قبس من حكمة أبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه

تولية المثنى على حرب العراق والفرس
قدم المثنى بن حارثة على أبي بكر، فقال: أبعثني على قومي. ففعل ذلك أبو بكر، فقدم المثنى بن حارثة العراق فقاتل. ثم إنه بعث أخاه مسعودا بن حارثة إلى أبي بكر يستمده. فكتب معه أبو بكر إلى المثنى:
أما بعد فإني قد بعثت إليك خالد بن الوليد إلى أرض العراق فاستقبله بمن معك من قومك ، ثم ساعده ووازره وكانفه ، ولا تعصين له أمرا ، ولا تخالفن له رأيا فإنه من الذين وصف الله تبارك تعالى في كتابه ( سورة الفتح 48/29) " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا " . فما أقام معك فهو الأمير. فإن شخص عنك فأنت على ما كنت عليه. والسلام عليك.[1] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftn1)

منافسة مذعور بن عدي
إنه كان منهم رجل، يقال له مذعور بن عدي. فخرج زمان المثنى بن حارثة. فكتب مذعور بن عدي إلى أبي بكر رضي الله عنه :
أما بعد : فإني امرؤ من بني عجل أجلاس الخيل – أي يلزمون ظهورها – وفرسان الصباح – أي يغيرون صباحا – ومعي رجال من عشيرتي ، الرجل خير من مائة رجل . ولي علم بالبلد، وجراءة على الحرب ( وفي نسخة: على الأرض )، وبصر بالأرض ( وفي نسخة: بالحرب ). فولني أمر السواد أكفكه إن شاء الله . والسلام عليك.[2] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftn2)

كتاب المثنى بن حارثة إلى أبي بكر إخطارا له
أما بعد : فإني أخبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمرءا من قومي ، يُقال له مذعور بن عدي ، أحد بني عجل ، في عدد يسير . وإنه أقبل ينازعني ويخالفني . فأحببت إعلامك ( في نسخة: أن أعلمك ) وذلك لترى رأيك فيما هنالك. والسلام عليك.[3] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftn3)

رد أبوبكر إلى مذعور بن عدي
فكتب أبو بكر إلى مذعور بن عدي :
أما بعد: فقد أتاني كتابك، وفهمت ما ذكرت، وأنت كما وصفت نفسك ( وزاد في نسخة: به ) وعشيرتك نعم العشيرة. وقد رأيت لك أن تنضمّ إلى خالد بن الوليد، فتكون معه، وتقيم معه ما أقام بالعراق، وتشخص معه إذا شخص منها.[4] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftn4)

ورد أبي بكر إلى المثنى بن حارثة
وكتب إلى المثنى بن حارثة:
بسم الله الرحمن الرحيم .

أما بعد : فإن صاحبك العجلي كتب إليّ يسئلني أمورا ( وفي نسخة: أمدادا ) . فكتبت إليه آمره بلزوم خالد حتى أرى رأيي . وهذا كتابي إليك آمرك أن لا تبرح العراق حتى يخرج منه خالد بن الوليد. فإذا خرج منه خالد بن الوليد ( وفي نسخة: منه خالد ) ، فألزم مكانك الذي كنت به وأنت ( نسخة: فأنت ) أهل لكل زيادة ، وجدير بكل ( نسخة: لكل ) فضل . والسلام عليك ورحمة الله.[5] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftn5)

[1] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftnref1) محمد حميد الله ، مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة ، دار النفائس بيروت ، ط4 مزيدة ومنقحة ، 1403هـ - 1983 ، وثيقة ( 287/ ألف / 1 ) ص 371

[2] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftnref2) المرجع السابق، وثيقة ( 287/ ألف / 2)، ص 371 ومابعدها

[3] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftnref3) المرجع نفسه ، وثيقة ( 287/ ألف / 3)، ص 372

[4] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftnref4) المرجع نفسه ، وثيقة ( 287/ ألف / 4)، ص 372

[5] (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=193391#_ftnref5) المرجع نفسه ، وثيقة ( 287/ ألف / 5)، ص 373

سبحان الله جمعوا بين العلم والحكمة والسياسة والحنكة

نسال الله حسن الاقتداء بهم

جزاك الله خيرا