تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نحن العرب قساة جفاة



عزام
02-20-2008, 06:55 AM
د. عائض القرني
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين . ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة ، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس ، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ، من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ، الشرطي صاحب عبارات مؤذية ، الأستاذ جافٍ مع طلابه ، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ، وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا . في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟
قالوا: الحضارة ترقق الطباع ، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك ، نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا ، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف ، أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ، أين منهج القرآن: « وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن » ، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ، « فاصفح الصفح الجميل » ، « ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » . وفي الحديث: « الراحمون يرحمهم الرحمن » ، و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » ، و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا » . عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ، يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ) .
الشرق الأوسط الخميس 06 صفر 1429هـ

مقاوم
02-20-2008, 07:52 AM
ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.


هذا هو مربط الفرس وبيت القصيد.

ومع احترامنا للشيخ عائض وعلمه وخبرته وقلمه ... إلا إنني لا أملك إلا أن أقول له "لا تستعجل فتحزن".

طبعا أنا لا أرد شيئا مما قال بل بإمكاني أن أزيده من الشعر ألف بيت وبيت بحكم إقامتي في الغرب لفترة زادت عن 15 سنة. وقد خبرتهم عن كثب وعشت معهم في بيوتهم فرأيت العجب العجاب.

نعم هو ينزل من سيارته ويخرج خارطته وقد يمشي أمامك ليدلك على الطريق وقد يكون أبوه أو أمه أو كلاهما في مأوى للعجزة لا يسأل عنهما ولا يبرهما ولا يدفع حتى الفاتورة.

كنت أرى أحدهم عند خروجي لصلاة الفجر في البرد والزمهرير وقد خرج مع كلبه ليقضي الكلب حاجته وأتساءل في نفسي ترى لو كان والده عنده ويحتاج إلى مساعدته فهل يضحي له كما يضحي لهذا الكلب.

قد يقول قائل أن هذه أمثلة ظنية فأقول نعم جائز لكن في جعبتي من القصص الواقعية ما تجمد له الدماء في العروق وهي ليست قصصا فردية أو استثناءات على القاعدة، لأنها هي القاعدة.

لا تستعجل شيخنا الفاضل فشهادتك فيهم مجروحة حتى تجاورهم وتسافر معهم وتعاملهم بالدرهم والدينار.

عزام
02-20-2008, 08:01 AM
بارك الله فيك اخي الفاضل مقاوم
حقا عشت بينهم تلك الفترة؟
وما تفسيرك لهذا التناقض في شخصيتهم؟
هل اخلاقهم الحسنة واحترامهم للقانون هو امر مصلحي تقتضيه طبيعة حياتهم؟
صهري طبيب قلب في فرنسا ماتت بين يديه مريضة فاتصل بابنها وهو لا يعرف كيف يخبره مخافة ان يصدمه.
فقال له الاخير ببرود: "كم يكلف دفنها؟"
طبعا نسمع ايضا في كل موجة حر ان الاف العجائز يموتون في بيوتهم ولا احد يتنبه لوفاتهم الا من الرائحة.
لكن والله اعلم ان هذه الام لم تعتني بولدها وهو صغير بل انصرفت الى عملها ولهوها فعقها حينما كبر.
لكن يبقى ما قاله الشيخ عائض في حق العرب حقيقيا وهو ما تعرضنا له اخي مقاوم البارحة.
فعلينا ان نحول الايجابية والسماحة الى ثقافة عامة قدر الامكان.
عزام

من هناك
02-20-2008, 12:26 PM
السلام عليكم،
انا كنت اقول ما حاجة الشيخ عائض إلى تصوير حلقة من باريس. يبدو انهم ضربوا عصفورين بحجر واحد.

ايضاً شهادته عنهم ناقصة لأنه لم يذكر كيف يتعامل هؤلاء مع المسلمة المحجبة بنت البلد. هم دوماً يرحبون بالخليجي لأنهم يرون في كل عباءة دولارات تتنقل. اما المسلمية بنت البلد فلما يروها (وخاصة في باريس التي كان الشيخ فيها) فحدث ولا حرج

أبو مُحمد
02-20-2008, 12:30 PM
آلان يا شيخ عائض بان لك الغرب بحنِّيتِه!؟
والله انهم قساة جفاة وجلهم أضل من الحيوانات والحمد لله على نعمة الاسلام ونعمة العروبة .
والله اني أحمد الله على نعمة الدماء العربية التي تجري بعروقي ليس تعصبا بل لواقع أراه أمامي ولا يضر العرب ما نراه من بعضهم من بيعهم للدين ورضاهم بالذل والمهانة ... هذا لا يضر.

كلام "الشيخ" مردود عليه جملة وتفصيلا وعندي أنا لا يشفع له عندي تقديمه لكلامه هذا بقوله "ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين" .

وننتظر ماذا سيستنتج غدا أو بعد غد!
ونقول طهورا يا شيخ وأحمد الله أنك ممن يستطيعون علاج "ركبهم" في اوروبا.

هنا الحقيقه
02-20-2008, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك يا شيخي الحبيب ان غبار نعل رسول الله خير من امريكا واوربا
لكن هل تجعلنا هذه المقدمة او تسمح لنا هذه المقدمة بان يكون حكمنا وشهادتنا صحيحه مستقيمة
فلا شك ان الدكتور عائض ربما اندهش عندما دخل فرنسا واحتك بالفرنسيين ولكنه لم يعاشرهم ولم يعمل معهم وما دهشته الا لطريقة عيشهم وهذا ما حدث لي من قبل حتى تبين لي حقيقة حياتهم
على العموم سوف اتناول ما قاله الدكتور

فقد قال الدكتور

ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة
قد استشهد الدكتور بهذه الاية او الاصح بنصف الاية ولم يكملها فاختلف معناها ولو اكمل الاية لتوضح الامر الجلي وعلمنا من الذين يقصدهم الله تعالى بهذا القول لنرى ماذا قال الله تعالى في كتابه
(ليسوا سواّء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون ايات الله إناء الليل وهم يسجدون )
فنلاحظ ان الله قصد بالامة القائمة الذين يتلون ايات الله في الليل ويسجدون لله فهل الذين وصفهم الدكتور تنطبق عليهم هذه الصفة حتى يقول هؤلاء هم او هذه محاسنهم ؟!!!

ولو وضع الاية الاخرة لكانت ربما اصح وابلغ حيث قال الله تعالى
(ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى )

ومع هذا ركز الدكتور على تشخيص المرض عند العرب ووصفهم بانهم قساة جفاة والحقيقة الاعراب هم الذين يتصفون بالقساة والجفاة والادلة كثيرة من الاثار الصحيحة ولو شئنا لبينا هذا الامر على العموم ليس هذه بيت القصيد ولكن علل الدكتور سبب القسوة عندنا هي ترك شرع الله حيث قال


ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر
فاقول هل الغرب هذبهم الوحي وهل الغرب تمسكوا بالشرع فكانوا كما ذكر وصاروا من الحضارة بمكان ؟!!!
اكيد وبالاجماع الجواب لا
فلا يصح القياس والمفاضلة والمقارنة بين العرب والغرب في هذا الامر
نعم ان الظاهر للعيان ان الغرب هم يبدون لطفهم ومساعدتهم في ظاهر الامر ولكن السؤال هل الغرب يفعلوها احسانا وبرا ام يفعلوها مصلحة ؟
وهل العرب وان كنت لا احب ان اتكلم عن العرب وانما عن المسلمين عامة وهل المسلمين عندما يفعلون اقل من الغرب بكثير هل يفعلونها احسانا وبرا وابتغاء وجةه الله ام مصلحة
(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا *إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاّء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا )
نعم ربما قل التعامل بهذا الامر ولكن النسبة الكبيرة من ما يفعله المسلم هو لهذا السبب وليس المصلحة
انما الغرب عندما يفعلوا هذه الامور انما لمصلحة مرجوة من المقابل والا لا اظنهم يفعلون لرجل يطير ويهش الذباب من على وجهه
وحتى قوله

فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر
فيه نظر فاقول ان كان العلماء والمشايخ وهو منهم مبتعدون عن الشرع مما سبب لهم القسوة فمن اذ سوف يعمل بالشرع على الرغم اني لا ارى الشيخ عائض من هؤلاء الذين يصفون بالقسوة من خلال تجربتي معه ولا ازكيه على الله

وختاما ربما الشيخ عائض قد تكلم في شيء مهم وتناول مشكلة نعانيها نحن لكن اظن والله اعلم ابتعد عن الصواب خلال المقارنة

والله اعلم

أبو مُحمد
02-20-2008, 03:05 PM
بارك الله فيك أخي لهذه الاضافة وهدانا الله لما فيه خيرنا.

عزام
02-20-2008, 03:14 PM
بارك الله فيكم جميعا على هذه التصويبات لمقال الشيخ عائض القرني. اظن ان خير من حلل اخلاق الغرب هو الاستاذ محمد قطب اقرأوا المقال من فضلكم ولو انه طويل فهو يحلل بدقة هذه الاخلاق الغربية المزعومة.
عزام
الانحراف الاخلاقي الغربي (محمد قطب)

لعل من أشد ما يفتن فيه الناس فى الجاهلية الحديثة أنها ذات "أخلاق". أنظر إلى هذا الرجل الغربي المهذب . . إنه شخص ذو أخلاق .. إنه لا يكذب عليك ولا يغشك ولا يخادعك. إنه يحدثك فى استقامة. ويعاملك بأمانة. ثم إنه مخلص فى عمله، صادقالنية فى خدمة "وطنه" .. "مثال" في كل شيء . . وأما المسألة الجنسية. . فدعك منها ! إنهم - هناك - لا يعتبرون لها صلة بالأخلاق! وليست العبرة بهذه النقطة .. ياليتنا يا سيدى نفسد مثلهم، ويكون لنا أخلاق! هذا ما يقول لنا بعض المغترين من ابناء الشرق بحضارة الغرب.
وسوف نتتبع هنا تاريخ الأخلاق فى الجاهلية الحديثة، لنرى إن كانت سائرة فى طريق الصعود أم فى طريق الانحدار .. ونرى - على ضوء الواقع الحقيقي. بعيدا عن الحالات -كم بقي فى العالم الغربى من أخلاق. ولكننا نود قبل أن نسير مع خطوات التاريخ، أن نؤكد المعنى الذى أشرنا إ ليه أكثر من مرة من قبل: إنهلا توجد جاهلية واحدة فى التاريخ خلوا من جميع الاخلاق. فليس في طاقة البشرية ان تفسد كلها . . وفى كل شىء. لقد كانت الجاهلية العربية حافلة بألوان من الفضائل كان فيها الشجاعة والإقدام، وبذل النفس رخيصة فى سبيل ما تؤمن به من هدف والكرم والأنفة واباء الضيم .. ولكن ذلك كله لم يعفها من كونها جاهلية. ثم لم يعفها من نتائج ضلالها. فقد كانت هذه الفضائل ذاتها لبعدها عن منهج الله - تنحرف عن طريقها القويم. كانت الشجاعة وألإقدام وبذل النفس تضيع فى جاهلية الأخذ بالثأر، والتناصر على ضلال فلم يكن مهما عندهم إن كان الذى ينصرونه على الحق أو على الباطل. وكان الكرم ينقلب مباهاة فارغة ! فكانوا يذبحون الذبائح للضيف . . كى يتحدث بذكرهم الركبان! فليس الحق هو الأصل وإنما هو "الأنا" الطاغية، ولو علم صاحب "الأنا" بينه وبين نفسه أنه على ضلال!
والجاهلية الأوربية حافلة بألوان من الفضائل فى مجال التعامل الفردى: الصدق والإخلاص فى العمل والاستقامة والأمانة ونظافة التعامل . . ولكنها - لبعدها عن منهج الله -تنحرف عن طريقها القويم. فقد تحولت -كما سنرى بعد لحظة-إلى فضائل "نفعية" يتبعها منيتبعها لأنها- فى مجموعها- "نافعة" فى التعامل .. تجعل عجل الحياة تسير هينة بلا احتكاك. أما حين تفقد "نفعها" فهى تفقد كذلك رصيدها عند ذلك الأوربى "الفاضل " . . وتصبح فى نظره حماقة "مثاليه " لا تستحق الاتباع.
كانت " الأخلاق الأوربية مستمدة كلها من الدين. وليس هناك مصدر للأخلاق- فى الحقيقة سوى الدين! والبشرية تنحرف في عقيدتها بعد أن تكون على الحق فتننحرف معها أخلاقها. ولكن انحراف الأخلاق بطىء بطىء إلى أقصى حد ..لا يتم في جيل واحد، بل أجيال . . ومن ثم يحدث ذلك المظهر الخادع الذى خدع البشرية الحديثة، وخدع معها عشاقها . . أن يوجد الانحراف عن العقيدة ظاهرا، ولا يكون الانحراف عن الأخلاق قد اتضح بعد وأخذ صورته الحادة . . فيظن الناس لأول أنه لا صلة بين العقيدة والأخلاق. وأنه يمكن أن ينحرف الناس عن العقيدة ما شاءوا ثم تظل لهم أخلاق! وهو وهم خادع . . سببه اختلاف السرعة فى الانحدار ! وسببه أن النفس تحتجز رصيدها الخلقي - بحكم العادة والتقاليد - أمدا طويلا بعد أن تكون قد فقدت "الايمان" كجزء من العقيدة.
ولأن الانحراف فى الأخلاق يكون بطيئا جدا وتدريجيا جدا . . لم تتبين للناس حقيقة الأمر . . عدة قرون . لقد كان من أثر دخول الرصيد اليونانى فى حصيلة الأخلاق الأوربية أنهم تصوروا أنه من الممكن - ومن المستساغ - أن تقوم المثل الأخلاقية فى الفضاء .. فى الأبراج العاجية ، بينما السلوك الواقعى يسير فى خط اخر ، محكوم -كما يقولون - بالضرورات. وهذه التفرقة بين النظرية والتطبيق، رصيد أوربى بحت، أنتجته الجاهلية الحديثة بوجه خاص، صبغت به "أخلاقيات " العالم كله فى كل مجال، فصار من المستساغ عند الناس أن يتحدثوا عن " النظرية " الأخلاقية ويستمتعوا بها فى ذاتها - فى عالم المثل - ئم لا يتوقعوا تطبيقها فى واقع الأرض، وإنما يسيرون فى هذا الواقع بحسب ما تفتضيه الظروف.
الانحراف في السياسة

وفى ظل هذه الجاهلية فى التصور ، ولدت " المكيافيلية" التى تسم بطابعها السلوك الغربى كله. فى كل مجال تجد فيه أوربا أن "المثل " لا تسعفها "بالفائدة" المطوبة ! وبدأت المكيافيلية فى السياسة . .. كانت السياسة أول ما تأثر بعملية الفصل بين النظرية والتطبيق ! وسارت أوربا فى السياسة على أساس أن الغاية تبرر الوسيلة ! فكل وسيلة- مهما كانت قذارتها وبشاعتها - مستساغة ما دامتتوصل إلى الهدف المطلوب. وفى الداخل والخارج طبعت المكيافيلية سياسة أوربا بطابعها. الملوك والأشراف ورجال الدين يتبعون أخس الوسائل للمحافظة على ما لهم من سلطان. والرأسمالية من بعدهم ترثهم وترث وسائلهم وتزيد عليها . . بشاعة زائدة فى التواء السلوك لتحقيق المصالح غير المشروعة التى تعيش عليها .. حتى لا يعود هناك مانع في نظر الرأسمالية الأمريكية مثلا من قتل كنيدى للمحافظة على مستوى الأرباح! أما فى الخارج فالأمر أشد بشاعة . . الاستعمار يتوسل بكل سفالات الأرض ودناءاتها ليوطد سلطانه، ويمتص دماء الناس . . ولا يرى فى ذلك انحرافا! فالغاية تبرر الوسيلة! ولا يهم أن تكون الغاية ذاتها نظيفة .. ففي عالم المثل توجد النظافة . . لا فى عالم الواقع المشهود. وهكذا انفصلت السياسة عن الأخلاق فى أوربا . . وقال الناس : لا ضير ! إنا هكذا "السياسة" . . لا صلة لها بالأخلاق !
كان ذلك بدء الانحراف . . ولكنه لم يكن كل الانحراف . وخدع الناس فلم يفطنوا إلى الحقيقة . . أنه مادامت الأخلاق تد انفصلت في العقيدة فى الله فلن تثبت فى الأرض، ولن تصمد للعقبات! خدعوا . . لأنهم رأوا رصيدا ضخما من الفضائل مازال باقيا فى واقع الأرض .. لم يتطرق الفساد إليه . . فظنوا- مخدوعين - أن السياسة شأنها هكذا حقيقة . . لا تخضع لقواعد الأخلاق! وأن ما حدث لم يكن هدما للأخلاق ولا انتقاصا من رصيدها النبيل، وإنما هى "نظرة واقعية" للأشياء ، لا تحلم بالمثل المستحيلة التطبيق! ولكن السنة الحتمية لا تتخلف! فا دامت الأخلاق تد انفصلت عن العقيدة، معينها الطبيعى الذى يجدد حيويتها ، ويمنحها الإخلاص والصدق ، فلا يمكن أن تثبت. لقد استبدلت أوربا بالدين الفلسفة . . وصاغت منها قواعد أخلاقها . . أو أنها قى الحقيقة-كراهية فى الدين - قد أعطت ثوبا فلسفيا لما كان باقيا لديها من رصيد خلقي لم يفسد بعد .. فصار الناس يمارسون الفضائل - الموروثة- ثم ينفرون من أن يحسوا بأنها مستمدة من الدين فيفسرونها " بالواجب " أو " بالضمير"، أو بكذا . . وكذا . . ويأبون - أن يفسروها بالدين. و لقد تأثر بعض المسلمين بهذه العدوى حتى تجد احدهم يقول "انا لا اشرب الخمر ولكن لا افعل هذا عن تدين بل كراهة في الشرب"
الانحراف في الاقتصاد

أخذ الاقتصاد- من بعد السياسة- ينفصل عن الأخلاق !
حقيقة إن الوضع الاقتصادي فى أوربا كان قائما منذ البدء على أساس غير أخلاقي فقد كان نظام الإقطاع المعتمد على عبيد الأرض قائما فى الإمبراطورية الرومانية من قبل المسيحية بكل شناعاته ورذائله، ولم تستطع المسيحية- أن تخضع الوضع الاقتصادي فى الإمبراطورية لقواعد الأخلاق المستمدة من الدين لأنها اعتمدت الفصل بين الدين والدنيا. بل إن الكنيسة ذاتها انقلبت بعد أجيال قليلة إلى مؤسسة إقطاعية، تمارس فى ممتلكاتها كل ما يمارسه الإقطاعيون من مظالم كريهة . . باسم الدين! ومع ذلك فقدكان الانحراف فى الاقتصاد الإقطاعي محصورا فى هذا الوضع الموروث من قبل، الذى عجزت الكنيسة المسيحية عن تعديله. واستطاعت تعاليم الدين - على الرغم مما أصابها من انحراف ومسخ - أن تجعل التعاملبالربا - مثلا- أمرا مكروها لا يلجأ إليه الناس فى تعاملاتهم الاقتصادية إلا كارهين. ولما جاء الانقلاب الصناعى والرأسمالية كان الناس قد بعدوا أشواطا عن العقيدة وأشواطا عن الأخلاق! ومن ثم لم تجد الرأسمالية الناشئة حاجزا يحجز عن انتهاك كل ما لم ينتهك بعد من مبادىء الأخلاق. الربا . . المحرم فى المسيحية- واليهودية من قبل -كان هو الأساس الذى قامت عليه الرأسمالية من أول لحظة، بكل ما يشتمل عليه من قبائح وظلم، واغتصاب للجهد المبذول ، واستمتاع فاجر بالكسب الذى لم يتعب في اخذه، وإنما يأتيه الكسب سهلا وهو قاعد مستربح! ثم كان الاستغلال البشع لجهد العمال لقاء القوت الضروري، بل لقاء أجر يقل عن الكفاف . . وكان استغلال الأطفال - فى طفولتهم الغضة - يعملون الساعات الطويلة المنهكة . . وكان استغلال المرأة لمضاربة الرجل وتفتيت عزيمته حين أخذ يطالببرفع الأجور وتحسين أحوال العمل .. ثم استغلالها لإرضاء شهوات الرجل الهابطة ، وقهرها على بيع عرضها لفاه لقمة الخبز !
وكان إفساد الأخلاق بالجملة لإتاحة فرص الربح المجنون للرأسمالية، فى الملاهى والملذات، وأدوات الزينة والملابس و" المودات" و التقاليع ! . . وكان نهب المواد الخام من البلاد المستعمرة لتحصل الرأسمالية على الربح الفاحش وتترك الملاك الأصليين فى الفقر والتأخر والجهل والمرض والعجز . . مع تصدير المفاسد الخلقية إليهم لتربح الرأسمالية في طريقها مزيدا من الأرباح! وكان شراء الذمم والضمائر- فى السياسة الداخلية - لضمان تسيير السياسة حسب أهواه الرأسمالية الحاكمة، وفى السياسة الخارجية للإبقاء على مصالح الرأسمالية والاستعمار .. وسخرت الرأسمالية أيما سخرية من الذين يواجهونها بالدعوة الخلقية والرجوع إل مبادىء الأخلاق! وظهرت نظريات "علمية" تقول إن الاقتصاد له قوانينه الخاصة . . قوانينه الحتمية التي لا علاقة لها بالأخلاق . . بل لا علاقة لها "بالناس ، على الإطلاق ! وهكذاانفصل الاقتصاد عن الأخلاق انفصالا كاملا . . وهز الناس أكتافهم ، وقالوا: هذا شأن الاقتصاد .. إنه لا يخضع لقواعد الأخلاق !
الانحراف الجنسي

ثم أخذ الجنس - من بعد السياسة والاقتصاد- ينفصل عن الأخلاق ! على هدى التفسير الحيواني للإنسان، والتفسير الجنسيللسلوك، وفى ظل الانقلاب الصناعي الذي ولد فى الجاهلية المنحرفة عن العقيدة . . أخذ الناس يغرقون فى حمأة السعار الجنسي المجنون. . .وفى مبدأ الأمر كان واضحا للناس ولا شك أن هذا فساد فى "الأخلاق" ولكن رويدا رويدا نسى الناس هذه الحقيقة . . أو أنستها لهم الشياطين! ماركس .. وفرويد . . ودركايم . . وغيرهم من الشياطين، يوحى بعضهم إلى-بعض زخرف القول.. غرورا
ماركس - ومعه التفسير المادي للتاريخ - يقول : إن " العفة " الجنسية من فضائل المجتمع الإقطاعي البائد! كقيمة موقوتة لا بد أن توجد فى هذا الطور الاقتصادي . . لا كقيمة ذاتية ينبغي أن تتبع بصرف النظر عن الظروف الاقتصادية، لأنها مرتبطة بكيان الإنسان ذاته المتميز عن الحيوان ! وفرويد يقول : إن الإنسان لا يحقق ذاته بغير الإشباع الجنسي . وكل قيد- من دين أو أخلاق أو مجتمع أو تقاليد - هو قيد باطل، ومدمر لطاقات الإنسان . . وهو "كبت " غير مشروع ! دركايم يقول : "إن الأخلاقيين يتخذون واجبات المرء نحو نفسه أساساللأخلاق . وكذا الأمر فيما يتعلق بالدين، فإن الناس يرون أنه وليد الخواطر التى تثيرها القوى الطبيعية الكبرى أو بعض الشخصيات الفذة لدى الإنسان . . الخ (يقصد الرسل والأنبياء والقديسين) ولكن ليس من الممكن تطبيق هذه الطريقة على الظواهر الاجتماعية اللهم إلا إذا أردنا تشويه طبيعتها" ويقول : ومن هذا القبيل أن بعض هؤلاء العلماء يقول بوجود عاطفة دينية فطرية لدى الانسان، وإن هذا الأخير مزود بحد أدنى من الغيرة الجنسية والبر بالوالدين ومحبة الأبناء، وغير ذلك من العواطف. وقد أراد بعضهم تفسير نشأة كل من الدينوالزواج والاسرة على هذا النحو. ولكن التاريخ يوقفنا على أن هذه النزعات ليست فطرية فى الانسان" وحينئذ فإنه يمكن القول بناء على الرأى السالف بأنه لا وجود لتفاصيل القواعد الخلقية فى ذاتها إذا صح هذا التعبير .. ومن ثم فليس من الممكن تبعا لهذا الرأى، أن تصبح مجموعة القواعد الخلقية التي لا وجود لها فى ذاتها موضوعا لعلم لأخلاق . . لقد غرق الناس فى حمأة الجنس بتأثير هذه المبادىء الهدامة، ثم نسوا أنهم بذلك ينحرفون عن " الأخلاق " فراحوا يقولون : إن الجنس عملية "بيولوجية" بحتة لا علاقة لها بالأخلاق ! ! كما قالوا من قبل : إن السياسة هى سياسة ولا علاقة لها بالأخلاق ! وكأنهم حين يقولون ذلك بأفواههم يغيرون حقيقة الواقع، أو ينفون عن هذا الواقع ثقلة الانحراف، ونتائج الانحراف! وهكذا انفصل الجنس عن الأخلاق كما انفصلت السياسة والاقتصاد من قبل! وانهار ركن جديد من الأخلاق بعد إذ انفصلت عن معينها الحقيقي الذى لا معين غيره .. معين الدين ! وإذ كان التحول فى مجال الأخلاق تدريجيا وبطيئا. وإذ كانت الحصيلة التى جمعتها الأجيال تحتاج - فى هدمها- إلى أجيال . . فقد انفصلت السياسة والاقتصاد عن الأخلاق ثم انفصل الجنس، وبقي بعد ذلك رصيد ضخم من الأخلاق لم يكن قد فسد بعد .. فخيل للناس - فى جاهليتهم - أن الأخلاق يمكن أن تنفصل عن العقيدة وتظل مع ذلك حية فاعلة فى الأرض . . وخيل إليهم - بما نفخت الشياطين فى أذهانهم من المذاهب والنظريات - أن السياسة والاقتصاد والجنس ، لا علاقة لها بالأخلاق حقا! فهى محكومة بقيم أخرى واعتبارات أخرى غير القيم والاعتبارات الخلقية .. وأن " الأخلاق " باقية بخير ، ومستمرة فى فاعليتها . . حتى بعد انفصال السياسة والاقتصاد والجنس . . لن تتأثر بهذا الفساد ، إلذى آن لنا أن نكون واقعيين فلا نسميه فسادا . . ولنسمه مثلا . . تطورا . . أو فلنسمه . . ضرورة حتمية ! والتطور والحتمية كلاهما قوة لا تناقش ولا تعارض، ولا توضع -كالأشياء الأخرى- فى الميزان . فهى ميزان نفسها. ومضت العجلة خطوة أخرى فى طريق الانحدار . . فما كان يمكن أن تقف عند حد معين .. ما دامت فى طريق الانحدار! لقد كان قد بقي رصيد من الأخلاق الحقيقية فى أوربا . . رصيد من الفضائل الانسانية الخليقة بالإعجاب. الصدق والأمانة والاستقامة والجلد على العمل والإخلاص فيه .. والقدرة على التنظيم . . والتوجه إلى الإنتاج والصبر على مقتضياته ، والكفاح من اجل تحسين الحياة وتجميلها وتيسيرها . . وهى كلها جزء من الرصيد الأصلى للأخلاق، الذى استمدته أوربا من الدين.
الانحراف في الفضائل

ولكن بعدئذ حصل الانحراف في الرصيد الذي تبقى من الاخلاق في الجاهلية الحديثة فصارت نفعية وصارت انانية: ان الصدق و الاخلاص والامانة والاستقامة فضائل ولكنها يمكن ان تتم على مستويات مختلفة وليست صورة واحدة مفردة: يمكن أن تتم على مستوى إنسانى . . وهدا هو الخليق بها . . وهذه صورتها الحقيقية الأصلية التى تستمدها من معين الدين. ويمكن أن تتم على مستوى "قومى" أى أن لا تطبق إلا فى حدود " القومية " التى يعيش الإنسان فى داخلها، فإذا خرجت عن حدود هذه القومية - الضيقة مهما اتسعت - فقدت رصيدها ودوافعها، وانقلبت أنانية تسرق وتنهب وتغش وتخادع وتلتوى . . ولا تبالى أن تصنع ذلك كله، ولا تتأثم ولا تتحرج . . لأنها فى أصلها لا تقوم على ركيزة إنسانية حقيقية. ويمكن بعد ذلك أن تتمفى المستوى القومى ذاته، لا على أساس انها قيم مطلقة ينبغى طاعتها وإنما على أساس ما تجلبه من النفع لحاملها . . فهى تتبع بمقدار هذا النفع، وتبطل إذا بطلت المنفعة، القريبة أو البعيدة، التى هى فى هذه الحالة الرصيد الوحيد المتبقي لهذه "الأخلاق". ولقد وقعت أوربا - بتأثير الجاهلية الرومانية المعادة - فى هذين الانحرافين معا . . . بالتدريج !
حين كان المسلمون يتعاملون مع الصليبيين فى الحروب الصليبية- وخاصة فى عهد القائد المسلم صلاح الدين - فيفون بعهودهم ، ويأبون أن ينقضوامواثيقهم حتى حين تحصرهم الضرورة وتكون المنفعة فى نقض هذه المواثيق . . حينئذ كانوا يضربون مثلا للأخلاق " الحقيقية " فهذه هى الأخلاق فى صورتها الأصلية، المستمدة من منهج الله. "وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء" إن الله لا يحب الخائنين. فالميثاق لا ينقض غدرا حتى حين تخاف الخيانة . . وإنما يعلن العدو أن الميثاق قد انتهى بسبب الخيانة من جانبه، ويعلن أن العلاقة هى علاقة الحرب، فلا يؤخذ على غرة .
وحين كان الصليبيون ينقضون الميثاق الذى ضربوه للمسلمين. ويأخذونهم على غرة. ويقتلون منهم الألوف من الرجال والنساء والأطفال قتلا وحشيا بشعا لا يطيقه الا "ضمير" أوروبا. ويدخلون عليهم المسجد- وهو الحرم الامن المقدس . . بيت الله - و هم لاجئون إليه بلا سلاح ولا عدة، فيقتلونهم فى داخل بيت الله حتى تغوص سيقان الخيل الهاجمة فى الدماء .. ثم ترتد الجولة للمسلمين فينتصرون على هؤلاء الصليبيين ذاتهم ، فيعاملونهم علىنفس المستوى " الإنسانى " الذى كانوا يعاملونهم به من قبل . . كانوا يضربون مثلا اخر للأخلاق " الحقيقية" القائمة على ركيزة "إنسانية " لأنها تستوحى منهج الله وتعيش على هداه. ولكن أوروبا الجاهلية المنحرفة عن عبادة الله لم ترتفع إلى هذا المستوى قط فى تاريخها، .. لأنها لا تستمد الأخلاق من منبعها الرائق الأصيل، وإنما تمزج به - على الدوام ، وبنسب متزايدة - مفاهيمها الجاهلية المنحرفة، المستمدة من جاهلية اليونان وجاهلية الرومان . . وعليها مزيد ! إن الروح الرومانية القديمة التى كانت تتمثل فى القانون الروماني الشهير ، الذى يمنح العدالة للرومان فقط ! ويحرم منها الاخرين . . إنها هى ذات الروح الأنانية التى سيطرت على " أخلاق " أوروبا فى جاهليتها الحديثة. فالأخلاق سارية المفعول فى حدود القومية وحدها. فإذا انتقلت الى خارجها فقدت رصيدها ودلالتها . . إلا فى حالة واحدة .. حالة المنفعة ! وعندئذ يمكن أن تستمر قائمة خارج حدود القومية ! السياسة أمرها واضح! فالمواثيق تعقد وتوثق .. وفى لحظة غادرة تنقض وتصبح حبرا على ورق، بمجرد أن تلوح "المصلحة القومية" فى نقض الميثاق! ويمر الناس بهذا مستخفين غير مبالين. لأن النظرية الجميلة شىء والتطبيق شىء اخر ، بموجب الجاهلية اليونانية الفلسفية !
في جنوب أفريقيا شركة ملاحة انجليزية يعمل على سفنها بحارة أفريقيون مسلمون .. ولا تطيق الشركة المسيحية أن تراهم مسلمين ! لابد من إفسادهم بأية وسيلة ! فدأبت على أن تصرف لهم جزءا من أجورهم زجاجات من الخمر ! وهى أغرب "عملة " يتعامل بها الناس فى عالم الأجور ! والخمر محرمة على المسلمين، شربها وبيعها سواء ! فكانوا يحطمون هذه الزجاجات ، ويفقدون بذلك الجزء الأكبر من أجورهم ويعيشون على الكفاف! ثم أدركهم أحد المسلمين البصيرين بالقانون، فوصاهم أن يرفضوا قبض أجورهم بهذه الصورة التى لا مثيل لها فى أى بقعة على الأرض ويرفعوا على الشركة قضية إذا أصرت على هذا التصرف الغريب. . فما كان من الشركة إلا أن فصلتهم من العمل جميعا دفعة واحدة ! وهذه هى " الأخلاق " ! وأهل فرنسا قوم "ظرفاء" مهذبون " للمنفعة ! .. فحين يستقبلك أهل باربس بالأدب والظرف و" الإتيكيت " ويمنحونك عواطفهم فكل ذلك لكى "تنفق" فى فرنسا أكثر ما تستطيع إنفاقه من النقود ! أما إذا لم تصنع .. ! حدثنى شاب مصرى كان هناك، لا يشرب الخمر ولا يرتاد أماكن الفجور ولا يقبل ما يعرضه عليه الفندق من دعارة تأتيه حتى غرفته وهو جالس مستريح.فضيق عليه الفندق الخناق لكى "يتعب " ويخرج ورفع عليه الأسعار ! وحين تتعامل التجارة الدولية بأمانة فائقة ، نادرة المثال، خارج حدود القومية، فهى ليست " الأخلاق " وإنما هى " المنفعة " ! فالغش يفقد السوق، ويفقد الأرباح! والحرص الشديد على الربح يستوجب الأمانة الفائقة فى التعاملات!
على أن هذا التفسير النفعي للأخلاق ليس مقصورا على التعامل " الخارجى" وحده. فرويدا رويدا أصبح هو الدافع الأخلاقى داخل القومية ذاتها ! فلم يعد الأمر أن الأخلاق انحسرت من نطاقها الإنسانى إلى النطاق القومى، وإنما فقدت حتى داخل هذا النطاق الضيق رصيدها الصادق، وأصبحت منفعة متبادلة بين الناس! الصدق جميل فى التعامل لأنه نافع فى حدود التنظيم القومي! أنت تصدق وتتوقع من الآخرين أن يكونوا صادقين مثلك. لا لأن الصدق فى ذاته فضيلة، ولكن لأنك وإياهم تكسبون بذلك جميعا، تكسبون توفير كثير من الجهد وكثير من المال وكثير من الوقت .. يمكن أن توجه إلى كسب مزيد من الربح ! فأما حين يكون الصدق بلا مكسب . . أو حين يكون الصدق خسارة مادية . . فا قيمته ؟ وما الدافع إليه ؟! حدثنى أحد المصريين الذين عاشوا فى أمريكا ..كان يتلقى درسا فى اللغة على يد مدرسة خصوصية تعمل فى مدرسة من مدارس الأحد هناك. ولما اطمأنت بينهما العلاقة، وعرفت أنه مسلم متدين قالت له : إننى أمرف أشياء عن الإسلام تجعله منفرا للناس! إننى أعرف مثلا أن نبيكم محمدا سكر ذات مرة حتى لم يعد يملك خطواته، فوقع على الأرض فعضه خنزير .. ومن أجل ذلك حرم الخمر والخنزير ! ! فقال لها : إن هذه خرافة لا سند لها من التاريخ، وإن الحقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرب الخمر قط، قالت : أوه .. أشكرك على ما بينت لى من الحقيقة. هل تعلم أننى أدرس هذه الأشياء لتلاميذىفى مدرسة الأحد ؟ ! ! قال : والان وقد عرفت أن ذلك ليس حقيقة .. هل تستمرين فى تلقينه للصغار ؟ قالت مسرعة : أوه : هذه مسألة أخرى . إننى أرتزق من تدريس هذه لأشياء.
ولأن الأخلاق فى الجاهلية الحديثة فقدت رصيدها الخلقي " الحقيقي " بتأثير الجاهلية -اليونانية والرومانية بعد انفصالها عن معينها الحقيق الصادق .. لم يكن فى الإمكان أن تثبت للصدمات! ولندقق الناس بقضية الأخلاق فى الغرب، حين رأوا هذه الأخلاق صامدة راسخة لا تنأثر بفساد السياسة والاقتصاد والفساد الجنسى، وغابت عنهم فى الوقت ذاته الأنانية والنفعية فى هذه " الأخلاق "، فحسبوا أن الأخلاق يمكن أن تنفصل عن الدين وتظل حية فاعلة فى واقع الأرض، وأن الأمور التى انفصلت عنها لم تكن أصولا .. وأنها ستبقى هكذا أبدا، و طغت الروح الماديةوالنفعية والأنانية على الناس! والفتنة كامنة-كما بينا- فى بطء التحلل الخلقي حتى ليبدو للناس أنه لا يحدث على الإطلاق. ولكن من يدقق اليوم في اعراض انهيار الاسرة و تفشي الشذوذ وتعاطي المخدرات وارتفاع معدلات الجرائم والاغتصاب وشيوع الانتحار في اكثر البلاد الغربية رقيا يدرك فساد المجتمع الغربي بالكامل وما استمرار التطور فيه الا لوجود فئة قليلة من الناس بنت مصالحها على هذا الفساد والانحلال ووجدت منه ركيزة تحافظ فيه على مصالحها و سيطرتها على مقدرات الشعوب.

أبو مُحمد
02-20-2008, 04:35 PM
والله لو أعلم بريد الشيخ عائض لأرسلت له هذا النص والذي ينطق بلسان من عرف الغرب عن قرب.
بارك الله فيك أخي عزام.

وأضيف توضيحا وهو موجود في النص ولكن بطريقة أخرى: فأقول ان الغربيون الان يتعاملون بتلك الاخلاق كجزء من القانون المطبق عليهم فهم والله يحترمون القانون ولا يعملون بأصلهم فالاخلاق عندهم ليست من ذواتهم بل هي مصطنعة حتى أن الانجليز يحترمون من مشى على أرضهم فقط لهذا السبب ثم تأتي الاسباب الاخرى ...أي انهم يرون أنه حتى الحيوانات ما دامت في "حماهم" فلابد م احترامها وهذه نظرة كِبر ورثوها عن أجدادهم وصدقوها.

حتى ان الكرامة عندهم وعند الغربيين بشكل عام هي في تربية حيوان أليف!

نعم هي كذلك ... فلتبيين انه وصل الى حدود الكمال فانه يتحدى الجميع ويجلب كلبا أو قطا ويتيح له نفس الظروف المعيشية ولسان حاله يقول : اني مُتنعم ولاثبت لنفسي ولغيري سأجلب كلبا وأُنعِّمه بنفس القدر الذي أعيش به أنا !


وكما قال الاخ هنا الحقيقة فعائض القرني اصاب في وصف بعض عيوبنا المعاصرة ولكن من الخطأ الدخول في مقارنات بهذا الشكل والخروج منها بأحكام مغلوطة.

حفظكم الله

أم ورقة
02-20-2008, 04:39 PM
ليس للشيخ صفحة على النت؟

أبو مُحمد
02-20-2008, 04:43 PM
لا اعلم والله يا أختي.

أم ورقة
02-20-2008, 04:44 PM
الآن وجدت الصفحة الرسمية له
http://www.algarne.com/publish/article_38.shtml


و في أسفلها عنوان بريد للموقع

فلو أحد يريد مناصحته فليرسل له

أبو مُحمد
02-20-2008, 04:53 PM
بارك الله فيك.
وأنا بحثت ايضا ووجدت نفس الصفحة ولكني لا أظن انها بريد خاص به أو ان البريد سيصله !

خيرا ان شاء الله سنجرب أن نرفق كل ما في جعبتنا ونرسله دفعة واحدة !

أم ورقة
02-20-2008, 04:53 PM
ان شاء الله

أبو مُحمد
02-21-2008, 11:40 PM
احب أن أذكر بامر بخصوص انتقاد كلام الشيخ شفاه الله وأعاده سالما.
فمن يكتب على الملأ فقد سمح للجميع بانتقاده وعلى العلن ومن تكلم في خطبة يرد عليه بخطبة ومن تكلم في كتاب يرد عليه بكتاب ومن كتب في الصحف الرخيصة المعروف عنها حربها للاسلام واهله كالشرق الاوسط فقد اعطى غيره الضوء الاخضر لتنقيح ما جاء به .

فلو ان الشيخ حدث نفسه بما وجد او حدث احد حراسه اقصد مرافقيه او طلابه الذين يجلسون له لكان افضل بكثير ولما احتجنا للتوضيح على الملأ بدورنا .

وللأسف نجد أن الشيخ نسي كيف استقبله أهل مصر وكيف نسي عاطفتهم اتجاه زيارته فما لبث أن بقي يوما وليلة في فرنسا الفاسدة النتنة حتى اطلق حكما بالتعميم على العرب بانهم قساة جفاة وأطلق حكما بالتعميم على رقة وأدب الغربيين وهذا والله ظلم بين.

أم ورقة
02-21-2008, 11:47 PM
نسأل الله العافية

nawwar
02-22-2008, 08:30 AM
الحمد لله أن وُجِدَ في أمّة محمد صلى الله عليه وسلم من لا يخاف في الله لومة لائم...
ومن ينصح لمشايخنا إن أخطأووا...
وليس من مزيد على ما تفضّلتم به....
سوى الموافقة معكم......

chidichidi
02-22-2008, 03:03 PM
ما قصتها فرنسا؟؟؟
ذكرني هذا المقال بقول الامام محمد عبده عندما قال انه وجد الاسلام في فرنسا ولم يجد مسلمين وعندما اتى الى القاهرة وجد المسلمين لكنه لم يجد الاسلام
اعتقده انه ما انكرتموه على الغرب موجود عند المسلمين الا من رحم الله فقد اخذنا من الغرب اسوأ ما فيه ونسينا ما عندنا فهم عندهم حسن التعامل لكن من دون اخلاق ولا دين لكن نحن ليس عندنا لا معاملة ولا اخلاق ولا دين واعتقد ان هذا ما يرمي اليه الشيخ في مقاله والله اعلم

نمر
02-23-2008, 11:36 AM
فتنة حضارة باريس!!

اجل لو ذهب لليابان أو كوريا ماذا سيقول!!

nawwar
02-23-2008, 02:09 PM
ما قصتها فرنسا؟؟؟

قصتها...
أن شعبها مهذّب مع كل الناس ،طالما أبحت لهم النطق بكفرهم صبحا وعشيّة....
فإذا حدّثتهم عن الإسلام،أو قلت لهم :ديني لا يسمح لي بذلك....
من مثل الحلف بالعذراء وغيره...
فإن رأوا منك هذا الحرص على الدّين انقلبوا إلى كلابٍ مسعورة....
وكرهوك وكرهوا(....)....
وإني لأحدّثكم عن يقين وتجربة....

أبو مُحمد
02-23-2008, 04:10 PM
وماذا لو ظهر فينا الدجال؟

من هناك
03-19-2008, 12:18 AM
كنت اسمع محاضرة عن إبن باديس واحببت ان اشارككم بها
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66464

في اول المحاضرة مراجعة لما فعلته فرنسا في الجزائر اول ما احتلوها وهي تثبت ان الحضارة الفرنسية ليست كما رآها الشيخ عائض شفاه الله

المهاجر7
03-20-2008, 01:09 PM
مما خص الله به هذا الدين ، أن كلاً يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بعكس النصارى فإنهم لا يردون على أحبارهم ، نرد ، ويبقى الحال على ما هو عليه قبل الرد ، لا يزيد التعقيب شرف المعقب ولا ينقص شرف المعقب عليه ، مادام الكل متبعاً للسنة ، وما كتبت لشيء في صدري على الشيخ ، وإنما من هذا المنطلق .







بسم الله الرحمن الرحيم



لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم



نحن العرب جفاة قساة ؟!



من قبل زار الشيخ الدكتور عائض القرني أمريكا ، وعاد إلينا يسخر من لغتهم ( الإنجليزية) ، عاد إلينا مكروباً يقول مجتمعٌ لا أمن فيه ، تخاف على نفسك ومالك إن مشيت وحيداً أو ركبت وحيداً مع أمريكي أو غير أمريكي ، وتخاف عى أمتعتك في المطار إن بعدت عنها قليلاً ، عاد يقول : مجتمعٌ لا تسمع فيه الآذان ، عاد يسخر من أطفالهم وقد أصابهم الغباء ، ومن رجالهم وقد فقدوا الذوق فيأكلون ( البطيخ ) بالسكر ويستطعمونه وبالملح ويستطعمونه .. .، ومن مجتمعهم وقد انعدمت فيه الروابط الأسرية ، عاد يسخر منهم بالشعر والنسر .. بالجدِّ والهزل .

واليوم ذهب الشيخ الدكتور عائض القرني للعلاج في فرنسا ، ويحكي التاريخ أن الفرنسيس أشد الصليبيين عداوة للمسلمين ، ومن لا يعرف ينصت للتاريخ ـ بل والواقع ـ فعنده حكايات وحكايات عن ظلم القوم وجرأتهم على ديننا وقومنا .
عاد إلينا الدكتور عائض القرني يقول أن القوم مؤدبون .. مهذبون .. يؤثر كل واحدٍ منهم الآخر على نفسه في الدخول للفندق أو الصعود بالمصعد ، وأن القوم متعاونون يرشدون من أسترشدهم .

و( صاحبي ) يقول أن عقلية الشيخ تغيرت ... يقول أن هناك شيء اسمه ( الانتقائية ) فكل واحد يبصر ما يهتم به ، فلو أن صيدلانياً ـ مثلاً ـ تجوَّل في مدينة فأول شيء يلفت نظره الصيدليات .. عددها وتجهيزاتها ، ولو أن جائعا تجول في مدينة فعينه قد لا ترى غير المطاعم ، وكذا من يهوى جميل الثياب ، ومن تهوى الزينة يلفت نظرها أماكنها . والشيخ بالأمس لفت نظره أن لا أذان مع أنه كان ضيفاً على جالية مسلمة ، ولفت نظره أن لا أمان مع أنه لم يتعرض لحادث سطو أو سرقة ، وفي فرنسا لفت نظره أدبهم وحسن خلقهم ، ولو تدبر ، ولو تجوَّل ، لتبدل قوله وتغير ، فالشيخ ذهب للعلاج في مستشفيات تُقدم أعلى درجات الخدمة ، ومثل هذه الأماكن وأقل منها يكونون في غاية الأدب ، والشيخ سكن فنادق من ذوات النجوم ، وتجول في المكتبات ، يقول صاحبي : أما كان في الفندق خمرٌ ومَخمور ، أما كان في الفندق رقص ومرقص ، أما صعد معه المصعد متبرجة تأبطها علج ، أكان التمريض والطبيب يلقي سلاما أو يشمت عاطساً ، أما كان في الشوارع كاسيات عاريات مائلات مميلات ، غادياتٌ رائحات أوجالسات ، أكان أهل الفندق يجتمعون للصلاة ، ويدعو بعضهم لبعض بالمغفرة والرحمات ؟؟!!

باريس تُذكر بالموريسكيين ، وربع أحيائها حرقه الفقراء قهرا من ظلم الأغنياء الذين حللت عليهم تطلب منهم الشفاء يا شيخ ، وفي باريس تزوج الرجال بالرجال ، وباريس تكره الحجاب وتحرمه ، وباريس .. وباريس .. وباريس .
هذا قول صاحبي .

وأقول رفقا بالشيخ ، فقد لفت نظره ما رآه فيهم ولم يراه فينا .فكتب إلينا من هناك يرشدنا إلى ما هو خير ، يريد الكمال لأمته ، والشيخ ناصحٌ .

فيردُّ صاحبي : كم من مريد للخير لا يبلغه . جفى الطبعُ وقسى مما يجد ، أعيشٌ في باريس كعيشٍ في غزة والعريش ، تساوي بين القاهرة ودمشق وبغداد وتونس ومراكش ونواكشوط والخرطوم وطرابلس وباريس ؟!
ثم ـ والقول لصاحبي ! ـ لا تدفع عنه فالشيخ تبدوا عليه ملامح التغيير ، من قبل غازل جائزة نوبل ، وكتب أنه كل عام وهم يعلنون أسماء الفائزين يرقب علَّ الله أن يجعله من الفائزين بنوبل أو أخت نوبل أو أم نوبل . الشيخ يرنوا إليهم وهم يقبلون مراودته لهم ويردون بشيء من التدلل والتجمل ، فقد أحاطوا بعض كتبه بهالة من الإعلام ـ والكتاب يستحق والشيخ يستحق ـ ولم يتكلموا عن ( حراسة الفضيلة ) وقد صدر من الطبعة الأولى وحدها نصف مليون نسخة ، فهما الآن يتغازلان فهل سيلتقيان ؟! أحسب أنه اليوم دنا من الغرب خطوة .

ومن قبل كان رفاعة الطهطاوي في باريس وعاد يقول ( الناصح الأمين للبنات والبنين ) فهل كان ناصحاً أمينا ، أم كان جسراً متيناً ؟!
ألم تقل يوماً يا أبا جلال أن المشروع التغريبي لا بد له من قنطرة ( شرعية ) ذات أيدي بيضاء ، صادقة الإحساس تريد الخير للناس ، وتتمتع بماضٍ أصفى من الماس ، وأرى شيخك قد بدء الردمَ في اليم ليعبر إلينا أبناء العمّ ، كما عبروا من قبل على قنطرة محمد عبده ومَن حوله التم ، وأمارةُ ذلك أن تنظر في المواقع التي تناولت مقال الشيخ إنهم المستغربون ، فرحوا بمقال الشيخ ، وما قالوا بقولك يا أبا جلال .
ورفاعة ما كان يريد الشرَّ للأمة ، بل كان صادقاً يريد الخير . وآراهم قد تجملوا له ، وأحاطوه بمن استطاع أن يوصل له الفكرة جيداً كما فعلوا مع قاسم أمين ، ولكن الأخير ( قاسم أمين ) كان جهولاً فانزلق من فوره ، وشيخك عالمٌ انكفأ ولم ينزلق فإن قام وإلا تدحرج.
لو عاد إلينا الشيخ يقول ، أزاح الله عنكم من قسى بسببه طبعكم ؟
لو عاد إلينا يقول : أزاح الله عنكم بني علمان صنيعة الفرنسيس والألمان فقد غرّبوكم وأبعدوكم عن سنة نبيكم سيد ولد عدنان عليه الصلاة وعليه السلام . بل يلقي بالآئمة علينا ، وكأن الشعوب بعدت من نفسها عن شرع ربها .
اييييييييييه يا باريس ، ماذا فيك يا باريس ؟! ، قرنان من الزمان .. شاب شعرك وأنت أنت في حقدك ؟ ألا رحم الله عبد الرحمن الغافقي ( اليماني ) .
نحن جفاة ؟ ونحن قساة ؟
نبرُّ الأباء ، ونقري الضيفان ، ونعود المريض ، ونهنئ الحبيب ، ونواسي المصاب ، ونحن جفاة ونحن قساة ؟!
تنهد صاحبي وقال : غفر الله لك يا شيخ عائض .
فرددتُ : غفر الله لك يا شيخ عائض .

منقول للفائدة

عزام
03-20-2008, 01:17 PM
ياااااااه ما اجمل حسن الادب واللطف في رسائلك الاخيرة يا اخ مهاجر
هكذا يكون النقد.
ويكون له الوقع في النفس
بوركت اخي الحبيب
غفر الله لك يا شيخ عائض

المهاجر7
03-20-2008, 01:22 PM
ياااااااه ما اجمل حسن الادب واللطف في رسائلك الاخيرة يا اخ مهاجر
هكذا يكون النقد.
ويكون له الوقع في النفس
بوركت اخي الحبيب
غفر الله لك يا شيخ عائض

نحن تلاميذك أخي عزام

عزام
03-20-2008, 01:30 PM
نحن تلاميذك أخي عزام


بارك الله فيك
ان شئت انقل اليك نماذجا من الحضارة الغربية المزعومة ..
هل تفضل هنا ام في موضوع منفصل؟

جذور الفكر العنصري فى أوروبا

خالد الأصور- باحث مصري
منذ أن أطلق المفكر الإنجليزي "جوزيف كبلنج" (1865-1936) بيت الشعر الذي يحمل معنى أن "الشرق شرق، والغرب غرب، وهما ثقافتان ومفاهيم لن يلتقيا" أخذت حقيقة هذه العبارة تتجذر في أرض الواقع، في الشرق والغرب على حد سواء، وتترسخ أكثر مما سبق، ذلك أن هذه الفرقة بين الشرق والغرب ليست وليدة القرن التاسع عشر وحقبة الاستعمار، وإنما هي أمر يعود إلى صراعات متتالية عبر القرون. يقول المؤرخ البريطاني الشهير "آرنولد توينبي": "إن دراسة الجنس أو العرف كعامل منتج للحضارة تفترض وجود علاقة بين الصفات النفسية وبين طائفة من المظاهر الطبيعية، ويعتبر اللون هو الصفة البدنية التي يعول عليها الأوروبيون –أكثر من غيرها- في الدفاع عن نظريات العرف الأبيض المتفوق، وإن أكثر النظريات العنصرية شيوعًا هي تلك التي تضع في المقام الأول السلالة ذات البشرة البيضاء، والشعر الأصفر، والعيون الشهباء، ويدعوها البعض بـ"الإنسان النوردي" أي الشمالي، ويدعوها الفيلسوف الألماني "نيتشة" بـ"الوحش الأشقر".
الأجناس الراقية والسفلى
ولعل أول من أشار إلى الإنسان "النوردي" نبيل فرنسي يدعى "الكونت دي نموبينو" وقد تزامن هذا الإعلان عن الإعلاء من قيمة العرف مع شيوع نظريات "داروين" (1809-1882) من النشوء والارتقاء، وكذلك انتشار علم البيولوجيا في القرن التاسع عشر. وكان كبار المفكرين البريطانيين والفرنسيين في القرن التاسع عشر يعتبرون الاستعمار هدفًا ساميًا؛ لأنه ينشر الحضارة بين الشعوب المستعمرة!! ويعتبر الرائد الأكبر للنظرية العنصرية هو "أرنودي جوبينو" (1816-1882) الذي عمل في السلك الدبلوماسي، ووضع مؤلفًا بعنوان: "بحث في عدم التساوي بين الأجناس البشرية" في عام (1853)، وتتلخص نظريته في أن "الاختلاط بين الأجناس الراقية والأجناس السفلى هو السبب الرئيسي في تدهور حضارات أوروبا السابقة"!!
وقد انتشرت هذه المدرسة العنصرية في معظم الدول الأوروبية، وكان أهم تلاميذ "جوبينو" "هيوستون شامبرلين" وهو بريطاني عاش معظم حياته في ألمانيا، وكتب باللغة الألمانية أهم كتبه تحت عنوان: "أسس القرن التاسع عشر" وكان فكره وفكر أستاذه "جوبينو" هو الأرضية المشتركة الأساسية التي قامت عليها النظرية العنصرية للفكر النازي في ألمانيا باعتراف "هتلر". وقد ترتب على ما سبق أن سيطرت العنصرية على فكر الإنسان الأوروبي الأبيض، مصداقًا للأغنية "الفولكلورية" المستوحاة من التراث الأدبي الزنجي، والتي تقول:
إذا كنت من البيض.. فأنت على حق..
وإذا كنت أسمر.. الزم مكانك..
وإذا كنت أسود البشرة.. فتراجع إلى الخلف..
أفكار عنصرية
وبإلقاء نظرة فاحصة على واقع المجتمع الأوروبي يتضح لكل ذي بصر وبصيرة أن العنصرية تطل برأسها "الأخطبوطي" في معظم البلدان الأوروبية. ففي بريطانيا لم تكن العنصرية يومًا غريبة عن المجتمع البريطاني، فبعد انتصار "الفاشية" في إيطاليا، و"النازية" في ألمانيا، أسس البريطاني "أوزوالد موسلي" اتحاد "الفاشيين البريطاني" عام (1933)، وقام أعضاء الاتحاد آنذاك من أصحاب "القمصان السوداء" بالهجوم على الأقليات المهاجرة في شرق العاصمة لندن، وفي مايو 1976 لقي صبي من أبناء المهاجرين في العاشرة من عمره مصرعه على يد عصابة الحزب القومي من الشباب البريطاني، حيث صرح أحد قادة الحزب ويدعى "جون كنجسلي" بتصريح عن الحادث، جاء فيه: "نعم.. واحد يسقط ضحية، لكي يغادر مليون إنسان هذا البلد -بريطانيا-".. وقد ظهرت هذه الأفكار العنصرية كتيار رئيسي في السياسة البريطانية المعاصرة، وفي العام الماضي وقع العديد من الانفجارات في بعض مناطق لندن، وأعلنت جماعة يمنية متطرفة تطلق على نفسها اسم "الذئاب البيضاء" مسئوليتها عن بعض هذه الانفجارات، وذكرت الشرطة أن الجماعة هي فرع (لمجموعة 18) القتالية التي اشتقت اسمها من الترتيب الأبجدي للحروف الأولى من اسم الزعيم النازي "أدولف هتلر"، و"الذئاب" هي إحدى أربع جماعات عنصرية أعلنت مسئوليتها عن الهجمات التي وقعت بقنابل في وقت سابق ضد جاليات السود وبنجلاديش، وبعثت مجموعة "الذئاب" برسائل كراهية إلى برلمانيين سود ومجلات آسيوية، وقالت في بيان أرسلته للصحف: إنه يجب على كل غير البيض واليهود مغادرة بريطانيا!!
عودة الصليبيين
وتشهد فرنسا حالات كثيرة لتنامي العنصرية البغيضة ذات الجذور العميقة في النفسية الفرنسية منذ الحروب الصليبية، وهاهو "فولتير" الرمز الأكبر للتنوير الفرنسي في العصر الحديث يرسل إلى "كاترين الثانية" قيصرة روسيا، رسالة يقول فيها: "أتمنى لو كنت قادرًا على مساعدتك على الأقل بقتل حفنة من الأتراك المسلمين"!!
ومن أبرز التطورات التي شهدتها فرنسا في السنوات الأخيرة فوز الجبهة الوطنية العنصرية ببعض المدن في الانتخابات البلدية، وقد أثار هذا الفوز مسلمي فرنسا نظرًا لأنه يعني أن الجبهة العنصرية المعادية للمهاجرين من شمال أفريقيا أصبحت تشكل ملمحًا كريهًا ومرفوضًا من ملامح السياسة الفرنسية، ولا أدل على ذلك من أن "جاك لانج" وزير الثقافة السابق صرح بأن هذا الفوز "ليس ثورة انتخابية، وأنها نبتة عنصرية سامة ترسخ جذورها في المجتمع، وقد سيطرت حالة من الدهشة والذهول في فرنسا عندما حصلت الجبهة بزعامة "جان ماري لوبان" على 17% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية السابقة. وفي العدد 28 من مجلة "جولياس" المسيحية المعتدلة تحقيق ضاف عما وصفته المجلة بـ "عودة الصليبيين" أثبتت بالبراهين أن المنظمة المتطرفة المعروفة باسم "الإخاء المسيحي" ومنظمة "إخاء القديس بطرس" قد عقدتا حلفًا سياسيًا مع حزب الجبهة الوطنية العنصرية، وأطلقوا على هذا الحلف المضاد للمهاجرين اسم "الوطنيون الكاثوليك" وهو نوع من التحزب العرقي المتطرف.
النازية الجديدة
وفي ألمانيا صار المسلم عامة، والتركي خاصة قضية الساعة، فإذا تحدث الناس عن البطالة أقحم الأتراك على أنهم السبب في تفشيها، رغم أن الألمان دفعوا بهم إلى الأعمال التي يأنفون منها، مثل: المناجم وشق الطرق، وسائر الأعمال الخطرة، وإذا استعر النقاش حول مشاكل البيئة زج بهم أيضًا لأن "ذبائحهم الحلال" سبب القذارة!!
"اخرجوا أيها الأتراك".. إنه وسام الاستحقاق الأكبر على طريقة النازية الجديدة، إنه الشعار الذي يرفعونه ويطبقونه أيضًا.. الجدران والأبواب ودورات المياه والمجلات والصحف ملأى بالعبارات العنصرية المعادية. "اخرجوا يا رعاة الإبل".. لقب آخر أعم وأشمل، إنه الإهانة الجماعية للشرق كله.. ليس ذلك فحسب، بل إن مجلة "دير شبيجل" الألمانية نشرت في عددها رقم 8221 نماذج من رسائل قرائها جاء فيها: هؤلاء الجرذان، الحثالات، الحشرات القذرة، هؤلاء الآسيويون الهمج اجتاحوا بلادنا كالجراد، وحولوا ألمانيا إلى مستعمرة ألمانية إسلامية، يجب أن نخصي رجالهم وأن نستأصل أرحام نسائهم، وأن نشجع الاعتداء على محلاتهم.. إنهم أنصاف قردة وليسوا بشرًا، ولقد آن الأوان لظهور هتلر جديد!!
وقد حملت موجة الاضطهاد والعنصرية هذه أحد الصحافيين الألمان لأن يعيش بنفسه "يوميات عامل تركي مغترب" حيث تنكر في زي تركي، لحيته وشاربه وشعر رأسه صبغها بلون أسود، ووضع على رأسه قبعة زرقاء، وعلى عينيه نظارة سوداء وأطلق على نفسه اسم "علي أوغلو"، وبدأ رحلة العذاب لمدة سنتين ونصف، صور وسجل في الخفاء أوضاع العمل الاستغلالية والعنصرية الفجة التي يعانيها المسلمون الأتراك، خاصة عبر تجربته الذاتية حين يقول: يضطر المرء للتنكر كي ينزع القناع عن المجتمع، إذ لا يمكن التوصل للحقيقة في هذا المجتمع إلا بالخداع.
الدرك الأسفل
وصور هذا الصحفي –ويدعى "جنتر ولاراف"- وسجل جميع التجارب المرعبة التي مر بها بآلة تصوير فيديو كان يحملها خفية، وقد احتلت تحقيقاته صفحات وصفحات من مجلته، قدم خلالها عرضًا موثقًا اقشعرت من هوله الأبدان، ولعل أبلغ ما قاله عبارته التي اختتم بها تحقيقاته: لقد حمدت الله أنني لست تركيًا!! وقد أصدر هذه التحقيقات في كتاب عنونه بـ"في الدرك الأسفل" بيع منه مليونا نسخة في ألمانيا وحدها، وترجم إلى مختلف اللغات الأوروبية الرئيسة، كما ترجم إلى التركية. ويقول "ولاراف" في كتابه هذا: إن الطريقة التي يستخدم بها العمال المسلمون ليست إلا تطبيقًا للرأي السائد في ألمانيا القائل: "يجب طرد الأجانب وعدم تزويدهم بأي عمل، وإن كان ولا بد، فليزودوا بأسوأ الأعمال، وفي أحقر الظروف". ويروي "ولاراف" أنه طلب من عامل تركي أن يتخلى عن خوذته الواقية لعامل ألماني أثناء تساقط نفايات معدنية، وقد علق هذا العامل على ذلك الطلب متسائلاً بمرارة عما إذا كان رأس الألماني هو حقًا أفضل من رأسه. ويقول "ولاراف": لقد اهتززت من الأعماق حين اكتشفت هذه التفرقة العنصرية وتجارة العبيد الجديدة في المجتمع الألماني. ومن التندرات الساخرة التي يتناقلونها ضد المسلمين الأتراك قولهم: ما الفرق بين الحادثة والكارثة؟ والإجابة: الحادثة أن تغرق سفينة محملة بالمسلمين الأتراك في ميناء "هامبورج"، أما الكارثة فهي أن ينجح أحد هؤلاء الأتراك في النجاة من الغرق والسباحة إلى الشاطئ الألماني!!
السلالة السوداء
وقد صدر في باريس حديثًا كتاب بعنوان "العنصرية مشروحة لابنتي" للكاتب المغربي الطاهر بن حلون، وذلك عن دار نشر "لوموي"، حيث تحدث عن الظروف التي دفعته إلى تأليف هذا الكتاب، موضحًا أن مظاهر العنصرية التي واجهها في حياته ليست شيئًا يذكر بالمقارنة مع ما يتعرض له العمال المهاجرون الذين يرفض الناس الجلوس إلى جانبهم في الأتوبيسات. وقال: إنه فوجئ بشعور شديد بالقلق لدى الأطفال الذين التقى بهم وهم من أبناء المهاجرين الذين ليس أمامهم أي سبيل سوى الحياة في فرنسا، وهم يشعرون بخطر نبذهم. وأشار ابن جلون إلى ثلاث وسائل تربوية غير الكتابة لمكافحة العنصرية، وهي: المدرسة والأسرة ووسائل الإعلام، مؤكدًا أنه إذا لم يواكب الإعلام ما يجري في المدرسة والأسرة فإن أي جهد لا يفيد، ولا بد من تنشئة الأطفال على احترام الآخرين، وتجنب استخدام كلمات مثل السلالة السوداء أو السلالة البيضاء؛ وذلك لأن الإنسانية كلها في الحقيقة سلالة واحدة.

المهاجر7
03-20-2008, 01:57 PM
[quote=عزام;193841]بارك الله فيك
ان شئت انقل اليك نماذجا من الحضارة الغربية المزعومة ..
هل تفضل هنا ام في موضوع منفصل؟

إذا كان الموضوع طويل فالأفضل أن تجعله في ركن منفصل , أما إذا كان قصيرا فلابأس بتركه هنا, والله الموفق إلى سواء السبيل.

صرخة حق
03-21-2008, 08:44 AM
والله لو أعلم بريد الشيخ عائض لأرسلت له هذا النص والذي ينطق بلسان من عرف الغرب عن قرب.


سبق وأن حصلت على بريد الشيخ الالكتروني من خلال موقعه
وأرسلت له ..

ولكن رسالتي رجعت خائبة

صرخة حق
03-21-2008, 08:47 AM
وماذا لو ظهر فينا الدجال؟

نعم ... هذا حالنا نحن العرب حين ننبهر بالآخر

وهذا ما أردده عند تصديق كل كذبة غريبة عجيبة


ولي وقفة مع موضوع الأخ عزام وزيارة الشيخ عائض لفرنسا في مكان آخر

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=194063#post194063

فـاروق
04-03-2008, 05:00 PM
الوطن الكويتية
نبيل العوضي
منذ ان كتب الدكتور عائض القرني مقاله (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة) والى اليوم لم تهدأ الاقلام تعليقا على المقال، فمن مؤيد ومن رافض ومن متوسط، والحق يقال ان الشيخ ابدع في مقاله ووضع النقاط على الحروف وتكلم عن تجربة، ولا يعني حديثه نفي ما عند القوم من اخطاء وسلبيات ولكنه جانب مهم نفتقده في مجتمعاتنا العربية وان كان ديننا يدعو له من حسن الخلق ولين الجانب، ولعل بعض الردود على الدكتور تدل على صدق مقاله

من قلب بغداد
04-03-2008, 05:09 PM
لماذا لم يذكر المساوئ مع الإيجابيات التي ذكرها ؟

chidichidi
04-03-2008, 05:14 PM
لماذا لم يذكر المساوئ مع الإيجابيات التي ذكرها ؟
لانها ليست هدفه الاساسي فما يسعى للتعير عنه هو انه مع ان ديننا يدعو الى حسن المعاملة الا اننا نفقدها عكس الغرب فهو ليس هذفه مدحهم ولكن ليبين وضاعة ما نحن فيه فكما يقال بضدها تتميز الاشياء

من قلب بغداد
04-03-2008, 05:17 PM
ربما كان من الممكن أن تكون هدف ثانوي !
لا يبدو الأمر مبرر لمدحهم ..

من هناك
04-03-2008, 05:24 PM
كما انني استغرب من مقالة الشيخ العوضي... لم يكتب إلا كلمات قلائل فقط ...

فـاروق
04-03-2008, 05:35 PM
هو كتب هذه المقالة وارفق معها مقالة الشيخ عائض كاملة...فقط

وانا نقلت فقط كلماته وهذا هو المقال كاملا

صدقت يا شيخ.. مجتمعنا غليظ!!

كتب:نبيل العوضي


منذ ان كتب الدكتور عائض القرني مقاله (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة) والى اليوم لم تهدأ الاقلام تعليقا على المقال، فمن مؤيد ومن رافض ومن متوسط، والحق يقال ان الشيخ ابدع في مقاله ووضع النقاط على الحروف وتكلم عن تجربة، ولا يعني حديثه نفي ما عند القوم من اخطاء وسلبيات ولكنه جانب مهم نفتقده في مجتمعاتنا العربية وان كان ديننا يدعو له من حسن الخلق ولين الجانب، ولعل بعض الردود على الدكتور تدل على صدق مقاله، وهذا مقال الشيخ لمن فاته:
(اكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين واخشى ان اتهم بميلي الى الغرب وانا اكتب عنهم شهادة حق وانصاف، والله ان غبار حذاء محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) احب اليَّ من امريكا واوروبا مجتمعتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: (ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة).
وقد اقمت في باريس اراجع الاطباء وادخل المكتبات واشاهد الناس وانظر الى تعاملهم فاجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، اصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة، اما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة. وانا افخر بأني عربي، لأن القرآن عربي والنبي عربي، ولولا ان الوحي هذّب اتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.
نحن مجتمع غلظة وفظاظة الا من رحم الله، فبعض المشايخ وطلبة العلم وانا منهم جفاة في الخلق، وتصحر في النفوس، حتى ان بعض العلماء اذا سألته اكفهر وعبس وبسر، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس، من الازواج زوج شجاع مهيب واسد هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحية تسعى، من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كبرا وخيلاء حتى انه اذا سلم على الناس يرى ان الجميل له، واذا جلس معهم ادى ذلك تفضلا وتكرما منه، الشرطي صاحب عبارات مؤذية، الاستاذ جافي مع طلابه، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخلق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس، وبحاجة لكلية لتعليم الازواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
المجتمع عندنا يحتاج الى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا. في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكبر وطفش وزهق ونزق وقلق، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصياً وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة، وكلما قلت: ما السبب؟
قالوا: الحضارة ترقق الطباع، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وانت جالس في سيارتك، نمشي في الشارع والامطار تهطل علينا فيرفع احد المارة مظلته على رؤوسنا، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف، اجد كثيرا من الاحاديث النبوية تطبق هنا، احترام متبادل، عبارات راقية، اساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد ابناء يعرب اذا غضبوا لعنوا وشتموا واقذعوا وافحشوا، اين منهج القرآن: (وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن)، (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، (فاصفح الصفح الجميل)، (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير). وفي الحديث: »الراحمون يرحمهم الرحمن«، و»المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده«، و»لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا«. عندنا شريعة ربانية مباركة لكن التطبيق ضعيف، يقول عالم هندي: (المرعى اخضر ولكن العنز مريضة). انتهى كلام الشيخ (حفظ الله الشيخ وشفاه وعافاه وسدد قلمه وخطاه).

[email protected]

تاريخ النشر: الخميس 3/4/2008

من هناك
04-03-2008, 06:07 PM
ولكن الا تستغرب تعليقه القصير جداً ؟؟؟

chidichidi
04-03-2008, 06:22 PM
ماذا تريده ان يقول؟ فقط بين ما فهمه من مقال الشيخ القرني وهو الله اعلم ما يرمي الشيخ
بالنسبة للماوئ يمكن ان يكون موضوع ثانوي لكن اعتقد انه خارج عن اموضوع اذ انه يتكلم عن حسن المعاملة فليس الهدف المديح لكن ليبين سوء ما عندنا ولا اعتقد انه يمكن ان يلتفت الى سوء الاخلاق والانحطاط الذي عندهم (وللاسف موجود ايضا عندنا اذا لا اعتقد انه هناك مجال لبيانها)

عزام
04-03-2008, 06:51 PM
على فكرة صاحب الفيلم المسيء للاسلام وضع عائض القرني في فيلمه كاحد دعاة الارهاب!!! يعني مش مخلص الشيخ عائض لا من هون ولا من وهون..

مقاوم
04-03-2008, 07:08 PM
إن فخ المحاباة لصاحب القوة والتأول لذلك وقع فيه الكثير من الدعاة الأفاضل الذين نسأل الله لهم الهداية والأوبة إلى الصراط المستقيم

chidichidi
04-03-2008, 07:20 PM
إن فخ المحاباة لصاحب القوة والتأول لذلك وقع فيه الكثير من الدعاة الأفاضل الذين نسأل الله لهم الهداية والأوبة إلى الصراط المستقيم
هل يعتبر هذه اتهام للشيخ القرني؟ هل عندك بينة على هذا الاتهام ماخوذ من هذه المقال ام من مقالات اخرى؟

مقاوم
04-03-2008, 07:47 PM
لا أخي ليس اتهام بل هو ملاحظة وهي مشفوعة بدعاء وليس كل ما يعلم يقال.