تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قِسْمَة ................. و نَصِيب



عبد الله بوراي
02-18-2008, 10:17 AM
نسمع ونردد عبارة ( كُل شىء قسمة ونصيب )
ويكثر تردد هذه العبارة عندما يحصل الزواج
فهل صحيح أن كل واحد يولد يُكتب له أن يأخد واحدة مُعينة
أى عينها له الله سبحانه وتعالى ............؟

عبد الله

من هناك
02-18-2008, 04:04 PM
يكتب له اشقي ام سعيد واظن ان هذا متعلق جداً بالزواج :)

هنا الحقيقه
02-18-2008, 05:30 PM
ثبت عتبة دارك يا بلال :)

نعم اخي عبد الله هي كذلك
ولا اذكر مقولة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه تخص ما تفضلت سوف اتذكرها وااتيك بها

من هناك
02-18-2008, 05:52 PM
ثبت عتبة دارك يا بلال :)جزاك الله خيراً على الوصية ايها الوالد الكريم :)

هنا الحقيقه
02-18-2008, 06:04 PM
جزاك الله خيراً على الوصية ايها الوالد الكريم :)
اني اراك يا ابا جنى :)

ايمان نور
02-23-2008, 01:24 PM
انا عن نفسى بفرق بين المقدر والمكتوب
فكل مقدر مكتوب وليس كل مكتوب مقدر
حد فاهمنى؟؟
اتكلم ببساطة
يعنى مقدر انى اكون انثى مصرية طويلة قصيرة
مقدر اموت فى عمر كذا
مقدر اتولد بمرض معين
مقدر يكون صوتى بنبرة معينة
فى كل ذلك الانسان
مسير لا حيلة له ولا عمل
لكن مكتوب اى معلوم لله يعرفه وهو عنده فى اللوح الحفوظ انى هختار ركز معايا
هختار ادرس كذا اذاكر ولا لا
ابحث عن وظيفة
اتفقه فى الدين
ادعى او اتكبر عن الدعاء
اتوب عن ذنب او اصر
اوافق على العريس الفلانى او لا
فلان يدور على عروسة بمواصفات هو
هو
يريدها يحاول يبحث عن وظيفة سكن يقنع اهلها
اهلها يوافقوا او يرفضوا
الانسان فى عمله الذى يحاسب عليه مخير
والا ماقال الرسول صلى الله عليه وسلم
فاظفر بذات اللدين تربت يداك
يعنى ممكن تختار ذات الدين او لا مخير
ففى فرق كبير بين المقدر
والمكتوب
والمقدر والمكتوب كلاهما يقع فى علم الله
وجزاكم الله خيرا
وجهة نظر

عزام
02-23-2008, 02:15 PM
ففى فرق كبير بين المقدر
والمكتوب

السلام عليكم اختي ايمان
لا فرق بين المكتوب والمقدر وهذا لا ينفي قدرة العبد على الاختيار. فان اختار العبد امرا ما لا يعني ان الله لم يقدره عليه.. هذه بضعة احاديث يمر فيها المقدر والمكتوب بنفس المعنى.
عزام


روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((حاج موسى ءادم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال ءادم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟))قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى)).

وأخرجاه أيضاً في الصحيح من طريق ءاخر وأحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((احتج ءادمُ وموسى، فقال له موسى: أنت ءادم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة؟ فقال له ءادمُ: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ثم تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أُخلق؟)) قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى)).

وأخرجاه أيضاً في الصحيح من طريق ءاخر وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((احتج ءادمُ وموسى فقال موسى: يا ءادم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له ءادم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟)) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى، فحج ءادمُ موسى)).

وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((احتج ءادمُ وموسى عليهما السلام عند ربهما فحج ءادمُ موسى، قال موسى: أنت ءادمًُ الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته، ثم أهبطتَ الناس يخطيئتك إلى الأرض؟، قال ءادم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيانُ كلّ شىء، وقربك نجيا فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أُخلق؟ قال موسى: بأربعين عاماً، فقال ءادمُ: فهل وجدت فيها
قال: نعم، قال: أفتلومُوني على أن عملتُ عملا كتبه الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بلأربعين سنة؟)) قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى))، ورواه بنحوه ابن أبي حاتم.

وروى أبو داود في سننه وأبو يعلى في مسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن موسى قال: يا رب أرنا ءادم الذي أحرجنا ونفسهُ من الجنة، فأراه الله ءادم فقال: أنت ابونا ءادم؟ فقال له ءادم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له ءادم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي الذي كلمك الله من وراء الحجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أثخلق؟ قال: نعم، قال: فيم تلومني في شىء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله عند ذلك: فحج ءادم موسى، فحج ءادم موسى)).

وقد رد هذا الحديث قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر، ومن كذب بهذا الحديث فمعاند، لأنه متواتر عن أبي هريرة رضي الله عنه وناهيك به عدالةً وحفظًا واتقاناً، ثم هو مروي عن غيره من الصحابة كما قدمنا ذلك.

ايمان نور
02-23-2008, 02:31 PM
استاذنا بارك الله فيك
القدر المسير فيه الانسان
غير القدر المخير فيه الانسان اى المعلوم
الرواية التى احضرتها مثلا هنا
وروى أبو داود في سننه وأبو يعلى في مسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن موسى قال: يا رب أرنا ءادم الذي أحرجنا ونفسهُ من الجنة، فأراه الله ءادم فقال: أنت ابونا ءادم؟ فقال له ءادم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له ءادم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي الذي كلمك الله من وراء الحجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أثخلق؟ قال: نعم، قال: فيم تلومني في شىء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله عند ذلك: فحج ءادم موسى، فحج ءادم موسى)).
فى اى باب تجدها ؟؟؟
فى كتاب القدر شرح صحيح البخارى
وجاء فيه
وقال الخطابي في معالم السنن يحسب كثير من الناس ان معنى القضاء والقدر يستلزم الجبر وفهر العبد ويتوهم ان غلبة ادم كانت من هذا الوجه وليس كذلك وانما معناه الاخبار عن اثبات علم الله بما يكون من افعال العباد وصدورها عن تقدير سابق منه فإن القدر اسم لما صدر عن فعل القادر
-----------
د ومعنى قوله فحج آدم موسى دفع حجته التي الزمه اللوم بها قال ولم يقع من آدم إنكار لما صدر منه بل عارضه بأمر دفع به عنه اللوم قلت ولم يتلخص من كلامه مع تطويله في الموضعين دفع للشبهة الا في دعواه انه ليس للآدمي ان يلوم مثله على ما فعل ما قدره الله عليه وانما يكون ذلك لله تعالى لأنه هو الذي امره ونهاه
======
وقال القرطبي انما غلبه بالحجة لأنه علم من التوراة ان الله تاب عليه فكان لومه له على ذلك نوع جفاء كما يقال ذكر الجفاء بعد حصول الصفاء جفاء ولأن اثر المخالفة بعد الصفح ينمحي حتى كأنه لم يكن فلا يصادف اللوم من اللائم حينئذ محلا انتهى
والا مامعنى قول الله تعالى ألم انهكما عن تلكما الشجرة ؟
فتاب عليه؟؟
هل اتضح المعنى اخى؟
كذلك بافى الروايات التى احضرتها نفس الاسلوب والشرح
بارك الله فيكم جميعا

عبد الله بوراي
02-23-2008, 02:44 PM
بارك الله فيك أخي عزام
وبارك الله فيكِ أختنا إيمان نور
وما القول إذن ومنْ يقرر للإنسان أن هذه كُتب عليها في الأزل أنها من نصيب
فلان .
أو أن تلك قُسمت لفلان........؟
فكيف على المرء أن يختار من إتجهت إليها رغبته..........؟
وفي نفس الوقت يأخد بالأسباب !!!
حقاً إنْ تكامل ذلك فسكون من علامات المُراد
ثم إذا ما قُدر غير ذلك _لأمر أراده الله _ ونحن نجهل ما في الغيب_
فهذا متعلق بأسباب كثيرة تحول دون ما يُريد المرء
منها على _سبيل المثال_ الإنتقال عن المكان أو الحياة
أو عروض ما هو في الرأى أحسن
أو
ظهور مالم يكن متوقعاً .
ولله عاقبة الأمور
أخوكم
عبد الله

عزام
02-23-2008, 02:47 PM
السلام عليكم اختي ايمان
دعينا لا نشعب الموضوع.. نحن لا نتحدث عن تفسير الحديث هنا بل نقول ان المقدر هو نفسه المكتوب بدلالة ان الحديث جاء بالصيغتين ولم يفرق بينهما.. انت تقولين انه من غير المقبول ان نقول ان الله قدر على فلان المعصية (او العمل بشكل عام) بل كتبها له. لانك تفهمين القدر على انه اجبار كما يبدو لي. لكن الصحيح ان الله قدر علينا كل ما يجري علينا من امور قهرية (الموت) وكل ما نقوم به كذلك من طاعات ومعاصي دون ان ندخل في موضوع الاجبار.
انا لم اجد اي دليل ان الشرع فرق بين المكتوب والمقدر.
على كل حال دعينا نرى نظرة بقية الاخوة للموضوع.
عزام

ايمان نور
02-23-2008, 03:02 PM
السلام عليكم اختي ايمان
دعينا لا نشعب الموضوع.. نحن لا نتحدث عن تفسير الحديث هنا بل نقول ان المقدر هو نفسه المكتوب بدلالة ان الحديث جاء بالصيغتين ولم يفرق بينهما.. انت تقولين انه من غير المقبول ان نقول ان الله قدر على فلان المعصية (او العمل بشكل عام) بل كتبها له. لانك تفهمين القدر على انه اجبار كما يبدو لي. لكن الصحيح ان الله قدر علينا كل ما يجري علينا من امور قهرية (الموت) وكل ما نقوم به كذلك من طاعات ومعاصي دون ان ندخل في موضوع الاجبار.
انا لم اجد اي دليل ان الشرع فرق بين المكتوب والمقدر.
على كل حال دعينا نرى نظرة بقية الاخوة للموضوع.
عزام
القضة ستتحول الى قضية التسيير والتخيير اخ عزام
لا نختلف اظن ولكن عندنا مفاهيم خاطئة مثل ان الزواج قسمة ونصيب
اى لا حيلة لنا فيه اى لا اختيار وهذا غير حقيقى
والروايات التى احضرتها تبين معنى القدر المعلوم فكل ماهو منا ولنا معلوم ومكتوب ومعروف لله جزءً منه لنا الاختيار فيه كمعصية اّدم وجزء لا كلوم موسى له فجفاه اّدم عاتبه يعنى
جف القلم يا ابا هريرة بما انت لاق
اى عُلم ما سيكون منك اختيارا ولك اجباراً
لى عودة بعد الصلاة أن شاء الله تعالى
جزاك الله خيرا اخى عزام اظن لا نختلف والطرح فقط مختلف والفكر واحد

عزام
02-23-2008, 03:11 PM
بارك الله فيك اختي ايمان
طبعا لا صحة لمن ينفي الاختيار عن الانسان ويتعذر بالقدر
لأن القدر غيب عنا فكيف نقول نحن فعلنا هذا لانه قدر علينا ذلك؟؟؟؟؟
هذه حجة المشرك.. يقول كفرت لان الله شاء لي الكفر.. وهل اطلع على ما شاء الله له ان يكون حتى يتعذر بهذا العذر؟
على الانسان ان يعمل بموجب الامر الآلهي دون ان يتعذر بالمشيئة الآلهية لأن المشيئة غيبية.
بهذا نستطيع ان نرد على كل من برر خيارا له او معصية او كفرا بأن هذا من مشيئة الله.
عزام

عزام
02-23-2008, 03:28 PM
إشكالات ترد على قلب الشباب
الشيخ محمد بن صالح العثيمين

حيرة في القدر
من جملة الأمور التي ترد على الشباب ويقف منها حيران مسألة القدر ؛ لأن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان التي لا يتم إلا بها ، وذلك بأن يؤمن بأن الله سبحانه عالم بما يكون في السموات والأرض ومقدر له كما قال سبحانه : )أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70) . وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنازع والجدال في القدر ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه فقال : أبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت إليكم ؟ ! إنما هلك من كان قلبكم حين تنازعوا في هذا الأمر . عزمت عليكم ان لا تتنازعوا فيه ))(9). رواه الترمذي .
والخوض في القدر والتنازع فيه يوقع المرء في متاهات لايستطيع الخروج منها ، وطريق السلامة أن تحرص على الخير وتسعي فيه كما أمرت ؛ لأن الله سبحانه أعطاك عقلاً وفهماً وأرسل إليك الرسل وأنزل معهم الكتب )َ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيما)(النساء: من الآية165) .
ولما حدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه : (( بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار )) قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل . قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما من كان أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل أهل الشقاوة )) . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : )فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (الليل :5-10) الآية(10).
فأمرهم النبي بالعمل ولم يجوز لهم الاتكال على المكتوب ؛ لأن المكتوب من أهل الجنة لا يكون منهم إلا إذا عمل بعملهم . والعمل باستطاعة المرء ، لأنه يعرف من نفسه أن الله أعطاه اختياراً للعمل وقدرة عليه بهما يفعل إن شاء أو يترك .
فها هو الإنسان يهم بالسفر مثلاً فيسافر ، ويهم بالإقامة فيقيم ، وهاهو يرى الحريق فيفر منه ، ويرى الشئ المحبوب إليه فيتقدم نحوه . فالطاعات والمعاصي كذلك يفعلها المرء باختياره ويدعها باختياره .
والذي يرد على مسألة القدر عند بعض الناس إشكالان : أحدهما : أن الإنسان يرى أنه يفعل الشئ باختياره ويتركه باختياره بدون أن يحس بإجباره له على الفعل أو الترك ، فكيف يتفق ذلك مع الإيمان بأن كل شئ بقضاء الله وقدره ؟
والجواب على ذلك : أننا إذا تأملنا فعل العبد وحركته وجدناه ناتجاً عن أمرين إرادة أي اختيار للشيء وقدرة ، ولولا هذان الأمران لم يوجد فعل . والإرادة والقدرة كلتاهما من خلق الله سبحانه ؛ لأن الإرادة من القوة العقلية والقدرة من القوة الجسمية ولو شاء الله لسلب الإنسان العقل فأصبح لا إرادة له أو سلبه القدرة ، فأصبح العمل مستحيلاً عليه .
فإذا عزم الإنسان على العمل ونفذه علمنا يقيناً أن الله قد أراده وقدره ، وإلا لصرف همته عنه أو أوجد مانعاً يحول بينه وبين القدرة على تنفيذه. وقد قيل لأعرابي: بم عرفت الله؟ فقال بنقض العزائم وصرف الهمم .
الإشكال الثاني : الذي يأتي في مسألة القدر عن بعض الناس ، أن الإنسان يعذب على فعل المعاصي ، فكيف يعذب عليها وهي مكتوبة عليه ؟ ! ولا يمكن أن يتخلص من الأمر المكتوب عليه .
والجواب على ذلك أن نقول : إذا قلت هذا فقل أيضاً : إن الإنسان يثاب على فعل الطاعات ، فكيف يثاب عليها وهي مكتوبة عليه ؟ ! ولا يمكن أن يتخلص من الأمر المكتوب عليه ، وليس من العدل أن تجعل القدر حجة في جانب المعاصي ولا تجعله حجة في جانب الطاعات .
وجواب ثان : إن الله أبطل هذه الحجة في القرآن وجعلها من القول بلا علم فقال تعالى )سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (الأنعام:148) .
فبين الله أن هؤلاء المحتجين بالقدر على شركهم كان لهم سلف كذبوا كتكذيبهم واستمروا عليه حتى ذاقوا بأس الله ، ولو كانت حجتهم صحيحة ما أذاقهم الله بأسه ، ثم أمر الله نبيه ان يتحداهم بإقامة البرهان على صحة حجتهم ، وبين انه لا حجة لهم في ذلك .
وجواب ثالث : أن نقول : إن القدر سر مكتوم لا يعلمه إلا الله حتى يقع ، فمن أين للعاصي العلم بأن الله كتب عليه المعصية حتى يقدم عليها ؟ أفليس من الممكن أن يكون قد كتبت له الطاعة ، فلماذا لا يجعل بدل إقدامه على المعصية أن يقدم على الطاعة ويقول : إن الله قد كتب لي أن أطيع .
وجواب رابع : إن الله قد فضل الإنسان بما أعطاه من عقل وفهم وأنزل عليه الكتب وأرسل إليه الرسل وبين له النافع من الضار وأعطاه إرادة وقدرة يستطيع بهما أن يسلك إحدي الطريقين . فلماذا يختار هذا العاصي الطريق الضارة على الطريق النافعة ؟
أليس هذا العاصي لو اراد سفراً إلى بلد وكان له طريقان أحدهما سهل وآمن ، والآخر صعب ومخوف ، فإنه بالتأكيد سوف يسلك الطريق السهل الامن ، ولن يسلك الصعب المخوف بحجة أن الله كتب عليه ذلك ، بل لو سلكه واحتج بأن الله كتب عليه لعد الناس ذلك سفهاً وجنوناً ، فهكذا أيضاً طريق الخير وطريق الشرسواء بسواء ، فليسلك الإنسان طريق الخير ولا يخدعن نفسه بسلوك طريق الشر بحجة أن الله كتبه عليه . ونحن نرى كل إنسان قادر على كسب المعيشة نراه يضرب كل طريق لتحصيلها ولا يجلس في بيته ويدع الكسب احتجاجاً بالقدر .
إذن فما الفرق بين السعي للدنيا والسعي في طاعة الله ؟ لماذا تجعل القدر حجة لك على ترك الطاعة ؛ ولا تجعله حجة لك على ترك العمل للدنيا .
إن الأمر من الوضوح بمكان ولكن الهوى يعمي ويصم .





(5) اخرجه ابو داود الطيالسي ( 2704 ) والنسائى في عمل اليوم والليلة ( 669 ) ، والإمام احمد ( 1/ 340 ) .


(6) اخرجه مسلم ، كتاب الايمان ، باب بيان الوسوسة في الايمان وما يقوله من وجدها ( 132 ) .


(7) اخرجه البخارى ، كتاب بدء الخلق ، باب صفة ابليس وجنوده ( 3276 ) ، ومسلم ، كتاب الايمان ، باب بيان الوسوسة في الايمان وما يقوله من وجدها ( 134 ) ( 214 ) .


(8) اخرجه أبو داود ، كتاب السنة ، باب في الجهمية والمعتزلة (4722 ) .


(9) اخرجه الترمذى ، كتاب القدر ، باب ما جاء فى التشديد فى الخوض فى القدر ( 2133 ) وقال : هذا حديث غريب .


(10) اخرجه البخارى ، كتاب الجنائز ، باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله ( 1362 ) ومسلم ، كتاب القدر ، باب كيفية الخلق الآدمى فى بطن امه . . . ( 2647 ) .

ايمان نور
02-23-2008, 04:22 PM
جزاكم الله خيرا أستاذنا ونعم الكلام كفيت ووفيت
جزاك ربى الجنة

عزام
02-23-2008, 04:30 PM
بارك الله فيك اخت ايمان
كما تفضلت القضية دائما في هذه الامور قضية اختلاف اصطلاحي
فحين يوضح كل طرف مفهومه للكلمة نصل دائما الى نقطة لقاء.
عزام