تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وتتجدد الإساءة: الدانمارك قصة عدوان جديد



من هناك
02-21-2008, 11:16 PM
ما إن أعلنت السلطات الأمنية الدانمركية عن توقيف مواطن دانمركي من أصل مغربي وتونسيان في مخطط مزعوم لقتل رسام كاريكاتير الذي بدأ نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم, حتى بادرت 17 صحيفة دانمركية وبشكل جماعي ومتعجل إلى إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية والتي ظن الكثيرون أن صفحتها قد طويت إلى غير رجعة. رد الفعل الجماعي الصحافي الدانمركي مستهجن ومستغرب, ذلك لأنه يصب الزيت على النار وهو رد فعل لا يليق بالجهلة فما بالك بمن يدير أدوات المعرفة والإعلام, ولأن القضية لم تثبت على المتهمين بل وعلى العكس فالذي يرجح أن السلطات الدانمركية وقعت بخطأ مخجل, فقد أفرجت عن مواطنها فيما أعلنت عزمها على ترحيل التونسيين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الدانمركية والتي يمكن من خلالها طرد الأجانب من دون مراجعة قانونية كاملة.

هناك العديد من العوامل والأسباب التي حفزت ردة الفعل الدانمركية غير العقلانية, منها أن الشعب الدانمركي كغيره من الشعوب الغربية يتعرض لحملات إعلامية منظمة من التشويه والتزييف والتي تطال الإسلام ومعتنقيه. فالدانمرك والتي لا تسمح لمسلميها بتشييد المآذن لمساجدهم, ينتصب في قلب عاصمتها مجسم على شكل مئذنتين تستخدمان في مدينة الألعاب الشهيرة تيفولي مستهينة بمشاعر المسلمين.

قبل شهور من ظهور الكاريكاتير المسيء في سبتمبر 2005, نشرت ملكة الدانمرك كتاب مذكرات حمل اسم "مارغريت" قالت فيه أنه من الضروري "اخذ التحدي الذي يشكله الإسلام على محمل الجد, على الصعيد المحلي والعالمي", وأنه "يجب التصدي للإسلام ويجب من حين لأخر أن نواجه مخاطر أن نوصف بأننا اقل مجاملة, لان هناك بعض الأمور التي لا يمكن التسامح حيالها".

الأجواء في الغرب محتقنة بشكل عام ضد المسلمين مع صور نمطية مترسخة, ويزيد من لهيبها تحذيرات أمنية في دول غربية بين حين وآخر محذرة من خطر عنفي إسلامي محتمل أو معلنة عن إفشال مخطط إرهابي مزعوم. السياسيون الغربيون وفي محاولاتهم لاجتذاب الأصوات الانتخابية للتيار اليميني, يتخذون مواقف متطرفة من الوجود الإسلامي في أوربة. الرئيس الفرنسي ساركوزي في حملته الانتخابية عارض بشدة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مبرراً ذلك بأن انضمام تركيا سيزيد مشكلة الوجود الإسلامي في أوروبا.

السكرتير الخاص للبابا بنديكت السادس عشر حذر في مقابلة له مع مجلة سودويتشه تساينتوج الألمانية مما وصفه بأسلمة الغرب، مشددا على أنه يتعين على أوروبا ألا تتجاهل جهود إدخال القيم الإسلامية في الغرب، وهو ما يمكن أن يهدد هوية القارة. مجلة "التايمز" الأمريكية، علقت على تجدد قضية الرسوم بقولها: "لقد أضحت هذه الأزمة واحدة من أكثر الفصول حرارة فيما أطلق عليه كثيرون مسلسل الصراع الحضاري والأيديولوجي بين الغرب العلماني والعالم الإسلامي". ونقلت المجلة عن أحد خبراء الإرهاب في الشرق الأوسط اعتقاده بأن ردود الفعل على هذه الرسوم لن تكون بنفس الحدة التي كانت عليها في المرة الماضية، قائلاً: "لا أعتقد أن هناك نيةً لدى الدول العربية لتصعيد هذا الحدث؛ فإستراتيجية المرة الماضية لم تفلح في شيء".

الدانمرك والغرب لا يأخذون مآخذ الجد دعوات المقاطعة العربية والإسلامية, والتي تبدأ بحماس كبير ثم تخبو بعد فترة من الزمان بل تكاد تموت. لم تعتذر الصحف الدانمركية عن تعديها على الرسول في المرة الأولى, بل قدمت وبعض السياسيين الدانمركيين تبريرات سطحية, تلقفتها جهات عربية إعلامية ورسمية بلهفة كبيرة. في الصيف الماضي تبادلت وفود تجارية كبيرة من دول إسلامية كبرى مع الدانمرك زيارات لتشجيع التبادل التجاري بين البلدين, في المحصلة استفادت الدانمرك من حملتها على الرسول من خلال الاتصالات والحوارات التي رافقت القضية – مع رفضها للاعتذار- في توثيق العلاقات التجارية والاقتصادية. فهل نستغرب بعد ذلك أن تتجرأ الصحف الدانمركية وبشكل جماعي علينا وعلى رسولنا صلى الله عليه وسلم؟

ياسر سعد

من قلب بغداد
02-22-2008, 10:09 AM
قاتلهم الله !