تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا وإيران.. صراع الفوضى في العراق



مقاوم
02-23-2008, 09:31 AM
أمريكا وإيران.. صراع الفوضى في العراق
كتب أ. عثمان المختار

على الرغم من دخول الولايات المتحدة الأمريكية وإيران مرحلة جديدة من الحوار المباشر حول الوضع العراقي، إلا أن الاتهام الأمريكي المتكرر لطهران بتزويد المسلحين وميليشيات شيعية بالمتفجرات شهد في الآونة الأخيرة تصعيدًا كبيرًا، حيث بات الجنرالات الأمريكيون لا يخفون الخسائر الجسيمة التي تمنى بها قواتهم بفعل متفجرات إيران المتطورة، بخاصة تلك المسماة "أبابيل"، كما لا يخفي الأمريكيون دهشتهم من أن طهران وفي إطار سعيها لاستنزاف القوات الأمريكية في العراق والإبقاء على حالة الفوضى الحالية لا تتردد في إمداد جماعات سنية مثل تنظيم القاعدة بالمتفجرات طالما أنها موجهة لـ "الشيطان الأكبر".

وتذكر مصادر الاستخبارات الأمريكية أن حجم المتفجرات والأسلحة التي يتم تهريبها شهريًّا إلى العراق عن طريق إيران كفيل باستمرار العنف لخمس سنوات أخرى على وتيرة واحدة في هذا البلد المتخم أصلاً بالمتفجرات والأسلحة التي خلّفها الجيش العراقي السابق.

وحسب المصادر ذاتها، فإن ما تمّ العثور عليه من متفجرات إيرانية يقدّر بنحو خمسة عشر طنًا وجدت في عدة مناطق من العراق، أغلبها قريبة على الحدود مع إيران، وبعضها صنع خلال عامي 2005 و2006، وتتوقع الاستخبارات الأمريكية وجود أضعاف تلك الكميات في مدن جنوب العراق الحدودية، ويعتبر أكثرها خطرًا تلك التي تعرف باسم "أبابيل" الإيرانية، أو ما يسميه الأمريكيون قنابل الـ(EFPs)، وهي عبارة عن مجموعة متفجرات مختلفة ذات تدمير قوي وفتاك تنتجها مجموعة مصانع أبابيل العسكرية الإيرانية التي تتخذ من مدينة خان، قرب طهران، مركزًا لها.

وبينما كان الردّ الإيراني على تلك الاتهامات متسمًا ببرود شديد أو بلا ردّ يذكر في بعض الأحيان, فقد ظلّت أوراق هذا الملف طيلة الأشهر الماضية من الملفات الأكثر سرية، وجميع المعلومات التي تثار حولها هي من مصادر أمريكية فقط، حيث كثفت الاستخبارات الأمريكية والبريطانية جهودهما لإثبات تلك الاتهامات بأدلة مادية يمكن أن تقدّم إلى مجلس الأمن؛ لتكون حجة لفرض المزيد من العقوبات على إيران وعزلها عن المجتمع الدولي.

حقل تجارب:

الكابتن "مارك فيشر", من الفرقة 25 الأمريكية المكلفة بحماية جزء من الشريط الحدودي الشرقي مع إيران, يعلق على الأمر, وهو يتحدث لشبكة "الإسلام اليوم" بشيء لا يخلو من مرارة المعاناة الأمريكية في هذه المنطقة، ومن التوعد لمن أسماهم بالشياطين الإيرانيين، الذين يصنعون الموت بعلب جاهزة ويسلمونها إلى أصدقائهم العراقيين, ويقول: لقد خطط الإيرانيون لجعل الأراضي العراقية حقل تجارب لمتفجراتهم على جنودنا وآلياتنا العسكرية، فهم يسلحون الشيعة العراقيين ليس حبًّا في الشيعة، لكنهم يصنعون منهم أذرعًا طويلة في البلاد؛ لتهديد أمن جنودنا وقواعدنا، ولاستخدامهم كورقة ضغط على الولايات المتحدة وعلى دول الخليج التي باتت تفكر بجدية أكثر وبقلق بالغ في المدّ الإيراني الأصولي في العراق.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه "فيشر" أن إيران تدعم القاعدة, وبشكل أكبر الآن، على الرغم من الاختلاف المذهبي، وعلى الرغم من أن التنظيم يعتبر الشيعة كفارًا ويجب قتلهم، إلا أنه يشير إلى أن تقاطع المصالح هنا يغيّر كل شيء, فالقاعدة يهمها طول النّفَس في القتال بالعراق، وإيران كل ما يهمها هو إلحاق الأذى بنا, حسب تعبيره.

ويضيف فيشر: تمكنا حتى الآن من الاستيلاء على العشرات من أسلحة القنص من طراز معروف باسم P4، وهو سلاح روسي أجرى الإيرانيون تعديلات بسيطة عليه. وهناك المزيد من هذه الأسلحة تستخدم الآن من قبل عناصر القاعدة ضدنا, وتم الاستيلاء على طنّ من المتفجرات نوع EFPs، خلال شهريين ماضيين، ومتفجرات أخرى عادية، أغلبها من مصنع أو منشأ واحد، من تلك التي تعرف بمتفجرات أبابيل الإيرانية.

وفي هذا السياق، فإن أبابيل هذه كما يسميها الإيرانيون هي متفجرات ذات قوة متطورة جدًا. العبوة الواحدة زنة 500 جرام كفيلة بتدمير دبابة "أبرامز" وتحوي العبوة الواحدة منها على مادة الـC. 4) ) المطورة التي تبلغ أربع أضعاف قوة التدمير التي تخلفها مادة الـTNT العادية إضافة إلى معزز انفجار من فئة A0 ولوحة نحاسية وفقاعات هوائية كفيله بإحداث انفجار داخلي في رأس الجندي من شدة الصوت.

ويمتلك العراق أطول حدود في المنطقة مع إيران؛ حيث يبلغ طول تلك الحدود أكثر من 1485 كيلو مترًا، تدخل ضمنها حدود مائية وبرية جبلية وعرة للغاية، وساعد على ذلك مخلفات الحرب العراقية الإيرانية، حيث حفر الجيش العراقي عشرات الأنفاق على طول الحدود؛ بغرض تسهيل ضرب العمق الإيراني, كما شقّ طرقًا أخرى تسهل عبور الجيش حينها، والآن أصبح الإيرانيون يستخدمونها، حسب المراقبين.

ويقول فيشر: لدينا الآن عدة منافذ مهمة أستطيع القول إنها محكمة، وحققنا إنجازًا فيها، مثل خسروي والمنذرية ومنديلي والهلالية، لكن هناك عشرات المنافذ والمناطق الخطرة لا يمكن ضبطها مثل وادي كنكير و هيوان وسومار وقزانية وقوره تو وزرباطية وبدره وجصان، وغيرها الكثير, التي لا تزال مفتوحة للإيرانيين, وهناك تواطؤ من قبل بعض مسئولي القوات العراقية الموجودة، بل وحتى من السياسيين الشيعة؛ خاصة وأن هاجس ترك الأمريكان لهم، لا زال يلاحقهم ويحاولون كسب قوة أكبر لمواجهة ذلك اليوم.

ومن جانبه، يقول العريف ولسون ستيورت (27 سنة) من الوحدة 111 الهندسية العاملة شرق بغداد: "باتت ظاهره تدمير الآليات بشكل كامل واسعة الانتشار اليوم؛ بسبب العبوات الإيرانية، وازدادت الخسائر إلى الضعف للسبب نفسه، ونشعر في بعض المناطق أننا نخوض قتالاً مع الإيرانيين لا مع المسلحين العراقيين؛ لكون أغلب الفخاخ التي تنصب لنا هي إيرانية.

متفجرات قديمة:

أما رضا رشيدي, أحد موظفي السفارة الإيرانية في العراق, فقد نفى الاتهامات الأمريكية لبلاده بشكل كامل, ودعا في تصريحات لشبكة "الإسلام اليوم" واشنطن إلى ترك هذه الورقة والتحدث مع الإيرانيين عن كيفية خروجهم من العراق, فنحن, حسب قوله, "نساعدهم في الانسحاب من العراق بأقل خسائر متوقعة قد تلحق بجيشهم بكل تأكيد".

ويصف رشيدي الاتهامات الأمريكي لإيران بتقديم الدعم للمتمردين الشيعة وتنظيم القاعدة بأنها غير صحيحة، ويشير إلى أن ما عثر عليه الأمريكيون من أسلحة إيرانية هو مجرد كميات محدودة استولى عليها الجيش العراقي خلال حربه مع إيران، وأصبحت الآن بمتناول الجماعات المسلحة المختلفة.

ولدى السؤال عن المتفجرات التي وجدت في بغداد وتحمل تاريخ صنع 2006 وبثت بعض من صورها على الشاشات قال المسئول الإيراني: "نحن لا ندعم أي جماعة مسلحة ومتفجرات "أبابيل" أو غيرها في العراق كذبة أمريكية والصور هي من إنتاج شركة هوليود الأمريكية!".

وفيما يرفض التعليق على إحدى الصور -التي بثتها جماعة مسلحة سنية قالت: إنها عثرت على أسلحة ومتفجرات إيرانية وأسماءً لعلماء سُنة وأجهزة اتصال رقمية متطورة بحوزة إحدى المليشيات الشيعية- فإنه مضى مضيفًا: لقد أبلغنا الأمريكيين في اجتماعنا الأخير معهم أننا غير داعمين لأي جماعة مسلحة بالعراق, فلا نصدر متفجرات أو أسلحة إيرانية في العراق، وإذا لم يصدقوا فهذه مشكلتهم هم, وليس نحن.

علاقات منفعة:

وحرصًا على لقاء الطرف الآخر, فقد التقينا الشيخ عبد الله الأنصاري, (أحد عناصر تنظيم دولة العراق الإسلامية) التابع للقاعدة في مدينة الرمادي غرب بغداد, والذي اعتبر الحديث عن علاقة القاعدة مع إيران جزءًا من حملة الدعاية الأمريكية لتشويه صورة القاعدة لدى العرب والمسلمين السنة ودول الخليج على وجهه الخصوص.

ويصف الأنصاري علاقة التنظيم مع إيران بقوله: "إنها تبادل منفعة لا أكثر, فإيران ترسل أسلحتها إلى العراق لغرض إزعاج الأمريكيين وتكبيدهم خسائر أكثر في العراق، ولا يهمها اليد التي تصل إليها ما دامت تنفجر تحت أقدام الأمريكيين، ونحن بذلك لا نردّ أي سلاح يأتي منهم أو من غيرهم ما دام يخدم جهادنا ضد المحتلّ، ولا علاقة مباشرة لنا معهم، كما يظنّ البعض ومنهم الأمريكيون، لكن التعامل يجري عبر وسطاء ينقلون السلاح ونحن نشتريه عبر تجار شيعة وأكراد يهدفون إلى الربح منا ومن الإيرانيين الذين يجندونهم لنقل تلك الأسلحة.

وعن المتفجرات الإيرانية التي يستخدمونها, يقول الأنصاري: تتميز متفجرات "أبابيل" التي تصل إلينا بأنها أسرع إعدادًا بحيث لا يستغرق وقت زراعتها أكثر من عشرة دقائق؛ لأن تفجيرها يكون عن طريق التحكم عن بُعد، ولا تأخذ مساحة واسعة في الشارع, ولا تتطلب حفرًا واسعًا أثناء زراعتها، إضافة إلى أنها تؤدي إلى تدمير أي آلية أمريكية بما في ذلك كاسحات الألغام العملاقة، وتعلم كيفية تفجيرها أو إعداد مؤقت التفجير الخاص بها لا يحتاج إلى جهد؛ حيث إن أغلب تلك المتفجرات تأتي جاهزة.


إفشال المخطط الأمريكي:

في حي مدينة الصدر الفقيرة شرق العاصمة العراقية بغداد، حيث المعقل الأساسي لميليشيات جيش المهدي التي يتزعمها مقتدى الصدر، يقول الشيخ أحمد الحسني (43 عامًا), (قائد في مليشيا جيش المهدي), خلال لقاء معه: "إيران لن تسمح بنصر أمريكي في العراق، وهي تعمل بحرص على ذلك وعلى جميع الأصعدة المختلفة، كما أنها لن تسمح بنصر للقاعدة في العراق على حساب الشيعة، وعلاقتنا مع إيران هي مصالح وثوابت دينية إسلامية".

وعن نوع الأسلحة التي يستخدمها جيش المهدي لا ينفي الحسني وجود أسلحة إيرانية حديثة الصنع بحوزة جيش المهدي, كما يقول: تأتي إلينا من مصادر مختلفة من داخل إيران، والأمر لم يعد يخفى على أحد.

وخلال تجوالنا في تلك المدينة المضطربة استطعنا التقاط صور لعناصر يتبعون مليشيا شيعية كانوا يحملون أسلحة إيرانية من طراز( قدس 4) نصف آلية وأخرى أسلحة رشاشة متوسطة مضادة للآليات، ونجحنا في التحدث مع الشاب علي جواد (29 عامًا)، أحد عناصر جيش المهدي والذي قال: "نقف هنا منذ ساعتين حيث تسربت إلينا أنباء من الشرطة، أن الجيش الأمريكي ينوي اقتحام المنطقة, وقمنا بنصب كمين له، فالشرطة غالبًا ما تتعاون معنا في مثل تلك الحالات، خاصة إذا كان "المارينز" ينوون اعتقال عناصر من جيش المهدي.

وعن نوع السلاح الذي يحمله يضيف: "هذا سلاح من طراز "قدس 4" أفضل رشاش إيراني موجود حاليًا في العراق، وبإمكانه حسم أي معركة في دقيقة واحدة، وإذا فكر الجيش الأمريكي خوض معركة جديدة معنا عليه أن يفهم أن حالنا تغيّر كثيرًا خلال الشهور الماضية؛ فلدينا أسلحة تمكننا من دحره في أيام معدودة!!


http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2084&Itemid=1

من هناك
02-23-2008, 04:57 PM
وفي هذا السياق، فإن أبابيل هذه كما يسميها الإيرانيون هي متفجرات ذات قوة متطورة جدًا. العبوة الواحدة زنة 500 جرام كفيلة بتدمير دبابة "أبرامز" وتحوي العبوة الواحدة منها على مادة الـC. 4) ) المطورة التي تبلغ أربع أضعاف قوة التدمير التي تخلفها مادة الـTNT العادية إضافة إلى معزز انفجار من فئة A0 ولوحة نحاسية وفقاعات هوائية كفيله بإحداث انفجار داخلي في رأس الجندي من شدة الصوت.إذا كان هذا ما تملكه إيران، فما قولكم بما يستخدمه الأمريكيون ضد الشعب الأعزل في العراق

وما بالكم ايضاً بما قصفت به الفلوجة وتورابورا؟؟؟