تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة قديمة لكن محتواها لازال حيا



المهاجر7
03-04-2008, 01:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فضيلة الشيخ د:سفر الحـــوالي رئيس الحملة العالمية لمقاومة العدوان
الجزائر بتاريخ: 22 شوال 1427هـ الموافق: 14 نوفمبر 2006م
من أخيكم في الله تعالى علي بن حاج

الموضوع:اعتذار بسبب الممنوعات العشر، وكلمة لابد منها

الحمد لله القائل في كتابه العزيز:"والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" والقائل أيضا تبارك وتعالى:"وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل في الحديث الصحيح: "إنّ بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم حبسهم العذر" وعلى آله وصحبه أجمعين الذين كانوا يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع.

أما بعد: معشر الإخوة والشيوخ الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليكن في منتهى علم الإخوة الأفاضل المجتمعين بمناسبة انعقاد مؤتمر نصرة الشعب العراقي بإسطنبول (تركيا) إنني مازلت ممنوعاً من ممارسة حقوقي السياسية والمدنية والاجتماعية والدعوية ولذلك تعذر عليّ السفر لحضور مؤتمر نصرة الشعب العراقي فلله الأمر من قبل ومن بعد. وقد عز عليّ أن أمنع من السفر للقيام بواجب النصرة للشعب العراقي.
ومن المعلوم شرعاً أن مثل هذا المنع الجائر لا يُسقط عني واجب النصرة للشعب العراقي والفلسطيني وكل شعب مظلوم مقهور يقاوم من أجل استرجاع حقوقه المهضومة أو المغتصبة بقوة الحديد والنار، فالمسلم الحق لا يعدم وسيلة شرعية لنصرة إخوانه إذا حيل بينه وبين حق التعاون والمناصرة بطريقة مباشرة فله القيام بواجب النصح قال تعالى: "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألاّ يجدوا ما ينفقون". ومن وسائل النصرة عند العجز وعدم القدرة الدعاء فقد جاء في الحديث الصحيح: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" والحديث الآخر الصحيح: "من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة". ومنها التحريض الشرعي على مقاومة العدوان بالدعوة والفتوى والخطابة والكتابة فقد جاء عن الخليفة الراشد الرابع الإمام علي رضي الله عنه: "من حرّض أخاه على الجهاد كان له مثل أجره وكان له في كل خطوة في ذلك عبادة سنة". ومن خلال ما تقدم ندرك أن واجب التناصر والنصرة إذا لم يتيسر بطرق مباشرة فللمسلم الحريص على القيام بواجب النصرة سلوك الطرق غير المباشرة وما أكثرها لمن فتح الله تعالى بصيرته وألهمه رشده: "واتقوا الله ويعلمكم الله"،"فاتقوا الله ما استطعتم".

٭ كلمة لابد منها في وجوب النصرة وسؤال يحتاج إلى جواب صريح:

معشر العلماء الأفاضل والإخوة الأعزاء أحببت في هذه العجالة أن أقول كلمة موجزة مختصرة في بيان فريضة النصرة والتناصر من الناحية الشرعية.
مما لا شك فيه أن النصوص الشرعية في وجوب النصرة والتناصر أشهر من أن تذكر ولذلك عدّ العلماء والفقهاء واجب التناصر من المعلوم من الدين بالضرورة وأن الأخوّة الإسلامية الحقة لا يمكن أن تتم إلا بالقيام بواجب النصرة فلا يجوز شرعاً ترك المسلم يكافح وحده الباطل دون إعانة أو نصرة بل ذهب جمهور الفقهاء إلى أن فك الأسير المسلم من يد الكفرة واجب شرعي تأثم الأمة إن لم تقم به لقوله عليه الصلاة والسلام: "فكوا العاني" والفكاك هو التخليص قال ابن بطال: "فكاك الأسير فرض كفاية وبه قال الجمهور وقال ابن راهويه: من بيت المال وروي عن مالك وقال أحمد: يفادى بالرؤوس أو بالمال أو بالمبادلة" قال ابن العربي في أحكام القرآن: "إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين فإن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة بالبدن بألا تبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم كذلك". فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأموال والعدة والعدد والقوة والجلد. وقال الشيخ عليش المالكي في منح الجليل: "وإن احتاج فكه لقتال ففرض كفاية عليهم" ولذلك جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكاك أسرى المسلمين من بيت المال بل قال: "لفك أسير مسلم أحب إليّ من أن أتصدق بجزيرة العرب" فواجب الأنظمة السعي الحثيث لفك أسرى المسلمين في فلسطين والعراق وفي كل أرض سجن فيها مسلم من طرف الكفرة وإلاّ فهم آثمون. آثمون. آثمون. وعلى علماء المسلمين ديار المسلمين نشر هذا الفقه الإسلامي الذي غفلت عنه جماهير المسلمين إلا من رحم ربك وقليل ما هم. وعلى الشعوب بذل الجهد والطاقة في سبيل نصرة المساجين والسعي في فك أسرهم ومطالبة الحكام بذلك وإلا فهم آثمون. آثمون. آثمون.
وإذا كان المسلمون أمة واحدة تجمعهم عقيدة واحدة وشريعة واحدة وإذا كانت كل أرض استوطنها المسلمون وقامت فيها شعائر الإسلام وشرائعه تعتبر دار إسلام فأي أرض منها تعرضت للاعتداء فقد وجب شرعاً الدفاع عنها حتى تتحرر وتعود إلى أصحابها ولذلك نجد أئمة الفقه الإسلامي قديماً وحديثاً يقررون أن الجهاد فرض عين إن هجم العدو على بلد مسلم وذلك على من يقرب من العدو أولاً فإن عجزوا أو تكاسلوا فعلى من يليهم وإلاّ أثموا جميعاً وإن صاموا وصلوا ألم ينص ابن عابدين على أنه إذا سبيت مسلمة بالمشرق وجب على أهل المغرب تخليصها من الأسر، ألم يقل الإمام مالك: "يجب على المسلمين فداء أسراهم وإن استغرق ذلك أموالهم". والأعجب من هذا أن نجد بعض العملاء والحكام الظالمين لأنفسهم وشعوبهم يجرّمون من يقطع الحدود ويتحمل المشاق للجهاد في فلسطين أو العراق فيا معشر العلماء هل يجوز شرعاً سجن الشباب الذي يغامر ليجاهد في أرض فلسطين أو العراق وهل هذا الفعل يعتبر جريمة يعاقب عليها الشرع؟!! وما هو حكم الحاكم الذي يسجن هؤلاء الشباب ويذيقهم صنوف العذاب ويحكم عليهم بأحكام طويلة الأمد؟!!أرجوا من السادة العلماء بيان هذه المسألة لاسيما والأنظمة العربية تعتبر الجهاد إرهاباً ،فلا هي فكت الأسرى ولا هي جاهدت المعتدين من الأمريكان والإنجليز ومن لَفَّ لفَّهم، أفتونا مأجورين يرحمكم الله فقد أوجب عليكم الشرع البيان والصدع بالحق "وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" ما حكم هذه الأنظمة التي لا تجاهد وتمنع الشعوب من الجهاد بل تعاقب المجاهدين إرضاءً لبوش وبلير وطواغيت القرن العشرين؟!!! ألم ينص علماء الإسلام أن واجب النصرة للمسلمين لا يسقطه الحدود ولا السدود،ولماذا الجهادفرض عين عندمااحتل الروس الأفغان ولماذا التخاذل في قضية فلسطين والعراق؟!
معشر الإخوة الفضلاء والعلماء الأجلاء تلك هي كلمتي باختصار واعتصار راجياً من الله تعالى أن يوفق جمعكم لنصرة إخواننا في العراق وفلسطين وسائر بلاد المسلمين كما أتمنى بكل حرقة الإجابة على الأسئلة المطروحة بكل وضوح وصراحة ذلك أن في سجون الجزائر جماعة لا بأس بها من الشباب جريمتهم الوحيدة هي الذهاب إلى العراق للجهاد أو الإعانة عليه بالوسائل المشروعة شرعاً ومن هو الذي ينطبق عليه صفة المجرم أهؤلاء الشباب أم من زجّ بهم في غياهب السجون؟!!واعلموا إخوتي في الله تعالى أنني أدعوا الله تعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم ويرعاكم ويحفظكم ويلهم أخي الفاضل الشيخ سفر الحوالي لكل ما فيه خير الأمة في دينها ودنياها آمين.

أخوكم ومحبكم في الله تعالى
أبو عبد الفتاح
علي بن حاج