تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : محمود عباس وهزلية التفاوض



من هناك
02-22-2008, 02:46 PM
وزعت وكالات الأنباء صور على هامش اللقاء الأخير في القدس المحتلة والذي جمع إيهود اولمرت ومحمود عباس تظهر العلاقة الشخصية الحارة بين الرجلين, ابتسامات دافئة ومظلة اولمرت تقي بحنو عباس من المطر المنهمر وما إلى ذلك. وعلى الرغم من تلك الصور والتي يخال من يراها أن ثمة احتفال يحضره ابومازن من فرط أناقته وحبوره الظاهر, إلا أن خيبة الأمل الفلسطينية الرسمية والإحباط الواضح سبقا اللقاء وتعاظما من بعده.


قبل أسبوع من لقاء عباس-اولمرت الأخير قال سلام فياض رئيس الوزراء في حكومة رام الله في كلمة ألقاها في معهد اسبن الأمريكي, إسرائيل لم تفعل شيئا ملموسا على الأرض لمساعدة حكومتي. أقول هذا وأنا حزين. وأعرب عن شعور بالإحباط لما سماه إخفاق إسرائيل في تخفيف معاناة الفلسطينيين بما في ذلك إزالة نقاط التفتيش في الضفة الغربية بعد أسابيع من اجتماع السلام في انابوليس. وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر صرح -أثناء زيارته لفلسطين المحتلة والتي سبقت لقاء القدس- بأن إسرائيل والفلسطينيين لم يحرزوا تقدما حقيقيا منذ مؤتمر السلام الذي رعته الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي واصفا الوضع بأنه خطير. هاجيت عفران مديرة مراقبة المستوطنات بحركة السلام الآن الإسرائيلية قالت إن اولمرت تحدث عن تجميد المستوطنات في انابوليس لكن كل ما قاله كان هراء لأننا نرى البناء مستمر في الضفة الغربية كلها.


اللقاء الفلسطيني-الإسرائيلي ترافق مع إعلان الدولة العبرية لمشاريع استيطانية ضخمة وتصعيد إسرائيلي في العدوان على غزة وتشديد الحصار عليها. التوغلات الإسرائيلية في القطاع واستهدافه بالقصف وعمليات القتل أصبحت من الأمور الروتينية, بل إن اولمرت أعلن قبل اللقاء بأن الجيش الإسرائيلي له مطلق الحرية في مهاجمة أي شخص في قطاع غزة. اولمرت استبق اللقاء أيضا بتصريح جاء فيه أن الهدف من محادثات السلام مع الرئيس عباس هو الوصول بنهاية عام 2008 إلى تفاهم بشأن المبادئ الأساسية لقيام دولة فلسطينية وليس الوصول إلى اتفاق مكتمل الأركان للسلام, و أنه اتفق مع عباس على تأجيل التفاوض بشأن مستقبل القدس إلى أخر العملية.

الإحباط الفلسطيني بعد لقاء القدس الأخير كان واضحا ويمكن قراءته في أكثر من تصريح فلسطيني, ياسر عبد ربه عضو فريق التفاوض الفلسطيني قال إثر اللقاء أن الفلسطينيين سيبحثون إعلان قيام دولة مستقلة من جانب واحد إذا استمر تعثر محادثات السلام مع إسرائيل. وقال عبد ربه نحن مع استمرار المفاوضات لكن إسرائيل تشتري الوقت من اجل الالتفاف على مؤتمر انابوليس ومن اجل استكمال مشاريع الاستيطان حول القدس واستكمال بناء الجدار وتقول بعد ذلك إن الحل الوحيد هو الدولة ذات الحدود المؤقتة, محذرا من أن الفلسطينيين قد لا يبقى لهم سوى دولة متشرذمة.

رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أعرب هو الآخر عن تشاؤمه, وقال في لقاء مع زعماء اليهود الأميركيين في القدس إنه يشعر بأن الأشهر الثلاثة الماضية لم تشهد أحداثا يمكن أن تجعلني أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بنهاية عام 2008.

عباس رفض مقترح عبد ربه وحدد موقفة ما بعد لقائه باولمرت في بيان صدر عن الرئاسة الفلسطينية جاء فيه "إننا نسير في المفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاق سلام عام 2008 يشمل تسوية كافة قضايا الحل النهائي بما فيها القدس وهو ما أجمع عليه المجتمع الدولي." وأضاف "وإذا تعذر ذلك ووصلنا إلى طريق مسدود فإننا سنعود إلى امتنا العربية لاتخاذ القرار المناسب على أعلى المستويات". ألا يدعو موقف عباس إلى الرثاء, أي أمة عربية تلك التي يعول عليها حال فشله في المفاوضات وهو أمر شبه مؤكد؟! الأمة التي فشلت تماما في الشأن العراقي وفي صد الطموح الإيراني أو التخفيف من الجموح الأمريكي وعجزت عن حل الإشكال اللبناني وتكاد لا تستطيع أن تتفق على لقاء قمة مرتقب مكانا ولا زمانا ولا أجندة, هل ستكون قادرة على مساعد عباس ودعمه في مواجهة اولمرت؟ الدعم الوحيد والذي يمكن لعباس أن يجده في مواجهة التعنت والاستهتار الإسرائيلي هو في الطرف الذي لا يتوقف عباس عن ملاحقته والسخرية منه, المقاومة الفلسطينية والتي أجبرت قوات شارون على الفرار من غزة صاغرة مدحورة.


ياسر سعد

من قلب بغداد
02-22-2008, 02:52 PM
كل هذا التشرذم و يحذرون الآن !!



محذرا من أن الفلسطينيين قد لا يبقى لهم سوى دولة متشرذمة.



هي الدُنيَا ناقصة هبل !!