاعي والسم المميت؛ وشبهت بالجرذين الأسود والأبيض الليل والنهار اللذين هما دائبان في إفناء الأجل؛ وشبهت بالتنين المصير الذي لا بد منه؛ وشبهت بالعسل هذه الحلاوة القليلة التي ينال منها الإنسان فيطعم ويسمع ويشم ويلمس، ويتشاغل عن نفسه، ويلهو عن شأنه، ويصد عن سبيل قصده.

منى المسلمة
03-23-2008, 01:03 PM
نسأل الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همّنا..

جزاكِ الله كل خير

آمين
واياكِ أختي الكريمة...

منى المسلمة
03-23-2008, 02:17 PM
بارك الله بك اختي منى
هذه قصة مماثلة عن الدنيا والانشغال بها من كتاب كليلة ودمنة.
واياكم أخي....
جزاكم الله خيرا ...ونفع بكم ...

منى المسلمة
03-23-2008, 02:31 PM
كان لملك في قديم الزمان 4 زوجات...
كان يحب الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما في وسعه لإرضائها....
أما الثالثة فكان يحبها أيضا ولكنه يشعر أنها قد تتركه من أجل شخص آخر...
زوجته الثانية كانت هي من يلجأ إليها عند الشدائد وكانت دائما تستمع إليه وتتواجد عند الضيق....
أما الزوجة الأولى فكان يهملها ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها مع أنها كانت تحبه كثيرا وكان لها دور كبيرفي الحفاظ على مملكته...
مرض الملك وشعر باقتراب أجله ففكر وقال :(أنا الآن لدي 4 زوجات، ولا أريد أن أذهب إلى القبر لوحدي)
فسأل زوجته الرابعة: (أحببتك أكثر من باقي زوجاتي ولبيت كل رغباتك وطلباتك فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري ؟ )
فقالت: (مستحيل) ...وانصرفت فورا بدون إبداء أي تعاطف مع الملك.
فأحضر زوجته الثالثة وقاللها :(أحببتك طيلة حياتي فهل ترافقيني في قبري ؟ )
فقالت: (بالطبع لا : الحياة جميلة وعند موتك سأذهب وأتزوج من غيرك)
فأحضر الثانية وقال لها :(كنت دائما ألجأ إليك عند الضيق وطالما ضحيت من أجلي وساعدتيني فهلا ترافقيني في قبري ؟ )
فقالت :(سامحني لا أستطيع تلبية طلبك ولكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن أوصلك إلى قبرك)
حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات ، وإذا بصوت يأتي من بعيد ويقول: (أناأرافقك في قبرك...أنا سأكون معك إينما تذهب)...
فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى وهي في حالة هزيلة ضعيفة مريضة بسبب إهمال زوجها لها ...
فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته وقال :(كان ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين ، ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به من زوجاتي الأربع)


في الحقيقة كلنا لدينا 4 زوجات....
الرابعة..الجسد : مهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فورا عند الموت....
الثالثة.. الأموال والممتلكات : عند موتنا ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين...
الثانية.. الأهل والأصدقاء : مهما بلغت تضحياتهم لنا في حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا للقبور عند موتنا...
الأولى .. الروح والقلب : ننشغل عن تغذيتها والاعتناء بها على حساب شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أن أرواحنا وقلوبنا هي الوحيدة التي ستكون معنا في قبورنا....


يا ترى إذا تمثلت روحك لك اليومعلى هيئة إنسان ... كيف سيكون شكلها وهيئتها ؟؟؟...هزيلة ضعيفة مهملة ؟...أم قويةمدربة معتنى بها ؟


نسأل الله الثبات...


( منقول )


يتبع...

عزام
03-23-2008, 02:40 PM
كان هناك فتى في عمر الزهور لم يتعدى الخامسة عشرة من عمره بعد وكان من أسرة طيبة ومعروف عنها التدين والالتزام ...
وكانت له جدة قد جاوزت السبعين من العمر ولكن عندما كان يؤذن الأذان للصلاة
كانت تقفز من فورها للوضوء والصلاة وكأنها في نفس سن أحفادها الصغار ...
وكان هذا الفتى يستعجب لحال جدته في حالة استعدادها وقيامها للصلاة...
خاصة إنه كان لا يؤدي صلاة في موعدها أبدا...!!!
فلقد كان دائما ما يؤخر صلاته لآخر وقتها...!!!
ومرت الأيام ولكن منظر جدته هذه لم يفارق ذهنه كلما سمع الآذان وكان يبتسم ابتسامة خفية لتذكره هذا المنظر...
وفي يوم من الأيام وكان موعد صلاة المغرب ولكن كعادته أخر أداء الفريضة لآخر وقتها
وقام من توه ليتوضأ فلم يبق على إذان صلاة العشاء إلا دقائق معدودة فتوجه من فوره لصلاة المغرب...
وعندما هم بالسجود ظل ساجدا هناك لبرهة فهو منهك ومتعب من يوم طويل وشاق بالمدرسة ...
ولوهلة غفلت عيناه في تلك السجدة ....!!!
وبعدها وجد نفسه يتصبب عرقا ومن حوله كمية من البشر لا عدد لهم رجالا ونساء ولكن في أشكال غير مألوفة ...
فأخذ يتلفت يمينا أو شمالا ليعرف أين هو ؟ أو ليجد وجها يعرفه لكنه لم يستطع الاستدلال على شئ ...
وفجأة وعلى حين غرة وجد شخصان قادمان نحوه وكان منظرهما غليظا ومرعبا
وكلما ازدادوا قربا منه كلما أخس برعب ورعشة داخلية تتزايد بتزايد اقترابهم ووجد أن عيناهما لا تفارق عينيه
فوقر في روعه بل تيقن بأنه في يوم القيامة!!!
وبعد أن وصل هذان الاثنان عرف بأنهما ملكان من ملائكة العذاب بجهنم...!!!
وسحباه من ذراعيه إلى مكان الحساب ...
وكان يصرخ ويستغيث بأي أحد، بأي شئ وهما يجرانه...!!!
لقد كنت بارا ولم أعمل فاحشة ولم أؤذي أحدا ورباني أبي على الفضيلة
وعملت أعمالا صالحة فلماذا أكتب من أهل النار
وكنت أؤدي الصلاة وذهبت للحج والعمرة وكنت أؤدي الزكاة وكنت بارا بأبوي وأهلي فلما ولما ولما؟؟؟
ولم تكد قدماه تحملانه والتفت ساقاه ببعضهما البعض وهما لا زالا يجرانه جرا!!!!
فلقد نودي باسمه ليرمى في جهنم !!!
ولقد أوقفاه على شفا الحفرة ولهب النار يستعر
ويخرج منها ليلتهم أي شئ يلقى فيها أو يمر أمامها أو فوقها...
فما إن أقترب حتى لفحت هذا اللهب وجهه وحرقه من توه ...وكان يصرخ ويستجير ويحاول الإفلات من الملكين
ولكن هيهات ...هيهات ...أن يستطيع الفرار أو الإفلات...
ورمي في تلك الحفرة وأثناء سقوطه وفي آخر لحظة قبل ان تلتهمه تلك النار المستعرة
التي تكاد تميز غيظا من أولئك الذين سوف يلقون فيها وتريد لو أنها تزداد استعارا
وجد رجلا وقد بانت عليه علامات الصلاح وكان رجلا عجوزا فالتقطه وخرج به من توه من تلك الحفرة...!!!
فلم يصدق عينيه وبعد أن فركهما ليتبين من هذا الرجل ؟؟؟
سأله من أنت؟؟؟
ولما لم تغثني من قبل ذلك ؟؟؟ لقد كدت أدفن في جهنم هذه!!!
فابتسم الرجل ابتسامة حانية وقال له أنا صلاتك التي كنت تؤجلها لآخر لحظة
فكما فعلت بنا فعل بك!!!
كما كنت تؤخرنا لآخر لحظة أخرناك ولحقناك في آخر لحظة...!!!

من هناك
03-23-2008, 04:52 PM
جزاكم الله خيراً كثيراً على هذه القصص المعبرة وإن شاء الله تكون في ميزان الحسنات لكم

منى المسلمة
03-23-2008, 07:00 PM
بارك الله بكم أخ عزام...
القصة مؤثّرة جدا...نسأل الله الثبات... ونعوذ به من النار، وما قرّب اليها من قول أو فعل أو عمل...

منى المسلمة
03-23-2008, 07:01 PM
جزاكم الله خيراً كثيراً على هذه القصص المعبرة وإن شاء الله تكون في ميزان الحسنات لكم
آمين .....
وإياكم أخي الكريم..

عزام
03-24-2008, 10:28 AM
بارك الله فيكم اخوتي
سانقل تباعا بعض القصص المعبرة من كلام الشيخ سعيد النورسي
عزام

تسلَّم جنديان اثنان ـ ذات يوم ـ أمراً بالذهاب الى مدينة بعيدة، فسافرا معاً، الى أن وصلا مفرق طريقين، فوجدا هناك رجلاً يقول لهما:
ـ ان هذا الطريق الايمن، مع عدم وجود الـضرر فيه، يجد المسافرون الذين يسلكونه الراحة والاطمئنان والربح مضموناً بنسبة تسعة من عشرة. أما الطريق الايسر، فمع كونه عديم النفع يتضرر تسعة من عشرة من عابريه. علماً ان كليهما في الطول سواء، مع فرق واحد فقط، هو ان المسافر المتجه نحو الطريق الايسر ـ غير المرتبط بنظامٍ وحكومة ـ يمضي بلا حقيبة متاع ولا سلاح، فيجد في نفسه خفَّة ظاهرة وراحة موهومة. غير أن المسافر المتجه نحو الطريق الايمن ـ المنتظم تحت شرف الجندية ـ مضطر لحمل حقيبة كاملة من مستخلصات غذائية تزن أربع اوقيات وسلاحاً حكومياً يزن اوقيتين يستطيع أن يغلب به كل عدو.
وبعد سماع هذين الجنديين كلام ذلك الرجل الدليل، سلك المحظوظ السعيد الطريق الايمن، ومضى في دربه حاملاً على ظهره وكتفه رطلاً من الاثقال الا ان قلبه وروحه قد تخلّصا من آلاف الارطال من ثقل المنَّة والخوف.
بينما الرجل الشقي المنكود الذي آثر ترك الجندية ولم يرد الانتظام والالتزام، سلك سبيل الشمال، فمع أن جسمه قد تخلص من ثقل رطل فقد ظل قلبه يرزح تحت آلاف الارطال من المنَّ والاذى، وانسحقت روحه تحت مخاوف لا يحصرها الحد. فمضى في سبيله مستجدياً كل شخص، وجلاً مرتعشاً من كل شئ، خائفاً من كل حادثة، الى أن بلغ المحل المقصود فلاقى هناك جزاء فراره وعصيانه.
أما المسافر المتوجه نحو الطريق الايمن ـ ذلك المحب لنظام الجندية والمحافظ على حقيبته وسلاحه ـ فقد سار منطلقاً مرتاح القلب مطمئن الوجدان من دون أن يلتفت الى منَّة أحد أو يطمع فيها أو يخاف من أحد.. الى أن بلغ المدينة المقصودة وهنالك وجد ثوابَه اللائق به كأي جندي شريف أنجز مهمته بالحسنى.
فيا أيتها النفس السادرة السارحة!
اعلمي أن ذينك المسافرين؛ أحدهما أولئك المستسلمون المطيعون للقانون الإلهي، والآخر هم العصاة المتبعون للاهواء.. وأما ذلك الطريق فهو طريق الحياة الذي يأتي من عالم الارواح ويمر من القبر المؤدي الى عالم الآخرة.. وأما تلك الحقيبة والسلاح فهما العبادة والتقوى، فمهما يكن للعبادة من حمل ثقيل ظاهراً إلا أن لها في معناها راحة وخفة عظيمتين لا توصفان، ذلك لان العابد يقول في صلاته: ] لا إله إلا الله[ أي لا خالق ولا رازق إلاّ هو، النفع والـضر بيده، وانه حكيم لا يعمل عبثاً كما أنه رحيم واسع الرحمة والاحسان.
فالمؤمن يعتقد بما يقول لذا يجد في كل شئ باباً ينفتح الى خزائن الرحمة الإلهية، فيطرقه بالدعاء، ويرى أن كل شئ مسخَّر لأمر ربه، فيلتجىء اليه بالتضرع. ويتحصَّن أمام كل مصيبة مستنداً الى التوكل، فيمنحه ايمانه هذا الامان التام والاطمئنان الكامل. نعم! أن منبع الشجاعة ككل الحسنات الحقيقية هو الايمان والعبودية، وأن منبع الجبُن ككل السيئات هو الضلالة والسفاهة.
فلو أصبحت الكرة الارضية قنبلة مُدمِّرة وانفجرت، فلربما لا تخيف عابداً لله ذا قلب منوَّر، بل قد ينظر اليها أنها خارقة من خوارق القدرة الصمدانية، ويتملاها باعجاب ومتعة، بينما الفاسق ذو القلب الميت ولو كان فيلسوفاً ـ ممن يُعدّ ذا عقل راجح ـ اذا رأى في الفضاء نجماً مذنباً يعتوره الخوف ويرتعش هلعاً ويتساءل بقلق: ألا يمكن لهذا النجم أن يرتطم بأرضنا؟ فيتردى في وادي الاوهام .
نعم! رغم أن حاجات الانسان تمتد الى ما لا نهاية له من الاشياء، فرأس ماله في حُكم المعدوم. ورغم أنه معرَّض الى ما لانهاية له من المصائب فاقتداره كذلك في حكم لا شئ، اذ ان مدى دائرتي رأس ماله واقتداره بقدر ما تصل اليه يده، بينما دوائر آماله ورغائبه وآلامه وبلاياه واسعة سعة مد البصر والخيال.
فما أحوج روح البشر العاجزة الـضعيفة الفقيرة الى حقائق العبادة والتوكل، والى التوحيد والاستسلام! وما أعظم ما ينال منها من ربح وسعادة ونعمة! فمن لم يفقد بصره كلياً يرى ذلك ويدركه. اذ من المعلوم أن الطريق غير الـضار يُرجَّح على الطريق الـضار حتى لو كان النفع فيه احتمالاً واحداً من عشرة احتمالات. علماً أن مسألتنا هذه، طريق العبادة، فمع كونه عديم الـضرر، واحتمال نفعه تسعة من عشرة، فانه يعطينا كنزاً للسعادة الابدية، بينما طريق الفسق والسفاهة ـ باعتراف الفاسق نفسه ـ فمع كونه عديم النفع فانه سبب الشقاء والهلاك الابديين، مع يقين للخسران وانعدام الخير بنسبة تسعة من عشرة... وهذا الامر ثابت بشهادة ما لا يحصى من (اهل الاختصاص والاثبات) بدرجة التواتر والاجماع. وهو يقين جازم في ضوء أخبار أهل الذوق والكشف. نحصل من هذا: أن سعادة الدنيا أيضاً ـ كالآخرة ـ هي في العبادة وفي الجندية الخالصة لله.

عزام
03-24-2008, 07:37 PM
يُرسل حاكمٌ عـظيم ـ ذات يوم ـ إثنين من خَدَمه الى مزرعته الجميلة، بعد أن يمنح كلاً منهما أربعاً وعشرين ليرة ذهبية، ليتمكنا بها من الوصول الى المزرعة التي هي على بُعد شهرين.. ويأمرهما: أنفقا من هذا المبلغ لمصاريف التذاكر ومتطلبات السفر، واقتنيا ما يلزمكما هناك من لوزام السكن والاقامة.. هناك محطة للمسافرين على بُعد يوم واحد، توجد فيها جميع انواع وسائط النقل من سيارة وطائرة وسفينة وقطار.. ولكلٍ ثمنه.

يخرج الخادمان بعد تسلمهما الأوامر.. كان أحدهما سعيداً محظوظاً، اذ صرف شيئاً يسيراً مما لديه لحين وصوله المحطة، صرفه في تجارة رابحة يرضى بها سيدُه، فارتفع رأس ماله من الواحد الى الالف.

اما الخادم الآخر، فلسوء حظه وسفاهته صرف ثلاثاً وعشرين مما عنده من الليرات الذهبية في اللّهو والقمار، فأضاعها كلها إلا ليرة واحدة منها لحين بلوغه المحطة..

خاطبه صاحبه:

ـ يا هذا.. اشتر بهذه الليرة الباقية لديك تذكرة سفر، فلا تضيّعها كذلك، فسيدُنا كريمٌ رحيمٌ، لعلّه يشملك برحمته وينالك عفوه عما بدر منك من تقصير، فيسمحوا لك بركوب الطائرة، ونبلغ معاً محل اقامتنا في يوم واحد. فان لم تفعل ما اقوله لك فستضطر الى مواصلة السير شهرين كاملين في هذه المفازة مشياً على الاقدام، والجوع يفتك بك، والغربة تخيم عليك وانت وحيد شارد في هذه السفرة الطويلة.

تُرى لو عاند هذا الشخص، فصرف حتى تلك الليرة الباقية في سبيل شهوة عابرة، وقضاء لذة زائلة، بدلاً من اقتناء تذكرة سفر هي بمثابة مفتاح كنزٍ له. ألا يعني ذلك أنه شقي خاسر، وأبله بليد حقاً.. ألا يُدرك هذا أغبى انسان؟

فيا من لا يؤدي الصلاة! ويا نفسي المتضايقة منها!

ان ذلك الحاكم هو ربُّنا وخالقنا جلّ وعلا..

أما ذلكما الخادمان المسافران، فأحدهما هو المتديّن الذي يقيم الصلاة بشوق ويؤديها حق الأداء، والآخر هو الغافل التارك للصلاة..

وأما تلك الليرات الذهبية الاربعة والعشرون فهي الاربع والعشرون ساعة من كل يوم من أيام العمر..

وأما ذلك البستان الخاص فهو الجنة..

وأما تلك المحطة فهي القبر..

وأما تلك السياحة والسفر الطويل فهي رحلة البشر السائرة نحو القبر والماضية الى الحشر والمنطلقة الى دار الخلود. فالسالكون لهذا الطريق الطويل يقطعونه على درجات متفاوتة، كلٌ حسب عمله ومدى تقواه، فقسم من المتقين يقطعون في يوم واحد مسافة ألف سنة كأنهم البرق، وقسم منهم يقطعون في يوم واحد مسافة خمسين ألف سنة كأنهم الخيال. وقد أشار القرآن العظيم الى هذه الحقيقة في آيتين كريمتين..

أما تلك التذكرة فهي الصلاة التي لا تستغرق خمسُ صلوات مع وضوئها اكثر من ساعة!

فيا خسارة مَن يصرف ثلاثاً وعشرين من ساعاته على هذه الحياة الدنيا القصيرة ولا يصرف ساعةً واحدة على تلك الحياة الابدية المديدة!. ويا له من ظالم لنفسه مبين! ويا له من احمق ابله!

لئن كان دفع نصف ما يملكه المرء ثمناً لقمار اليانصيب ـ الذي يشترك فيه اكثر من الف شخص ـ يعدّ أمراً معقولاً، مع أن احتمال الفوز واحد من ألف، فكيف بالذي يحجم عن بذل واحدٍ من اربعة وعشرين مما يملكه، في سبيل ربح مضمون، ولأجل نيل خزينة أبدية، بأحتمال تسع وتسعين من مائة.. ألا يُعدّ هذا العمل خلافاً للعقل، ومجانباً للحكمة.. ألا يدرك ذلك كلُّ من يعدّ نفسه عاقلاً؟

ان الصلاة بذاتها راحة كبرى للروح والقلب والعقل معاً. فضلاً عن أنها ليست عملاً مرهقاً للجسم. وفوق ذلك فان سائر اعمال المصلي الدنيوية المباحة ستكون له بمثابة عبادة لله، وذلك بالنية الصالحة.. فيستطيع اذن ان يحوّل المصلي جميع رأس مال عمره الى الآخرة، فيكسب عمراً خالداً بعمره الفاني.

هنا الحقيقه
03-24-2008, 07:47 PM
جزاك الله خيرا
واسأل الله ان يجعل الدنيا في يدي وجيبي
وليس في قلبي

منى المسلمة
03-24-2008, 07:51 PM
جزاكم الله خيرا أخ عزام على الإضافات...وأحسن إليكم
قصص رائعة...ومعبّرة فعلا....
نسأل الله أن يعيننا على طاعته...وألا يجعلنا من الغافلين عن ذكره ولا عن عبادته...

منى المسلمة
03-24-2008, 10:07 PM
الامتحان العجيب

أفقت فوجدت نفسي في لجنة الامتحان...الامتحان الأخير...
وهو الذي سيتوقف عليه مصيري...
ونظرت إلى ورقة الاسئله ولم أكن قد انتبهت إلى أنها وضعت أمامي ووجدت أن الاسئله سهله وبسطية...
وبدأت أقراء الورقة...
ما هذا!!؟
أين زمن الامتحان ؟!
يا الهي !!
فوجدت أن كل الممتحنين ينادون على المراقب، واتى المراقب ومعه الإجابة، حيث كانت إجابته صدمه بالنسبة لنا ...
"لا يوجد خطأ، لا يوجد زمن للامتحان "...
فنظرت إلى الإرشادات فوجدت فيها: "اطمئن لن تظلم ،جاوب قدر استطاعتك واستعن بما تحب من كتب وأصدقاء وما يساعدك على الإجابة"
حاولت التركيز ولكن كان صوت من هم بجانبي عال فلم استطع التركيز...
ووجدتهم يلعبون ويلهون ولا يلقون بالا للامتحان فسالت:" والامتحان ؟"
قالوا :"يا عم سيبك ساعة الحظ متتعوضشي"
وجدتهم يلعبون بألعاب جذابة وجميله، وتمنيت أن العب معهم وهممت بالذهاب لولا ما حدث...
"لم اكتب شيئا بعد ،شغلني اللعب عن الكتابة، لم أتوقع أنكم جادون في كلامكم ،أتوسل إليكم أعطوني فرصه أخرى للكتابة"،
كان هذا صوت احدنا أخذت منه ورقته ...ضاع مستقبله...
والعجيب أن باقي الممتحنين لم يلقوا بالا لما حدث لزميلنا وإنما استمروا في اللعب وكان صوتهم عاليا فتمنيت أن أجد مكان فيه هدوء...
فوجدت مجموعه من الممتحنين يجلسون في هدوء ويساعدون بعضهم البعض، ويساعدون كل من يسألهم المساعدة....
فترددت في الانضمام إليهم، ولكن خوفي من عدم كتابة شيء دفعني للذهاب إليهم والانضمام لهم...
فذهبت وسألتهم الانضمام، فوجدتهم يبتسمون ويرحبون بي وساعدوني على حل الاسئله، وتعاونا على حل باقي الاسئله....
وفجأة" اعطني ورقتك من فضلك "، كان هذا صوت المراقب يطلب من احدنا الورقة ...
فانزعجنا له ولكننا وجدناه يبتسم ويعطي الورقة للمراقب وقال لنا:" لقد بشرني المراقب على صحة إجابتي وأنا مطمئن لعدل المصحح "
والآن أنا انتظر دوري وصوت يهمس في أذني: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }
فنظرت إلى باقي الزملاء الغافلين عن الإجابة، وسألت نفسي: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }


فماذا قدمنا لأنفسنا حتى لا نخاف عندما تؤخذ منا ورقة الامتحان ؟

عزام
03-25-2008, 05:07 PM
بارك الله فيك اخت منى على اضافاتك وتعليقاتك.
نتابع مع الشيخ سعيد النورسي
عزام


كان في الحرب العالمية الاولى، وفي أحد الأفواج، جنديان اثنان: أحدهما مدرَّب على مهمته مجدّ في واجبه. والآخر جاهل بوظيفته متّبعٌ هواه. كان المتقن واجبه يهتم الاهتمام كله باوامر التدريب وشؤون الجهاد. ولم يكن ليفكر قط بلوازم معاشه وأرزاقه، حيث أنه ادرك يقيناً ان اعاشته ورعاية شؤونه وتزويده بالعتاد بل حتى مداواته اذا تمرض بل حتى وضع اللقمة ــ اذا احتاج الأمر ــ في فمه، انما هو من واجب الدولة. واما واجبه الاساس فهو التدّرب على امور الجهاد ليس إلاّ، مع علمه ان هذا لا يمنع من ان يقوم بشؤون التجهيز وبعض اعمال الإعاشة كالطهي وغسل المواعين، وحتى في هذه الاثناء لو سُئل: ماذا تفعل؟ لقال: إنما اقوم ببعض واجبات الدولة تطوّعاً، ولا يجيب: انني اسعى لأجل كسب لوازم العيش.
اما الجندي الآخر، الجاهل بواجباته فلم يكن ليبالي بالتدريب ولا يهتم بالحرب. فكان يقول: ذلك من واجب الدولة، وما لي أنا؟! فيشغل نفسه بامور معيشته ويلهث وراء الاستزادة منها حتى كان يَدَع الفوج ليزاول البيع والشراء في الاسواق.
قال له صديقه المجدّ ذات يوم:
ـ يا اخي!! إن مهمتك الأصلية هي التدرّب والاستعداد للحرب، وقد جئ بك الى هنا من أجل ذلك؛ فاعتمد على السلطان واطمئن اليه في أمر معاشك، فلن يَدَعَك جائعاً، فذلك واجبُه ووظيفته. ثم إنك عاجز وفقير لن تستطيع أن تدير أمور معيشتك بنفسك، وفوق هذا فنحن في زمن جهاد وفي ساحة حرب عالمية كبرى، أخشى أنهم يعدّونك عاصياً لأوامرهم فينزلون بك عقوبة صارمة.
نعم؛ ان وظيفتين اثنتين تبدوان أمامنا:
احداهما: وظيفة السلطان، وهي قيامه باعاشتنا. ونحن قد نُستخدم مجاناً في انجاز تلك الوظيفة.
واُخراهما: هي وظيفتنا نحن، وهي: التدريب والاستعداد للحرب، والسلطان يقدّم لنا مساعدات وتسهيلات لازمة.
فيا اخي تأمل لو لم يُعِر الجندي المهمِل سمعاً لكلام ذلك المجاهد المدرَّب كم يكون خاسراً ومتعرضاً للأخطار والتهلكة؟!
فيا نفسي الكسول!!
ان تلك الساحة التي تمور موراً بالحرب هي هذه الحياة الدنيا المائجة.. وأمّا ذلك الجيش المقسم الى الافواج فهو الأجيال البشرية.. وأمّا ذلك الفوج نفسه فهو المجتمع المسلم المعاصر.. وأمّا الجنديان الاثنان؛ فأحدهما هو العارف بالله والعامل بالفرائض والمجتنب الكبائر، وهو ذلك المسلم التقي الذي يجاهد نفسه والشيطان خشية الوقوع في الخطايا والذنوب.. وأما الآخر: فهو الفاسق الخاسر الذي يلهث وراء هموم العيش لحد إتهام الرزاق الحقيقي، ولا يبالي في سبيل الحصول على لقمة العيش أن تفوته الفرائض وتتعرض له المعاصي.. وأما تلك التدريبات والتعليمات، فهي العبادة وفي مقدمتها الصلاة.. وأما تلك الحرب فهي مجاهدة الانسان نفسه وهواه، واجتنابه الخطايا ودنايا الأخلاق، ومقاومته شياطين الجن والأنس، إنقاذاً لقلبه وروحه معاً من الهلاك الأبدي والخسران المبين.
وأما تانك الوظيفتان الاثنتان؛ فاحداهما منح الحياة ورعايتها. والاخرى عبادة واهب الحياة ومربيها والسؤال منه والتوكل عليه والأطمئنان اليه.
أجل! ان الذي وهب الحياة؛ وأنشأها صنعةً صمدانية معجزة تتلمع، وجعلها حكمةً ربانية خارقة تتألق، هو الذي يربيـها، وهو وحـده الـذي يرعاها ويديمـها بالرزق.
أوَ تريد الدليل؟!
إن أضعف حيوان وأبلده ليُرزَق بأفضل رزق وأجوده (كالاسماك وديدان الفواكه). وان أعجز مخلوق وأرقه ليأكل أحسن رزق وأطيبه (كالاطفال والصغار).
ولكي تفهم ان وسيلة الرزق الحلال ليست الاقتدار والاختيار، بل هي العجز والـضعف، يكفيك ان تعقد مقارنه بين الأسماك البليدة والثعالب، وبين الصغار الذين لا قوة لهم والوحوش الكاسرة، وبين الاشجار المنتصبة والحيوانات اللاهثة.
فالذي يترك صلاته لأجل هموم العيش مَثَـلُهُ كمثل ذلك الجندي الذي يترك تدريبه وخندقه ويتسوّل متسكعاً في الاسواق. بينما الذي يقيم الصلاة دون ان ينسى نصيبه من الرزق، يبحث عنه في مطبخ رحمة الرزاق الكريم لئلا يكون عالةً على الآخرين فجميل عمله، بل هو رجولة وشهامة، وهو ضرب من العبادة أيضاً.
ثم إن فطرة الانسان وما أودع الله فيه من أجهزة معنوية تدلاّن على أنه مخلوق للعبادة؛ لان ما اُودع فيه من قدرات وما يؤديه من عمل لحياته الدنيا لا تبلغه مرتبة أدنى عصفور ـ الذي يتمتع بالحياة اكثر منه وافضل ـ بينما يكون الانسان سلطان الكائنات وسيد المخلوقات من حيث حياته المعنوية والاخروية بما اودع الله فيه من علم به وافتقار اليه وقيام بعبادته.
فيا نفسي!
إن كنت تجعلين الحياة الدنيا غاية المقصد وافرغت في سبيلها جهدك فسوف تكونين في حكم أصغر عصفور.
اما ان كنت تجعلين الحياة الاخرى غاية المنى وتتخذين هذه الحياة الدنيا وسيلة لها ومزرعة، وسعيتِ لها سعيها.. فسوف تكونين في حكم سيد الاحياء والعبد العزيز لدى خالقه الكريم وستصبحين الـضيف المكرم الفاضل في هذه الدنيا.
فدونك طريقان اثنان، فاختاري أيّما تشائين.

عبد الله بوراي
04-01-2008, 04:26 PM
بارك الله فيكِ أختاه

وليتنا نتعض كما ينبغي

عبد الله

منى المسلمة
04-08-2008, 08:17 PM
بارك الله فيكِ أختاه

وليتنا نتعض كما ينبغي

عبد الله
وفيكم أخي الكريم...
نسأل الله أن تبقى الدنيا بين الكفَّين...وأن يبقى الخافق لله...

منى المسلمة
04-08-2008, 08:36 PM
منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك، وكان أهل هذه المدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنة واحدة فقط، وبعد ذلك يرسل الملك إلى جزيرة بعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره ويختار الناس ملك آخر غيره وهكذا...
أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به وألبسه الناس الملابس الغالية، وأركبوه فيلا كبيراً وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة، قائلين له وداعاً. وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الملك وجميع من كان قبله...
ثم بعد ذلك وضعوه في السفينة التي قامت بنقله إلى الجزيرة البعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره..
ورجعت السفينة إلى المدينة، وفي طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن التي غرقت منذ وقت قريب، ورأوا شاباً متعلق بقطعة من الخشب عائمة على الماء، فأنقذوه وأخذوه إلى بلدتهم وطلبوا منه أن يكون ملكاًعليهم لمدة سنة واحدة، ولكنه رفض في البداية، ثم وافق بعد ذلك..
وأخبره الناس على التعليمات التي تسود هذه المدينة، وأنه بعد مرور 12 شهراً سوف يحمل إلى تلك الجزيرة التي تركوا فيها ذاك الملك الأخير...
بعد ثلاث أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة، سأل الوزراء هل يمكن أن يرى هذه الجزيرة التي أرسل إليها جميع الملوك السابقين، ووافق الوزراء وأخذوه إلى الجزيرة ورآها وقد غطت بالغابات الكثيفة، وسمع صوت الحيوانات الشريرة وهي تنطلق في أنحاء الجزيرة..
نزل الملك إلى الجزيرة، وهناك وجد جثث الملوك السابقين ملقاة على الأرض. وفهم الملك القصة بأنه مالبث أن ترك الملوك السابقون في الجزيرة أتت إليهم الحيوانات المتوحشة وسارعت بقتلهم والتهامهم...
عندئذ عاد الملك إلى مدينته، وجمع 100 عامل أقوياء، وأخذهم إلى الجزيرة وأمرهم بتنظيف الغابة وإزالة جثث الحيوانات والملوك السابقين وإزالة قطع الأشجار الصغيرة.
وكان يزور الجزيرة مرة في الشهر ليطل على سير العمل وكان العمل يتقدم بخطوات سريعة فبعد مرور شهر واحد، أزيلت الحيوانات والعديد من الأشجار الكثيفة..
وعند مرور الشهر الثاني كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً...
ثم أمر الملك العمال بزرع الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة، وقام بتربية بعض الحيوانات المفيدة مثل الدجاج والبط والماعز والبقر ... الخ
ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبير ومرسى للسفن...
وبمرور الوقت، تحولت الجزيرة إلى مكان جميل، وقد كان الملك ذكياً فكان يلبس الملابس البسيطة وينفق القليل على حياته في المدينة، في مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة...
وبعد مرور 9 أشهر، جمع الملك الوزراء قائلاً أنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد مرور 12 شهر من بداية حكمه، ولكنه يود الذهاب إلى الجزيرة الآن..
ولكن الوزراء رفضوا قائلين: حسب التعليمات لابد أن تنتظر 3 أشهر أخرى ثم بعد ذلك تذهب للجزيرة..
مرت الثلاثة شهور واكتملت السنة وجاء دور الملك ليتنقل إلى الجزيرة. ألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على الفيل الكبير قائلين له وداعاً أيها الملك...
ولكن الملك على غيرعادة الملوك السابقين كان يضحك ويبتسم، وسأله الناس عن ذلك فأجاب بأن الحكماء يقولون: "عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي بينما جميع من حولك يضحكون، فعش في هذه الدنيا واعمل ما تراه حتى يأتيك الموت وعندئذ تضحك بينما جميع من حولك يبكون "
فبينما الملوك السابقين كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الملك والحكم، كنت أنا مشغولاً بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة وأصبحت جنة صغيرة يمكن أنأعيش فيها بقية حياتي بسلام ...
والدرس المأخوذ من هذه القصة الرمزية: أن هذه الحياة الدنيا هي مزرعة للآخرة ويجب علينا ألا نغمس أنفسنا في شهوات الدنيا عازفين عن الآخرة حتى ولو كنا ملوك .
فيجب علينا أن نعيش حياة بسيطة مثل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ونحفظ متعتنا إلى الآخرة...
ولا ننسى قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ،وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه"...


نسأل الله الثبات...


(منقول)