تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مفاهيم جهادية



عزام
03-02-2008, 04:51 PM
السلام عليكم اخوتي

دعونا نناقش موضوع الجهاد من خلال كتاب مفاهيم جهادية للدكتور القرضاوي

ما رايكم بهذا المقطع؟

طبعا لكم حرية النقد كاملة...

عزام

مفاهيم جهادية.. بحاجة لتصحيح الدكتور يوسف القرضاوي


شكل الجهاد - قديما- وما زال يشكل إحدى إشكاليات علاقة المسلمين بغيرهم، فالإسلام دين يدعو إلى التوحيد، ويجعل الإقناع سبيله إلى دخول غيره فيه دون إكراه، وهذا ما نطقت به آيات دستوره الحكيم، وهو ما طبقه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدر الأول من الإسلام، وتابعهم في ذلك خلفاء المسلمين من بعدهم؛ وإن لم يخل التاريخ الإسلامي من سوء تطبيق لهذا المصطلح؛ غير أن ذلك لم يكن هو الأساس المعتمد. ولم يكن الجهاد محصورا في دفع عدوان المعتدين، بل بدأ في نشأته من خلال القرآن الكريم متضمنا أنواعا عديدة تكاد تشمل جميع مناحي الحياة، غير أن القتال، بوصفه نوعا من الجهاد، غلب على بقية الأنواع، وأصبح الجهاد يعرف بمعنى القتال؛ مما أثار حفيظة الكثير من غير المسلمين، بل سعوا هم أنفسهم إلى تعميق هذا المفهوم الضيق، كنوع من حربهم لعقيدة الإسلام، واتهامه بالدموية وقتل النفس، مما هو مردود عليه سلفا في الكتاب والسنة المطهرة لكل من يطالعهما. ومن خلال مناقشة مصطلح الجهاد برزت في العصر الحديث إشكاليات عدة، أهمها: طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وما أفرزه الفكر المعوج للجهاد عند بعض المسلمين من تطبيق أساء للإسلام، وأصبح الإسلام المحارَب هو المهاجم الأول للإنسانية، الداعي للفتنة في الأرض، ولعل مما ساهم في هذا عدم التمحيص الدقيق في فهم بعض آيات القرآن، مثل آية السيف، دون النظر لسبب نزولها، أو معرفة الملابسات التي أحاطت بها، وإلباسها ثوبا عاما، كان الواجب في حقه الخصوص. وقد استند البعض إلى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كدلالات على أن الجهاد في الإسلام إرهاب للآمنين، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مارس الإرهاب ضد مخالفيه، وخاصة دولتي الفرس والروم، متناسيين السبب الذي من أجله جاء الفرس والروم إلى جزيرة العرب، تاركين ديارهم، من محاولة للاحتلال، وغير ذلك من تلبيسات الحرب على الإسلام الذي ما قصد إلا الدفاع عن نفسه، ومحاولة إيجاد متنفس لشرح عقيدته، وليس للإكراه في الدخول فيه. وكان من أبرز فقهاء المسلمين الذي وعوا فقه الجهاد على نحو يمثل مدرسة معتمدة في التأصيل لهذا المصطلح، فضيلة الشيخ الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي. وهذه هي المحاور التي تحدث فيها الشيخ حول تصحيح مفاهيم الجهاد..
1- الأصل في علاقة المسلمين بالآخرين السلم أم الحرب؟


هل الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم ممن يخالفهم في العقيدة: السلم أو الحرب؟ بمعنى آخر: هل يجب على المسلمين أن يقاتلوا غير المسلمين، ولو كانوا مسالمين لهم، كافّين أيديهم عنهم، لا يضمرون لهم شرا، ولا يظاهرون عليهم عدوا؟ أو الواجب على المسلمين ألا يقاتلوا إلا من يقاتلهم ويعتدي على حرماتهم: على أنفسهم أو أهليهم أو أموالهم أو أرضهم، أو يقف في وجه دعوتهم ويصد دعاتها، ويعترض طريقهم، ويفتن من دخل في الإسلام باختياره بالأذى والعذاب؟ وقد يعبّر عن هذه القضية بصيغة أخرى، وهي: لماذا يقاتل المسلمون الكفار؟ أهو لمجرد كفرهم؟ أم لعدوانهم على المسلمين بصورة أو بأخرى؟ هذه قضية كبيرة، اختلف فيها العلماء قديما وحديثا، وإن كان مما يؤسف له أن الذي شاع واشتهر لدى الكثيرين أن الإسلام يأمر بمقاتلة كل من يخالفه، سواء أكانوا وثنيين مشركين أم أهل كتاب (يهودا أو نصارى) أم ملاحدة جاحدين أم غيرهم من الغافلين الذين لا يفكرون في أمر الدين إيجابا ولا سلبا، وسواء أسالمه هؤلاء أم حاربوه، فلا بد أن يقاتَلوا حتى يسلموا، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. القضية تستحق من أهل العلم والتحقيق في عصرنا وقفة للتأمل والبحث العميق، ومراجعة النصوص الأصلية، وعدم الاكتفاء بالنقل عن هذا وذاك، لا سيما كتب المتأخرين، وتحتاج إلى رد المتشابهات إلى المحكمات، والظنيات إلى القطعيات، والفروع إلى الأصول، وربط النصوص –خصوصا من القرآن– بعضها ببعض، وربط الظواهر بالمقاصد، وفي ضوء المناقشة والموازنة والتحليل والتأصيل يرجح الرأي الأقرب إلى مجموع نصوص الشرع ومقاصده، والمحقق للمصلحة الحقيقية للأمة الإسلامية الكبرى. وهنا لا بد أن نذكر أن هذا الخلاف إنما هو فيما يسمى بـ"جهاد الطلب" وليس في "جهاد الدفع". والمقصود بجهاد الدفع: جهاد المقاومة والتحرير لأرض الإسلام من الغزاة المحتلين الذين هاجموها واحتلوا جزءا منها مهما تكن مساحته، فهذا النوع من الجهاد لا خلاف في فرضيته على المسلمين، لم ينازع في ذلك عالم في القديم أو الحديث، فالأمة -بجميع مذاهبها ومدارسها وفرقها- مجمعة على وجوب الجهاد بالسلاح وبكل ما تقدر عليه، لطرد العدو المحتل، وتحرير دار الإسلام من رجس هذا العدو، وهذا النوع من الجهاد والمقاومة: متفق على مشروعيته بين أمم الأرض جميعا. أما المقصود بجهاد الطلب، فهو: الجهاد الذي يكون فيه الكفار في أرضهم، والمسلمون هم الذين يغزونهم ويطلبونهم في عقر دارهم، توقيا لخطرهم في المستقبل، أو تأمينا للأمة من شرهم، أو لإزاحة الحواجز أمام شعوبهم، لتبليغها دعوة الإسلام، وإسماعها كلمة الإسلام، أو لمجرد إخضاعها لسلطان الدولة الإسلامية، ولسيادة النظام الإسلامي الذي يحكم الحياة بتشريعاته العادلة وتوجيهاته الفاضلة.
حكم قتال المسالمين
هناك قضية تعد من أهم قضايا الجهاد القتالي في عصرنا، بل لعلها أهمها على الإطلاق، هذه القضية تقتضي منا العكوف على بحثها وتمحيصها، وترجيح الراجح منها، في ضوء النظر الموضوعي إلى الأدلة من محكمات القرآن، ومن صحيح السنة، مع ربط النصوص بعضها ببعض، وربط الجزئيات بالكليات، والفروع بالأصول، والنصوص بالمقاصد، وربط ذلك كله بالواقع المعيش، فالفقه الحقيقي لا يعمل في فراغ بل يعمل في واقع، يجتهد أن يجد لكل مشكلة حلا من الشرع، ولكل داء في المجتمع دواء من صيدلية الإسلام، لا من خارجه.
هذه القضية هي مدى مشروعية قتال من سالمنا ومد يده إلينا بالمصافحة والمصالحة، وألقى إلينا السلم، وكف يده عنا، فلم يقاتلنا في الدين، ولم يخرجنا من ديارنا، ولم يظاهر على إخراجنا. هناك من الفقهاء قديما وحديثا من ذهبوا إلى أن المسلمين مطالبون شرعا بتوسيع أرض الإسلام، كلما أمكنهم ذلك، وأنه يجب عليهم أن يغزوا من يلونهم من غير المسلمين كل سنة مرة على الأقل، إيذانا بقوة الإسلام، وإعلاء لكلمته، لتبقى دائما هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، ولضم الدول الكافرة تحت سلطان النظام الإسلامي، ليروا بأعينهم الإسلام بتشريعاته العادلة وتوجيهاته الفاضلة في حال تطبيقه، فخضوعهم هنا للإسلام شريعة، وليس للإسلام عقيدة، فهذه متروكة لاختيار الناس وإرادتهم ولا إكراه فيها بحال، وفيها جاء قوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (البقرة: 256). وهناك من الفقهاء قديما وحديثا من ذهبوا إلى أن القتال في الإسلام لم يشرع في حق من يسالم المسلمين، ومن لم يقاتلهم في الدين، ولم يخرجهم من ديارهم، ولم يظاهر على إخراجهم، بل كفوا أيديهم عنهم، وألقوا إليهم السلم. فهؤلاء ما جعل الله لهم عليهم سبيلا، بل أمر المسلمين أن يبروهم ويقسطوا إليهم، فإن الله يحب المقسطين. إنما يشرع الإسلام قتال الذين يقاتلونهم، ويعتدون على حرماتهم، أو يفتنونهم في دينهم، ويخرجونهم من ديارهم، ويصدون عن سبيل دعوتهم، ويصادرون حقهم في نشرها بالحجة والبيان، ويشهرون في وجههم السيف، وقد يقتلون دعاتهم، كما حدث بالفعل مع الرومان، ومع الفرس.
وهكذا انقسم أهل العلم والفكر في موضوع الجهاد إلى فريقين:
1ـ فريق دعاة السلم؛ إذ يعتبرونه الأصل في العلاقة مع غير المسلمين، إلا أن يقع اعتداء على المسلمين، أو على دينهم بالفتنة عنه، والصد عن سبيله، أو على المستضعفين في الأرض من المسلمين أو من حلفائهم، ونحو ذلك. وهؤلاء يسمونهم (الدفاعيين)؛ لأنهم يقولون: إن الجهاد شرع دفاعا بالمعنى الذي شرحناه، ولا يبدأ بالهجوم من غير سبب.
2ـ وفريق دعاة الحرب؛ لأنهم يعتبرون الأصل في العلاقة بالكفار هي الحرب، وعلة قتالهم هي الكفر، وليس مجرد العدوان على أهل الإسلام أو على دعوتهم؛ لأن طبيعة الإسلام هي التوسع، وإخضاع الأنظمة الكافرة لسلطان حكمه، وهكذا كانت -في رأيهم- معظم غزوات الرسول، وفتوحات أصحابه. وهؤلاء يسمونهم (الهجوميين)؛ لأنهم لا يقصرون الجهاد على الجانب الدفاعي، كما يقول الآخرون، بل هو حق تسانده قوة، ومصحف يحرسه سيف، ورسالة تدعو العالم إلى ثلاثة أشياء: إما الإسلام، وإما الجزية، وإما القتال.
أنواع مشروعة من جهاد الطلب لا خلاف عليها:
وأود أن أحرر هنا موضع الخلاف بين المعتدلين والمتشددين، أو بين الدفاعيين والهجوميين، كما يسميهم البعض في هذه القضية.
فبعض الهجوميين لم يكن أمينا مع أصحاب الرأي الآخر، فهو يقوّلهم ما لم يقولوا، ويتهمهم بما هم منه براء، فهم يقولون: إن هؤلاء (الدفاعيين) لا يقرون جهاد الطلب بحال من الأحوال، ولا في أي صورة من الصور ولا لأي سبب من الأسباب، ولا يرون الجهاد مشروعا إلا في حالة واحدة، وهي إذا ما اعتُدي على المسلمين في دارهم ووطنهم. هكذا صور رأي الدفاعيين. وأرى أن هذا ليس من الإنصاف مع الخصوم، ولا من الدقة والأمانة في عرض آرائهم، فمن قرأ آراء هؤلاء يجدهم يقرون جهاد الطلب، وغزو العدو في داره، لعدة أسباب، منها:
1. تأمين حرية الدعوة، ومنع الفتنة في الدين، وإزالة الحواجز المادية التي تحول بين جماهير الناس وبين بلوغ دعوة الإسلام إليهم، وعلى هذا كانت فتوح الراشدين والصحابة ومن تبعهم بإحسان، لإزالة القوى الطاغية التي تتحكم في رقاب البشر وضمائرهم، وتقول ما قال فرعون لمن آمن من أبناء شعبه: "آمنتم له قبل أن آذن لكم"؟. وهذا الهدف تجسيد لقوله تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة".
2. تأمين الدولة الإسلامية، وسلامة حدودها، إذا كانت مهددة من قبل أعدائها الذين يتربصون بها ويكيدون لها، وهو ما يسمونه في عصرنا الحاضر: (الحرب الوقائية). وهذه من ضرورات الملك، ومقتضى سنة (التدافع). ومعظم الفتوحات الإسلامية كانت من هذا النوع، بعد أن اصطدمت الدولة الإسلامية -مبكرا- منذ عهد الرسول بالدولتين الكبيرتين في العالم (الفرس والروم)، وبدأ الصراع مع الروم منذ سرية مؤتة، وغزوة تبوك. وبدأ الصراع يدور مع الفرس منذ أن مزق كسرى كتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) إليه، وتوعده بما توعد.
3. إنقاذ المستضعفين من أُسارى المسلمين، أو من أقلياتهم التي تعاني التضييق والاضطهاد والتعذيب من قبل السلطات الظالمة المستكبرة في الأرض بغير الحق، كما قال تعالى: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا" (النساء: 75).
بل إن الدولة الإسلامية إذا استغاث بها هؤلاء المستضعفون المضطهدون، ولو كانوا من غير المسلمين، وكانت تملك القدرة على إنقاذهم مما هم فيه، وجب عليها أن تستجيب لدعوتهم وتغيث لهفتهم إذا طلبوا نجدتها، فإن نصرة المظلوم وإعانة الضعيف وردع الظالم عن ظلمه واجب شرعي، بل هو واجب أخلاقي في كل دين وكل مجتمع يقوم على الفضائل ورعاية القيم العليا، سواء أكان المظلوم مسلما أم غير مسلم.
4. إخلاء جزيرة العرب من الشرك، واعتبارها وطنا حرا خالصا للإسلام وأهله، وبهذا يكون للإسلام معقله الخاص، وحماه الذي لا يشاركه فيه أحد. ولله حكمة في ذلك، وهي أن يكون الحجاز وما حوله من أرض الجزيرة هو الملاذ والمحضن لهذا الدين، الذي يلجأ إليه الإسلام كلما نزلت المحن والشدائد بأطرافه المختلفة. وهذا ما أثبت لنا التاريخ جدواه وأهميته خلال العصور والأزمات التي مر بها تاريخ الأمة. وفي هذا نزلت آيات سورة التوبة في البراءة من المشركين وتأجيلهم أربعة أشهر، يسيحون خلالها في الأرض ثم يختارون لأنفسهم: الإسلام، أو الرحيل من هذه الأرض أو القتال، وهذه الأشهر الأربعة هي التي سميت (حرما) لتحريم قتالهم فيها، ثم قال تعالى: "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتوهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" (التوبة:7)، وشاء الله أن يختار العرب الدخول في الإسلام، قبل أن تمر الأشهر الأربعة، وتصبح الجزيرة خالصة للإسلام، ويصبح العرب عصبة الإسلام، وجنده الأولين، وحملة رسالته إلى العالم. وهذا من فضل الله على العرب، مع ما فضلهم به، فالقرآن نزل بلغتهم، والرسول بعث منهم، والكعبة والمسجد الحرام والمسجد النبوي في أرضهم، وقد أصبحوا هم حراس الإسلام، ومبلغي دعوته إلى العالمين.

مقاوم
03-02-2008, 04:57 PM
إليكم هذا الرابط لإثراء النقاش وأنا متابع
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=18761&highlight=%C7%E1%CF%DD%C7%DA+%C3%D1 %C7%D6%ED+%C7%E1%E3%D3%E1%E3%ED%E4 (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=18761&highlight=%C7%E1%CF%DD%C7%DA+%C3%D1 %C7%D6%ED+%C7%E1%E3%D3%E1%E3%ED%E4)

عزام
03-02-2008, 05:08 PM
شكرا اخي مقاوم على هذا الرابط الذي سنسترشد به ان شاء الله
هذا موضوع طويل وشائك وكتب فيه الكثير
فلنبدأ باسئلة صغيرة من فضلكم.
مثلا هل نحارب الكفار للحرابة او لكفرهم؟
ما آراء العلماء في ذلك؟
وماذا نرجح؟
عزام

هنا الحقيقه
03-02-2008, 05:19 PM
اخي عزام قبل ان نناقش الموضوع جملة وتفصيلا
اود منك ان تشرح وتبين لي بارك الله بك
ما اشكل

قال القرضاوي


وهؤلاء يسمونهم (الدفاعيين)؛ لأنهم يقولون: إن الجهاد شرع دفاعا بالمعنى الذي شرحناه، ولا يبدأ بالهجوم من غير سبب

فمن قرأ آراء هؤلاء يجدهم يقرون جهاد الطلب، وغزو العدو في داره، لعدة أسباب


. تأمين حرية الدعوة، ومنع الفتنة في الدين، وإزالة الحواجز المادية التي تحول بين جماهير الناس وبين بلوغ دعوة الإسلام إليهم، وعلى هذا كانت فتوح الراشدين والصحابة ومن تبعهم بإحسان، لإزالة القوى الطاغية التي تتحكم في رقاب البشر وضمائرهم، وتقول ما قال فرعون لمن آمن من أبناء شعبه: "آمنتم له قبل أن آذن لكم"؟. وهذا الهدف تجسيد لقوله تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة".


فاظن ان النقطة واحد اشارت او جعلت من يسمون انفسهم دفاعيين هجوميين

بهذه النقطة تحديدا فكيف تفسر الاقتباس الاول مع الاخير ؟

عزام
03-02-2008, 05:31 PM
اخي عزام قبل ان نناقش الموضوع جملة وتفصيلا
اود منك ان تشرح وتبين لي بارك الله بك
ما اشكل
فاظن ان النقطة واحد اشارت او جعلت من يسمون انفسهم دفاعيين هجوميين

اظن ان هذا لعب على الالفاظ
1- الا تسمع بان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم؟
2- الا تسمع بالضربات الوقائية التي نادى بها بوش؟
3- الا تسمع ان الجيش الاسرائيلي يسمي نفسه جيش الدفاع الاسرائيلي في حين انه بدأ ستة من اصل سبعة حروب على العرب.
فمن يسمون انفسهم دفاعيين يبيحون الهجوم على انه خير وسيلة للدفاع في احوال معينة. او ربما غيرهم يسميهم بهذا الاسم..

هنا الحقيقه
03-02-2008, 05:54 PM
او ربما قل هو اللعب على الالفاظ من اراد ان يرفع عن الدفاعيين قولهم واتهام الاخر لهم فاراد ان

يضع هذه النقطة بحجة انهم ليسوا من الدفاعيين 100 \100 والا اخبرني بالله عليك ان النقاط ال 4 لو عمل بها الدفاعيين ماذا يبقى ليصبحوا هجوميون الا ان يغيروا اسمهم

ام هو ظهير دفاعي هجومي :)

اعتقد والله اعلم ان الشيخ القرضاوي لم يوفق في شرح هذه النقطة او ابقاها متعمدا لتاول لاوجه عدة والله اعلم


واصل اخي بارك الله بك

الى الان لم يتوضح للنا بعض مفاهيم الجهاد ربما في النص القادم:)

عزام
03-02-2008, 06:02 PM
الى الان لم يتوضح للنا بعض مفاهيم الجهاد ربما في النص القادم:)
صدقت الآن يحرر محور الخلاف بين الفريقين
عزام

تحرير موضع الخلاف بين الفريقين
إذن ما هو موضع الخلاف بين الفريقين: المعتدلين والمتشددين، أو الدفاعيين والهجوميين أو دعاة السلام ودعاة الحرب؟
موضع الخلاف يتحدد في نقطة واحدة، وهي قتال المسالمين من غير المسلمين، الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين، ولم يخرجوهم من ديارهم، ولم يظاهروا على إخراجهم، ولم يظهر في أقوالهم ولا أعمالهم أي سوء يضمرونه للمسلمين، بل كفوا عن المسلمين أيديهم وألسنتهم، وألقوا إليهم السلم، فهل يقاتل هؤلاء أو لا يقاتلون؟
فريق المعتدلين أو دعاة السلام، أو الدفاعيين كما يسمونهم، يقولون: هؤلاء لا يقاتلون، لأنهم لم يفعلوا شيئا يستوجب قتالهم، بل صريح آيات القرآن الكثيرة يمنع من قتالهم، نقرأ من هذه الآيات:
في سورة البقرة: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (الآية: 190)
في نفس السورة: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (الآية: 256)
وفي سورة آل عمران: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" (الآية: 64).
وفي سورة النساء: "فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا" (الآية: 90).
وفي نفس السياق: "فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولائكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا" (النساء: 91).
وفي سورة المائدة في سياق الحديث عن أهل الكتاب: "ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين" (الآية: 13).
وفي سورة الأنفال: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين" (الآيتين: 61 – 62) حتى عند إرادة الخداع يحث القرآن المسلمين على أن يستجيبوا لدعوة السلم.
وفي سورة التوبة، وهي سورة إعلان الحرب على الشرك وأهله الناقضين للعهود، الناكثين للأيمان: "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" (الآية: 6).
وفيها: "إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين" (التوبة: 7).
وفي سورة الحجر: "فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين" (الآية: 94).
وفي سورة النحل: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" (الآية: 125).
وفي نفس السورة: "واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون" (الآية: 127).
وفي سورة الأحقاف: "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم" (الآية: 35).
وفي سورة الممتحنة: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" (الآية: 8).
هذا الآيات كلها وكثير غيرها يستدل بها المعتدلون على أن الإسلام يسالم من يسالمه، ويعادي من يعاديه، ولا يقاتل إلا من قاتله أو صد عن سبيل دعوته، وفتن المؤمنين بها من أجل دينهم. والمتشددون من ذوي الرأي المعاكس، يتخلصون من هذه الآيات بكلمة في غاية السهولة، ولكنها في غاية الخطورة، وهي قولهم: إن هذه الآيات كلها (منسوخة). نسختها آية أو جزء من آية في سورة التوبة، وهي ما أطلق عليه (آية السيف). وهذا ما اضطرنا أن نناقش موضوع آية السيف هذه بتفصيل حتى نضع الأمور في مواضعها، ولا نأخذ الأقوال في المسائل الكبيرة قضايا مسلمة. ويقول هؤلاء الهجوميون: إن الموجب لقتال غير المسلمين -وبعبارة أخرى: قتال الكفار- ليس عدوانهم على المسلمين ولا فتنتهم في دينهم ولا تأمين الحرية لدعوتهم، ولكنه شيء واحد، أو موجب واحد، وهو الكفر، فالكفر سبب كافٍ لوجوب القتال، فإذا وجدت علة أخرى، فهي مؤكدة لا مؤسسة.

هنا الحقيقه
03-02-2008, 06:12 PM
اعطنا الاخرى بارك الله بك
ولا تدعني اقرا من وراءك :)

فقد وصل الفضول اوجه خصوصا

ان في هذا الامر يسترع البحث الجد فيه

فهلا وضعت النص الثالث بارك الله بك

عزام
03-02-2008, 06:28 PM
فهلا وضعت النص الثالث بارك الله بك
حاضر لكن ان تاخرت عن المتابعة معك بعد هذا اكون قد ذهبت الى النوم.. فممكن اتابع في الغد ان شاء الله.
عزام

- من آثار الفكر الهجومي على العالم

وأود أن أذكر هنا -بصراحة- أن لرأي إخواننا من أصحاب (الجهاد الهجومي) –الذي يعلن الحرب على الشرق والغرب، والشمال والجنوب، والأبيض والأسود، والمسالم والمحارب- آثارا عملية خطيرة، تلمس ثمراتها في الواقع، فليس هو مجرد رأي نظري أو فلسفي تجريدي يقول به أصحابه، دون أن ينضح على الواقع الإسلامي والعالمي المعيش.
رفض ميثاق الأمم المتحدة
أول الآثار العملية لهذا الرأي، كما حددتها كتبهم ورسائلهم -مثل رسالة (أهمية الجهاد) للعلياني- هو الرفض والإنكار لميثاق الأمم المتحدة، لأنه يقوم على نظرية غير نظرتهم، وفلسفة غير فلسفتهم، فميثاق الأمم المتحدة مبني على فكرة إمكان التعايش السلمي بين البشر، أو تقليل الصدام بينهم إذا حدث، أو تضييق آثار الحرب إذا وقعت، وهم يرفضون هذه النظرية، ويرفضون بنودها التفصيلية التي انبثقت عنها.
تجريم الانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة
وقد شنع صاحب كتاب (أهمية الجهاد) على من سماهم (أهل الدفاع) لأنهم بقولهم الشنيع -إن الإسلام دين يسالم من سالمه، ويحارب من حاربه– أعطوا للحكومات والدويلات القائمة في البلاد الإسلامية سندا شرعيا –إن كانت في حاجة إلى سند– في أن تختصم إلى ما يسمى بهيئة الأمم المتحدة التي تحرم الحروب إلا في صورة واحدة، هي: صورة رد الاعتداء المسلح[1]، فإن جهاد الابتداء والطلب محرم في شريعة الأمم المتحدة، وهي تدعو إلى أن يعيش الناس عموما على مختلف أديانهم من وثنية ومجوسية وبوذية ويهودية ونصرانية وهندوسية – بل حتى الملاحدة الذين لا يعترفون بوجود الله – في وئام وسلام ومحبة وتعاون. وإذا حصل بينهم نزاع على الحدود الأرضية، فيتحاكمون إلى مجلس الأمن الطاغوتي الذي ما عرف الرجوع إلى ما أنزل الله طرفة عين. لو يعقل أهل الدفاع ما يترتب على قولهم المشئوم، من إسقاط لفريضة الجهاد، ومن تحكيم للكفر، لأعلنوا براءتهم من ذلك القول الخبيث، إن كان فيهم من يحب الله ورسوله، ويعرف حدود ما أمر الله به.
ولننقل الآن ملخصا لأحد القرارات الهامة لهيئة الأمم المتحدة – التي قررت المبادئ للعلاقات الدولية – ليعرف المسلم ماذا يراد بفريضة الجهاد، في عصر ما يسمى بالتنظيم الدولي، الذي هو في الحقيقة تنظيم دولي لهدم الإسلام لا لشيء آخر.
القرار رقم: 6225، الصادر عن الدورة رقم: 25
إن الجمعية العامة... تعلن رسميا المبادئ الآتية:
1. مبدأ امتناع الدول في علاقاتها الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استعمالها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي نحو آخر يتنافى مع مقاصد الأمم المتحدة.
2. مبدأ فض الدول لمنازعاتها الإقليمية بالوسائل السلمية على وجه لا يعرض السلم والأمن الدوليين ولا العدل للخطر.
3. المبدأ الخاص بواجب عدم التدخل في الشئون التي تكون من صميم الولاية القومية لدولة ما وفقا للميثاق.
4. مبدأ تساوي الشعوب في حقوقها، وحقها في تقرير مصيرها بنفسها.
5. مبدأ المساواة في السيادة بين الدول.. وتتضمن المساواة في السيادة العناصر الآتية بوجه خاص:
أـ الدول متساوية من الناحية القانونية.
ب ـ تتمتع كل دولة من الدول بالحقوق الملازمة للسيادة الكاملة.
جـ ـ على كل دولة واجب احترام شخصية الدول الأخرى.
د ـ حرمة السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي للدولة.
هـ ـ لكل دولة الحق في أن تختار وأن تنمي بحرية نظمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وـ وعلى كل دولة واجب تنفيذ التزاماتها الدولية تنفيذا كاملا يحدوه حسن النية والعيش في سلام مع الدول الأخرى[2].
ويقول الشيمي: "وأصدرت الجمعية العمومية في اجتماعها في 24 سبتمبر من عام 1927 قرارا بإجماع الآراء جاء فيه: أنها تسلم بما يربط الجماعة الدولية من تضامن، وتعلن عن عزمها على حماية السلم العام، وتقر فكرة أن الحرب العدوانية لا يصح استخدامها كوسيلة لحسم المنازعات بين الدول، وتعتبر هذه الحرب جريمة دولية، وتطبيقا لذلك قامت بوضع قاعدتين التزمت بهما الدول الأعضاء، هما:
1. إن كل حرب اعتداء محرمة وستظل محرمة.
2. من واجب الدول أن تلجأ إلى جميع الوسائل السلمية لحسم ما بينها من منازعات دولية مهما كانت طبيعتها"[3]. أهـ.
قال العلياني: "ومما لا شك فيه عند الدول المصدقة على هذا الميثاق: أن جهاد الابتداء والطلب (وهو طلب الكفار في عقر دارهم من غير اعتداء منهم وإرغامهم على الإسلام أو الجزية) يعتبر حربا عدوانية يعاقب عليها القانون الدولي، وتعتبر جريمة في نظره، وقد سهلت آراء أهل الدفاع المنحرفة المخالفة للإجماع: انضمام الدول القائمة في البلاد الإسلامية إلى هذه الجمعية التي تحرم ما أوجب الله، فصاروا يتابعونهم على تشريعهم ويتركون ما شرع الله. نعوذ بالله من الضلال والخذلان".[4]
معارضة إلغاء الرق
ومن آثار فقه (الهجوميين) العملية، معارضتهم لاتفاقية (إلغاء الرق من العالم) التي أقرتها الأمم المتحدة، وهي لا تجيز لأحد أن يسترق أحدا، بأي سبب كان. وبهذا يحرمون ما أحل الله تعالى في نظرهم. ومن هنا رد الهجوميون على كل عالم يقول: إن الشريعة لم تستحدث الرق، لكنها استحدثت العتق، وإن الإسلام لو نفذت تعاليمه حقا، لألغى الرق بالتدريج، لأنه سد كل مصادره إلا سببا واحدا، هو الأسر في حرب شرعية، وفتح أبواب التحرير على مصاريعها. لقد فتح العلياني ـ صاحب كتاب أهمية الجهاد ـ النار على الدكتور الزحيلي، واتهمه بأنه يحرف نصوص الشريعة، لكي توافق ما قررته الدول الكافرة، ويظن أنه بذلك صنع إلى الإسلام معروفا، حينما أظهره بمظهر الموافق للحضارة الغربية؛ يقول وهبة الزحيلي: "جاء الإسلام والحالة هذه عند الأمم المجاورة، فلم يتمكن من إلغاء الرقيق في العالم، حتى لا تصطدم دعوته مع مألوف النفوس، ولئلا تضطرب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، فيكثر المجادلون والمعارضون، وينتشر الفقر والعوز في المجتمع، وتتعدد حينئذ جرائم العبيد قبل تحريرهم. ولكن الإسلام الذي يقدر معنى الحرية ولذتها، ويعتبر الأصل في الإنسان هو الحرية، إلا أن من خصائص تشريعه التدرج في الأحكام، فإنه قد أقر مؤقتا واقع الأمر، ولم يمح الرق دفعة واحدة، ومضى في التدرج بالمسلمين؛ فهيأ أسبابا للقضاء على الرق، وحرم سائر مصادره ما عدا رق الأسر بسبب الحرب العادلة لدفع العدوان[5] وحفظ التوازن مع الأمم الأخرى، وما عدا الرق بسبب الوراثة، والشرع لا يبيح أن يُستَرقّ مسلم أصلا. وهكذا قاومت الدعوة المحمدية الرق مقاومة كانت بالتدريج أفعل في تهيئة الضمير البشري للقضاء عليه، من المفاجأة بالتحريم البات. وبما أنه لم يرد نص في الكتاب ولا في السنة على إباحة الرق، وأن الاسترقاق بالوجه الشرعي لا يتأتى منذ زمن، لعدم وجود الحرب الشرعية العادلة، فإن الإسلام لا يتعارض مع إلغاء الرق من العالم اليوم"[6] ويعلق العلياني على هذا النقل من الدكتور الزحيلي قائلاً: فهذا كذب صراح وافتراء على الإسلام فكيف يقول: لا يوجد نص في الكتاب ولا في السنة على إباحة الرق، وكتب العلماء أهل الحديث وغيرهم طافحة بأحكام الرقيق، وأحكام العتق وأحكام أموالهم، والإجماع منعقد على جواز استرقاق الكافر، بل والمسلم الذي أبوه رقيق فهو رقيق، إلا أن يعتق. وهل يظن هذا الكاتب أن المسلمين منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى عام 1842م عندما وقعت اتفاقية دولية تحرم الرق كانوا يعملون غير مباح؟ نعوذ بالله من هذا التحريف المشين، والتهم الباطلة التي توجه إلى خير القرون -رضي الله عنهم." انتهى. ويقول القرضاوي: أعتقد أن الكاتب (د. الزحيلي) يقصد بكلامه: أنه لا يوجد في الكتاب والسنة دعوة إلى الرق وأمْرٌ به، وأن الإسلام ليس هو الذي استحدث ظاهرة الرق، وإنما وجدها سائدة في العالم فتعامل معها بما يلائمها من الأحكام التشريعية والتوجيهات الأخلاقية، وإنما الذي استحدثه الإسلام هو: التوسع في تحرير الرقيق بأسباب شتى، حتى إن الإسلام جعل من مصارف الزكاة الثمانية: مصرفا لتحرير الرق، هو (في الرقاب) وحتى موضوع الرقيق يطرح في كتب الفقه تحت عنوان (كتاب العتق). ونحن نعلم أن القرآن حينما ذكر الموقف من الأسرى في الحرب ، لم يذكر إلا أمرين فقط: المن عليهم بلا مقابل، أو الفداء بأسرى أو بمال، قال تعالى: "حتى إذا أثخنتمموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء" (محمد: 4). قال العلياني: أما قوله (أي الزحيلي): "وإن الاسترقاق بالوجه الشرعي لا يتأتى منذ زمن لعدم وجود الحرب الشرعية العادلة". قال العلياني: فهذا كذب أيضا، فكيف حكم على جهاد المسلمين منذ زمن بأنه ليس حربا شرعية عادلة؟ ألا يعتبر هذا المؤلف حرب المسلمين لإسرائيل شرعية عادلة؟. وقال القرضاوي: وهذه مغالطة من هذا الباحث المتشدد، فالرجل لم يتعرض لحرب إسرائيل، إنما تعرض للحروب الأخيرة حتى اتفاقية إلغاء الرقيق.
فقال الكاتب: وأمثال الزحيلي كثير، من أشهرهم شوقي أبو خليل في كتابه (الإسلام في قفص الاتهام)[7].
معارضة اتفاقية جنيف بشأن الأسرى
وكذلك يعارض هؤلاء (الهجوميون) من دعاة الحرب على العالم: (اتفاقية جنيف) الدولية بشأن (معاملة الأسرى). حيث توجب هذه الاتفاقية: إحسان معاملة الأسرى، وتوفير الظروف الإنسانية المناسبة لهم، من حيث المأكل والمشرب والملبس والمسكن والعلاج عند المرض، وتحرم تعذيبهم أو قتلهم، أو إهدار كرامتهم البشرية، إلى آخره. فقد نصت المعاهدة الموقعة في 12 أغسطس 1949م على أنه لا يجوز قتل المقاتلين الذين يلقون بسلاحهم، ويرضخون للعدو، أو يستسلمون له، ولا يقاومون أخذهم أسرى حرب، وبأن المبالغ النقدية، والأشياء النفيسة التي يحملها الأسير لا تعد من غنائم الحرب؛ إذ تلتزم الدولة الآسرة بردها عند انتهاء حالة الأسير. كما نصت معاهدة جنيف على تحريم الاعتداء على الأسرى، سواء في أشخاصهم، أو شرفهم أو امتهانهم، وكذلك يحرم قتلهم مهما كانت الظروف، أو أخذهم كرهائن، أو عقابهم بلا محاكمة، أو توقيع عقوبة جماعية عليهم، أو وضعهم في السجون، أو في أمكنة غير صحية، أو تعريضهم لأعمال القصاص.[8]
أنكر الشيخ العلياني هذا كله، وأوسع كل من يقر هذه الاتفاقيات الدولية ذما وتجريحا، واعتبره مبدلا للدين، مغيرا لأحكام الشرع؛ لأن الإسلام يجيز قتل الأسير أو استرقاقه، فكيف نغيّر أحكام الله؟ وقد رددنا على هذه الدعاوى والمقولات في حديثنا عن معاملة الإسلام لأسرى الحرب، وبينا أن موقف الإسلام الصحيح يتماشى مع مجمل هذه الاتفاقيات، ويرعى حرمة الأسير وكرامته الإنسانية، ومن قال بجواز قتله فليس على إطلاقه، وكذلك الاسترقاق، فهذا مجرد مباح يمكن تقييده للمصلحة الإسلامية العامة، على أن من السلف ـ بل من الصحابة والتابعين ـ من لم يجز قتل الأسير، فلا إجماع في المسألة.
المتشددون يتبنّون انتشار الإسلام بالسيف
رأينا خصوم الدعوة الإسلامية من المتعصبين من رجال التنصير (التبشير) والاستشراق من اليهود والنصارى يشيعون فرية ما فيها مرية على الإسلام، بأنه انتشر بالسيف والقوة، وأن السيف هو الذي أكره الناس على الدخول في هذا الدين. وقد أبطلنا هذه الفرية بالبراهين الساطعة، ولله الحمد. على أن أعجب ما رأيت وما قرأت: أن أحد بني جلدتي، أي من المسلمين بل من المنتسبين للعلم الشرعي، وممن حصل على درجة (الدكتوراه)[9] في (أهمية الجهاد) يتبنى مقولة انتشار الإسلام بالسيف! ويدافع عنها، ويتهم كل من يشكك فيها أو يرد عليها بأنهم من تلامذة الاستعمار! وهو يسميه انتشار الإسلام بالجهاد، ولا فرق بين كلمة (الجهاد) وكلمة (السيف) في هذا المقام. وقد صب جام غضبه، ووجه جل نباله إلى صدر المستشرق الباحث والمؤرخ المنصف بشهادة الجميع: توماس أرنولد، لرده المقنع الموثق بالأدلة التاريخية على المبشرين والمستشرقين الحاقدين الذين وصموا الإسلام بأنه لم ينتشر إلا بحد السيف! وقد ترجم الكتاب إلى العربية: د. إبراهيم حسين وزميلاه، جزاهم الله خيرا. يقول هذا الباحث في رسالته للدكتوراه المعنونة بـ(أهمية الجهاد): "وقد شكك في تأثير الجهاد في نشر الإسلام في هذه الأزمنة المتأخرة بعض الذين رباهم الاستعمار على عينه، فآثروا حياة الذل والاسترخاء على حياة العز والجهاد، فزعموا أن الدعوة السلمية المجردة عن الجهاد هي سبب انتشار الإسلام سابقا، وهي الطريق الأصلح الآن، بل بلغ بهم الأمر إلى اعتبار أن انتشار الإسلام بالجهاد فرية على الإسلام ينبغي أن تدفع!! وكان أساتذتَهم في هذا العوج الفكري المستشرقون. ومن أشهر هؤلاء المستشرق الخبيث (توماس أرنولد) الذي ألف كتابا بعنوان (الدعوة إلى الإسلام) يهدف منه إلى إماتة الروح الجهادية عند المسلمين. ومن يقرأ كتابه سالف الذكر يرى أنه حريص على تصيد الأخبار الموضوعة والواهية، لكي يبرهن على أن الإسلام لم ينتشر بالجهاد، وإنما انتشر بالدعوة السلمية المتبرئة من كل قوة، وانتشر بالموالاة بين المسلمين والكافرين وبخلط أنظمة الكفر مع أنظمة الإسلام"[10]، ونحو ذلك. وقد قام بترجمة الكتاب المذكور ثلاثة من أبناء المسلمين ذكروا في المقدمة ما يلي: "وأما مؤلف هذا الكتاب –وهو العالم المحقق السير توماس أرنولد- فلا نستطيع أن نقدره قدره!!"[11] قال العلياني مؤلف كتاب (أهمية الجهاد) : قلت: إن قدره - لو يعلم هؤلاء - هو الضرب بالسيف حتى يبرد، إن لم يخضع للإسلام، أو يدفع الجزية!! انتهى[12]. فيا للعار، ويا للغباء!! وأي غباء أعظم من أن يحتضن الإنسان ما يتهمه به عدوه، وما يفتريه عليه، ويحاول أن يسنده ويدلل عليه، ويتحمس له، وأن يعادي من ينصره ويرد على خصومه، ويقول بكل جهل وصفاقة: قدره عندنا أن يضرب بالسيف!!. إن هذا الكاتب وأمثاله يؤذون الإسلام أكثر مما يؤذيه به أعداؤه المجاهرون، ويخدمون أعداء الإسلام من حيث لا يشعرون أكثر مما يخدمهم المبشرون والمنصّرون، فهم يضرون حيث يريدون أن ينفعوا، ويهدمون حيث يريدون أن يبنوا، وقديما قالوا: عدو عاقل خير من صديق أحمق!

هنا الحقيقه
03-02-2008, 06:38 PM
اعرف انك ذاهب الى النوم
ولكن
لما هذا القفز الغير موفق وكانه ترك فراغ عظيم في كلامه

فيقول

قولهم: إن هذه الآيات كلها (منسوخة). نسختها آية أو جزء من آية في سورة التوبة، وهي ما أطلق عليه (آية السيف). وهذا ما اضطرنا أن نناقش موضوع آية السيف هذه بتفصيل حتى نضع الأمور في مواضعها، ولا نأخذ الأقوال في المسائل الكبيرة قضايا مسلمة

يعني كيف يريد ان يناقشها
يناقشها تاصيلا واحكاما وردها بما يماثلها ام يناقشها على واقع الحال
؟!!!!!!

اخي عزام هذه القفزات يمتاز بها القرضاوي وغيره غفر الله لهم
فانهم يجلبون الايات التي تؤيد وجهة نظرهم ثم يجعلوها محكمة
ثم يعرضون الاية التي تخالفهم فيقومون بالاجتهاد امامها ويعرضوها على العقل

للاسف هذا ما اردت ان اصل اليه
فالى الان حسب ما ارى ترك الاية التي تسمى اية السيف و بدا يتكلم عن حقوق الانسان والامم المتحدة وغيرها وسوف نرد او نتناقش على قوله هذا لكن حول مسالة اية السيف يقفز عليها هكذا بدون تفصيل او رد الى الان خاب ظني بحذاقته

عزام
03-02-2008, 06:49 PM
يعني كيف يريد ان يناقشها
يناقشها تاصيلا واحكاما وردها بما يماثلها ام يناقشها على واقع الحال
؟!!!!!!

طارت الناعوسة :)
لا لقد ناقشها باستفاضة تاصيلا واحكاما في بقية البحث .. اصبر اخي الكريم :)
عزام
- الجدل حول آية السيف: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة

من قرأ القرآن مكيَّهُ ومدنيَّهُ ـ مائة وأربع عشرة سورة ـ لاح له بغير خفاء أن القرآن من أوله إلى آخره كتاب دعوة وحوار، خطاب للعقول، وإقامة للحجج، وتفنيد للشبهات، وبيان لحقائق الدين، ورد على أباطيل الخصوم، وإيضاح لآيات الله في الأنفس والآفاق. فهو كتاب هداية وبيان، كما قال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" (الإسراء: 9) ولهذا سماه الله نورا "وأنزلنا إليكم نورا مبينا" (النساء: 174). كما أنه يتعامل مع المخالفين له بسماحة منقطعة النظير، يدعو على بصيرة، ويجادل بالتي هي أحسن، ويدفع بالتي هي أحسن، ويأمر بالصبر على أذى الخصوم، والصفح عنهم، وترك أمرهم إلى الله يحكم بينهم يوم القيامة. كما يدعو إلى الدخول في السلم كافة، والإعراض عمن تولى عن الدخول في الإسلام، ولا يشرع القتال إلا لرد العدوان، وقتال من يقاتل المسلمين، أو يفتنهم عن دينهم، أو يعذب المستضعفين منهم ممن لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، وإذا اضطر المسلمون إلى القتال فعليهم أن يلتزموا بآداب وأخلاق تقفهم عند حدود الله، فلا يقاتلون إلا من يقاتلهم، ولا يقتلون امرأة ولا وليدا ولا شيخا ولا راهبا في صومعته ولا فلاحا يحرث أرضه ولا تاجرا في متجره، ولا يخربون عامرا، ولا يقطعون شجرا، ولا يفسدون في الأرض. هذه التعاليم القرآنية الواضحة التي تدل عليها عشرات الآيات، بل مئاتها، ذهب بعض المفسرين القدامى إلى أنها فقدت فاعليتها، وأن كل هذه الآيات في المصحف! موجودة حسا، معدومة معنىً، أو باقية تلاوة منسوخة حكما‍‍، وبمعنى آخر، إن هذه الآيات ـ التي قدرها بعضهم بـ114 آية، وبعضهم بـ 140 آية، وبعضهم بـ200 آية ـ قد ألغتها وقضت عليها آية واحدة، أو جزء من آية، أطلقوا عليها (آية السيف).
فإذا استشهدت بقوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (البقرة: 256) قيل لك: نسختها آية السيف.
أو بقوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" (النحل: 125) قيل لك: نسختها آية السيف.
أو بقوله عز وجل: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" (الأنفال: 61) قالوا لك: نسختها آية السيف.
أو بقوله تعالى: "فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا" (النساء: 90) قيل: نسختها آية السيف.
أو بقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم" (الممتحنة: 8) قيل: نسختها آية السيف!!
كأنما أصبحت آية السيف نفسها سيفا يقطع رقاب الآيات، ويتركها جثة هامدة لا روح فيها ولا حياة، فهي متلوة لفظا ملغاة معنى. إذ حكم عليها بالإعدام!!
أي آية هي آية السيف؟
والعجب العجاب في هذا الأمر أنهم اختلفوا في تعيين هذه الآية -التي زعموها ناسخة لغيرها- أيّ آية هي من كتاب الله، وإن اتفقوا على أنها آية من سورة التوبة. هل هي آية: "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم.." (التوبة: 5). أو هي آية: "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة" (التوبة: 36). أو هي آية: "انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله" (التوبة: 41). أو هي آية: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" (التوبة: 29).
بحث القضية من جذورها
ولا بد لنا أن نناقش هذه القضية الكبيرة مناقشة علمية هادئة، نؤصلها تأصيلا، ونردها إلى جذورها، وفق أصول الدين، وأصول الفقه، وأصول التفسير، وأصول الحديث، ولا نلقي القول جذافا، أو نتلقى كل ما في الكتب بالقبول، ونعتبرها قضايا مسلمة لا تقبل النقاش.
ومن هنا يجب علينا أن نبحث هنا بحثا عميقا حرا في عدة قضايا أساسية:
القضية الأولى: قضية النسخ في القرآن في ذاتها من حيث المبدأ، وهل هي قضية يقينية قطعية؟ أو هي قضية ظنية محتملة للخلاف؟
القضية الثانية: إذا سلمنا بمبدأ النسخ، وقامت الأدلة على جوازه ووقوعه في كتاب الله، فمتى يلزمنا القول بالنسخ؟ وهل كل ما قيل: إنه منسوخ، يقبل أم أن لذلك شروطا لا بد أن تتوافر؟
القضية الثالثة: إذا سلمنا بمبدأ النسخ، وقبلناه بشروطه، فهل هذه الشروط تنطبق على ما سموه (آية السيف)؟
وهنا يكون لزاما علينا أن نعين آية السيف أي آية هي؟ ثم نبين مناقضتها للآيات الكثيرة الأخرى، التي زعموها منسوخة بها؟ وأنه لا يمكن الجمع بين هذه الآيات وبينها. وأنها نزلت متأخرة عنها.
هذه القضايا الثلاث الكبيرة التي يجب أن تدرس وتبحث وتناقش بجدية وموضوعية في ضوء المسلمات والقواعد العلمية المقررة والمتفق عليها، سنبحثها هنا قضية بعد أخرى.

هنا الحقيقه
03-02-2008, 07:01 PM
يا ويلك اخي عزام ان اعدتها مرة اخرى :)

لا تقتطع النص بارك الله بك حتى لو كان فيه اطالة فالقراءة الطويلة خير من ان يحوك شيء ما في الصدر
فتهلكني في الرجل بارك الله بك

عزام
03-02-2008, 07:05 PM
يا ويلك اخي عزام ان اعدتها مرة اخرى :)

لا تقتطع النص بارك الله بك حتى لو كان فيه اطالة فالقراءة الطويلة خير من ان يحوك شيء ما في الصدر
فتهلكني في الرجل بارك الله بك

حاضر :)
ثم انه استفاض في مناقشة النسخ
هل تريد ان اضع دراسته في النسخ ام هي خارج موضوع النقاش؟
عزام

هنا الحقيقه
03-02-2008, 07:12 PM
انت لك راي ثاقب ان كنت تعلم فيها الفائدة افدني بها وان رايت ان فيها ما يتعلق بهذا الموضوع ويبين ان اية السيف ليست ناسخة لغيرها فلك ان تختار منها فتضع بارك الله بك
وان رايت ان ما يتكلم به لا علاقة له او لا يؤثر باية السيف واننا نستطيع او علماءنا رد عليه وان كلامه خالف اقوال السلف باية السيف
فلا حاجة لذلك بارك الله بك

ومع هذا فانت المقدم وانا اقرا ما تنشر

مقاوم
03-02-2008, 08:28 PM
أخي عزام
جزاك الله خيرا على المتابعة. بحث الشيخ القرضاوي في آية السيف وضعه الأخ بلال كاملا في قسم الوثائق قبل أشهر ولعلي "أنكش" لك الموضوع لنرى النقاش الذي دار حينها فما عدت أذكر.

مقاوم
03-02-2008, 08:39 PM
وجدته:
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=22718

عزام
03-03-2008, 07:46 AM
الرابط الذي وضعه الاخ مقاوم يحتوي على المعلومات التي كنت سأضعها
اخي هنا الحقيقة نحن لا نريد الرد على القرضاوي ولا غيره بل نريد ان نستخلص عدة اسئلة ونجيب عليها مثلا هل نحارب الكافر لكفره ام لحرابته لنا؟
وان كنت وضعت فتاوى القرضاوي فلا مانع غدا من ان نضع فتوى لغيره فالمهم هو السؤال وليس الفتوى.
عزام

هنا الحقيقه
03-03-2008, 03:47 PM
هل نحارب الكافر لكفره ام لحرابته لنا؟
اظن اخي عزام
هذا السؤال لا يحتاج الى القرضاوي انما يحتاج
لقول السلف فيه
ولهذا اعتقد لو وضعنا اقوال السلف في هذا الخصوص لكفتنا

عزام
03-03-2008, 04:07 PM
اظن اخي عزام
هذا السؤال لا يحتاج الى القرضاوي انما يحتاج
لقول السلف فيه
ولهذا اعتقد لو وضعنا اقوال السلف في هذا الخصوص لكفتنا
اخي الحبيب
ربما هذا السؤال لا يحتاج الى عالم معاصر
لكن بقية الاسئلة في بالي تحتاج الى عالم معاصر
اسقاط فتاوى السلف على واقعنا المعاصر يحتاج الى عالم معاصر ولو كان كلام السلف يكفي لما خاض اي عالم معاصر في موضوع الجهاد...
انا اخترت القرضاوي كعالم معاصر ابتداء لكن سنقفز الى غيره ان شاء الله فيما بعد
فلنحاول ان نحسم هذا الجواب اولا
ومن ثم نقفز الى النقاط التي اثارها القرضاوي من امم متحدة واتفاقية جنيف...
ومن ثم ندرس متى يكون الجهاد فرضا على الفرد او الجماعة؟
وهل يحق لجماعة صغيرة ان تعلن الجهاد وحدها؟
وهل المطلوب عند اعلان الجهاد على عدو ما ان يكون هناك امل بالنصر ام نتكل على الملائكة والنصر الآلهي؟ والمهم العمل لا النتيجة؟
واسئلة اخرى كثيرة.
عزام

عزام
03-06-2008, 12:35 PM
اخي الحبيب هنا الحقيقة
آخر مداخلة كانت لي.. اجبني عليها وعلى اي سؤال في داخلها..
عزام

هنا الحقيقه
03-06-2008, 01:14 PM
هل نحارب الكافر لكفره ام لحرابته لنا؟

طيب لنسأل انفسنا اولا
ولنا رسول الله والخلفاء اسوة حسنة
ماذا كانوا يصنعون عندما يفتحون اراض تابعة للروم الفرس

هل كانوا بعد الفتح يعرضون علهم الحزية ام الاجبار على الاسلام
وقبل الفتح هل كانوا يعرضون السيف اولا ام الاسلام ام الجزية
الجواب على هذا السؤال
هو
اولا الاسلام فمن ابى فعليه الجزية ومن ابى فالسيف هو الفيصل اليس كذلك ؟
ام هناك تفصيل اخر ؟

عزام
03-06-2008, 01:58 PM
طيب اخي هنا الحقيقة
ساعدني.. فلنقرأ ما كتب القرضاوي من جديد..
انا ضعت من كلامه.. ماذا يفيدنا ان نعرف ان كان الاسلام هجوميا ام دفاعيا؟
وما الفرق بينهما اصلا ان اكشتفنا انه يسمي جهاد الطلب دفاعا؟؟
وماذا يفيده طرح مسألة القتال للكفر ام للحرابة؟.
الى اين يريد ان يصل؟
نحن في مطلق الاحوال في مرحلة جهاد الدفع... ولا اظن احدا يتكلم اليوم عن جهاد الطلب.. اليس كذلك؟
قد تقول لم وضعت رأيه ان كنت لا توافقه,.. فاقول لك لان الكثرون يتحججون بكلامه فاريد ان اعرف الى اين يريد ان يصل؟
عزام

هنا الحقيقه
03-06-2008, 02:27 PM
اخي الحبيب جزاك الله خيرا لما تبذله

اقول جئتنا بصلب الموضوع
الا وهو انك نعتبر ان المسلمين اليوم في موقع جهاد الدفع
فلما يطرح القرضاوي هذه المفاهيم الى اين يريد ان يصل
اقول باختصار شديد

يريد ان يقزم الجهاد اي ان الفكرة في الجهاد فكرة الدفاع وليس الهجوم وبعدها ينظرون الى ان الجهاد توقف او سقط كما حصل في الازمان الغابرة
وهو محاكاة لاسقاط الايات التي تتكلم عن السيف والجهاد
وايضا كما تعلم فان هناك من يقاتل الغرب على اعتباره جهاد اما القرضاوي لا يعتبره لانه ليس بجهاد دفع فمالنا وامريكا في دارها واوربا وغيرها
حتى لتجدن ان اي مصالحة مع اسرائيل تسقط فريضة الجهاد لان الدفع قد سقط
وامور اخرى سوف نفصل فيها ان شاء الله

عزام
03-06-2008, 02:36 PM
حتى لتجدن ان اي مصالحة مع اسرائيل تسقط فريضة الجهاد لان الدفع قد سقط
وامور اخرى سوف نفصل فيها ان شاء الله
وهنا نسأل هل يجوز ان نتصالح مع اسرائيل صلحا ابديا ام نعقد معها هدنة مؤقتة فحسب؟
عزام

هنا الحقيقه
03-06-2008, 02:38 PM
قطعا لا يجوز

عزام
03-06-2008, 03:04 PM
هل هناك من اعتراض على هذه الشروط؟

عزام



"مفهومات يجب تصحيحها" للمرحوم الشيح عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني

شروط الجهاد في سبيل الله بالقتال

إن الجهاد في سبيل الله بالقتال ليس حركة انفعالية غضبية تستدعيها ظروف طارئة وليس مظهراً من مظاهر ردود الأفعال التي يستدرج العدو بها المسلمين إلى فخ مخفي يكونه قد نصبه بهم ، وليس تعبيراً عن حقد دفين مرغبة بالانتقام وإراقة الدماء ولكنه واجب يقوم به المسلمون وهو كره لهم وهم لا يتمنون بقاء العدو بيد أنهم إذا دعاهم الواجب فلاقوا عدوهم ثبتوا متوكلين على الله ذاكرين له وكانوا ذوي بأس شديد .
وحين لا يجدون أنفسهم قادرين على مواجهة عدوهم للنقص الكبير في عددهم أو عدتهم فإنهم يتورطون و يورطون جماهير المسلمين بالدخول في معركة لا يترجح فيها احتمال النصر على احتمال الهزيمة بسحب ظاهر السببية التي جعلها الله من سننه في كونه مضافاً إليها عطاء القوى المعنوية التي يختص بها المؤمنين دون غيرهم . وقد وضع الله نسبتين عليا ودنيا يترجح معهما النصر للمؤمنين متى توافرت الشروط اللازمة للقتال جهاداً في سبيل الله . أما النسبة العليا فهي أن يكون المؤمنون الصادقين الصابرون بمقدار عشر أعدائهم ، فهم مؤهلون لتحقيق النصر على عدوهم الذي تزيد أعداده على أعدادهم بنسبة عشرة أضعاف . ولكن شروط هذه النسبة العليا قلما تتحقق في مجتمع إسلامي إنها تتطلب أن تكون الجماعة المقاتلة كأمثال النخبة الممتازة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما النسبة الدنيا التي يقبل فيها أضعف الإيمان في مجموعة مقاتلة فهي أن يكون المؤمنون المقاتلون بمقدار نصف أعدائهم في مجموع القوة . وكلما ارتقت نسبة الإيمان والصدق والإخلاص في المقاتلين زادت النسبة المرشحة لتحقيق النصر ، فينتصر المؤمنون المقاتلون على ثلاثة أضعافهم ، فأربعة أضعافهم فأكثر من ذلك إلى عشرة أضعافهم ، وقد ينتصرون وعدوهم من ذلك بفضل من الله ، وفي أحوال نادرة ، ولكن ليس من حق القيادة أن تدفع الجيش الإسلامي المقاتل إلى ورطة لا يترجح معها احتمال النصر ، أو يكون احتمال الهزيمة هو الاحتمال الأغلب في مجرى السنن الربانية . وقد دل على النسبتين العليا والدنيا وأشار إلى ما بينهما قول الله تعالى في سورة الأنفال ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبون ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن فيكم ضعفاً منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين )
ففي أضعف الإيمان يجب على المؤمنين أن لا يترددوا في التصدي لعدوهم إذا كان عدد ضعف عددهم وكانت قواه كذلك ، لأنهم مرشحون في هذه الحالة لاغتنام النصر ولكن عليهم أن يلتزموا بالواجبات والشروط التي أمرهم الله بها قبل القتال وأثناء القتال .
فمن الشروط الواجب توافرها قبل القتال ما يلي :
الشرط الأول : إعداد المستطاع من القوة والاجتهاد في إعدادها حتى تربو على قوة العدو من مال وسلاح ورجال وخبرات وعلوم ومعارف وغير ذلك ، والهدف من إعداد المستطاع من القوة إرهاب عدو الله وعدو المؤمنين وآخرين من دونهم يخفون عداوتهم والله يعلمهم ، وفي التكليف المتضمن هذا الواجب قال الله تعالى في سورة الأنفال :
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) .
الشرط الثاني : اتخاذ مختلف الوسائل السلمية التي يمكن أن تحقق الأهداف دون قتال ولا حرب . قال الله تعالى في سورة الأنفال : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) وقد أمر الله بقبول سياسة السلم مع احتمال أن تكون هذه السياسة من الأعداء خطة من خطط المخادعة التي يمارسونها وفي ذلك يقول الله تعالى عقب الآية السابقة : ( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك ينصره وبالمؤمنين )
الشرط الثالث : أن يكون القتال إعلاء كلمة الله فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قاتل لا تكون غايته إعلاء كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " . فكل قتال لا تكون غايته إعلاء كلمة الله فإنه ليس قتالاً في سبيل الله .
وهذا الشرط يشمل تحديد الباعث على الخروج إلى القتال وإعلان الحرب والمطلب الي يراد تحقيقه في الدنيا . والغاية القصوى المرجوة عند الله . فالباعث هو الإيمان بالله والتصديق برسله ، أما من خرج للقتال في سبيل لضلالات شيطانية إلحادية ، أو في سبيل وثنيات مادية ، أو أوهام قومية أو عنصرية أو طبقية أو نحو ذلك ، فإنه يعرض نفيه إلى تهلكتين : تهلكة الموت أو القرح في الدنيا ، وتهلكة العذاب الأليم في الآخرة . والمطلب المراد تحقيقه في الدنيا هو نشر دين الله وإعلاء كلمته . والغاية القصوى المرجوة عند الله هي نيل رضوانه وبلوغ جنته والظفر بما أعد الله من أجر عظيم للمجاهدين المقاتلين في سبيله ، وأما الظفر في الدنيا فهو أمر أن قضاه الله فتلك حسنى عاجلة أكرم الله بها المؤمنين المجاهدين في سبيله وإن لم يقضه الله لحكمة هو يعلمها فقد حقق المؤمنون غايتهم القصوى ، وهي نيل رضوان الله وجنته والأجر العظيم الذي أعده للمقاتلين في سبيله ولذلك خاطب الله المؤمنين بقوله في سورة النساء : ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً )
ومن الشروط الواجب توافرها أثناء القتال ما يلي :
الشرط الأول : وحدة الغاية ، وذلك بأن تكون غاية المقاتلين واحدة وهي ابتغاء مرضاة الله ، بالعمل لنشر دينه وإعلاء كلمته والحكم بما أنزل لعباده وقد دل على هذا الشرط قول الله تعالى للمؤمنين في سورة التوبة : ( انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) وقول الله تعالى للمؤمنين في سورة الأنفال ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن لله بما يعملون بصير )
الشرط الثاني : وحدة صف المقاتلين وتماسك جماعتهم وذلك لأن تفرق صفوف المقاتلين دون خطة موحدة جامعة مبدد للقوى موهن للعزائم ممكن للعدو من أن يظفر بكل قسم على حدة وقد دل على هذا الشرط قول الله تعالى في سورة الصف : ( إن الله يجب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص )ووحدة الصف لها صور شتى تختلف باختلاف أساليب الحرب ووسائل القتال وهي تخضع لما تقرره غرفة العمليات الحربية المشرفة على توجيه الجيش المقاتل .
الشرط الثالث : الاعتماد على الله في تحقيق النصر وعدم الاغترار بالنفس وهذا الشرط مهم جداً لإحراز النصر لأن الاعتماد على الله مع ملاحظة أوامره بوجوب بذل قصارى الجهد لنيل تأييده ونصره من شأنه أن يضاعف القوة ويزيد من إمكانات القتال لدى حملة رسالة الجهاد في سبيل الله أما الاغترار بالنفس فإنه يفضي إلى الاستهانة بقوة العدو ومع الاستهانة يحصل التهاون والتباطؤ والتواكل وهذه من أبرز عوامل الخذلان ومسبباته وقد دل على هذا الشرط من القرآن قول الله تعالى في سورة الأنفال ( وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم )
وقول الله تعالى في سورة التوبة : ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين )
الشرط الرابع: شدة البأس في القتال وذلك لأن شدة البأس تجعل قلوب الأعداء فريسة الخوف والهلع ومتى وجد الخوف سبيله إلى القلوب سالكاً انهارت قوى الهجوم ، ثم تنهار من ورائها قوى الدفاع والمقاومة والصمود ، ويفضل المقاتل حينئذ الفرار أو الاستسلام وقد دل على هذا الشرط قول الله تعالى في صورة الأنفال : ( فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون ) إن قوله تعالى ( فشرد بهم من خلفهم ) يدل على الإلزام بإيقاع البأس الشديد في العدو المقاتل حتى تنخلع قلوب الذين من خلفه ذعراً ، فيشردوا ويفروا من وجوه المقاتلين من المسلمين ، طلباً للسلامة وإيثاراً للعافية ومخافة أن يقع بهم مثل هذا البلاء العظيم ويفهم من هذا : التوجيه لسياسة السلم الإرهابي أي : القائم على خوف العدو من مواجهة المسلمين فيؤثرون السلامة فيتحقق السلم
الشرط الخامس : الثبات والمصابرة وعدم تولية الإدبار مع الاعتصام بالإكثار من ذكر الله تعالى وذلك لأن من طبيعة الثبات والمصابرة أن يفلأ حد العدو المقاتل ويسقياه كؤوس اليأس من الظفر وبذلك تنهار قوته فيفر أو يستسلم . ويساعد على الثبات والمصابرة الاشتغال بذكر الله والأمل بمده المادي والمعنوي ويدل على هذا الشرط قول الله تعالى في سورة الأنفال : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير).
الشرط السادس : طاعة القيادة وعدم التنازع في الأمر وذلك لأن فقد الطاعة يجعل القيادة غير قادرة على استعمال القوى في مواجهة العدو ، فتجمد القوى أو تتصارع فيما بينها أو تستعمل في غير صالح المعركة ، وذلك باختلاف وجهات النظر في القتال يؤدي إلى هذه النتائج نفسها التي تسبب الفشل ، وليس من شأنه حملة رسالة الجهاد في سبيل الله العصيان والتنازع وقد دل على هذا الشرط قول الله تعالى خطاباً للمؤمنين في سورة الأنفال : ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) . وقول الله تعالى في سورة آل عمران : ( ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذ فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين ) .
وبتحقيق هذه الشروط يستطيع حملة رسالة الجهاد في سبيل الله أن يظفروا دائماً بالنصر على أعداء الإسلام ، لأن الله قد وعدهم بذلك، والله لا يخلف الميعاد وحين لا يتحقق لهم النصر فلا بد أن يكونوا قد أخلوا ببعض الشروط ولم يلتزموا ما فرض الله عليهم وعليهم في مثل هذه الحالة أن يراجعوا حساب أنفسهم وأعمالهم ومدى تطبيقهم لمنهج الله ، فحكمة الله غير متهمة ، ولا يمنح الله تأييده ونصره على خلاف السنن العامة التي تخضع لنظام الأسباب والمسببات الكونية إلا تحقيقاً لوعده ، ومعونة للذين يستحقون هذه المعونة بما في قلوبهم من إيمان وصدق وغيره على دين الله ورغبة بإعلاء كلمته وبما في اعمالهم من طاعة واستقامة على صراط الله المستقيم .
ومقالة الذين يقولون : " نحن أفضل بإسلامنا من أعدائنا رغم معاصينا ومخالفاتنا الكثيرة فلم لا ينصرنا الله عليهم؟ مقالة ساقطة غير صحيحة لأن عطاء النصر لم يتكفل الله به إلا للذين يحققون في أنفسهم الشروط التي ألزموا بها لاستحقاق تنفيذ الوعد بالنصر. فمن أخل بها وكله الله لنفسه ولأسبابه الكونية حتى يتعظ ويراجع حسابه ويعود إلى الاستقامة على منهج الله . إن النصر على خلاف السنن المعتادة لا تراعي فيه الأفضليات النسبية بل تراعي فيه الاستقامة المستطاعة على منهج الله وبذلك قضت حكمة الله .
إن المسلمين ورسول الله قائد معركتهم مع عدوهم لما أخلوا ببعض الشروط ، حول الله رياح النصر عنهم في معركة أحد وفي معركة حنين وأبان لهم في القرآن سبب ذلك .
ومن سنن الله أن المسلمين إذا أسرفوا في معاصيهم لربهم سلط الله عليهم بعض أعدائهم من الكفرة لتأديبهم وتربيتهم ، وليتعظوا ويراجعوا دينهم ، فإذا تابوا إلى بارئهم واستقاموا وغيروا ما بأنفسهم تاب الله عليهم وعادت عوائد مدده وتأييده ونصره إليهم ، وليس هذا التسليط تفضيلاً من الله لهؤلاء الذين سلطهم على المسلمين ، إنما هو بمثابة تسليط الحشرات على بني آدم ، مع أن الله قد كرم بني آدم وجعلهم في أحسن تقويم ولكن طبيعة العقاب والتأديب قد تستخدم فيها وسائل ليس لها قيمة في ذاتها ، إن العصا التي تضرب بها ولدك لتأديبه ليست أكرم أو أفضل عندك من ولدك . فما على المسلمين أمام الأحداث الجاثمة على صدورهم ، والنكبات المتواليات عليهم إلا أن يفهموا حكمة الله فيما تجري به مقاديره ويتعظوا بها .

هنا الحقيقه
03-06-2008, 03:15 PM
الشرط الأول : إعداد المستطاع من القوة والاجتهاد في إعدادها حتى تربو على قوة العدو من مال وسلاح ورجال وخبرات وعلوم ومعارف وغير ذلك ، والهدف من إعداد المستطاع من القوة إرهاب عدو الله وعدو المؤمنين وآخرين من دونهم يخفون عداوتهم والله يعلمهم ، وفي التكليف المتضمن هذا الواجب قال الله تعالى في سورة الأنفال :
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) .
اختلف مع هذا الكلام فالاعداد على قدر الاستطاعه وليس حتى يربو الى قوة الاعداء فالله لا يكلف نفسا الا وسعها وبما ان الجهاد واجب فعلى المسلم يعد العده على قدر استطاعته ويقول ربي هذا الذي قدرت عليه فارني نصرك الذي وعدت ثم ان اغلب ان لم تكن كل حروب المسلمين كانت قلة عدد وعده لكن هذا الذي استطاعو عليه فنصرهم الله


الشرط الثالث : أن يكون القتال إعلاء كلمة الله فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قاتل لا تكون غايته إعلاء كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " . فكل قتال لا تكون غايته إعلاء كلمة الله فإنه ليس قتالاً في سبيل الله .
وهذا الشرط يشمل تحديد الباعث على الخروج إلى القتال وإعلان الحرب والمطلب الي يراد تحقيقه في الدنيا . والغاية القصوى المرجوة عند الله . فالباعث هو الإيمان بالله والتصديق برسله ، أما من خرج للقتال في سبيل لضلالات شيطانية إلحادية ، أو في سبيل وثنيات مادية ، أو أوهام قومية أو عنصرية أو طبقية أو نحو ذلك ، فإنه يعرض نفيه إلى تهلكتين : تهلكة الموت أو القرح في الدنيا ، وتهلكة العذاب الأليم في الآخرة . والمطلب المراد تحقيقه في الدنيا هو نشر دين الله وإعلاء كلمته . والغاية القصوى المرجوة عند الله هي نيل رضوانه وبلوغ جنته والظفر بما أعد الله من أجر عظيم للمجاهدين المقاتلين في سبيله ، وأما الظفر في الدنيا فهو أمر أن قضاه الله فتلك حسنى عاجلة أكرم الله بها المؤمنين المجاهدين في سبيله وإن لم يقضه الله لحكمة هو يعلمها فقد حقق المؤمنون غايتهم القصوى ، وهي نيل رضوان الله وجنته والأجر العظيم الذي أعده للمقاتلين في سبيله ولذلك خاطب الله المؤمنين بقوله في سورة النساء : ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً )

هذا ايضا فيه كلام وسوف ااتي اليه فيما بعد

عزام
03-06-2008, 03:33 PM
اختلف مع هذا الكلام فالاعداد على قدر الاستطاعه وليس حتى يربو الى قوة الاعداء فالله لا يكلف نفسا الا وسعها وبما ان الجهاد واجب فعلى المسلم يعد العده على قدر استطاعته ويقول ربي هذا الذي قدرت عليه فارني نصرك الذي وعدت ثم ان اغلب ان لم تكن كل حروب المسلمين كانت قلة عدد وعده لكن هذا الذي استطاعو عليه فنصرهم الله

الكلام الذي اعترضت عليه يقوله على وجه الاستحباب
لكن هو له تفصيل في مسألة الاعداد تقرأه فيما يلي
اعتقد اني سارتاح اليوم من وضع مواضيع جديدة كي اسمح للقراء ان يتابعوا معنا..
غدا ان شاء الله نتابع حواراتنا الشيقة.
جزاك الله خيرا
عزام
الإعداد

فالسبق الحالي للأعداء ليس من شأنه أن يقعد المؤمنين أصحاب الهمم أو يعجزهم ، إن الزمن طويل والمعركة مستمرة ، ومع الصبر والتريث والإعداد بدأب تتقلب موازين القوى فيكون السبق للمؤمنين وعندئذ يظهر أن الكافرين لا يعجزون. إن السابق الآن باسلحته وأعتدته ليس من المستبعد أن يصير مسبوقاً بعد حين ، وإن المسبوق الآن ليس من المستبعد أن يصير سابقاً بعد حين. ولكن الشرط في ذلك هو الإعداد المستمر بداب لتحقيق السبق المرهب . هذه المعاني دلت على الجملة الحالية :
( ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) .
ومعلوم في اللغة العربية أن الحال وصف لصاحبها قيد لعاملها أي : أعدوا إعداداً يبلغ غلى مستوى الإرهاب المذكور به وتكونون مرهبين فعلاً . ولبيان أن إعداد القوة لا يتم إلا بالإنفاق المالي قال الله عز وجل في آية الإعداد نفسها :
( وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) .
ولئلا يتوهم المؤمنون توهماً باطلاً يرون فيه أن إعداد المستطاع من القوة الذين يتحقق به نصر المؤمنين على الكافرين بوعد من الله جازم، يكفي فيه أن آية ثلة مؤمنة تعد مستطاعها من القوة وتواجه الذين كفروا مهما كانت أعدادهم وقواهم ، فإن الله ينصرهم عليهم لا محالة ، أنزل الله في سورة ( الأنفال ) نفسها ، بعد آيتي الأمر بالإعداد بياناً لنسب التكافؤ بين المؤمنين والكافرين ، حتى يتحقق الانتصار الموعود به ، ملاحظاً في هذه النسب مقادير القوة المعنوية لدى المؤمنين ومقدار المعونة الربانية لهم التي جرت بها سنته المعتادة دون إدخال الخوارق والمعجزات الغيبية في ذلك .
إن هذه النسبة تتراوح بين مقدارين أعلى وأدنى :
المقدار الأعلى : أن تكون أسباب الكافرين المادية عشرة أضعاف أسباب المؤمنين. فحين يكون جيش المؤمنين من النخبة المؤمنة الصفوة أمثال العشرة المبشرين بالجنة فالعشرون الصابرون منهم يغلبون مئتين بإذن الله وهذا وعد من الله ، والله لا يخلف الميعاد وقد ينصرهم الله على أكثر من هذه النسبة لكنه ليس وعداً متحتم الوقوع ، فقد يحدث في بعض الأحوال إنقاذاً لجنود الدعوة الأوائل الذين لا رديف لهم أو لحكمة أخرى يعلمها الله .
المقدار الأدنى: وحين يكون جيش المؤمنين أخلاطاً ، فيه الصفوة وفيه آخرون كثيرون من مستويات إيمانية مختلفة ، فالمئة الصابرة يغلبون مئتين والألف الصابرون يغلبون ألفين من الذين كفروا بإذن الله ، هذا وعد من الله ، والله لا يخلف الميعاد ، أما إذا ما زاد على الضعف والحالة هذه فلم يقترن بالوعد والنصر ، فإن حصل فهو فضل من الله ، ولكن القيادة الإسلامية قد لا يسمح لها بأن تتورط بمواجهة عسكرية تتضاءل فيها احتمالات النصر ولا تتحقق فيها للإسلام أو للمسلمين مكاسب معتبرة والحالة كذلك .
وبين النسبتين العليا والدنيا تأتي درجات على مقدار إزدياد نسبة أصحاب الوزن الإيماني الثقيل في جيش المسلمين .
وللقيادة الإسلامية أن تحدد هذه الدرجة بالنظر إلى خبرتها بأفراد جيشها .
وفي بيان النسبتين العليا والدنيا قال الله تعالى في سورة الأنفال : ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا الفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم الف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ) .
لقد نزلت الاية الأولى من هذا النص ثم بعد مدة غير طويلة نزلت الآية الثانية منه ، إشعاراً أن المجتمع الإسلامي يندر أن يكون كله صفوة يعادل الواحد منه عشرة أمثاله ، ولكن لا يصح أن تنزل واقعيته مهما نزلت عن مستوى مكافأة جيش المسلمين لضعفهم .
ويدل قوله تعالى : ( الآن خفف الله عنكم ) عبى أن المسلمين يجب عليهم أن يصبروا لضعف قوتهم العسكرية وأن الله سينصرهم إذا صدقوا وصبروا . لكن ليس من حقهم أن يتورطوا في مواجهة أضعافهم وحالتهم كذلك ، ثم يطالبوا الله بتحقيق النصر لهم ، فإذا لم ينصرهم عتبوا على ربهم أو شكوا في حكمته . هذه هي سنة الله التي ليس من حق المؤمنين أن يعاندوها .

هنا الحقيقه
03-09-2008, 10:24 PM
ربما لو تتبعنا غزوات رسول الله صلى الله عليه وعلى اله صحبه وسلم
سوف نعلم كم كان عدد العدو
وهل فعلا ينطبق على ما قاله الكاتب ان هناك اختلاف
فما رايك اخي عزام
نعمل احصائية انا وانت نسبه وتناسب في جميع الغزوات والحروب فربما نصل لنتيجة

عزام
03-10-2008, 06:02 AM
ربما لو تتبعنا غزوات رسول الله صلى الله عليه وعلى اله صحبه وسلم
سوف نعلم كم كان عدد العدو
وهل فعلا ينطبق على ما قاله الكاتب ان هناك اختلاف
فما رايك اخي عزام
نعمل احصائية انا وانت نسبه وتناسب في جميع الغزوات والحروب فربما نصل لنتيجة
نعم لم لا؟
لكن هل تظن انها ستتعدى نسبة العشرة الى واحد؟
في غزوة بدر مثلا كانت 3 الى واحد تقريبا.
عزام

هنا الحقيقه
03-20-2008, 07:26 PM
لا تنسى العدة اخي بارك الله بك
فهل يشمل العدد باستثناء العدة ام شملت العدة مع العدد
يعني اقصد
الان اذا كان المجاهد صادق في جهاده وتم اعداده ايمانيا وعقائديا وكان عدد جنود الاعداء ضعفي او ثلاثة اضعاف المجاهدين فهل سوف ينتصر المجاهدون بعدتهم هذه والعدو يملك الاسلحة المتطورة والفتاكة من نووي وجرثومي وكيمياوي وغيرها من تقنيات متطورة جدا فيقاتلون المجاهدين من الجو والبحر حيث يرون المجاهدين ولا يرى المجاهدون اعدائهم ؟
وكيف سوف ينتصر المجاهدين على عدو يملك هذه الاسلحة ؟

عزام
03-20-2008, 07:40 PM
لا تنسى العدة اخي بارك الله بك
فهل يشمل العدد باستثناء العدة ام شملت العدة مع العدد
يعني اقصد
الان اذا كان المجاهد صادق في جهاده وتم اعداده ايمانيا وعقائديا وكان عدد جنود الاعداء ضعفي او ثلاثة اضعاف المجاهدين فهل سوف ينتصر المجاهدون بعدتهم هذه والعدو يملك الاسلحة المتطورة والفتاكة من نووي وجرثومي وكيمياوي وغيرها من تقنيات متطورة جدا فيقاتلون المجاهدين من الجو والبحر حيث يرون المجاهدين ولا يرى المجاهدون اعدائهم ؟
وكيف سوف ينتصر المجاهدين على عدو يملك هذه الاسلحة ؟
شِفت هلق ليش محتار انا بالموضوع؟
كيف نسقط هذه الآيات على عصرنا هذا حيث لم يعد للفرد قيمة في الحروب.

هنا الحقيقه
03-20-2008, 07:50 PM
احسنت وبارك الله بك هذال ما كنت اريد ان اصل اليه والظاهر انت ايضا تريد ان تصل اليه :)
المهم ليكون هذا موضوعنا

لاني الحقيقة لا اعتقد ان نصر الله ياتي الا بعدما يبذل المسلم كل جهده ويقول متى نصر الله طبعا الله يفعل ما يشاء وةلكن القاعدة هذه ايضا موجوده في القرءان
وربما لا يحتاج ان اوردها لانك اتعلم مني بها
على العموم
اقول ان نصر الله ياتي اذا ما بذل المجاهد اقصى ما يستطيع فالكثرة والعدد في ذلك الوقت هو الحاسم مع العدة المعروفه اما الان
فالعدد ليس هو المعيار فلو جمعنا مليون مجاهد اما رجل من الاعاداء يملك بيده قنبلة نووية لما استطاع المليون فعل شيء
اذن فان نصر الله ياتي مع الصبر ومع الاعداء بقدر الاتطاعة ولا يحتسب بنسبة العدد والعدة
وسوف نقوم انا وانت بتاصيل كلامنا مستنيرين من كتاب الهل وسنته رسوله وايضا نستفاد من ما كتب الكاتب واستشهاداته
فما هو رايك في قولي الاول
وفي تاصيل كلامنا وتنظيمه بطريقة مثمرة وان اخذ منا وقت او ايام فليس الشرط ان يكون كلامنا بشكل يومي فعند كل فراغ يضع احدنا ما يفيد فيكون التعاون بيننا على سبيل وضع مقال جامع بقدر المستطاع وليس حوار بين نقيضين او طرفين او فكرين مختلفين

عزام
03-20-2008, 08:15 PM
بارك الله فيك موافقون ان شاء الله
وكما اعتمدنا مع الشيخ طرابلسي في حوار آخر
سؤال واحد في كل مداخلة
ومحاولة الاجابة عليه
"يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
1- كيف ننصر الله؟
2- ما هو النصر الذي وعدنا به؟
3- هل من شروط النصر ان يكون آنيا.
يعين باختصار حاول ان تبحث معي عن تطبيقات هذه الآية في زمننا المعاصر.
هل هي في المعركة ام في الحرب ام في الصراع ام في الحياة كلها؟
عزام

هنا الحقيقه
03-22-2008, 04:14 PM
"يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "


ليكن هذا السؤال الاول
1- كيف ننصر الله ؟

عزام
03-23-2008, 05:34 AM
ليكن هذا السؤال الاول
1- كيف ننصر الله ؟
يحاول الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ان يجيب على هذا السؤال
عزام
يقع بعض المتصدين للدعوة إلى الله والجهاد في سبيله في أخطاء شنيعة بسبب جهلهم الذي لا يعذرون به، فيرد الله عليهم أعمالهم ولا يعطيهم النتائج التي يرجونها، لأنهم غير معذورين بجهلهم. إذ العلم بالنسبة إليهم مما يمكنهم الوصول إليه، ولا يشفع لهم إخلاصهم بالله عز وجل لأن الله لا يجامل أحداً على حساب سننه وشرائعه وأحكام دينه. إن العابد بنحو الصلاة أو الصوم أو الحج من العبادات التي هي بين العبد وربه لا يعذر في مخالفته فيما لا تصح العبادة إلا به . أفيكون العابد بالدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله وهما من الأمور العامة الجماعية أحق بان يعذر في مخالفته فيما يجب أن تكون عليه الدعوة وفيما يجب أن يكون عليه الجهاد في سبيل الله .
إن المتعبد الجاهل الذي يسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى " فيقول : إن المهم في العبادة صحة النية وإخلاص العمل لله عز وجل، ثم لا يتقيد بشروط العبادة وأركانها وواجباتها، فيصلي مثلاً دون طهارة مخالفاً أمر الشارع، أو دون ستر العورة أو إلى غير القبلة، أو قبل دخول الوقت أو نحو ذلك، ثم يزعم أن عبادته لا بد أن تكون مقبولة عند الله، لأنه أخلص العبادة له، ونوى نية صالحة. هذا المتعبد الجاهل يشبهه تماماً في جهله وعدم التزامه بما شرع الله المتحمس لنصرة دين الله ، والمندفع للجهاد في سبيله ، إذ يسمع قول الله عز وجل : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) فيقول : إن الشرط الوحيد لتحقيق النصر على أعداء الدين هو أن يكون المجاهدون صادقين في نصرة دين الله ، مهما كانت قوتهم عدة وعدداً في مواجهة أعدائهم الذين قد يبلغون ألف ضعف أو أكثر بالنسبة إلى هؤلاء المجاهدين ويستشهد بقول الله عز وجل : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) فيندفع مع فئة من المؤمنين بفكرته اندفاعاً أهوج أرعن ، زاعماً أن العشرات المندفعيه معه كافين لتحقيق النصر على الألوف المؤلفة من جيش العدو .
أفعبادة الجهاد في سبيل الله ذات الشروط السببية الخاضعة لقوانين الأسباب والمسببات الكونية والتي يجري التعامل فيها مع هذه القوانين، أهون عند الله من عبادة مثلاً ذات الشروط والأركان والأعمال الدينية التي يتعامل العابد فيها مع ربه مباشرة دون وساطة قوانين الأسباب والمسببات الكونية القدرية ؟.
إن لعبادة الجهاد في سبيل الله شروطاً واركاناً وأعمالاً وواجبات لا بد من استيفائها كلها لتحقيق النصر المطلوب مع الشرط القلبي الذي بينه الله عز وجل بقوله : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وهذا الشرط هو بمثابة صحة النية في العبادة فمن استوفى كل شروط العبادة وأركانها ولم تصح نيته لم تصح عبادته، لكنه وحده شرط لازم غير كاف لتحقيق النتيجة المعلقة عليه، وموضع تحقيق هذا الشرط إنما يكون بعد استيفاء المقاتلين الشروط اللازمة للجهاد في سبيل الله ومع تحقيق جميع الأركان الواجبة فيه والابتعاد عن كل المفسدات التي تفسده .
ففي معركة أحد بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان هذا الشرط متحققاً لدى المؤمنين المقاتلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك حلّت الهزيمة في صفوف المسلمين ولم تكن هزيمتهم بسبب عدم شرط ابتغاء نصرة الله عز وجل ، وإنما كانت بسبب أن فئة الرماة قد عصوا قائدهم الرسول صلى الله عليه وسلم. فظهر ان الإخلال بواجب طاعة القائد كاف لحلول الهزيمة ولو كان المقاتلون إنما يقاتلون لنصرة الله وإعلاء كلمته . إن فقه الجهاد في سبيل الله يهدي العالم الفقيه إلى أن الجهاد في سبيل الله له شروط لا بد من تحقيقها عند القيام به، وله اركان وواجبات لا بد من تحقيقها عند القيام به، والركن القلبي هو بمثابة النية في نحو عبادة الصلاة أو الصوم، هو أن يكون الجهاد ابتغاء نصرة الله وإعلاء كلمته لا ابتغاء دنيا أو مجد يصيبه المجاهد ، أو غير ذلك مما يجعل العمل غير خالص لله عز وجل ، وهذا الركن هو الذي دل عليه قول الله عز وجل (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
ويتوهم عوام المسلمين وعوام جنود الدعوة والجهاد في سبيل الله أن النصر الذي وعد الله به المؤمنين يقتصر على النصر المادي والعسكري مع أن هذا النصر في مفاهيم كتاب الله هو أحد وجوه النصر الذي يقضي الله به للمؤمنين فيمنحهم إياه ويقر به عيونهم ويشفي به صدورهم إذا قضت حكمته العظيمة بذلك . لكن وجوه النصر لا تقتصر على هذا النوع فقد يكون النصر بغلبة فكرة الحق التي يحملها أولياء الله ويدعون إليها على فكرة الباطل التي يحملها أعداء الله وينصرونها ، وهذه الغلبة بكون بشعور الجماهير من أتباع أئمة الضلال بأنها على حق وبأن ما عليه أئمتهم باطل ولو انتصر جنود أعداء الله على جنود أولياء الله انتصاراً ماديا جسدياً ولو ذهب فيه عدد كبير من دعاة الحق وجنوده شهداء في سبيل الله . ولتصحيح مفاهيم كثير من العاملين والعاملات في ميادين الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله حول التوكل على الله واتخاذ الأسباب وحركية الجهاد ووجوه النصر وعدو الاعتماد على الخوارق والمعجزات كتبت فصول هذا الكتاب فهما من كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته .

عزام
04-08-2008, 04:12 PM
حادي عشر: قوانين النصر والهزيمة من سورة الأنفال، وآل عمران:
تحدثت سورة الأنفال عن غزوة بدر بشيء من التفصيل، وتحدثت سورة آل عمران عن غزوة أحد لكي تتعلم الأمة كثيرًا من المفاهيم، تتعلق بمفهوم القضاء والقدر، ومفهوم الحياة والموت، ومفهوم النصر والهزيمة، ومفهوم الربح والخسارة، ومفهوم الإيمان والنفاق، ومفهوم المنحة والمحنة، ومن المفاهيم التي تعلمها الصحابة -رضي الله عنهم- من خلال أحداث بدر وأحد وسورتي الأنفال وآل عمران، قوانين النصر والهزيمة، وهذه القوانين قد بينتها الآيات الكريمة ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أ- النصر ابتداء وانتهاء، بيد الله عز وجل, وليس ملكًا لأحد من الخلق، يهبه الله لمن يشاء ويصرفه عمن يشاء، مثله مثل الرزق، والأجل والعمل: ( وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [الأنفال: 10].
ب- وحين يقدر الله تعالى النصر، فلن تستطيع قوى الأرض كلها الحيلولة دونه، وحين يقدر الهزيمة، فلن تستطيع قوى الأرض أن تحول بينه وبين الأمة, قال تعالى: ( إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) [آل عمران: 160].
ج- ولكن هذا النصر له نواميس ثابتة عند الله عز وجل, نحن بحاجة إلى فقهها, فلا بد أن تكون الراية خالصة لله سبحانه عند الذين يمثلون جنده, قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) [محمد: 7]. ونصر الله في الاستجابة له، والاستقامة على منهجه والجهاد في سبيله.
د- ووحدة الصف ووحدة الكلمة أساس في النصر، وتفريق الكلمة والاختلاف في الرأي دمار وهزيمة, قال تعالى: ( وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [الأنفال: 46]..
هـ- وطاعة أمر الله تعالى ورسوله وعدم الخروج عليها أساس في النصر، أما المعصية فتقود إلى الهزيمة قال تعالى: ( وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [الأنفال: 46].
و- وحب الدنيا والتهافت عليها يفقد الأمة عون الله ونصره, قال تعالى: ( حَتَّى إذا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنْكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُم مَّن يُرِيدُ الآَخِرَةَ ) [آل عمران: 152].
ز- ونقص العدد والعدة ليس هو سبب الهزيمة، قال تعالى: ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [آل عمران: 123].
ح- ولكن لا بد من الإعداد المادي والمعنوي لمواجهة العدو قال تعالى: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) [الأنفال: 60].
ط- والثبات عند المواجهة، والصبر عند اللقاء من العوامل الرئيسية في النصر, قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )[الأنفال: 45]. وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ لأَدْبَارَ )[الأنفال:15].
ي- ولا شيء يعين على الثبات والصبر عند اللقاء مثل ذكر الله الكثير, باتجاه القلب إلى الله وحده منزل النصر، وطلب العون منه، والتوكل عليه، وعدم الاعتماد على العدد أو العدة أو الذات, والتبرؤ من الحول والقوة، هو عامل أساسي من عوامل النصر, قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [الأنفال: 45].

المهاجر7
04-08-2008, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

س1) أيهما أفضل: التطوع بالمقام في ثغور المسلمين، أم التطوع بالعبادة في أحد المساجد الثلاثة؟

ج1) المقام في ثغور المسلمين كالثغور الشامية والمصرية أفضل من المجاورة في المساجد الثلاثة، وما أعلم في هذا نزاعاً بين أهل العلم، وقد نصّ على ذلك غير واحد من الأئمة [ص 5].

س2) هل الجهاد في سبيل الله أفضل من عمارة المسجد الحرام والحج والعمرة وسقاية الحجاج؟

ج2) قال تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم} وفي الصحيح أن رجلاً قال: لا أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلاّ أن أعمر المسجد الحرام، فقال علي بن أبي طالب: الجهاد في سبيل الله أفضل من هذا كله، فقال عمر بن الخطاب: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا قضيت الصلاة سألته عن ذلك، فسأله، فأنزل الله هذه الآية، فبيّن لهم أن الإيمان والجهاد أفضل من عمارة المسجد الحرام والحج والعمرة والطواف ومن الإحسان إلى الحجاج بالسقاية، ولهذا قال أبو هريرة رضي الله عنه: (لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود) [ص 11 - 12].

س3) ما هو مقصود الجهاد في سبيل الله تعالى؟

ج3) الجهاد في سبيل الله مقصوده أن يكون الدين كلّه لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا [ص 23].

س4) ما هو حكم الجهاد؟

ج4) الجهاد فرض على الكفاية، إلاّ أن يتعين فيكون فرضاً على الأعيان، مثل أن يقصد العدو بلداً، أو مثل أن يستنفر الإمام أحداً [ص 80].

س5) هل يجب على المسلم أن يجاهد بماله ونفسه؟ ومن عجز عن أحدهما فما الحكم؟

ج5) العاجز عن الجهاد بنفسه يجب عليه الجهاد بماله في أصح قولي العلماء، وهو إحدى الروايتين عن أحمد، فإن الله أمر بالجهاد بالمال والنفس في غير موضع من القرآن، وقد قال الله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) أخرجاه في الصحيحين. فمن عجز عن الجهاد بالبدن لم يسقط عنه الجهاد بالمال، كما أن من عجز عن الجهاد بالمال لم يسقط عنه الجهاد بالبدن [ص 86].

س6) هناك من يرى بأنه غير مؤهل للجهاد، وربما احتج بغير ذلك، فهل هو مصيب أم مخطئ؟

ج6) بل المسلمون كلّهم من جنس واحد، كلهم يجاهد في سبيل الله، ولم يكن من المسلمين البالغين القادرين على الجهاد إلاّ من يخرج في الغزو، وكلّ منهم يغزو بنفسه وماله، أو بما يعطاه من الصدقات أو الفيء، أو ما يجهزه به غيره [ص 96].

س7) هل تارك الجهاد في سبيل الله متوعدٌ بالعذاب موصوفٌ بقبائح الصفات؟

ج7) ما في القرآن من الحضّ على الجهاد والترغيب فيه وذمّ الناكلين عنه والتاركين له: كلّه ذمّ للجبن، ولمّا كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلاّ بالشجاعة والكرم: بيّن سبحانه أن من تولى عن الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك، فقال: {يا أيها الذين آمنوا ! ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض؟ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ قليل. إلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضرّوه شيئاً، والله على كلّ شيء قدير}. وقال تعالى: {ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم لفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}. وبالشجاعة والكرم في سبيل الله فضل السابقين، فقال: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى}. وقد ذكر الجهاد بالنفس والمال في سبيله، ومدحه في غير آية من كتابه، وذلك هو الشجاعة والسماحة في طاعته سبحانه، فقال: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ! إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين} [ص 157 - 158].

س8) هناك من يتعلل بتركه للجهاد بأنه يطلب السلامة من الفتنة، فما قولكم؟

ج8) لمّا كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من الابتلاء والمحن ما يعرض به المرء للفتنة: صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة، كما قال عن المنافقين: {ومنهم من يقول: ائذن لي ولا تفتني ! ألا في الفتنة سقطوا} الآية [ص 165 - 166].

س9) هل تارك الجهاد في سبيل الله ساقط في الفتنة؟

ج9) الله يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله}. فمن ترك القتال الذي أمر الله به لئلا تكون فتنة: فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ريب قلبه ومرض فؤاده، وتركه ما أمر الله به من الجهاد [ص 167].

س10) ما النصيحة لمن ترك الجهاد بماله أو نفسه؟

ج10) كثيراً ما يشتبه الورع الفاسد بالجبن والبخل، فإن كلاهما ترك، فيشتبه ترك الفساد لخشية الله تعالى بترك ما يؤمر به من الجهاد والنفقة: جبناً وبخلاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (شرّ ما في المرء شحٌّ هالع وجبنٌ خالع)، قال الترمذي: (حديث صحيح). وكذلك قد يترك الإنسان العمل ظناً أو إظهاراً أنه ورع، وإنما هو كِبرٌ وإرادة للعلو [ص 291].

س11) هل مقصود الجهاد إلزام الناس بفعل الواجبات وترك المحرمات، والمعاقبة على مخالفة ذلك؟

ج11) العقوبة على ترك الواجبات، وفعل المحرمات، هي مقصود الجهاد في سبيل الله، وهو واجب على الأمّة بالاتفاق، كما دلّ عليه الكتاب والسنة [ص 308].

س12) من بلغته الدعوة فلم يقبل فهل يجب على المسلمين قتاله؟

ج12) كلّ من بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دين الله الذي بعثه به فلم يستجب له، فإنه يجب قتاله: {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله} [ص 349].

س13) هل أوجب ربنا الجهاد في سبيله، وهل تارك الجهاد، موصوفٌ بالنفاق ومرض القلب؟

ج13) أكد الإيجاب، وعظم أمر الجهاد، في عامّة السور المدنية، وذمّ التاركين له، ووصفهم بالنفاق ومرض القلوب [ص 350].

س14) هل الجهاد في سبيل الله أفضل ما تطوع به الإنسان؟

ج14) الأمر بالجهاد، وذكر فضائله في الكتاب والسنة: أكثر من أن يحصر. ولهذا كان أفضل ما تطوع به الإنسان، وكان باتفاق العلماء أفضل من الحج والعمرة، ومن الصلاة التطوع، والصوم التطوع، كما دلّ عليه الكتاب والسنة [ص 352].

س15) ما هي سياحة أمّة الإسلام؟

ج15) في السنن أنه صلى الله عليه سلم قال: (إن لكلّ أمة سياحة، وسياحة أمتي الجهاد في سبيل الله) [ص 353].

س16) هل هناك عملٌ ورد في ثوابه وفضله مثل ما ورد في الجهاد في سبيل الله؟

ج16) لم يرد في ثواب الأعمال وفضلها مثل ما ورد فيه [ص 353].

س17) هل نفع الجهادٍ عامٌ أم خاص؟

ج17) نفع الجهاد عامٌ لفاعله ولغيره في الدين والدنيا، ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة، فإنه مشتملٌ من محبة الله تعالى، والإخلاص له، والتوكل عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر والزهد، وذكر الله، وسائر أنواع العمل: على ما لا يشتمل عليه عملٌ آخر [ص 353].

س18) المجاهد في سبيل الله ماذا ينتظره؟

ج18) القائم به من الشخص أو الأمّة بين إحدى الحسنيين دائماً، إمّا النصر والظفر، وإمّا الشهادة والجنة [ص 353].

س19) ماذا عن موت المجاهد في سبيل الله؟

ج19) موت الشهيد أيسر ميتة، وهي أفضل الميتات [ص 354].

س20) متى يصير دفع العدو متعيّناً على الأمّة كلّها؟

ج20) إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين، فإنه يصير دفعه واجباً على المقصودين كلهم، وعلى غير المقصودين، لإعانتهم [ص 358].

س21) الجهاد في سبيل الله، ماذا فيه لمن قام به؟

ج21) الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة، وفي تركه خسارة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى في كتابه: {قل هل تربصون بنا إلاّ إحدى الحسنيين} يعني: إمّا النصر والظفر، وإمّا الشهادة والجنة. فمن عاش من المجاهدين كان كريماً له ثواب الدنيا، وحسن ثواب الآخرة، ومن مات منهم أو قتل فإلى الجنة [ص417].

س22) للكفار قوّة وتسلطٌ وغلبةٌ على المجاهدين.. فما توجيهكم؟
ج22) اعلموا - أصلحكم الله - أن النصرة للمؤمنين والعاقبة للمتقين، وأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وهؤلاء القوم مقهورون مقموعون. والله سبحانه وتعالى ناصرنا عليهم، ومنتقم لنا منهم، ولا حولّ ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. فأبشروا بنصر الله تعالى وبحسن عاقبته {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [ص 419 - 420].

س23) هناك من يتخلف عن الجهاد لأنه كثير الذنوب؟
ج23) من كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد، فإن الله عز وجل يغفر ذنوبه، كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى: {يغفر لكم ذنوبكم} [ص 421].

س24) توجيه إلى شباب الإسلام وإلى أمّة الإسلام، ماذا عليهم؟
ج24) عليكم بالجماعة والائتلاف على طاعة الله ورسوله، والجهاد في سبيله، يجمع الله قلوبكم، ويكفر عنكم سيئاتكم، ويحصل لكم خير الدنيا والآخرة [ص 423].

س25) من يعرض عن الجهاد في سبيل الله، هل فيه خصلة من خصال المنافقين؟
ج25) الإعراض عن الجهاد، فإنه من خصال المنافقين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغزُ ولم يحدّث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق) رواه مسلم. وقد أنزل الله "سورة براءة" التي تسمى الفاضحة، لأنها فضحت المنافقين [ص 436].

س26) إذا اختلف الناس فلِمن ننظر؟ ومع من يكون الحق؟
ج26) دلّ عليه قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} فجعل لمن جاهد فيه هداية جميع سبله تعالى، ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: (إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر فإن الحق معهم، لأن الله يقول: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}) [ص 442].

س27) ماذا قال أهل النفاق بعد توجه التتار إلى الشام؟
ج27) قال بعضهم: بل المصلحة الاستسلام لهؤلاء، كما قد استسلم لهم أهل العراق، والدخول تحت حكمهم [ص 450 - 451].

س28) ماذا قال العلماء عن المثبّطين عن الجهاد والمخذّلين عنه؟
ج28) قال تعالى: {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا}. قال العلماء: كان من المنافقين من يرجع من الخندق فيدخل المدينة، فإذا جاءهم أحد قالوا له: ويحك ! اجلس، فلا تخرج. ويكتبون بذلك إلى إخوانهم الذين بالعسكر: أن ائتونا بالمدينة، فإنا ننتظركم. يثبطونهم عن القتال. وكانوا لا يأتون العسكر إلاّ أن لا يجدوا بدّاً. فيأتون العسكر ليرى الناس وجوههم. فإذا غفل عنهم عادوا إلى المدينة. فانصرف بعضهم من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد أخاه لأبيه وأمّه وعنده شواء ونبيذ. فقال: أنت ههنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف؟ فقال: هلمّ إلي، فقد أحيط بك وبصاحبك.

فوصف المثبطين عن الجهاد - وهم صنفان - بأنهم إمّا أن يكونوا في بلد الغزاة، أو في غيره، فإن كانوا فيه عوّقوهم عن الجهاد بالقول أو بالعمل، أو بهما. وإن كانوا في غيره راسلوهم أو كاتبوهم: بأن يخرجوا إليهم من بلد الغزاة، ليكونوا معهم بالحصون، أو بالبعد، كما جرى في هذه الغزاة. فإن أقواماً في العسكر والمدينة وغيرهما صاروا يعوقون من أراد الغزو، وأقواماً بعثوا من المعاقل والحصون وغيرها إلى إخوانهم: هلمّ إلينا [ص 455 - 456].

س29) وصف الله تعالى المنافقين بقوله: {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} فكيف ذلك؟
ج29) السلق بالألسنة الحادّة يكون بوجوه:

تارة يقول المنافقون للمؤمنين: هذا الذي جرى علينا بشؤمكم، فإنكم أنتم الذين دعوتم الناس إلى هذا الدين، وقاتلتم عليه، وخالفتموهم. فإن هذه مقالة المنافقين للمؤمنين من الصحابة.

وتارة يقولون: أنتم الذين أشرتم علينا بالمقام هنا، والثبات بهذا الثغر إلى هذا الوقت، وإلاّ فلو كنا سافرنا قبل هذا لما أصابنا هذا.

وتارة يقولون: أنتم - مع قلّتكم وضعفكم - تريدون أن تكسروا، وقد غركم دينكم، كما قال تعالى: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم، ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم}.

وتارة يقولون: أنتم مجانين، لا عقل لكم، تريدون أن تهلكوا أنفسكم والناس معكم.

وتارة يقولون: أنواعاً من الكلام المؤذي الشديد. وهم مع ذلك أشحة على الخير، أي حراص على الغنيمة والمال الذي قد حصل لكم [ص 457 - 458].

س30) هل من علامات الصدق في الإيمان الجهاد في سبيل الله ومواجهة الأحزاب؟
ج30) {ليجزي الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً}. بيّن الله سبحانه أنه أتى بالأحزاب ليجزي الصادقين بصدقهم، حيث صدقوا في إيمانهم، كما قال تعالى: {إنما المؤمنون الذي آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}. فحصر الإيمان في المؤمنين المجاهدين، وأخبر أنهم هم الصادقون في قولهم آمنا [ص 461].


هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين

جزا الله كاتبه خيرا
منقول للفائدة

هنا الحقيقه
04-09-2008, 02:23 AM
هل هناك تكملة لهذه القوانين ام انتهت
لاني لا اعلم لما اشعر ان هذا الكلام يناقض المشاركة التي قبلها ان لم تكن جميعها

ز- ونقص العدد والعدة ليس هو سبب الهزيمة، قال تعالى: ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [آل عمران: 123].
ح- ولكن لا بد من الإعداد المادي والمعنوي لمواجهة العدو قال تعالى: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) [الأنفال: 60].
ط- والثبات عند المواجهة، والصبر عند اللقاء من العوامل الرئيسية في النصر, قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )[الأنفال: 45]. وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ لأَدْبَارَ )[الأنفال:15].
ي- ولا شيء يعين على الثبات والصبر عند اللقاء مثل ذكر الله الكثير, باتجاه القلب إلى الله وحده منزل النصر، وطلب العون منه، والتوكل عليه، وعدم الاعتماد على العدد أو العدة أو الذات, والتبرؤ من الحول والقوة، هو عامل أساسي من عوامل النصر, قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [الأنفال: 45

عزام
04-10-2008, 07:17 AM
السلام عليكم
لعل مرد التناقض في النقاط هو اختلاف الكاتب
لكن ليتك تحدد ما التبس عليك بدقة حتى نحاول الترجيح او تضييق نقاط الخلاف
فربما كان التناقض ظاهريا فحسب

هنا الحقيقه
04-10-2008, 12:56 PM
اخي عزام
اقصد الاتي

هنا يعيب الكاتب على الذي يتصور انه مع عشرات من المؤمنين سوف ينتصرون على الالوف المؤلفة فيقول

فيقول : إن الشرط الوحيد لتحقيق النصر على أعداء الدين هو أن يكون المجاهدون صادقين في نصرة دين الله ، مهما كانت قوتهم عدة وعدداً في مواجهة أعدائهم الذين قد يبلغون ألف ضعف أو أكثر بالنسبة إلى هؤلاء المجاهدين ويستشهد بقول الله عز وجل : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) فيندفع مع فئة من المؤمنين بفكرته اندفاعاً أهوج أرعن ، زاعماً أن العشرات المندفعيه معه كافين لتحقيق النصر على الألوف المؤلفة من جيش العدو .

لكنه في شروط النصر يقول في النقطتين ما ياقض نفسه فتأمل معي ما يقوله


ز- ونقص العدد والعدة ليس هو سبب الهزيمة، قال تعالى: ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [آل عمران: 123].
ح- ولكن لا بد من الإعداد المادي والمعنوي لمواجهة العدو قال تعالى: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) [الأنفال: 60
اذن ان كان ليس عامل الكثرة والعدد والعدة هو من ينصر فمن يجاهد مع عشرات من المؤمنين فانهم يغلبون الالوف المؤلفة ان كان النصر ليس بحساب العدة والعدد انما النصر من عند الله تعالى وهذا ما قرره الباحث في احدى شروط النصر فقال


- النصر ابتداء وانتهاء، بيد الله عز وجل, وليس ملكًا لأحد من الخلق، يهبه الله لمن يشاء ويصرفه عمن يشاء، مثله مثل الرزق، والأجل والعمل: ( وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [الأنفال: 10].
ب- وحين يقدر الله تعالى النصر، فلن تستطيع قوى الأرض كلها الحيلولة دونه، وحين يقدر الهزيمة، فلن تستطيع قوى الأرض أن تحول بينه وبين الأمة, قال تعالى: ( إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) [آل عمران: 160].


فكيف يستقيم الامر ؟!!!

عزام
04-10-2008, 02:07 PM
السلام عليكم اخي الحبيب
ليس الكاتب هو نفسه في المقطعين ومن هنا اختلاف الاسلوب.. ففي الاول هو الشيخ حسن حبنكة الميداني وفي الثاني هو علي محمد الصلابي. ولكن مع ذلك لا تناقض فعلي فالشيخ حسن يقصد ان الفارق في العدد والعدة ينبغي ان يكون في الحدود المقبولة التي حددها رب العالمين نفسه وهي ما بين الضعف الى العشر اضعاف وبدون الالتزام بهذه الحدود لا يكون المرء ناصرا لله لأنه خالف سننه الكونية. لعل المقطع التالي يبين لك مقصد الشيخ.
عزام

إن الجهاد في سبيل الله بالقتال ليس حركة انفعالية غضبية تستدعيها ظروف طارئة وليس مظهراً من مظاهر ردود الأفعال التي يستدرج العدو بها المسلمين إلى فخ مخفي يكونه قد نصبه بهم ، وليس تعبيراً عن حقد دفين مرغبة بالانتقام وإراقة الدماء ولكنه واجب يقوم به المسلمون وهو كره لهم وهم لا يتمنون بقاء العدو بيد أنهم إذا دعاهم الواجب فلاقوا عدوهم ثبتوا متوكلين على الله ذاكرين له وكانوا ذوي بأس شديد .
وحين لا يجدون أنفسهم قادرين على مواجهة عدوهم للنقص الكبير في عددهم أو عدتهم فإنهم يتورطون و يورطون جماهير المسلمين بالدخول في معركة لا يترجح فيها احتمال النصر على احتمال الهزيمة بسحب ظاهر السببية التي جعلها الله من سننه في كونه مضافاً إليها عطاء القوى المعنوية التي يختص بها المؤمنين دون غيرهم . وقد وضع الله نسبتين عليا ودنيا يترجح معهما النصر للمؤمنين متى توافرت الشروط اللازمة للقتال جهاداً في سبيل الله . أما النسبة العليا فهي أن يكون المؤمنون الصادقين الصابرون بمقدار عشر أعدائهم ، فهم مؤهلون لتحقيق النصر على عدوهم الذي تزيد أعداده على أعدادهم بنسبة عشرة أضعاف . ولكن شروط هذه النسبة العليا قلما تتحقق في مجتمع إسلامي إنها تتطلب أن تكون الجماعة المقاتلة كأمثال النخبة الممتازة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما النسبة الدنيا التي يقبل فيها أضعف الإيمان في مجموعة مقاتلة فهي أن يكون المؤمنون المقاتلون بمقدار نصف أعدائهم في مجموع القوة . وكلما ارتقت نسبة الإيمان والصدق والإخلاص في المقاتلين زادت النسبة المرشحة لتحقيق النصر ، فينتصر المؤمنون المقاتلون على ثلاثة أضعافهم ، فأربعة أضعافهم فأكثر من ذلك إلى عشرة أضعافهم ، وقد ينتصرون وعدوهم من ذلك بفضل من الله ، وفي أحوال نادرة ، ولكن ليس من حق القيادة أن تدفع الجيش الإسلامي المقاتل إلى ورطة لا يترجح معها احتمال النصر ، أو يكون احتمال الهزيمة هو الاحتمال الأغلب في مجرى السنن الربانية . وقد دل على النسبتين العليا والدنيا وأشار إلى ما بينهما قول الله تعالى في سورة الأنفال ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبون ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن فيكم ضعفاً منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين )
ففي أضعف الإيمان يجب على المؤمنين أن لا يترددوا في التصدي لعدوهم إذا كان عدد ضعف عددهم وكانت قواه كذلك ، لأنهم مرشحون في هذه الحالة لاغتنام النصر ولكن عليهم أن يلتزموا بالواجبات والشروط التي أمرهم الله بها قبل القتال وأثناء القتال .

هنا الحقيقه
04-10-2008, 07:11 PM
اخي عزام نحن الان قد رجعنا الى المربع الاول وعدنا كما كنا
فهذين القولين مختلفين بالحقيقة فالاول
يقول يعتمد على النسب ويقول السنة الكونية هي ان يكون النسبة هي ما ذكره

والرأي الثاني يقول ليس هكذا فالنصر من عند الله ينصر من يشاء من غير نسب

ثم الحاضر يفرض علينا واقع التالي
العدو اكثر عدة ومهما كثر عددنا فعند الضرورة سوف يستخدم العدو سلاحه وعدته وبقنبلة واحدة تبيد الملايين من المسلمين
وعليه لا يجوز ان نقاتل ونجاهد لاختلاف النسب فهي ااقل من واحد على مليار او مليار ونصف
ولهذا نبقى خانعين ونوقف فريضة الجهاد مستطعنا الى يوم يبعثون او يدمر الله اعداءنا !!!!!

فكيف يستقيم الامر ونحن نعلم ان الجهاد فريضة لا تسقط مهما طال الزمان وتغير !!!!!

عزام
04-11-2008, 03:46 PM
السلام عليكم اخي هنا الحقيقة
لا تقاس الامور اليوم فقط بالقوة العسكرية والا لكانت الصين او الاتحاد السوفياتي هم بالمرتبة الاولى.. تقاس الامور اليوم بالقوة الاقتصادية والفكرية والحضارية.. واميركا نجحت في السيطرة على العالم حضاريا لهذه العوامل.. فلو انها استعملت القنبلة النووية ضد بلد اعزل فهي ستنهار اخلاقيا في نظر العالم.. لذا لا اعتقد انها ممكن تستعمل اقصى قوتها ضدنا وهذا يترك لنا مجالا لمحاربتها .. اسرائيل تستطيع عسكريا تدمير غزة وكذا اميركا تستطيع تدمير العرق.. لكن هل سيكون هذا بدون ثمن؟؟ كيف ستكون نظرة العالم الى هذه الدول؟ وهل ترضى شعوب الولايات المتحدة نفسها وفيها خليط اوروبي عربي مسلم بهذه الوحشية؟ الن تثور الشعوب الاسلامية ضد حكامها في دولهم؟ الن تتعارض المصالح الاميركية للخطر.. ثم ان دمرت الولايات المتحدة الدول الاسلامية فمن سيشتري منتجاتها؟ اليست بحاجة لاسواق لتصريف الانتاج؟ اعتقد ان علينا ان نعيد قراءة الواقع السياسي اليوم بنظرة مختلفة عن الطريقة التقليدية التي تنظر الى الحرب وكأنها جيشان يتقاتلان فهذا مما عفا عليه الزمن. وما اقوله ليس بجديد فحتى الشيخ اسامة بن لادن نفسه سياسي من الطراز الاول ولا يضرب الا حيث يظن ان هناك مصلحة للضرب (وقد يخطىء في اجتهاداته طبعا).. والا لم حيد الفاتيكان مثلا لو كانت حربه شاملة ضد كل النصارى كما يدعون؟؟ وكذا الشيخ احمد ياسين وحتى صدام حسين نفسه مع ما اشيع عنه من تهور فقد امتنع عن ضرب اسرائيل بالكيماوي لانه يعرف انه هناك خطوطا حمرا لا ينبغي تجاوزها.. لذا فانا افهم من الآراء السابقة ان كل فعل جهادي هو مقبول ما لم يتخط الحدود الحمر.. اما كيف تحدد هذه الخطوط فالمجاهدون على الارض والساسة المخضرمون والمحللين الاستراتيجيين هم ادرى بهذه الامور منا..
لا اعرف ان كنت تتفق معي في ذلك...

عزام

هنا الحقيقه
04-11-2008, 04:01 PM
اتفق معك تماما لكن ه>ا الاتفاق يجعلنا نغفل النسبة والتناسب التي طرحت من قبل الكاتب
ويبقى القول المجاهد عليه ان يقرأ الوضع السياسي والطريقة التي يمكن بها ان يرد ثم يجمع عناصر النصر المادية
مثل مجاهدة النفس والتوكل على الله حق التوكل وجعل راية الجهاد خالصة لله وان التحق بها من لم يكن الجهاد هو غايته فلن يؤثر في الراية المعقودة ان كان الخبث قليل
وعليهم ان يعقلوا مع التوكل فالاخ> بالاسباب مع التوكل هو ما نصحنا به الله تعالى وبعدها نقول متى نصر الله الا نصر الله قريب

عزام
04-11-2008, 04:24 PM
اتفق معك تماما لكن هذا الاتفاق يجعلنا نغفل النسبة والتناسب التي طرحت من قبل الكاتب

اخي هنا الحقيقة كما تفضلت انت سابقا.. ان هذه النسبة لم يعد سهل اسقاطها على الواقع نظرا لان الحروب لم تعد تقاس بعدد الرجال وولا حتى بالعدة.. فهناك ما يسمى توازن الرعب بمعنى ان قتبلا اميركيا واحدا خاصة اذا كان مدنيا يزعج اميركا حتى لو قتلت قبالته مئات المسلمين ذلك نظرا لانهم جبناء.. ولكن تبقى الافادة من القاعدة السابقة كالتالي: "الايمان هو سلاح قوي بيد المحارب المسلم يضاعف من قوته المادية ما بين الاثنين الى العشرة".

هنا الحقيقه
04-11-2008, 08:37 PM
ونستطيع ان نقول ان الله تعالى يقذف في قلوبهم الرعب او يجعلهم يترددون في استخدام الاسلحة الفتاكة وغيرها من كيد الله الذي يكيده ضد الكفار
وما علينا الا ان نخلص النية ونرفع راية الجهاد اما العدد فلا قياس له اليوم
فهاؤلاء المجاهدون في فلسطين يقاتلون والكيان الصهيوني عند من النووي والذري ما عنده لكنه لا يتجرا باستخدامه
وهاهم المجاهدون في العراق يفعلون الافاعيل بالامريكان حتى صاحت الويل منهم

وذلكم المجاهدون في افغانستان هزموا السوفيت والان امريكا
ولم تكن نسب القوة والعدد والعدة بالنسبة التي يتكلم بها الكاتب
والله ناصر من ينصر الله

عزام
04-12-2008, 07:20 AM
نعم صدقت
لكن لاحظ معي ان كل تلك الحروب ليست حروبا نظامية
بمعنى ان كلام الكاتب حول النسب يظل صحيحا في نطاق الحروب بين جيشين ودولتين
ولكن في مجال المقاومة او حرب العصابات فلا قيمة للنسب
لأنه كما تفضلت هزمت جيوش ضخمة من قبل مجاهدين لا يمتلكون الطائرات ولا الدبابات
نصر الله المجاهدين في كل مكان
على فكرة بما انك عراقي الاصل
هل كان من ضمن استراتجية صدام ان يترك الامركان يدخاوا بهذه السهولة كي يحاربهم بالمقاومة فيما بعد؟
وهل خططت طالبان بنفس هذه الاستراتجية؟

هنا الحقيقه
04-12-2008, 07:37 AM
نعم يكون صحيحا ان اخرجنا وعد اله تعالى اما ان ادخلناه بالمعادلة لم يصح كلام الكاتب
لان في النسبة داخل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ولهذا الدخول فيه تغيير المعادلات ان احببت تكلمنا فيها رغم اني اشعر انك تقول الان يا اخي هنا الحقيقة كل يوم تطلعنا بقصة جديدة:)

اما موضوع صدام حسين وستراتيجيته
فان صدام حسين كان يتوقع ان تكون الحرب الفاصلة في بغداد وعلى اسوار بغداد فتصمد بغداد وتبقى عصب الشقيقة الذي ينتفظ في صدغ امريكا وعندها تبدا حرب العصابات في المحافظات ولهذا قد وزعت فصائل فدائييي صدام والمجاهدين معهم في المحافظات وبغداد لكن ادارة الحرب الخاطئة عجلت بالامر وشلت القيادة خصوصا ان معركة المطار وما صاحبها من تغطية اعلامية كبيرة و معالجة خاطئة مميته ادت الى اصابة القيادة بالشلل والذهول لقيادة مثل هكذا معركة

ومع الاسف ان القيادة العراقية لم يتبعوا من الاول او لم يدربوا الجيش العراقي على حرب العصابات ولم يعيدوا هيكلته وتنظيمه بما يناسب لهذه المعركة فلو خففوا الجيش تقسيميا وهيكليا وجعلوه خفيف الحركة مرن مرونة المليشيات والعصابات لكانت الحرب الى الان تدور حول بغداد وحول المحافظات وربما سقطت امريكا برمتها او لضربتنا بنووي
فالامكانية لهذه المعركة ميليشياويا وعصاباتيا ممكن ومؤثر وفعال جدا خصوصا بوجود تنظيم بعثي تفرد وابدع بتخفيه واشتهر بنظاله السري
لم يطبقوا ما نصحهم به اسامة بن لادن الا بعد فوات الاوان
و رغم اني اعط للحكومة السابقة الحق لان تضاريس العراق تختلف عن افغانستان لكني لا استطيع اعطيهم الحق بعدم استثمارهم خبرة طالبان او دراسة حرب العصابات في فيتنام او فلسطين وغيرها من البلدان فامريكا استفادت من خبرة الكيان الصهيوني مع الفلسطينيين فحصنوا دباباتهم ومدرعاتهم معتمدين على خبرة الصهاينة
وحتى الجدران العازلة طبقوها في العراق الا ان النظام السابق اعتمد الغش والتمويه والممانعة وامتصاص الضربات وحرق الاوراق بدل انسحاب تكتيكي او ضرب ضربات قليلة لما يؤلم ويفضح خير من ضرب كثيف لما لا يذكر

عزام
04-12-2008, 08:46 AM
السلام عليكم
شكرا على هذا الشرح
بالنسبة لقضية النسب فأنا لا انظر اليها نظرة فقهية جامدة
فكما تفضلت ممكن تكون النسبة اكبر من اربعة ويحدث النصر
ومرحبا بأي دليل من السنة تسترشد به
انا انظر اليها كما قلت لك من قبل من ناحية ان الايمان يضاعف القوة المادية
وبالتالي وجب اعتباره ركنا اساسيا اثناء اعداد الميزان للقتال
وفي آية اخرى يرشدنا رب العالمين ايضا ان الحذر هو نوع من السلاح الذي لا يجب اغفاله
وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا
فالمؤمن كيس فطن وعليه ان يستعد للمعركة لأنه ان خالف ركنا ولم يعتمد على الاسباب فيها لا يعد ناصرا لله وبالتالي لا يستحق النصر. وهذا والله اعلم ما توافقني عليه.
والا لكان النصر قد كتب لكل من حارب الكفار حتى لو لم يكن على دراية علمية وتقنية واسعة وهذا امر يشهد الواقع بخلافه.

هنا الحقيقه
04-12-2008, 08:58 AM
جزاك الله خيرا نعم هذا كلام لا غبار عليه
والان دعني اسألك لمن تعقد راية الجهاد

هل يجوز ان تعقد لفئة او طائفة
ام الا تحت ولي الامر
وما هي ولاية ولي الامر ونفوذه حتى نقول انه ولي امر ويجوز ان نعقد هذه الراية ونكون تحتها ؟

عزام
04-12-2008, 09:14 AM
السلام عليكم
هنا الشيخ الطرطوسي يرد على علماء السلاطين
ويتناول فيها اغلب اسئلتك
ما رأيك بكلامه؟
عزام
قولهم تحت باب [ الجهاد في سبيل الله ].
قالوا: مكانة الجهاد من الدين محفوظة معروفة؛ بحيث لا يُقدَّم على ما هو أهم منه، ولا يؤخر على ما هو دونه مكانة ومنزلة .. ا- هـ.
قلت: الحديث عن التقديم والتأخير .. وتقديم الأهم وتأخير المهم أو الأقل منه أهمية ومكانة .. تكون عندما يكون المهم معارضاً للأهم .. ولا يمكن الجمع بينهما .. فحينئذٍ يُقدم الأهم، ويُشرع الحديث عن تقديم الأهم وتأخير المهم ..!
وشعيرة الجهاد في سبيل الله ـ وبخاصة عندما يتعين ويصبح فرضاً ـ لا يتعارض مع شعائر الإسلام الأخرى .. بحيث يصعب الجمع بينه وبينها، لكي يكون مبرراً لنا بعد ذلك للحديث عن الأهم والمهم .. وأيهما يُقدم أو يؤخر ؟!!
بل الجهاد هو السياج الشرعي الذي يحمي جميع شعائر الإسلام الأخرى .. ومن دونه لا تقوم لهذه الشعائر قائمة صحيحة يُعز الله تعالى بها الدين وأهله ..؟!
فبداية حديثهم عن الجهاد في سبيل الله بهذه الطريقة المبطنة الخبيثة .. يريدون منها أن يقولوا للناس: لا تكثروا من الحديث عن الجهاد .. ولا تأخذوا علينا عدم شروعنا في الجهاد؛ لأن هناك أولويات ينبغي أن تُقدم على الجهاد في سبيل الله .. هي التي صرفتنا عن الجهاد، وشغلتنا عنه ..؟!!
هناك التصفية والتربية .. التي لها بداية ولا يمكن أن يُعرف لها نهاية .. !!
فهو شعار جعلوه مبرراً لهم للتخلف عن كل غزوة أو سرية تنطلق للجهاد في سبيل الله .. منذ أكثر من خمسين سنة!
ويا ليتهم صفُّوا وربوا .. لهان الخطب .. ولكن لا هم صفوا وربوا .. ولا هم جاهدوا في سبيل الله..؟!
ثم أي تصفية وتربية هذه التي تكون داخل صالات التكييف والتنظير .. بعيداً عن ساحات الوغى والجهاد والتضحية في سبيل الله ..؟!!
هل فاتكم حديث ابن المبارك لعابد الحرمين .. وما قال فيه من أشعار .. أم أن ابن المبارك ليس من السلف والسلفيين ..؟!!
ثم ما بالنا نراكم عندما تسمعون من يتكلم على بعض السنن والنوافل بأنها ليست مهمة الآن .. ولا ينبغي الانشغال بها عن الفرائض .. أو تقديمها عليها .. تنكرون عليه أشد الإنكار، وتقولون له: لا يوجد في دين الله مهم وأهم .. أو شيء غير مهم .. كل دين الله مهم .. ينبغي أن نأخذ دين الله كاملاً ونعمل به كاملاً من غير إفراط ولا تفريط ..!
علام تؤصلون هذا التأصيل عندما تُذكر بعض السنن والنوافل .. وعندما يُذكر الجهاد في سبيل الله تنقضون ذلك .. وتتكلمون عن الأهم والمهم .. وعن التأخير والتقديم .. وعن أولوياتكم أولاً ..؟!!
لا تنكروا علينا .. ولا على غيرنا .. لو رميناكم بأنكم أصحاب أهواء .. وتلبيس وتضليل، وتدليس .. وكان الله في عون من يجالسكم ويسمع لكم!
قالوا: ينقسم الجهاد إلى قسمين: الأول: جهاد الفتح والطلب، ويجب أن تتوفر فيه الشروط الشرعية الآتية: الإمام، الدولة، الراية.
الثاني: جهاد الدفع، وهو فرض على جميع أهل البلاد التي يدهمها العدو الصائل فرضاً عينياً؛ فإذا عجزوا أمدهم من هو مجاور لهم من أهل الثغور وهكذا .. ا- هـ.
قلت: نرد على قولهم هذا .. في النقاط التالية:
1- قولهم بأن جهاد الطلب يجب أن تتوفر له شروط ـ لا يمضي الجهاد من دونها ـ وهي: الإمام .. والدولة .. هو قول ساقط لا أصل له في الشريعة .. وهو بخلاف ما دلت عليه أدلة الكتاب والسنة التي تحض على الجهاد والتي جاءت مطلقة في كل زمان وإلى قيام الساعة ـ سواء كان للمسلمين إمام عام ودولة، أو لم يكن لهم إمام عام ودولة ـ لا يقيدها قيد أو شرط كشروطهم هذه: الإمام والدولة .. التي ما أنزل الله بها من سلطان!
وفي السيرة قد ثبت أن الجهاد ماضٍ من دون إمام ولا دولة .. كما حصل لأبي بصير ومن معه من الصحابة عندما خرجوا ـ من تلقاء أنفسهم ـ لقتال قريش، وطلب قوافلها من دون إذن الإمام العام الممثل يومئذٍ في شخص النبي -صلى الله عليه وسلم- .. وخارج نطاق حدود المدينة التي تمثل يومئذٍ حدود الدولة الإسلام .. والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينكر عليهم ذلك!
وهذه مسألة لو أردنا أن نبحثها هنا بشيء من التفصيل لاحتاجت منا إلى مصنف كامل ومستقل .. وبحثها له مواضع أخرى من أبحاثنا، كما في " صفة الطائفة المنصورة " و " الطريق إلى استئناف حياة إسلامية .." و " لماذا الجهاد في سبيل الله "، فلينظرها من شاء.
2- قولهم و " الراية " إن كانوا يقصدون بالراية الإسلام .. فقد صدقوا .. وإن كانوا يقصدون ويريدون ـ وهذا ما يدندنون حوله دائماً ـ بالراية .. السلفية .. فقد كذبوا .. لأن الجهاد ماضٍ مع كل بر وفاجر، وماضٍ مع أهل البدع على أهل الكفر والإلحاد .. وإن الله تعالى ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر، وبأقوامٍ لا خلاق لهم!
3- عندما انتقلوا للحديث عن جهاد الدفع لم يذكروا شروطهم " الإمام، والدولة، والراية " ولم ينفوها .. وكان يُستحسن بهم ـ من باب الأمانة العلمية ـ أن يقولوا: جهاد الدفع وهو فرض على جميع أهل البلاد التي يدهمها العدو .. لا يُشترط له إمام ولا دولة ..الخ!
4- الخلاف على جهاد الطلب .. هل يُشترط له إمام ودولة أم لا .. هو خلاف علمي نظري لا قيمة له على أرض الواقع ـ في هذا الزمان ـ لأن جميع المسلمين في هذه المرحلة يعيشون مرحلة جهاد الدفع .. دفع المعتدي الصائل ..!
5- هذا العدو الصائل يمكن أن يكون كافراً ـ كفراً أصلياً ـ وافداً بقواته من الخارج إلى بلاد المسلمين كما هو الحال في فلسطين، وفي الشيشان، وكشمير، والولايات الإسلامية في يوغسلافيا، والولايات الإسلامية التي لا تزال إلى الساعة تحت سيطرة وهيمنة القوات الروسية الملحدة .. وغيرها من بلاد المسلمين التي غزوها الكفار واستوطنوا فيها .. وما أكثرها!!
ويمكن أن يكون كافراً كفر ردة .. كما هو الحال في أكثر أمصار وبلاد المسلمين التي تعاني من وطأة تسلط طواغيت الكفر والردة على مقدرات العباد والبلاد .. وكانت الأمانة العلمية تقتضي منهم أن يشيروا إلى هذا التفصيل ..!
6- رغم الدول والأقطار الإسلامية العديدة التي تعيش حالة جهاد الدفع ـ بشقيه جهاد العدو الصائل الكافر .. وجهاد العدو الصائل المرتد ـ لم نجد لهؤلاء الشيوخ أي مساهمة فعلية تذكر ..!
وإنما نجد منهم الغمز، واللمز، والطعن .. والتجريح بالمجاهدين ؟!
آتوني بجهاد معاصر أيدوه .. وباركوه .. أو شاركوا فيه ولو بالشيء اليسير ..؟!
أهكذا يكون التعامل مع واجب وفرض من فرائض الإسلام ..؟!
أهكذا يكون إحياء فريضة الجهاد في تلك الأمصار .. وما أكثرها ..؟!
ما قيمة حديثكم عن جهاد الطلب .. وجهاد الدفع .. وأنتم لا تشاركون، ولا حتى تؤيدون .. لا جهاد طلب .. ولا جهاد دفع ؟!
{كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون}.
قالوا: ولا بد للجهاد الشرعي من الإعداد الشرعي؛ وهو قسمان:
أولاً: الإعداد التربوي الإيماني؛ بحيث تكون الأمة قد أقامت حقيقة العبودية لرب العالمين -سبحانه وتعالى- وربت نفوسها على كتاب الله، وزكتها على سنة نبيها، ونصرت دين الله وشرعه ..ا- هـ.
قلت: هذا إعداد من لا يريد أن يجاهد .. ولا يفكر بالجهاد أصلاً .. لأن اشتراط هذا المستوى من الإعداد التربوي الإيماني .. وعلى مستوى الأمة .. لم يكن محققاً في القرون الأولى بعد قرن الصحابة رضوان الله عليهم .. فضلاً عن إمكانية تحققه في هذا الزمان الذي أضحى الإسلام فيه غريباً ..؟!!
وبخاصة أن قوى الشر والكفر ـ بحكم ما تملك من قوة ووسائل ـ يفسدون في ساعة ما يصلحه مجموع الدعاة في سنة ..!
ما تقدم لا يعني أنني أتجاهل هذا النوع من الإعداد الهام .. لا .. ولكن نطالب باشتراط الحد المقبول والمعقول شرعاً وعقلاً ..!
ولو قالوا: بحيث تكون الطائفة المجاهدة .. أو الطليعة التي تقود عملية الجهاد .. تكون كذا وكذا .. إلى آخر كلامهم، بدلاً من قولهم بحيث تكون الأمة التي يزيد تعدادها عن المليار مسلم .. لكان قولهم أقرب للواقعية والصواب .. والله تعالى أعلم.

هنا الحقيقه
04-12-2008, 03:21 PM
كلام لا غبار عليك اتفق معه

اذن اسقط الراية الا ان تكون راية الاسلام واسقط حجة الامام
كلام جميل لا غبار عليه

عزام
04-12-2008, 06:22 PM
نعم لكن بخصوص الامام ماذا تقول في الجهاد تحت رايته ان كان فاجرا؟

عزام
04-14-2008, 09:30 AM
ما رأيك بهذا الكلام اخي هنا الحقيقة؟
انا مقتنع به من جهتي
عزام

الوقفة الحادية عشر: مسألة القتال مع الأمير الفاجر
[الكاتب: أبو محمد المقدسي (http://www.tawhed.ws/a?i=2&PHPSESSID=6e7cd3991ebce2b89175bbbac b81ca16)] معلوم عند أهل السنة والجماعة جواز القتال مع الأمير الفاجر لدفع العدو الكافر إذا لم يتوفر الأمير الصالح لدفعه، ولم يمكن الجهاد الا مع الفاجر.. هذه المسالة مشهورة عند أهل السنة والجماعة، وقد تكرر ذكرها عندهم في كتب الفقه بل والعقائد حيث خالفوا بها أهل البدع، وهي مسالة مبنية على قاعدة دفع اعظم المفسدتين باحتمال أدناهما وهي قاعدة معروفة من قواعد الفقه ...

قال شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (28/506) : (من أصول أهل السنة والجماعة الغزو مع كل بر وفاجر، فان الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم، كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لانه إذا لم يتفق الغزو الا مع الأمراء الفجار، أو مع معسكر كثير الفجور، فانه لا بد من أحد أمرين ؛ إما ترك الغزو معهم فيلزم من ذلك استيلاء الآخرين الذين هم اعظم ضررا في الدين والدنيا، واما الغزو مع الأمير الفاجر فيحصل بذلك دفع ألافجرين و إقامة اكثر شرائع الإسلام وان لم يمكن إقامة جميعها، فهذا هو الواجب في هذه الصورة وكل ما أشبهها، بل كثير من الغزو الحاصل بعد الخلفاء الراشدين لم يقع الا على هذا الوجه). اهـ.

وقال الطحاوي : (والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما) اهـ.
وروي في ذلك حديث بلفظ (الجهاد ماض مع البر والفاجر) أخرجه أبو داوود وأبو يعلى مرفوعا وموقوفا عن أبى هريرة وقال ابن حجر في الفتح : (لا باس برواته الا ان مكحولا لم يسمع من أبي هريرة).

كما قلت هذا أمر معلوم عند أهل السنة والجماعة، وقد بنى عليه كثير من شبابهم في زماننا مشاركتهم في كثير من جبهات القتال .. ولكن الأمر الذي يخفى على كثير من شبابهم وارغب بالتنبيه عليه هنا كون المقصود " بالأمير الفاجر " الذي جوز أهل السنه الغزو والقتال معه دفعا للعدو الكافر في حال عدم إمكان دفعه الا بالغزو مع ذاك الفاجر..

أقول ؛ المقصود بالفاجر هنا هو ذاك الذي يكون فجوره على نفسه كمن يتعاطى بعض المعاصي كشرب الخمر ونحوها من أنواع الفسق التي لا تضر بالمسلمين، فهذا هو الأمير المقصود بمن جوز أهل السنة الغزو معه واحتمال فجوره لدفع العدو الكافر، بدليل اعتمادهم في ذلك على قاعدة دفع اعظم المفسدتين باحتمال أدناهما، فذلك صريح بان شرط جواز الغزو مع الأمير الفاجر منوط بكون مفسدته قطعا أدنى من مفسدة الكافر ولذلك احتملت لدفع ما هو اعظم منها ..

بخلاف ما إذا كان فجور الأمير وضرره متعديا إلى الإضرار بالمسلمين بحيث تكون مفسدة تأميره أو الغزو معه مساوية أو اعظم من مفسدة ترك قتال الكفار، فليس هذا الفاجر مقصودا بحال عند أهل السنة في مقولتهم تلك .

ولو تأملت أقاويلهم في هذا الباب و القاعدة المتقدمة التي اعتمدوا عليها في ذلك، لما شككت في هذا التفريق طرفة عين ..

ولذلك لما سئل الإمام احمد عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو أحدهما قوي فاجر والآخر صالح ضعيف، مع أيهما يغزى ؟

(قال : أما الفاجر القوي فقوته للمسلمين وفجوره على نفسه، واما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، فيغزى مع القوي الفاجر، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ان الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وروي بأقوام لا خلاق لهم ..) اهـ. عن مجموع الفتاوى (28/255).

فتأمل قول الإمام (وفجوره على نفسه) لتفهم عمن يتكلمون..ومثل ذلك ما ذكره ابن قدامة عنه في المغني (إن كان القائد يعرف بشرب الخمر والغلول يغزى معه ؛إنما ذلك في نفسه ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) اهـ.

إذا تقرر هذا وعلم ان مسالة القتال مع الأمير الفاجر في حال عدم توفر الفاضل لدفع الكافر مقيدة بهذا القيد اعني كون فجوره على نفسه وغير متعد إلى الإضرار بالمسلمين، وكون الفساد الذي قد يترتب بتأميره أدنى من فساد الكفار وتسلطهم على المسلمين ..

وانه في حال كون فساد الأمير الفاجر وضرره على المسلمين إما مساو لضرر الكفار وتسلطهم على المسلمين أو زائد عليه ؛ فلا يسوغ شرعا ولا عقلا القتال مع هذا الفاجر لان القاعدة التي أنيط بها هذا الحكم لا تنطبق عليه، فهو ليس أدنى المفسدتين حتى يحتمل لدفع الأعلى ..

أقول إذا تقرر هذا فمن باب أولى ان لا يزج تحت هذه القاعدة ويحشر فيها أولئك الأوغاد من الأمراء الذين يتسلقون إلى أمجادهم وعروشهم على جماجم الشهداء وفوق دماء الأبطال وهم يعلنون صراحة دون مداورة عن توجهاتهم وأفكارهم وخططهم المستقبلية في الحكم التي تتبنى الديمقراطية الكافرة أو تؤاخي وتوالي طواغيت العرب والعجم أو تتحد معهم في منظماتهم الدولية الكفرية وتتكالب على شرعيتهم الدولية‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍!!

ولا بأس عندهم من دغدغة عواطف الشباب بخطاب ذي صبغة أو ان جاز فقل قشرة إسلامية لاستدراجهم إلى جبهاتهم وسحبهم إلى معسكراتهم والاستحواذ على دعمهم وتبرعاتهم ..

هؤلاء الدجاجلة أو قل اللصوص لا شك عندي انهم من الأئمة المضلين أو الدجاجلة الذين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته عنهم وحذرها منهم إذ هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويستعملون خطابنا وآياتنا وأحاديثنا حين يحتاجون ذلك ؛ فإذا قضوا مآربهم وبلغوا غاياتهم تنكروا لنا ولدمائنا ولجهادنا وكشفوا أقنعتهم عن وجوه خبيثة وقلوب حاقدة على الجهاد و أهله وباعوا الجهاد والمجاهدين بثمن بخس من المناصب الحقيرة التافهة ..

ولو ان الشباب تدبروا تصريحاتهم أول الأمر خصوصا تلك التي يدلون بها إلى إخوانهم وأوليائهم الذين كفروا من الطواغيت أو أوليائهم أو هيئاتهم، ولم يغلقوا عقولهم على ما يختصونهم به من الخطاب الديني المصطنع لما انطلت عليهم ألاعيبهم ولما خدعوا بهم أو صدموا بعد فوات الأوان .. فالمؤمن كيس فطن ويجب ان يكون حريصا على هذه الروح ان يتق الله فيها فلا يزهقها الا حيث يتيقن نصرة الدين العظيم، فهو لا يملك وفرة من الأرواح يجرب بعضها هنا وبعضها هناك، فإنما هي روح واحدة فليشح بها ان يمنحها لأولئك الدجاجلة أو يزهقها في سبلهم، وليتذكر انه ما من نبي الا وقد حذر أمته من الدجال كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وانه عليه الصلاة والسلام قد أوصانا ان نتعوذ من فتنته في دبر كل صلاة وما ذلك كله كما يقول شيخ الإسلام الا لان جنس فتنته وخبثه ومخادعته موجودة في كل زمان .. فلنحذرها .

وفي مقابل هذا التفريط الذي وقع فيه كثير من شباب المسلمين اليوم فاغتروا بأولئك الدجاجلة وغضوا طرفهم عن سوءاتهم المكشوفة وتصريحاتهم الخبيثة وعلاقاتهم المشبوهة مع الطواغيت وأذنابهم، وانساقوا وراء شعاراتهم الزائفة فقاتلوا تحت راياتهم بحجة جواز القتال تحت إمرة الأمير الفاجر فتسلق على ظهورهم أوغاد نقضوا ما عاهدوا عليه وتخلوا عن وعودهم بتحكيم شرع الله والتزام منهج الله ..

أقول ؛ في مقابل هذا التفريط افرط بعض الشباب في هذا الباب وغلوا فمنعوا من القتال مع قيادات أو في جبهات لبعض الهنات التي لا تصل إلى الفجور الذي يضر بالمسلمين ولا تقارن مفاسدها بمفاسد تسلط الكفار ولا تقاربها من قريب أو بعيد ..

بل بلغني ان بعض الشباب قد امتنع واستنكف عن الانضواء تحت راية خيرة المجاهدين في زماننا وخلاصتهم بدعوى مخالفتهم لبعض ما يحمله أولئك الشباب من اجتهادات يسع فيها الاختلاف، أو بحجة رفضهم التزام منهج دراسي معين اقترحه أولئك الشباب واختاروه من كتابات بعض المشايخ ونحو ذلك من الحجج والأعذار غير الشرعية التي لا يحل ان يضعف جهاد المسلمين بسببها أو تشتت جهود المسلمين وطاقاتهم من اجلها ..

ختاما نلخص ما تقدم بالنقاط التالية :

أولا: يجب على المجاهدين التفريق بين ما إذا كان الأمير الفاجر أو المعسكر الفاجر أو الدولة الفاجرة واقعا موجودا مفروضا، وبين ما إذا كان الاختيار بيد المجاهدين ومجاله واسعا فلا يحل لهم، والحال كذلك القتال تحت إمرة الفاجر أو اختياره أميرا عليهم بأي حال، فمسالة القتال مع الأمير الفاجر إنما تطرح في حال عدم توفر غيره من الصالحين أو في حال ضعفهم ووهنهم ..

ثانيا: يجب عليهم التفريق بين الأمير الفاجر الذي فجوره ينحصر في نفسه، وبين ذاك الذي يتعدى فجوره وضرره إلى الإسلام والمسلمين، بحيث تكون مفسدته وضرره على المسلمين اعظم من مفسدة الكفار أو مساوية لها، فالأول هو الذي جوز أهل السنة القتال تحت رايته دفعا لمفسدة الكفار التي هي اعظم من مفسدته، أما الثاني فلم يجوزوا القتال معه ولا قصدوه في هذه المسالة ؛ لان القاعدة التي بنيت عليها مسالة مشروعية القتال مع الأمير الفاجر وهي دفع اعظم المفسدتين باحتمال أدناهما لا تنطبق عليه ..

ثالثا: يجب ان يتيقظوا ويتنبهوا إلى انه إذا كان مثل هذا الأمير الفاجر وليس بكافر ولكن مفسدته تتعدى مفسدة الكفار أو تساويها فان القاعدة المذكورة لا تنطبق عليه ولا يحل القتال معه ؛ فلا نعمة ولا كرامة إذن للقتال مع الأمير الذي يعلن ببدعة مكفرة أو يصرح باختيار منهج كفري أو حكم جاهلي ..

وخلاصة القول ان نجتنب الافراط أو التفريط في هذا الباب ..

نجتنب التفريط فلا نجهض جهاد المسلمين أو نحبط ثمراته ونصيره سلما للدجاجلة والائمة المضلين يتسلقون عليه إلى أمجادهم الدنيوية وذلك بتسويغ القتال تحت رايات منافقة خبيثة تلمح أو تصرح بتبني مناهج الكفر في حال تمكينها، أو تتبنى بدعا مكفرة وتوجهات مناقضة لدين الإسلام وعراه الوثقى، بدعوى القتال تحت إمرة الأمير الفاجر، فنحمل هذه المسالة مالا تحتملها، ونزج فيها ما ليس منها ..

ونتجنب الافراط فلا نخذل إخواننا المجاهدين بتعطيل هذه القاعدة وإلغائها بان نشترط للقتال معهم شروطا ما نزل الله بها من سلطان، كان نشترط نقاء صفوفهم وخلوها من العصاة وهو أمر لا سبيل إليه الا فيما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم عند خروج المهدي في آخر الزمان وانقسام الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ..

وإلا فقد تقدم قول شيخ الإسلام عن الغزو مع الأمير الفاجر : (بل كثير من الغزو الحاصل بعد الخلفاء الراشدين لم يقع الا على هذا الوجه) .

أو نشترط إلزامهم باجتهاداتنا أو اختياراتنا التي يحتمل فيها الخلاف، أو نلزمهم بأفكارنا وتصوراتنا مفصلة بحذافيرها، وإلا فلا قتال ؛ فنخذلهم بذلك أو نضيع بعض فرص الظفر والتمكين، بسبب قصر نظرنا وسوء فهمنا ..

ففي البخاري باب (الجهاد ماض مع البر والفاجر)، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم)

ففي هذا الحديث وحديث (لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق إلي قيام الساعة) بشرى بقاء المجاهدين واستمرار الجهاد وعدم تعطله رغم كل الظروف إلى قيام الساعة ..

فلنبقى متوحدين أخوة متحابين وحذار من الفرقة و التخلف عن القافلة لحجج جوفاء ..


(ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه ان الله لغني عن العالمين)

عزام
04-15-2008, 06:13 AM
هذه كتبها ابو شمس في مكان آخر ولكن وجدتها تفيد موضوعنا فسأضعها هنا ان شاء الله
عزام

[الكاتب: حاكم المطيري (http://alsunnah.info/a?i=438)]

عندما دخل الاستعمار الغربي العالم العربي في القرن التاسع عشر لم يدخل أرضا فضاء بل كان في كل بلد دخله الاستعمار مملكة قائمة وحكومة حاكمة، فلم يسع الاستعمار لإسقاطها، إذ وجدها كلها في خدمته فهي التي فتحت له الأبواب، وقامت بمهمة التصدي لمن رفضوا دخوله.

وعندما قام الأمراء المجاهدون والعلماء الربانيون بإعلان الجهاد ضد الاستعمار - آنذاك - كان أول من تصدى لهم تلك الحكومات وعلماؤها، ولم يكن أولئك المجاهدون في نظر الاستعمار ووكلائه أبطالا؛ بل عصابات إجرامية خارجة عن الطاعة والقانون!

هكذا كان ينظر الاستعمار وأتباعه للمجاهد الأمير عبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي وعمر المختار وغيرهم من المجاهدين، الذين لم يصبحوا رموزا للأمة إلا بعد ذلك لمقاومتهم الاستعمار، مع إن بعضهم تواطأت الحكومات على تسليمهم كمجرمي حرب وتم نفيهم أو قتلهم، وكان من علماء السلطة من يفتي آنذاك بمشروعية تصرف تلك الحكومات؟!

لقد ذهبت تلك الحكومات وعطاؤها وكتابها وحكماؤها إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، ودخلوا التاريخ من أسوأ أبوابه، تتبعهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وظل قادة الجهاد الذين ماتوا في السجون أو شنقوا أو استشهدوا في ساحات القتال؛ رموزا وأبطالا.

إذ قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير أمتهم واستقلالها وكرامتها، يوم أن باعت تلك الحكومات وعلماؤها حرية الأمة واستقلالها بثمن بخس، بل وضعوا القيود والأغلال لتوضع فيها أيدي وأرجل المجاهدين الذين تصدوا لهذه الصفقة الآثمة.

لقد عاهد النبي صلى الله عليه وسلم قريشا يوم الحديبية على أن يرد عليهم من جاء منهم مسلما، فلما جاء أبو بصير فاراً من اضطهاد قريش لم يسلمه النبي صلى الله عليه وسلم لهم، بل خلى بينهم وبينه التزاما بالمعاهدة، فلم يمنعهم من أخذه ولم يقم النبي صلى الله عليه وسلم، بتسليمه فلما فر منهم أبو بصير وقتل من احتجزوه ولجأ إلى الساحل يقطع الطريق على قريش، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ويل أمة مسعر حرب لو كان معه رجال).

وبقصته احتج شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم؛ على عدم مسؤولية الدولة الإسلامية عمن قاتل المشركين خارج حدودها، وعلى مشروعية ما فعل أبو بصير وأصحابه.

وبها احتج الشيخ عبد الرحمن حسن بن محمد عبد الوهاب؛ على جواز القتال دون وجود الإمام وإذنه، وقال: (إنما يكون الإمام إماما بالجهاد لا إنه لا جهاد إلا بإمام).

ولا يمكن أن يعتذر للحكومات التي تواطأت على تسليم المجاهدين للاستعمار كما حصل للأمير عبد القادر الجزائري وغيره، احتجاجا بقصة أبي بصير هذه، إذ الفرق واضح والبون شاسع بين دولة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت مستقلة لم تكن تحت هيمنة المشركين ولا سيطرتهم، وتلك الحكومات التي كانت تعمل لخدمة الاستعمار ومخططاته مقابل بقائها واستمرارها ولم تكن تملك من أمرها شيئا.

كما لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم؛ بمطاردة وملاحقة أبي بصير خارج حدود دولته، بل شجع الناس على الالتحاق به، وأقره على تصرفه وأثنى عليه.

كما أن أبا بصير لم يكن من رعايا الدولة الإسلامية ولا مواطنيها وقت المعاهدة التي نصت على إرجاع من جاء من مكة فقط، لا على تسليم أحد من أهل المدينة التي تمثل إقليم الدولة الإسلامية, بينما قامت تلك الحكومات بتسليم المجاهدين الذين هم من مواطنيها؛ وهو تصرف محرم بإجماع الأمة، بل يعد ردة عن الإسلام وناقضا من نواقض الإيمان.

لقد ذهب الذين وصفوا المجاهدين بالإجرام، وظل الأقزام من علماء السلطة وأصحاب الأقلام في دائرة الأقزام وطي النسيان، بينما بقي الحسين بن علي سيد شباب الجنة؛ رمزا للمجاهدين والمكافحين الرافضين للطغيان، وان كان في نظر السلطة خارجا عن الطاعة والنظام.

وكذا لم يضر أسامة بن زيد - رضي الله عنه - طعن الطاعنين فيه، ولا قدح المشككين في قدراته على قيادة القوات لمواجهة الروم، بل قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (والله انه لخليق بالإمارة وان تكونوا طعنتم به فقد طعنتم بأبيه من قبل)!

عزام
04-15-2008, 07:41 AM
ما رأيك بهذا المقال اخي هنا الحقيقة؟
عزام

معنى الايمان الذي يستحق النصر

نحن نقرأ في القرآن قول الله تعالى: ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) (الروم: 47) وتقرأ في صفحة الواقع أن المؤمنين مخذولون مستضعفون. وتقرأ قوله سبحانه وتعالى: ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) (المنافقون: 8) ونرى في الواقع أن المؤمنين أذلاء مستعبدون. ونقرا قوله تعالى: ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً ) (النساء: 141) ولكنا ننظر حولنا فنرى للكافرين على المؤمنين ألف سبيل وسبيلاً. واقرأ آيات أخرى مثل: ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) (الحج: 38) ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا ) (محمد: 11) ( وأن الله مع المؤمنين ) (الأنفال: 19) إلى غير ذلك من الآيات . . ومع هذا نجد القوة والسيادة والمجد من نصيب الكفرة والملحدين، والضعف والتخلف والهوان من نصيب المؤمنين! فما تفسير ذلك، وما تأويله؟.
إن تأويل هذه الآيات بَيِّنٌ غاية البيان. إن كل ما ضمنته هذه الآيات من النصر والعزة والسيادة والتأييد الإلهي إنما ضمنته للمؤمنين ولم تضمنه لكل من يدّعون الإيمان، ويتسمَّون بأسماء أهل الإسلام، فالمدار على المسميات لا على الأسماء، والعبرة بالحقائق لا بالدعاوى.
وإذا كان الإيمان هو النطق بالشهادتين، والمحافظة على بعض شعائر الإسلام، فنحن مؤمنون، وإن كان الإيمان هو التحقق بالأوصاف التي ذكرها القرآن للمؤمنين، فبيننا وبين إيمان القرآن مراحل ومراحل.
إن المؤمنين الذين تكفل الله لهم بالنصر والمعونة والتأييد - في آيات كتابه - لهم صفات ذكرها القرآن نفسه، جلّى بها عقائدهم وأعمالهم وأخلاقهم، التي استحقوا بها تكريم الله تعالى دعوته وتسديده، وليس من الإنصاف أن نذكر ما وعد الله به المؤمنين في القرآن، ثم نطلب تفسير المؤمنين من غير القرآن.
من هم المؤمنون في نظر القرآن؟

( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقاً ) (الأنفال: 2، 3، 4).
( قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون . . . . . ) (المؤمنون: 1، 2).
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر ) (التوبة: 71).
( إ نما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) (الحجرات: 10).
( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) (الحجرات: 15)
( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا، وأولئك هم المفلحون ) (النور: 51). استمع إلى هذه الآيات وإلى غيرها - وما أكثرها في القرآن - ثم أنظر في واقع هذه المئات من الملايين من المنتسبين للإسلام، فما ترى؟ هل ترى - بربك - إلا قوماً أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، أفئدتهم عن الله مشغولة، وصلتهم بالله مقطوعة ( بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ) (الحشر: 14) استعلن فيهم المنكر، واستخفى المعروف، بل صار فيهم المعروف منكراً والمنكر معروفاً، بل أصبح فيهم من يأمر بالمنكر ومن ينهى عن المعروف.
ثم ارجع البصر كرتين في المليار ونصف مسلم، فسترى بينها ملايين أفسدها الغلو الطائفي، وملايين أفسدها التضليل الحزبي، وملايين أفسدها الاستبداد السياسي، وملايين أفسدها الغزو الفكري، وملايين عزلها الاستعمار الشيوعي، وملايين جهّلها الاستعمار الصليبي، وملايين أخرى لا هم في العير ولا في النفير، في غفلةٍ هم لاهون، وفي غمرةٍ ساهون ( أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ) (النحل: 21).
هل تستطيع بعد ذلك إلا أن تقول ما قاله الشاعر قديماً:
ماتت الناس، بل ما أقلهمو! الله يعلم إني لم أقل فندا!
إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا!
ألسنا أقرب إلى المؤمنين الصادقين من اليهود؟ فلماذا انتصروا، ولماذا غُلبنا؟
قلت: إن اليهود انتصروا بقدر ما اعتبروا بسنن الله في الخلق، والاعتبار بسنن الله جزء هام من الإيمان، وقد ضيعناه نحن، وحفظوه هم. لقد استيقظوا ونمنا، وتعلموا وجهلنا، وجدُّوا وتخلفنا، وتعاونوا وتخاذلنا، وأعدوا العدة للغد، ونسينا نحن واجب اليوم. وبذل القوم العرق والدم، ولم نبذل نحن غير الدمع، فأي الفريقين في هذا الموقف أقرب إلى اتباع سنن التاريخ؟
إن سنن الله في الرقي والهبوط، والنصر والهزيمة، لا تظلم أحداً، ولا تحابي أحداً، من أخذ بأسباب النصر ظفر به ولو كان يهودياً، ومن سلك طريق الهزيمة أدركته ولو كان إلى الإسلام منتسباً.
هل أضرب لك مثلاً بالمسلمين في معركة أحد؟ لقد غلطوا غلطة دفعوا ثمنها سبعين شهيداً، فيهم حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ومصعب بن عمير، وسعد بن الربيع وأنس بن النضر، وغيرهم من المؤمنين الأبطال، ولم يغن عنهم أن قائدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أعداءهم عباد الأوثان . .
وسجل ذلك القرآن، وهو الحكم العدل، على المسلمين فقال: ( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها، قلتم أنَّى هذا قل هو من عند أنفسكم، إن الله على كل شيء قدير )
واقرأ معي هذه الآيات الكريمة ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثباتٍ أو انفروا جميعاً ) (النساء: 71). ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) (الأنفال: 60) ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله و لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) (الأنفال: 45، 46). هل عملنا بهذه الآيات؟ إننا لم نأخذ حذرنا، بل أخذنا على غرة، وفوجئنا بمخططات الصهيونية العالمية تواجهنا، ونحن في غفلة من أمرنا . . . ولم نُعِدّ ما استطعنا من قوة، إلا ما اشترينا من أسلحة فاسدة، ترتد إلى الضارب قبل أن تتجه إلى المضروب . وهكذا غفلنا عن أسلحتنا وأمتعتنا فمالوا علينا ميلة واحدة. كما ذكر القرآن الكريم (إشارة إلى قوله تعالى في سورة النساء (ود الذين كفروا لو تغفلوا عن أسلحتكم وأمتعتكم، فيميلون عليكم ميلة واحدة) الآية 102).
ولما لقينا عدونا لم نثبت كما أمر الله الذين آمنوا، ولم نذكر الله كثيراً - بل ولا قليلاً - ولم نطع الله ورسوله، بل ذهبنا نُرفّهُ عن الجنود بالغناء الماجن، والرقص الخليع، ولم نحذر ما نهى الله عنه من التنازع، ففشلنا، وذهبت ريحنا. فكيف بعد ذلك نضع أنفسنا في عداد المؤمنين الذي عناهم القرآن؟ وكيف ننتظر ما وعد الله، ولم نَفِ بما شرط الله؟!
إنه لمجون منا أن نطلب نصر الله ونحن لم ننصر الله، وأن نطلب منه جزاء المؤمنين، ولا نطلب من أنفسنا أوصاف المؤمنين؟. إن علينا أن نصدُق الله فيصدقنا الله. أعني أن نكون مؤمنين حقاً، نرضى بالله وحده رباً، وبالإسلام منهجاً، وبالرسول قدوةً، وبالقرآن إماماً، وأن نبرأ من العبودية لغير الله في كل شيء: في عقائدنا وأفكارنا، في أخلاقنا وسلوكنا، في تشريعنا ونظم حياتنا. بهذا الإيمان وحده نظفر بالسعادة والنصر والعزة التي كتبها الله للمؤمنين في الدنيا، فضلاً عن رضاه ومثوبته في الآخرة.
لكن ألا يوجد مؤمنون صالحون؟.
بلى، ولا تجتمع هذه الأمة على ضلالة، ولكنهم قليل، وهم مع قلتهم مبعثرون كالحبات المتناثرة لم ينتظمها عقد، وكثير منهم أدركه اليأس من الإصلاح فألقى السلاح، وترك الميدان للغزو الفكري الكافر الفاجر الماكر، وبعضهم اكتفى بالعويل والنواح، والبكاء على الأطلال، والاستغراق في الحوقلة والاسترجاع، دون أن يقدموا شيئاً جاداً أو عملاً إيجابياً، وبعضهم وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وضعفوا واستكانوا، وبعضهم . . . . و بعضهم . . . . . والحل عند هؤلاء المؤمنين الصالحين.
الحل أن يتنادى هؤلاء بالعودة إلى الإسلام الصحيح، عقيدةً، وشريعةً، وأخلاقاً، ويذكِّروا بذلك قومهم، مبشرين ومنذرين، فبالإسلام وحده ينتصرون ويسودون، به وحدتهم وقوتهم، وفيه - دون غيره - عز الدنيا وسعادة الآخرة . . . وأن يوحد هؤلاء جهودهم لتحرير أمتهم من الجمود القديم، والتحلل الجديد، والكفر الزاحف عليهم، سافراً حيناً ومقنعاً أحياناً . . وأن يكون هؤلاء الغيورون على علم بطبيعة عصرهم، ومتطلبات زمانهم، وأحوال مجتمعهم، وما يتنازعه من تيارات، وما يكتنفه من مشكلات، فيواجهوها، بمنطق العلماء الدارسين المتخصصين، لا بعقلية المقلدين أو المهرجين. وأن يتسلحوا بالصبر واليقين لمقاومة تلك الموجة المادية الطاغية، التي اكتسحت ديار المسلمين، وغزت عقولهم وقلوبهم بصورة مفزعة، حتى سماها داعية إسلامي كبير " ردة ولا أبا بكر لها ".
فإذا صبروا على حر المعركة بينهم وبين الباطل، وأيقنوا بصدق ما معهم من آيات الله، وآثروا الله ورسوله والجهاد في سبيله على كل ما يحرص الناس عليه من أهل وعشيرة ومال ووطن، استحقوا أن يجعلهم الله أئمة، ويجعلهم الوارثين، ويمكن لهم في الأرض، كما قال تعالى: ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) (السجدة: 24).