تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنتِ والحجاب



عزام
02-23-2008, 06:05 PM
طبعت الاخت منى لنا هذه المقالة القيمة


(من كتاب "همسة في أذن فتاة" للدكتور حسَّان شمسي باشا)


بارك الله فيها وجعل هذا العمل في ميزان حسناتها يوم القيامة
عزام




أنتِ والحجاب



ما لي لا أرى الحجاب يتوِّج رأسك الطاهر؟!
ما لي لا أرى جوهرة مصونة أمامي؟!
تذكري أن الحجاب ليس تخلفاً ولا تأخراً ولا رجعية…بل هو عفاف وسعادة أبدية.
ألا ترين الفرق بين المحجبة والمتبرجة؟ قولي بالله عليك: أيتهما أفضل؟
الفتاة التي تستّرت بستار الإيمان، وارتدت حجاب الشرف والكرامة..
أم السافرة التي خلعت ملابس الحياء، ونزعت معطف الإيمان، وتبرجت وتشبّهت بنساء النصارى واليهود؟!
يقول الأستاذ عباس محمود العقاد: "إنّ الحجاب الإسلامي لا يعني الحبس…وإنما يمنع الغواية…فلا حجاب إذاً في الإسلام بمعنى الحبس..ولا عائق فيه لحرية المرأة حيث تجب الحرية وتقضي المصلحة…
وإنما هو حجاب مانع من الغواية والتبرج… وحافظ للحرمات…ولآداب العفة والحياء". (عباس محمود العقاد، المرأة في القرآن).


حوار مع غير المحجبة:


· هل تحبين أن تأخذي سيئة بكل شعرة ظهرت منك لغير المحارم؟
· تذكري أنكِ كلما خرجتِ سافرة من بيتك حصلتِ على سيئات بعدد من رآكِ من غير المحارم... فهل حسناتك تعادل ذلك الكم من السيئات؟..
· هل أنت مصرة على أن تقولي: "لا" لأوامر الله تعالى كلما ظهرتِ أمام غير المحارم بدون حجاب؟
لا أظن أنك تتعمدين ذلك...ولكن عدم حجابك يقول ذلك.
· أترفضين أن تكوني أجمل وأشرف مكانة من الحور العين في الجنة؟.
فنساء المؤمنين أعلى مكانة من الحور العين... لأن الحور العين خلقن طائعات...أما أنتِ فقد خُلقتِ للصبر على طاعة الله وامتثال أوامره...والصبر على المعاصي.
· هل تضمنين أن يمهلك مَلَكُ الموت حتى ترتدي الحجاب وتتوبي قبل أنا يقبض روحك؟
· أتقبلين أن تكوني من الفجّار الذين قال الله تعالى عنهم:
{وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم} الانفطار14
فالحياء ضده الفجور...وهو يعني المجاهرة بالمعصية وعدم الخشية من الله تعالى... وهو ما تفعله المصرَّة على عدم الحجاب.
· تذكري أن الجنة هي سلعة الله... وأنّ الجنة محفوفة بالمكاره... وأنّ النار محفوفة بالشهوات..
فلا تظني أن الطريق الى الله سهل ممهّد...ولكن البطولة الحقيقية هي أن تتخطي كل العقبات حتى تصلي اليه تعالى ولسان حالكِ يقول:
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} طه84
فتكوني من الأبرار الذين قال الله عنهم:
} إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ{22} عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{23} تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ{24} يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ{25} خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ{26}{ المطففين.


شبهات حول الحجاب:


- يقول البعض: إنّ عفة الفتاة حقيقة كامنة في ذاتها... وليست في غطاءاً يسدل على وجهها... وكم من فتاة متحجبة عن الرجال في ظاهرها...وهي فاجرة في سلوكها؟!.. وكم من فتاة حاسرة الرأس كاشفة المفاتن لا يعرف السوء سبيلاً الى نفسها؟!.
والجواب: أن هذا صحيح... فليست الثياب هي التي تمنح صاحبها عفة مفقودة ولا استقامة معدومة.
ولكن مَن الذي زعم أن الله شرع الحجاب ليخلق الطهارة في نفس المرأة؟!
ومن الذي زعم أن الحجاب إعلان بأن كل من لم تلتزمه فهي فاجرة؟!
إنّ الله تعالى فرض الحجاب على المرأة محافظة على عفة الرجال الذين قد تقع أبصارهم عليها... وليس حفاظاً على عفتها من الأعين التي تراها فقط..( د. محمد سعيد رمضان البوطي، الى كل فتاة تؤمن بالله)

- ويقول بعضهم: إنَّ الحجاب يسهِّل عملية اخفاء الشخصية، فقد تتستر وراءه بعض النسوة اللاتي يقترفن الفواحش.
الجواب: أن المسلمة التي تتحجب في هذا الزمان تذوق الويلات من الحملات الإعلامية والإدارات الجامعية في بعض الدول...وسفاهات المنافقين في كل مكان... ثم هي تصبر على هذا كله ابتغاء وجه الله تعالى..ولا يفعل هذا إلا مؤمنة صادقة رباها القرآن، فإذا حاولت فاسقة مستهترة أن تتوارى عن الأعين بارتداء شعار العفاف، فما ذنب الحجاب إذن؟
فلو أن رجلاً انتحل شخصية قائد عسكري كبير، وارتدى بزَّته، وتحايل بذلك واستغل َّ هذا الثوب فيما لا يباح له، فهل نطالب بإلغاء الزي المميز للعسكريين خشية أن يسيء أحدٌ استعماله؟ ( محمد أحمد اسماعيل المقدم، عودة الحجاب)

- وقالوا: إنّ الطاقة الجنسية في الإنسان كبيرة وخطيرة، وحجاب المرأة يغطي جمالها، وبالتالي فإن الشباب يظلون في كبت جنسي يكاد ينفجر على شكل حوادث الاغتصاب وغيرها. والعلاج يكمن في تحرير المرأة من هذا الحجاب كي ينفّس الشباب عن الكبت الذي فيهم!!
والجواب : أنه لو كان هذا الكلام صحيحاً لكانت أمريكة وأوروبة أقل الدول في العالم في حواددث الاغتصاب والتحرش في النساء، وما شاكلها من الجرائم الأخلاقية!! ففيها مطلق الحرية الشخصية وما تنطوي عليه من الانفلات والإباحية.
فماذا كانت نتائج تلك الإباحية؟ هل قلّت حوادث الاغتصاب؟ وهل حُميت المرأة من هذه المخاطر؟
تقول أحدث الإحصائيات: إنه تقع جريمة اغتصاب بالقوة كل (90) ثانية في أمريكة، وأن هناك أكثر من (25000) امرأة تغتصب سنوياً في فرنسة.
ويقول تقرير منظمة العفو الدولية الصادر عام (2004 م) :
" إن إمرأة واحدة حول العالم من أصل خمس نساء تقع ضحية للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب في حياتها".

- وقالوا: إن حجاب المرأة يعطل نصف المجتمع.
والحقيقة أن ليس في حجاب المرأة ما يمنعها من القيام بواجباتها، وما يُسمح لها به من الأعمال... ولا يحول بينها وبين اكتساب العلوم والمعارف.
وكثير من طالبات الجامعات اللاتي ارتدين الثوب الساتر وابتعدن عن مخالطة الطلاب قد أحرزن قصب السبق في الامتحانات..وكنَّ موضع احترام وتقدير من المدرّسين والطلاب على حدٍّ سواء.(صالح البلهي، يا فتاء الإسلام اقرئي حتى لا تُخدعي)

- ويدّعي اعداء الحجاب: أن التبرج الذي تبدو فيه المرأة كاسية عارية لا يثير انتباه الرجال...بينما ينتبه الرجال الى المرأة المتحجبة حجاباً يستر جسدها، فيريدون التعرف على شخصيتها.
والجواب: أنه إذا كان التبرُّج أمراً عادياً لا يلفت الأنظار..فلماذا تبرجت تلك الفتاة؟ ولمن تبرّجت؟ ولماذا تحمّلت أجرة الكوافير ومتابعة الموضات؟

والحقيقة أن أعلى نسبة من الفجور والإباحية والشذوذ الجنسي واختلاط الأنساب قد صاحب خروج النساء متبرجات كاسيات عاريات. ومن المؤكد أن أعلى نسبة للأمراض الجنسية هي في الدول الإباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفلّتاً وتسيّباً.

أما أن العيون تتابع المتحجبة ولا تتابع المتبرجة فإن المتحجبة تشبه كتاباً مغلقاً، لا تعلم محتوياته ولا ما يحمله من أفكار...فمهما نظرنا إلى غلاف الكتاب فلن نفهم محتوياته..
أما المتبرجة فتشبه كتاباً مفتوحاً تتصفحه الأيدي..وتتناوله الأعين سطراً سطراً..فلا يُترك حتى يكون قد فقد رونقه..وتمزقت أوراقه..بل يصبح كتاباً قديماً لا يستحق أن يوضع في واجهة مكتب بيت متواضعة، فكيف بوضعه بواجهة مكتبة عظيمة؟!

تساؤلات حول الحجاب:

· الحجاب يعوق حركتي:
تذكري أن أمهات المؤمنين والصحابيات كنَّ يتحركن بكامل الحرية: يحاربن مع الرسول صلى الله عليه وسلّم، ويعالجن الجرحى، ويمارسن شتى الأنشطة في الحياة دون أن يعيقهن الحجاب عن الحركة..
فالمشلكة لا تكمن بالحجاب.
وانظري إلى أخواتك المحجبات من طبيبات ومعلمات وطالبات كيف يعشن حياتهن اليومية من دون مشاكل تُذكَر.

· أخشى أن أفقد أناقتي بعد الحجاب:
لا تظني أن الإسلام يريدك رثة الثياب سيئة المظهر..والرسول صلى الله عليه وسلم كان نظيفاً يدعو للنظافة، والإسلام يدعو إلى اللباس النظيف المحتشم.
انظري إلى ما قالته (فابيان) أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقاً، بعد أن هداها الله إلى الإسلام:
"لولا فضل الله عليَّ ورحمته..لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان..كلُّ همّه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ".
قالت ذلك بعد أن ارتدت أفخر الثياب ما لاأأعتث4اهحمنىةت أاجخمتةمخكت تحلم به أي فتاة..وجرّبت من أزياء الموضة ما تتوق له أية امرأة...ولكنها أدركت أنَّ كل ذلك سراب خادع...وأن نهاية الإنسان – لا محالة – للحساب !..

· ما زلتُ صغيرة على الحجاب:
لعلك تدركين أن الشابة أوْلى بستر محاسنها من كبيرة السن. ولا أظن أنك تؤمنين بتلك الاعتقادات القديمة التي كانت تبيح للشابات أن يرتدين ما يحلو لهنّ بحجة أن يتمتّعن بشبابهنّ..وأن الحجاب لا ترتديه إلا كبيرات السن!..
انظري إلى صفحة الوفيات كم فيها من شباب انتهت أعمارهم فجأة وهم يعتقدون أن مَلَك الموت لا يزور الا المسنين فقط.
إنَّ كل يوم يمضي يزيدك من الآخرة قرباً...وعن الدنيا بُعداً ، فماذا أعددتِ لنفسك بعد الموت؟.
اركبي قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك...
تأملي مشهد يوم العرض اليوم قبل الغد...

· الجو حار في بلادي وأنا لا أتحمله..فكيف إذا لبستُ الحجاب:
إذا كانت بلادك من هذا النوع..فهل تعلمين كيف كان جو مكة والجزيرة العربية بأسرها قبل أن يكوت لديهم أجهزة التكييف؟..
وهل ترددت المسلمات الأوليات في ارتداء الحجاب لهذا العذر؟.
وهل كانت الخيام تمنع عنهن الحر؟..
كلا ولكنهن امتثلن لأمر الله تعالى حباً له وإيماناً به...
ولتتذكر تلك الأخت أنّ حر بلادها لن يصل في درجته إلى حرّ جهنم: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} التوبة81

· سأرتدي الحجاب بعد أن يتقدم الشاب المناسب لخطبتي:
فمن هو هذا الشاب المناسب في نظرك؟..
أذلك الذي يرضى أن يرى الناس عورات زوجته؟..
فمن يتقدم لخطبتك وأنت سافرة، يعني – في الغالب – رضاه عن ذلك. وقد يعترض عليك ويحاربك إن أنتِ ارتديتِ الحجاب بعد الزواج.
هل تفضّلين رضاه على رضا الله عزّ وجلّ ؟.
وهل تبيعين الجنة بزوجٍ لا يطيع الله فيك؟!..
أما إن اختارك الشاب وأنت بحجابك..فهذا يعني موافقة ضمنية على الحجاب.
تذكري أنكِ إن بنيتِ حياتك الزوجية على أساس من معصية الله...فهل تنجح هذه الزيجة؟ وإن نجحت فهل ترضين بغضب الله عليك؟!..
كما أن الزواج عطاء من الله يعطيه من يشاء..فكم من محجبة تزوّجت...وكم من سافرة لم تتزوّج؟! ( د. هويدا إسماعيل، أعذار من لا ترتدي الحجاب)

· إنّ زوجي (أو خطيبي) يرفض أن أرتدي الحجاب:
فهل يضمن لك زوجك أو خطيبك الجنة؟.
تذكّري قول الرسول صلى الله عليه وسلّم:
"الطاعة على المرء المسلم فيما أحبّ وكره، إلا أن يؤمر بمعصية فإن أُمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة" (رواه الترمذي، قال: حسن صحيح)
حاوريه بالمعروف..والجئي إلى من يقنعه بضرورة الحجاب.
أما إن أصرَّ الخاطب على موقفه فلا تربطي مستقبلك في الدنيا ومصيرك في الآخرة به. فلا خير فيه إن كان عاصياً لله والله قادر على أن يعوّضكِ خيراً منه.

· سأفقد وظيفتي إن ارتديت الحجاب:
نعم قد يحدث ذلك..ولكن فقدان وظيفتك أفضل من فقدان رضا الله عنك..ولا تنسي أن فقدان الوظيفة لا يعني اطلاقاً فقدان الرزق..فسوف يبدلك الله خيرا منها...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله إالى الناس".( رواه الترمذي)

· أخاف أن أخلع الحجاب بعد ارتدائه:
لا تستسلمي لهذه الفكرة.. فإذا كنتِ مترددة بطبيعتكِ أو ترين أن الدنيا لا تزال تملأ قلبكِ فتدرجي في الحجاب..وذكّري نفسك بضرورة طاعة الله قبل فوات الأوان.
فإذا منَّ الله عليك بارتدائه..فاحرصي على مصاحبة الصالحات..وحضور دروس العلم الشرعي..وتلاوة القرآن..وأكثري من الدعاء لله تعالى أن يثيبك ويعينك على الاستمرار على طاعته..
تذكري أن الحجاب توبة.. وأنّ الله يحب التوابين...
واحرصي دوما على الدعاء:
"اللهمَّ يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك...اللهمَّ كما هديتني للحجاب فثبّتني عليه حتى الممات".

· أنا أفعل الكثير من الطاعات وقلبي مطمئن بالإيمان، فما دخل اللباس أو الحجاب؟!
إذا كنت مسلمة حقاً فعليك أن تتقبلي كل أوامر الله ورسوله وتنتهي عن نواهيهما..ولا تكوني كالذين قال الله تعالى عنهم:
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة85
ثم أما تقرئين قوله تعالى:
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}الأحزاب53
أطهر لقلب عائشة وفاطمة وخديجة رضي الله عنهن..فهل أنتِ أطهر قلباً منهن؟!

· أنا غير مقتنعة بالحجاب...ثم هل هو فرض أم سنّة؟:
إنّ عدم اقتناعك بالحجاب ينقض إسلامك ويُنقصه والعياذ بالله..لأنك بانتسابك لدين الإسلام أعلنتِ استسلامك لأوامر الله.ولقد اختبر الله تعالى سيدنا إبراهيم في ابنه الذي رزقه به على كِبر بعد أن حُرم الولد..أمره بذبحه، فهل تردد وطلب من أحد أن يقنعه؟.
هل تردَّد إسماعيل أو حاول الهرب؟.
هل اعترضت هاجر المؤمنة الصابرة؟.
هل كانوا يعرفون السبب؟.
لقد اختُبر إبراهيم في فلذة كبده..فاستسلم وأطاع..
ألا تطيعين في الحجاب؟!.
ربما كان من الأفضل أن تعترفي بضعف إرادتك أو عدم قدرتك على ارتداء الحجاب وتطلبي من الله العون..فذلك أهون من أن تردِّي على الله أمره وتقولي:" أنا غير مقتنعة".
فنحن لسنا مكلّفين بالاقتناع بأوامره سبحانه..وإنما بطاعته..فالله تعالى يقول:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم } الأحزاب36
فلا تكوني كالذين قالوا: { سَمِعْنَا وَعَصَيْنَاَ } البقرة93
اما مسألة الفرض والسنة فاقرئي آيات الحجاب الصريحة في القرآن:
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} النور31

· إنّ الله لم يهدني بعد:
لا تنتظري الهداية التي قد تأتي أو لا تأتي، فالله سبحانه وتعالى يريد أن تأتيه بملء إرادتك..فالله تعالى يقول:
{إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد11
فلا تبيعي سعادتك الأبدية في الجنة بهذه الدنيا الفانية.
فلا بد من السعي لمرضاة الله..أفلا نركب السيارة للسفر دون أن نعرف هل يطول بنا الأجل لنصل إلى البلدة الفلانية أم لا؟
ألا نتناول الدواء، والله تعالى هو الشافي، أخذاً بالأسباب؟
كذلك خذي بأسباب الحجاب..

· أنا أكره الحجاب لأن بعض المحجبات سلوكهن سيِّء:
إنه للأسف الشديد واقع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن هناك من يحافظون على الصلوات الخمس ويفعلون الفواحش!!
وهناك من يحجون و هم يتسترون وراءه ليفعلوا أشياء أخرى!.
أفنترك الصلاة والحج بسبب أولئك المخطئين؟!.
فالله تعالى يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الأنعام164
فكلٌّ منّا محاسب على أفعاله وليس على أفعال غيره.( د. هويدا إسماعيل، مرجع سابق)

الآن وقد تحجَّبت:
- بارك الله فيك، فأنت الآن رمز الإسلام..فأحسني الى إسلامك.
- إنَّ كونك قدوة لا يعني أنك لا تذنبين... ولكن إياك والجهر بالمعاصي.
- إنَّ حجابك فضلٌ من الله عليك وليس تفضلا منك..فاحمدي الله الذي عافاك مما ابتلى به كثيراً من خلقه..وادعيه سبحانه أن يمنَّ به على أخواتك المسلمات.
- لا تجعلي من حجابك زينة لأي سبب. (هناء الصنيع، كيف تحتسبين الأجر في حيلتك اليومية)
- تذكري أنك عندما تريدين حجابك فأنت تحتسبين ثواب السمع والطاعة..فالله تعالى يقول:
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }النساء13
- وأنك تتقربين بها إلى الله:
" ومن تقرّب منِّي شبراً، تقرّبتُ إليه ذراعاً". (رواه مسلم)
- وأن الله تعالى يحب الحجاب، فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين ما يحب. قال تعالى في الحديث القدسي:
" وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه..وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبّه..فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به...وبصره الذي يبصر به..ويده التي يبطش بها..ورجله التي يمشي بها..وان سألني لأعطينّه ...ولئن استعاذني لأعيذنّهَ". (رواه البخاري)
- وأنَّ الله تعالى يعطيك أجر الصبر على طاعته...والصبر على سخرية حثالة القوم..وحرارة الطقس..
- وأنك ستنالين بإذن الله ثواب الاقتداء بالصالحات، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " المرء مع من أحبّ" .(متفقٌ عليه)
- وأنك ستنالين ثواب العفاف..فأنت مأمورة بصون عرضك..وهي عبادة تؤجرين عليها.
- وستنالين ثواب صون المجتمع من الرذيلة والفساد.
- وأنك بارتدائك الحجاب تتعاونين مع أخواتك المحجبات على معاونة الشباب المسلم في حفظ نفسه. (عبلة محمد سعيد، الإيمان أم الحجاب)




متحجبات مع ِأهل غير ملتزمين:
سُئل فضيلة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله عن مشكلة المتحجبات مع الأهل غير المتدينين، فأجاب:
1- أقر أني أعجز عن الجواب الشافي الوافي.
2- إننا نعيش هنا في عهد من عهود الانتقال الذي مرّت بمثله البلاد العربية كلها، لقد مرّت بمثله أكثر أمم الأرض.
المسلمون في صدر الدولة العباسية لما اختلطوا بالفرس، اصطدمت عاداتهم بالعادات التي ورثوها عن أجدادهم العرب.
والرومان لما فتحوا بلاد اليونان فعاشروهم أثَّروا فيهم وتأثَّروا بأفكارهم وبعلومهم وبعاداتهم.
في مثل هذه المرحلة يكون في الحياة لونان مختلفان يمشيان معاً، حتى لتجد بين الأب وولده وبين الأم وبنتها تبايناً ظاهراً في الأفكار وفي العادات، بل وفي فرش غرفة كل منهما، وفي أسلوبهما في كلامهما..
فما الذي تعمله البنت في هذه الحال؟..
إن لذلك علاجاً مؤقتاً ربما قدرت عليه البنت، أما العلاج الدائم فهو بيد ارباب الفكر وأصحاب الأقلام، ومن بيدهم زمام الإعلام من خطباء المنابر ومعلمي المدرسة، والذين يكتبون في الصحف والمجلات، لأن الأمر يحتاج إلى تنبيه عام. وهذا لا يقدر عليه إلا هؤلاء.
3- أما الذي تقدر عليه البنت فهو ألا تكشف عما أمرها الله بستره، لا أن تبقى بالعباءة أو الخمار، (كما تخرج الى الشارع) طوال النهار، فليس هذا من المألوف ، ويصعب أن تكون بين أعضاء الأسرة وهن بثياب البيت، وهي بهذا اللباس، وفي تكليفها هذا (وإن كان على حق) تحميل لها ما لا طاقة لها به.
ولكن تلبس اللباس المألوف المعروف، الذي لا يكشف عن الصدر ولا عن ساق ولا عن الشعر.
بل لو جاء الصيف لوجب عليها أن تبقى عليه، ولا يحتاج هذا منها إلا إلى موقف حازم مؤدب، تَقِفُهُ مرة واحدة. أي: أنها تبين لأهلها أنها مسلمة، وأن على المسلم أن يقف عند حدود الله فلا يتعداها، فإذا ألف ذلك منها، واشتهر عنها، لم يعد ينتقدها به أحد، واعتبروه أمرا عادياً.
وإن اشتدَّ عليها حرّ الصيف فلتذكر أن نار جهنم أشد حراً.
4- وأن تبتعد ما أمكن عن هذه المجالس المشتركة التي لا تخلو من محرم.
وتستطيع أن تتخد لذلك سبباً مقبولاً عند أبويها، وعذراً تعتذر به، إلى أن تستطيع أن تجاهرهم بأنه حكم الإسلام.
5- هذه هي أدنى الدرجات: أن تبتعد هي عن المحرم الظاهر الحرمة.
الدرجة التي فوقها أن تبين لأهلها بالأسلوب المناسب سبب سلوكها هذا. على أن تدرس طبائعهم وتعرف المقدار الذي يحتملونه منها، ولا يستثقلونه لئلا ينفروا من سماعه.
6- ولتذكر ان في كل نفس من نفوس أهلها – لا سيما النساء – ذخيرة من الإيمان.
الإيمان موجود في القلب ولكنه قد يتغطى أحياناً ببعض الشهوات، وبعض العادات المخالفة للشرع، وبعض المطامع والرغبات..إنه موجود ولكنه مستور مغطى.
ومن عجائب اللغة العربية أن هذا مو معنى الكافر، فالكافر هو الساتر.الإيمان موجود في القلب ولكنه مغطى، فإذا كشف عنه بالحكمة والموعظة الحسنة، أو جاءت هزة قوية فإنه يظهر ويعود صاحبه مؤمناً.
إذا كان المسافرون في الطائرة، وبدأت تضطرب في الجو، وأعلن قائدها أن خللاً طرأ عليها، وأنها لم تعد تستطع الطيران، وأنها ستسقط من الجو، وأن عليهم أن يتخذوا حزام النجاة، وأن يقفزوا بالمظلة...
في هذه اللحظة يرجعون جميعا مؤمنين، لأن هذه الرجّة ألقت الغطاء عن الإيمان الذي كان مغطى في نفوسهم فعادوا مؤمنين.
7- ولقد وجدت بالتجربة من سنين طويلة لما أُجبرتُ على محاضرة النساء في الأردن، أن المرأة التي تمشي حاسرة سافرة، حتى التي تكشف عن ساقيها، لما كانت موضة اللباس القصير ( الميني جوب)..هذه الفتاة ما ذهب الإيمان من نفسها، ولكنها تحتاج إلى من يوقظه بالأسلوب المناسب.
إنه مثل النار التي انطفأت ولم يبقَ منها إلا جمرة صغيرة، وأردنا أن نعيد إضرامها فما الذي نصنعه بها؟..
إذا وضعت إلى جنبها الحطب الكبار لم تشتعل، وإن نفخناها نفخة قوية ربما طارت فنزلت رماداً، وإن نفخناها نفخة ضعيفة لم تؤثر فيها. فينبغي إذن أن نضع حولها شيئا من الورق، أو من القش، أو بعض المواد السريعة الاشتعال، ثم ننفخ عليها بحكمة.
أي أننا نهيّئ لها الجو المناسب، وندعوها بالأسلوب المناسب.
8- فهذه البنت بدل أن تتأثر هي بهذا الوسط البعيد بعض البعد عن الإسلام، تستطيع هي أن تردّ أهله الى طريق الإسلام.
9- إن كانت أمها على شيء من الصلاح الاستعداد لرضا الله، انفردت بها وشرحت ذلك لها، لا تعمل من نفسها معلمة لأمها، ولا تكلمها من فوق، كما تكلّم المدرّسة تلميذاتها، فإن الأم مهما بلغت بنتُها من العلم ومن المعرفة، لا تحتمل ذلك منها، لأنها لم تنسَ أنها هي التي ولدَتْها، وأنها كانت طفلة بين يديها تنظفها، وتزيل الأوضار عنها وتلفها، فلا تقبل منها أن تكون معلمة لها.
بل الأسلوب المهذب الذي يناسب طبيعة الأم، والذي يثير حنانها ويهيج عاطفتها، وفي نفس كل أم عاطفة على بنتها، كما أن في نفسها استعداداً للرجوع لما يرضي الله.
10- وإن كان أبوها صالحاً، ولكنه ضعيف كما هي الحال في كثير من الآباء، خلت به فشدّت من أزره، وقوّت من عزيمته، وأفهمته – ضمناً – أنها معه.
11- أما أخوتها الصغار وأخواتها فتملك قلوبهم بالهدايا والعطايا بمقدار ما تستطيعه وتقدر عليه، وتعلمهم الحق بالأسلوب الذي يفهمونه لا بمحاضرة ولا درس، ولا بجرعة واحدة في ساعة واحدة..
فالدواء يعطى منه كل يوم ثلاثة أقراص مثلاً، فلو أخذ المريض العلبة كلها في يوم واحد، وهي معدّة لأسبوع كامل، ربما حملته إلى القبر بدلاً من أن توصله إلى الشفاء.
والمقدار الذي يعطى للطفل من الدواء غير الذي يعطاه للكبير البالغ. فإذا جعلت الصغار في صفها، وعلّمتهم حبها وطاعتها لم تمضِ سنوات حتى يصيروا كلهم مثلها.
12- وهذه كلها نصائح عامة ليست كالثوب الجاهز الذي يُشترى من البياع لتلبسه السمينة والهزيلة، والقصيرة والطويلة فيصلح لهنّ جميعاً.
فما وجد مثل هذا الثوب، ولا أستطيع أن أعطيها تفصيل خطة تطبقها كل بنت مهما اختلفت حالها مع أبيها، ومهما اخلتف وضع أمها. لا أعطيها ثوباً جاهزاً، ولكن أدفع إليها القماش، وأعلمها طريقة التفصيل والخياطة، وعليها أن تُلبس كل حالة لبوسها.
والخلاصة أن عليها:
أ- أن لا تعمل عملاً محرّماً قطعاً مخالفاً للشرع، وأن لا توافق على الاشتراك به، مهما كانت الأحوال ومهما كانت النتائج.
ب- أن يكون نصحها وشرح موقفها بالحكمة والموعظة الحسنة، أي أنها لا تخالف أمر الله. ولا تجاهر أباها وأمها بالعصيان. ولا تواجه أسرتها بالعداوة والخصام.
ج- وأن تفتش عمّن هو مثلها من قريباتها، ومن نساء أسرتها، ليكن عوناً لها على سلوكها، وعلى ما تحاول الوصول إليه من هداية أهلها. (فتاوى على الطنطاوي، 1/89-94)



*********************

من هناك
02-23-2008, 06:23 PM
شكراً لك على النقل. سوف اعود لقراءة المقالة كاملة لأنها غير قصيرة جداً

مقاوم
02-23-2008, 06:37 PM
خدني معك خيي بلال :)

عزام
02-23-2008, 06:41 PM
لأنها غير قصيرة جداً
هذه اول مرة اسمع فيها هذا التعبير :)
كتر خيركم انت ومقاوم.. البنت هلكت بطباعتها
طويلة بس شاملة لكل اعذار غير المحجبات
عزام

من هناك
02-23-2008, 06:44 PM
اخي عزام،
انا سوف اعود للقراءة إن شاء الله واكيد الأخ مقاوم ايضاً لأنني اعرف انه يقرأ بتمعن وكثير ما وضعت المقالات المطولة واجد تعليقه في البداية دوماً. ولكن اليوم، الوقت يهرب :)

انصحك ان تجلب برنامج مسح ضوئي للمعترة التي تطبع هذه الموضوعات لأنه يسهل عليها كثيراً

هنا الحقيقه
02-23-2008, 06:49 PM
جزاها وجزاك خيرا اخي عزام

عزام
02-23-2008, 06:50 PM
خليها تتعب
الها اجر بكل حرف
مش الاجر على قدر المشقة؟ :)
عزام

أم ورقة
02-23-2008, 06:51 PM
جزاها الله خيراً.. و جعله في ميزان الحسنات

عزام
02-23-2008, 07:05 PM
بارك الله فيكم جميعا
المقال طويل ولكنه سهل وفيه فوائد
وانا انصح كل فتاة ان تقتني هذا الكتاب الرائع
ولنفس المؤلف ايضا همسة في اذن شاب.
عزام

أبو مُحمد
02-23-2008, 07:08 PM
بارك الله فيكم وجزاكم عن الاسلام والمسلمين خيرا.