تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ولنا على الترجمة ملاحظة



عبد الله بوراي
02-28-2008, 02:52 PM
http://img169.imageshack.us/img169/4319/46890866cj2.jpg (http://imageshack.us)


للعربية موسيقى تستعصى عن الترجمة
نعم لأن اللغة العربية من اللغات التى عنيت بموسقى ألفاظها وعباراتها . ولها مما يسمى بالمحسنات اللفظية فنون وفنون , تعْرض لها كتب البلاغة : وتسوق لها شواهد
كثيرة من النظم والنثر.
وبلغ تفنن الخطباء والكتاب والشعراء في تلك العناية اللفظية أن وضع لها المتأخرون من دارسى البلاغة
قواعد ونظماً يطلقون عليها علم البديع
ومن أشهر فنون البديع ما يسمى بالجناس ( الكامل منه , والناقص ) كقول رجل للمأمون يتظلم من عامل له :_
" والله يا أمير المؤمنين ما ترك لى من فضَّة إلا فضَّها ,
ولا ذهباً إلا ذهب به ,ولا غلة إلا غلها , ولا ضيعة إلا ضيعها,
ولا عرضاً إلا عرض له , ولا ماشية إلا إمتشها , ولا جليلاً إلا أجلاه......."
فكيف السبيل إلى ترجمة مثل هذا الكلام وهو كثير فى اللغة العربية.
وأى موقف يمكن أن يلتزمه المترجم حين تعرض له تلك المُحسنات اللفظية التى قصدها الأدباء , وعمدوا إليها لتزيين آدابهم , وجعلها تتصف بالروعة والجمال.............؟
ونستطرد بالقول
فاذا كان هذا هو الشأن فى النصوص الأدبية التى هى من صنع الشعراء والكتاب وهم ليسوا إلا طبقة موهوبة من الناس ,
فماذا يكون موقف المترجم أزاء النصوص الدينية المقدسة التى لا يقف أثرها عند عاطفة عابرة أو إنفعال وقتى ,
بل هى تسيطر على العقول والقلوب
وتُحاط بهالة من القداسة والطُهر تسمو بها فوق مستوى الإنسان
فكلام الله سبحانه وتعالى من واجب المسلم أن يتعرف على
النص المكتوب به فى بيئته
فمن العسير ان يتذوقه في غير لغته , كتذوق أصحاب اللغة له
فهو من السمو والإعجاز كما يقول عبد القاهر الجرجانى فى أسرار البلاغة :
" بحيث إذا شاء أراك المعانى اللفظية التى هى من خبايا العقل كأنما قد جُسَِمت حتى رأتها العيون , وإن شاء لطَّف الأوصاف الجسمانية حتى تعود روحانيةلا تنالها الظنون "
أخوكم
عبد الله