تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فضيحة صمت العرب أمام استقلال كوسوفو



مقاوم
02-28-2008, 11:27 AM
فضيحة صمت العرب أمام استقلال كوسوفو
أ. علي عبد العال

العرب "أُذن من طين وأخرى من عجين" كعادتهم أمام قضايا الأمة المصيرية لازموا الصمت، فلم تعلن دولة واحدة منهم الاعتراف باستقلال كوسوفو، ولم نسمع صوتاً رسمياً واحداً يقدر حجم المسؤلية، فيعبر عن ضمير الأمة، وينقل نبضها الحقيقي إلى العالم، ويضطلع بمسئوليته.. مع أن غالبية سكان الجمهورية الوليدة في أوروبا مسلمون، محسوبون تاريخياً على المجال الحضاري العربي الإسلامي، يعلم الداني والقاصي في المعمورة عدالة قضيتهم، منذ أن شن الصرب الأرثوذكس حرب الإبادة العنصرية بحقهم، ومارسوا التطهير العرقي. وقد شهد العالم أجمع مذابح وجرائم لم تكن من ضمير الإنسانية بحسبان، نتج عنها نزوح الآلاف من سكان الإقليم إلى البلدان المجاورة هرباً بأرواحهم وأعراضهم.

جاء الصمت العربي الرسمي هذه المرة ينطق بشيء واحد فحواه أن العرب صاروا من المهانة لدرجة أنهم لا يستطيعون أن يصرحوا إن كانوا مع أو ضد. ومما بعث على مزيد من الاستغراب أن رحبت بالاستقلال واعترفت به القوى التي تمسك بزمام القرار في العالم (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان)، وتدور في فلكها أنظمة الاستبداد في العالمين العربي والإسلامي.

المشكلة الأساس هنا ربما تكمن في أن العرب لم يعد بوسعهم معرفة ما هي بالضبط المصلحة القومية في هذه المنطقة من العالم، على عكس القوى الغربية التي عرفت تماماً إن كانت مصالحها تدعوها إلى تأييد الاستقلال، كما هو الحال بالنسبة لأمريكا وأغلبية الدول الأوروربية، أو أن مصالحها تدعوها إلى رفضه كما هو الحال بالنسبة لروسيا وصربيا واليونان وإسبانيا.

فقد جاءت ردود الفعل العربية باهتة لا لون لها، بعد أن اكتفت مصر بإبداء حرصها على استقرار منطقة البلقان. مذكرة بأن المنطقة تمر بمرحلة "بالغة الدقة". وقال المتحدث باسم الخارجية حسام زكي، إنه يأمل في أن "يسود منطق الحوار والتفاهم كافة التحركات الدولية والإقليمية المصاحبة لهذا الإعلان".

أما ليبيا وعلى لسان سفيرها بمجلس الأمن الدولي، فقد قالت إنها تأمل ألا يؤدي إعلان كوسوفو الاستقلال إلى العودة إلى ما شهدته منطقة البلقان في تسعينيات القرن الماضي. وقال جاد الله عزوز الطلحي : "إن ليبيا كانت وستظل مع الالتزام الكامل بمبادئ العدالة والقانون الدولي القاضي بالاحترام المطلق لسيادة جميع الدول ووحدتها الترابية"!!. مؤكداً أن بلاده لا تقبل أن تشكل حالة كوسوفو سابقة للنيل من مبدأ احترام الوحدة الترابية للدول.

وبالنسبة للفلسطينيين فقد ذكرهم إعلان كوسوفو أنهم لازالوا تحت الاحتلال الإسرائيلي، لذلك قال ياسر عبد ربه ـ عضو فريق التفاوض الفلسطيني ـ "يجب علينا إعلان الاستقلال كما فعلت كوسوفو". وهو ما استبعده تماماً محمود عباس (أبومازن)، قائلاً : "إننا نسير في المفاوضات (مع الإسرائيليين) من أجل الوصول إلى اتفاق سلام". كما أبدى صائب عريقات معارضته لأي إعلان للاستقلال من جانب واحد.

وقد سُئل سفير البوسنة والهرسك في الكويت (ياسين رواشدة) عن توقعاته إن كانت دول "مجلس التعاون الخليجي" ستعترف باستقلال كوسوفو أم لا، فردّ بحذر شديد ـ حسبما وصفت وكالة الأنباء الكويتية ـ قائلاً : "إن قرار الاعتراف بالدول الأخرى سيادي، لأن لكل دولة قرارها الخاص بها الذي تنفرد به بناء على مصالحها وظروفها الإقليمية والدولية". وتابع : "وبالتالي فإن كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وبناء على مصالحها وتطلعاتها وتوجهاتها ستتخذ قرارها بالاعتراف أو بعدم الاعتراف باستقلال كوسوفو".

ذهب المنتقدون لصمت الجامعة العربية إزاء هذه القضية إلى إن المنظمة العربية الرسمية ليس لها أي تكتيك ولا استراتيجية ترسم من خلالها علاقاتها بالعالم الخارجي، بل وليس لها سلم أولويات تميز من خلاله بين البعيد والقريب، خاصة وأنها عجزت على حلحلة مشاكل الداخل فكيف لها أن تتخطاه إلى الاهتمام بمستجدات الخارج، وتدلي بدلوها فيه، وتصدر مواقف من شأنها أن تعزز الأمن الحضاري العربي.

لكن على الصعيد الشعبي، فإن الشارع العربي دائماً ما كان يمثل ضمير الأمة، غير أنه يبقى ضمير عاجز لا قوة له على تحريك الأشياء، غاية ما يفعله هو أن يتظاهر ليردد هتافات على أمل أن يسمعها أولو الأمر فيعبرون عن آماله. ففي الأردن دعا حزب "جبهة العمل الإسلامي" دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية إلى تأييد استقلال كوسوفو والاعتراف الرسمي بسيادتها الكاملة على أراضيها، ودعمها لاستعادة حقوقها. وقال ناطق اعلامى باسم الحزب : "لقد فتن الشعب الكوسوفي في دينه أيما فتنة.. ونال من العذاب القدر الكبير"، مشيراً إلى المقابر الجماعية التى ظلت شاهدة على بشاعة العدوان الصربي.

وفي الكويت، طالب الدكتور وليد الطبطبائي ـ النائب الإسلامي في البرلمان ـ الحكومة الكويتية بالاعتراف الرسمي بجمهورية كوسوفو، وأعلن من جانبه الاعتراف باستقلال الدولة الوليدة، قائلاً :ان شعب كوسوفو وأغلبيته من المسلمين يستحق المناصرة السياسية في مسعاه الشرعي للحرية والاستقلال، داعياً الحكومة إلى تعزيز العلاقات الثقافية الكويتية مع الدولة الوليدة.

وإزاء هذه المواقف التي لا تسمن ولا تغني من جوع، دعا بكر إسماعيل ـ ممثل كوسوفو في مصر ـ العرب والمسلمين إلى مساندة الاستقلال وتأييده بالأقوال والأفعال، في جميع المجالات سياسياً وأقتصادياً وتجارياً. وناشد رجال الأعمال المسلمين والعرب بإقامة مشاريع تجارية وصناعية في كوسوفو، والعمل على الاستثمار في الإقليم بمشروعات تعود بالنفع عليهم وعلى البلاد.

آراء المراقبين والخبراء ذهبت يميناً ويساراً في تحليل الموقف العربي الرسمي من استقلال كوسوفو، غير أنها انتهت إلى عدة نقاط ، كالتالي :

1ـ اعتبر مراقبون أن موقف الدول العربية من إعلان استقلال الإقليم كان متوقعًا، مشيرين إلي تأرجح هذا الموقف ما بين التعاطف مع ألبان كوسوفو، والخشية من المبادرة بالاعتراف باستقلال جمهوريتهم.. حيث ظلت الدول العربية تتجنب البوح بما يختلجها، وتتابع ردود الأفعال الدولية، دون أن تصدر موقفاً واضحاً. وهو ما أعتبر ـ من جانب الرسميين ـ تريثاً لمحاولة قراءة المشهد بجميع تفصيلاته، كما أنه نوع من الحسابات السياسية تحسباً لجميع الاحتمالات. ولسان حالهم يقول : يجب أن ننتظر حتى نرى ما إذا كان هذا الاستقلال سوف يصبح واقعاً عالمياً معترفاً به بالفعل أم لا.

2ـ الموقف العربي من الاستقلال نبع من عدة أمور، علي رأسها موازنة العلاقات مع روسيا الرافضة لاستقلال الإقليم، والتي تربطها بهم (العرب) علاقات مميزة، ومصالح مشتركة، وتدعمهم في التحديات التي يفرضها عليهم الغرب. هذا إلى جانب عدم الرغبة في إغضاب صربيا، التي ورثت تركة من العلاقات المتميزة أيضاً مع العرب من الاتحاد اليوغسلافي منذ أيام جوزيف تيتو مؤسس كتلة عدم الانحياز، والتي يمكن أيضاً أن تبادر ـ في حال إغضابها ـ بالاعتراف بأي إقليم يعلن استقلاله في الدول العربية.

3ـ الخشية من أن يتسبب استقلال كوسوفو ـ من جانب واحد ـ في تداعيات سلبية مباشرة على بعض الدول العربية، من زاوية تشجيع النزعات الانفصالية. خاصة الدول التي بها أقاليم لديها هذه النزعات، مثل : الأكراد في العراق، ودارفور والجنوب في السودان، والصحراء الغربية في المغرب، وما يجري ترتيبه على الصعيد اللبناني والفلسطيني، والأقليات الدينية في البلدان العربية. خاصة في ظل مخططات كثيرة ومعلنة لتمزيق العالم العربي وتقسيمه على أسس إثنية وعرقية وطائفية.

4ـ لكن السبب الأكثر ترجيحاً ربما يتمثل في حالة التخبط التي تعيشها الدبلوماسية العربية، وفقدان البوصلة لديها، والعجز عن مواكبة حركة التاريخ، وغياب الرؤية الاستشرافية والتنسيق العربي العربي، وتعذر ايجاد القرار الموحد.

وبشكل عام فإن الموقف العربي الرسمي، موقف لم يعول عليه كثيراً في هذه القضية، لأنه موقف غير مستقل، والأنظمة العربية لم تقم ولن تقوم بواجبها في دعم قضايا المسلمين إلا بالمقدار الذي تسمح به الولايات المتحدة، وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة، وليس الموقف من فلسطين عنهم ببعيد. وأغلب الظن أنهم ـ في نهاية المطاف ـ سيعترفون بالاستقلال لكنه سيكون اعترافاً بارداً لا قيمة له، اعترافاً بعد فوات الأوان.

ويُقضى الأمرُ حين تغيبُ تيم * ولا يُستشهدون وهم حضور


http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2103&Itemid=1

أحمد الظرافي
02-28-2008, 11:32 AM
سبحان الله

أحمد الظرافي
02-28-2008, 12:31 PM
سبحان الله حكام العرب باعوا فلسطين ، باعوا العراق ، باعوا أفغانسان ، باعوا لبنان، باعوا شعوبهم باعوا كرامتهم وفرطوا في شيء غالٍ، وبعد كل ذلك لازال هناك من الكتاب من يعول عليهم أن يتحركوا تجاه قضية مسلمي كسوفا ، حكام العرب أعجاز نخل خاوية أخي الكريم حكام العرب غثاء أعوى ، إنهم أجساد ملقاة على الأرض ولا حراك لها ولا فاعلية ولا صوت .

أما بالنسبة لكوسوفا - فما حدث ليس استقلالا ولا بطيخا إنما تم إخراج كوسوفا من نفق لإدخاله في نفق أضيق وأشد ظلاما ، فمن خلال متابعتي لملف هذا الشعب وجدت أن هناك مؤامرة كبرى هدفها القضاء على هوية هذا الشعب وهي الهوية الإسلامية التي حافظ عليها على مدى خمسمائة عام رغم المحن والدماء الغزيرة التي قدمها ورغم والتطهير الديني والتهجير الذي تعرض له على يد الصليبية الأوروبية - وليس الصربية فحسب - فالتغريب في كوسوفا جار على قدم وساق والحرب على الإسلام قائمة بدون هوادة، وإن كانت تأخذ بعد إعلاميا وتعليميا ولكن منظما ومدروسا بعناية ويتم التركيز على الناشئة بصورة خاصة، يريدون تجريد هذا الشعب من دينه وطمس هويته الإسلامية إلى الأبد، مستغلين ضعفه وقلة حيلته ووجوده في قلب الدول الصليبية الكافرة، تحت رحمتهم، ويمنون على هذا الشعب المسكين بحمايته وإنقاذه، ويساومونه مقابل ذلك على دينه وعقيدته . ولذا فحدث ولا حرج عن التبشير بالمسيحية- فهناك جهود عظمى تبذل لإقناع الشعب الكوسوفي بالعودة إلى أصله المسيحي كما يزعمون ، وهذه الدعاية دخلت كل بيت كوسوفي، وكل الأبواب مفتوحة أما المنصرين الأوروبيين - في حين أن كل الأبواب موصدة أمام الدعاة المسلمين حتى الجمعيات الخيرية الإسلامية تم طردها من الإقليم كي يخلو لهم الجو فيبتزون هذا الشعب أشد ابتزاز حتى يسلخونه عن جلده وعن هويته الإسلامية.. إنهم يحذون حذو الأسبان فيما فعلوه بالمسلمين قبل خمسمائة عام ويعتبرون ذلك نموذجا رائعا، ولكن بأسلوب مختلف، فالأسبان كانوا همجيين وعدائئين بشكل سافر، وهم بهذه الطريقة الوحشية استعدوا المسلمين وفجروا فيهم روح العناد والمقاومة والصمود والتشبث بالعقيدة والأرض في أنفسهم، بل وحدا بهم إلى الثورة والتمرد وحمل السلاح دفاعا عن عقيدتهم وأرضهم وعرضهم، وغير ذلك من أشكال المقاومة التي كان لها نتائج عكسية على أسبانيا وكبدتها خسائر فادحة، كما أنها - بفعل ذلك - لم تستطع تحقيق هدفها في تطهير الأندلس منهم إلا بعد حوالي ثلاثمائة سنة من الاضدهاد والتهجير الأجباري ومحاكم التفتيش الوحشية.
أما الأروبيين الحاليين، - وإن كانوا معجبين أشد الأعجاب بما فعلته أسبانيا ضد الموريسكيين إلا إنهم لا يريدوا تكرار الأخطاء التي أرتكبها الأسبان فيستخدموا العنف لتنصير مسلمي كوسوفا، فقد ثبت لهم أن العنف غير ناجع في هذا المجال ولذا فهؤلاء يستخدمون الأساليب الحديثة للتنصير سواء من خلال الغزو الفكري أو التربية والتعليم أوالإعلام أوالضغوط الخفية، بدون عنف أو ضوضاء، وتأسيسا على ذلك - ولكي ينجحوا في هدفهم الشرير هذا فقد تم استعباد وتهميش معظم الشخصيات الكوسوفية ذات الميول الدينية، - بمن فيهم قادة جيش تحرير كوسوفا الذي قاوم الصرب أثناء عدوانه على الإقليم - وإحلاهم بدمى متحركة من الشخصيات الكوسوفية شكلا والغربية قلبا وفكرا ، أي الشخصيات المتنكرة لدينها وعقيدتها والمنسلخة عن هويتها الإسلامية والمنادية بتحمس بذوبان الكوسوفيين ذوبانا تاما في الجسم الصليبي الأوروبي حتى يغترفوا من ( نعيم جنتهم ).
بل أن هناك نخبة من الكتاب والسياسيين الكوسوفيين الكبار المرتدين - لا تحضرني اسماء بعضهم الآن - ينادون الكوسوفيين جهارا نهارا بالتخلي عن الإسلام الذي يدين به أكثر من 95% من الكوسوفيين والعودة إلى جذورهم المسيحية -كما يزعمون، وهؤلاء هم من يتم تلميعهم من قبل الأوروبيين، ويحظون بشهرة واسعة في أوروبا، وهؤلاء هم من أسندت وتسند إليهم المناصب في كوسوفا الجديد، وهؤلاء هم القادة ( المعتدلون ) من وجهة نظرهم وأما المحافظين فلا صوت لهم ، وهم مغيبون عن الحياة العامة والحرب ضدهم على أشدها .
وبالنسبة للمسيحيين الكوسوفيين الكاثوليك والذين لا يتجاوز عديدهم الثلاثين ألفا فهؤاء أعطوا أكبر بكثير من حجمهم سواء في البرلمان أو التشكيلة الوزارية ، في محاولة واضحة لعدم إضفاء أي صبغة إسلامية على الحكومة أو البرلمان
حسبنا الله ونعم الوكيل

كما أداوي القلب قلت حيلتي*** كما دوايت جرحا سال جرح

من هناك
02-28-2008, 02:24 PM
اخي الظرافي،
لا بد ان هذه المقالة ممن يدعمون فكرة ان لا تعلن الدول العربية تأييدها لإستقلال البلد.

صحيح ان الإستقلال هو دخول في نفق آخر ولكنه على الأقل قد يؤدي لمكان ما بعكس النفق الآخر الذي لم يروا فيه إلا البؤس والعبودية.

إن اهل كوسوفو اقدموا على خطوة كبرى ويعرفون انه قد يكون خلفها عواقف ولكن قوتهم هي التي ساعدتهم بعكس اهل فلسطين الذين قسمتهم خيانة عباس وزبانيته واحبطهم تعامل العربان مع حماس