تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : .. ₪ ₪ :: دقـيـت على صـدرك .. فـدقُـوك ! :: ₪ ₪ ..



مجاهدة الشام
03-06-2008, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

دقِّـيـت على صـدرك .. فَـدقُّـوك !

العنوان مبُهم .. أليس كذلك ؟!
لا بأس ، فسنشرح العنوان المكتوب باللهجة الفلسطينية ’القح‘ كما يُقال ..

جاء في "المعجم الوسيط" الفلسطيني أن عبارة "دقّ على صدره" - بتشديد القاف - تُطلق على من يستعد لعمل فعلٍ معيّنٍ يدّعي أنه قادر على فعله ، والفعل "دقّ" يأتي بمعنى ضربَ ، يُقال "دقّـه قَـتْـلة" أي ضربه علقة سخنة ، و "دقّ على صدره" أي ضرب على صدره دليلاً على قدرته على فعل ما يدّعيه ..

لعلّ البعض لم يتّضح له معنى العنوان بعد ، ولكن من خلال المقال يتضّح العنوان ..
( إيهود باراك ) وزير الحرب اليهودي في حكومة ’الأرجوز‘ ( إيهود أولمرت ) كان قد صرّح لسكان مدينة "سديروت" التي تستهدفها الصواريخ الفلسطينية (والمُقامة على أراضي بلدة "بيت جرجا" الفلسطينية) ، كان قد صرّح قبل حوالي 10 أيام من بدء العملية العسكرية التي شنّها على منطقة "جباليا" شمال قطاع غزّة أنه سوف يوقف الصواريخ مهما كلّف الثمن ، والهدوء سيعمّ سديروت !
ولما علا صراخ سكان سديروت الذين إلتقاهم ، لأنهم تلّقوا وعودات كاذبة من سلفه ( عمير بيرتس ) ومن قادة الأركان السابقين وعلى رأسهم ( دان حالوتس ) ، ما دعى باراك لأن يتّهم سكان سديروت أنهم ’محترفي‘ صراخ ، ولا يريدون أن يسمعوا شيئاً ! قائلاً لهم : فلتنظروا ما سيفعل الجيش لكم ..

إذن .. باراك ’دقّ‘ على صدره .. وإستعد لوقف الصواريخ ،
وسيرى سكان سديروت ماذا سيفعل الجيش !
ولكن يا تُرى ما الذي حصل ؟! .. دعونا نرى ..


أقدم جيش اليهود على التوغل في المنطقة الشرقية لمخيم جباليا من أكثر من محور ، وقد كان محور الأحداث المشتعل هو "عزبة عبد ربه" التي لاقى فيها جنود "لواء جفعاتي" - وهو أكثر ألوية جيش العدو تدريباً - أقسى الضربات التي تلّقوها في خلال هذه الحملة ..

في مساء ذلك اليوم ، كان الجو مليئاً بطائرات الإستطلاع ، وكل هدف متحرك يكاد أن يكون هدفاً لطائرات الإستطلاع المسيّرة بدون طيار ، أباتشي و F16 في الأجواء أيضاً .. الوضع بالعربي "مكهرب" ..
وفجأة .. ودون سابق إنذار ، دوّى إنفجار عنيف في منطقة "جبل الكاشف" .. تبين لاحقاً أنه عبارة عن 4 عبوات ناسفة تم تفجيرها على وحدات "القوات الخاصة" اليهودية المتقدمة ، وكان الإشتباك عنيفاً جداً ، وأعتقد أن البعض منكم سمع تلك المخابرة اللاسلكية - وقد عرضتها بعض مواقع الإنترنت - التي يقول فيها أحد المجاهدين المُشتبكين مع اليهود "نسر2 على السمع ؟ الآن الآن .. أحد خاصاتنا يفرغ مخزن كامل في أحد الجنود اليهود" وقد حاول المجاهدون سحب أحد الجنود ، لكن تغطية الطيران ، وإصابة أحد أفراد الكمين منع من ذلك ..

إذن .. هذا هو جيش مَن ’دقّ‘ على صدره ، لم يستطع أن يتوغل سوى في شريط ضيّق يُعتبر من الناحية العسكرية "ساقط أمنياً" ، بمعنى أن المقاومة فيه لا تجدي ، ولكن الخسائر كانت حليفة هذا الجيش "الذي لا يُقهر" ..!

"دقِّـيـت على صـدرك .. فَـدقُّـوك" .. هذه هي الحقيقة ، فقد وَثَقتَ في جنودك ، ووعدت سديروت أنها ستنعم بالأمان والهدوء ، وأن الجيش قادر على إنهاء مشكلة الصواريخ الفلسطينية ، ’دقيت‘ على صدرك متباهياً بتلك النظرة الصهيونية اليهودية لباقي المخلوقات على أنهم "غوييم" أي حيوانات - أجلّكم الله - لم تُخلق إلا لكي تخدم اليهود .. ولا بأس بقتلها - كما أفتى مجلس حاخامات الكيان العبري - .. !

بكبرياء زائدٍ عن حدّه ، وبعقلية الصهيونية المتعجرفة ، تُؤكد أنك ستُنهي مشكلة الصواريخ .. !
سُبحان الله ، وهل تحسب المسلمين في غزّة مجرد أرقام زائدة يجب التخلص منها ، أو أن شجاعة جنودك المفرطة ستهزمهم ، وليس أدلّ من شجاعة جنودك إلا سراويلهم المبتلّة .. ليُسـجَّـل أن "لواء جفعاتي" حطّم الرقم القياسي في عدد السراويل المبتّلة .. وأن ’غسالات‘ الجيش اليهودي ستستهلك أكبر كمية من مسحوق الغسيل "إريال" لغسل السراويل المبتلة .. وأخرى الملطّخة بالدم .. ولا بأس في الدعاية المجانية لـ"إريال" .. ،

ولكن ما حدث أن المجاهدين ’دقُّـوك‘ في جبل الكاشف ، وعلى قول الأخ "رشيد ثابث" حين ذكر جبل الكاشف حيث قال (جبل الكاشف .. يا كاشفهم) .. حقاً ، لقد كشف زيف الإدعاءات العسكرية الصهيونية ، ووضع النصاب المحدد لمدى توغل هذه القوات ، وقدرتها على المجابهة ، ومن تابع مواقع الصحف العبرية ، والإعلام العبري أثناء المعركة (وخاصة القناة العاشرة اليهودية) لَعلِمَ أن هذا الجيش فقد أهم وأكثر ركائزه مفصلية وهي "قدرة الردع اليهودية عند الجيش" ، فقدرة الردع مفقودة أصلاً عند الغزيّين ، ولكنها تعاظمت بعد الإنسحاب المخزي من جباليا ، تاركاً وراءه قتلاه وجرحاه في الميدان الذين لم يستطع إخلاءهم لمدة تزيد عن 45 دقيقة في معركة جبل الكاشف ، فهل هذا هو الجيش يا باراك الذي سيحقق الأمن والهدوء لسديروت ؟!
الإجابة عند زعيم حزب الليكود اليهودي (بنيامين نتنياهو) الذي خاطب أولمرت في جلسة الكنيست ، وبلهجة عبرية يطغى عليها جو ’الردح‘ إذ قال : " روح شوف جنودك شو صار فيهم بجباليا " ؛ صدقَ وهو الكذوب .. ،

إن المعركة الأخيرة بين المجاهدين وبين جنود جيش العدو ، قد أكّدت بما لا يدع مجالاً للشك أن المؤسسة العسكرية اليهودية في حالة إنهيار تام ، وأن حرب تموز على لبنان قد أخرجت الجيش على حقيقته ، فَفَشَلُ الجيش الذي اعترف به تقرير لجنة "فينوغراد" - وهي لجنة التحقيق الخاصة بحرب لبنان - قد أكّد أن كفاءة جيش اليهود ليست كما تظن العقيلة الصهيونية ، وأن سلاح الجو اليهودي - الذي لطالما أرعب العرب - لم يعد قادراً إلا على إصطياد الأهداف المدنية ، والجسور ، والمدارس ، وفي غزة لم يستطع سوى قصف بيوت الآمنين ، وهدم مقرّات لا أدري كيف تفتّق عقل اليهود على وصفها بالمنشئات العسكرية ، ومقر "نقابة العمّال" واحد منها !

في قانون حرب العصابات ، لكي تعلم مدى تأثير ضرباتك على العدو ، فانظر إلى ردة فعله ، وردةّ الفعل كانت ذلك الزلزال الذي أحدثه جيش اليهود في منطقة عزبة عبد ربه ، وكله في بيوت المدنيين ، عدا عن أن 23 فقط من الشهداء هم من المسلحين ، والباقي نساء وأطفال ، ما يعني أن 100 شهيد فلسطيني (ثلثهم من الأطفال والنساء) لم يكن لهم أي دخل في العملية العسكرية ، وهذا الرقم بحد ذاته دليل على فشل العقلية العسكرية في المواجهة التي لم تستطع سوى القتل في صفوف العزّل ..

هذا ينبؤك بحجم الضيق الذي عانى منه اليهود أثناء عمليتهم ، وأن ’الدق‘ الذي نزل على رأس العزّل من قِبل العدو ، قابله ’دق‘ في صفوفه من قِبل المجاهدين ، الذين منعوا الطيران - ولأول مرّة - من أن يدخل المواجهة العسكرية الميدانية وجهاً لوجه في كثير من الأحيان ، والفضل لله وحده ثم لشباب المضادات الجويّة (الدوشكا والـ 14.5) ..


(الحمد لله أني ما زلت على قيد الحياة) .. كان هذا هو تصريح أحد الجنود التابعين لـ"لواء جفعاتي" والذي أدلى به للمراسل الحربي للقناة العاشرة اليهودية حينما سأله عن الوضع في جباليا ، ومن خلال هذا التصريح تعلم حجم الخسائر التي تلقّاها جنود جيش العدو في جباليا ، وعن أن هيبة الجيش حتى في نفوس منتسبيه قد سقطت .. وأكبر خطر على الجيوش هو الهزيمة النفسية وفقدان الثقة في الجيش نفسه ، فإن حصل ذلك فأبشر بالهزيمة ! ..


في لقاء للقناة اليهودية الثانية مع أحد سكان سديروت في اليوم الثاني للعملية العسكرية اليهودية على جباليا ، قال : " لم أنم منذ الساعة الثالثة ليلاً ، ولحد الآن قد سقطت 30 صاروخ على بلدتنا ، الوضع لا يُطاق " .. ،
هذا هو ’الأمن‘ و ’الهدوء‘ الذي وعد باراك به سكان مدينة سديروت ، ولا أحسب إلا أن الغزيين من أهل بلدة "بيت جرجا" هم أكثر الناس فرحاً بهذا ’الأمن‘ و ’الهدوء‘ الذي تعيشونه .. خاصة لو أخبرناهم أنه خلال 4 أيام - وهي مدّة العملية العسكرية في جباليا - قد سقط 200 صاروخ على سديروت ! حقاً .. نِعمَ الأمن والهدوء يا باراك ..

الطريف في الأمر ، أن سكان سديروت وجدوا من يشعر بهم ، من باب أن سكان جنوب فلسطين المحتلة (ما يُسمّى بإسرائيل) كالجسد الواحد ، و’الإنسانية‘ هي أن تشعر بشعور أخوك الإنسان ! فكانت مدينة "عسقلان" الساحلية أختاً لـ"سديروت" في ’الأمن‘ و ’الهدوء‘ بعدما سقط عليها 10 صواريخ من طراز "غراد" أحدثت بينهم 40 مصاباً بـ’الأمن‘ و ’الهدوء‘ الموعودين من قِبل باراك !

الفرحة دبّت في صدور الغزّيين والمسلمين في خارجها ، ولا أحسب أن هناك شخصاً أكثر فرحاً من الإمام "إبن حجر العسقلاني" ، فقد قصف المجاهدون مسقط رأسه أخيراً .. وجعلوا سكّانها يشعرون بشعور إخوانهم في سديروت .. ،
ويبدو أن "فتح الباري" قد فتح للمجاهدين باباً لجعل 250 ألف يهودي تحت طائلة صواريخهم ، ما يعني أن ربع مليون يهودي سيتوجهون للملاجئ خلال 15 ثانية هي مدة وصول الصاروخ إلى بلداتهم .. ولو كان مخترع هذا الـ "غراد" حيّاً لحاز على جائزة نوبل ’فلسطينية‘ .. ،

الطريف أن أحدهم إعترض على تسمية غراد بهذا الإسم ، داعياً إلى إيجاد تسمية فلسطينية له !
يا رجل .. "غراد" أو إن شاء الله يكون إسمه "ستين داهية" .. المهم أنه صاروخ ، وإنتهينا ..


:::

أمة الإسلام ..
إن فلسطين تطاول برأسها كي ترى رجالكم ، وتنظر على مرمى الأفق .. ولا أريد أن أكتب ماذا ترى ، فأنتم أعلم بـ"البئر وغطاه" ..
فقوموا يا بني الإسلام ، فلقد رأيتم "بيت العنكبوت" على حقيقته ، فهذه أدق تسمية لدولة اليهود على ثرى فلسطين ،
ولو كنتم في غزّة لعلمتم أن جندي اليهود لا يُخيف إلا نفسه ، وأن أطفال جباليا وأطفال غزة يلعبون كرة القدم و "إدريس"* و "حجلة"* ، وطائرات اليهود بكافة أنواعها تطير من فوقهم !

غزة لا تنتظر منكم المظاهرات ، والعويل ، والصراخ ، ثم ينفض الجمع إلى بيوتهم مطالبين أهاليهم بأشهى وجبة غذاء على ما قدّموه من "فرض العين" المتمثل بالمظاهرات .. وحتى هذه قد منعها عملاء اليهود من الحكام ! فتنبهوا .. ، وكلكم يعلم ما تحتاجه غزّة وفلسطين بشكل عام ، فلا داعي لأن نسرده من جديد ..


أما أنت يا أيها المهرج أولمرت ، فحاول أن ’تـدق‘ على صدرك ، وأدخل جنودك مرة أخرى لنريك ’دقّـاً‘ لم تشهده في حياتك ، فإن كان إسم حزبك هو "كديما" ومعناها بالعربية "إلى الأمام" ، فلنجعلن جنودك يصرخون بأعلى صوتهم "كديما كديما" ولكنهم سيقولونها وهم متجهون للعودة إلى منازلهم وهم هاربون من جحيم غزة ..

أما أنت يا باراك .. فقد ’دقِّـيت‘ على صدرك ، وشاهدت ماذا حدث لك ولجنودك ، فـ’دقّ‘ المجاهدين لم يتوقف ، وفي ساعة كتابة هذا الموضوع أرى وكالات الأنباء تنقل خبر مقتل 6 من طلاب إحدى المدارس الدينية اليهودية في القدس ، فـ’الدق‘ ليس بالصواريخ فقط ، وها هو وصل إلى القدس ..
أعتقد أن سكان القدس أيضاً هم في غنى عن ’أمنك‘ و ’هدوئك‘ الموعود لسديروت وشقيقتها .. والتجربة خير برهان .. ،


{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }

والسلام مسك الختـــــام .. ،
أختكم .. مجــــاهدة الشام ..

ــــــــــــــــــــ

* إدريس : لعبة شعبية فلسطينية مشهورة ، لها عدّة أسماء ، تشبه لعبة X و O الشهيرة .
* حجلة : لعبة مشهورة جداً بين زهرات فلسطين ، وهي مربعات تُرسم على الأرض ويتم تمرير أحد الأحجار عليها .

أبو مُحمد
03-06-2008, 08:14 PM
السلام عليكِ أختاه ..
أسأل الله أن يفك قيد الأسود لتنهش هذا الكيان المَسخ.
والله ان فلسطين بها "رجال" لو وجهوا وأطلقت ايديهم لصلينا جماعة في الاقصى وبأسرع مما نتخيل.

أبو مُحمد
03-07-2008, 06:35 PM
أضيف البارحة وأرفعه اليوم !!

الواثق بالله
03-07-2008, 08:05 PM
بارك الله فيك أختي مجاهدة , لم أتخيل أن الجيهود جبناء لدرجة تبليل السراويل :D

اللهم زدهم جبناً وازرع في قلوبهم الذعر والخوف

اللهم ثبت قلوب المجاهدين وأجعلهم يدكون اليهود دكا دكا