تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الى جميع العملاء ... رعاة البقر أيضا لديهم مايسمى بالصحوه



احمد الجبوري
03-10-2008, 09:13 PM
ايها الاكراد انصفوا اخوانكم الامريكان



في القرير الذي صدر مؤخرا عن معهد (بروكينغز) لدراسات في واشنطن ونشرته صحيفة (واشنطن بوست) نظرة يمكن وصفها بأنها مختلفة واكثر وضوحا في الموقف الامريكي الغامض تجاه الاكراد ودورهم السياسي وحجم ذلك الدور وعواقبه وما يتعلق بذلك في الموقف من مشكلة كركوك!
التقرير يحذر الاكراد من نتائج احلامهم " القائمة على الاستقلال عن العراق والاستئثار بكركوك" ، ويحثهم على التحلي بالواقعية ويصف التصرفات الكردية بأن لها " آثار مضرة على العراق وجيرانه، وكذلك على الولايات المتحدة الامريكية".
من المعروف والمشهور والذي تعالت الاصوات بسببه ان الاكراد يتصرفون برعونه لا تنسجم لا مع حجمهم السكاني ولا مع حجمهم السياسي الذي لم تكن له قيمة لو لا تحالفهم مع القائمة الشيعية والدعم الامريكي لهم.
وقد كان من قبيل اختصار الطريق لدى المحللين السياسيين والمراقبين المهمين بالشأن العراقي وبالاستراتيجية الامريكية في العراق ان التنبؤ بالتكتيكات الامريكية القادمة يمكن ان يستند على طبيعة الحراك السياسي الكردي تقدما وتراجعا مهادنة او تحدي، لكن ذلك المقياس لا يبدو اليوم ناجحا ولا دقيقا، فالاكراد الذين تصفهم المصادر الغربيه بالبراغماتية وبالخطاب الهادئ السترضائي، هم ليسوا على هذه الصفة، بل يبدون راديكاليين مجازفين يلعبون بالنار.
هم يتناسون حراجة وضعهم ودقته، ويتجاهلون الرأي العام العراقي الذي اصبح معبأً بالعداوة ضد طموحاتهم التي لايشبعها شيء ووقوفهم دئما موقف المطالب المستفيد دون ان يقدموا شيئا.
ويتناسون تركيا الرابضة على حدودهم، وفيها 15 مليون كردي، لا يرغب الاتراك قطعا بان يبنى على حدودهم انموذج يهدد الوحدة الوطنية وينذر بمشاكل واسعة وربما اهمل مام جلال وكاكا مسعود ان تركياالمشهورة بانها لم نقدم للتركمان في العراق سوى الوعود فيما مضى بدأت تتحرك ودفعت التركمان الى موقف يغلب عليه التحدي، في ورشة العمل التركمانية التي عقدت في بغداد مؤخرا، ووقف فيها التركمان موقفا كان افتتاحه اعتبار المادة 140 القاضية بحسم قضية كركوك " مادة ميتة " لانتهاء المدة الدستورية اللازمة لتنفيذ خطواتها الثلاث.
الموقف التركماني القوي الموحد لم تؤثر فيه الحركة المكشوفة التي قام بها الاكراد بحشد صنائعهم من بعض التركمان وتنظيماتهم الصغيرة الشكلية مثل الحركة الديمقراطية التركمانية في كردستان وحزب الشعب التركماني وحركة الاصلاح التركماني وحزب الانقاذ التركماني لإقامة مؤتمر في اربيل يدعو لتنفيذ المادة 140.
وقد اختصر زعيم احدى هذه التنظيمات الموالية للكرد والتي تعيش على المال الكردي، الطريق فقال " ان عقد المؤتمر في اربيل هو رد صارم على المحاولات الداخلية والخارجية المتخذة ضد التركمان والهادفة الى جعل مدينة كركوك اقليما مستقلا".
لا تبدو هذه الحركة ذات قيمة وتأثير فالموقف التركماني الشعبي شديد الحساسية اتجاه الحزبين الكرديين ويصف من يتحالف معهما بأنه خائن.
من جهة اخرى فان السستاني عندما صرح ان كركوك هي عمامته، فان هذا القول انعش التركمان واوصل اليهم رسالة مفادها ان الشيعة هم ليسوا مجلس عبد العزيز الحكيم وكفى، وان متغيرات سياسية في الساحة بدأت تعزز من موقفهم.
الطالباني سارع الى النجف لأخذ التوجيهات من صاحب العمامة الكركوكلية: السستاني، وليتأكد من حقيقة موقف المرجعية من التحالف الكردي الشيعي ويجس النبض بشأن موقف تلك المرجعية من المالكي وسقطاته وفشله الدائم، وقد تجنب مام جلال التصريح بمواقف معادية او ناقدة للمالكي قبل الزيارة لكنه لما خرج بدا انه مع التغيير ولكن في وزارة يقودها المالكي نفسه.
وبالفعل فان الصفقة التي طبخت في النجف ادت الى تمرير ثلاثة قوانين في ضربة واحدة، قانون المحافظات وقانون العفو العام والتصويت على الميزانية، وكان للجميع حصتهم من الفائدة في هذه الصفقة باستثناء العرب السنة الذين ربما واجهوا غدا عفوا يشمل القتلة في جيش المهدي ويستثني من قاتل الاحتلال.
ليس هذا آخر المطالب بالتأكيد فالضعف والانحلال عندما يبدا فان ايقافه صعب جدا، خصوصا في بيئة يسيطر عليها البغض والتشفي.