إغتيال عماد مغنية...إغتيال ميت

لقد كثر الجدل حول عملية أغتيال عماد مغنية القيادي الميداني البارز في حزب الله اللبناني الشيعي، وهناك العديد من الشبهات التي أثيرت حول هذه العملية، ومن أبرز ذلك الشبهة التي أثارها الكاتب والصحفي مجدي كامل في رسالة خص بها صحيفة الحقيقة الدولية ومؤداها ان عماد مغنية القائد في حزب الله "حي ولم يقتل" موردا أدلته التي يعتقد انها تثبت وجهة نظره.
ويرى كامل صاحب كتاب " عماد مغنية .. الثعلب الشيعي "بأن عملية الاغتيال التي أعلنها حزب الله هي " كذبة لا يتوجب تصديقها " ، مضيفا بأن حجة حسن نصر الله في إعلان الاغتيال لتبرير خوض حرب جديدة مع اسرائيل ، وفق رأي كامل " وهذا رابط مقتطفات الرسالة التي بعث بها كامل للحقيقة الدولية
http://www.factjo.com/fullNews.aspx?id=3029


وفعلا هناك شبهة كبيرة في هذه العملية التي حدثت في منتصف شهر فبراير الحالي، لاسيما وأنها تزامنت مع الذكرى الثالثة لعملية إغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق من جهة. ومع التوتر السائد في لبنان وتراجع شعبية حزب الله على المستوى العربي والإسلامي من جهة أخرى.

بيد أني لا أعتقد أن عماد مغنيه لا يزال حيا فهذا آخر الافتراضات التي يمكن تصديقها لكون أمر كهذا لا يمكن التعتيم عليه إلى الأبد بل قد يفتضح غدا أو بعد غد ولا أظن أن حزب الله - وهو الذي يسعى للسيطرة على تعاطف الشارع الإسلامي - يخاطر بسمعته إلى هذه الدرجة. فهذا أمر يخرج عن نطاق التقية التي يجيد حزب الله ممارستها ..
وحقيقة أنا لدي وجهة نظر أخرى تتعارض مع وجهة نظر الكاتب المصري مجدي كامل وتتلخص وجهة نظري هذه في إمكانية واحتمال أن يكون عماد مغنية قد قتل في حرب تموز 2006 وهذا أمر ممكن ووارد باعتباره قائدا ميدانيا للحزب ومن أبرز قادته في تلك الحرب. ومن الطيعي أن لم يتم الاعلان عن وفاته في حينه حفاظا على الروح المعنوية لمقاتلي الحزب. وأما بالنسبة لعدم الإعلان عن مقتله بعد انتهاء الحرب فهو نكاية بالعدو الصهيوني الذي كان سيعتبر مقتله انتصارا له وهو ما يٌلطف من الحديث عن خسارته لتلك الحرب وإخفاقه فيها ويجعله يفتخر بتحقيق هذا الهدف أمام الشارع الاسرائلي الغاضب لا سيما وأن رأس مغنية يساوي الشيء الكثير بالنسبة للكيان الصهيوني. هذا من جهة .


ومن جهة أخرى حتى لايفقد حزب الله بريق وحلاوة انتصاره المزعوم في تلك الحرب بالحديث عن خسارته لهذا القيادي الكبير ..


هذا احتمال . وهناك احتمال آخر وهو احتمال أن يكون مغنية قد أصيب في تلك الحرب - إصابة بليغة ربما - ولم يمت حينذٍ وإنما مات خلال الفترة الماضية - متأثرا بجراحه - وجرى التكتم على موته على فراشه ولم يتم الاعلان عنها مباشرة لكونها لن تجد التغطية الاعلامية الضخمة التي يريدها حزب الله، ولكونها ستخلو من الإثارة والصيت اللذين يحرص عليهما الحزب أشد الحرص، ولذا تم بدلا عن ذلك إخراج العملية في صوورة عملية أغتيال على النحو الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام المذكورة وهو الذي أشبع رغبة الحزب وغريزته للمفاخرة والظهور ولفت الانظار، وفي ذلك الوقت بالذات المتزامن مع احتفال خصومه في تيار المستقبل بأحياء الذكرى الثالثة لعملية اغتيال الحريري، بهدف إفساد هذه الاحتفالية والحيلولة دون استغلالها استغلالا سياسيا بما يضر بسمعة حزب الله وسوريا وإيران كما جرت العادة، وأيضا لتحقيق أهداف أخرى تعود في صالح حزب الله من ذلك أعادة توحيد صفوفه والتعبأة والاستفار والحشد الطائفي لأقصى حد أو حتى استغلالها لألقاء خطب نارية من قبل الأمين العام للحزب تعيد له مكانته في الشارع الإسلامي أويبرر له القيام بعمل ما ضد إسرايئل حتى يتهرب من أصابيع الاتهام الموجهة له بشأن عرقلة انتخاب رئيس جديد للبنان

تحليل منطقي ربما لكن لم الاعلان عن مقتله في سوريا وهو امر محرج للطرفين لما عرف عن سوريا من حصانة امنية

يبدو انه سوبرمغنية في حياته وفي مماته.
عليه من الله ما يستحق.

تحليل منطقي ربما لكن لم الاعلان عن مقتله في سوريا وهو امر محرج للطرفين لما عرف عن سوريا من حصانة امنية


شكرا أخي العزيز
بخصوص سؤالك
أولا: أن سوريا لم تعد تملك تلك الحصانة كما كانت في السابق - والدليل على ذلك هو العلمات التي تمت في سوريا خلال الأعوام القليلة الماضية .سواء منها التي قام بها الكيان الصهيوني أو تنظيم القاعدة.

ثانيا: أن النظام السوري الحالي بزعامة بشار الأسد لم يعد هو الطرف الفاعل فيما يتعلق بالعلاقة مع حزب الله بل يمكن القول أنه أصبح مفعولا به، إذ أن مركز القوة في سوريا حاليا أصبح بيد أقلية نصيرية متنفذة ومتطرفة تدين بالولاء لحزب الله ولإيران أكثر من ولائها لسوريا، ومن الواضح أن بشار الأسد نفسه يتبع هذه الفئة وإلا فإنه سيفقد كرسيه. وأنت ترى كيف أن سوريا أصبحت مرتعا خصبا لنشر الفكر الرافضي المنحرف في كل مدينة وقرية سورية بدون حدود أو قيود .وأيضا كلنا يعلم أن الشيعة أينما وجدوا لا يدينون بالولاء لأوطانهم إنما يدينون بالولاء لإيران في المقام الأول وهدفهم الأول هو تحقيق مصالح إيران علما أنه لم يعد هناك فارق بين الأثنى عشرية والنصيرية، فقد جرى تدريجيا إذابة النصيرية في الأثنى عشرية كما لم يعد هناك فارق بين حزب الله وإيران، ومساهمة حزب الله في تصدير الثورة الإيرانية أكبر من مساهمة طهران نفسها.
ثالثا: مما لا شك فيه أن للمخابرات السورية النصيرية دور في فبركة هذه العملية وبالتالي فأن حدوث العملية في دمشق يضمن التكتم والسرية عليها لأنها ستتم تحت أنظار المخابرات السورية والتي ستطوق المكان مباشرة، بعد العملية، كما أن النظام السوري معروف عنه أنه لا يعلن عن نتائج التحقيق في هكذا عمليات، فهذه عادته، وهذا بعكس فيما لوكانت العملية حدثت في بيروت أو في مكان آخر من العالم.

أخي الظرفي
حقيقة استنتاج في منتهى الدقة ويكاد يكون حقيقة
ولا اخفيك فاني قد اظن والله أعلم أن مغنية قد قتل كما تفضلت اما في حرب 2006 أو اصيب او قتل في العراق واشك بأن الحادث مفبرك
واتفق معك تماما فيما يخص الحدث صار في سوريا وتوقيت الحدث

وبمثل ما تفضل به الأخ الظرافي أرجح
أحسنت التحليل أي الظرافي

حياك الله أخي " هنا الحقيقة " ما أوردته هو تحليل متواضع، وهو تحليل أظن أنه لا يخفى على أي متابع لديه بعض الخبرة في شئون الشيعة وإلمام بعقليتهم الغريبة والعجيبة- وحزب الله بشكل خاص- فمن المعروف عنهم أنهم لا يقولون الحقيقة أبدا بل الكذب من أهم العناصر في مذهبهم، ومن المعروف عنهم أيضا حبهم للتضخيم وللأثارة والزوابع الإعلامية، لأن هناك شريحة معينة تغتر بالعنتريات والخطب النارية ويخدعها البكاء والنحيب
كما يعرف عن الشيعة تمجيد رموزهم وتحويل ما يصيبهم إلى مظلوميات ويجعلون لها مواسم للبكاء أبد الدهر ويوظفونها في السياسة والمزايدة