تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ,/,, للوحات .. حديـثٌ ,,\,



lady hla
03-19-2008, 04:48 PM
…. السلام عليكم ….




… للوحة حديثٌ ... تبوح لنا بشيء تُخفيه بثنايا الألوان والخطوط .. ولكن لو تمعنا لوجدنا بأننا نحن من نتحدث مع اللوحة فنحن حين ننظر إليها أول سؤال يدور في خواطرنا .. نستجوبها ما تعني أنتِ وما بكِ وما يحتويكِ ؟؟ إذاً بداييتنا كانت سؤال .. ونجيب السؤال .. ومنها نريد الجواب !!

... فأين حديث اللوحات ؟؟ .. لولا اللوحة هل كُنّا نسأل .. ونجيب .. ! ..

… فهي من تصنع الحديث وتختار المفردات وتلح بالسؤال .. وتنطق بالجواب … إذاً هي من يصنع الحديث … من سِرّ وصمتِ بوحها .. من لون ورقها … هل نبدأ الحديث ؟!

… هذا الفن منحه الله عزّ وجل لبعض الناس .. إختارهم وأوجد الميول في فطرتهم والمهارة ووهب لهم أنامل ماهرة ..

… طالما عّبّر عن مكنونات النفس … طالما جَسّد الكثير من المعاني .. بلمساتٍ من ضربات ريشةٍ .. بضع حركات .. برسومٍ من خطوط وإلتواءات متعمدة وأشكالٌ معينة .. يُبللها خليط ألوان .. تتكون لوحة جَذّابة .. يصنع عالماً .. في لوحةٍ .. يضع سِرّه فيها … وتبدأ المرحلة …

… هو غذاء الأنفس … كما الجسد يحتاج للغذاء .. فالروح تحتاج أيضاً ..

… هو موهبة ربانية ومنحة إلهية .. هدية أهدانا الله إياها … هدية وأيّ هدية ؟؟!

… حافز للتأمل .. للتفكّر .. للتمعن .. للتعمق .. للتحليق .. للإبحار .. للرحيل .. للإحساس .. لشكر نعم الله علينا .. نعمٌ لا تحصى أو تعد !! فهل شكرنا جلّ جلاله ؟ .. الحمد لله ..


… فالطبيعة .. بكل ما فيها من جبالٍ وتلالٍ وهضابٍ وشمسٍ وقمرٍ وليلٍ .. خلقها الله تبارك وتعالى وأبدعها .. سبحانك ربيّ .. كانت منذ القدم وإلى الآن هي من صنعت اللوحات بفضل الله ..

… حين نود أن نرسم يجب أن نعيش ونحسّ بكل ما حولنا .. من كل جنسٍ وكائنٍ وخلقٍ ولونٍ .. كي نبدع ونعبّر أكثر .. فنكون بذلك الأقرب لكل ما خلقه وأوجده الله في هذا الكون الفسيح .. الكبير .. العميق …

… نحسّ ونلمس كل ما هو موجود .. من أصغره لأكبره .. يزداد الإحساس .. يتعمق .. بخلجاتنا .. نحدّث النفس بكل تلكَ النعم علينا .. نتأملها نتقرب إلى الخالق أكثر .. فهو من جسور الوصل إذا سلكنا به طريقه الصحيح ..

…كل شيء خلقه الله عَزّ وجلّ .. له مسلكين .. إمّا يوصل للخير وإما للشر .. نحن من نختار .. !

… خلق لنا العقل .. والجسد وأوجد الروح والفطرة .. فأيّ الدربين نختار ونجتاز ؟؟؟

… فالريشة قد تكون سبب التهلكة .. والخسارة والندامة .. فلنحذر ..


… هو إبداع .. والإبداع نعمة عظيمة .. فلا نحولها لنقمة جسيمة .. لنرضي النفس والآخرين ...

… وإن إخترنا طريقنا الصحيح .. ووفقنا الله .. وزادنا إبداعاً .. فلا يأخذنا الغرور .. لولا الخالق ما وهبنا … وما كُنّا نصنع شيء ..

… في كل لوحة فكرة منغرسة .. وقد تتفرع منها أفكارٌ أخرى على سطح لوحةٍ واحدةٍ .. وهذا من أسرار الإبداع .. أن نصنع الكثير ..

… لذا من يقرأها .. يحاول فّكّ رموزها وطلامسها … يُترجمها .. ربما يجد المعنى وربما لا …

.. وإن وجد يصل لشيء ولا يصل لشيء آخر .. يسأل .. يحتار .. وبالنهاية ترهقه اللوحة ..

… يجد نفسه تستسلم .. وتكتفي بما وجده .. فكلما أمعنا النظر أكثر نجدها أكثر من فكرة في لوحة .. مطوية بين أربع زوايا مترابطة متصلة .. !!

.. ومنهم من يبقى يتمعن أكثر .. كي يعرف أكثر .. يزداد الإصرار به .. وحين يجد معاني أخرى .. يجد نفسه يعود لنقطة البداية .. فاللوحة لا زالت تتحدث .. ما بها ؟! ألم ينتهي ما بها ؟!


… فالسكن بجوار اللوحات يتطلب الكثير .. مهارة الصبر .. الوعي .. نظرات عميقة حادّة .. تحليل منطقي .. إبحارٌ دون تعبٍ أو كلل .. والوصول إلى البَرّ .. دون الغرق .. فالغرق خسارة ..

.. ربما كانت فكرة واحده إختارها .. ولكن لأنّه تركَ لنا ترجمة اللوحة .. فهذا جعلنا نعطي خيارات متعدة .. كي نُفسرّها على أوجه مختلفة .. إذاً ترجمة واحدة للوحة .. لا تكفي !


… أنا أرسم .. وغيري من يرسم .. أنظر للوحات الأخرين أكثر من النظر للوحاتي .. وهكذا الحال مع الطرف الآخر .. كُلٌ منا يريد أن يُفسر من ذاكَ الآخر ؟؟

.. هي معادلة من قوانين الريشة والألوان والفنّان .. لكنّها تأتي بعفوية دون قصد .. لذا لا نستطيع أن نعيش وحدنا إلى جانب لوحاتنا .. دون الآخرين …

… إبداء رأيهم مهم جداً وتعليقهم ونقدهم .. حافز للتعلم وللتقدم خطوات أخرى … وهي من مراحل وبداية الإبداع …


… لنعطي كل لوحة حقّها . فالنظرة العابرة السريعة لا تنفع إن كنّا نريد أن نعرف ..
… تكون تلك النظرة .. أقصى حدودها .. رؤية اللون .. نكون قد حكمنا على خليط من دمج ألوانٍ فقط … فاللون يجذبنا قبل الشكل بجزء من الثانية ..

… حتى الألوان تحتاج لنقد ورأي .. وما تحتويه اللوحة .. يتطلب نظرة تمعن وتدقيق .. وتفحص ورأي صريح ..

... وهذه تحتاج لنفوس مختلفة وغرائز معينة .. ليست في كل شخص موجودة .. فهي موهبة من خالقنا العظيم .. وبدرجاتٍ متفاوتة ..

…. الرسام يرى الأشياء بكل عمق .. أكثر من غيره لذا نراه يسكب روائح وعطور الأشجار والجبال والبحار والتراب والصخور .. على سطوح لوحاته ..


… اللوحة ليست عبارة عن أشكال كبيرة أو صغيرة .. بارزة أو غير ظاهرة .. فقط .. نريد أن نحللها وندرسها .. بل هي أكثر من ذلك ..

… الخطوط الصغيرة .. الدقيقة .. طريقة رسمها .. والتحكم بها .. لتصنع لنا الشكل المطلوب والمعين .. إلتقاء الألوان بحواف بعضها .. وأسلوب خلطها .. كلها تعني شيء .. لها ترجمات عدّة …

... أكتفي بهذا .. وبإذن الله تعالى ……. يتبع ….

*********************************** **

... من يومين بدأت بكتابة ذلكَ الحديث .. وأكملتُ ما تبقى منه على الورق .. اليوم بفضل الله .. ولكن لم ينتهي ما تبقى بالفكّر ..

... كنتُ أودّ الكتابة أكثر اليوم ولكنّي لم أستطع .. فألم المرض يشتد أكثر ... الألم لا يُطاق ..

... أرجوكم لا تنسوني من الدعاء .. حفظكم الله .. وبإذن الله تعالى أعـود وأكمـل لكـم ما تبقـى ...


سلامي اليك
lady hla
القدس

أم ورقة
03-19-2008, 09:31 PM
طهور ان شاء الله أختي حلا ... لا بأس عليكِ

و جميل حديث اللوحات... بالفعل كل لوحة تحدّثنا عن نفسها.. و احياناً تكون معبّرة اكثر من ألف كلمة كما يقولون..

متابعين معك احاديث لوحاتك :)

lady hla
03-20-2008, 03:24 PM
.... السلام عليكم .....



... اللهم آمين .... باركَ الله بكِ يا أم ورقة .. وأشكركِ على المرور ... والمتابعة ....


سلامي اليك
lady hla
القدس

جهاد
03-24-2008, 03:53 PM
لم أقرأه كله ... لكنني أحببت أن أمر و أرد .. لحين أنتهي من قراءته .

lady hla
03-24-2008, 07:58 PM
.... السلام عليكم .....



... أهلا وسهلا فيك .. شرّفت الموضوع ... خد راحتك ...


سلامي اليك
lady hla
القدس

lady hla
04-02-2008, 03:00 PM
…. السلام عليكم ….


.. أكمل الحديث …

... اللوحة ... هي عالمٌ بأكمله .. لا ينفصل عن ذات الفنّان الرسام .. يسكب كل ما فيه وما يحويه جسده وفكره وعقله وروحه ...

… ولكن بلغة صامتة .. تعبيرها لا يكون بالتكلم .. والحديث باللسان .. بل تُحدّثنا عنه .. بالريشة واللون ...


… فالريشة هي جسر التواصل والمعرفة بيننا وبين اللوحة ... هي من تنقش الحديث على سطور وصفحات اللوحات …

… واللون لا يتجزأ عن الريشة كلٌ مكمل لـ بعضه … ولـ عمله …


… لدينا بعض من الألوان … وريشة أو ريشتان أو أكثر .. ولدينا لوحة .. صفحتها بيضاء … وسطحها أملس .. لم تبلله الألوان وتصنع نقوشها وتنحتها عليه …

… هل نرسم ؟ … نستطيع ذلك ؟؟؟! .. أم ماذا ؟؟!

… هل إكتملت أجزاء الرّسام .. لـ يصنع لوحته !!!!؟


… دوماً ننسى بأننا ما كُنَا شيء لولا الخالق عزّ وجل .. لولا نعمه العظيمة التي نمر عليها مَرّ الكرام .. لا نحدّث بها الأنفس الحائرة …

.. كم نبخل ! … وهو الكريم … لـ نشكره ..

.. لولا أنّ وهبّ لنا الأيدي … والأنامل .. وأوجد فيها الإبداع .. والتحكم .. ما كُنّا سنصنع شيء ...

.. ولولا أن وهبّ لنا عقلٌ .. ومخيلة نرسم بها ما نريده .. ونطبعه كـ لوحة فنيّة جميلة .. ما كُنّا سنصنع شيء ..

.. لولا أن أوجد فينا الصبر .. والميول والحسّ والوجدان والأعماق .. ما كُنا صنعنا شيء … !!

… كلها نعمٌ لا تحصى أو تعد … نعم الخالق عظيمة … وفن الرسم هبة ربانية .. تُزرع في بعضنا ... لـ تصنع له موهبة .. مميزة بفضله عَزّ وجل …


… بعض الأنفس تميل له ..ولكن لا تتقنه .. وبعضها تتقنه ولكن لا تمارسه .. ومنها من تتقنه وتمارسه وتبدع فيه …

.. يحتاج لـ إرادة .. وتصميم .. وتدريب .. وعملٌ جاد .. متواصل .. كي يتقنه .. ويتميز به …

… بماذا تحدثنا اللوحة ؟؟ .. ولها من الحديث ما يطول …. لا ينتهي …. !

… ربما تحدّثنا عن الحُزن .. أو الفرح .. أو عن شيءٌ ما في النفس … و أشياء أخرى .. وكثيرة …


.. كيف نفهم الحديث ؟؟ .. وكلنا نستطيع أن نفهمه … أم لا … ؟!

… أشياء كثيرة نتفق بها مع الآخرين وننسجم .. وأشياء لا …

… وهكذا الرسم .. كما باقي المواهب .. منّا من يفهمه .. فالله أوجد فينا الميول له .. وإن لم نكن نمارسه ..

.. ولكنّا نُحبّه .. ونهتم لأمره ... ننظر إلى اللوحات لفتراتٍ طويلة .. نتحدّث معها .. ونسألها أن تبوح لنا بما فيها … !

… كلٌ منّا يكمل موهبة أحدهم .. ولها من الجمهور والمعجبين التي تميل إلى تلك الموهبة ....

..... هكذا خُقلنا … لـ إستمرارية الحياة والكون ..

.. للتعايش .. والإنسجام … والإستمرار … والتواصل …

********

… إلى هُنـا .. أنهي الحديث … وأضع القلم …

.... وبإذن الله تعالى … أكمل باقي الحديث … وقد يطول ….



سلامي اليك
lady hla
القدس

lady hla
06-28-2008, 01:13 PM
.... السلام عليكم ....




... كم طال .. حديث اللوحات !؟ .. هذه المرة ..

... لم أنساهُ ... فقط .. ضيّعت بعض المفردات .. وها قد عُدتُ بفضل الله .. أفتح الحديـث ...

… هل من اللوحات ما يُبكي ؟!

… وبالحديث هل يُشرق الدمع من العينين ؟؟؟!

…. كيف ولا …!؟ .. سبحان خالقي !! .. تلك اللوحات التي رسمتها الأيادي بريشتها المشتعلة .. من وحيّ طبيعةٍ خلقها الله عزّ وجل ..

... مزجتها ريشة .. وتلاعبت بالألوان .. تسكب لوناً أو لونين .. أو خليطين من ألوان .. صنعوا لون آخر .. به ظلالهم .. وعطرهم ..


... أو حين أرمق .. صورٌ .. حبست تلك الظـلال .. وطبعتها على ورقةٍ بيضاء .. إلتقطها عدسة شخصٍ يهوى جمع الصور ..

... كأنّه جمع لنا من مقتطفات طبيعةٍ .. جميلة .. خلاّبة .. مررنا عليها دون التأمـل .. دون تسبيحٍ .. أو حمدٍ لله ..

.. فألقاها أمام أعيننا .. كي تحسّ وتستجيب .. تمعني يا نفس .. عانقي ألوان الصباح .. والمساء ..

... فلتعانق روحكِ .. عطر الشروق .. وعطر الغروب .. وعطر لهيب الشمس .. ودفء القمر .. ونسمات البحر ..
... لـ تنتعش .. لـ تبحر .. لـ تشتم .. لـ تستيقظ .. لـ تتأمل .. لـ تتلهف .. لـ تُسابق الريح .. لـ تحلق عالياً ..

.. لـ تخرجُ من قيّدها ... لـ تعبر .. وتحكي .. وتتكلم .. لترى .. فـ لتبصر أنفسنا ما أوجده خالقنا جلّ جلاله ...


… نعود ونلقي بالسؤال ..


... هل اللوحة تَبكي ؟؟ .. هي تُبكي !! .. ولكن هل لمحنا يوماً بأن هناك من اللوحات تسكب الدموع ...!؟

... هل أجد إجابة لديكم ؟؟ .. أم إجابة حديثي .. ستروي .. ؟؟


... أوقاتٍ تُبكينا اللوحات .. كلما نظرنا إليها .. نحسّ بحزنها .. وهناك دموعٌ تذرفها ..

... ليست كل اللوحات .. تصنع الدمع والعبرات ... أو تزرع فينا الحُزن ..

.. من لوّنها .. وما سكبت من لمسات .. الحُزن والشجن والدمع ... يُتوج أمسياتها .. فنراها تبكي .. وتُبكي ..


... كيف تأتي بتلك الألوان الحزينة ؟؟ .. من ريشةُ فنّان .. صاحب اللوحة هو من يُبكي اللوحة .. لأنه يَبكي في تلك اللحظة ..

... إذاً هي مرآة صاحبها .. وأعماقه .. وما يدور بخواطره وفكره ..

.. يعكس عليها ما به .. وما يعتريه .. دموعه .. شجونه .. حُزنه .. فرحه .. أمله ...... والكثير من تلك المشاعر الفيّاضة ...


....... لا زال الحديث .. يتبــــع .... لم ينتهي .... بإذن الله تعالى ...


سلامي اليك
lady hla
القدس