تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة الاستسلام



عزام
03-08-2008, 09:12 PM
ثقافة الاستسلام

فهمي هويدي

2005-01-18
لنعترف: أصبحت ثقافة الاستسلام أحد معالم الزمن العربي الذي نعيشه، حتى غدت وباء ظهرت أعراضه في العديد من الأقطار العربية. لذلك أزعم أن كتاب الأستاذ بلال الحسن الذي صدر تحت ذلك العنوان بمنزلة وثيقة مهمة تفضح خطاب الاستسلام كما عبرت عنه بعض «مراجعه».
كنت قد أشرت إلى مضمون الكتاب قبل اسبوعين، في سياق استعراض الشواهد والقرائن التي تسوغ وصف العام المنقضي بأنه «عام الاختراق الكبير»، ولفت نظري فيما تلقيته من أصداء ورسائل بعد النشر ثلاثة أمور. الأول أن ما اسميته بمثقفي «المارينز» ليسوا مقصورين على مصر وحدها، ولكن أصبح لهم وجودهم وخطابهم المكشوف في طول الأمة العربية وعرضها، من المحيط إلى الخليج، الأمر الذي يعطي انطباعاً قوياً بأن ثمة خللاً ما في أوساط المثقفين العرب.
الأمر الثاني أن عدداً غير قليل من الرسائل التي تلقيتها طالبني بعرض كتاب «ثقافة الاستسلام» لبسط حقائقه أمام الناس. أما الأمر الثالث فقد كان دعوة إلى تشكيل تجمع ثقافي عربي باسم مناهضي الاستسلام، على غرار التجمعات الأخرى القائمة مثل مناهضي العولمة ومناهضي التطبيع.
وإذ أحيل الاقتراح إلى من يهمه الأمر من «النشطاء» لبحثه والتحقق من جدواه، فإن استجابتي ستكون محصورة في عرض مضمون الكتاب الذي صدر في بيروت قبل أسابيع قليلة. وكنت قد أشرت إلى أنه قدم قراءة نقدية لأفكار وخطاب خمسة من الكتاب العرب في أقطار مختلفة هم: كنعان مكيه (العراق) ـ حازم صاغيه (لبنان) ـ صالح بشير والعفيف الأخضر (تونس) ـ أمين المهدي (مصري).
أما كتابات هؤلاء العرب فهي بالدرجة الأولى مقالات نشرتها صحيفة «الحياة» اللندنية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتعلقت أساساً بالصراع العربي الإسرائيلي، والعلاقات العربية الأمريكية. وما فعله بلال الحسن أنه جمع الأفكار المتناثرة التي عبر عنها كل واحد منهم في كتاباته، وضمها جنباً إلى جنب، الأمر الذي بيَّن من خلاله للقارئ حقيقة وأبعاد الصورة المراد طبعها وترسيخها في أذهان المتلقين. ولم تكن المشكلة في طبيعة أو شطط الأفكار التي أقتنعوا بها، فكل واحد حر في قناعاته الشخصية، ولكنها كانت بالدرجة الأولى في تسويق تلك الأفكار، وبلبلة القراء بواسطتها، ومن ثم إشاعة ثقافة الهزيمة والاستسلام بين الناس.
خلاص العراق يكون بنبذ العروبة وإقامة الفيدرالية، أما خلاص الأمة العربية فيكون بالتخلي عن فكرة القومية العربية والتطبيع مع إسرائيل. هذه هي الفكرة المحورية في كتابات كنعان مكيه، الباحث عراقي الأصل، الذي يقيم في الولايات المتحدة، ولكنه يحمل الجنسية البريطانية، وهو من خصص له مؤلف الكتاب الفصل الأول، الذي تضمن عرضاً لأفكاره منذ ان بدأ حياته السياسية معارضا لنظام الرئيس السابق صدام حسين، وصار لاحقاً عضو نشطاً في الترتيبات الأمريكية للإطاحة به، ولإعادة رسم خريطة المنطقة العربية من بعده.
في عام 91، بعد حرب الخليج الثانية وقيام الانتفاضة الشعبية العراقية التي نجح نظام صدام حسين في القضاء عليها، نشر مكيه مقالاً دعا فيه إلى إقامة نظام علماني في العراق يغلب عليه التشيع باعتباره وصفاً أمثل، لأن العلمانيين الشيعة أقل انجذاباً للقضايا القومية، زاعماً في هذا الصدد أن «العروبة هي شأن سنًّي إلى حد بعيد». وكانت تلك هي المرة الأولى التي تطرح فيها فكرة الانتقاص من عروبة العراق، على أساس من التحليل الطائفي.
استمر مكيه يدعو إلى فكرته في كل مناسبة. إذ في دراسة قدمها إلى معهد «أمريكان انتربرايز» بواشنطون (3/10/2002) كرر فيها قوله إن العراق «يجب أن يكون لكل ابنائه، مما يتطلب أن يكون عراقاً غير عربي» - كما أنه لن يكون ديموقراطياً إلا إذا كان فيدرالياً. (بين العرب والأكراد).
الفكرة استقبلت بترحيب ملحوظ في الدوائر الأمريكية، حولت صاحبها إلى واحد من المتحدثين البارزين عن مستقبل العراق في مراكز الأبحاث ومعامل إتخاذ القرار. ورفع من رصيده لدى تلك الدوائر أن الرجل أقام علاقة جيدة مع الإسرائيليين، وزار تل أبيب عدة مرات، التي منحته جامعتها شهادة الدكتوراه الفخرية.
في تطوير لفكرته ربط مكيه بين وجود الأنظمة العربية المستبدة وبين الصراع العربي الإسرائيلي، (كأن العالم العربي لم يعرف الاستبداد؟! في اليمن مثلاً؟ قبل ميلاد دولة إسرائيل)، وبنى على ذلك أنه لكي يتخلص العرب من الاستبداد، فيتعين عليهم أن يتخلوا عن صراعهم مع إسرائيل. وفي رأيه أن ذلك لن يتحقق إلا إذا تخلصوا مما اسماه «ايديولوجية القومية العربية»، وما استصحبته من دعوات للتضامن أو الوحدة العربية.
في هذا السياق فإنه يدعو إلى نسيان الماضي وتجاوز التاريخ وبالتالي غض الطرف عن كل ما جرى في فلسطين طيلة القرن الماضي، ومن ثم التطلع إلى المستقبل وحده والتعلق بآماله ومنافعه. ـ في هذا الصدد يقول ما نصه: «يتطلب البدء بتكلم لغة السلام (مع إسرائيل) إعطاء الأولوية لحاجات المستقبل بدل مفاهيم وتفاسير الماضي، بما في ذلك مشاعر الظلم أو المرارة المشروعة التي يشعر بها الكثير من الفلسطينيين... علينا أن ننبذ بصورة نهائية تلك السياسات القائمة على التشبث المهووس بالتاريخ، وما فيه من مظالم» - (لاحظ أنه يطالب العرب وحدهم بنسيان التاريخ، ولا يطالب الإسرائيليين الذين كل مشروعهم خارج من رحم التاريخ).
هكذا، فإن كنعان مكيه يبدأ من معارضة النظام العراقي، لينتهي إلى ضرورة التخلي عن كل افكارنا، من الإنتماء العربي إلى إدراكنا لعدالة القضية الفلسطينية، معتبراً أن قبول الفلسطينيين والعرب بشروط إسرائيل والتطبيع معها هو ترجيح لمنطق «المنفعة الذاتية». وفي نظره فإن الذين يرفضون هذا المنطق بحجة «المصلحة العامة»، هم دعاة تدمير وحروب أهلية (حربجية كما قال أحدهم في مصر).
خيط التطبيع المجاني مع إسرائيل الذي دعا إليه مكيه رصده المؤلف في مقالات مشتركة كتبها كل من حازم صاغيه وصالح بشير. وهما يبسطان المسألة على النحو التالي:
- الافتراض الأساسي أن الإسرائيليين (المتفوقين اقتصادياً) لا يجدون في العالم العربي اليوم الجاذبية التي تطلق حماسهم للسلام معه. باعتبار أن المنطقة العربية ليست مثالاً يحتذى في أي شيء!، خصوصاً في ظل هيمنة الثقافة غير الديموقراطية عليها الأمر الذي «يؤسس قاعدة صلبة لعجزنا عن مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي».
- إضافة إلى ذلك فإن «فكرة السلام بذاتها لا تزال مرفوضة في المنطقة، وهذا يصح على العرب، كما يصح على الإسرائيليين» - فالإسرائيليون يرفضون السلام بسبب «الهواجس الأمنية»، والعرب يرفضونه بسبب «نبذ التطبيع».
- العرب لا يستطيعون حل مسألة الهواجس الأمنية لأنهم لا يملكون القوة. وبسبب قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية فإن العرب يصبحون الطرف المتضرر من إبتسار العملية السلمية. «وإذا كان المأزق الراهن عربياً أولاً وأخيراً، فإن مسئولية المبادرة بالخروج منه تقع على الجانب العربي».
- إزاء ذلك «ربما أصبح التطبيع الوسيلة الوحيدة المتاحة بين أيدي الجانب العربي... والوسيلة التي تسبق بقية مراحل السلام، لا أن تكون ناتجة عنها» - أما المبادرة إلى ذلك فهي بيد المثقفين و«الحيز الثقافي».
هذا التشخيص أورده الكاتبان في وقت مبكر نسبياً (مقالة نشرت في 1/8/97 تحت عنوان «لا بد أولاً من تذليل عقبتي الأمن والتطبيع»)، وفيها اعتبر أن المشكلة عند العرب، وعليهم أن يبادروا إلى حلها، بإشاعة الثقافة الديموقراطية والمبادرة إلى التطبيع مع إسرائيل لكسب ثقتها، وهذا التطبيع ينبغي أن يبدأ ثقافياً، بنسيان القضية الفلسطينية والقفز فوقها.
ثمة نص آخر غريب نشر للكاتبين (في 18/12/2000) اعتبرا فيه أن الانتفاضة الفلسطينية من تجليات معركة العرب ضد الحداثة، والحداثة في هذه الحالة هي إسرائيل. وذهبا في هذا الصدد إلى القول بأن الإنتفاضة حركة دون حداثة، في حين أن إسرائيل حداثة دون حق.
في المقالة المشتركة أشارا إلى متوازيات بين الموقف الإسرائيلي والفعل الفلسطيني على النحو التالي:
- الحداثة دون حق (إسرائيل) توازي الحق دون حداثة (الإنتفاضة).
- السلوك الإسرائيلي يندرج في خانة إندرجت فيها الأمبراطوريات الإستعمارية والحالة النازية، واستلهام الهمجية الأولى ـ أما الإنتفاضة فتندرج في خانة الاحترابات الأهلية والدينية.
- سياسة إسرائيل تترك حدود الدولة ـ الأمة معلقة على التوسع. وسياسة الإنتفاضة عرضة للإنكفاء عن الدولة ـ الأمة، والنكوص عنها إلى جماعة دموية أو دينية.
ليس ذلك فحسب، وإنما تدين المقالة مواجهة العرب للإستعمار، وتعتبر أن الإنتفاضة ضد حداثة إسرائيل بمثابة امتداد لمنهج عربي وقف ضد الإستعمار (الغرب) رافضاً الحداثة التي يمثلها. وتخلص إلى نتيجة تطالب بضرورة المفاضلة بين تكاليف مكافحة الغرب وبين انعكاس ذلك على صلتنا بالحداثة، بحيث إذا تبين أن خسارتنا الأكبر في هذه الحالة، عزفنا عن المواجهة والمكافحة.. وهو التحليل الذي يدعونا في نهاية المطاف إلى القبول بالإستعمار والقبول بإحتلال إسرائيل.
بعد الضوء الذي سلطه على موقف الكاتبين، تتبع المؤلف كتابات حازم صاغيه الرافضة لفكرة الثورة والنضال، والداعية إلى التحالف مع الإستعمار «حتى لا نبقى خارج الحداثة».. الأمر يخلص منه القارئ إلى ان الفشل العربي في مواجهة الحركة الصهيونية وقيام دولة إسرائيل، لا تتحمل مسؤوليته القوى الاستعمارية التي دعمت الحركة الصهيونية وفتحت لها أبواب الهجرة إلى فلسطين، بل يتحمل العرب مسؤوليتهم، لأنهم أختاروا ألا يتحالفوا مع الإستعمار، ومن ثم بقوا خارج الحداثة ودونها.
في مسعى تفكيك القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمومنها، فإن الكاتب يقلل من أهمية الاستيطان وتقطيع الأراضي الفلسطينية، مدعياً أن الجغرافيا لا أهمية لها، وأن الأهم هو السلام. وفي الوقت ذاته فإنه يدعو إلى إبعاد ملف اللاجئين عن أي تعامل مع القضية الفلسطينية، محبذاً فكرة إسقاط حق العودة لهم. ثم انه يتهم مجتمعاتنا بالتخلف لأنها لم ترتق بعد إلى مستوى القبول بالتطبيع، ويذهب إلى أنها تعظم «الشهادة»، لأنها مجتمعات زراعية تعيش ثقافتها على هامش الفولكلور.
أكثر من ذلك فإن الكاتب حين يتحدث عن أهمية التطبيع الثقافي، فإنه يدعونا إلى إعادة النظر في مشروعية وجود إسرائيل، بحيث ترى كحق وليس كأمر واقع، ذاهباً في هذا الصدد إلى أن لها الحق في الوجود بالمنطقة العربية كما للسوريين واللبنانيين والعراقيين. لأن وجودها هو من نتائج الحرب العالمية الأولى، كما أن وجود لبنان وسورية والعراق (كدول) هو من نتاج تلك الحرب ـ (لاحظ أن الكاتب يتجاهل حقيقة أن الدول العربية المشار إليها لم تغتصب أرض أحد، ولم تستجلب شعوبها من الخارج وتطرد أصحاب الأرض كما في الحالة الإسرائيلية) ـ ثم أن وجود إسرائيل هو أيضاً من نتائج المحرقة النازية في الحرب الثانية، التي تمثل مأساة إنسانية كبرى، لا بد أن يتعاطف معها العرب، على نحو يجعلهم «يتفهمون» الأسباب والمبررات الأخلاقية لقيام دولة إسرائيل (!؟).
«الشرق معقد لأنه ما زال محكوماً بجنون اللامعقول، الذي يجعل الرموز والمباني أقدس من الحياة. معقد هو الشرق لأنه لم يعرف بعد ثقافة السلام، أي التسامح، والتسليم بالحق في الإختلاف، والقدرة على وضع النفس موضع الآخر، لفهمه وتفهمه، للتفاوض معه لا مع النفس».
هذا واحد من نصوص عدة قدم بها بلال الحسن الموقف الفكري للكاتب التونسي، الشيوعي السابق، عفيف الأخضر. وهو نص مفتاح، لأنه يفسر هجاء الأخضر وازدراءه لكل ما هو عربي وإسلامي، في الماضي والحاضر، ومن ثم حماسه المفرط لما هو أمريكي واسرائيلي بطبيعة الحال. وهذا الحماس جعله ينحاز ضد المقاومة الفلسطينية، وبالذات العمليات الاستشهادية، ويتبنى الموقف الإسرائيلي الذي يتهم العرب بعامة والفلسطينيين خاصة بأنهم ضد السلام.
في التعبير عن إعجابه بالنموذج الإسرائيلي دعا الأخضر الفلسطيين والعرب إلى «ممارسة ديموقراطية تستلهم النموذج الإسرائيلي»، وأعتبر أن «إسرائيل هي الحل» - قائلاً بأن: وجود إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط يمكن تحويله من خطر إلى فرصة، بما هي دولة غنية (بالمعونة الأمريكية؟!) وحديثة وديموقراطية قد تكون قدوة حسنة لمحيطها الفقير، التقليدي واللاديموقراطي، وتكون قاطرته نحو الحداثة«.. ومن خلاء بناء سياسة مشتركة... لإنقاذ البحث العلمي العربي.. لأن إسرائيل تضاهي الغرب في هذا المجال».. و «من خلال زراعة مشتركة، لأن تحديث الزراعة في إسرائيل يضاهي الغرب». و«من خلال سياسة اقتصادية مشتركة تنقلنا إلى عالم المعلوماتية». الأهم من ذلك كله أن اسرائيل ـ في نظر الكاتب ـ قادرة على أن تساعدنا على «تحديث اللغة العربية على غرار اللغة العبرية» (!) ـ مقالة نشرت في 24/7/.1999
ذلك كله ـ بما فيه تحديث اللغة العربية ! ـ يمكن أن يحدث للعالم العربي بشرط واحد: أن يسلم للإسرائيليين بما يريدون وينسى القضية الفلسطينية!
«خامسهم» كاتب هاو غير معروف في مصر اسمه أمين المهدي افسحت له جريدة «الحياة» صفحاتها حيناً من الدهر ـ (صار يكتب بعد ذلك في بعض الصحف الطائفية والإسرائيلية) ـ فنشرت له مقالات محدودة خصصها لهجاء العرب والتغزل في الحركة الصهيونية والإعجاب المفرط بإسرائيل إلى حد الدفاع عن الاستيطان، الذي أعتبر أنه زحف إلى فلسطين، بعدما «تبلورت أسسه الاجتماعية في إطار فكر متحرر أوروبي النشأة«. وفي كتاباته ردد مختلف المقولات التي سبق أن مررنا بها، ولكنه تفوق على أقرانه بإمتداحه للحركة الصهيونية التي قال عنها في إحدى مقالاته (نشرت بالحياة في 11/2/2000): جاءت الصهيونية إلى بلاد العرب، عبارة عن ايديولوجية خلاصية شعبية. وهنا تكمن في دوافعها وجوانبها الانسانية.. وسلكت الصهيونية في التنفيذ مسلكاً علمانياً عقلانياً، مؤسسياً وديموقراطياً».
في مقالة أخرى كتبها صاحبنا ونشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» (في 11/11/2002) كتب مؤيداً النزعة الأمريكية الامبراطورية، واصفاً إياها بأنها تعبير عن «صعود عصر الشعوب» من خلال «تآكل مفهوم السيادة الوطنية». أما تطلع المسلمين إلى توحيد صفوفهم بعد سقوط الدولة العثمانية، فقد وصفه في مقالة تالية بأنه «محاولة لتحدي التقدم والإستعمار الذي طرحته الحضارة الأوروبية»!
إن المشكلة ـ للأسف ـ ليست فقط في الترويج لهذه الثقافة البائسة، ولكنها أيضاً في الأجواء التي هيأت مناخاً مواتياً لإطلاق ذلك القدر من السموم من خلال المنابر الإعلامية العربية. ويتضاعف الأسف إذا أدركنا أن تلك الجرعة من السموم جرى بثها من منبر واحد، فما بالك إذا جمعنا الكتابات المماثلة التي حفلت بها المنابر الأخرى.