تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ومن يطيق ما تطيقون يا أهل غزة؟!



مقاوم
03-01-2008, 05:14 PM
ومن يطيق ما تطيقون يا أهل غزة؟!
كتب أ. أنور قاسم الخضري

http://qawim.net/images/stories/gaza0803_1.jpg

http://qawim.net/exq.gif يزداد الحصار يوما بعد يوم على أهل غزة، وتزداد الهجمات البشعة بكافة الأسلحة على سكان القطاع، وكل يوم تخرج لنا صور الضحايا والشهداء والجرحى، ومشاهد التدمير والتخريب! حتى أن المرء ليقف أمام هذه الصور والمشاهد والأحوال مذهولا يتساءل: ومن يطيق ما تطيقون يا أهل غزة؟!!

أتابع قناة "الأقصى" منذ فترة وأعيش مع أهل غزة مشاعرهم، وإن كنت في حال غير حالهم، ولن يكون شعوري في مستوى مشاعرهم، ولكن! حسبي هنا أن أسجل ما يلي:

ـ أن ما يجري من عدوان على أهلنا في فلسطين يعكس صورة مستقبلنا القادم في حال ظللنا نحافظ على صمتنا الرسمي والشعبي، فإن الأمة الضعيفة المهينة تجرِّئ أعداءها عليها! هذه هي سنة الله في الكون، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وقد مرَّ على أمتنا صورة مماثلة لوضعنا الراهن حين غزا التتر بلاد المسلمين فظلت الأمة صامتة تراقب سقوط المدن الواحدة تلو الأخرى، وهذا ما جرأ الصليبيين عليها وأهل الحقد والضغينة ممن تزيوا بالإسلام ثم ما لبثوا أن شعروا بوهن الأمة فكشفوا عن نفاقهم وأعلنوا زندقتهم وتآمروا مع أعداء الأمة عليها! لأنهم وعوا مقولة: (إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكون)!

وما جرى من سقوط لكابول وبغداد على مرأى ومسمع من الأمة خير دليل على تجرؤ الأعداء علينا حين وجدوا أن رابطتنا الدينية وتماسكنا القومي هش بما فيه كفاية لغزونا والتكالب علينا! وكان مبتدأ ذلك حرب تحرير الكويت التي جرى بموجبها استجلاب الأعداء ورهن قضايانا بهم وتسليطهم على شعوبنا!

هناك فرق في لحظات وعي معينة من التاريخ بين أن نختلف وأن يبلغ خلافنا حدا من القطيعة وبين أن نعطي من واقع هذا الخلاف مبررا لاغتيال أعدائنا لنا! ناسين أو متناسين المنطق العربي (تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسرا وإذا افترقن تكسرت أحادا)، والمنطق العقلي (أكلت يوم أكل الثور الأسود)! ومنطق الدين (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)!

http://qawim.net/images/stories/gaza0803_2.jpg

- أن هذا الثبات الذي يضربه لنا الشعب الفلسطيني يعطينا مثالا حيا على قدرة الشعوب في تبني قضاياها وتضحيتها من أجل كرامتها وحريتها وبقائها على دينها دون أن تهون أو تذل أو تنكسر، مع ارتفاع فاتورة كلفة هذا الثبات والصبر الذي لم تبلغه أمة من الأمم! وهم بذلك يقدمون لنا مثالا حيا وساميا وواقعيا للأمة الإسلامية المجاهدة الصابرة المحتسبة! وهذه المسألة يجب أن تقابل باحترام وتقدير واعتزاز مع تقديم كل سبل الغوث والدعم المادي والمعنوي لهذا الشعب، بما في ذلك الدعاء الصادق والابتهال العريض لله تعالى أن ينصرهم ويثبت أقدامهم!

- كما أن هذا الوضع يوضح بجلاء إلى أي مدى بلغ العجز الرسمي عن معالجة قضايانا العادلة والحفاظ على كرامتنا وأمننا ومقدراتنا ومقدساتنا وثرواتنا وحياتنا! ويبقى السؤال قائما: أي صلاحية لا تزال لهذه الأنظمة العربية بعد أن تخلت عن شرعيتها الإسلامية حين تنكرت للإسلام كدين ومنهج وشريعة؟ وتنكرت لدورها التنموي والاجتماعي؟ وتنكرت لدورها كسلطة ذات سيادة تحمي شعوبها وتدافع عن حقوقهم؟ إن محاسبة هذه الأنظمة على أي من الأدوار التي تنص عليها كتب (السياسة الشرعية) أو (السياسة الوضعية) يعني سقوطها وفشلها بكل معيار؟

وواقع كهذا سيعطي الشعوب مبررا للقيام بما عجزت عنه أنظمتها وأن تتجاوز هذه الحكومات في مساحة التفكير والعمل والتحرك، وهو ما قد يدخل المنطقة في دوامة فوضى عارمة تأتي على الأخضر واليابس!

فلماذا لا تعي هذه الأنظمة -أو تنظر إلى- بلوغ الواقع إلى نقطة حرجة سيكون لها ما بعدها؟! أليس هناك من (مؤمن آل فرعون) في كيان هذه الأنظمة الديكتاتورية التي صمَّت وعميت وأغلقت أسماعها عن أي نصح ورأي؟!

http://qawim.net/images/stories/gaza0803_3.jpg

- إن هذه التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني هي خطوة في سبيل تربيته إلهيا على سمعه تعالى وبصره، (ونبلوكم بالشر والخير فتنة..)، ليميز الله الخبيث من الطيب: في الفكر والولاء والشعار والأفراد والتجمعات! سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا!

وما يؤسف له في هذا الإطار هو ميول بعض الحركات المقاومة للخلط في مواقفها وتعاملها السياسي بين الضرورة وبين الانفلات، خاصة حين تتعامل مع دول حاضنة أو مقدمة للدعم! وإذا كان مبدأ الجاهليات: (أن الحرة تموت ولا تأكل بفرجها)! وأنه لا ينبغي للمرء أن يقع في الخطيئة لإرادة الخير: (كمرضعة الأطفال من كد فرجها.. لك الويل لا تزني ولا تتصدقي)!

إن تقدير الحركات المجاهدة لمتطلبات الضرورة لا يلزم وقوعها في فخ أعداء من صنف آخر وأن تكون رهينة مصالح دول لا ترقب فيهم إلا ولا ذمة! صحيح أنهم يعانون شدة وخوفا وضيقا وتشريدا وتهديدا! لكن هذا لا يجيز لهم خيانة قضيتهم وشعبهم من واقع أنهم يمثلون مقاومة (ضد المحتل)! هذا موقف يحسب لهم بالتأكيد لكنه ينبغي أن لا يكون (شماعة) لأي انحراف عن المسار! فإنه كلما بعد المجاهدون عن مسار الله لهم فقدوا عون الله لهم وتسخيره أولياءه لنصرتهم، (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، بل إنه سبحانه يحيل عليهم النصر إلى هزيمة حتى يفيقوا من سكرة (نحن أبناء الله وأحباؤه)!.. (أولما أصبتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم)!

والمتتبع اليوم لمشاعر الناس يجد نوعا من هذا التراجع في مساندة الجهاد الفلسطيني، في إطار اتهام بعضهم لبعض، وارتهان فصائل منهم للأجنبي أو لقوى مناوئة للمقاومة على أراضيها بل مساندة للعدوان! أليس هذا مؤشر خطير لن تجني ثماره سوى الشعوب التي لا تملك قرارها!

إنني أوصي قوى المقاومة الفلسطينية –بكافة فصائلها- أن تتخلى عن أي ارتهان لقوى معادية، أجنبية كانت أو محلية! ظاهرة أو باطنة! فإن العدو يتربص بالثمرة فلا تخذلوا شعبكم وأمتكم، بل كونوا صرحاء مع الناس: إذا لم تستطع شيئا فدعه.. وجاوزه إلى ما تستطيع! ولا أقصد هنا التخلي عن المقاومة ولكن (اللعب على الخط السياسي) إذا لم نكن قادرين عليه، مستعجلين ثمرة جهادنا وتضحياتنا على غير موعد قطاف!

والله معكم، لن يخذلكم ولن يتركم أعمالكم! والسؤال الأكبر: ماذا قدمنا نحن القاعدون للشعب الفلسطيني؟!


http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2126&Itemid=1

أبو مُحمد
03-01-2008, 08:47 PM
وماذا بيدنا أن نقدم؟
كبلنا بذنوبنا وكبلت الامة بقيود كثيرة وأغلقت منافذ النور من كل جهة والله المستعان.

منير الليل
03-01-2008, 09:16 PM
الله يكون بعونهم

حصار قتل دمار

لو كانت حدودهم مفتوحة لكانوا نزحوا إلى أماكن آمنة..

لكن قدرهم الصمود..

فحيّا الله أهل غزة ...

في لبنان، الصمود.. النزوح.

في غزة الصمود.. الصبر والاحتساب.