بسم الله الرحمن الرحيم

مع ان المديرة قالت لي انه لا يوجد عندهم حالات خاصة و كل شيء طبيعي ، و لكني من الآن استطعت ان اميّز شيئاً غير طبيعي:

هناك فتاة في ذلك الصف، الابتدائي
الجميع يجتنبها، مع انها هي تحاول قدر الامكان ان تنخرط مع الجميع


تلك الطفلة لم أجد فيها علّة،
فمن حيث المظهر هي مرتبة و انيقة و أغراضها من أحسن شيء و كاملة، لا ينقصها شيء،
و هي ذات ابتسامة عريضة لا تفارقها، فليست ذات وجه عبوس أو بائس..
فليس هناك شيء يدعو لاجتنابها او النفور منها من هذه الناحية..

و من حيث الأخلاق اخلاقها عالية و اذا استفزّها أحد زملائها لا تردّ عليهم،
و اذا هي أخطأت مع احد تعتذر ( مثلاً: حين فلتت منها الطابة و اصطدمت بزميلتها بادرت الى الاعتذار منها، مع ان الآخرين لا يعتذون منها اذا حصل شيء مشابه)


لم أجد أي علّة ظاهرة فيها حتى الآن..
بل وجدت العلة بال 20 تلميذ الآخرين

بالنسبة لي هؤلاء كلهم هُم الحالات الخاصة و ليس تلك الفتاة

لماذا يجتنبوها؟
بل لماذا يعاملوها بتلك المعاملة غير اللائقة، من أذى بالكلام و أذى باليد أحياناً .. (رأيت ذلك في الملعب)
تلك الفتاة هي النموذج الصحيح السليم،
و ال20 هم الحالات الخاصة التي ينبغي معالجتها، و تعديل سلوكها .. !

الأكثرية ليست هي دائماً على حق،
ليست الأكثرية هي المثال الذي ينبغي للأقلية أن تحذو حذوه..

بارك الله فيك أختي ..
وأنا اقرأ مباشرة أعددت ردي واستمريت فوجدتكِ قد كتبتيه فعلا.

بالنسبة لي هؤلاء كلهم هُم الحالات الخاصة و ليس تلك الفتاة

أصبح الاصل هو الشاذ وأصبح الشاذ هو الاصل والقاعدة التي على الغير أن يتبعوها.

اختي ام ورقة،
صدقت وبارك الله بك على هذه المعاملة لهذه الطفلة.

لكن انتبهي لأن اهل بيروت عندهم حساسية من كلمة الأكثرية وخاصة لو قلت ان الأكثرية ليست دائماً على حق

اليوم وزعت على الصف ورقة صغيرة لكي يملؤها
و المطلوب يكتبوا التالي:

* إسمي: ___________________

* أحب أن أدعو ___________ و __________ إلى مشوار معي .

* أحب أن يكون __________________ هو قائد الصف.



و المفاجأة المتوقعة، انه لم يقم احد من الصف باختيار اسم تلك الفتاة في أي من الفراغات على ورقاتهم .

و في المقابل الفتاة نفسها ، على ورقتها، لم تكتب اسم أحد من الصف..

بل كتبت اسم معلّمتين من معلماتها، بعد أن سألتني: ممكن أكتب اسم معلماتي؟ قلت : أريدك أن تكتبي اسم أحد من الصف..
و لكنّها ألحّت... و قالت انها لا تجد احد من الصف لتكتب اسمه..

وبالنسبة لـ قائد الصف كتبت : myself نفسها..............

اختارت نفسها .

نعم أوافقها فمن لم يقدر نفسه لن يقدرها غيره.
ولي ملاحظة أختي ...
لا تُظهري معاملتكِ الحسنة والمتميزة لهذه الطفلة لان ذلك سيزيد الطين بلة مع زميلاتها.

لدي اقتراح : لماذا لا تجعلي هذه الطفلة تحد لكِ وتحاولي ارجاعها للمجموعة !!
هي طفلة ولكن حالها حال الكثير من الكبار عندما يعتزلون لانهم لم يعودوا يملكون لغة مشتركة مع من حولهم وغالبا ما يكونوا همالصالحون والاكثرية هي الفاسدة فبدلا من أن يوظفوا صلاحهم للاندماج مع غيرهم نراهم يختاروا العزلة وهذا واقع نعاني منه في الدوائر الحكومية والمراكز العامة فنجد أن الطالح عادة ما يتصيد الفرص و "الصالح" يترفع عن مزاحمته وهذا برأيي خطأ جلب لنا كثيرا مما نعانيه اليوم من ترد على جميع المستويات.

الخلاصة : لماذا لا تحاولي مع الايام أن تؤلفي بين هذه الفتاة وبين بعضا من قريناتها فتبدئين بواحدة تقربينها منها وتزيدين الحلقة حتى تندمج الفتاة قبل أن تكبر بهذا الشعور ويكون من الصعب أن تتعايش .

والتحدي هو أن تندمج دون أن تضيع بينهم وتصبح من "الحالات الخاصة!".

معك حق سأحاول فعل المستطاع مع الوقت.. فأنا حالياً يمكنني ان أكون معهم لفترة محددة فقط
و بعد ذلك سأكتب تقرير و اعطيه للمدرسة و هم اذا شاءوا يمكنهم المتابعة او لا..

و لكن اتمنى من الآن الى ذلك الحين ان استطيع ان افعل شيء.. حتى لا يكون التقرير مجرد عمل نظري

نعم فهمت ...اعتقدت أنكِ مسؤولة عن هذا الصف.
ولكن كما قلتِ أختي ربما تستطيعين من خلال دراستكِ هذه أن تصلي لنتيجة ما .

اختي ام ورقة،
عليك بالنشاطات الجماعية وضعي هذه الفتاة في مجموعة صغيرة من افضل التلامذة في الصف ودعيها تبرهن لهم عن قدرتها ونشاطها.

حاولي ان تصممي النشاط بأن يكون لكل فرد في المجموعة دور في التحضير ودور في التقديم امام الصف. قد لا يكون عندك الوقت الكافي لهذا ولذلك اختاري مجموعتين مثلاً للتقديم امام الصف وتكون مجموعة هذه الفتاة من بينها كي تعرض هذه الفتاة نفسها للصف بطريقتها.

انتبهي ايضاً لناحية ردة الفعل العنيفة لأن الفتاة لم تختر احداً من الصف اصلاً واعتبرت نفسها القائد وفي هذا مؤشر على خلل عندها ايضاً

اختنا الكريمة اغفلت نقطة مهمة وهي عن الفتاة
هل الفتاة من المميزات في الصف هل هي ذكية ومتفوقة في دراستها والاهم هل هي مدللة المعلمات او تحب ان تكون مدللة المعلمات ان كان كذلك فما تواجهه شيء طبيعي يحصل في كل المدارس في كل الفصول
ايضا عليك ان تحددي الفئة العمرية للصف فحل هذه المشكلة عند الصغار تختلف عنها عند الكبار لكن الافضل ان تتحري عن الفتاة ومعرفة سبب كره البقية لها فاجماع الصف على تجنبها له سبب محدد الافضل ان تعرفيه قبل محاولة حل المشكلة

جزاكم الله على اقتراحاتكم.. و سآخذها بعين الاعتبار

و لكن ينبغي ان انبه ان هذه ثالث مرة أراها فقط.. لذلك أعلم ان هناك كثير من الأسئلة التي ينبغي ان اجد لها اجابات هناك، انما ان شاء الله في الايام القادمة سأحاول معرفة تفاصيل اكثر

.... بعد ذلك غابت الفتاة حوالي أسبوع لأنها كانت مريضة ..
ثم بعد ذلك كان عندهم فرصة حوالي 10 أيام...
و بعد ذلك عدت اليهم... و رأيتها من جديد..

قررت أن أتكلم معها لأعرف تفاصيل أكثر

بقيت في الصف بعد أن صار موعد الفرصة،
و هي كانت آخر واحدة تضب أغراضها استعداداً للنزول الى الفرصة

قلت لها: "أريد أن أتحدث معك..."
و انتظرتها في الخارج...

عندما انتهت... خرجت... فاستوقفتها و صرت أطرح عليها أسئلة،
سألتها: كنتِ غائبة قبل العطلة ، لماذا؟ و كم تغيبتِ؟
قالت: مرضت وغبت أسبوع..
قلتُ: و هل أحد من الصف زراك لأنك كنتِ مريضة؟
قال : لا
قلتُ: و هل أحد منهم اتصل على الأقل؟
قال: لا
قلتُ: هل تحبين مرافقة صديقاتك في الصف؟
قال : نعم
قلتُ: و لماذا لا أراكِ معهن في الملعب؟
قال: أحياناً أكون.. و أحيانا لا

قلتُ هل تفضلين واحدة معيّنة أكثر من الأخريات؟
قال: لا ( بل تحب ان ترافق الجميع)

ثم سألتها عن أحب المواد اليها...أكثر شي تحب العلوم و اللغة الانكليزية،
.. و فهمت انها بشكل عام ليس عندها مشكلة عويصة في الدرس.. انما ماشي حالها...


ثم اكتفشت اكتشاف - كان لازم اكتشفه من زمان - انها جديدة على المدرسة و هذه أول سنة لها هنا
فقد يكون هذا سبب... و لكن صارت السنة في آخرها و هي لم تنسجم بعد ، فهذا يعني ان هناك مشكلة
لا يمكن التقليل من شأنها

ثم قلت لها أن ننزل الى الفرصة و تابعت معها الحديث هناك... في الملعب..


الى اللقاء........

جزاك الله خيراً على إهتمامك بها وعليك قبل آخر السنة ان تحفزيها للتعامل مع الآخرين

وبعدين ...

و بعدين...؟

هرب الفار من البسين ..

ظننت أننا نتحدث عن الفتاة ...

"ما في أمل"

اخ فخر
يمكن ببيروت هذا هو الرد الطريف على عبارة وبعدين
نحن في طرابلس عندنا شيء شبيه
مين؟
ابو امين
شو صار؟
انقطش منخارك وطار

ظننت أننا نتحدث عن الفتاة ...

"ما في أمل"

نعم نتحدث عن الفتاة... و لكن لم يأتِ البعدين بعد...... حتى يكون هناك تتمة

السلام عليكم.....
مرّت بي مشكلة مشابهة:فتاة في قمّة اللطف،في صف مجنون.....
كلّ واحدة تظنّ نفسها:" يا أرض اشتدّي ما حدا أدي" (كناية عن الغرور والتكبّر)...
حاولت جاهدة خلط المجموعة ، حتى انني أخرجت حين غابت الفتاة نصحت زميلاتها بحسن معاملتها ومحاولة مشاركتها نشاطاتهم، فتأفّفت المجموعة كلها منها،على اعتبار أنهم يا ما حاولوا.....
المشكلة حقيقة ورغم أنكم ستستغربون كلامي،هي في الفتاة وليست في الصف......
فعلى الرّغم من أنّها مثالية في تصرّفاتها ودروسها ومِشيتها حتى...
إلا أنها رُبّيَت في منزلها على الصمت ،مهما كانت حقوقها مهضومة،لا تدافع عن حق لها ولا تثور ولا تعبّر.....
مشكلة هذه الفتاة إنها إذا ثارت يوماً،ستكون ثورتها كالبركان الّذي إذا ثار دمّر كل ما حوله....
وعلى الرغم أنني _بفضل الله_أخرجتها قليلا جداً من دائرتها،إلا أنّها سرعان ما تكأكأت على نفسها وانطوت حين فارقت زميلاتها......

و عليكم السلام و رحمة الله

جزاكِ الله خيراً أخت نوّار على المشاركة بخبرتك

وإياكم........