تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التمييز بين الأمور



داليا السيد
02-17-2008, 04:49 AM
عن ابي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:

إن الحلال بين،

و إن الحرام بين،

و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس.

فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه،

و من وقع في الشبهات وقع في الحرام:

كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه.

ألا و إن لكل ملك حمى،

ألا و إن حمى الله محارمه.

ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،

و إذا فسدت فسد الجسد كله،

ألا و هي القلب.

رواه البخاري

و الحديث يوضح أنه حيث انتفت الشبهة انتفت الكراهة و كان السؤال عنه بدعة.

و من يتقي الشبهات يطلب براءة دينه و سلم من الشبهة، أما براءة العرض فإنه إذا لم يتركها تطاول إليه السفهاء بالغيبة و نسبوه إلى أكل الحرام فيكون مدعاة لوقوعه في الإثم - و في حديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم "من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم".

و عن على رضي الله عنه قال: إياك و ما يسبق إلى القلوب إنكاره، و إن كان عندك اعتذاره، فرب سامع نكرا، لا تستطيع أن تسمعه عذرا.

ألا و إن في الجسد مضغة: أي في الجسد مضغة إذا خشعت خشعت الجوارح و غذا كمحت طمحت الجوارح، و غذا فسدت فسد ت الجوارح.

قال العلماء: البدن مملكة النفس و مدينتها، و القلب وسط الممكلة، و الأعضاء كالخدم، و القوة المفكرة الباطنة كضياع المدينة، و العقل كالوزير المشفق الناصح، و الشهوة طالب أرزاق الخدم، و الغضب صاحب الشرطة، و هو عبد مكار خبيث يتمثل بصورة الناصح، و نصحه سم قاتل، و دأبه أبدا منازعة الوزير الناصح، و القوة المخيلة في مقدم الدماغ كالخازن، و القوة المفكرة في وسط الدماغ، و القوة الحافظة في آخر الدماغ، و القوة اللسان كالترجمان، و الحواس خمس جواسيس، و قد وكل كل واحد منهم بصنيع من الصناعات: فوكل العين بعالم الألوان، و السمع بعالن الصوات، و كذلك سائرها فإنها أصحاب الأخيار: ثم قيل: هي كالحجبة توصل إلى النفس ما تدركه، و قيل: إن السمع و البصر و الشم كالطاقات تنظر منها النفس فالقلب هو الملك فإذا صلح الراعي صلحت الرعية و إذا فسد فسدت الرعية، إنما يحصل صلاحه بسلامته من الأمراض الباطنة كالغل و الحقد و الحسد و الشح و البخل و الكبر و السخرية و الرياء و السمعة و المكر و الحرص و الطمع و عدم الرضى بالمقدور. عافانا الله منها و جعلنا ممن يأتيه بقلب سليم.

من قلب بغداد
02-17-2008, 10:09 AM
جُزيتِ خير الجزاء ..
و بارك الله بكِ فقط لأعلم أني لم أته عن الصواب مما جاء في ذهني
أريد توضيح بسيط لما جاء ههنا .. و جُزيتِ خيراً



و عن على رضي الله عنه قال: إياك و ما يسبق إلى القلوب إنكاره، و إن كان عندك اعتذاره، فرب سامع نكرا، لا تستطيع أن تسمعه عذرا

داليا السيد
02-17-2008, 03:43 PM
من قلب بغداد

عفوا لا أفهم قصدك ليتك تقومي بالتوضيح أكثر

نحن نحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم جميعهم و منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه

و أيضا نطيع الله و رسوله في اتباع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فجميعهم كانوا على الصراط المستقيم.

ليتك قمتي بالتوضيح أكثر و مجال المناقشة مفتوح إذا أردتي ذلك.....

من قلب بغداد
02-17-2008, 03:52 PM
فقط أردت توضيح للعبارة حتى أفهمها أختي الكريمة
لا أكثر و لا أقل .. :smile:
على كل حال لا بأس سأحاول البحث عن المعنى
جُزيتِ خيراً

أبو مُحمد
02-17-2008, 03:59 PM
السلام عليكم،
بارك الله فيك أختنا داليا.

حقا وأ،ا أيضا استوقفني ذلك القول ورددته كثيرا حتى ظننت الان انني فهمته.
ولربما أختي من قلب بغداد لو ربطتِ هذا القول بالحديث الذي سبقه لاتضحت الصورة اكثر.

وهي دعوة الى أن نحذر من قول "أو فعل ربما" يُفهم بشكل خاطيء ثم نلوم السامع على فهمه الخاطئ بدلا من أن نلوم انفسنا على عدم اختيار الالفاظ المباشرة الواضحة ... والله أعلم

طبعا القول شامل وأ،ا حاولت تلخيصه فقط.

داليا السيد
02-17-2008, 08:34 PM
السلام عليكم و رحمة الله

من قلب بغداد .. عفوا لم أفهم ذلك

معنى عبارة "و عن على رضي الله عنه قال: إياك و ما يسبق إلى القلوب إنكاره، و إن كان عندك اعتذاره، فرب سامع نكرا، لا تستطيع أن تسمعه عذرا."

العبارة بدايتها فيها تحذير من إنكار القلب لأول ما يعرض عليك الأمر بمعنى عدم الارتياح الأول بسبب انكار شيء ما ترى فيه عدم استقامة أو حتى شبهة - و هي في لفظ (إياك).

و إن كان عندك اعتذاره أي إن كان لديك عذرا لقبول هذا الأمل أو التمست لنفسك العذر لكي تتغاضى عن الانكار و عدم الارتياح أو تتناساه.

فرب سامع نكرا - أي رب وجود سامع أنكر تصرفك الذي أنكرته بقلبك في البداية ثم نسيته أو تغاضيت عنه.

لا تستطيع أن تسمعه عذرا - أي لا تستطيع أن تقدم له سبب تخطيك حاجز الانكار و فعلك الذي فيه شبهة أو فيه خطأ واضح.

و هو تحذير لكي لا يقوم المرء بإخماد قلبه و ضميره فيما ينكره من البداية و هو يعلم و في نفس الوقت يحاول أن يتحايل بالأعذار - و حتى إن فعلت و كنت تناسيت مراقبة الله تعالى فقد يكون هناك سامع أو فرد رأى فعلك هذا و أنكره و هو لا يعرف العذر الذي قدمته لنفسك و أنت في غنى عنه من الأصل- و بذلك تكون قد وقعت في التهم و هذا ما نهى عنه رسول الله ضلى الله عليه و سلم و حذر منه.

شوفي المعنى و إذا كان هناك شيء غير واضح قولي لي ....

أم ورقة
02-17-2008, 08:43 PM
بارك الله بكِ على هذه الفوائد و الشرح و التوضيح..

أبو مُحمد
02-17-2008, 08:45 PM
بارك الله فيك أخت داليا.

من قلب بغداد
02-22-2008, 05:18 PM
جُزيتِ خيراً أختي داليا وافٍ هو الشرح
يشابه ما أتى إلى ذهني لكني آثرتُ التأكد :smile:
بارك الله بك ..
و بارك المولى بك أخي ابو محمد