أبو مُحمد
02-23-2008, 09:31 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد امام المجاهدين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين.
سبحان الله ما أغرب حياتنا الدنيا .
"أذكر" انني غادرتُ بلدي ولها ما لها في قلبي .. رحلت أو رحِّلت لا يهم فالمهم أنني رحلتْ!
يسَّر الله للكثيرين من أخوتي سبل "الحياة" أسأل الله أن يجمعني بهم في جناته انه القادر على ذلك .. ولهواني على الله عز وجل ولركوني الى الحياة الدنيا ولحكمة يعلمها الله عز وجل لازلت أبحث عن "سبيل للحياة" ...
ترْك الوطن ومن و"ما" فيه مما تعجز الكلمات عن توصيف قدرهم هو شيء مؤلم للغاية ...
عندما تغارد وطنك ستمر بأحاسيس غريبة تشتاق فيها حتى للحجر والتراب .. تشتاق حتى لاشياء لم تظن يوما أنك ستذكرها في غربتك ... ستذكر ما يخطر على بالك وما لا يخطر فيا سبحان الله.
ستشتاق لكل تلك الاشياء فكيف لا تشتاق لمن في تلك الديار وتلك المجالس الطيبة .. كيف لا تشتاق لعالم الصفاء والنقاء حتى ولو كان في غرفة ثلاثة امتار في ثلاثة امتار وفرشها سعف النخيل وأنت تعيش في عالم فسيح واسع ولكنه ملئ بالقاذورات ... عالم لا تكاد تشم فيه الا ريح النفاق والخداع والردة والزندقة !
كيف لا تشتاق لتلك الوجوه المضيئة والسواعد المتوضئة... كيف لا تشتاق لمن يربت على كتفك ويمازحك وأنت تتوضأ للصلاة فترفع عينيك فتجد انه أخا لم تلده أمك تخبرك عيناه انه يحبك في الله ولا يحتاج لان ينطق بها أبدا أبدا.... كيف لا تشتاق لمن جمعك بهم القرآن وتفرقتم عليه أيضا؟
كيف لا تشتاق لأخوة صدقوا ما عاهدوا الله عليه فتراهم ركعا سجدا ... ليوث في زمن كثرت فيه النعاج.
قد يعلم الانسان منا قيمة الاشياء وقيمة الاشخاص ولكن عندما تفتقد يعلم قيمتها أكثر ويعلم مدى خسارته نسأل الله الفوز بالنعيم المقيم.
قد تنتظرك أشياء كثيرة ان كتب الله لك العودة لوطنك ولكن هناك أشياء لن تنتظر ...
قد ينتظرك من يهمهم أمرك حتى وان غبت لعقود!
ولكن .. ماذا لو كتب الله لك العودة ولم تجد من ينتظرك!؟ ستعيش حينها غربة من نوع آخر وهي أقسى من الغربة الاولى.
ماذا لو عدت ولم تجد من تعلم انهم احباؤك حقا لا زيفا وكذبا .. قد تجد العشرات بانتظارك ولكن ليس بينهم اولئك الاقمار فهل تغني الكثرة "المجاملة" عن القلة الصادقة!
.
.
.
ماذا لو عدت ولم تجد شيخك في زاوية المسجد يمسك مروحة السعف ويومئ برأسه بقراءة القران ويشير اليك بيده لترفع الاذان !؟
ماذا لو عدت ولم تجد ريح المسك التي كان يبثها في زوايا المسجد؟
عندما أعلمني أحدهم اليوم بوفاة شيخ مسجدنا في تلك القرية "المتمردة" حفظها الله من كل شر وبلاد المسلمين استرجعت ثم صُدمت !
هل حقا مات الشيخ ... هل تأكدتم من الخبر ؟
انا لله وانا اليه راجعون.
نعم انطفأت شمعة أخرى ...
ولنتذكر مصيبتنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام لتهون غيرها من المصائب.
اني والله أكتب سطوري هذه ولا يكاد صوت تلاوته في صلاة الفجر يغادرني .. صوت له حلاوة الصدق والاخلاص فلم يمنعه مرض ولم تمنعه حرب طواغيت الاوقاف والاستخبارات ولم تمنعه جميع أنواع الحروب التي استخدموها ضده فبقي غصة في حلوقهم رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
كنا نستمتع بصدى صوته وهو يتلو القران الكريم في ذلك المسجد العتيق في "خلوة" الفجر ولا يكدر صفو تلك الصلاة الا تغريد بعض العصافير المتطفلة!
رحمة الله عليك يا شيخنا ولا حرمنا الله أجرك ولا فتنا بعدك.
تعلمنا منك الكثير ..
ولا يعرفك الكثير وما يضرك الا تعرف يا شيخنا في زمن عرف فيه أصحاب الباطل وأصبح أهل الحق مجاهيل .. اسعد يا شيخنا بانك كنت مجهولا لدى هؤلاء .... نسأل الله أن يجمعنا بك في جناته كما جمعنا في هذه الدنيا.
علمتنا كيف أن للرحمة موضعها وللشدة موضعها وأن من خلط بينهما ضل السبيل.
علمتنا أن من عامل الله عز وجل بصفاته عامله الله عز وجل بصفاته .
علمتنا الحلم في مواضعه وعلمتنا الصدح بالحق في وجوه تلك الكلاب المسعورة التي كانت تتقاطر على عرينك في كل حين لتحد من همتك وتكسر شوكة عقيدتك .... رحمك الله رحمة واسعة ونور قبرك .
نذكر يا شيخنا كيف اننا كبرنا ولم نكبر في عينك فكنت الوالد ..
اني أشتاق اليك يا شيخنا والله ... ولقد ضاقت علي الدنيا بما رحبت..
اني أشتاق يا شيخي الى زاويتك المفضلة في ذلك المسجد ..
لم تسعفني الايام لالتقيك ثانية ولأمتع ناظري بوقار وجهك الوضاء ...
سأخبرك بشيء لم اقله لك في حياتك ... كنت أتحين الفرص يا شيخنا لعناقك بمناسبة وبغير مناسبة وكانت في كل مرة ثلاثا وكم تمنيت لو أنها زادت !
كنت أظن انه ستجمعنا صلاة عيد أو صلاة فجر أو صلاة تراويح ...
الى الان يا شيخنا - غفر الله لي -لا أستطيع تخيل صلاة في ذلك المسجد بدونك ...
لقاؤنا في الجنان باذنه تعالى.
رحمك الله.
سبحان الله ما أغرب حياتنا الدنيا .
"أذكر" انني غادرتُ بلدي ولها ما لها في قلبي .. رحلت أو رحِّلت لا يهم فالمهم أنني رحلتْ!
يسَّر الله للكثيرين من أخوتي سبل "الحياة" أسأل الله أن يجمعني بهم في جناته انه القادر على ذلك .. ولهواني على الله عز وجل ولركوني الى الحياة الدنيا ولحكمة يعلمها الله عز وجل لازلت أبحث عن "سبيل للحياة" ...
ترْك الوطن ومن و"ما" فيه مما تعجز الكلمات عن توصيف قدرهم هو شيء مؤلم للغاية ...
عندما تغارد وطنك ستمر بأحاسيس غريبة تشتاق فيها حتى للحجر والتراب .. تشتاق حتى لاشياء لم تظن يوما أنك ستذكرها في غربتك ... ستذكر ما يخطر على بالك وما لا يخطر فيا سبحان الله.
ستشتاق لكل تلك الاشياء فكيف لا تشتاق لمن في تلك الديار وتلك المجالس الطيبة .. كيف لا تشتاق لعالم الصفاء والنقاء حتى ولو كان في غرفة ثلاثة امتار في ثلاثة امتار وفرشها سعف النخيل وأنت تعيش في عالم فسيح واسع ولكنه ملئ بالقاذورات ... عالم لا تكاد تشم فيه الا ريح النفاق والخداع والردة والزندقة !
كيف لا تشتاق لتلك الوجوه المضيئة والسواعد المتوضئة... كيف لا تشتاق لمن يربت على كتفك ويمازحك وأنت تتوضأ للصلاة فترفع عينيك فتجد انه أخا لم تلده أمك تخبرك عيناه انه يحبك في الله ولا يحتاج لان ينطق بها أبدا أبدا.... كيف لا تشتاق لمن جمعك بهم القرآن وتفرقتم عليه أيضا؟
كيف لا تشتاق لأخوة صدقوا ما عاهدوا الله عليه فتراهم ركعا سجدا ... ليوث في زمن كثرت فيه النعاج.
قد يعلم الانسان منا قيمة الاشياء وقيمة الاشخاص ولكن عندما تفتقد يعلم قيمتها أكثر ويعلم مدى خسارته نسأل الله الفوز بالنعيم المقيم.
قد تنتظرك أشياء كثيرة ان كتب الله لك العودة لوطنك ولكن هناك أشياء لن تنتظر ...
قد ينتظرك من يهمهم أمرك حتى وان غبت لعقود!
ولكن .. ماذا لو كتب الله لك العودة ولم تجد من ينتظرك!؟ ستعيش حينها غربة من نوع آخر وهي أقسى من الغربة الاولى.
ماذا لو عدت ولم تجد من تعلم انهم احباؤك حقا لا زيفا وكذبا .. قد تجد العشرات بانتظارك ولكن ليس بينهم اولئك الاقمار فهل تغني الكثرة "المجاملة" عن القلة الصادقة!
.
.
.
ماذا لو عدت ولم تجد شيخك في زاوية المسجد يمسك مروحة السعف ويومئ برأسه بقراءة القران ويشير اليك بيده لترفع الاذان !؟
ماذا لو عدت ولم تجد ريح المسك التي كان يبثها في زوايا المسجد؟
عندما أعلمني أحدهم اليوم بوفاة شيخ مسجدنا في تلك القرية "المتمردة" حفظها الله من كل شر وبلاد المسلمين استرجعت ثم صُدمت !
هل حقا مات الشيخ ... هل تأكدتم من الخبر ؟
انا لله وانا اليه راجعون.
نعم انطفأت شمعة أخرى ...
ولنتذكر مصيبتنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام لتهون غيرها من المصائب.
اني والله أكتب سطوري هذه ولا يكاد صوت تلاوته في صلاة الفجر يغادرني .. صوت له حلاوة الصدق والاخلاص فلم يمنعه مرض ولم تمنعه حرب طواغيت الاوقاف والاستخبارات ولم تمنعه جميع أنواع الحروب التي استخدموها ضده فبقي غصة في حلوقهم رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
كنا نستمتع بصدى صوته وهو يتلو القران الكريم في ذلك المسجد العتيق في "خلوة" الفجر ولا يكدر صفو تلك الصلاة الا تغريد بعض العصافير المتطفلة!
رحمة الله عليك يا شيخنا ولا حرمنا الله أجرك ولا فتنا بعدك.
تعلمنا منك الكثير ..
ولا يعرفك الكثير وما يضرك الا تعرف يا شيخنا في زمن عرف فيه أصحاب الباطل وأصبح أهل الحق مجاهيل .. اسعد يا شيخنا بانك كنت مجهولا لدى هؤلاء .... نسأل الله أن يجمعنا بك في جناته كما جمعنا في هذه الدنيا.
علمتنا كيف أن للرحمة موضعها وللشدة موضعها وأن من خلط بينهما ضل السبيل.
علمتنا أن من عامل الله عز وجل بصفاته عامله الله عز وجل بصفاته .
علمتنا الحلم في مواضعه وعلمتنا الصدح بالحق في وجوه تلك الكلاب المسعورة التي كانت تتقاطر على عرينك في كل حين لتحد من همتك وتكسر شوكة عقيدتك .... رحمك الله رحمة واسعة ونور قبرك .
نذكر يا شيخنا كيف اننا كبرنا ولم نكبر في عينك فكنت الوالد ..
اني أشتاق اليك يا شيخنا والله ... ولقد ضاقت علي الدنيا بما رحبت..
اني أشتاق يا شيخي الى زاويتك المفضلة في ذلك المسجد ..
لم تسعفني الايام لالتقيك ثانية ولأمتع ناظري بوقار وجهك الوضاء ...
سأخبرك بشيء لم اقله لك في حياتك ... كنت أتحين الفرص يا شيخنا لعناقك بمناسبة وبغير مناسبة وكانت في كل مرة ثلاثا وكم تمنيت لو أنها زادت !
كنت أظن انه ستجمعنا صلاة عيد أو صلاة فجر أو صلاة تراويح ...
الى الان يا شيخنا - غفر الله لي -لا أستطيع تخيل صلاة في ذلك المسجد بدونك ...
لقاؤنا في الجنان باذنه تعالى.
رحمك الله.