تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الذُّّنُوبُ الْخَفِيَّةِ



أبو مُحمد
03-05-2008, 05:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذا جهد لأحد الاخوة - خالد بن سعود البليهد -بارك الله فيه وجزاه خيرا ...
سأنقل المادة لصوت على مراحل باذن الله وأنصح بقراءته لما فيه خير كثير .. والله أعلم.
.
.
.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد فإنه يجب على العبد أن يتجنب الذنوب كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرها وأن يتعاهد نفسه بالتوبة الصادقة والإنابة إلى ربه. قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وروى الإمام أحمد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).

وإن من أخطر الذنوب على العبد الذنوب الخفية التي تتعلق بالقلب وذلك لخفائها عن النفس وخفائها عن الناس ، ولأن العبد لا يشعر بها غالبا ولا يحدث نفسه بالتخلص منها خلافا للذنوب الظاهرة التي يشعر المذنب بها ويلوم نفسه على فعلها.

ومما يبين خطر هذه الذنوب أن إهمال العبد لها والتساهل فيها يؤدي إلى انتكاسة العبد عن الطاعة فهي كامنة في القلب تغلي فيه فإذا نزل بالعبد نازلة أو ضاقت به الحال ظهرت على جوارحه وأفسدت دينه ، وكذلك إذا نزل الموت بالعبد وكان أضعف ما يكون والشيطان حريص على أن يظفر به غلبت عليه هذه الذنوب وأحاطت به فأهلكته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة). متفق عليه.

وكثير من الخلق لا يعتني بالأحوال الباطنة والأعمال القلبية فيعمر ظاهره بالعمل الصالح ويهمل إصلاح باطنه فتراه مصليا صائما منفقا لكن قلبه مصاب بأنواع من الأمراض والذنوب الخفية والعياذ بالله ويظن أنه على خير.

ولو فتش أحدنا قلبه لوجد أنه مبتلى بشيء من ذلك ولا يكاد يسلم أحد إلا من سلمه الله ووفقه للهداية الخاصة.

فالواجب على العبد أن يحرص أشد الحرص على إصلاح باطنه وتزكية نفسه وأن يبذل وسعه في تطهير قلبه من الآثام ومداواته وتعاهده بالأدوية الشرعية النافعة. قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ). فلا ينفع العبد يوم القيامة إلا القلب السليم من الشبهات والشهوات.


والذنوب الخفية كثيرة من أبرزها وأشدها خطرا ما يلي:


يتبع باذن الله ...

أم ورقة
03-05-2008, 05:55 PM
نسأل الله أن يرزقنا سلامة القلب...

جزاك الله خيراً.. بانتظار التتمة

أبو مُحمد
03-05-2008, 05:57 PM
نسأل الله أن يرزقنا سلامة القلب
اللهم آمين .
وجزاكم الله خيرا.

عابر سبيل
03-05-2008, 06:08 PM
وكثير من الخلق لا يعتني بالأحوال الباطنة والأعمال القلبية فيعمر ظاهره بالعمل الصالح ويهمل إصلاح باطنه فتراه مصليا صائما منفقا لكن قلبه مصاب بأنواع من الأمراض والذنوب الخفية والعياذ بالله ويظن أنه على خير.
.

بارك الله فيك نحن معك نتابع

أظن صاحبك بارك الله فيه التبس عليه الأمر
فكثير من الناس قد لا يحسن الصلاة والصيام ومخاطبة الغير لكن قلبه نظيف وخال من الأمراض الخفية والله وحده أعلم بالسرائر

أبو مُحمد
03-05-2008, 06:26 PM
وفيك بارك الله أخي عابر السبيل.
لا ارى التباسا أخي ...والله أعلم.

لا ارى تناقضا بين ما كتب الاخ وأضفت أنت أخي .. والاخ يريد فقد أن يلفت النظر الى أن عموم الناس يركزون على صلاح ظاهرهم ولا ينقون سرائرهم واراه قد وفق في هذا وهذا حال الكثير منا نسأل الله السلامة.

هذا ما أفهمه وارجو أن تبين لي أين حصل الاتباس وجزاك الله خيرا.

عابر سبيل
03-05-2008, 07:11 PM
فغن عموم الناس قد لا يحسنون أعمال العبادات ولكن حين تنظر إلى كلامهم تشعر أن قلوبهم صافية لم يدخلها درن أو ما يسمى بالأمراض الخفية فإن ما يسمى بالامراض الخفية قد يعلمها صاحب الحال وهو يقول قلبي أبيض مثل الثلج او ما هنالك من ألفاظ يعني قد تكون السرائر نظيفة وخالية من الأدران إلا ما لبّس عليه الشيطان منه

أبو مُحمد
03-05-2008, 07:20 PM
نعم هذا ما نلمسه في الكثير من الاحيان .

عابر سبيل
03-05-2008, 07:45 PM
أبا محمد .!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لعلك ظننت باخيك سوءا بتعقيب سابق
فأردت أن تلفت انتباهي إلى هذه الحالة ؟! :)

أبو مُحمد
03-05-2008, 07:57 PM
لا والله يا أخي عابر السبيل.
واني لا أكتب مقالة أو اشارك بموضوع لارد به على شخص آخر أبدا وان فعلت يكون من باب النصح والتذكير ... وليس من باب اضرب واهرب.

هذا مع الجميع فكيف مع من احبه في الله.

أبو مُحمد
03-05-2008, 09:59 PM
والذنوب الخفية كثيرة من أبرزها وأشدها خطرا ما يلي:

1- الرياء: وذلك أن العبد يريد بعمل الآخرة ويقصد به الرياء والسمعة أو عرضا من الدنيا فمن رائى حبط عمله وحرم الثواب. وقد ورد ذم شديد ووعيد للمرائي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به) متفق عليه. والرياء أخفى الذنوب وهو من الشرك الأصغر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فلما سئل عنه؟ قَالَ: الرياء) رواه أحمد. والمؤمن الحق هو الذي يخلص في عمله ويقصد بطاعته وجه الله والدار الآخرة ولا يلتفت قلبه إلى غير الله. قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

يتبع ...

أبو مُحمد
03-06-2008, 11:02 AM
2- الكِبْر: وهو ذنب عظيم يوجب دخول النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس). رواه مسلم. والكبر أن يتعاظم المرء نفسه فيحمله على أن يختال في مشيته ويزدري الخلق ويتنقصهم ويرد الحق إذا جاء ممن دونه أو خالف هواه. والكبر هو الذي حمل الشيطان على عصيان ربه والامتناع عن السجود له وحمل صناديد قريش على رد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. والكبر من خصائص الله تعالى لا يليق إلا به فمن نازعه فيه أهلكه وكبه في النار. عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار). رواه مسلم.

يتبع باذن الله ...

منال
03-06-2008, 11:08 AM
أتابع

بارك الله بحضرتك

أبو مُحمد
03-06-2008, 11:08 AM
وفيكِ بارك الله.

أبو مُحمد
03-06-2008, 11:45 AM
وردت كلمة "غمط" في الحديث النبوي أعلاه وهذا معناها اقتبسته من احدى المواقع:
غ م ط غمط النعمة‏:‏ احتقرها ولم يشكرها‏.‏ وفلان يغمط الناس ويهمطهم وهو غموط هموط أي ظلوم‏.‏ وتقول‏:‏ من أزلّ الله إليه نعمة فلم يغمطها صبّ على شانئه محنةً ثم لم يمطها‏.‏ وتقول‏:‏ فلان إن وصل إليه خير غمط وإن وصل إلى غيره غيط‏.‏ وتقول‏:‏ شرّ ما استقبلت به الأيادي الغمط وخير ما شيعت به البسط‏.
.
.
والمختصر أنها تعني تحقير الناس وأعمالهم.
والله أعلم

منال
03-06-2008, 11:50 AM
جزاك الله خيرا

أظن كانت هناك مداخلة فى احد الموضوعات حول هذا الحديث

أبو مُحمد
03-06-2008, 11:52 AM
وجزاكِ خيرا.
لم ارها حقا ... هل تذكرين مكانها؟

منال
03-06-2008, 11:54 AM
لا أذكر اينها لكنها كانت مركزة على (بطر الحق) واظن حضرتك كنت موجود بالحوار او ربما فقط علقت على الموضوع لا أذكر صراحة

أبو مُحمد
03-06-2008, 11:58 AM
لا أذكر حقيقة ...عموما بارك الله فيك.

الواثق بالله
03-07-2008, 05:52 PM
بارك الله فيك .. هل انتهى الموضوع أم له بقية ؟

أبو مُحمد
03-07-2008, 05:54 PM
وفيك بارك الله أخي الواثق بالله..
نعم له بقية وبعد دقائق ابدأ بالاضافة .. انشغلت ببعض الامور عن مواضيعي هذه.

جزاك الله خيرا للمتابعة ونعنا الله بما نقرأ.

أبو مُحمد
03-07-2008, 06:05 PM
3- الحسد: من أخطر الذنوب وقد روي أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب*. وهو ذنب يفسد إيمان العبد بالقضاء والقدر ويضر المسلمين فأثره متعدي. والحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير. فالحاسد مسيء الظن بربه معترض على القدر ساخط على حكمة الله تعالى في قسمته الأرزاق والنعم غير قانع بما آتاه الله. قال تعالى في الاستعاذة من الحسد والحاسد: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ). ومن عين الحاسد ونفسه الخبيثة تنشأ العين التي تهلك المعيون في نفسه وأهله وماله وتجعل حياته جحيما لا يطاق. وقد أثنى الله على الأنصار لخلو قلوبهم من الحسد فقال تعالى: (وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مّمّآ أُوتُواْ). وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بطلوع رجل من أهل الجنة فتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ليتبين خبره فلم ير فيه كبير عمل فسأله عن العمل الذي رفع منزلته فقال الرجل: (ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه). رواه أحمد.

أبو مُحمد
03-08-2008, 01:10 PM
4- الظن السوء: وهو ذنب عظيم قد يوجب للعبد الردة والعياذ بالله. وهو إساءة العبد الظن بربه في وعده ووعيده والسنن التي يجريها الله على الأمم. فإذا نزل بالعبد نازلة اعترض على قضاء الله وقدره ولم يسلم الأمر لله وظن فيه ظن السوء. أو يظن العبد أن الدولة للكفار والغلبة لهم وأن الله يخلف وعده لعباده ولا يعلي دينه وينصر أتباعه. أو يتشائم العبد في الأشياء التي يكره سماعها والنظر إليها فكل هذا من سوء الظن بالله وهو من أخلاق المنافقين. قال تعالى: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ). وقال تعالى: (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا).

5- الغل: ومن الذنوب الخطيرة التي تدل على عدم سلامة القلب وقلة النصح للعباد الغل والحقد وهو أن يحمل العبد في قلبه غلا وحقدا على أحد من المسلمين لسبب أو لغير سبب. وهو من الظلم والبغي بغير الحق. وسلامة القلب من أعظم أسباب دخول الجنة. والمؤمن الحق لا يغل ولا يحقد مهما ظلم أو خاصم. ومن كمال نصحه ومحبته للمؤمنين أن يستغفر لمن سبقه بالإيمان ويدعو الله بأن يطهر قلبه من الضغائن والأحقاد. قال تعالى في ذكر دعاء الصالحين: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). وقال سفيان الثوري: (وإياك والبغضاء فإنما هي الحالقة وعليك بالسلام لكل مسلم يخرج الغل والغش من قلبك، وعليك بالمصافحة تكن محبوباً إلى الناس).

يتبع باذن الله ..

منال
03-08-2008, 01:54 PM
نسأل الله العافية

بارك الله فيكم أخينا الفاضل

أبو مُحمد
03-08-2008, 05:39 PM
وفيكِ بارك الله.

هل رأيتِ أختي كم نحن موغلين في سوء الظن بالله عز وجل؟
الكثير منا لا يعطي الموضوع أدنى أهمية ونحسبه هينا وهو عند الله عظيم.

نسأل الله العافية.

أبو مُحمد
03-09-2008, 01:23 PM
لاحظت أن البعض لم يزر الصفحة بعد آخر اضافة فسأعطي فرصة اليوم باذن الله ولن أضيف مادة أخرى !

أبو مُحمد
03-10-2008, 10:48 AM
6- العُجب: ومن أعظم ما يهلك العبد ويحبط عمله ويضيع نصيبه في الآخرة وقوعه في العجب. وهو أن يعجب بعمله الصالح ويمن على الله حتى يصيبه الغرور والعياذ بالله. ويحمله ذلك على تزكية نفسه والانقطاع عن الطاعة فلا يستمر في الصالحات ويظن أنه أدى حق الله وتفضل عليه واستوجب دخول الجنة. وهذا من أعظم المهلكات التي تعرض للناسك الجاهل قليل البصيرة. والمؤمن الحق هو الذي يعمل العمل ويتقرب به إلى الله تعالى وهو خائف وجل أن لا يقبل الله منه قد مقت نفسه في الله ونظر مشفقا إلى ذنوبه وتفريطه في جنب الله وله نظر آخر إلى عظم حق الله وحق آلائه ونعمه التي لو عبد الله ألف سنة ما أدى شكر نعمة واحدة. وهو مع ذلك يوقن أنه لن يدخل الجنة بعمله إنما يدخلها برحمة الله. فهو كثير التوبة والندم كثير الإنابة والخشية لله كثير الشعور بالتقصير وقلة الشكر لله والله المستعان. قال تعالى واصفا حال المخبتين: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ). قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال: (لا يا بنت الصديق, ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل). رواه الترمذي. و قال الحسن البصري: (إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة, وإن الكافر جمع إساءة وأمناً).

يتبع باذن الله : الشُّح.

مقاوم
03-10-2008, 11:04 AM
اللهم طهرنا من الذنوب جميعا ما ظهر منها وما بطن.
جزاك الله خيرا أبا محمد.

أبو مُحمد
03-11-2008, 03:12 PM
اللهم آمين.
وجزاك خيرا مثله أخي مقاوم.

أبو مُحمد
03-11-2008, 03:14 PM
7- الشُّح: ومن الذنوب العظيمة التي إذا أصابت العبد أهلكته وجعلته عبدا للدنيا يغضب ويرضى لأجلها الشح وشدة الطمع والحرص على جمع حطام الدنيا ولو على حساب دينه. قال تعالى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) رواه مسلم.

فإذا غلب حب الدنيا على قلب العبد أصيب في مقتل وزهد في عمل الآخرة وصارت الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه وحمله ذلك على البخل ومنع الحقوق والتعدي على حرمات الله لا يتورع أبدا عن أكل المحرمات والشبهات ينازع الناس في الدرهم الحقير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الذم: (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش). رواه البخاري.

والمؤمن الحق هو الذي يعمل للدنيا كأنه يعيش أبدا ويعمل للآخرة كأنه يموت غدا. ينظر إلى الدنيا على أنها وسيلة للطاعة والاستغناء عن الخلق يسخرها ويستعملها في طاعة الله ويتقي الله في جمعها وإنفاقها. وقد كانت الدنيا في أيد الصحابة ولم تكن في قلوبهم. قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).

يتبع باذن الله : طول الأمل .

أم ورقة
03-11-2008, 03:19 PM
جزاك الله خيرا و نسأل الله ان يطهرنا من الذنوب الظاهرة و الخفية

أبو مُحمد
03-11-2008, 03:24 PM
اللهم آمين.
وجزاكِ خيرا أختنا أم ورقة.

منال
03-11-2008, 04:36 PM
وفيكِ بارك الله.

هل رأيتِ أختي كم نحن موغلين في سوء الظن بالله عز وجل؟
الكثير منا لا يعطي الموضوع أدنى أهمية ونحسبه هينا وهو عند الله عظيم.

نسأل الله العافية.
البعض يتابع قراءة والبعض لا يزور أصلا الموضوعات الإسلامية والبعض قد لا يكون انتبه للموضوع

تابع وجزاك الله خيرا الموضوع جد رائع يشخص أمراض القلوب والجوارح معا

نسأل الله العافية والسلامة

أبو مُحمد
03-11-2008, 04:43 PM
اللهم آمين.

أبو مُحمد
03-12-2008, 01:06 PM
8- طول الأمل: ومن أعظم ما يفتن قلب المؤمن ويجعله يعيش في الأماني وتسويف التوبة طول الأمل. فيظن العبد أن حياته طويلة وأنه سيعمر في هذه الدار. وهذا الشعور السيء دليل على حب الدنيا وإيثارها على الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر). رواه مسلم. والمرء إذا علم أن سفره بعيد لم يتأهب له ولم يتزود بما يعينه على السفر. وكلما هتف هاتف التوبة وحدث الملك النفس بالمبادرة بالعمل الصالح والإقلاع عن المعاصي قال القلب المفتون إنك مخلد في الدنيا وما زال في العمر مهلة فاستمتع بشبابك حتى يمضي العمر ويختم للعبد خاتمة سوء ويؤخذ على حين غرة.

أما المؤمن الحق فيوقن أن هذه الدنيا دار ممر لا مقر فيها وأنه مسافر عنها عما قريب وأنه مهما أقام فيها وطال عمره فإن هذا يسير جدا بالنسبة للخلود في الآخرة وأنه لن يخلد في الدنيا فيتأهب للمسير ويتزود بالتقوى ويتعاهد نفسه بالتوبة ويمتثل وصية رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. قال ابن عمر رضي الله عنهما : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) . وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك". رواه البخاري.



والذنوب كثيرة والمقصود تنبيه المؤمن على أن يفطن لخطر الذنوب الخفية ويسعى جاهدا في التخلص منها ولا يزكي نفسه ويكون شديد الحذر والخوف من سوء الخاتمة ويجعل في وقته وفكره وبرامجه نصيبا للعناية في هذه المسائل الخفية والأحوال القلبية. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.



انتهى بحمد الله.
منقول عن صيد الفوائد.

منال
03-12-2008, 07:24 PM
جزاكم الله خيرا

"إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك".

أبو مُحمد
03-12-2008, 08:03 PM
وجزاكم الله خيرا