صابون الغار

http://www.al-akhbar.com/files/images/p09_20080307_pic2.jpg
اشتهرت بلدة عيتا الشعب خلال حرب تموز ببطولات أبنائها المقاومين الذين صدّوا العدوان الإسرائيلي وكلّلوها، كما لبنان، بغار الانتصار. لم يكن هذا غريباً على عيتا، المكلّلة أصلاً بأشجار الغار البري. هذا الغار تستخرج منه نسوة البلدة الزيت ويصنّعن منه الصابون، الذي يعدّ من أجود وأفضل أنواع الصابون.
تعود صناعة الغار في عيتا إلى منتصف القرن الماضي. وتروي بعض النسوة أنهن تعلمن هذه الصناعة من اللاجئات الفلسطينيات، من أبناء نابلس، اللواتي حملن معهنّ، إثر نكبة عام 1948، بعض الصابون النابلسي الذي صنعنّه بأنفسهنّ. في عيتا، التفتت النابلسيات إلى وجود شجر الغار بكثافة، فعمدن إلى تصنيع الصابون منه، وكشفن لنساء عيتا «سرّ المهنة». مهنة ليست سهلة، بل تعدّ من الأعمال الشاقة التي اعتادت النسوة القيام بها، وخصوصاً لأن استخراجه يستغرق وقتاً طويلاً اذ إنه يعتمد على الحرارة، وهو يصنّع في البيوت ويتزامن مع موسم قطاف الزيتون في شهر تشرين الأول ـ أكتوبر.
بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، التفتت جمعيات مدنية إلى هذا النشاط، مثل «صامدون» و«أرض وناس» فشجعت النسوة على متابعة العمل وساعدتهم على تحسين الإنتاج. ومولّت «أرض وناس» النسوة لكي تخرج البضاعة بجودة أفضل، إضافةً إلى مساعدتهن على تغليف الصابون وتسويقه في مختلف المناطق اللبنانية. ويمكن شراؤه من الأماكن المختصة ببيع المنتجات الطبيعية.


عدد الجمعة ٧ آذار 2008