مواقف قرآنية معاصرة

فوزية مهران
كم مرة القي بنا في البئر وقيل عنا كذبا اكلنا الذئب و تهددتنا الوحوش البشرية وآلات الدمار البشرية وامتدت لنا يد الله وتعلقنا بحبله المتين. هل وحشة غيابة الجب فقط مادية ام انها معنوية.
من منا لم يفكر بالهرب يدير ظهره ويدع كل شيء وراءه يترك الهموم الجسام والمشاكل او التعقيدات والمسؤولية المتصلة بالناس يهجر ويهاجر الى بلاد اخرى بعيدة يخرج كالابق في الفلك المشحون ويسلم نفسه لشهوة الابحار الى المجهول. يهرب الى ارض الله الواسعة حيث لا يكون معروفا لاحد ولا يعرف احدا ولا يكون مطالبا بعمل ما او طرف ما او مساومة وليس ضروريا ان ينجز مهمة صعبة وعسيرة.
من منا لم يفكر في الهرب ولكن الى اين ؟ كيف السبيل الى الهرب والهروب مستحيل
انت كن يهرب من الله الى الله.
ستحمل ذاتك اينما ذهبت .. كيف ستواجه صحبة ذاتك وتخليك المخزي وهروبك المذري وتخاذلك السقيم.
ستتبعك عيون تدينك ونظرات تسخر منك وايد كانت ترتفع اليك تطلب المعونة وتنشد المساعدة وسيحيطك الهوان وخطيئة عدم الثبات والاحتمال وتحل بك لعنة عمل لم تنته وواجب لم تؤده.
وستجد الله حاضرا واليه يرجع الامر كله ويفيك حسابك (فاصبر بحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت) واثبت امام الابتلاء واصلح من علمك فلا نجاة ولا مخرج الا بالله (لا ملجأ من الله الا اليه)
كلنا يونس الانسان او الرمز نعيش عصرنا الحديث بين الخوف والقلق ورحبتنا بين انواء الحياة. وعباب الصعاب هي نفس رحلته في بطن الحوت. كل منا تشده ريح الشر الى الهاوية. ويستولي عليه الفزع والياس احيانا نتهاوى وحينا نكتشف ان لا ملاذ لنا ولا سبيل الى النجاة الا بالتوجه الى الله والاعتصام بالصبر والاستقامة والتقوى كما امرنا ان نكون وبذلك يكشف عنا الله الضر ويجعل لنا مخرجا ونصل الى شاطىء الخلاص.

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

من أدعية تفريج الكرب.