بسم الله الرحمن الرحيم


كنت أحترم هذه الاستاذة جداً و أعتبرها مثالاً في التربية و التعليم، و قد استفدت منها كثيراً،

الغريب ان باقي زميلاتي ما كنّ يرين ما ارى فيها،
بل كنّ يكرهنها ، و لا يطقنها، ما زلت لا استوعب لماذا


و لكن معلمتنا كانت من الذين يرومون الاتقان في العمل و كانت تحاول ان تعلمنا اياه
فهل هذا عيب؟
------------------------

انا لم اشتكِ منها مع ان الجميع كانوا يشتكون..
وهذا رأيي بها منذ البداية ، وقبل أن تعمل معي خدمة انسانية انقذتني بها
اذا يمكنني ان أقول هكذا

فلا يمكنني أن أنكر فضلها علي.. ابداً... بعد فضل الله عز و جل

حتى بعد ان تركت من عندها و بعدت و رحلت...

بقيت هذه المعلمة تسأل عنّي و ترسل لي مع قريبتي - التي صارت تدرس عندها -التحية ،

حتى اني اذكر انها كان لها فضل كبير علي، بعد فضل الله، بإنقاذي من مأزق في المادة
فآخر مادة أخذتها معها، كنت أمر بحالة صعبة، و ما عدت أطيق التركيز على المادة،
فقررت أن أهمل تقرير كان ينبغي أن نسلمه آخر الفصل،
و عليه 25% من العلامة النهائية،

مضى وقت التسليم و لم أسلم تقريري...

فاتصلت بي، و سألتني لماذا لم أسلم التقرير مع ان عليه نسبة عالية؟
قلت لها ، و كم هي علامتي الآن في المادة بدون التقرير؟ انها علامة ناجحة على المعدل..
اعذريني لا استطيع تسليم التقرير.. و لا بأس بعلامتي الآن كما هي.. ما دامت ناجحة

لم تقبل هي بهذا و أعطتني يوم اضافي و شجعتني ان اسهر على التقرير و أكتبه،
و في اليوم التالي سلمته لها.....
و الحمد لله هكذا ساعدتني في انقاذ وضعي الاكاديمي...

لا يمكنني ان أنسى جميلها و لا فضلها.........
. و ليس لأنها فعلت معي هذه الخدمة الانسانية فقط...
بل لأني دوماً كنت أراها مثال في التربية و التعليم و النصح و التوجيه...... و منذ البداية

----

أحيانا يجتمع الكثيرين ممن حولنا على "حب" شخص ما ولا نرى لذلك سببا مقنعا "على الاقل لنا" .
والعكس بالعكس .. فقد نرى الكثيرين ممن حولنا "يكرهون" شخصا ما ونحن لا نجد سببا لذلك .

وأما عن تجربة المعلمين فكما كتبته مررت به حرفيا فكنت الوحيد الذي يُعجب باتقان أحد المعلمين وأذكر كيف كان العرق يقطر من جبينه وهو يشرح الدرس وكان البقية يسخرون سرا بل ولا يطيقونه ... كان صارما نوعا ما ولكن أبدا هذا ليس مدعاة لأن نظلمه حقه بل ان بعض المراحل الدراسية تحتاج لمعلم أو أستاذ صارم .

حتى اننا "البعض منا طبعا" في بعض الاوقات كنا نتمنى أن يكون الاستاذ صارما حتى لا يعطينا لا نحن ولا غيرنا مجالا للتملص ولا يفتح مجالا للفوضى أيا كان نوعها.


ولا تنسي معلمتكِ بالدعاء فهذا أفضل ما تكافئينها به ... وأن تصليها قدر المستطاع أيضا وتُخبريها بكل نجاح تحققينه في حياتك وهذا أقل القليل في حق من علمنا وخاصة من علمنا اخلاصه منهم.

المعلم يقدم ويقدم ويظن الكثيرين انه آلة ولا يهمه مشاعر طلابه وتلامذته وان الامر على غير ذلك مع الكثيرين فالمعلم يشعر بطعم انجازه عندما يجد الاحترام من طلابه وعندما يجدهم قد ساروا في حياتهم بل ويتباهون بطلابهم أكثر من تباهيم بابنائهم من اصلابهم في بعض الاحيان ولقد رأيت بعضهم وكأنهم آباء في صدق تربيتهم وحرصهم على مصلحة الطالب .

التقينا أحدهم وكان معلما لأخي في البكالوريا وكان قد تقدم في العمر فعرفه أخي ولم يعرفه هو في الوهلة الاولى فسلم عليه وذكره بنفسه فتذكره واسترجعا بعضا من ذكريات الدراسة فسأل عن حال أخي وأين وصل فأخبره أخي بأنه درس الطب واليوم هو طبيب يمارس مهنته .. فاني رأيت دمعه على خده من فرحته وكأنه أحس بطعم لجهده ذاك وكأنه يرى انسانا أمامه يرى فيه ولو جزءا بسيطا هو مسؤول عنه بشكل أو بآخر .. فقلت سبحان الله ما أصدق هؤلاء ... نسأل الله أن يصلح حال معلمينا في هذا الزمان.

ولا تنسي معلمتكِ بالدعاء فهذا أفضل ما تكافئينها به ... وأن تصليها قدر المستطاع أيضا وتُخبريها بكل نجاح تحققينه في حياتك وهذا أقل القليل في حق من علمنا وخاصة من علمنا اخلاصه منهم.


ندعو لها بالخير
و منذ فترة عدت و التقيت بها و اهتمت بي كما كانت.. و اعطتني جزء من وقتها


جزاك الله خيراً على المشاركة النافعة

و نسأل الله ان يكثر من أمثال المعلمين و المعلمات الفضلاء و الفاضلات

وجزاكِ خيرا مثله ... ولعلنا أختي نتعلم منكِ الايجاز وايصال الكثير الكثير بقليل الكلمات.

حدث معي مثلما حدث معك ......
ولما ابتليت بنسيان مادّة ،قامت فاحتتضنتي وشجّعتني لأكتب ولو القليل مما أعرف....
فارتاحت نفسي وظننت بأنني سأتفوّق...
رسبت في المادة....
ولكن إلى الآن ما زال في البال حنو تلك المعلمة عليّ....
لا يفارق بالي...
أدعو الله أن يجعلها من أهل الجنّة والنّعيم...

آمين..

سبحان الله...

أختى هذا الكلام عندما كنتى بالجامعة ام بالثانوية ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله أنه لا يزال هنالك هكذا معلمين يقدرون دورهم ويقومون به على أكمل وجه ويعلمون أنهم أصحاب رسالة مهمة وعمل نبيل يبتغون به وجه الله عز وجل وينشرون العلم بين المسلمين...
من المعلمين من يهتم فقط بجمع راتبه آخر كل شهر ومنهم من ينشر الفساد والعياذ بالله ومنهم كأمثال المعلمة المذكورة من يكرس نفسه لمحاربة الجهل ويضحي لذلك الهدف فهؤلاء فعلا كما قال أخي العزيز أبا محمد من يستحقون الدعاء ولهم منا كل الاحترام مدى الحياة....