تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم سجدة الشكر



أم ورقة
03-02-2008, 04:49 PM
السلام عليكم


ما هي الاحكام المتعلقة بسجدة الشكر
هل ينبغي ان تكون على وضوء و طهارة..
هل ينبغي للمرأة ان تكون ايضاً متسترة كما في الصلاة

مقاوم
03-02-2008, 05:15 PM
أختي أم ورقة
هذا شرح مفصل عن سجود التلاوة وسجود الشكر من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. إن كان ثمة سؤال بعد قراءتك فأنا مستعد للشرح إن شاء الله.

وأما سجود التلاوة والشكر : فلم ينقل أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أن فيه تسليما ولا أنهم كانوا يسلمون منه ; ولهذا كان أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12251)وغيره من العلماء لا يعرفون فيه التسليم . وأحمد في إحدى الروايتين عنه لا يسلم فيه ; لعدم ورود الأثر بذلك . وفي الرواية الأخرى يسلم واحدة أو اثنتين ولم يثبت ذلك بنص بل بالقياس وكذلك من رأى فيه تسليما من الفقهاء ليس معه نص ; بل القياس أو قول بعض التابعين .

وقد تكلم الخطابي على حديث نافع عن { ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن فإذا مر بالسجدة كبر وسجد وسجدنا معه (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} . قال : فيه بيان أن السنة أن يكبر [ ص: 278 ] للسجود وعلى هذا مذاهب أكثر أهل العلم وكذلك يكبر إذا رفع رأسه من السجود قال : وكان الشافعي وأحمد يقولان يرفع يديه إذا أراد أن يسجد . وعن ابن سيرين وعطاء إذا رفع رأسه من السجود يسلم . وبه قال إسحاق بن راهويه .

قال : واحتج لهم في ذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - تحريمها التكبير وتحليلها التسليم . وكان أحمد لا يعرف - وفي لفظ - لا يرى التسليم في هذا .

قلت : وهذه الحجة إنما تستقيم لهم أن ذلك داخل في مسمى الصلاة لكن قد يحتجون بهذا على من يسلم أنها صلاة فيتناقض قوله . وحديث ابن عمر رواه البخاري في صحيحه وليس فيه التكبير . قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد حتي ما يجد أحدنا موضع جبهته . وفي لفظ - حتى ما يجد أحدنا مكانا لجبهته (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} .

فابن عمر قد أخبر أنهم كانوا يسجدون مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر تسليما وكان ابن عمر يسجد على غير وضوء . ومن المعلوم أنه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه أن السجود لا يكون إلا على وضوء لكان هذا مما يعلمه عامتهم ; لأنهم كلهم [ ص: 279 ] كانوا يسجدون معه وكان هذا شائعا في الصحابة فإذا لم يعرف عن أحد منهم أنه أوجب الطهارة لسجود التلاوة وكان ابن عمر من أعلمهم وأفقههم وأتبعهم للسنة وقد بقي إلى آخر الأمر ويسجد للتلاوة على غير طهارة كان هو مما يبين أنه لم يكن معروفا بينهم أن الطهارة واجبة لها . ولو كان هذا مما أوجبه النبي صلى الله عليه وسلم لكان ذلك شائعا بينهم كشياع وجوب الطهارة للصلاة وصلاة الجنازة وابن عمر لم يعرف أن غيره من الصحابة أوجب الطهارة فيها ولكن سجودها على الطهارة أفضل باتفاق المسلمين .

وقد يقال : إنه يكره سجودها على غير طهارة مع القدرة على الطهارة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سلم عليه مسلم لم يرد عليه حتى تيمم وقال كرهت أن أذكر الله إلا على طهر فالسجود أوكد من رد السلام . لكن كون الإنسان إذا قرأ وهو محدث يحرم عليه السجود ولا يحل له أن يسجد لله إلا بطهارة قول لا دليل عليه . وما ذكر أيضا يدل : على أن الطواف ليس من الصلاة ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} والطواف والسجود لا يقرأ فيهما بأم الكتاب وقد قال صلى الله عليه وسلم { إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} والكلام يجوز في الطواف [ ص: 280 ] والطواف أيضا ليس فيه تسليم لكن يفتتح بالتكبير كما يسجد للتلاوة بالتكبير ومجرد الافتتاح بالتكبير لا يوجب أن يكون المفتتح صلاة . فقد ثبت في الصحيح { أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف على بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيء بيده وكبر (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} . وكذلك ثبت عنه : أنه كبر على الصفا والمروة وعند رمي الجمار ; ولأن الطواف يشبه الصلاة من بعض الوجوه .

( وأما الحائض : فقد قيل إنما منعت من الطواف لأجل المسجد كما تمنع من الاعتكاف لأجل المسجد والمسجد الحرام أفضل المساجد وقد قال تعالى لإبراهيم : { وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود } فأمر بتطهيره فتمنع منه الحائض من الطواف وغير الطواف . وهذا من سر قول من يجعل الطهارة واجبة فيه ويقول إذا طافت وهي حائض عصت بدخول المسجد مع الحيض ولا يجعل طهارتها للطواف كطهارتها للصلاة بل يجعله من جنس منعها أن تعتكف في المسجد وهي حائض ; ولهذا لم تمنع الحائض من سائر المناسك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم { الحائض تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} وقال لعائشة (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=25): { افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} . ولما قيل له عن صفية (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=199): أنها حائض قال : { أحابستنا هي ؟ . قيل له : إنها قد أفاضت قال : فلا إذا (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} متفق عليه .

[ ص: 281 ] وقد اعترض ابن بطال (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12997)على احتجاج البخاري بجواز السجود على غير وضوء بحديث ابن عباس : { أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} وهذا السجود متواتر عند أهل العلم وفي الصحيح أيضا من حديث ابن مسعود قال : { قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة النجم فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال : يكفيني هذا قال : فرأيته بعد قتل كافرا (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} .

قال ابن بطال (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12997)هذا لا حجة فيه ; لأن سجود المشركين لم يكن على وجه العبادة لله والتعظيم له وإنما كان لما ألقى الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر آلهتهم في قوله : { أفرأيتم اللات والعزى } { ومناة الثالثة الأخرى } فقال : تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن قد ترتجى فسجدوا لما سمعوا من تعظيم آلهتهم . فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم ما ألقى الشيطان على لسانه من ذلك أشفق وحزن له فأنزل الله تعالى تأنيسا له وتسلية عما عرض له : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } إلى قوله : { والله عليم حكيم } أي إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته .

فلا يستنبط من سجود المشركين جواز السجود على غير [ ص: 282 ] وضوء ; لأن المشرك نجس لا يصح له وضوء ولا سجود إلا بعد عقد الإسلام .

فيقال : هذا ضعيف فإن القوم إنما سجدوا لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم { أفمن هذا الحديث تعجبون } { وتضحكون ولا تبكون } { وأنتم سامدون } { فاسجدوا لله واعبدوا } فسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه امتثالا لهذا الأمر وهو السجود لله والمشركون تابعوه في السجود لله .

وما ذكر من التمني إذا كان صحيحا فإنه هو كان سبب موافقتهم له في السجود لله ولهذا لما جرى هذا بلغ المسلمين بالحبشة ذلك فرجع منهم طائفة إلى مكة والمشركون ما كانوا ينكرون عبادة الله وتعظيمه ولكن كانوا يعبدون معه آلهة أخرى كما أخبر الله عنهم بذلك فكان هذا السجود من عبادتهم لله وقد قال : سجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس .

وأما قوله لا سجود إلا بعد عقد الإسلام فسجود الكافر بمنزلة دعائه لله وذكره له وبمنزلة صدقته وبمنزلة حجهم لله وهم مشركون فالكفار قد يعبدون الله وما فعلوه من خير أثيبوا عليه في الدنيا فإن ماتوا على الكفر حبطت أعمالهم في الآخرة وإن ماتوا على الإيمان فهل [ ص: 283 ] يثابون على ما فعلوه في الكفر . فيه قولان مشهوران . والصحيح أنهم يثابون على ذلك { لقول النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام : أسلمت على ما أسلفت من خير (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=2283#)} وغير ذلك من النصوص ومعلوم أن اليهود والنصارى لهم صلاة وسجود . وإن كان ذلك لا ينفعهم في الآخرة إذا ماتوا على الكفر .

وأيضا فقد أخبر الله في غير موضع من القرآن عن سجود سحرة فرعون كما قال تعالى : { فألقي السحرة ساجدين } { قالوا آمنا برب العالمين } { رب موسى وهارون } وذلك سجود مع إيمانهم وهو مما قبله الله منهم وأدخلهم به الجنة ولم يكونوا على طهارة . وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بنسخه . ولو قرئ القرآن على كفار فسجدوا لله سجود إيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أو رأوا آية من آيات الإيمان فسجدوا لله مؤمنين بالله ورسوله لنفعهم ذلك .

ومما يبين هذا أن السجود يشرع منفردا عن الصلاة كسجود التلاوة وسجود الشكر وكالسجود عند الآيات فإن { ابن عباس لما بلغه موت بعض أمهات المؤمنين سجد وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا رأينا آية أن نسجد } .

أم ورقة
03-02-2008, 05:20 PM
الذي فهمته انه يجوز سجود الشكر و سجود التلاوة بدون وضوء صح؟


و ماذا عن ستر المرأة هل هو واجب ايضاً في هذا السجود؟ بما ان شرط الطهارة سقط فهل يسقط ايضاً هذا الشرط

ايمان نور
03-05-2008, 07:56 PM
الذي فهمته انه يجوز سجود الشكر و سجود التلاوة بدون وضوء صح؟


و ماذا عن ستر المرأة هل هو واجب ايضاً في هذا السجود؟ بما ان شرط الطهارة سقط فهل يسقط ايضاً هذا الشرط
هذا رابط مفيد لكِ أختى
http://www.abunawaf.com/post-5089.html
واجابة السؤال ان سجدة التلاوة والشكر لا يشترط تغطية الشعر فيها والستر الكامل لانهما ليسا من الصلاة بل دليل اما خضوع فى سجود التلاوة او حمد فى سجود الشكر
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ماذا تفعل المرأة عندما تكون تقرأ القرآن وتقابلها آية سجدة هل تسجد وهي بدون غطاء أم ماذا تفعل ؟
الأولى للمرأة إذا مرت بآية السجدة أن تسجد وهي مخمرة رأسها وإن سجدت للتلاوة بدون خمار فنرجو ألا حرج ، لأن سجود التلاوة ليس له حكم الصلاة ، وإنما هو خضوع لله سبحانه وتقرب إليه مثل بقية الأذكار وأفعال الخير
والله أعلى وأعلم

أم ورقة
03-05-2008, 07:58 PM
جزاكِ الله كل خير يا أختي إيمان على الإفادة