تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فقه المقاومة والتوعية السياسية



عزام
03-01-2008, 08:05 AM
انا احب هذا النوع من الدراسات لانها تتكلم عن اصول ومبادىء نستفيد منها في اي بلد كنا وفي أي زمان كنا. بارك لله في كاتبه واحسن اليه.. انا واثق انه سيعجب الاخوة هنا..
لماذا لا نثبت ملفا اخي مقاوم يجمع هذه المقالات المفيدة المختصة بما يسمى فقه المقاومة او التوعية السياسية؟
وهل نضعها هنا او في الصوت الحر؟
عزام
المقاومة .. والاحتلال .. وحرب المصطلحات


تلعب المصطلحات دورا مهما في الحرب الاعلامية, ولأن الاحتلال هو الذي يملك عادة أدوات التفوق الاعلامي فانه سيعتمد سياسة التلاعب الاصطلاحي الذي يساهم في تغـيــيب الحقيقة وخلق مساحة من الغموض تمكنه من تمرير ما يهدف اليه في النهاية . ان القران الكريم حذرنا مبكرا من أن نستغفل من هذه الناحية فقال لنا ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ) البقرة 104 وكلمة( راعنا) ليس فيها شيء من حيث الأصل ولكن اليهود استخدموها تورية لما فيها من دلالة محتملة فنهــى القران المسلمين من استخدامها لكي يقطعوا على اليهود ما يرمون له ، ينظر ابن كثير 1/102 . ان دراسة موجزة كهذه لا يمكن أن تلم بجميع الاصطلاحات التي تعتمدها أبواق الدعاية والتضليل الاستعمارية ولكن يكفينا أن نقدم (نماذج تحليلية) قد تساهم في تشكيل ثقافة عامة كافية لتحصين الذات وتمييز المواقع والمواقف, ومن هذه النماذج :
1-الارهاب : هذا المصطلح الذي لا تمل وسائل الاعـــلام من بثه على مسامعنا صباح مساء, ولكن لو سألت ما معنى هذه الكلمة؟ فانك لن تجد جوابا ! ليس بسبب العجز اللغوي عن التوصل لتعريف واضح (جامع مانع) ولكن هنالك قصد في ابقاء هذه الكلمة بلا معنى محدد ليبقى كيسا مطاطا يمكن استخدامه حسب الحاجة! ولذا تجد ان الابادة الجماعية التي ارتكبها الأمريكان في (هيروشيما ) قديما وفي ( الفلوجة) حديثا لا تسمى ارهابا ! ومقــتل الشيخ أحمد ياسين وهو الرجل القعيد , ومن قبله محمد الدرة الطفل البريءلا يسمى ارهابا بينما قتل الجندي الأمريكي المعتدي على الأرض والعرض يسمى ارهابا !! ان من واجب رجال القانون أيا كانوا أن يقولوا كلمتهم وعلى الأقل أن يعلنوا أن كلمـة (الارهاب) كلمة غير قانونية ما لم يحدد معناها بدقة قابلة للقياس والتطبيق, لا سيما أنهــا من حيث اللغة تحتمل الحق والباطل اذ معناها لغة: التخويف, والتخويف قد يكون مشروعا كما في قوله تعالى( ترهبون به عدو الله وعدوكم) الأنفال 60 وقد يكون محرما كما في تخويف الأبرياء الآمنين ,وقد رتب الاسلام عقوبة شديدة على من يشيع الخوف بين الناس حتى لـو لم يقتل ولم يسرق , جاء في دقائق التفسير 2/24( اذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالا , نفوا من الأرض , وهذا قول كثير من أهل العلم) .
2- التطرف : وهو مصطلح أصبح مرادفا تقريبا لمصطلح ( الارهاب) ولكنه في اللغة الوقوف على الطرف أي بــعيدا عن الوسط , ووصف المـــقاومين بالــتطرف معناه أنهــم بعيدون عن الوسطية والاعتدال , وهذا المعنى يبقى غامضا ما لم نتفق على تحديد نقطـــة (الوسط) لكي نقيس مقدار التطرف , فهل الاحتلال هو الذي يمثل تلك النقطة ؟! وبالتالي فكل من يرفض الاحتلال هو متطرف ؟!!
انه ليس غريبا أن يلجأ المحتل لهذه الأساليب الملتوية , لكن الذي يؤسف له حقيقة انتشار هذه الكلمات في وسائل الاعلام العربي بل وحتى عند بعض الاسلاميين( المتنورين) مـــن دون اي تميز عن استخدامات المحتل واطلاقاته مما يجعل هؤلاء في نظر المقاومة محـــل الريبة والشبهة .


3- الانتحار: وهو المصطلح الذي يطلــــقه الاحتلال بديلا عن ( الاستشـــهاد) مستغلا الزاوية المشتركة بينهما وهي الاقـدام على الموت طواعية, متغافلا عن الفوارق الكــبيرة بينهما , حيث أن المنتحر ضعيف جبان لا يصمد أمام تحديات الحياة فيهرب عنها بالموت , بلا ايمان ولا هدف ولا قضية , بينما الشـهيد قوي شجاع يقدم على الموت بقلب مطمئن وثغر باسم , عقيدته واضحة , وهدفه نبيل , فكيف يقاس هذا بذاك؟!
ان الأمم جميعها تخلد أبطالها الذين يقدمون أرواحهم فداءا لأمتهم وعقيدتهم, ونحن أمة الاسلام عندنا من صور الفـدائية والتضحية ما لا يحصر, وقد قال القرآن ( ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) التوبة 111 وقد جاء في الصحاح قصة الــغلام الذي قــدم نفسه للموت طـواعية من أجل دينه ودعوته , فكيف بمن لا يجد ما يدفع به عن دينه وشرفه وأرضه وعرضه الا هذا السبيل؟
4- المدنيون : وهو مصطلح يقابل ( العسكريين) الا أن الاحتلال بدأ يستخدم هــــذا المصطلح بمعنى( الأبرياء) حينما يتعرض عملاؤه وجواسيسه للاستهداف من قبل رجال المقاومة , نعم ان المدنيين هم غير العسكريين لكن قـد يكونون أخطر منهم , فالمدني قــد يكون هو صانع قرار العدوان وهو المخطط له وهو الراسم لأهدافه , والمدني قد يكـــون جاسوسا أو خبيرا أو ممولا , فهل كل هؤلاء لا يجوز استهدافهم ورد عدوانهم؟! لقد ذهلت وانا استمع لأحد المفتين وهو يحرم استهداف وزارة دفاع العدو لأن فيها موظفين مدنيين !
مع أنه من الثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل الكثير من المدنيين الخونة ومنهم كعب بن الأشرف الذي كان يحرض على قتال المسلمين بماله وشعره الرحيق المختوم 219 ثـــم لو أنه اليوم تعارف الناس على عدم قتل المدنيين حتى لو كانوا من تلك الأصناف لقلنا ان الأمر قابل للتفاوض والأخذ والرد ولا نريد أن يظهر المسلمون كالمتشددين في عالم متسامح لكن صدور مثل هذه الفتاوى في ظل الجرائم اليومية التي يروح ضحيتها آلاف المسلمين من المدنيين الأبرياء دون أي تنديد أو استنكار يثير مقدارا كبيرا من الريبة والشك اذ كان على الأقل - لو كان هناك صدق - أن يكون هناك نوع من المساومة المدروسة لحماية دمائــــنا وأعراضنا , أما شد أيادي المسلمين بهذه الفتاوى مع كل ما يحصل لهم فقد يكون تطمينا للعدو حتى من ردود الفعل الغريرية.
5- الرأي الآخر : وهو مصطلح يقصد منه احترام وجهات النظر المختلفة , الا أن الجديد في هذا المصطلح اطلاقه على معان ليس لها علاقة بالآراء والاجتهادات, ومثلا : لقد جـــاء في كتاب معجم المصطلحات السياسية ص 123 ( بائع الوطن : خائن يتعاون مع محتلي بلاده عن طريق الاشتراك في حكومة دمية تقام فيها) وفي ص67 ( الخيانة العظمى : مناصرة المرء أعداء بلاده بما يفشي من أسرارها السياسية والاقتصادية الى دولة أجنبية معادية فهي الخيانة العظمى التي يعاقب عليها القانون الجنائي بالموت ) لكن هذا الخائن والبائع لوطنه أصبح في الكثير من وسائل الاعلام مجرد رأي آخر!!
ان الاجتهاد في الاسلام محترم حتى لو كان خطأ وصاحبه مأجور, لكن الاجتهاد شيء وموالاة أعداء الاسلام والامة شيء آخر , والقران يقول( ومن يتولهم منكم فانه منهم)المائدة 51
6- قوات التحالف : وهو مصطلح شاع بعد احتلال العراق , لكن الغريب ان يستخدم من قبل عملاء الاحتلال أكثر من الاحتلال نفسه !! ربما نجد تفسيرا مقبولا لهذه الظاهرة وهو أن هؤلاء العملاء يحاولون أن لا يظهروا بمظهر الخائن أو البائع لوطنه , لكن الحقيقة أن هذا المصطلح لا يعني شيئا , فهو لا يعطي التكييف القانوني والاخلاقي لوجود هــــذه القوات على هذه الأرض , فهل هم ضيوف على أهل البلد ؟ وكم مدة اضافتهم؟ أم هم قوات سلام دخلوا بتفويض دولي ؟ أم هم غزاة ومعتدون؟ ان استخدام هذا المصطلح يوحي باعفاء هؤلاء المعتدين مما يترتب على عدوانهم , وفيه أيضا تستر على جريمة الخيانة وبيع الوطن.
7- سقوط النظام : وهو المصطلح الذي أخذ يمثل نقطة مفصلية في تأريخ العراق الحديث , والماكنة الاعلامية للعدوان هي التي روجت لهذا المصطلح حتى شاع في بعض الأوساط النظيفة من دون ترو وتفكير, والأصل أن قوات الاحتلال لا تشيع مصطلحا بريئا , هـــكذا ينبغي أن نتعامل معهم , نعم نحن نعرف أن النظام سقط , ولكن التركيز على هذا المصلح يحمل في طياته مخاطر كبيرة ومنها:
أ- اختزال جريمة الاحتلال المتمثلة باسقاط دولة ذات سيادة وتدمير كل مؤسساتها وتعريض شعبها للضياع والمجهول , اضافة الى ما رافق هذا من مذابح جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ونهب التراث والثروات وقتل العلماء والمفكرين وتهديم البنى التحتية , ان اختزال كل هذا بسقوط النظام يعني الشيء الكثير بلا شك, ومنها صرف النظر عن كل تلك الجرائم وشغل الناس بمرحلة تأريخية قد مضت .
ب- ان استخدام هذا المصطلح يعني محاولة التستر على الأهداف الحقيقية للاحتلال , فالكل يدرك ان هذه القوات ما جاءت لتقديم المساعدات الانسانية للعراقيين , والدليل اصرارها على البقاء ورفض حتى جدولة الانسحاب رغم الخسائر التي يتكبدونها يوميا ورغم الضغط العالمي لا سيما بعد انكشاف الفضائح الخطيرة من سجن ابي غريب وغيره, وبعد مرور أكثر من سنتين على ( سقوط النظام) .
ج- ان استخدام هذا المصطلح يعني بالنتيجة أن المقاومة لا تدافع عن بلد اسمه ( العراق) وانما تقاتل من أجل ( النظام) وفي هذا محاولة مكشوفة لاضعاف شرعية المقاومة وحرمانها من بعض التأييد.
والحقيقة أن المصطلح المتعارف عليه في مثل هذه الحال أن نقول( سقوط بغداد) لكن هذا المصطلح مؤلم وجارح للقلب وربما هذا ما دفع بعض المخلصين أن يتحاشاه ويستخدم مكانه( سقوط النظام) فهذا أهون على النفس , لكن الحقيقة أن بغداد قد سقطت بيد الـــغزاة بغداد عاصمة الأمة الاسلامية لقرون طويلة , بغداد عاصمة الفقه واللغة والتاريخ والحضارة , وبقدر حجم هذه الحقيقة المرة يظهر الحجم الحقيقي للجريمة التاريخية التي ارتكبها هؤلاء الغزاة , وبنفس القدر أيضا ينبغي أن تتحرك طاقات الأمة من المحيط الى المحيط لاسترداد الهيبة والكرامة أو الموت على ترابها الطاهر.
8- المقاومة السلمية : وهو مصطلح استخدمه أولا بعض الفارّين من ميدان الشرف الحقيقي المؤثرين المصالح الآنية واللاهثين بمنافسات تافهة وراء الفتات التافه, ثم شاع في أوساط أخرى أكثر نزاهة ونظافة , فأصبح بالنتيجة كالجراب الواسع الذي يضم كـــل المتشابهات والمتناقضات!! ولتحليل هذا المصطلح علميا نقول: ان النصف الأول لهذا المصطلح ( المقاومة) يعني بالضرورة وجود عدوان , لكن النصف الثاني( السلمية) يعني العكس !! فكيف يجابه العدوان بالسلام؟! وكيف نجمع بين المقاومة وهي بكل اصنافها نوع من الحرب وبين السلام الذي هو نقيض الحرب؟! ان هناك من يظن أن ( المقاومة السلمية) تعني ( غير العسكرية) وهذا وهم لأن العسكرية تقابلها المدنية وليس السلمية , ولهذا فالمــــــقاومة الفكرية او السياسية او الاقتصادية كلها مقاومة وهي نوع من انواع الحرب وكلها داعم للمقاومة العسكرية , والقران يسمي المتصدق بماله مجاهدا ومقاتلا وما سماه مسالما ( ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله) التوبة111 ولو كان الاستخدام بريئا لهان الأمر ولكنا رأينا من يطعن في المقاومة ويمدح الغزاة ويشكرهم وهو مع هذا يؤمن بـ( المقاومة السلمية)

مقاوم
03-01-2008, 12:45 PM
أخي عزام
لعلك تجد هنا عددا لا بأس به من المقالات والدراسات التي تهمك
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=category&sectionid=5&id=31&Itemid=40

وإن تجمع عندنا عدد لا بأس به من المقالات التي تصب في نفس الموضوع نفرد لها ملفا خاصا إن شاء الله.

أبو مُحمد
03-01-2008, 12:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بكل تأكيد ان الحرب تعتمد على هذه المصطلحات بشكل كبير.
وللأسف قد وُظفت كثير من المصطلحات لحرف الاهداف عن مسارها والانكى أننا نردد ورائهم بدون كثير تفكر.
فبالاضافة لما جاء في مقال الاخ بارك الله فيه نجد الفئة الضالة أو الخوارج أو الزنادقة !

وما يستوقفني حقا هو مصطلح المقاومة ... وحتى الكاتب جزاه الله خيرا يبدو انه وقع في مصيدة "المصطلحات" المائعة الغير محددة.

مصطلح المقاموة هو غير محدد ومطاط ومعلوم انه يستخدم من قبل جهات تمرر مشاريعها الخاصة ولا تسمي الاشياء بمسيماتها. والكاتب توجهه اسلامي والحمد لله ومقالته كلها استشهادات بآي القران الكريم ولكنه يستخدم مصطلح "المقاومة" والذي أراه رماديا ويخلط الامور ببعضها.

والله أعلم
وبارك الله فيك أخي عزام

عزام
03-01-2008, 05:58 PM
هي القضية ذات وجهين
1- بعض المصطلحات مثل المقاومة قد تكون ضرورية امام الراي العام العالمي لان كلمة الجهاد قد تبعثهم على تجنب دعمنا. قد تقول لي الراي العام الدولي لا وجود له فاقول لك هذا غير دقيق ربما هو عامل ضعيف ولكنه موجود.. مثلا هل نستطيع ان نقارن بين وضع حركة حماس وبين وضع الحركات الجهادية التي تقاتل الغرب او الحكام تحت مسمى الجهاد؟ حركات المقاومة عندها هامش اكبر للمناورة.. (طبعا هذا لا علاقة له ابدا بالاخطاء التي ارتكبوها مؤخرا والتي لا نبررها ولا نقبل بها)
لم لا نسمع راي الاخ مقاوم؟ :) فهو اخبر منا بهذه الامور
لم اخترت اسم مقاوم وليس مجاهد؟
2- لكن ما لفتني في المقال هي فكرة الانتباه الى الاسماء والمصطلحات التي يستعملها العلمانيون لتغيير مبادئنا بطريقة سلسة لا ننتبه لها. والاخ ابو محمد سيعرف الفكرة التي نريد ان اصل اليها الا وهي ان القضية ليست فقط في النظر الى الامور والعبارات والمقالات من زاوية فقهية حلال او حرام حسب معانيها المباشرة بل ينبغي النظر ايضا الى المقاصد التي ممكن تؤدي اليها... والدليل ان كلمة راعنا من حيث الظاهر لا غبار عليها ولكن لما كانت تستعمل من قبل البهود لاغراض دنيئة امرنا ان نستبدلها.
3- اخ مقاوم اطلعت على الموقع وهو مفيد جدا ورائع لكن انا لا يهمني تخزين المعلومات بل الحوار حولها.. صح؟؟ نريد مشاركة اخي الكريم في توعية الناس على هذا المنتدى توعية سياسية صحيحة. وليت الاخ هنا الحقيقة يساعدنا ايضا كونه يحمل شهادة في العلوم السياسية.
عزام

هنا الحقيقه
03-01-2008, 06:21 PM
وليت الاخ هنا الحقيقة يساعدنا ايضا كونه يحمل شهادة في العلوم السياسية

اخي عزام الحقيقة انا لست من الذين يحبون وضع المواضيع المنقولة الا لمناقشتها
ولا اريد ان احول الموضوع الى حوار اكاديمي فاملا الموضوع تعاريف وعناوين واتفاقيات ومصطلحات فنتركها ما ان نقراها :)
فالذي جلبته قد اختصر كل ما يمكن ان نتكلم عنه

وانا اتفق فيما جاء به هذا المقال وربما لي زيادة فيه في وقتها
واما موضوع المقاومة والجهاد

فان المقاومة ليست جهاد
فليس كل مقاوم مجاهد
ولا كل مجاهد مقاوم

وكلمة مقاومة وجدت في ارضنا العربية خصوصا عندما اشترك القوميون والماركسيون وكل من لا دين له او معتقده وعقيدته ليست دينية والاسلاميون في دفع المحتل ومحاربته فلا يصح ان نطلق على هذه المجموعات بالمجاهدة
فهم رفضوا ذلك وايضا الاسلاميين رفضوا هذا ايضا

فالحقيقة الغرب كما تفضلت يتكلم ويروج للمقاومة اذا ما تعلق الامر في العراق وفلسطين
ويتكلم بكلمة الجهاد
اذا ما تكلم حول المتطرفين في بلاد الغرب وغيرهم

وعموما كلمة مقاومة لا علاقة لها بالدين الاسلامي بشكل واضح
وهناك من سمى نفسه مقاوم او مجموعة سميت نفسها بالمقاومة وغيرها لتبتعد عن كلمة الجهاد كما تفضل صاحب المقال وكان الجهاد سبة
ولا اعلم ان كنا من كلمة الجهاد نتهيب كيف سوف نحمل لواءه

عزام
03-01-2008, 06:40 PM
ولا اعلم ان كنا من كلمة الجهاد نتهيب كيف سوف نحمل لواءه
اخي الحبيب ليست قضية تهيب
لكن المؤمن كيس فطن ويعرف كيف يستفيد من الظروف
فنحن بيننا وبين انفسنا نتكلم عن الجهاد
ولكن امام الاعلام الغربي ممكن نتخير الالفاظ التي تناسبنا وتخدم قضايانا.
فهل يهمنا الاسم فعلا ام النتيجة؟
لنقل ان دولة اسلامية قامت وارادت ان تطبق حكم الاسلام على اهل الذمة وتفرض عليهم الجزية؟ هل يحق لها ان تغير هذا الاسم الى ضريبة مثلا ؟ وتسميهم مواطنين مثلا؟ ام تسميهم بالمصطلحات الاسلامية مثل طالبان حتى لو عادت العالم كله؟ علما انه حتى طالبان تنازلت في بعض الامور والله اعلم.. منها انها تركت الهندوس على عقائدهم وابقت على معابدهم.. ولا اعرف ان كانت تسميهم اهل ذمة؟ ولا اعرف ان كان الهندوس ممكن يعتبروا كذلك وهم مشركين وليسوا اهل كتاب.
انت استاذ في القانون الدولي مثلا.. وهناك كثير من المطلحات المستجدة التي علينا ان نتعامل معها كي نستحصل على حقوقنا؟ فهل ترفض هذه المصطلحات لمجرد عدم ورودها في الشرع؟
الموضوع يحتاج الى نقاش وتقيد ضمن ضوابط معينة بدون افراط او تفريط.
عزام

هنا الحقيقه
03-01-2008, 07:18 PM
اخي الحبيب
هناك امر يجب علينا ان ننتبه له وان نلزم به انفسنا بما الزمنا به رب العزة وهناك ثوابت يجب ان لا نتركها

وعلينا ان نعرض ما نقوله وما نفعله الى كتاب الله وسنة رسوله فان وافق اخذنا به وان لم يوافق تركناه واظن انك تتفق معي عليه

الا وهو ان اي صفة اطلقها الله تعالى فهي لا تخلوا من عدة امور او تشير الى عدة منافع للمسلم
واحد : انها تعبدية
2: ان في هذه الكلمة مفارقة بين اليهود والنصارى وبين المسلمين
3: انها تعط عزة ورفعة وهيبة للمسلم من دون غيره
4ك لها معنى لا يعرفه الا المسلم وعمل لا يفعله الا المسلم وصفة لا يتصف بها الا المسلم


وسوف اخذ هذه الفوائد فقط واطبقها على بعض المصطلحات

فاقول

ان كنا نريد ان نرضى العالم فغدا سوف تكون كلمة مسلم سبة كما هو الحال الان وان كانت بشكل خفيف
فهل لاجل ان نرض العالم نقول نحن نعلم اننا مسلمين ولكن لنقل موحدين او سماويين او عباد او دينيون
حتى لا يؤثر علينا الغرب ولا ينتقمون منا
فان فعلنا هذا نكون قد خالفنا امر الله تعالى وعلى العموم اعتقد انني سوف اضع اية من القرءان التي تبين لك كل ما اقصده واتناولها ربما كلمة كلمة

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ

فنرى قول الله تعالى (جاهدوا ) تحديدا ولم يقل قاتلوا ولم يقل قاوموا ولم يقل اغزوا
وايضا اجتبانا من دون العالم
ثم يقول الله ما جعل عليكم من الدين حرج اي ان لم يجعل لنا الدين مشقة فعلينا ان نفعل ما يامرنا به بدون مشقة ونفعل ما نستطيع ثم يقول الله ويقول انتم على ملة ابراهيم هو سماكم مسلمين فالاقوال ان ابراهيم سمانا او الله تعالى وهذا ما يجعلنا ان لا نغير اسمنا فنحن مسلمون
ولو جاء العالم كله وقال غيروا اسمكم يجب ان لا نرضى وان اردنا ان نرض العالم ونغير اسمنا ايضا لا نرضى
فالجهاد اخي : ليس فقط يصف حالة او فعل من المسلم
انما فيه حكم خفية وظاهرة
ومنها :
1: ان كلمة الجهاد ودت بالقرءان وكثير من الايات بذكر الجهاد فكانها اوفعلا كلمة تعبدية بحد ذاتها فلا يجوز من اراد ان يفع راية الله ويعلو كلمة الله تعالى يقول اني ذاهب لاقاوم

2: انها كلمة ترهب العدو وتغيض الكفار في كل وقت وفي كل منزل ولهذا انهم يحاربوها فكانها سلاح بيد المسلم فهل يجوز للمسلم ان يلق سلاحه وامامه العدو ؟

3: ان كلمة الجهاد مخصوصة للمسلمين ولا ينازعهم عليها احد فلا جهاد الا للمسلم فهل نرمي هذه المفخرة ونتنازل عنها ونبين للكفار نحن ضعفاء نتنازل عن كلمة حتى لو كنا نطبقها تحت اي مسمى لاجل ان نرضيهم
لكن لو قلت لي اننا نتخلى عنها او لا نشيع بلفظها مؤقت لان من قالها سوف يقتل اقول نعم يجوز فالنفس المسلمة اغلى لكن لاجل ان نتعامل معهم ونرجو بضاعة لامنهم فهذا لا يرضى به الله ولا رسوله

اما الجزية وغيها نعمل بها وان اختلفت مسمياتها لانها ليست كلمة تعبدية فالعرب وغيرهم تعاملوا بها وتغيرت اسمائها فليست كلمة تعبدية
والافرنجة كان العب يعطون الجزية لهم حتى جاء الاسلام
فليست مخصوصة للمسلمين خاصة


انت استاذ في القانون الدولي مثلا.. وهناك كثير من المطلحات المستجدة التي علينا ان نتعامل معها كي نستحصل على حقوقنا؟ فهل ترفض هذه المصطلحات لمجرد عدم ورودها في الشرع؟
اما المصطلحات الدولية فنحن نتعامل معها كما نتعامل مع غيرها ولا مانع الا ما منعه الشرع
فلا بأس بذلك ان نستعمل المصطلحات لكن نحن نتكلم عن مصطلحات دينية خاصة تعبدية او تعطيك مفهوم وصفة خاصة بالمسلم لا يجوز ان نتركها
فهل يجوز مثلا
ان خرج علينا غدا الغرب مصطلح
يقول لا تقولوا
مضان شهر الصيام والصائم لا تقولوا انه صائم قولوا ممسك عن الطعام والشراب
فهل نقبل بهذا شرعا ؟

وعدوة الى بدا
اخي الحبيب المقاومة ليست كلمة محمة ولا هي ممنوعة انما ان حلت محل كلمة تالجهاد فلا يجوز شرعا
فكما قلنا الجهاد يدل على معنى والمقاومة تدل على معنى ثان لا علاقة له بالجهاد

عزام
03-01-2008, 08:00 PM
اخي الحبيب
هذه امور لا نختلف عليها
ولكن ما اقصده ان هناك عرف دولي يعطي حقوقا لاي شعب ان يقرر مصيره ولو نظريا
والشعوب في العادة حتى الغربية منها تعترف بحق المقاومة لانهم سبق واحتلوا من دول اخرى.. وكثير من الدول الاسلامية المحتلة استفادت لفترة من الفترات من الدعم الغربي لها او تقاطع المصالح الغربية معا: الافغان والشيشان والبوسنة وكوسوفو مؤخرا... (طبعا تغير الوضع بعد 11 ايلول فحتى لفظة المقاومة نفسها اصبحت ارهابا)
ليس هناك مشكلة ان نقول للغرب اننا في فلسطين حركة مقاومة وطنية تريد تحرير ارضها من الاحتلال الاسرائيلي حتى نستفيد من الامتيازات التي يمنحوها لحركات المقاومة الوطنية ونخفف من الاضرار والحصار علينا.. وفي النهاية بيننا وبين انفسنا نحن نعرف تماما ان ما نقوم بهو هو جهاد ونعرف اننا حركة اسلامية تحارب اليهود لانهم يهود ومغتصبين. خطر المصطلح هو حينما يتسرب الى انفسنا ونقتنع به نحن اما في حال التعامل مع العدو فالحرب خدعة وعلينا ان نستفيد من كافة الفرص كي نحمي انفسنا وننال حقوقنا المشروعة..
مثال آخر اتفاقية جنيف بخصوص اسرى الحرب وتحريم استعمال النابالم والقنابل العنقودية .. ليست اتفاقية اسلامية ولكن ممكن نستفيد منها كي نخفف الضرر عن محاربينا ومدنيينا.
اظن اننا متفقون.. فانت وافقتني على جواز استعمال عبارة المقاومة اذا لزم الامر وانا وافقتك ان الجهاد مصطلح تعبدي يجب ان يبقى في نفوسنا كملسمين وكل الحوار الذي جرى هو لتوضيح الضوابط فحسب.
عزام

هنا الحقيقه
03-02-2008, 03:13 PM
اخي العزيز
لكن كما اسلفنا لا نستطيع ان نقول ان المقاومة في فلسطين هو جهاد بما تحتويه الكلمة من معنى
فالجها د لا يقوم على المساومة و الجلوس على طاولة المفاوضات التي تبيح للمحتل والكافر ان ياخذ ارض من ارض الاسلام
انما الجهاد هو لطرد الكفار وقتلهم بله اذاما اعتدوا عليك واغتصبوا ارضك
فكما اسلفت يصح ان نقول على ما يحدث في فلسطين انه مقاومة
ولكن لا يصح او لا ينطبق مصطلح الجهاد على ما يفعلوه
فكما اخبرنا ان هناك فرق بين المقاومة والجهاد فكلا المصطلحين لهما تعريف مختلف
والجهاد اخي الحبيب ليس دائما هو هدفه مسك الارض كما تعلم عكس المقاومة فهدفها دائما هو تحرير الارض
والمقاومة كما تعلم تتحالف مع الشيطان او الكافر والمجاهد لا يجوز له التحالف مع الكافر والشيطان
والمقاومة لها طرق ملتوية ودنيئة وغير شريفة بعض الاحيان والجهاد كل طرقة مشروعة واضحة تلتزم بما قال الله وقال رسوله

وعموما انا لا اعتبر ما يحدث الان في فلسطين كله جهاد حتى في حماس ليس كلهم مجاهدون على العكس ففيهم من لا يؤمن بالجهاد ومنهم غير ذلك لكن كمصطلح عام لا نستطيع ان نقول ان حماس مجاهدة هكذا بالعموم ونستطيع ان نقول انهم مقاومين واعلم ان هذا القول لن يهضمه البعض ولكن هذه الحقيقة ولا مجاملة فيها

عزام
03-02-2008, 03:26 PM
صحيح اخي هنا الحقيقة انا اوافقك مئة بالمئة
انا يسؤني ان يقال ان فلان استشهد انتقاما وثأرا لشخص الرنتيسي او الشيخ احمد ياسين مع بالغ محبتنا وتقديرنا لهم.. لكن المجاهد يقاتل لرفع راية لا اله الا الله لا للثأر ولا للانتقام.
ويبقى القبول بيد رب العزة ولا نزكي على الله احدا. وندعو للمجاهدين بالنصر والتمكين في اي ارض اسلامية.
عزام

هنا الحقيقه
03-02-2008, 03:28 PM
اللهم امين

ذكرتني في حديث لرسول الله واظن انت اعلم مني به

الحمد لله رب العالمين
اشكرك على هذا الحوار الهادئ اخي عزام

عزام
03-02-2008, 03:35 PM
اللهم امين
ذكرتني في حديث لرسول الله واظن انت اعلم مني به
الحمد لله رب العالمين
اشكرك على هذا الحوار الهادئ اخي عزام
بل انا الذي اشكرك على هذا الحوار القيم.
هو موضوع التوعية السياسية والمقاومة موضوع منفصل عن الجهاد كما تفضلت ومن المفيد ان نتحاور حوله لأننا نعيش في عالم متنوع وانا اعرف من مداخلاتك السابقة حول لبنان والحريري ومن دراستك في العلوم السياسية انك قادر على الخوض فيه من ناحية سياسية بحتة ان اردت. فهل ترغب ان نواصل البحث فيه من هذه الناحية.. ام تفضل ان نفتح حوارا جديدا حول فقه الجهاد وشروطه.
عزام

هنا الحقيقه
03-02-2008, 04:34 PM
كما تريد اخي عزام
فان احببت نفصل نفصل فيما يخص المقاومة وفيما يخص الجهاد
ونبين الفروقات والخصائص او اي شيء يتعلق بهما فانا خادم للعلم
والذي يبحث عن العلم
فتفضلتناول الموضوع وسوف اكون على اثرك ان شاء الله تعالى

عزام
03-02-2008, 04:43 PM
نعم لنترك هذا الموضوع للمقاومة والتوعية السياسية ولنحاول ان نقرا من الروابط القيمة التي وضعها الاخ مقاوم. وتابع معي موضوع الجهاد من فضلك في مداخلة جديدة.
بارك الله بك.
عزام

هنا الحقيقه
03-02-2008, 04:45 PM
ان شاء الله

عابر سبيل
03-02-2008, 05:24 PM
كيف تم التفريق بين المقاومة وبين الجهاد
مع العلم ان تعريف الجهاد هو : من الجُهْد والجَهْد أي إن الجهاد هو بذل الطاقة والمشقة في مقاومة أمر ما، ومن ذلك جهاد النفس أو جهاد العدو أو غير ذلك ,,,
بمعنى آخر : المقاومة جهاد وهو بذل أقصى الجهد لدفع أمر ما
والجهاد مقاومة عدو أو نفس أمارة بالسوء م فبذل أقصى جهده للحصول على مبتغاه
وكما أن قتال الدفع يعتبر جهادا إلا أنه بالمصطلح العام لا ينفك كونه مقاومة
ولفرض مقاومة الفرنسي للنازية يطلق عليها مقاومة وجهادا لما بذله من جهد لردع المحتل
والمسلم حين يدفع عدوا يسمى مقاومة وجهاد فإن قيل هذا دفاعا عن أرض أو شعب لا في سبيل الله قيل وهل قتال الطلب إلا لحفظ الضرورات الخمس حفظ النفس والدين !!

عزام
03-02-2008, 05:37 PM
والمسلم حين يدفع عدوا يسمى مقاومة وجهاد فإن قيل هذا دفاعا عن أرض أو شعب لا في سبيل الله قيل وهل قتال الطلب إلا لحفظ الضرورات الخمس حفظ النفس والدين !!

صحيح اخي الحبيب
ولكن هذه الضرورات الخمس مرتبة بالاولويات وما اتفقنا عليه انا والاخ هنا الحقيقة ان المقاومة لا تسمى جهادا في الحالة التي يقدم فيها حفظ النفس او حفظ الارض على موضوع حفظ الدين. كأن نقاتل العدو تحت راية علمانية او شيوعية لتحرير الارض.
اظن ان الاخ هنا الحقيقة فصل الموضوع باستفاضة.
عزام

هنا الحقيقه
03-02-2008, 05:46 PM
اخي عابر سبيل نحن نتكلم عن مصطلحين
احدهما سياسي والاخر اسلامي

فهل جهاد الفرنسيين الذي سمي بالمقاومة مصطلح سياسي ام ينطبق عليه المصطلح الاسلامي فمن مات منهم شهيدا ام انه مقاومة وجاهدوا العدو من الناحية اللغوية والنحوية وليس من الناحية الدينية يعتبر جهادا ؟

فاخبرني
فان تعريف الصوم في اللغة هو الامساك
فهل كل من امسك عن الطعام والشراب في رمضان فهو صائم من الناحية الشرعية ؟ ان كان كافرا ؟

ولكنه صائم من الناحية اللغوية والتعريف للصوم وصائم حسب المصطلح الطبي والغذائي وغيرها من المصطلحات لكن في المصطلح الشرعي هل هو صائم ؟!!!!!!!

اما الجهاد الذي ذكرته ففي المعاجم يقول
الجِهَادُ : مصـ.-: في الشرع هو قتال من ليس له ذمّة من الكُفَّارhttp://lexicons.sakhr.com/media/d01.gif إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً في سَبِيلِي وابْتِغَاءَ مَرْضَاتِيhttp://lexicons.sakhr.com/media/d02.gif


قلت هذا تعريف الجهاد في الشرع

واما تعريفة في غير الشرع فهو

استفراغ الوُسع في مقاومة العدوِّ.-: الكِفاح؛ كانت حياتُه جهاداً من أجل لقمة العيش.


قلت انظر الفرق بين التعريفين

واكرر نحن نتكلم عن مصطلحين احدهما سياسي والاخر شرعي

عزام
03-02-2008, 05:50 PM
اخي عابر سبيل نحن نتكلم عن مصطلحين
احدهما سياسي والاخر اسلامي

تماما ومن هنا نترك هذا الموضوع للمصطلح السياسي ونتحاور في الموضوع الاخر الذي فتحناه مؤخرا عن المفهوم الاسلامي كي لا نقع في الالتباس.
عزام

مقاوم
03-02-2008, 06:15 PM
لكن هناك حالات يتلازم فيها المصطلحان (حسب تعريفكم) ومنها تحرير الارض تحديدا. من هنا جاءت فتوى الشيخ عبد الله عزام رحمه الله "الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الاعيان" وفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية المشهورة في دفع الصائل: "وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب - بعد الإيمان - من دفعه".

فالتفصيل والله أعلم لا يكون سياسيا وشرعيا وإنما إسلاميا وغير إسلامي. فقد يقاتل الكفار والمشركين من أهل الذمة إلى جانب المسلمين دفعا لعدو مشترك كما هو حاصل في فلسطين مثلا فهل نسمي قتالهم جهادا؟ قطعا لا، لكن لا حرج من تسميته مقاومة. اما المسلم الذي يقاتل دفاعا عن أي من المقاصد الخمسة فقتاله جهادا بكل المقاييس الشرعية والسياسية. والله أعلم

عزام
03-02-2008, 06:24 PM
لكن هناك حالات يتلازم فيها المصطلحان (حسب تعريفكم) ومنها تحرير الارض تحديدا. من هنا جاءت فتوى الشيخ عبد الله عزام رحمه الله "الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الاعيان" وفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية المشهورة في دفع الصائل: "وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب - بعد الإيمان - من دفعه".

فالتفصيل والله أعلم لا يكون سياسيا وشرعيا وإنما إسلاميا وغير إسلامي. فقد يقاتل الكفار والمشركين من أهل الذمة إلى جانب المسلمين دفعا لعدو مشترك كما هو حاصل في فلسطين مثلا فهل نسمي قتالهم جهادا؟ قطعا لا، لكن لا حرج من تسميته مقاومة. اما المسلم الذي يقاتل دفاعا عن أي من المقاصد الخمسة فقتاله جهادا بكل المقاييس الشرعية والسياسية. والله أعلم
صحيح
الاخ هنا الحقيقة يقصد التفريق في المصطلحات اي الالفاظ بين سياسي وشرعي. او لنكن اكثر دقة بين لغوي وشرعي. اما في المعاني فنحن لا نختلف معك. يعني معقول نختلف على هذه المسلمات اخي مقاوم؟
عزام

مقاوم
03-02-2008, 08:56 PM
صحيح
الاخ هنا الحقيقة يقصد التفريق في المصطلحات اي الالفاظ بين سياسي وشرعي. او لنكن اكثر دقة بين لغوي وشرعي. اما في المعاني فنحن لا نختلف معك. يعني معقول نختلف على هذه المسلمات اخي مقاوم؟
عزام
ممتاز...شيء طيب أن نتفق على أن هذه من المسلمات.

لكن القصد والمراد أخي الفاضل هو أن نتفق على التعريفات كذلك ليكون نقاشنا وحوارنا ذات معنى ونستطيع أن نصل فيه إلى نتيجة واضحة وقد لا تكون اتفاقا ، لا بأس، لكن حتى إن اختلفنا فليكن اختلافنا على بينة.

أردت أن أوضح أمر المقاومة والجهاد لأنني أوافق على مقولة أن ليس كل مقاومة جهادا لكن بالتأكيد كل جهاد مقاومة وإن كان جهاد طلب.

وقد اتفق الفقهاء على أن مصطلح الجهاد إذا اطلق ولم يقيد بنفس أو شيطان أو ما شابه فلا يعني إلا القتال، من هنا وجب التوضيح وتوخي الدقة في تعريف المصطلحات التي نتحاور بها لغوية كانت أو شرعية، أليس كذلك؟

عزام
03-03-2008, 07:50 AM
اخي مقاوم
لنحاول ان نفصل بين الجهاد والمقاومة هنا.. الجهاد نتدارسه في موضوع آخر..
اريد ان ادرس المقاومة من الناحية السياسية مستعينا بكل تجارب الامم التي حررت نفسها حتى الدول الغربية التي وقعت تحت الاحتلال النازي.
سؤالي اليك وانت "مقاوم"
ما هي عوامل نجاح المقاومة في اي بلد؟؟ بغض انظر عن دينها..
عزام

مقاوم
03-03-2008, 12:47 PM
قول هيك من الصبح :)
موضوعك الأساسي طرح إشكالية المصطلحات والأخ هنا الحقيقة عزف على هذا الوتر فأردت أن أوضح المسائل حتى نتحاور على بينة.

أما سؤالك عن المقاومة فهو عام واسمح لي (كمهندس ميكانيكي) أن أفككه إلى القطع الأساسية التي تكوّن مفهوم المقاومة من الناحية السياسية العملية وليست التنظيرية.

فالمقاومة مفهوم شمولي يضم تحت جناحه عدة مفاهيم أساسية تمثّل أركان المقاومة الناجحة.

فالمقاومة العملية حالة من الحراك الفكري والعاطفي والجسدي التي تهدف إلى دفع وتغيير واقع سلبي معين (بنظر المقاوم) وعليه فهو ينقسم إلى عدة أقسام:

- إعلامي
- سياسي
- اقتصادي
- حقوقي/ قانوني
- أدبي/فني
- قتالي

طبعا لن أدعي التجرد التام والعقلانية الباردة ولذلك أقول أن المقاومة القتالية هي أسمى وأنجع وأنجح أنواع المقاومة إذا كان الأمر يتعلق بتحرك عسكري للخصم مهما بدا ضئيلا. وما سبق من بنود وصور للمقاومة هي في الواقع روافد يجب أن تصب في الجهد العسكري.

وإليك معلومة مهمة من قراءاتي الاستراتيجية: كل جندي أمريكي في الميدان يقابله عشرون إداري يقومون بمهام مختلفة لدعم وجوده على الأرض، مما يفسر التكاليف الباهظة للآلة العسكرية الأمريكية في أي تحرك مهما صغر حجمه.

إن أحببت يمكننا أن نبدأ بتفصيل البنود أعلاه ونضرب أمثلة ناجحة من التاريخ القديم والحديث والمعاصر. ولكن وقتي لا يسمح بالبحث والمتابعة بشكل يومي فعليك وعلى باقي الإخوة أن يبقوا الموضوع حيا وأنا سأعمل جهدي إن شاء الله، واعذرني سلفا إن كانت معظم مشاركاتي بعد هذه من النقول التي أظن أنها تؤدي الغرض وتثري الموضوع.

أما إن كان هذا لا يناسبك فلا ضير، أتابع قارئا ومتعلما "وعلى قلبي متل العسل"

عزام
03-03-2008, 02:08 PM
اخي مقاوم
خلي الطابق مستور
انا اعرف عنك ما اعرف فكيف افيدك في هذا الموضوع بالذات؟ نحن نتعلم منكم ان شاء الله.
لكن دعني اطرح اسئلة صغيرة وانت تجيبني.
1- اليس الدعم الشعبي ضروريا لنجاح اي مقاومة؟ هل يمكن ان تنجح حركة مقاومة لا تنال دعما شعبيا لنقل مثل بعض الحركات الني كفرت الحاكم والرعية؟
مثلا حزب الله نال دعما شعبيا في مناطقه قبل ان يحرر الجنوب... حماس نالت دعما شعبيا في غزة...
2- هل من الضرورة ان يكون للمقاومة دولة تدعمها وتمدها بالاسلحة كما دعم الامركان المجاهدين الافغان ضد الروس؟
3- هل ممكن تنجح المقاومة بدون حكومة عميلة او متعاملة مع الاحتلال؟
فيشي- المقاومة الفرنسية، السلطة الفلسطينية - حماس الجهاد الاسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية.
4- هل يجب دائما للمقاومة ان يكون لديها جناح سياسي؟
الشين فين- الجيش الايرلندي، حماس - كتائب القسام...
عزام

هنا الحقيقه
03-03-2008, 03:14 PM
السؤال المهم
كيف كل جهاد هو مقاومة ؟
يعني فتح الاراض واخضاعها للدولة الاسلامية
وفتح بلاد فارس واراض الروم وغيرها كانت مقاومة ؟
من اين استنبط هذا المفهوم وكيف نقول انها مقاومة هلا وضح لنا من يقول بهذا الراي من اين استقى هذا التعريف او المفهوم
وهلا اسقطها على المصطلح السياسي والقانوني لمفهوم ومصطلح المقاومة لنرى هل يكون كل جهاد هو مقاومة ام لا
فهذا تعريف خطير لا يصح ان نروج له

عزام
03-03-2008, 03:22 PM
السؤال المهم
كيف كل جهاد هو مقاومة ؟
يعني فتح الاراض واخضاعها للدولة الاسلامية
وفتح بلاد فارس واراض الروم وغيرها كانت مقاومة ؟
من اين استنبط هذا المفهوم وكيف نقول انها مقاومة هلا وضح لنا من يقول بهذا الراي من اين استقى هذا التعريف او المفهوم
وهلا اسقطها على المصطلح السياسي والقانوني لمفهوم ومصطلح المقاومة لنرى هل يكون كل جهاد هو مقاومة ام لا
فهذا تعريف خطير لا يصح ان نروج له
سؤلك للاخ مقاوم اليس كذلك؟
فأنا لم ازاوج بين المفهومين.
عزام

مقاوم
03-03-2008, 03:34 PM
أخي الفاضل
تابع ردودي بالأزرق

اخي مقاوم
خلي الطابق مستور
انا اعرف عنك ما اعرف فكيف افيدك في هذا الموضوع بالذات؟ نحن نتعلم منكم ان شاء الله.
هذا من طيبك وكرم أخلاقك.
لكن دعني اطرح اسئلة صغيرة وانت تجيبني.
1- اليس الدعم الشعبي ضروريا لنجاح اي مقاومة؟ هل يمكن ان تنجح حركة مقاومة لا تنال دعما شعبيا لنقل مثل بعض الحركات الني كفرت الحاكم والرعية؟
مثلا حزب الله نال دعما شعبيا في مناطقه قبل ان يحرر الجنوب... حماس نالت دعما شعبيا في غزة...
بهذا السؤال أنت تعيدنا إلى الأحكام الشرعية. لكن من المنظور السياسي أنا أسألك كيف يأتي الدعم الشعبي والقاعدة الشعبية التي تكوّن الخزان البشري للمقاومة. أليس عن طريق الإعلام الذي يروج لبرنامج سياسي معين تطرح فيه المقاومة برنامجها وتعبئ له. والإعلام ليس بالضرورة أن يكون قناة فضائية أو إذاعة أو صحيفة فالنت اليوم يختصر الكثير من المسافات والمنشور والالشريط المسجل و... و... كما علينا أن نتذكر دائما أن المقاومة غالبا تنطلق من حالة شعبية عارمة فالقاعدة مؤمنة لكن الشحن والتعبئة أمران حيويان لاستمرار الدعم.
2- هل من الضرورة ان يكون للمقاومة دولة تدعمها وتمدها بالاسلحة كما دعم الامركان المجاهدين الافغان ضد الروس؟
ابتداءا لا بد من تصحيح هذه المعلومة المنتشرة بين الناس بسبب الدعاية الأميركية. فالأمريكان لم يدعموا يوما الجهاد في أفغانستان بالمعنى المشهور. لكنهم قبلوا أن يبيعوا لهم حفنة من صواريخ "ستنغر" كانت السعودية تدفع ثمن الواحد سبعين ألف دولار. أما السواد الأعظم من أسلحة المجاهدين في أفغانستان كان من الغنائم ما يشترونه من الجيش الشيوعي وبعض الضباط الروس الذين كانوا يعتبرون أفغانستان منجم ذهب فتح لهم.
لكن مما لا شك فيه أن وجود الدعم المالي واللوجستي يمثل الرئة التي تتنفس بها المقاومة وهو من عناصر الإمداد وليس الوجود وكما يقال في الشرع هو شرط كمال وليس شرط صحة.
3- هل ممكن تنجح المقاومة بدون حكومة عميلة او متعاملة مع الاحتلال؟
فيشي- المقاومة الفرنسية، السلطة الفلسطينية - حماس الجهاد الاسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية.
المقاومة لا تكون دائما ضد حالة احتلال خارجيخذ على سبيل المثال جبهتي مورو ومورو الإسلامية في الفلبين ، ثوار إقليم آتشيه في أندونيسيا، نمور التاميل في سريلانكا، ثوار بورما.
4- هل يجب دائما للمقاومة ان يكون لديها جناح سياسي؟
الشين فين- الجيش الايرلندي، حماس - كتائب القسام...
أنا ممن يقولون بحتمية ذلك لاستمرار النهج المقاوم حتى بعد الانتصار منعا من تكرار التجربة لكن لا بد للقرار السياسي أن ينبثق من الواقع العسكري على الأرض وليس العكس. القرار السياسي إذا لم يعبر عن الحالة الميدانية يصبح عامل هدم وعبء على المقاتلين. وهو ما حصل في إيرلندة وما أدى إلى تخبط حماس في فلسطين والله أعلم.
عزام

مقاوم
03-03-2008, 03:40 PM
سؤلك للاخ مقاوم اليس كذلك؟
فأنا لم ازاوج بين المفهومين.
عزام
أرجو مراجعة مشاركة الأخ عابر سبيل رقم 16 ومشاركتي رقم 20

عزام
03-03-2008, 04:11 PM
بهذا السؤال أنت تعيدنا إلى الأحكام الشرعية. لكن من المنظور السياسي أنا أسألك كيف يأتي الدعم الشعبي والقاعدة الشعبية التي تكوّن الخزان البشري للمقاومة. أليس عن طريق الإعلام الذي يروج لبرنامج سياسي معين تطرح فيه المقاومة برنامجها وتعبئ له. والإعلام ليس بالضرورة أن يكون قناة فضائية أو إذاعة أو صحيفة فالنت اليوم يختصر الكثير من المسافات والمنشور والالشريط المسجل و... و... كما علينا أن نتذكر دائما أن المقاومة غالبا تنطلق من حالة شعبية عارمة فالقاعدة مؤمنة لكن الشحن والتعبئة أمران حيويان لاستمرار الدعم.

السلام عليكم اخي الفاضل مقاوم
لكن حماس وحزب الله لم يكتفوا بالاعلام بل بنوا شبكة هائلة من الخدمات الاجتماعية لمدة سنين قبل وخلال عملهم المقاوم. فهل هناك عمل يؤمن الشحن والتعبئة غير الاعلام و الخدمات الاجتماعية؟
عزام

هنا الحقيقه
03-03-2008, 04:25 PM
نبهنا الى ان كلام عابر سبيل جاء شرح معنى الجهاد لغويا وبينا له نحن نقصد الفرق بين
المصطلح سياسي وبين مصطلح اسلامي وانه تكلم عن جهاد الدفع



واما المشاركة العشرين فانها تشير الى

المقاومة والجهاد يتلازمان في بعض الحالات

وهذا يخالف القول في المشاركة

لكن بالتأكيد كل جهاد مقاومة وإن كان جهاد طلب.

فكيف يكون بعض الحالات وكيف يكون كل جهاد مقاومة
وخصوصا ان التعريف السياسي او الدولي او القانوني البسيط جدا للمقاومة
هو حق استخدام الشعب الوسائل المتاحة للمطالبة بحقوقهم

وسالنا هل الفتوحات الاسلامية في زمن الرسول والصحابة وما بعدهم كانت مقاومة
حسب المصطلح القانوني والسياسي لهذا المصطلح في القانون الحديث ؟!!!!!

فكيف نطبق او نفصل هذا التعريف على الجهاد وخصوصا جهاد الطلب ؟

عابر سبيل
03-03-2008, 04:37 PM
نبهنا الى ان كلام عابر سبيل جاء شرح معنى الجهاد لغويا وبينا له نحن نقصد الفرق بين
المصطلح سياسي وبين مصطلح اسلامي وانه تكلم عن جهاد الدفع



واما المشاركة العشرين فانها تشير الى


وهذا يخالف القول في المشاركة

فكيف يكون بعض الحالات وكيف يكون كل جهاد مقاومة
وخصوصا ان التعريف السياسي او الدولي او القانوني البسيط جدا للمقاومة
هو حق استخدام الشعب الوسائل المتاحة للمطالبة بحقوقهم

وسالنا هل الفتوحات الاسلامية في زمن الرسول والصحابة وما بعدهم كانت مقاومة
حسب المصطلح القانوني والسياسي لهذا المصطلح في القانون الحديث ؟!!!!!

فكيف نطبق او نفصل هذا التعريف على الجهاد وخصوصا جهاد الطلب ؟

من أين لك هذا التفريق بين الاصطلاحي والمجازي واللغوي ولا ادري إذا سيستحدث له مصطلح جديد آخر

أخي الكريم الجهاد من بذل الجهد وبذل الجهد يحتاج إلى أشد المقاومة لتحقيقه
المقاومة دفع بما أوتي الإنسان من قوة فجهد لتحقيق مقاومته فكان مجاهدا
أرني كيف يمكنك التفريق بينهما ......
ثم وإن تمكنت من التفريق فما الذي سيفيد بمثل هذه الحوارات
قد تكون كثرة الموضوعات سببا بعدم المتابعة الدقيقة

أبو مُحمد
03-03-2008, 04:47 PM
السلام عليكم ...
أولا بارك الله فيكم واني متابع كغيري لهذا الحوار الهادف.
ولي مداخلة صغيرة : قد نختلف على المصطلحات ومفهومها وقد نتفق ايضا!
ولكن لماذا لا نتفق على أن "المقاومة" تستخدم للمتاجرة بأمور عديدة ولخلط الامور وهذا لا يعني أن كل من قال بها هو كذلك ولكن لابد أن نتوقف في نظري عن الترويج لما هو مستحدث ونعلم انه مستحدث لاغراض "غير اسلامية!!".

لابد أن نتوقف عن اشاعة اللون الرمادي وخاصة في ذروة سنام الاسلام . نعلم أن البعض يستدر عطف العالم بهذه الالفاظ ولكن لابد الا ننسى أننا نعد جيلا ولسنا مطالبن بنصر بقدر ما نحن مطالبين بأداء ما هو مطلوب منا.
وكفانا "مقاومة" يا أخوة.


حفظ الله الجميع

مقاوم
03-03-2008, 04:48 PM
بهذا السؤال أنت تعيدنا إلى الأحكام الشرعية. لكن من المنظور السياسي أنا أسألك كيف يأتي الدعم الشعبي والقاعدة الشعبية التي تكوّن الخزان البشري للمقاومة. أليس عن طريق الإعلام الذي يروج لبرنامج سياسي معين تطرح فيه المقاومة برنامجها وتعبئ له. والإعلام ليس بالضرورة أن يكون قناة فضائية أو إذاعة أو صحيفة فالنت اليوم يختصر الكثير من المسافات والمنشور والالشريط المسجل و... و... كما علينا أن نتذكر دائما أن المقاومة غالبا تنطلق من حالة شعبية عارمة فالقاعدة مؤمنة لكن الشحن والتعبئة أمران حيويان لاستمرار الدعم.

السلام عليكم اخي الفاضل مقاوم
لكن حماس وحزب الله لم يكتفوا بالاعلام بل بنوا شبكة هائلة من الخدمات الاجتماعية لمدة سنين قبل وخلال عملهم المقاوم. فهل هناك عمل يؤمن الشحن والتعبئة غير الاعلام و الخدمات الاجتماعية؟
عزام
نعم لا شك، لكنهما استفادا من حالة خاصة هي غياب حكومة مركزية توفر مثل هذه الخدمات. قد يكون هناك عدة نشاطات توفر الشحن والأدلجة وكلها متفرع من الأبواب الرئيسية التي ذكرتها آنفا.

هنا الحقيقه
03-03-2008, 04:50 PM
من أين لك هذا التفريق بين الاصطلاحي والمجازي واللغوي ولا ادري إذا سيستحدث له مصطلح جديد آخر

أخي الكريم الجهاد من بذل الجهد وبذل الجهد يحتاج إلى أشد المقاومة لتحقيقه
المقاومة دفع بما أوتي الإنسان من قوة فجهد لتحقيق مقاومته فكان مجاهدا
أرني كيف يمكنك التفريق بينهما ......
ثم وإن تمكنت من التفريق فما الذي سيفيد بمثل هذه الحوارات
قد تكون كثرة الموضوعات سببا بعدم المتابعة الدقيقة

اخي عابر سبيل يرجى قراءءة المشاركات الاولى سوف تعرف عن ماذا نتكلم
نحن لا نتكلم عن الجهاد
اسم او مصطلح لا معنى له او ماذا يقصد به او هل نفرق بين مصطلح البلاغي وغيره
نحن نتكلم
هل يجوز ان نستعيض بكلمة الجهاد ب كلمة المقاومة (مصطلح المقاومة حسب تعريف المجتمع الدولي لها)وهل مصطلح المقاومة في القانون الدولي
تستوفي معنى الجهاد
فقلت انه لا يستوفي لان المقاومة لها خصائص حسب المفهوم الدولي يختلف عن خصائص الجهاد وابسط مثال
ان الجهاد في سبيل الله انواع ومنها
الدفع والطلب
بينما المقاومة في مصطلحة الذي عرفه المجتمع الدولي لا يقول ان المقاومة ان تهجم على دول اخرى او تستبيح اراضيها وتضمها الى اراضيك لانك سوف تكون محتل وغازيا وظالما ومتعديا ومعتديا ويستلزم ردعك
بينما الجهاد او الاسلام والشرع سوف يقول انك فاتحا ومقاتلا في سبيل الله ورافع كلمة الله تعالى ويثوبك على فعللك

فارجو قراءة ما كتبناه سابقا حتى يتوضح لك ما نقصد

عزام
03-03-2008, 05:06 PM
السلام عليكم ...
نعلم أن البعض يستدر عطف العالم بهذه الالفاظ ولكن لابد الا ننسى أننا نعد جيلا ولسنا مطالبن بنصر بقدر ما نحن مطالبين بأداء ما هو مطلوب منا.
حفظ الله الجميع
بعد ان تتفقوا على المصطلحات يا اخوتي انظروا الى مداخلة الاخ ابي محمد فهي بيت القصيد من هذا الحوار..
كل هذا المصطلح "مقاومة" هو للاستفادة من عطف ما يسمى بالمجتمع الدولي او الراي العام الدولي. فل لهذا المجتمع من وجود او فوائد؟ ان لم يكن له اهمية فلنقفل هذا الملف. وان كان له وجود (وهذا رأيي) فدعونا نرى كيف نستفيد منه لخدمة قضايانا..
اردد انا مع الجهاد فقط وليس مع المقاومة ولكن لا ضرورة ان اسمي جهادي امام الغرب جهادا... بل اسميه مقاومة كي استفيد من كثير القوانين التي تتعاطف مع حق الشعرب في تحرير ارضها وتقرير مصيرها على ان احرص الا استعمل هذا المصطلح بين المسلمين الا فيما ندر.
عزام

هنا الحقيقه
03-03-2008, 05:09 PM
اخي عزام
اسالك فقط للتوضيح
هل كل جهاد ممكن ان نسميه للغرب مقاومة ؟
ام تقصد الذي يحدث في فلسطين والعراق وافغانستان ؟

مقاوم
03-03-2008, 05:11 PM
من كان ناقلا فلينقل بدقة ولا يدس علينا ما لم نقله. قلت ما نصه في المشاركة رقم 20:

لكن هناك حالات يتلازم فيها المصطلحان (حسب تعريفكم) ومنها تحرير الارض تحديدا. من هنا جاءت فتوى الشيخ عبد الله عزام رحمه الله "الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الاعيان" وفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية المشهورة في دفع الصائل: "وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب - بعد الإيمان - من دفعه".

فالتفصيل والله أعلم لا يكون سياسيا وشرعيا وإنما إسلاميا وغير إسلامي. فقد يقاتل الكفار والمشركين من أهل الذمة إلى جانب المسلمين دفعا لعدو مشترك كما هو حاصل في فلسطين مثلا فهل نسمي قتالهم جهادا؟ قطعا لا، لكن لا حرج من تسميته مقاومة. اما المسلم الذي يقاتل دفاعا عن أي من المقاصد الخمسة فقتاله جهادا بكل المقاييس الشرعية والسياسية. والله أعلم
الحالات المقصودة بالطبع هي حالات الجهاد التي يقاوم فيها المسلم العدو ونفسه والشيطان وتشمل جهاد الطلب لأنه جهاد للعدو تكون فيه مقاومة النفس وجهادها ومقاومة الشيطان وجهاده على أشدها وحيث أن معنى المقاومة داخل في معنى الجهاد ضمنا بينما العكس غير صحيح كان كل جهاد مقاومة وليس كل مقاومة جهاد.

واضح؟

عزام
03-03-2008, 05:19 PM
اخي عزام
اسالك فقط للتوضيح
هل كل جهاد ممكن ان نسميه للغرب مقاومة ؟
ام تقصد الذي يحدث في فلسطين والعراق وافغانستان ؟
نعم هذه الحالات وحالات كوسوفو و البوسنة و كشمير والشيشان و جبهة مورو....
عزام

هنا الحقيقه
03-03-2008, 05:20 PM
لا حول ولا قوة الا بالله اخي عزام هلا افهمت مقاوم وبينت له نحن نتكلم عن مصطلح
المقاومة في التعريف الدولي ومعناه في المجتمع الدولي ولا نقصد ما معنى المقاومة في اللغة وهي مقاومة النفس وغير ذلك وعلاقة المقاومة كملعنى في اللغة في الجهاد
فكما بينا الفرق بين الامساك والصوم فالامساك داخل بالصوم
ولكن نحن نتكلم عن مصطلح اوجده بالامس القريب المجتمع الدولي
بارك الله بك
فنحن نتكلم في الشرق وهو يتكلم في الغرب ما علاقة المقاومة في اصل التعريف في اللغة وغيرها بمصطلح
المقاومة في القانون الدولي والمجتمع الدولي

فهلا اخبرته ان بداية حوارنا هو هل يصح ان نقول عن الجهاد هو مقاومة ونخضعه للمصطلح الذي اوجده المجتمع الدولي ام لا

وانا ايضا اسال مقاوم هل ينطبق مصطلح المقاومة في القانون الدولي على الجهاد ؟

هنا الحقيقه
03-03-2008, 05:24 PM
نعم هذه الحالات وحالات كوسوفو و البوسنة و كشمير والشيشان و جبهة مورو....
بارك الله بك
لكن هذا ما لا يعترف به الغرب وهم من وضع مصطلح المقاومة
فهم يعتبرون ان ما يحدث في العراق مع الارهاب وغيرها
يعتبرون هناك مجاميع للمقاومة ويعترفون بها

ونجدهم في فلسطين
يعترفون بالمقاومة بعض الاحيان
ونجدهم في افغانستان يقولون انه ارهاب وليس مقاومة وايضا يضعون كلمة (الجهاد) ملاصق للارهاب او ممكن ان تقول جهاد وممكن ان تقول ارهاب

فكيف حصل هذا الاختلاف وتغيير المصطلحات ؟
وما هي ضابطة هذه التحديدات ؟

مقاوم
03-03-2008, 05:51 PM
عجيب أن يتضايق السائل من الجواب على سؤاله. غاب عنك معنى كلامي فبينته لك.

وجهة الموضوع غير واضحة إلى هذه اللحظة. فبينما يقول الأخ عزام أنه يريد أن ينحصر النقاش في فقه المقاومة ومدلولاتها ومتفرعاتها من منظور سياسي بحت أجد الحوار يعود إلى المفهوم الإسلامي لها وأمثلة حماس وفلسطين وأفغانستان وكوسوفا كلها إسلامية.

أما التعريف الذي ورد للمقاومة بحسب القانون الدولي على حد زعم صاحبه فنرجو توثيقه ووضع مصدره. وقد كنت أول من طالب بتعريف المصطلحات والاتفاق على معانيها لنتحاور على موجة واحدة.

تعريف "المقاومة" المعتمد في الأمم المتحدة (مرجعية القانون الدولي) هو التالي وقد صدر
أول قرار في الموضوع برقم 1034، وكان ممّا جاء فيه تأكيد (حق الشعوب الخاضعة للأنظمة الاستعمارية والعنصرية أو لأي شكل من أشكال الهيمنة الأجنبية في تقرير مصيرها وشرعية كفاحها، بما في ذلك حركات التحرر الوطني التي تمارس عملها بما يتناسب وطبقاً لأهداف الأمم المتحدة).
ثم دورة 1973 والقرار 2197، ثم دورة 1976 والقرار 31/102. وجاء فيه ما سبق أن أوصت به اللجنة القانونية (جدّد القرار تأكيد الجمعية العامة على حق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وحقها في المقاومة والكفاح بما في ذلك حركات التحرر الوطني وإدانة أعمال العنف والإرهاب التي تتبعها النظم الاستعمارية في سلب الشعوب المستعمرة حقوقها).

وإليكم هذا المقال الهام في موضوع "المقاومة" (لعيون الأخ عزام :smile:)

حق المقاومة من حقوق الإنسان!

هيثم مناع

ما من قضية شكلت موضوع نقاش ديني ودنيوي، شعبي ودولاني، للعامة والخاصة مثل قضية حق المقاومة DROIT A LA RESISTANCE. فالمقاومة كلمة ترتبط بشرعية القائم وترتبط بالطابع شبه المقدس للسلطة الأقوى وترتبط بتهديد الجماعة السائدة في لحظة ما. وبهذا المعنى فهي كلمة هرطقية مخيفة والأفضل عدم إعطائها حق الوجود. ولكن هل يمكن للبشر التقدم دون مقاومة الاعتياد على روتين النَظم الحاكم لوجودهم، هل يمكنهم التنفس دون مقاومة الظلم الواقع عليهم، هل يمكنهم أكل لقمتهم بكرامة دون مقاومة الاستغلال البرّي لوسائل استمرار عيشهم، هل يمكنهم قول كلمتهم بحرية في غياب الحد الأدنى لقبول اختلافهم؟ أسئلة لا حصر لها جعلت الشعوب والدول تختلف، ويكون اختلافها جذريا أحيانا حول مفهوم المقاومة.

منذ مزدك وكونفشيوس وبوذا وأنبياء الديانات الإبراهيمية، كان الانشقاق جزءا أساسيا من ميكانيزم الحياة لكل الأديان والمعتقدات، وكان الخروج كالدينامو الذي يبعث الحياة في جسم يخشى على نفسه من فساد الناس وصدأ الأيام. ومع كل مؤسسة تبنى كان ثمة تيار رافض لعملية البناء والتأقلم مع السائد، ومع كل حركة تنشط، كان على العكس هناك من يبحث لها عن مكان تركن إليه تأخذ عبره حصتها من المنظومة السائدة دون طيش أو تهور إضافي. ولكن التاريخ، هذا البارومتر الصارم بأحكامه، أعطى السلطة لمن طلبها والنبالة لمن قاومها، وبقيت صورة المسيح المصلوب شاهدا على أن من الهزائم ما يفوق أرفع الانتصارات قيمة واعتبارا، ومن الانتصارات ما هو أشد عارا من الهزيمة.

كان الإسلام الناشئ خروجا على الأعراف والنظم العربية، وعندما تداعت عليه القبائل وتراكب على المسلمين الظلم أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا.."الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق". في نص قرآني يعطي مقاومة الظلم مشروعيتها الكاملة.

كانت البابكية مقاومة للخلافة بالمعنيين الديني والقومي، كذلك كانت حركات الخوارج في المغرب الكبير. ونجد بحق كل أشكال المقاومة السلمية أو المسلحة نعوتا ألطفها مّر. وفي الحضارتين اليونانية والرومانية ارتبط التمرد بشكل عام بالبربرية. أما المقاومة في سنين طغيان الكنيسة في أوربة فنالت أبشع التعبيرات. ومن الضروري متابعة مظالم الكنيسة وتاريخ محاكم التفتيش لمعرفة الثمن الباهظ لما جعل كلمة المقاومة في الأزمنة الحديثة تجد جذورها الأولى في الإصلاح الديني المسيحي. وكما شكلت كتب "المحن" التقارير الأولى لانتهاكات حقوق الإنسان في المجتمع العربي، شكلت مؤلفات العديد من رجال الكنيسة الإصلاحية عن الاضطهاد الذي كانوا ضحيته تقارير عن هذه الانتهاكات في أوربة، ولعل في كتاب بيير جوريو Jurieu
(1637-1713م) "تأملات في الاضطهاد الفظيع الذي تعاني منه كنيسة الإصلاح في فرنسا" الصادر عام 1686 ما يعطي فكرة عن هذه المؤلفات.

في التراث الأدبي الغربي، "حق المقاومة" إذن، عقيدة بروتستنتية دخلت القاموس مع الحروب الدينية. وعلينا انتظار وصول ملوك بروتستنت للسلطة لكي يتبنى عدد من المنظرين الكاثوليك هذا المفهوم. وفي القرن الخامس عشر نجد عند المصلح الديني الإنساني هولدريش زوينغلي Zwingli (1484-1531م) إعطاء المواطنين حق مقاومة الطغيان والتخلص منه. وقد ارتبط تطور مفهوم المقاومة هذا مع تطور مفهوم آخر هو "العقد الاجتماعي" بتعبيراته الأولى (حوالي 1579م). حيث كان الحديث عن عقدين اجتماعيين الأول بين الله والشعب والثاني بين الملك والشعب، وأي انتهاك للملك للدين الحنيف يعني انتهاكه لهذا العقد ويسمح بالتالي للشعب بممارسة حق المقاومة. القانوني غروتيوس (1583-1645م) ينطلق من فكرة احترام الحق الطبيعي للأشخاص باعتبار أن انتهاك هذا الحق هو الذي يمنحهم حق مقاومة الظلم والعسف.

اعتبر صموئيل فون بوفندورف(1632-1694) نظرية الحق الطبيعي قائمة على وجود نظام أخلاقي عالمي وقاعدة داخلية مستقلة للعدالة فوق القوانين المدنية، وصنف القانون الطبيعي والقوانين الإلهية داخل هذا النظام كمعطى أساسي وأول للكائن البشري. في حين صنف القوانين الوضعية باعتبارها بشرية يضعها المشرع لمجتمع معين ولذا فهي مرتبطة بالزمان والمكان والطبائع البشرية. وهذه القوانين الوضعية باعتبارها تنطلق من مصالح المواطنين فهي تسمح لهم باستعمال حق المقاومة في حال وجود سلطة ظالمة. الاستنتاج الذي يصب في منطق جون لوك ويخالف فلسفة هوبس. ولعل فك الاتصال بين حق المقاومة والقوانين الإلهية عند بوفندورف قد أعطاه منذ ذاك الوقت طابعا أكثر عالمية وشمولا.

يمكن اعتبار إعلان الاستقلال الأمريكي (4/7/1776) أول وثيقة تنص صراحة على حق المقاومة. وينطلق الإعلان في إقراره لحق المقاومة من مبدأ اعتبار السلطة العادلة تلك التي تنشأ من اتفاق المحكومين. وأن الاعتداء على هذا العقد الاجتماعي من قبل المستعمرين يعطي الحق للناس في قطع أي التزام لهم مع السلطة الاستبدادية كحق وواجب. ويؤكد النص على أن المقاومة المسلحة هي المرحلة الأخيرة للاحتجاج ضد الهيمنة الاستعمارية (الإنجليزية يومئذ) في المستعمرات الثلاثة عشر الأمريكية. وقد أصبح هذا النص المبكر مرجعا للعديد من حركات التحرير الوطني في القرنين التاسع عشر والعشرين.

الشرعية وغيابها، كانت أيضا وراء نقاشات حق المقاومة خاصة عند استعمالها للعنف. وقد أقر "إعلان حقوق الإنسان والمواطن" (1789م) أربعة حقوق طبيعية للإنسان لا يجوز المس بها: حق الملكية، حق الحرية، الحق في الأمن، الحق في مقاومة الظلم والاستبداد. مؤصلا لهذا الحق في الاتجاهات المدافعة عن هذه الحقوق بشكل مبكر. وقد اعتبرت المادة 33 من النص الثاني لإعلان حقوق الإنسان والمواطن الصادر في 1793 أن حق مقاومة الظلم هو النتيجة الطبيعية لحقوق الإنسان الأخرى. أما "إعلان حقوق وواجبات الإنسان الاجتماعي" الذي أقرته أمة جنيف في 9/6/1793 فقد أقر في المادة العاشرة حقوقا ستة هي المساواة والحرية والأمن والملكية والضمان الاجتماعي ومقاومة الظلم. واعتبرت المادة 44 أن لكل مواطن الحق في مقاومة الظلم ويحدد شكل المقاومة في الدستور..".

أوربة المستفيدة من الاستعمار المباشر ستكون آخر المتبنين لمفهوم مقاومة الاستعمار وآخر القابلين لفكرة حق تقرير المصير، وحتى في الأوساط اليسارية في القرن التاسع عشر، كان يجري الحديث عن توسيع الحقوق السياسية للبلدان المستعمرة لا عن حق تقرير المصير. ويذكر الدكتور صلاح عامر بأن القانون الدولي التقليدي في القرن التاسع عشر لم يتعد "تنظيم اكتساب السيادة على المستعمرات وتأكيدها لصالح الدول الاستعمارية".

كان لثورة أكتوبر وولادة الأممية الثالثة شرقاً والرئيس الأمريكي توماس ودرو ويلسون (1856-1924) غرباً الفضل في إعادة الاعتبار لمفهوم المقاومة بدفاعهما عن حق الشعوب في تقرير مصيرها. الأمر الذي لم تقبل به عصبة الأمم التي أصرت على مفهوم الشعوب البالغة والشعوب القاصرة والتي جاء حرفيا في المادة 22 من عهدها:

"1-المستعمرات والأقاليم التي ترتب على الحرب الأخيرة أنها لم تعد تخضع لسيادة الدول التي كانت تحكمها والتي تقطنها شعوب غير قادرة على الوقوف وحدها في الأحوال القاسية للعالم الحديث، ينطبق عليها المبدأ القاضي بأن رفاهية هذه الشعوب وتقدمها هي أمانة مقدسة في عنق المدنية وبأن يشتمل العهد على الضمانات الكفيلة بالاضطلاع بهذه الأمانة.

2- أن أفضل وسيلة لوضع هذا المبدأ موضع التطبيق العملي هو أن يعهد بالقوامة على هذه الشعوب إلى الأمم المتقدمة، التي هي بحكم مواردها وتجاربها وموقعها الجغرافي، في مركز يسمح لها بالاضطلاع بهذه المسئولية، والتي هي راغبة في قبولها وأن تزاول هذه القوامة بواسطتهم بوصفهم سلطات قائمة بالانتداب وذلك بالنيابة عن العصبة."

إلا أن حركات التحرر الوطني قد بدأت تنمو من الصين حتى المغرب، ولم يعد بالإمكان الدفاع طويلا عن موضوعة الشعوب القاصرة.

عبد القادر الجزائري سيفتح الباب لكاوسن اج كيدا ليصبح رمز المقاومة المناهضة للاستعمار الفرنسي في النيجر بين 1917-1920 وسيزرع لاو تشي (1899-1966) في الأدب العالمي تلك الصلة الحية بين المسؤولية السياسية للكاتب وحق المقاومة عندما ترك بيته وعائلته والتحق بالمقاومة الصينية للاحتلال الياباني. مؤسس مجلة (قاموا حتى الرمق الأخير :Kang dao di) ورئيس تحرير "آداب وفنون حرب المقاومة"، ربط لاو تشي بين المقاومة والتعددية السياسية وضرورة اجتماع كل التيارات ضد الاحتلال. هذا المثل الشرقي الإنساني والديمقراطي، كان يمكن لفرنسا المقاومة أن تعطيه للعالم لو ارتقى "ميثاق المجلس الوطني للمقاومة" إلى مستوى حق تقرير شعوب المستعمرات لمصيرها. فهذا النص، الذي وضعته الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان واليونسكو في الكتاب الوثائقي الصادر عنهما بمناسبة الذكرى الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان: "الفتح العالمي لحقوق الإنسان"، فيه تصور متكامل ليس فقط للنضال ضد الفاشية وإنما إعادة إعمار فرنسا بعد التحرير. حيث ينص على:

- إقامة الديمقراطية الأكثر اتساعا بإعطاء الكلام للشعب وإقرار الاستفتاء العام،
- الحرية الكاملة للفكر، للضمير والتعبير،
- حرية الصحافة، شرفها واستقلالها، واستقلالها عن الدولة وسلطان المال والتأثيرات الأجنبية،
- حرية التنظم، والتجمع والتظاهر،
- احترام حرمة المنازل وسرية المراسلات،
- احترام الشخص الإنساني،
- المساواة المطلقة لكل المواطنين أمام القانون،
وقد طالب الميثاق ببناء ديمقراطية اقتصادية واجتماعية والتنظيم العقلاني للاقتصاد وتطوير ودعم التعاونيات الانتاجية وحق العمال في احتلال مواقع أساسية في مصانعهم وحق العمل والإجازة وتثبيت حد أدنى للأجر وتعزيز استقلال النقابات وإعداد خطة كاملة للضمان الاجتماعي.

للأسف نلاحظ بمرارة أن إعلان الاستقلال الأمريكي لم يرتق إلى علاقة مساواة مع الهنود والسود كما أن "مشروع إعلان المقاومات الأوربية" (1944) لم يجرؤ على حل ديمقراطي حقوقي لموضوع المستعمرات.

هذه النقاط السوداء في معركة "حق المقاومة" استمرت في أروقة الأمم المتحدة التي خرجت من سيطرة أوربة الغربية وبالتالي أقر ميثاق الأمم المتحدة في المادة الأولى منه حق تقرير المصير والمساواة في الحقوق بين الشعوب. وجاء في المادة 55 :"رغبة في تهيئة دواعي الاستقرار والرفاهية الضروريين لقيام علاقات سلمية ودية بين الأمم المتحدة مؤسسة على احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها". ورغم ذلك خاضت الشعوب المستعمرة حروبا طاحنة من أجل الاستقلال في أكثر من بلد لرفض الدول المستعمرة التخلي سلميا عن مستعمرات"ها".

ولعل التوصية رقم 1514 (15) حول منح الاستقلال للشعوب والأقاليم المستعمرة تاريخ 14 ديسمبر 1960، تشكل النص الأوضح والأكثر تقدما على هذا الصعيد حيث جاء فيها:

"1- إن خضوع الشعوب للاستعباد الأجنبي أو سيطرته أو استغلاله يعتبر إنكارا لحقوق الإنسان الأساسية ويناقض ميثاق الأمم المتحدة ويهدد قضية السلام والتعاون في العالم.
2- لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها، ولها بمقتضى هذا الحق أن تحدد بحرية نظامها السياسي وأن تسعى في ظل هذه الحرية إلى تحقيق نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
3- يجب ألا يتخذ بأي حال تخلف الإقليم في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو التعليمي ذريعة لتأخير الاستقلال.
4- يوضع حد لجميع أنواع الأعمال المسلحة أو أعمال القمع الموجهة ضد الشعوب غير المستقلة، وحتى تتمكن من أن تمارس في سلام وحرية حقها في الاستقلال التام وتضمن سلامة إقليمها الوطني.
5- كل محاولة تستهدف التقويض الجزئي أو الكلي للوحدة القومية أو سلامة إقليم أي بلد تعتبر منافية لأهداف ميثاق الأمم المتحدة.".

وقد مهدت هذه التوصية لإقرار مبدأ حق تقرير المصير في المادة الأولى من العهدين الخاصين للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتعبيرا عن آلام القارة السوداء، نال حق المقاومة وتقرير المصير حيزا هاما في الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب حيث جاء في المادة 20:

"1- لكل شعب الحق في الوجود ولكل شعب حق مطلق وثابت في تقرير مصيره وله أن يحدد بحرية وضعه السياسي وأن يكفل تنميته الاقتصادية والاجتماعية على النحو الذي يختاره بمحض إرادته.
2- للشعوب المستعمرة المقهورة الحق في أن تحرر نفسها من أغلال السيطرة واللجوء إلى كافة الوسائل التي يعترف بها المجتمع.
3- لجميع الشعوب الحق في الحصول على المساعدات من الدول الأطراف في هذا الميثاق في نضالها التحرري ضد السيطرة الأجنبية سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم ثقافية.".

ومع نهاية الحرب الباردة، خرجت فكرة حق المقاومة من مجرد حق شعب في الدفاع عن نفسه، فقد تداخلت معالم الاستبداد والاستعباد على الصعيد الدولي، وأصبح حق حماية الشعب الفلسطيني مثلا مسؤولية دولية كما أن إمكانية هذا الشعب للنهوض بعد التحطيم المنهجي الإسرائيلي لمقومات وجوده تعتبر قضية إقليمية وعالمية وليس فقط فلسطينية. وغياب الدعم الإقليمي والعالمي لا يعني فقط معاناة فلسطينية، بل يعني بكل بساطة، أن شعوب المنطقة يصعب أن تشعر بالأمان في ظل غياب الأمان بكل مفاهيمه عن الإنسان الفلسطيني.

يمكن القول اليوم أن أزمة العالم الأحادي القطب ستعيد مفهوم المقاومة بقوة وبشكل متعدد الأشكال والميادين. فالولايات المتحدة التي تشكل القطب الأقوى ليست هي الأكثر تأهلا على الصعيدين الحضاري والحقوقي لضمان القيم التي أعطت للحضارة الغربية بريقها. ومن جهة ثانية، فقد أعطى الحيز الحالي لدمقرطة المعلومات والمعارف لكوادر بلدان العالم القدرة على تجاوز العطاء الأمريكي، بالأخص في كل ما يتعلق بالإصلاح الأخلاقي والثقافي والاقتصادي للنظام العالمي القائم. الأمر الذي يعني ببساطة أن التزايد المضطرد للعنجهية الأمريكية يعزز بشكل مضطرد أشكال المقاومة في الشمال والجنوب على حد سواء. وقد تجلى هذا الأمر أكثر فأكثر بعد أحداث سبتمبر 2001 والأساليب التي اتبعتها الإدارة الأمريكية والتي كان من الواضح فيها غياب النضج والطابع الرد فعلي والتبسيط الفج واختصار العالم في فسطاطين: من ليس معنا فهو في معسكر الشر. من هنا مخاطر صدور أي قرار عن الأمم المتحدة حول حق المقاومة ضمن التصور الأمريكي للإرهاب الذي يعطي الدولة كل حقوق إرهاب خصومها وأعدائها، ويحرم المجتمعات البشرية من مختلف أشكال مقاومتها للاحتلال والطغيان.

في تاريخ البشرية وحتى يومنا، كان الأقوى هو الذي يفرض قواعد الحرب والسلم، وأيضا وللأسف، طبائع البشر أثناء الحرب والسلم، وبهذا المعنى، يبقى الأقوى المسؤول الأول عن البعد الأخلاقي للأشكال التي تأخذها المقاومة باعتبار الظلم منتج أساسي للاعقلانية والحقد في العلاقات بين الإنسانية.

عزام
03-03-2008, 05:56 PM
بارك الله بك
لكن هذا ما لا يعترف به الغرب وهم من وضع مصطلح المقاومة
فهم يعتبرون ان ما يحدث في العراق مع الارهاب وغيرها
يعتبرون هناك مجاميع للمقاومة ويعترفون بها
ونجدهم في فلسطين
يعترفون بالمقاومة بعض الاحيان
ونجدهم في افغانستان يقولون انه ارهاب وليس مقاومة وايضا يضعون كلمة (الجهاد) ملاصق للارهاب او ممكن ان تقول جهاد وممكن ان تقول ارهاب

فكيف حصل هذا الاختلاف وتغيير المصطلحات ؟
وما هي ضابطة هذه التحديدات ؟

اسئلة جميلة
واذا عدنا الى المقال الاول في هذا الموضوع نجده يناقش قضية المصطلحات
ما هو تعريف الارهاب؟
ما هو تعريف المقاومة؟
لماذا تترك هذه المصطلحات فضفاضة؟
انا اعتقد انه بعد 11 ايلول
تم دمج المقاومة مع الارهاب في ذهن الغرب بحيث اصبح من الصعب التمييز بينهما
عزام


عزام

هنا الحقيقه
03-03-2008, 06:07 PM
كنا في بداية كلامنا نتكلم حول الجهاد والمقاومة وهل ممكن ان نستبدل هذا بذاك
فانتهينا الى اتفاق واتفقنا على ما قلناه
ثم اتيت انت وعابر سبيل وقلتم ما ققلتم وكل رد ارد فيه انبهكم على ان كلامنا كان يتمحور حول

مصطلحين بخصائص مختلفة عن الاخر هذا اسلامي وذاك دولي وضعي لكن دخلتم حول معنى الجهاد مصطلح لغوي وهذا ما لا نتكلم به انا وعزام او ما لا نختلف معكم فيه وقال لكم عزام انه من المسلمات

اما بخصوص تعريف المقاومة
الذي جلبته انت

حق الشعوب الخاضعة للأنظمة الاستعمارية والعنصرية أو لأي شكل من أشكال الهيمنة الأجنبية في تقرير مصيرها وشرعية كفاحها، بما في ذلك حركات التحرر الوطني التي تمارس عملها بما يتناسب وطبقاً لأهداف الأمم المتحدة
وهذا الذي انا كتبته مشيرا الى انه تعريف بسيط جدا ولم ادعي انه الرسمي انما قلت تعريف بسيط
(وخصوصا ان التعريف السياسي او الدولي او القانوني البسيط جدا للمقاومة
هو حق استخدام الشعب الوسائل المتاحة للمطالبة بحقوقهم )

فلو طابقنا ما جلبته انت على ما كتبته انا اين الاختلاف فيه ؟!!!!!!
سوى التعريف الرسمي والتعريف البسيط الذي كتبه للتبسيط !!

واعيد واقول هذا التعريف الذي جلبته يؤيد كلامي تماما وينفي نفيا قاطعا ان يكون الجهاد هو المقاومة
فهذا التعريف ينفي ان يكون جهاد الطلب مقاومة لانه يقتصر على تقرير المصير وشرعية التحرر
لكن الجهاد الطلب يعتبره حسب التعريف (الخاضعة للأنظمة الاستعمارية والعنصرية أو لأي شكل من أشكال الهيمنة الأجنبية في تقرير مصيرها وشرعية كفاحها،)

فكيف تقول ان جهاد الطلب ايضا مقاومة وهو يناقض تعريف مصطلح المقاومة في المجتمع الدولي ؟!!!!!

هنا الحقيقه
03-03-2008, 06:12 PM
اسئلة جميلة
واذا عدنا الى المقال الاول في هذا الموضوع نجده يناقش قضية المصطلحات
ما هو تعريف الارهاب؟
ما هو تعريف المقاومة؟
لماذا تترك هذه المصطلحات فضفاضة؟
انا اعتقد انه بعد 11 ايلول
تم دمج المقاومة مع الارهاب في ذهن الغرب بحيث اصبح من الصعب التمييز بينهما
عزام


عزام

احسنت وبارك الله بك اخي عزام
والان انا متفق معك 100\100
وهذه النتيجة التي كنت اريد ان نصل اليها
فياتي السؤال يطرح نفسه عنوة

ان كنا فشلنا بالباس الجهاد حلة المقاومة والغرب يميزون بين ما هو مقاومة وما هو جهاد ويصفون الجهاد بالارهاب ويصفون المقاومة التي ليست على مرامهم او تقاومهم بالارهاب
فلما نتمسك بمصطلح المقاومة الذي ما عاد ينفعنا
ولما لا نعود الى مصطلح الجهاد
فقد جربنا الاول لنجرب الثاني
الذي صلح عليه اولنا فان شاء الله يصلح عليه اخرنا

واذكرك ان الاصل ان تفرض مفهومك انت وليس ان تفصل قمك على مفهوم غيرك

مقاوم
03-03-2008, 06:50 PM
هذا


هو حق استخدام الشعب الوسائل المتاحة للمطالبة بحقوقهم

ليس من هذا في شيء


حق الشعوب الخاضعة للأنظمة الاستعمارية والعنصرية أو لأي شكل من أشكال الهيمنة الأجنبية في تقرير مصيرها وشرعية كفاحها، بما في ذلك حركات التحرر الوطني التي تمارس عملها بما يتناسب وطبقاً لأهداف الأمم المتحدة

ولا من التعديل الأخير عليه كذلك:


جدّد القرار تأكيد الجمعية العامة على حق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وحقها في المقاومة والكفاح بما في ذلك حركات التحرر الوطني وإدانة أعمال العنف والإرهاب التي تتبعها النظم الاستعمارية في سلب الشعوب المستعمرة حقوقها

ولا أريد أن أحول هذا إلى درس في اللغة العربية، هذا أولا.
ثانيا، عندما بينت أن مفهوم المقاومة يدخل في معنى الجهاد لم يكن ذلك انطلاقا من تعريف القانون الدولي للمقاومة ولم أدّع ذلك ولا أظن المسألة بحاجة إلى تبيان فلماذا تقولني ما لم أقله؟

هنا الحقيقه
03-03-2008, 07:07 PM
ثانيا، عندما بينت أن مفهوم المقاومة يدخل في معنى الجهاد لم يكن ذلك انطلاقا من تعريف القانون الدولي للمقاومة ولم أدّع ذلك ولا أظن المسألة بحاجة إلى تبيان فلماذا تقولني ما لم أقله؟

لم اقولك انما من اكثر من مشاركة انوه لك وابين لك واشرح لك انت وعابر سبيل ولكنكم لا تريدون ان تفهموا وحتى عزام بين لك ولكنك لا تريد ان تفهم فما هو ذنبي انك ذهبت الى موضوع بعيد كل البعد عن ما نتكلم عنه
وقلت لك
اننا لا نتكلم عن معنى الجهاد وتعريفه انما نتكلم عن مصطلح المقاومة الذي اوجده المجتمع الدولي
وهل الجهاد ينطبق عليه ذاك المصطلح ولكنك لا تركز في كلامي
وهذا شانك
على العموم لا اريد ان احول الموضوع الى تعليم الاخر كيف يركز في كلام الغير ويفهم منه ما فهم غيره وفهم المواضيع
وبما انك فهمت فالحمد لله

اخي عزام وصلنا لمفترق طرق اما ان نبقى على ما كيفنا مصطلح الجهاد تحته او نرجع الى الاصل فما رايك هل نعيد كلمة الجهاد ام نكيف الجهاد تحت مصطلح جديد ؟

مقاوم
03-03-2008, 08:02 PM
الفهم ليس حكرا على أحد. ولا حرج من طرح أفكار مختلفة في الموضوع الواحد والاستشكال من أساليب البيان.

وما قمنا به أنا والأخ عابر سبيل أدى إلى جلاء الموضوع وكنا قد تجاوزنا كل هذا وبدأنا نتحاور في المقاومة مفهوما وأركانا ونماذج عندما أعدتنا إلى الفرق بين المقاومة والجهاد لأنك لم تفهم المراد. فمن الذي لا يركز يا ترى؟؟

عزام
03-03-2008, 08:11 PM
انا ضعت بصراحة في "حرب المصطلحات" ولا شك ان الاخوة القراء قد ضاعوا اكثر مني..
القضية في بالي كانت دراسة تجارب حركات التحرر الوطني (كي اهرب من كلمة مقاومة) سواء من عدو اجنبي (الجزائر كيف تحررت من فرنسا مثلا) او من نظام قمعي (البوسنة كيف استقلت عن يوغسلافيا) .. لكن هل لدراسة هذه الحركات فائدة تذكر في عصرنا اليوم؟؟ ام ان العالم تغير واصبحت كل هذه الحركات ارهابية؟ بناء على اجابتكم نحدد ان كنا سنكمل ام لا في الموضوع..
عزام

مقاوم
03-03-2008, 08:25 PM
يا أخي عزام

حقيقة لم أعد أفهم ما المراد.

عنوان الموضوع هو:"فقه المقاومة والتوعية السياسية" ولا يخفى عليك المدلول الإسلامي لكلمة فقه المقاومة. فلما تطرقنا إلى الحديث عن الجهاد وعلاقته بالمقاومة قلتم: لا، نحن نتكلم عن المقاومة من المنظور السياسي وحسب التعريف القانوني لها فلما بدأنا نفند المقاومة من هذا المنطلق إذا بك الآن "تهرب من كلمة مقاومة".

أما المنحى الجديد وهو دراسة حركات التحرر الوطني فهو ما كنا نريده أمثلة على أنواع وحالات المقاومة المختلفة.

لا مانع عندي من التحاور حول أي من هذه الأمور لكن "ارسولكم على بر" حتى نستطيع أن نصل إلى شيء.

عزام
03-03-2008, 08:57 PM
يا أخي عزام
حقيقة لم أعد أفهم ما المراد.
عنوان الموضوع هو:"فقه المقاومة والتوعية السياسية" ولا يخفى عليك المدلول الإسلامي لكلمة فقه المقاومة. فلما تطرقنا إلى الحديث عن الجهاد وعلاقته بالمقاومة قلتم: لا، نحن نتكلم عن المقاومة من المنظور السياسي وحسب التعريف القانوني لها فلما بدأنا نفند المقاومة من هذا المنطلق إذا بك الآن "تهرب من كلمة مقاومة".
أما المنحى الجديد وهو دراسة حركات التحرر الوطني فهو ما كنا نريده أمثلة على أنواع وحالات المقاومة المختلفة.
لا مانع عندي من التحاور حول أي من هذه الأمور لكن "ارسولكم على بر" حتى نستطيع أن نصل إلى شيء.
هلق طلع الحق علي؟
اخي الحبيب
صحيح اني بدات بكلمة فقه المقاومة
ولكن لما وجدت ان هناك تداخلا بين المنظور الديني والمنظور السياسي للموضوع فصلت المواضيع، وقلت نفتح موضوعا للجهاد من الناحية الدينية وموضوعا للمقاومة من الناحية السياسية.. كيف تنسى هذه المداخلة المفصلية وتحاسبني على ما قبلها؟
انا منذ هذه المداخلة الفاصلة لم اعد اتحدث من منظور ديني .. لكن هل استطيع ان الزم الباقين بذلك؟ حاسب كل شخص على كلامه ولا تحاسبني على ما قاله غيري..
انا ابسط الامور لاقصى درجة وسألتك خمسة اسئلة من ابسط ما يكون من حيث الاسلوب ليس فيها لا وجع راس ولا تعقيد.. طبعا اجوبتها قد تكون معقدة وطويلة ولكن هي كاسئلة مفهومة وواضحة ومحددة.
فهل تراني محيرا او استعمل اسلوب التعقيد؟
ان شئت اكمل في اسئلتي التي بدأتها معك.. وغيري تتحاور معه دون ان تلزمني بما يقوله وكأني انا الذي قلته.
بالنسبة للهروب من كلمة مقاومة.. انا لا اهرب منها.. لكن يا اخي يسود عندي احساس عام بأن هذا المفهوم مرفوض هتا عند الاكثرية وانت اصبحت تعرفني انا لا اتحدى مشاعر الاكثرية.. ولا احب ان اسبح عكس التيار.. لان الطاقة التي ساصرفها في مكافحة هذا التيار ممكن اوفرها لموضوع اكثر اهمية..
باختصار انا اعرف ماذا اريد بالضبط منذ البداية لكن كونت فكرة واضحة ان الراي العام الدولي وهو العامل الاساسي في نجاح اي مقاومة لا يعنيكم شيئا هنا فعلام اتعب نفسي؟؟؟ انتم لا تعترفون به ..
اجبني على هذا السؤال البسيط : ما الذي يمنع اسرائيل من مسح قطاع غزة عن الوجود كما فعل التتار في بغداد؟؟ هل لانهم غير قادرين عسكريا؟ ام هناك موازين دولية تمنعهم من ذلك؟ كيف قتل مليون رواندي في غضون اشهر دون ان يتحرك العالم فيما العالم كله ينتفض لحدوث مجرزة في غزة يذهب ضحيتها 200 شخص؟
ما هي اسرار صمود القضية الفلسطينية كل هذه الفترة في حين انطفأت قبلها قضايا كبرى وسحقت شعوب وامم دون ان يسمع احد بها..
عزام

من هناك
03-04-2008, 02:29 AM
اجبني على هذا السؤال البسيط : ما الذي يمنع اسرائيل من مسح قطاع غزة عن الوجود كما فعل التتار في بغداد؟؟ هل لانهم غير قادرين عسكريا؟ ام هناك موازين دولية تمنعهم من ذلك؟ كيف قتل مليون رواندي في غضون اشهر دون ان يتحرك العالم فيما العالم كله ينتفض لحدوث مجرزة في غزة يذهب ضحيتها 200 شخص؟
ما هي اسرار صمود القضية الفلسطينية كل هذه الفترة في حين انطفأت قبلها قضايا كبرى وسحقت شعوب وامم دون ان يسمع احد بها..
عزام
السلام عليكم،
اخي عزام انا لم اقرأ الموضوع من بدايته وقد اعود لاحقاً ولكن لفتني منك هذا السؤال.

إن إسرائيل قادرة على مسح القطاع كله كما مسحت القرى والمدن ضمن الخط الأخضر قبل 67 وهي قادرة على غزة الآن ولا شك ولكن ربك سبحانه قدر وما شاء الله كان. صحيح إن الرأي العام الدولي يرفض الآن تدمير غزة بشكل كامل ليس حباً بأهل غزة ولكن خوفاً من الإنفجار قبل ان تصل إسرائيل إلى غايتها.

في الماضي تغاضى الصهاينة عن القطاع لأنه صحراء قاحلة ولكن الفلسطيني الغزاوي اقسى من الصخر وتعامل معها وبنى فيها مخيماته وحرمانه.

إن الوضع في رواندا مختلف تماماً لأنه مثل الوضع في العراق: اهل البلد يقتلون بعضهم البعض بينما الرأي العام العالمي يريد ان يبني دولتان في فلسطين ولذلك لا يمكن متابعة المجازر كما ان هناك اناس قدر الله لهم ان يقفوا خلف قضية فلسطين سواء في داخلها او في خارجها ولذلك توقف الصهاينة بعد ان ارسلوا رسائلهم إلى الخارج وكل الناس اكيدة من ان اولمرت لم يتوقف كرمى لعيون السعودية ولا امريكا ولكنها توقف لأن الصمود العسكري في جنين علمهم انه لا يمكن خنق بلد يقاوم اهلها. في جنين، استخدموا كل عناصر القوة وفي حينها لم يكن في يد الفلسطينين إلا اسلحة فردية وبعض المتفجرات ولم يستطيعوا ان ينهوا المخيم.

اليوم حماس لديها اسلحة اكثر تقدماً وجباليا غير جنين وقد وجدوا مقاومة لمدة خمسة ايام وعاش بعض الجنود ما رأوه في جنوب لبنان من كمائن ومتفجرات ضد الأفراد والآليات وحصر فرقة ولو صغيرة في كمين محكم بدون غطاء جوي. لذلك قرر اولمرت الضرب والهرب وإلا فهناك فينوغراد جديد امامه

إن سر صمود القضية الفلسطينية هو في المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله والسر الآخر يكمن في إيمان اهل فلسطين بأن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بشرهم بأنه لا يضرهم من خالفهم من عربان واعاجم واروام

عزام
03-04-2008, 07:06 AM
إن الوضع في رواندا مختلف تماماً لأنه مثل الوضع في العراق: اهل البلد يقتلون بعضهم البعض بينما الرأي العام العالمي يريد ان يبني دولتان في فلسطين ولذلك لا يمكن متابعة المجازر كما ان هناك اناس قدر الله لهم ان يقفوا خلف قضية فلسطين سواء في داخلها او في خارجها
شكرا بلال
تكفيني هذه العبارة
عزام

مقاوم
03-04-2008, 07:35 AM
أخي عزام
أنا لا أحاسبك أبدا وكلامي كان بصيغة الجمع لكني وجهت الخطاب إليك بصفتك صاحب الموضوع وبإمكانك إدارة الدفة بالاتجاه الذي تريد.

أما الأسئلة الخمسة فقد اجبتك عليها باختصار وكنت آمل أن نتابع الحوار في ذلك الاتجاه وهدفي من الموضوع أن نخرج بنواة لمنهج مقاومة متكامل.

أما الرأي العام الدولي فلا تعول عليه كثيرا لأنه يتبدل ويتغير، ويبدله من بيده أسباب القوة في كل عصر أنظر إلى حال اليهود اليوم وقارنه بحالهم قبل قرن واحد من الزمن.

ثباتنا على الحق لا بد وأن يؤتي أكله في النهاية مهما طال الأمد.

أنا إنسان عملي وأحب أن أصرف وقتي في بلورة المسائل التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع ولا أحب التنظير والجدل الفلسفي في أمور لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع مع أنني أجيد ذلك.

عزام
03-04-2008, 08:17 AM
أخي عزام
أما الرأي العام الدولي فلا تعول عليه كثيرا لأنه يتبدل ويتغير، ويبدله من بيده أسباب القوة في كل عصر أنظر إلى حال اليهود اليوم وقارنه بحالهم قبل قرن واحد من الزمن.

احيانا اسأل سؤال العارف الذي يريد ان يوصل المحاور الى نقطة ما واحيانا اسأل سؤال المستفهم.. طيب تخيل معي انه لا وجود للاعلام.. ما الذي يمنع اسرائيل من ان تدمر غزة كما دمر الحلفاء درسدن؟
هل هو خوفهم من العرب؟ من الراي العام الدولي؟ من ايران..
صدقني انا لا اعرف.. واحب ان استفهم منك..
لا تقل لي انهم يخافون من المجاهدين.. اذا دخلوا الى المخيمات
انا اقول لك بالقصف الجوي... حماس ليس عندها صورايخ ولا مضادات طائرات
معقول يكون اليهود انسانيين ولا يريدون ان يبيبدوا الفلسطينيين؟ هذا غير مقنع..
لا بد من وجود سبب آخر...
رأي عام دولي؟ حوفهم من ردة فعل العرب والمسلمين؟ لا اعرف
هذا ما اريد النقاش حوله..
عزام

مقاوم
03-04-2008, 10:55 AM
احيانا اسأل سؤال العارف الذي يريد ان يوصل المحاور الى نقطة ما واحيانا اسأل سؤال المستفهم.. طيب تخيل معي انه لا وجود للاعلام.. ما الذي يمنع اسرائيل من ان تدمر غزة كما دمر الحلفاء درسدن؟
هل هو خوفهم من العرب؟ من الراي العام الدولي؟ من ايران..
صدقني انا لا اعرف.. واحب ان استفهم منك..
لا تقل لي انهم يخافون من المجاهدين.. اذا دخلوا الى المخيمات
انا اقول لك بالقصف الجوي... حماس ليس عندها صورايخ ولا مضادات طائرات
معقول يكون اليهود انسانيين ولا يريدون ان يبيبدوا الفلسطينيين؟ هذا غير مقنع..
لا بد من وجود سبب آخر...
رأي عام دولي؟ حوفهم من ردة فعل العرب والمسلمين؟ لا اعرف
هذا ما اريد النقاش حوله..
عزام
أخي أنا بدوري لا أملك إجابات أكيدة على هذه الأسئلة وأمثالها إنما هو الاستقراء والتحليل.
لا شك أن الرأي العام الدولي بشكل عام والرأي العام الغربي بشكل خاص يلعب دورا إلى حد ما في سياسات الكيان الصهيوني وتحركاته العسكرية.

وفي السنوات الأخيرة بدأ الحماس لما يسمى بدولة إسرائيل يخف على الصعيد الشعبي الغربي وإن لم يظهر هذا في سياسات حكومات هذه الشعوب. لكن المسألة مسألة وقت والصهاينة يدركون ذلك قبل غيرهم.

هناك مسألة أخرى مهمة جدا وهو الوضع السياسي الداخلي في الكيان الصهيوني وارتفاع الأصوات المطالبة بالسلام من بين اليهود ولعلك سمعت أن إدارة مستوطنة اسديروت عرضت أن تدخل في مفاوضات مباشرة مع حماس لإيقاف إطلاق الصواريخ وجاء هذا معارضا للسياسة الرسمية للكيان.

لا شك أن محو غزة عن الخريطة أمر ممكن من حيث قدرة الصهاينة عليه لكن المسألة تخضع لحسابات الربح والخسارة على المدى الطويل وهم يدركون أن هذا قد يكون بداية النهاية بالنسبة لهم وسوف يحرج حلفاءهم في الغرب كثيرا.

من هناك
03-04-2008, 03:38 PM
اشاد احدهم (بغض النظر عن الأسماء) ببسالة المقاومة في الدفاع عن قطاع غزة وقال انه في حرب عام 1967 سقطت مدينة غزة في ساعتين أما الجيش الإسرائيلي ولكن اليوم جيش الاحتلال يبقى أيام لا يمكنه التوغل عدة أمتار شرق جباليا.

وتساءل: "ما الذي تغير منذ تلك الحرب التي شاركت فيها ستة جيوش عربية بكامل عدتها وعتادها وبين اليوم الذي يقف في وجه قوات الاحتلال عدة آلاف من المقاتلين بأسلحة خفيفة؟"


وأجاب: "إن الذي تغير هو نوعية الجندي المؤمن بالله الذي يقاتل عن عقيدة سليمة وراسخة كأمثال إياد وأبناء كتائب القسام".

عزام
03-04-2008, 04:41 PM
اخي مقاوم
اعتقد ان هذه المقاطع (اتي استقيتها من احد المقالات في الرابط الذي اشرت اليه في اول الحوار)خاصة ما علمت عليه بالاحمر توضح لم تم اختيار كلمة المقاومة كتعبير عن جهاد الدفع. من الممكن ان نعتبر ان الحوار وصل الى نتيجة اذن والحمدلله.. ولكن يبقى الموضوع مفتوحا لدراسة استراتيجيات المقاومة ان كان عندك معلومات عن الموضوع.
عزام


• السبيل الوحيد تجاه الاحتلال:
ما هو السبيل للتعبير عن عدم الرضا والقبول لهذا الواقع المرير المؤلم، لا شك أن الجواب الوحيد هو المقاومة ورفض هذا الظلم والأسى، فالمقاومة هي عملية رفض الظلم والاحتلال، ورفض كل ما يتفرع عنه من مشاريع استسلامية أو تعاون من قبل بعض الأطراف هنا وهناك، بجميع الوسائل المتاحة، بأية درجة ممكنة، وأعلاها درجة اليد، وهو الجهاد بالنفس والمال في سبيل الله، وأوسطها اللسان لفضح المحتلين الظالمين، وأذنابهم من العملاء والمنافقين، وفضح مخططاتهم الخبيثة، ونواياهم العدوانية بحق الأمة، وأدناها القلب، وهو كره المحتل وأذنابه وعملائه.
والمقاومة هي فعل طبيعي لكل إنسان حر، وهو من طبيعة المخلوقات، فجسم الإنسان يقاوم البكتيريا وكل أنواع الميكروبات، ولذلك فمن أقل حقوقه، بل من أعظم واجباته، أن يقاوم المحتلين الغازين ... فكيف إذا كان ذلك المحتل ظالماً، حاقداً، باغياً، كإسرائيل في فلسطين، وأمريكا في العراق وأفغانستان.
هذا الاحتلال الذي جيّش الجيوش والسفن والطائرات، وعبروا البحار والمحيطات، وقطعوا آلاف الكيلومترات، مستهترين بكل القيم والاعتبارات، ضاربين عرض الحائط بكل المسلمين دولاً وشعوباً.
فإذا لم تكن المقاومة في فلسطين وفي العراق اليوم، فمتى يمكنها أن تكون؟
لا شك أن تحرير البلاد والعباد، عبر مقاومة هؤلاء الباغين الظالمين ودفعهم وطردهم، وإجهاض مشاريعهم التآمرية الخبيثة بحق الأمة، هو اليوم من أولى الأولويات، وأعظم القربات، وآكد الواجبات، وهو واجب مقدّس على حر شريف، يحمل هم نفسه وهم أمته، وهو واجب فرضه الله تعالى في قرآنه الكريم إذ حيث يقول: (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون) التوبة.
والجهاد بقسميه (جهاد الدفع وجهاد الطلب) ـ كما قسَّمه العلماء قديماً ـ سيبقى واجباً وركنا مهما من أركان هذا الدين قام به المسلمون أم لم يقوموا، قصّروا أم لم يقصّروا، فهو كما قال رسول الهدى والرحمة: (الجهاد ماض إلى يوم القيامة). وستبقى (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) ولا يتسع المجال في هذا المقال لبيان فضل الجهاد أو التفصيل فيه.
أما كلمة المقاومة والتي هي عبارة القسم الأول من أقسام الجهاد وهو جهاد الدفع، أو رفض الظلم والقهر المتمثل بالمحتل الغاشم الحاقد، فهي مشروعة عند كل الأنظمة والقوانين، ولذلك تختار الكثير من الحركات الإسلامية مصطلح المقاومة حيث يحددون بدقة نوع الجهاد الذي يخوضونه ضد عدوهم الغاشم، وهو جهاد الدفع، وهذا يُكسبهم التأييد الشعبي والوطني لكل أفراد الشعب، المتمثل في كل مواطن يحب وطنه ويسعى لتحريره والدفاع عنه دون أن يكون عنده اهتمام بشرعيته وأجره وثوابه.

• حقائق لا بدَّ من كشفها:
إنَّ حذف شعار الوطنية من قبل المقاومة الشرعية يفسح المجال للعملاء والمأجورين والخونة أن يرفعوا هذا الشعار، لأهدافهم الرخيصة الدنيئة، ومن ثم يصبحوا هم الممثل الشرعي الوحيد لهذه الدولة أو تلك، ومن ثم يكون هم الذين يحق لهم أن يتكلموا باسم الوطن، وبهذا يحرم الصادقون والمخلصون من أن يكون سبيل للمقاومة أو التعبير عما يجول في نفوس الشعوب من رفض للمحتل أو مقاومته، كما هو الحال في فلسطين وممثلها الشرعي الوحيد.
المقاومة حق مشروع لا يختلف اثنان في شرعيتها، والتي تهدف إلى رد المعتدي وإخراج المحتل، إلا أن مصطلح توازن القوى أخذ يتردد على بعض الألسنة في فلسطين والعراق تحديداً من أجل ثني المقاومين وإقناعهم بعدم الجدوى، ومنهم من ذهب بعيداً ليسمي أعمال المقاومة انتحاراً، ومن ثم فهي إثم وحرام.
وقد قص علينا القرآن قصة أصحاب الأخدود حيث أبيدت الثلة المؤمنة وأحرقت بأخدود النار، ونزل القرآن يعلن أنهم هم الفائزون، علماً أن هذه النتيجة كانت محسومة للفارق الكبير في ميزان القوى، وربما كان باستطاعة هؤلاء أن يتجنبوا هذه المواجهة بإخفاء إيمانهم، وكذلك كان موقف السحرة الذين تحدوا جبروت فرعون، وقالوا كلمتهم بكل جرأة وقوة: (فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) طه 72.
تكمن قوة المقاومة في شرعيتها، وقوة الاحتلال في آلته العسكرية، والصراع بين المقاومة والاحتلال صراع بين منطق الشرعية ومنطق الآلة والتدمير، وكما أن المقاومة تحاول أن تحقق خرقاً في آلة العدو وجنوده، فان الاحتلال هو الآخر يحاول أن يحقق أي خرق في قاعدة المقاومة الشرعية.
والقرآن يحدثنا عن فرعون فيقول: (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) غافر: 26.
فرعون يشكك في شرعية موسى عليه السلام ويصفه بأنه يريد أن يظهر في الأرض الفساد، مع أن يديه مغموستان بدماء الأبرياء، وهكذا هو الحال اليوم مع كل أولئك الذين يتعاونون مع إسرائيل في حربها ضد الإرهاب، هذا المصطلح الذي لا يمل الإعلام العربي والغربي من ترداده والتشهير به حتى أصبح المسلم في نظر بعض الجهلة من المسلمين أخطر من اليهود وأخطر من أمريكا على بلاد المسلمين وشعوبهم.
جاء الاحتلال كعادته بأساطيله وجيوشه المدمرة، وكان ذكياً فرفع شـعار الإعمار والديمقراطية، وجاء تحت مسمى محاربة الإرهاب، فظن بعض الناس به خيراً، ووقف الكثير من أصحاب القرار والمفكرين والساسة في جانبه، تحت دعوى حفظ الأمن واستقرار البلاد، وتعاونوا معه على درجات متفاوتة، كل بهدفه، والكل يبرر ما يقوم به، وما يصنعه، ويحاول أن يقنع الآخرين بصحة ما يفعل وضرورته وأهميته.
وتعاون الكثير من أصحاب النظرات القاصرة في إيجاد ما يشوش المسيرة، ببعض الأعمال والتفجيرات التي لا معنى لها إلا أن تؤيد أن الإرهاب واقع خطير ينبغي محاربته.
ولهذا ينبغي أن يتبرأ أهل المقاومة المخلصين من كل عمل يؤدي إلى إراقة دماء الأبرياء أو الإضرار بالبلاد الإسلامية، وينبغي محاولة تتبع وكشف مثل هذه الأعمال، لأن الغالب في معظمها أن تكون مدعومة من قوى الاحتلال نفسه، ليتم له تشويه المقاومة وصرفها على هدفها الصحيح السليم وهو دحر المحتل وكسر شوكته.
هذا ما يمكن أن يتسع له هذا المقال، ولنا لقاء في استراتيجية المقاومة وما ينبغي أن تكون عليه، والسبل المثلى لترشيد عمل المقاومة والمقاومين، في ظل الظلم العالمي الذي لا يرعى حرمة للضعفاء، ولا يعطي الحق لأصحابه، ولذلك على الصادقين المخلصين أن يعلموا حق العلم أن الحق لا يعطى إنما ينتزع انتزاعاً خصوصاً في ظل شريعة الغاب أو تحت حماية قانون حقوق الإنسان.
فحقوق الإنسان لم يمكن أن ترى النور حقاً وحقيقة إلا إذا كانت تحت حماية القانون الإلهي المتمثل في الإسلام والمسلمين، أما أن تكون تحت وصاية بني صهيون أو من لف لفهم، فأنى لها أن ترى النور، وأنَّى لها أن تلمس الواقع، وأنَّى لإنسان أن يأخذ حقه، بل قد يكون الحق هو الباطل، فكما هو معلوم أن الإنسان إذا ابتعد عن الله وتعاليم فإنه يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً. وهذا ما يجري اليوم في دنيا الناس ومعاشهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عزام
03-06-2008, 11:17 AM
تذكير للاخ مقاوم ان يجيبني
عزام

عزام
03-10-2008, 06:49 AM
صهينة الكلام!

احذر من " صهينة الكلام " بمعنى نصب مفردات لغة الخطاب العربى على الارضية الاسرائيلية، ومن ثم تكريس الهزيمة على مستوى اللغة، وتوسيع نطاق التآكل المفجع الذى تحدثت عنه فى الاسبوع الماضى، ذلك الذى طال خرائط العرب تارة وقيم زمانهم تارة اخرى، وزحف حتى اصاب بدائه السنتهم فى طور ثالث.

استشعرت وخزا حين سمعت قبل حين مصطلح " عسكرة الانتفاضة "، وادهشنى ان مسؤولين فلسطينيين كبارا استخدموه، بقدر ما احزننى ان بعض الكتاب والمثقفين العرب ادرجوه ضمن المصطلحات المعتمدة فى حديثهم عن انشطة المقاومة. ووجدت ان المصطلح بدا يكتسب بمضى الوقت شرعية فى الخطاب الاعلامى موحيا بان ثمة انتفاضة مذمومة، هى تلك التى تستخدم السلاح فى مقاومة الاحتلال، واخرى محمودة هى التى تتنزه عن ذلك وتفضل الوسائل الاخرى المتبعة فى الدول "الديمقراطية" و"المتحضرة ".
امام شيوع المصطلح محملا بذلك المعنى، فاننى وجدت فيه نموذجا "للتلوث اللغوى"، الذى تحدث عنه الشاعر مريد البرغوثى فى المقال الذى نشرته له مجلة "وجهات نظر " (عدد ابريل الماضى)، وخصصه لفضح ما اسماه "لغة الجنرالات القاتلة ". وهى اللغة التى يتم بها اغتيال المعنى واغتيال الحقيقة، من خلال مصطلحات تؤدى ذات الوظيفة التى يقوم بها المسدس كاتم الصوت. ذلك الذى يقتل دون ان يلحظ احد او يحس.
مصطلح " عسكرة الانتفاضة " هو احدى طلقات ذلك المسدس، التى صوبت الى صدر الانتفاضة لاجهاضها، بزعم ان مواجهة المحتل بالسلاح هى عمل مستنكر يتأبى عليه " المتحضرون "، ومن ثم فانه يعد مسلكا مدانا يتعين الاقلاع عنه للحفاظ على " نظافة الانتفاضة " و "الارتقاء" بمستوى المواجهة!
من المفارقات المذهلة ان ادانة مسلك المقاومة تتم على ذلك النحو، فى حين يدرك الجميع ان مسلك الطرف الآخر فى المواجهة يتسم بالوحشية والغطرسة، وانه ما خاطب الفلسطينيين يوما الا بلغة الابادة، ولايزال قتل الفلسطينيين يمثل سياسة اسرائيلية رسمية معلنة حتى هذه اللحظة. ثم انه لا مجال للمقارنة بين تلك "العسكرة" المنتقدة، وبين الاسلحة الاسرائيلية الفتاكة ومخططات الاستيطان الجهنمية. ثم لا تنس ان تلك العسكرة لم تظهر فى الافق الا بعدما فاض الكيل بالفلسطينيين، حتى ادركوا ان اسرائيل سدت فى وجوههم ابواب الامل فى تحقيق حد ادنى من الانصاف والعدل، وانها انتهزت فرصة التهاء الفلسطينيين والعرب بما سمى " مسيرة السلام "، لكى تكرس الاحتلال والاستيطان. ازاء ذلك فان مخاطبة العدو بلغة السلاح غدت الخيار الوحيد امامهم. وتبين ان هذه اللغة وحدها التى اصابت اسرائيل بالوجع، واذاقت الاسرائيليين بعضا من طعم الالم والخوف الذى يعيش الفلسطينيون فى ظله طيلة نصف قرن.
ولان العمل الفدائى الفلسطينى الذى تجسدت فيه "العسكرة" هو الذى اوصل رسالة الوجع الى اسرائيل، فقد صار هم قادتها، وشاغل الدول الكبرى المساندة لها، هو ابطال مفعول ذلك السلاح وتجريد الفلسطينيين منه، لكى تهدأ اسرائيل بالا وتهنأ باستمرار الاحتلال. وبوسع المرء ان يقدر دوافع الاسرائيليين ومن لف لفهم فى سعيهم الى ذلك. من ثم فلو ان مصطلح "عسكرة الانتفاضة " ورد على لسان اى مسئول ينتسب الى تلك الجبهة لعذرناه وفهمنا موقفه. لكن ما يصدم المرء ويحيره هو لماذا يتبنى اى طرف عربى المصطلح الذى يقف بالكامل على الارضية الاسرائيلية، ولا يخدم الا الاهداف والمخططات الصهيونية.
ان ميثاق الامم المتحدة ينص على حق الشعوب فى مقاومة الاحتلال بكل الوسائل. وازاء موقف كالذى نحن بصدده فان عنوان المقاومة يتسع للعديد من صور النضال تتوزع على قائمة طويلة من الجبهات، السياسية والاعلامية والاقتصادية والعسكرية. ويظل من غرائب الزمن وعجائبه ان يصبح حق المقاومة بكل صورها مكفولا لكل شعوب الدنيا التى تخضع للاحتلال، فى حين يستثنى الفلسطينيون من القاعدة، بحيث يحرم عليهم ما يحل لغيرهم، فيطالبون بالتخلى عن العمل الفدائى بزعم ان تلك " عسكرة " مذمومة!
ذلك شكل من اشكال صهينة الكلام لا ريب. حيث المصطلح فى هذه الحالة اطلق على لسان عربى. لكى يلبى حاجة اسرائيلية ملحة، وليس للمصلحة الفلسطينية او العربية فيه ناقة ولا جمل.
من اسف انه ليس المصطلح الوحيد، وانما بين ايدينا قائمة طويلة من المفردات التى تسللت الى لغة الخطاب العربى، فى حين انها تقف كلها على الارض الاسرائيلية. ولا اعرف ان كان ذلك قد حدث على سبيل المصادفة ام لا، لكن ما افهمه ان المصطلحات والمفردات ذات الدلالة التى تتخلل خطابات السياسيين على الاقل، لا تلقى اعتباطا، وانما يتم اختيارها فى العادة بدقة شديدة، بحيث يكون المصطلح محملا برسالة كاملة. وفى احيان كثيرة - خصوصا فى اللقاءات التى تتم على مستوى القمة- تتشاور العواصم المعنية حول ذلك النوع من المصطلحات، ويعمل المستشارون لايام واسابيع للاتفاق حول ما هو مستخدم منها. وقد قرأنا بعد مؤتمر العقبة ان وصف الرئيس الامريكى بوش لاسرائيل بانها " دولة يهودية تنبض بالحياة " لم يكن تعبيرا بلاغيا امتدح به اهم حليف للولايات المتحدة فى المنطقة، ولكنه كان فخا منصوبا اشتغل على صنعه وزير الخارجية الاسرائيلى سيلفان شالوم طيلة اسابيع خلت. واعتبر دسه فى خطاب الرئيس الامريكى انتصارا له. لان التصريح به بمثابة الغاء ضمنى لحق اربعة ملايين فلسطينى موزعين على المنافى منذ عام 48 فى العودة الى بيوتهم التى طردوا منها فضلا عن اضعاف موقف اكثر من مليون فلسطينى آخر يعيشون داخل حدود دولة اسرائيل.
واذ لا نستغرب حدوث ذلك من حليف وراع دائم التبنى للسياسات الاسرائيلية، بما فيها القتل اليومى للفلسطينيين الذى اعتبرته واشنطون من قبيل الدفاع عن النفس، فان استغرابنا سيتضاعف حين نجد سياسيين فلسطينيين وعربا يتحدثون عن " العنف والعنف المضاد " فى فلسطين، ويصنفون ما يجرى بانه "نزاع" فلسطينى اسرائيلى، ويذهبون الى حد اتهام فصائل المقاومة "بالتطرف" تارة و"الارهاب" تارة اخرى. بل وجدنا من ذهب الى ابعد فى الحط من شأن الذين يلتفون حول المقاومة ويساندون حق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال والكرامة، بانهم "حربجية!

مقاوم
03-10-2008, 08:59 PM
أخي عزام ما رأيك بهذا الكلام:

الحقوق المعنوية أعظم قدراً من الحقوق المادية
الاعتداء على الدين واللغة أشد من احتلال أرض

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد فإن المقاومة كلمة قليلة الاستخدام بمعناها المتعارف عليه ، وإذا أرجعنا الكلمة إلى أصلها الثلاثي(قوم) وجدنا أنه: أصل يدل على معنيين أحدهما يدل على انتصاب وعزم(1)، وقام يقوم قياماً : انتصب ، والقوام: نظام الأمر وعماده وملاكه الذي يقوم به(2) والقوام : العدل والاعتدال (3)، وكل هذه المعاني تدور حول الأخذ بالأمر وتحقيقه بعزم، وأدائه بعدل واعتدال، وهي معانٍ حميدة ، غير أن المقاومة بالاصطلاح الشائع قد تأخذ بشيء يسير من هذه المعاني أو تتضمنها، إلا أن مفهومها مرتبط بالمدافعة ورد الأذى ، والدفع أصل يدل على تنحية الشيء(4) أي إزالته لما فيه من السوء والأذى ودَفَع الشيء : نحاه وأزاله بقوة (5).

وفي المعجم الوسيط (6) قاومه في المصارعة وغيرها : قام له ، وهذا أقرب شيء يدل على الربط بين الأصل اللغوي والمعنى الشائع ، فالقيام استعداد للمقاومة والمدافعة وأخذ بأسبابها ، والانتصاب ثبات في وجه المعتدي وصد العدوان، والمقاومة: مفاعلة، تدل على وجود أكثر من طرف وفيها معنى المغالبة " غالب مغالبة وغلاباً:حاول كل واحد منهما أن يغلب الآخر"(7)، ويمكننا القول إذن أن المقاومة: قيامٌ وانتصاب لدفع العدوان وإقامة العدل والاعتدال ومنع الجور والاعتساف.

وبعيداً عن المعنى اللغوي و اشتقاقاته واستعمالاته ومرادفاته فإن المقاومة معنى معروف ، ودلالته قديمة في الحياة الإنسانية، والمقاومة الشريفة هي التي تدافع عن الحق في وجه الباطل، وتنافح عن العدل في سطوة الظلم، وتناصر الضعيف المهضوم، وتصاول القوي الغشوم، هذه المقاومة ذات معانٍ عظيمة ، ودلالات سامية ، ولها بالنفس والروح تعلق ، ولها في الفكر والعقل تألق، فهي مشاعر نفسية ورؤية فكرية قبل أن تكون حركة عملية او أسباباً مادية وهذه وقفات مع فقه المقاومة .

1- المقاومة فطرة وحياة : في الكائن الحي المتحرك غريزة وفطرة أصيلة تجعله يقاوم كل ما يوجه له مما يسوؤه أو يضره بطريقة تلقائية ، فاليد ـ على سبيل المثال ـ ترفع لاشعورياً في وضع دفاعي عندما ترى أي شيء سوف يسقط على الإنسان ، فالإنسان السوي تكمن المقاومة في أعماقه فطرة مستكنة وغريزة مستقرة، حتى وإن كانت أسبابها معدومة، ألا ترى الهرة كيف تبدي مخالبها وتكشر عن أنيابها وتتنمر إذ أحدق بها الخطر.

والمقاومة من أجلِّ دلائل الحياة فلا يقاوم إلا حي متحرك نابض بالحياة حساً ومعنى وأما الجماد فلا مقاومة عنده ، فالحجر تقلعه أو تقذفه لا يملك من أمره شيئا، والشجرة قد تقطعها أو تحرقها فلا تقاوم ولا تمانع، ومن فقد المقاومة فكأنما فقد الحياة، وصار هو والجماد أشباه.

2- المقاومة ثقة وقوة: إن المقاوم عنده ثقة بالنفس تدفعه إلى المقاومة، فلديه مقومات داعمة مبنية على إدراك لحقيقة القوة النفسية المعنوية، فالمرء قد يواجه الصعاب وهو صفر اليدين من أسباب المادة، لأن بين جنبيه نفساً عظيمة أبية، وروحاً حية زكية، ويدرك العقلاء أن القوة المعنوية أعظم قدراً وأبقى أثراً، وأن المهزوم في أعماق نفسه لا تنفعه القوة المادية مهما عظمت لأن الحقيقة أن نفسه محتلة وأن عدوه قد حلّ في نفسه وقلبه وروعه.

3- المقاومة عزة وإباء: إن الذي وثق بنفسه وقوّى عزمه وضع الأساس الصحيح للمقاومة التي تأبى الذل، وتعاف الهوان، وتأنف من الخنوع، لا تجتمع المقاومة مع الذلة أبداً، ومن يرضى الذل يفقد مقومات الوجود الإنساني لأنه يرضي أن يكون مستباحاً لكل طامع، وغرضاً لكل معتدٍ، ومستسلماً أمام أي قوة، كرامته مهانة، وشرفه مدنس، فماذا بقي له؟ وهل حياته وحركته يستحق معها أن يوصف بأنه إنسان وإن لم تكن لديه كرامة ولا شرف؟ وحسب المقاومة أنها تحافظ على كينونة العزة والإباء ليبقى الإنسان جديراً بإنسانيته، قادراً على الاستعلاء على الأعداء، ولو لم يملك ما لديهم من وسائل الاعتداء.

4- المقاومة حق وعدل: إن الحياة الحرة والقوة المعنوية والعزة النفسية كلها تنشد العدل والإنصاف، وترفض الظلم والاعساف، والمقاومة حفاظ على الحقوق وصيانة لها، وتضحية في الذود عنها، والتخلي عن الحق، أو الرضا باستلابه دون مقاومة خلل تموت به الكرامة، أو مرض تتمكن به الخيانة، فالمقاومة تلازم بين الحق وأصحابه ومالكيه، والحقوق والملكيات لا تسقط بالتقادم، ولا تلغى بفرض الأمر الواقع، بل تبقى ما بقي في أصحاب الحقوق عرق ينبض، ونَفس يتردد، وما ضاع حق وراءه مقاوم.

5- المقاومة عراقة وأصالة: إن الحقوق المعنوية أعظم قدراً وأكبر أهمية لدى الإنسان من الحقوق المادية، فالاعتداء على المقومات الأساسية للأمة ( الدين، اللغة، التاريخ) أشد وأعظم من نهب ثروتها واحتلال أرضها، لأن المال يسترد، والأرض تستعاد، لكن العدوان على الدين و اللغة والتاريخ، أخطر وأفظع لأنه يأتي البناء من قواعده، ويمسخ الأمة من هويتها، ويلغي ذاكرتها، وينسخ ثقافتها، ويزيل حضارتها، فالمقاومة للحفاظ على المقومات هي مقاومة للحفاظ على العراقة والأصالة التي هي صبغة الأمة ومزيتها.

6- المقاومة فداء وتضحية: إن المقاومة للحفاظ على المقومات والمقدسات تستنفر كل القوى، وتستنفد كل الإمكانات، ولا يدخر لأجلها مال ولا جهد بل تبذل لأجلها الأرواح، وهذا في الحق الإنساني فضلاً عن النهج الإسلامي والمبدأ الإيماني، فالمقاومة إذن ليست كلمة عادية، وليست عملاً محدوداً في دائرة الماديات، إنها تعني الكثير مما ذكر ومما سيأتي ذكره، ولذا فإن مقاومة العدوان تعني الكثير وتعطي الكثير.

عزام
03-10-2008, 10:08 PM
جزاك الله خيرا
جميل جد !!!!!!!!!!

مقاوم
03-13-2008, 09:59 AM
وإياكم أخي الكريم وإليك التالي:

التحدي يفرض الوحدة، وبالوحدة نملك القوة، وبالقوة نقاوم العدوان، وبالإيمان نحقق النصر
كتب أ. ممدوح طه

http://qawim.net/exq.gif لعلى واحد من الذين يرون الإسلام في إطار صورته العامة من زواياه الأربع، أنه د فع الشر عن النفس أو عن الغير، وصنع الخير للنفس وللغير، وهنا يبقى من المهم التأكيد على أن دفع الضرر عن النفس أو عن الغير مقدم على جلب المنفعة للنفس أو للغير، مع الوعي بديمومة الصراع بين الخير والشر.

وأحد ممن يفهمون الإسلام كأعظم رسالة توحيدية إلهية وبشرية سماوية وأرضية في آن واحد، توحيد لله في السماء، وتوحيد للمسلمين على الأرض، وتوحيد للشعوب والأقوام، ومظلة كبرى للتقريب بين الأديان والمذاهب والقوميات، ورسالة عدالة ورحمة وتعاون لكل بني الإنسان.

فالله واحد، والدين عند الله واحد، والرسالات الدينية السماوية الثلاث نبعت من مصدر واحد، واستهدفت غاية واحدة هي صناعة الخير ومقاومة الشر، وإقامة العدل ومقاومة الظلم في أي مكان، والدعوة إلى السلام ومقاومة العدوان، وتأكيد الحقوق واحترام الحريات، ومقاومة الاستغلال والاستبداد، وتكريم الإنسان باعتباره إنسان.

وأجمل ما في الإسلام أنه لا يكتمل إيمان المسلم إلا بالإيمان بكل الرسل وبكل الكتب السماوية الصحيحة، ويدعو المسلمين لدعوة جميع أهل الكتاب إلى كلمة سواء هي التوحيد بألا نعبد إلا الله، ولأن أحب أسماء الله إلى الله هو السلام، فإن الله سبحانه وتعالى نهانا بأن نكون البادئين بالعدوان بل المقاومين للعدوان، ولم يسمح بالعدوان إلا بالمثل فقط على المعتدين الظالمين.

لكنه كرسالة توحيدية إلهية وبشرية، لم يوصينا كمسلمين بالوحدة والتوحيد اعتصاما بحبل الله فقط، بل أيضا نهانا عن التنازع و التفرق والتحزب والتعصب أيضا، و أمرنا عند الاختلاف إلى العودة إلى المرجعية الإسلامية الكبرى بالاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله، وعصم دماء المسلمين من سيوف المسلمين وحرم عدوان المسلم على المسلم، وخروج المسلم لقتال أخيه المسلم، ودعا المسلمين أن يكونوا رحماء فيما بينهم، وألا يكونوا أشداء إلا على الكفار المعاندين المعتدين.

وفى الوقت الذي أرى فيه أن الإسلام هو الدين الجامع لكل القوميات والذي لا فضل فيه لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، إلاَّ أنني أدرك أن العلاقة بين الإسلام والعروبة علاقة عضوية، فالإسلام هو روح الأمة وعقلها ووجدانها فيما تمثل العروبة جسدها ولسانها وثقافتها، فنبي الإسلام عربي ولغة القرآن عربية، والمبشرين برسالة الإسلام الأوائل إلى كل الشعوب كانوا من العرب.

وفى الوقت الذي اعتز فيه بالعروبة لكونها حاملة رسالة الإسلام إلى العالمين، فلا أتغافل عن أن الإسلام هو الذي أعز العرب ورفع من شأنهم بين المسلمين وفى العالمين، وأن الإسلام هو الجوهر الحضاري للعرب، وأن العروبة بغير إسلام هي الجاهلية بعينها لأنها تنتمي لعروبة أبى جهل لا عروبة خير الرسل عليه الصلاة والسلام.

وعلى هدى مبادئ ديننا علينا أن نعرف حقيقة أنفسنا وأن نعي غاية رسالتنا، وأن ندرس طبيعة واقعنا، وأن نتشاور ونتحاور فيما بيننا، لنعرف من هو عدونا ومن هو شقيقنا ومن هو صديقنا، حتى لا تختلط علينا الرؤى فنسقط في الفتنة التي يشعلها ويغذيه أعداء العروبة والإسلام، لنعود من بعد الهدى بعضنا يضرب رقاب بعض بعيدا عن رسالة التوحيد باسم الدفاع عن رسالة التوحيد.

وما جرى ويجرى في المنطقة العربية من الأمة الإسلامية في العراق وفى لبنان وفى السودان وفى الصومال.. وماجرى ويجرى في المنطقة الإسلامية من العالم في باكستان وأفغانستان وإندونيسيا من فتن سياسية وعرقية ومذهبية عنيفة تسيل فيها الدماء يشعلها الأعداء ويستدرج إليها الأشقاء .. والهجمات العدوانية الصهيوأميركية والغربية بكل الأشكال الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية إلى حد الغزو والاحتلال، وإطلاق التهديدات بشن مزيد من الحروب ضد الأوطان العربية والإسلامية، هي تحديات تتطلب الاستجابات مما يفرض علينا التنبه لأسبابها ومساراتها وأهدافها، و استعادة ذاتنا وإرادتنا ووحدتنا ليمكننا امتلاك قوتنا لمقاومة أعداء أمتنا.

أسبابها لها مصدران رئيسيان:

بعضها مبرر من داخلنا.. لأسباب ذاتية أهمها تغييب المرجعية الإسلامية الجامعة لكل الشعوب الإسلامية على اختلاف أعراقها ومذاهبها قسرا على يد المستعمرين الأوروبيين، مما ترتب عليه تذويب الهوية الثقافية الإسلامية الموحدة لهذه الشعوب، وتعدد الفرق والحركات والتنظيمات الإسلامية على أسس مذهبية وعرقية، مع تعصب كل فرقة لرؤاها، ومع ارتفاع الجدران الوهمية فيما بينها بما أدى إلى انسداد قنوات الحوار للوصول فيما بينها إلى كلمة سواء ..

وبعضها مقرر من خارجنا .. بهدف مزيد من التجزئة ومزيد من التقسيم والقضاء على أي أمل لتوحيد المسلمين نموذج واضح لما يجرى التخطيط لمحاولات تعميمه في الأمة كلها بتوظيف التنوع الطبيعي في مكونات الأمة، واستغلال التعددية القومية والدينية والمذهبية والسياسية التي تشكل المكونات البشرية لكل مجتمع لتعميق الانقسام داخل كل وطن استكمالا لما بعد حدث الحرب العالمية الأولى، وتفكيك الدولة العثمانية التي كانت آخر شكل من أشكال الوحدة الإسلامية، وما ترتب على ذلك من تقسيم الأمة الإسلامية إلى أمم ، وبمعاهدة سايكس بيكو من تقسيم الوطن العربي إلى دول في المنطقة التي تعارف العالم على تسميتها "بالعالم العربي".

وحتى هذا العنوان الثابت تجرى محاولات من القوى الدولية الكبرى لتغييره بهدف تذويب أية هوية جامعة لأبناء هذه المنطقة على أساس عربي ..المنظمات الدولية تطلق على العالم العربي اسماً جغرافياً هو "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

لكن الإدارة الأمريكية لم تكتف بهذا, وإنما راحت جغرافياً أيضاً توسع رقعته وتطرح لمشروعها اسماً هو "الشرق الأوسط الكبير" الممتد من باكستان إلى موريتانيا أي من المحيط إلى المحيط, وهي المنطقة التي تعارف العالم على تسميتها "بالعالم الإسلامي".

وهذا الذي يجري تخطيطه في الإطار الدولي العام لهذه المنطقة، يعكس سعياً ملحوظاً لتذويب الهوية بمسميات جغرافية .. "العربية" في "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا", و"الإسلامية" في "الشرق الأوسط الكبير".

ويكفي القول أن "الشرق الأوسط" هو مصطلح استعماري يعكس موقع هذه المنطقة ليميزه عن الشرق الأدنى والشرق الأقصى من بريطانيا.

وليس خافياً على أحد أن هذه المسميات الجغرافية الجديدة تعكس أهدافاً ومصالح لقوى دولية كبرى, لا هي عربية ولا هي إسلامية, بل تسعى لإزالة أية عوائق قومية أو دينية تعرقل خططها لبسط هيمنتها على شعوب هذه المنطقة المسلمة في غالبيتها والعربية في ثقافتها وإعادة رسم خرائطها بما يخدم مصالحها.

وهنا يثور السؤال ألا تستدعى مؤامرات التقسيم والفتنة إفشالها بكل عناصر الوحدة ، وألا يستدعى الغزو والاحتلال مجابهته بكل أشكال المقاومة ..وإذا كان الوطن العربي هو جزء من الأمة الإسلامية، أليس السعي لوحدة الجزء هي خطوة في الطريق إلى اتحاد الكل، وأليست المقاومة في أي جزء ضد الاحتلال وضد الظلم والعدوان جديرة بدعم من الكل ؟

وأخيرا .. إذا كان هذا هو ما يراد لنا من أعدائنا.. فهل آن الأوان لتحديد ما نريده لأنفسنا بالتكامل مع أشقائنا على هدى من ديننا وسنة رسولنا ؟ .. أعتقد ضرورة ذلك.

عزام
03-13-2008, 01:04 PM
بارك الله فيك اخي مقاوم
لا تنس ان ترد على الاخ اسماعيل
عزام

مقاوم
04-26-2008, 11:24 PM
وفيكم بارك الله ..
وقد رديت على الأخ اسماعيل :)

عزام
04-27-2008, 08:03 AM
وفيكم بارك الله ..
وقد رديت على الأخ اسماعيل :)
ما شاء الله
ما هذه الذاكرة :D
عزام