تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مؤتمر مكافحة الإرهاب



المهاجر7
03-09-2008, 09:13 PM
مؤتمر مكافحة الإرهاب

محاضرةٌ للشيخ حمد بن عبد الله الحميدي - فك الله أسره -

أصل هذه المادة رسالة صوتية نُشرت على الانترنت


سائلٌ يسأل: عُقد في الرياض - بتاريخ 25/12[1] (http://kotob.5gigs.com/Erhab.htm#_ftn1) - مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، فما المقصود بالإرهاب عند هؤلاء؟ وما الموقف الشرعي من مؤتمر الإرهاب ومن هذه الدولة السعودية؟

جواب الشيخ:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الإرهاب حقيقتهُ هو محاربة كل مسلم سني يُقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى. ولذا قيل (مسلم)؛ لأن هؤلاء الكفار هاهم يُقَتِّلون المسلمين، شيوخهم وأطفالهم ورجالهم، ويستبيحون أعراضهم، ولا حاربه أصحاب هذا المؤتمر.
وكذلك (السني) لأن هؤلاء الاسماعيلية الباطنية الكفرة - الذين في نجران - استباحوا نجران أربعة أيام، وقتَّلوا أكثر من إثنا عشر مسلم، وداهموا الإمارة، ومع ذلك ما سُموا إرهابيين، وكذلك ما تكلم عنهم سواء أئمة الحرمين في خطبهم، ولا هيئة كبار العلماء، ولا اللجنة الدائمة، ولا تكلم أحد من الإعلام، ولا الخطباء عن هذه القضية البتة، لماذا؟ لأنهم ليسوا مسلمين. إذن المُحَارب .. ما المقصود في هذه المؤتمرات التي أقيمت هو حرب الإسلام.
وحقيقة الأمر بأن دعايتهم (لا للإرهاب) أو (نعم نحن ضد الإرهاب) حقيقة الأمر فيه (لا للإسلام) لكنهم لا يريدون أن يصرحوا بذلك، وإلا هذا هو حقيقة الأمر، لأن الإرهاب؛ إرهاب العدو، جاءت النصوص الواضحة الجلية من كتاب الله ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم الحاثة والمرغبة على تخويف العدو وإرهابه، ولذا قال الله عزو وجل آمراً عباده بذلك (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) وقال تعالى (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ) وقال تعالى (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) وقال تعالى (سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) ولذا جاء في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”نصرت بالرعب مسيرة شهر“ فحينما بَيَّنَ صلى الله عليه وسلم أنه نُصر بالرعب - رعب عدوه - وأن عدوه يخافه ويهابه، ويرعب منه مسيرة شهر، ولذا أيضاً - كما جاء في الصحيحين - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”بعُثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب على العدو“ - وهذا لفظ مسلم - ولذا لما قال أبو سفيان - لما خرج من عند هرقل هو وأصحابه، قال لأصحابه حينما أُخرجوا ”لقد أُمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشه، إنه يخافه ملك بني الأصفر“ إذن فهذه النصوص دالة على تخويف الكفار والتقرب إلى الله عز وجل بذلك، ولذا من يخاف ويرهب من أهل الجهاد والإيمان إلا الكفار. ولذا لما كفروا وضعوا هذا المؤتمر يبينون زيادة كفرهم، لما أعلنوا كفرهم في محافل شتى. كذلك أيضاً بينوا بأنهم خائفون من أهل الجهاد والإيمان، فلذا وضعوا هذا المؤتمر، وهذا ولله الحمد والمنة سبب في فشلهم وانهزامهم ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
ولذا هذا المؤتمر اجتمع فيه كل نِحْلة وديانة اجتمعت في هذا المؤتمر، ستين دولة، ممن يدعي الإسلام، ومن البوذيين الهنود واليابان، ومن الملاحدة والشيوعين والصين، ومن النصارى من أمريكا وغيرها، ومن أهل البدع والضلال، فكل نحلة باطلة اجتمعوا. وهل تتصور بأنه لو كان هذا المؤتمر ليس ضد الإسلام سيتفق الكفار والمسلمين – كما يزعمون - على أمر محدد؟ لا .. لا لأن الله عز وجل قال: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) ولذا أول من أثنى عليهم في هذا المؤتمر هو سيدهم بوش أثنى عليهم، إلا أنهم - أمريكا لما أثنت – قالت: لو أنهم أدخلوا فيه النساء.
إذن عدوك من اليهود والنصارى وسائر الكفرة، والله عز وجل أعلم بأعدائنا حيث قال: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) وقال: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) وقال: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) فلله الحمد والمنة هذه فضيحة لهذه الدولة الطاغوتية الكافرة حينما وضعت هذا المؤتمر، وهذا - ولله الحمد والمنة - فضحها عند القاصي والداني، وهذا كله لإقامة الحجة على الناس في تبيين كفرها لعداوتها لأهل الإسلام، ولهذا دار هذا المؤتمر على ماذا؟ على المساوة بين الإنسانية، يعني الكافر والمسلم (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) كيف يكون المؤمن مثل الكافر؟ هل دعا الإسلام إلى المساواة بين الكافر والمسلم؟ لا .. دعا للمساوة بين أهل الإسلام، وأن كرامتهم بينهم بتقوى الله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وفي الصحيحين لما سُئل صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس، قال: ”أتقاهم لله“ فبالتقوى يعتز الإنسان، أما إذا كانوا كفرة لا (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) ولذا قال الله جل وعلا: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) فهم شر الدواب، أخبث وأحقر عند الله من الجعلان، إذن كيف ندعوا للمساواة في ذلك؟!
وأما التكفير والقتال، يتهمون هؤلاء المجاهدين بأنهم أهل تكفير وقتال، وهل يقوم الدين إلا بتكفير وقتال؟! ما يقوم الدين إلا بتكفير وقتال، لأن الله عز وجل كَفَّر اليهود والنصارى، لذا أنا أتحدى هؤلاء الطواغيت أن يكفروا اليهود والنصارى، وأتحدى على منبر الحرمين أن يصرحوا بكفر اليهود والنصارى الذين كفرهم الله عز وجل في كتابه (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ).
وكذلك هؤلاء من ناحية القتال جاءت النصوص، وكتبه الله عز وجل علينا، ولذا قال الله عز وجل (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ) الله كتب القتال كما كتب علينا الفرائض، كما كتب علينا الصيام، وكتب علينا الحج، وكتب علينا الصلاة، وكتب علينا الزكاة، كتب الله عز وجل علينا أيضاً الجهاد والقتال، جهاد العدو.
إذن التكفير والقتال لابد للعبد أن يُكفِّر ويقاتل، وهذه هي ملة ابراهيم عليه السلام (كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) ملة ابراهيم التي من تركها فقد سفه نفسه.
وهل يدخل الإنسان الدين إلا بتكفير؟ ما يمكن أن يدخل الإنسان الدين إلا بتكفير، تكفير من؟ تكفير الكفار، قال جل وعلا: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وهذه هي دعوة الرسل من لدن نوح عليه السلام إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ولذا جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث طارق بن أشيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرُم دمه وماله وحسابه على الله عز وجل“ ولذا في صحيح الإمام مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم - لما ذكر أركان الإسلام - قال صلى الله عليه وسلم: ”أن تعبد الله وتكفر بمن دونه“ إذن لا يقوم هذا الدين إلا بتكفير الكفار وإظهار هذا الأمر العظيم، لأن الكفر بالطاغوت ملازم للإيمان بالله، ما يقوم هذا إلا بهذا، فإذا فُقِد أحدهما فُقد الآخر، فلو أن إنساناً قال: (ليس هناك إيمان بالله) ما أحد توقف في كفره، ما أحد توقف في كفر من قال هذه المقولة، كذلك لو جاء إنسان وقال (ليس في ديننا تكفير)، من قال بأن ليس في ديننا تكفير فهو كافر بالله عز وجل، لأنه مكذب لله ومكذب لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولذا جاءت النصوص المبينة في ذلك، في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما جاء وفد عبد قيس قالوا: ”يا رسول الله إنّ بيننا وبينك كفار مضر“، أول ما تكلموا لما سألهم الرسول صلى الله عليهم وسلم قال: ممن القوم، قالوا: من ربيعة، قال: مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى، ثم قالوا :”يا رسول الله إنّ بيننا وبينك كفار مضر“، أول ما تكلموا، أول لقاء يلتقون به مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قالوا هذه المقولة، هل قال الرسول صلى الله عليه وسلم جئتم تنشرون عندنا مذهب التكفير! لا .. لأنه ما يقوم دين إلا بهذا الأمر، قبل الإيمان بالله أن تكفر بالطاغوت، ولذا قال أبو الطفيل قال: ”يا رسول الله إن دوساً كفرت وأبت“، فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه هذا الدين قائم على وجوب تكفير الكافر، وأن من لم يكفر الكافر فهو كافر، ولذا إن من نواقض الإسلام التي ذكرها المجدد الشيخ محمد رحمه الله، الناقض الثالث: من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم فقد كفر، وهذا إجماع أهل العلم على ذلك، إذن لا بد من تكفير الكفار، من تبين كفره ودلَّ الدليل من كتاب الله أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم على تكفيره فهو كافر، قريباً أو بعيد، عربي أو عجمي، ليس هناك وطنيات أو قوميات، أو إذا كان من بلدك لا تكفره أو كما هو معلوم اليوم عند الناس بالضرورة بأن السعودي ما يكفر، من موانع التكفير أن يكون سعودي الجنسية، وهذا من الضلال المبين عياذاً بالله، من الضلال المبين، ولذا ما يمكن تسمع بأن شرع الله عز وجل قد أقيم في أحد من الناس لأنه مرتد أبداً، من أكثر من مئة سنة، ما أقيم حد الردة على أحد، ثم يتلاعبون بالناس يقولون بأن شرع الله قائم، هذا شرع بن سعود، ما هو شرع الله، شرع الله عز وجل ما بين الدفتين كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا لما .. مسألة التكفير والقتال هذا من قديم عارضوا بها النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده، ولذا فَهِم ذلك كفار المشركين، لما أبوا أن يقولوا لا إله إلا الله، لأنهم يعلمون أنهم إذا قالوا لا إله إلا الله كفَّروا الطواغيت وعابديها، وتبرأوا من القريب والبعيد الذي على هذا الطريق، لأن الله عز وجل قال: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وكذا عارضوا كل من قال بدعوة الأنبياء والمرسلين إلى قيام الساعة، وآخرهم بذلك ما تكلم به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عز وجل عليه، في رسائله وذكر منها كما في المجلد العاشر في الدرر، قال: ”ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة، فأصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون: كل هذا حق، نشهد أنه دين الله ورسوله، إلا التكفير والقتال، والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا، إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله، كيف لا يُكفَّر من أنكره، وقَتلَ من أمر به وحبسه، كيف لا يُكَّفر من أمر بحبسهم؟! كيف لا يُكَّفر من جاء إلى أهل الشرك، يحثهم على لزوم دينهم وتزيينه لهم؟! ويحثهم على قتل الموحدين، وأخذ مالهم، كيف لا يُكَّفر، وهو يشهد أن هذا الذي يحث عليه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره ونهى عنه؟! وسماه الشرك بالله، ويشهد أن هذا الذي يبغضه، ويبغض أهله، ويأمر المشركين بقتلهم هو دين الله ورسوله!.
واعلموا: أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين، ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم كلهم.
وأنا أذكر لكم آية من كتاب أجمع أهل العلم على تفسيرها، وأنها في المسلمين، وأن من فعل ذلك فهو كافر في أي زمان كان، قال تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ) إلى آخر الآية وفيها (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ).
فإذا كان العلماء ذكروا: أنها نزلت في الصحابة لما فتنهم أهل مكة؛ وذكروا: أن الصحابي إذا تكلم بكلام الشرك بلسانه، مع بغضه لذلك وعداوة أهله، لكن خوفاً منهم، أنه كافرٌ بعد إيمانه، فكيف بالموحد في زماننا، إذا تكلم في البصرة أو الأحساء أو مكة أو غير ذلك خوفاً منهم، لكن قبل الإكراه؛ وإذا كان هذا يكفر، فكيف بمن صار معهم، وسكن معهم، وصار من جملتهم؟! فكيف بمن أعانهم على شركهم، وزينه لهم؟ فكيف بمن أمر بقتل الموحدين، وحثهم على لزوم دينهم؟“ فهذا كلام الشيخ محمد رحمه الله يبين هذا الأمر.
أما من أصبغ هذا المؤتمر بصبغة شرعية ممن يزعم أنه من أهل العلم، فهذا أمره واضح ولله الحمد والمنة، بَيَّنَ صلى الله عليه وسلم أن أكثر منافقي أمتي قراؤها، وهذا الأمر، كل من قام بالدين لابد أن يعادى حتى من أهل العلم، ولذا قال الشيخ محمد رحمه الله في زمانه قال: ”وقد صرحوا أن من أقر بالتوحيد كفر، وحل ماله ودمه، وقُتل في الحل والحرم!“ سبحان الله كأنه يخاطبنا اليوم، كأن هذا الأمر واقع فينا الآن، المجاهدين حلال الدم والمال في الحل والحرم، وكذا تُستحل محارمهم ودمائهم، وتُنتهب أموالهم، وليس لهم حرمة، لا لهم، ولا لأهلهم، ولا لبيوتهم، وهذا أمر واضح جداً، فهم يُقتَّلون - هؤلاء الطواغيت - يُقتَّلون أهل الإسلام، ويا ليتهم يَدَعون أهل الأوثان، بل يحمون أهل الأوثان، الخوارج أهون من هؤلاء.
إذن هؤلاء - عياذاً بالله - من شدة كفرهم ومروقهم عن الدين أشد من فعل هؤلاء الخوارج الذين بين النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون. كيف يستحلون دماء هؤلاء المجاهدين؟ كيف يستحلون بيوت هؤلاء المساجين ويداهمونهم؟ كم رمَّلوا من امرأة وزوجها حي، كم يتَّموا من الأطفال وآبائهم أحياء لكن لا يستطيعون الوصول إليهم لأنهم مسجونين، كم في البيوت اليوم من النساء التي قد فقدت ابنها أو زوجها أو أبوها أو أخوها، فهذه السجون قد امتلأت على أي ذنب؟ هل لأنهم كفروا بعد إسلامهم؟ أو أنهم ارتدوا بعد الإسلام، أو أنهم زناة، أو لوطية، أو شُرَّاب خمور، أو مستعملي مخدرات، أو يداهمون البيوت وينهبون ما فيها، أو يقطعون الطريق، لا .. إلا لأنهم يقولون ربي الله، فهذه هي جريمة أهل السجون اليوم، وجريمة المجاهدين لأنهم يُقتِّلون الكفار، إذن يا عباد الله فليحذر العبد كل الحذر من أن يقع فيما وقع هؤلاء الطواغيت الكفرة، وليس المراد تبيين كفرهم، تبيين كفرهم يحتاج إلى محاضرات، وإلى خطب، لأن كفرهم - ولله الحمد - واضح للناس، ولا يجهل أو يتوقف في كفر هذه الدولة إلا أحد ثلاثة رجال: إما صاحب هوى، والهوى جعله الله عز وجل إله (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) وإما معرض، معرض عن سماع الحق، إذا عُرض عليه الحق وبُين له بأن هذه الدولة كافر لكذا وكذا وكذا أمور كثيرة، أو - عياذاً بالله - إنسان جاهل بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
فلنذكر بعض من الأمور التي وقعت فيها هذه الدولة على سبيل الاختصار جداً، ولعل الله عز وجل أن يمدنا بعمر نذكر ذلك بالتفصيل، الأمور التي وقعت فيها – من نواقض الإسلام - نذكرها على سبيل الاختصار، منها:
دعوة المساواة بين الإنسانية، فلذا يُنكرون عداوة الكفار، ويُنكرون التفريق بين المؤمنين والكفار.
وإنكار أيضاً ما هو معلوم من الدين بالضرورة كإنكار الجهاد بجميع صوره.
كذلك التحاكم إلى الهيئات الطاغوتية، فالتحاكم إليها خروج عن الملة، كما بين ذلك ربنا جل وعلا في كتابه والنبي صلى الله عليه وسلم في سنته، قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) وقال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) والتحاكم إلى مجلس الأمم، والتحاكم إلى مجلس الأمن، والعدل الدولية.
وكذلك المعابد الوثنية، ترك المعابد الوثنية التي يُعبد فيها غير الله، ولذا في المدينة النبوية لوحدها فقط أكثر من 42 معبد يُعبد فيه غير الله، معبد وثني يُعبد فيه غير الله، ولا يكفي ذلك بل يحمونها، يقومون بحمايتها.
كذلك ما وقع من حماية الشرك والمشركين، وأضرب مثال واحد فقط للرافضة، هؤلاء الرافضة الوثنيين يعلنون بكفرهم وشركهم في الحرمين وفي ساحاتهما، وانظر كذلك للساحة التي بين البقيع والمسجد النبوي، وكذلك في مواطن مزاراتهم، وفي البقيع إعلان ظاهري باستغاثة بالحسين وبفاطمة وبعلي - عياذاً بالله - وربما بمكبرات الصوت ويصورون هذا العمل، ثم يأتي هؤلاء جند الطاغوت، بأمر من الطاغوت، بحمايتهم وأن من أنكر عليهم يُضرب ويُعاقب بالسجن وغيره.
كذلك وجود الكنائس، وفي الجزيرة أكثر من خمسين كنيسة للنصارى، ومن دخل لمستوطنات النصارى وسكنهم، وشركاتهم كأرامكو وغيره وجد ذلك معلناً.
كذلك محاربة التوحيد وأهله، ولذا من الذي حارب التوحيد وغيره؟ هم هؤلاء الطواغيت، أكثر من اليهود والنصارى، ولذا ما من موطن فيه محاربة لأهل الإسلام ضد عدوهم من النصارى إلا ويقومون بدعم هؤلاء النصارى، كما في الصومال، كما في السودان، كما في أفغانستان، كما في العراق، وغير ذلك. طائرات تخرج من أرض الجزيرة، طائرات لهاؤلاء النصارى عباد الصليب ثم تذهب فتدك بيوت المسلمين ومساجدهم بمن فيها وبتصفيق من طواغيت الجزيرة.
وأيضاً بموالاة الكفار من كل نحلة - حتى اليهود - لكنها لا تصرح بذلك، ولذا لما حصل طابا، التي قتل فيها من اليهود ولله الحمد والمنة - في التفجير - العدد الذي ليس باليسير، من أول من عزى هذه الدولة، أرسلت تعزيتها لحسني مبارك، سبحان الله! حسني مبارك، هذه الأرض أصلاً تُسمى بأنها لمصر، وإلا حقيقتها ما يدخل ولا مصري إلا مفتش، عليها تفتيشات، لا يمكن يدخلها أحد، أرض يهودية، ثم كذلك ما فيها ولا مصري، كيف يُعزى حسني مبارك؟ المقصود بذلك تعزية هؤلاء اليهود، فلذا حزنوا على ضرب طابا، المواقع هناك.
كذلك تعطيل الشرع، فقد عُطِّل الشرع في هذا الزمان، ولذا ما تجد لكثير من أحكام الشرع تطبق أبداً، فلا الردة، ولا الزنا، ولا السرقة، ولا غير ذلك، إلا إذا كان ربما رجل ضعيف وليس فيها هذه الأمور - يعني ليس في الزنا والردة .. لا .. أو الخمر - إلا نادر جداً إذا كان ضعيفاً ليس له واسطة، فالشرع معطل.
كذلك أنهم يرون أن بعض الناس يسعهم الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، فلذا لا يمكن أن يُحَكَّم الشرع في أحد من آل سعود، سواءاً قتل، سواءاً زنى، سواءاً ... أما السرقات فحدث ولا حرج، ابدأ بكبيرهم.
وكذلك لا يرون ..، ولذا جاء قرار بمنع أي أحد من الإعلام أن يُحاكم إلى المحاكم الشرعية لذا ضعوا طاغوت في وزارة الإعلام يتحاكمون إليه، سواءاً سب الله وسب رسوله، بل إذا أُعلن سب الله عُظِّم ورُفع من سب الله - عياذاً بالله - وهذا كما هو واقع، لما قال - عياذاً بالله - تركي الحمد - هذا الطاغوت الكافر مكن الله أهل الإسلام من رأسه - قال: بأن ”الله والشيطان وجهان لعملة واحدة“ أصبح مستشاراً وقُدِّم ورُفع من شأنه - عياذاً بالله - إذن المسألة مسألة عظيمة.
كذلك إعفاء الرافضة وإعطائهم الحرية الكاملة من أن يظهروا وثنياتهم، وأنه مهما فعل هذا الرافضي لا يُحَّكم في المحاكم الشرعية، ويُمكَّن أن يفعل ما يشاء وأنه له الحرية في ذلك - عياذاً بالله -.
كذلك انتشار السحرة في كل البلدان، وتمكينهم من ذلك، وأكثر من يستعمل هؤلاء السحرة هم هؤلاء الطواغيت، فَقَلَّ أن يكون طاغوت إلا وعنده ساحر فأكثر. وكذلك الأندية الرياضية وجود السحرة بكثرة، كذلك ما يسمى بالألعاب البهلوانية وما فيها من السحر. ومعلوم بأن الساحر ومُصَدِقُهُ كلهم كفار.
كذلك تحريم شعيرة أمر الجهاد، بل ربما لو رُفعت القضية للقاضي لحكم على المجاهد بالسجن، ولربما بالجلد بسبب أنه مجاهد. بل بعض منهم - وهذا حدثني هو بنفسه - قال: حُكم عليَّ ثمانية أشهر ومن الأسباب لهذا الحكم قال: بأنك تنوي تذهب إلى الجهاد! حكم عليه بالنية!.
كذلك - كما تقدم - عدم تكفير الكفار، بل يوجبون احترامهم وتقديرهم، ولذا أنا أتحدى في الإقامة يُكتب (كافر)، ما يُكتب إلا (غير مسلم) كي لا تجرح شعوره، لا تجرح شعور الكافر (غير مسلم)، ولذا تُكتب في اللوحات، ما يكتب في اللوحات (أخي المسلم) أبداً (أخي المقيم) أو أخوة المواطنة (أخي المواطن)، الهندوكي، المقيم الهندوكي، النصراني، أياً كان من نِحلة، لأن كل نِحل الكفر موجودة الآن في جزيرة العرب، لأن في الهند ستمائة دين، وكل دين جاء به عامل من العمال هناك إلى جزيرة العرب، فأكثر الأديان في العالم الآن موجودة هي جزيرة العرب الذي جاءت النصوص بتطهيرها إلا من المسلمين، وأنها حرم أهل الإسلام.
كذلك تهنئة الكفار بكفرهم، وإعانتهم عليه، مثل تهنئتهم في حلول اليوم الوطني لهم، يهنئونهم هؤلاء الطواغيت، ويرسل بعضهم لبعض بالتهنئة، ولربما قال (خالص الشكر) و(الصداقة) و(دوام ما أنتم عليه)، وكذلك مثل تهنئة الحكومة العراقية بالنجاح في الانتخابات وهي تمكين لحكم الكفار، وكذلك الحكومة الأفغانية، قرضاي، هذا الكافر وتسميته بالحاكم المسلم، كذلك الحكومة الإيرانية وغيرها، كذلك النصارى، وسائر الدول الكافرة.
كذلك دعوتهم للناس إلى الكفر، مثل حرب الإرهاب، مثل إلزام الناس بالتحاكم إلى مكتب العمل والعمال، والمحاكم التجارية، وغيرها من المحاكم الطاغوتية.
إذن هذه الأمور ذكرتها على الاختصار، ولعل الله عز وجل ييسر الأمور بتبيين ذلك، وبينت ذلك إقامة للحجة للناس، لأن الله عز وجل أمر من عنده شيء من العلم أن يبلغه، ولذا لعن الكاتم، كما قال جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وكما قال جل وعلا: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) فنعوذ بالله من كتمان العلم، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في البخاري - ”بلغوا عني ولو آية“ فهذا البلاغ والحجة قد بلغناها، والحجة وصلت في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله عز وجل قال: (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، إذن من تدبر كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عَلِمَ عِلْمَ اليقين بكفر هذه الدولة، فلنتقي الله يا عباد الله، ولنراقب الله عز وجل لأن الله عز وجل أمرنا بأن نصدع بالحق (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) وقال: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) وهذا هو الواجب على أهل العلم والخطباء والدعاة، والواجب على الأب أن يعلم أبناءه، والأم أن تعلم من تحت يدها، لأنه - كما جاء في الصحيحين - ”كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته“ فيجب على الأب أن يبين لأبنائه بأن هذه الدولة دولة كافر يجب قتالها وجهادها، ويجب أيضاً قتال الكفار، وحث الناس على الجهاد والترغيب فيه لأن هذه الشعيرة يجب القيام بها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

عزام
03-10-2008, 06:17 AM
سؤال مهم
كيف يسمح بدخول الهندوس الى جزيرة العرب؟ هل من جواب؟
عزام