بسم الله الرحمن الرحيم


كانت هناك فتاة "ميم" تريد أن ترسل لصديقتها "سين" رسالة مهمة وعاجلة فاستخدمت تلفون والدها لترسل SMS
الصديقة "سين " ظنت ان هذا هو تلفون الفتاة "ميم"... فأرسلت لها الإجابة ثم تبعتها ببعض الرسائل التوضيحية ....


هذه الرسائل عندما قرأها الوالد على تلفونه استغرب و بخاصة ان الرقم جديد عليه،
فقرر أن يتصل على الرقم ليعلم من المرسل؟؟

و المفاجأة ان يطلع صوت "فتاة" ترسل رسائل للوالد الكريم - حسب ظنّه الخاطئ !

و هي ظنت ان هذا انسان أخطأ بالرقم فأجابت:
لم أرسل لكم شيئاً، لعل الرقم خطأ...

فصاروا يتصلوا من نمر أخرى، و هي تجيب نفس الجواب، لم أرسل لكم شيئاً،

ببساطة لأنها متيقنة انها ارسلت لصديقتها، و ليس لأحد غريب،

بالآخر اشتركت الأم الغيورة بمسلسل سوء الظن،فكانت هي من المتصلين أيضاً،
اتصلت لتقول: لماذا ترسلين هذه الرسائل لزوجي؟؟؟؟

عندها استدركت "سين" ان النمرة قد تكون فعلاً صحيحة و أن هؤلاء قد يكونوا أهل صديقتها "ميم" ، أجابت:

أنا أرسلت لـ ميم ، و لم أكن أعلم ان هذا الخط ليس لـ ميم،
فهي التي أرسلت لي منه بالأول ثم رديت عليها، هذا كل شيء،
و من جهة أخرى أنا لا أحب ان تكلموني بهذه الطريقة أبداً... مهما كان..!


بعد هذا عادوا و اتصلوا عدة اتصالات ، و لكن "سين" لم ترد عليهم، لأنها انقهرت من كلامهم...

و بالآخر ردت، فطلعت صديقتها ميم ، تعتذر منها أشد الاعتذار،
حتى ان الأم بالنهاية اضطرت أن تعتذر هي أيضاً ...

جيد ان الوالد لم يتصل أيضاً ليعتذر.. هو الآخر...
--------------------------------

تحليل:


سوء الظن هذا كله ما كان له لزوم من الأساس

1- الرسائل التي لا يعرف مصدرها الواحد و يستشبه بها ببساطة لا ينبغي أن يرد عليها الواحد من الأساس، بل أوّل احتمال عليه أن يضعه الواحد: لعل المرسل أخطأ العنوان

2- ثم الوالد ليس معه حق ان يتصل بتلك الفتاة مهما كان،
فإذا كان هو فعلاً تضايق من رسالة غريبة ،
ألم يظن ان الفتاة قد تضايق من اتصالاته المتكررة و التي انهالت عليها بالصراخ و العتاب و سوء الظن؟
3- الآنسة "ميم" أخطأت من الأساس انها لم تخبر الوالد أنها ستستخدم تلفونه، فلو فعلت كان الجميع سيتوقع ان "سين" قد ترسل لصديقتها فانتبهوا يا أولي الألباب...


الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى هؤلاء...

تحليل صحيح

جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا كثيرا
فعلا تنبيه في محله ويحصل كثيرا في مجتمعاتنا الاسلامية....وكثيرا ما يستغل الشيطان مثل هذه المواقف .....
اللهم ارزقنا حسن الظن واجرنا من سوءه

و جزاكم...

تذكرت الآن قصة ثانية، و هي أحزنتني أكثر بكثير من هذه،
و ذلك لأن الذين أساءوا الظن هم من خيار الناس،
خيار الناس أعني أنهم من الدعاة و المشايخ،

فعندما كنت في زيارة عند إحدى الأخوات،
و كانت تقول لي، ان هناك فتاة تكثر الاتصال بشيخ الفلاني لتسأله أسئلة ، و كذلك تطلب منه كتيبات من التي توزع مجاناً وهي من تأليفه،
فالشيخ تضايق من كثرة اسئلتها، و زوجته تضايقت أكثر، و صاروا يستغربون من كثرة اتصالاتها و ما الغاية من ذلك،
فصار يطلب من زوجته ان ترد عليها،

عندما قالت لي اسم هذه الفتاة، علمت اني اعرف هذه الفتاة جيداً،
و لا اعرف عنها الا كل خير، فهي أخت مسلمة نحسبها والله حسيبها و لا نزكي على الله أحد، نحسبها من الصالحات... لها نشاطات دعوية، و كانت تكتب في مجلة دعوية، و كان لها حلقات..

فلذلك أجبتها:

و لكن لا أظن ان فلانة لا اظن انها تتصل إلا لتسأل في الدين، و طلباً للعلم
و لا أظن لديها دواعي أخرى، و لا أحسبها من هذا النوع...
ربما هي لم تنتبه على نفسها انها تثقل بالأسئلة
و لكن لا ينبغي اساءة الظن بها

استغربت كيف يمكن أن يظنوا بها هذه الظنون ؟


- بين هلالين-ربما كثرة السؤال قد يكون امر مزعج احياناً و ينبغي على الانسان ان يخفف منه،
و انا لو مكان تلك الفتاة كنت حاولت قدر الإمكان تجنّب ذلك و كنت بحثت عن طرق اخرى للحصول على الكتيبات... و غير ذلك
و لكن مع هذا كله لا ينبغي بالمقابل أن يساء الظن الى هذا الحد ،
و بخاصة ممن نحسبهم من خيار الناس

كثيراً ما نصادف مثل هذه الحالات من سوء الظن
و هناك كان قصة ثالثة و لكن اظن الفكرة وضحت...

و لا عجب ما دام الصحابة لم يسلموا من سوء الظن ايضاً،
حتى أشرف أمهات المؤمنين..

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ان الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال

نصيحة طيبة .. بارك الله فيك.
أظن أن هناك قولا للفاروق عمر رضي الله عنه يقول فيها ما معناه الا يلوم الانسان غيره عندما يسيؤون الظن به وهو قد وضع نفسه في موضع الشبهات ... بحثت عن هذا القول كثيرا ولم أجده بنصه.

فالاجدر تجنب الشبهات والبقاء على قدر الامكان في الجانب الامن الواضح والذي يُفسر على محمل واحد لا أكثر. وان حصل وحدث التباس فلا أفضل من التريث والتبين .

و قول النبي صلى الله عليه و سلم و قول ربنا مقدم فوق كل الأقوال

و جزى الجميع على الحرص و نسأل الله العافية

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين.