تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السياسة: ثقب أسود في وجه الحركات الاسلامية



فـاروق
02-14-2008, 09:45 PM
السياسة:



ثقب اسود في وجه الحركات الاسلامية


الثقب الاسود....السر الكبير الذي اذهل العلماء لسنين...ولا يزال...

يبتلع كل ما يقترب منه وان صح القول يعمل على تفتيته والغائه...فيمسي الموجود عدما و يكمل الكون مسيرته بعد ان فقد الامل من كوكبه "المغيّب" ويبدو ان الكواكب لا تتعلم ان لا تقترب من هذا الثقب مجددا.



وصف قد ينطبق بشكل كبير على اللعبة السياسية في عالمنا العربي والاسلامي...تلك اللعبة التي جرت وتجر اليها الحركات الاسلامية لتجد نفسها امام ثقب اسود مهول اعتقدت يوما انه مجال فسيح للحركة والمناورة!!



و يختلف ثقب السياسة الاسود عن نظيره الكوني بنقطتين اساسيتين:

أولا) ثقب السياسة يبتلع الحركة و يورث خيبة في النفوس ويأسا و يزرع الشوك في طريق من يؤسس لبناء جديد في حين ان الثقب الكوني لا يعنيه الا من يطرق بابه



ثانيا) ثقب السياسة غير معني بالمدة الزمنية...فالامور لا تقاس بالايام والاشهر وصبر السياسة طويل...وان بدا غير ذلك في احيان كثيرة.

وحين نتكلم عن السياسة فنحن نتكلم عن واقعنا اليوم ولا يعنينا التنظير الفلسفي لدور السياسة واهميتها من عدمه.



فالحركات الاسلامية تعاني حصارا شديدا وتجفيفا للمنابع وحملات اعلامية تهدف الى تشويه صورتها والتركيز على زلاتها...فضلا عن استثمار الفوضى الامنية في انحاء العالم العربي لتنفيذ عمليات اجرامية تحت شعارات اسلامية لا يعلم الا الله من يقف وراءها.



تلك الحركات لربما وجدت في "الديمقراطية" مساحة من الحرية تمكنها من لملمة شعثها و فرصة لترويض الهجمات عليها وقد يكبر حلمها لكي ترى في السياسة ملاذا آمنا من اعين المتربصين. كل هذا وهي لا تفتأ تردد: نحن لا نغير مبادئنا.



وغفلت الحركات الاسلامية ان السياسة لا تريد انفراط عقدها بسرعة ولا تغيير ايدولوجياتها بسرعة انما هو التنازل تلو الاخر...ولا مانع من ان يصور ذلك اعلاميا على انه مناورات ذكية من قبل الحركة الاسلامية!



وتماما كالكواكب...لا تتعلم الحركات الاسلامية من تجارب نظيراتها السابقة...وما تجربة الحركة الاسلامية في الجزائر ببعيدة عنا لكي ننساها....وها هو فوز حماس ثم حصارها دليل جديد على ان السياسة تقبل التنازلات من الاسلاميين ولا تقبل ان تعطيهم كرسي قرار رغم كونه في حد ذاته خسارة.



ذاك أن مجرد دخول الحركات الاسلامية ضمن دائرة الجذب السياسية يمثل قبولها بالاستفتاء على مبادئها...وحينها سيكون الشعب من يقرر اذا كان يرضى بالله ربا ام لا !!! وكفى بهذا نصرا عزيزا للسياسة واهلها.



لم يذكر التاريخ ان احد العلماء ولج الى اعماق الثقب الكوني واخبرنا بما فيه من ايجابيات او اطلعنا على كيفية عمله بما فيها من مساوئ وايجابيات. وبالتالي على الحركات الاسلامية ومنظريها ان يقيموا التجربة السياسية من خارجها بحيث ينظر اليها بأطر عامة وبمبادئ واضحة دون الغوص في تفصيلاتها الداخلية الضيقة والخروج بفائدة من هنا او مصلحة من هناك.



وكما ان الثقب الكوني لا يميز بين كوكب وآخر...فإن السياسة اليوم لا تلتفت كثيرا الى كون الحركة الاسلامية جهادية ام "معتدلة"، ففي كلا الحالتين ستخسر الحركة ما بقي لها من ارث مؤسسيها و من بريق تضحيات رعيلها الاول. قد تقوم اللعبة السياسية على دغدغة فريق على حساب آخر...كأن يتم الترويج للحركات المعتدلة ومدها ببعض فتات اعلامي وسلطوي ولكن هذا لا يعدو كونه ترتيب اولويات وليمة الغداء...وهل هناك الذ من الحركات الاسلامية على موائد (مذابح) السياسة الدولية؟!



وقبل ان ندخل في التفاصيل و نضيء على تجارب الحركات الاسلامية مع السياسة لا بد لنا من طرح أسئلة مهمة:

اذا كان من غير الممكن لتلك النيازك ان تتجنب الثقب الكوني الاسود...فهل يمكن للحركات الاسلامية اليوم في ظل الضغوط الراهنة ان تفر من مخالب السياسة؟

اليس جليا ان هذه الحركات يتم دفعها بالقوة الى الخيار السياسي بحيث يتم سحب جميع الاوراق من يدها؟ واذا كان الحال كذلك اليس ذلك مؤشرا على ما تحمله السياسة من خبايا؟


------


فاروق... آذار 2007 (كان يفترض ان تكون هناك تتمة...واليوم قررت ان اخرجه الى العلن)

أبو مُحمد
02-15-2008, 12:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لست بمقام التقييم ولكني أرى حقا انك وُفقت في اختيار العنوان فهو يُلخص الامر برمته.

من هناك
02-15-2008, 04:50 AM
جزاك الله خيراً اخي فاروق وقد وفقت في إختيار العنوان والموضوع وننتظر التتمة.

لكن هناك نقطة مهمة جداً وهي ان الثقب الأسود كان نجماً تدور حوله الكواكب والسياسة ليست محوراً للحركات في الماضي.

اظن ان التشبيه الأفضل قد يكون الدوامة التي يحوم السابحون حولها ويظنون انها الموجة الرائعة للركمجة ثم يهوون إلى قاعها وبما انهم يهوون بسرعة فهم يظنون انهم قد ركبوا الموجة الصحيحة فعلاً ولا يحسون انهم يهوون إلى ان تبتلعهم الماء وعندها ....

يكون القدر اسبق من التقدير

فـاروق
02-15-2008, 11:24 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

بارك الله بكم على المرور...

نقطتك مهمة اخي بلال...ولكني التوصيف هو للوضع الراهن....كما ان الكواكب لا تدور حول الثقب الاسود ابتداء حسبما اعرف...

على كل انا انتظر مساهماتكم والاخوة في اكمال هذا الموضوع ان كان هناك حاجة..فبرأيي المتواضع ان هذه نقطة مهمةةيجب التنبيه اليها.... خاصة هذه النقطة:
"على الحركات الاسلامية ومنظريها ان يقيموا التجربة السياسية من خارجها بحيث ينظر اليها بأطر عامة وبمبادئ واضحة دون الغوص في تفصيلاتها الداخلية الضيقة والخروج بفائدة من هنا او مصلحة من هناك."

عزام
02-15-2008, 11:59 AM
نقطتك مهمة اخي بلال...ولكني التوصيف هو للوضع الراهن....كما ان الكواكب لا تدور حول الثقب الاسود ابتداء حسبما اعرف...
."
الثقب الاسود في الاساس هو نجم ينطفىء تدريجيا ويتقلص حجمه تحت وطاة الجاذبية الداخلية حتى يصبح ما يسمى بالقزم الابيض وبعدها ينهار تماما ليصبح ثقبا اسود يجتذب كل ما يمر حوله حتى الضوء ولذا سمي ثقبا اسود. ولما كانت الشمس نجما فلا شيء يمنع من كون بعض الكواكب كانت تدور حول الثقب الاسود قبل ان ينكمش..
قرات ايضا في الموسوعة ان الارض كي تتحول الى ثقب اسود عليها ان تصبح في حجم كرة البينغ بونغ وتحافظ على وزنها الاصلي.
بالعودة الى موضوعك.. لا ادري ماذا اقول.. لربما من الافضل ان نشكل لوبي اسلاميا متجانسا من ان نشكل حزبا اسلاميا.

وداد
02-15-2008, 02:06 PM
بداية اعتذر منكم على اسلوبي الركيك نوعا ما لانني ضعيفة في ادبيات الكتابة ولكن ارجوا ان تصل فكرتي وهي فكرة شخص ملاحظ لا متمرس بالسياسة وهذا لا يعني انها صواب..





وتماما كالكواكب...لا تتعلم الحركات الاسلامية من تجارب نظيراتها السابقة...وما تجربة الحركة الاسلامية في الجزائر ببعيدة عنا لكي ننساها....وها هو فوز حماس ثم حصارها دليل جديد على ان السياسة تقبل التنازلات من الاسلاميين ولا تقبل ان تعطيهم كرسي قرار رغم كونه في حد ذاته خسارة.



موفق ان شاء الله أخ فاروق بما كتبته ونرجوا الاستمرار بارك الله بك فكأنك وضعت يدك على الجرح.....وانا اتفق معك في اغلب ما قلته لكن ربما أشير الى تجربة حماس التي ذكرتها اشارة صغيرة وسأعود اليها فيما بعد..وهي ان حماس وهي الحركة **الاخوانية تعريفا** خسرت شعبيتها لانها دخلت مسرح السلطة و تقوقعت في سراديب السلطة وهو الاسم المستهلك شعبياوليس فقط لانها دخلت الثقب الأسود ...اما الحركات الاسلامية السابقة**ومثال على ذلك الجبهة الاسلامية للانقاذ** فقد فشلت ليس لأنها هادنت السلطة بل بالعكس اجبرت على الصدام وارتكبت أخطاء فادحة في الهيكلة والتنظيم وتحديد الهدف وهذا ما سأتحدث فيه فيما بعد ان شاء الله بابراز نموذج ثلاث احزاب سياسية اشتركت في بعض الخطوط قبل دخول الثقب الأسود واختلفت تماما بعده
واسمحولي بداية للتذكير بمشوار الحركات الاسلامية عندنا بالجزائر كما أراه انا **يعني نظرة خاصة وهذا لا يعني انها صائبة*** وسأقسمه الى جزء أول وهو مشوار الحركات الاسلامية قبل 1989 او قبل مرحلة التسييس** الثقب الأسود ** وجزء ثاني وهو نهج الحركات الاسلامية بعد التسييس ...
عذرا سأعود للموضوع لاحقا لأني مجبرة على المغادرة الآن...

فـاروق
02-15-2008, 02:11 PM
اهلا بالدكتورة....رايك يشرفنا...

وانا بالفعل اتطلع لان اقرأ ردك المقبل..فانت من اهل البلد ولا شك ان نظرتك فيها من الافادة الشيء الكثير...خاصة طريقة التقسيم لمراحل الحركة الاسلامية في الجزائر...فجزاك الله خيرا

وملاحظة صغيرة خبذا لو تمرين عليها خلال تحليلك: الكلام عن السياسة في المقال اعلاه لا يفيد حتما المهادنة بقدر ما يفيد القبول بدخول اللعبة ابتداء....اما ما سيلي ذلك فهو اما مهادنة او صدام...وحماس جربت الامرين معا...ولعل تجربتها غنية لكل باحث...

لن اضيف...وانتظر ردك ان شاء الله

وداد
02-15-2008, 05:15 PM
أخي فاروق انا أردت أن أقسم الموضوع الى جزئين وفقا لمقالك...وباعتبارها المرحلة الفاصلة بين مسار الحركات الاسلامية داخل لعبة السياسة وخارجها ومبدأ قبولهم بها...ولعل خير ما وضحت به هو قولك أن ثقب السياسة **يبتلع**هو حقا ابتلاع وأظن برأيي أن الحركات الإسلامية لم يكن لها ان تختار فعليا في القبول بدخول الثقب من عدمه في خضم الأحداث المتسارعة أنذاك رغم ان بعضها كان له بعض من الحنكة السياسية في فهم منطق السلطة وجربت العمل لسنوات خارج الفلك السياسي او الحزبي...
وأظن مثلا بما انك تحدثت عن حماس كمثال ان الشيخ نحناح ببداية التعددية الحزبية اين اصبح الكل يتحدث عن السياسة رفض مبدأ الحزبية وركز عن الاصلاحية لكنه سرعان ما تنازل عن ذلك في خضم الحركية السياسية **البالوعة***وأسس حركته السياسية **حركة المجتمع الإسلامي** وربما مثله ان لم أخطأ الشيخ جاب الله ...
عموما انا قلت لكم ربما انه عندي مشكلة بالتعبير واساليب الكتابة لذا أمهلوني بعض الوقت لأستطيع كتابة وترتيب الأفكار حتى تصل فكرتي اليكم..وكما قلت هي نظرة ملاحظ لا عارف والله بيعين

هنا الحقيقه
02-15-2008, 05:31 PM
يبارك بك اخي فاروق فعلا موضوع ربما انتظر طويلا ليختمر وياتي اوانه
نعم اخي موضوعك يمس الواقع
وسوف اتابع معك ما تكتبه واتمنى ان تركز على اسباب انصهار الحركة الاسلامية في اللعبة السياسية التي ما ان تدخل فلا خروج منها


متابع ان شاء الله تعالى وفقك الله تعالى

وداد
02-16-2008, 08:58 PM
أريد ان اقسم مسار الحركة الاسلامية الى جزءان يعني قبل اقرار التعددية الحزبية سنة 1989 وبعدها مع التطرق الى المرحلة الفاصلة بينهما وهو دخول هذه الحركة معترك السياسة واهم العوامل التي دفعت لذلك........

طبعا أنا لم أعايش هذه الفترة بل عايشت فترة ما بعد 1989 او بعد احداث اكتوبر 1988 التي محصت التيارات المختلفة في الجزائر لكن ساحاول ان اسرد هذه الفترة بما قرأته وعرفته عنها مع بعض من التحليل الذاتي للأحداث رغم ان الاحداث كثيرة ولا يسعني ذكرها كلها واكتفيت بالأهم وبذكر الشخصيات الأكثر تأثيرا في المرحلة التي تليها والتي سأذكرها كنماذج دخلت في اطار الحركة السياسية ولمن أراد أن يستزيد فيمكنه البحث عبر الانترنت ..

إذا أردنا ان نسرد تاريخ الحركة الإسلامية في الجزائر قبل 1989اي اقرار التعددية السياسية دستوريا ودخول الحركات الإسلامية الثقب الاسود فيمكننا أن نقسمها الى مراحل…
مرحلة ما قبل الاستقلال..و.وقد بدأ بذور الحركة الإسلامية في الجزائر موازية لظهور الحركة الوطنية في عهد الإستعمار وهي حركة إصلاحية حمل رايتها مجموعة من المفكرين والمشايخ والأئمة الذين درس الكثير منهم في المشرق ولعل أبرزهم هؤلاء المفكر مالك بن نبي الذي أراد أن يرسي الصحوة الفكرية الإسلامية النخبوية ومن ثم الشعبية وجمعية العلماء المسلمين التي أسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ الإبراهيمي وغيرهم والتي تخرج منها كثير من القيادات الإسلامية وبعض من التنظيمات بعد الاستقلال..تميزت الحركة الإسلامية أنذاك بكونها حركة اصلاحية توعوية
بعد الإستقلال سنة 1962 وباتخاذ الجزائر لنظام الاشتراكية أساسا للحكم والأحادية الحزبية المتمثلة في جبهة التحرير الوطني والشرعية الثورية أساس للنظام وفي ظل هكذا نظام لم يجد رائدوا الحركة الإسلامية وقتها الا طريقان اما العمل ضمن النظام عن طريق جمعيات معروفة مثل جمعية العلماء المسلمين واما العمل السري…و رغم ان كثير من القياديين والإسلاميين وقتها حاولت تأسيس جمعيات لعل أهمها جمعية القيم التي كان من بين مؤسسيها المعروفين حاليا الشيخ عباسي مدني وكثير من المفكرين والشيوخ سنة 1963 اي بعد الاستقلال بأشهر لكن سرعان ما وقعت بصدام مع السلطة نظرا لمطالبها و نظرا لطبيعة النظام أنذاك ***بعدما ارسلت الجمعية رسالة الى عبد الناصر بمصر تطالبه بالإفراج عن مسجوني الإخوان*** وبعدها سجن من سجن وتوقف من توقف ودخل من دخل تحت أطار العمل النظامي… و أذكر ايضا تنظيم الموحدون التي أسسها الشيخ محفوظ نحناح ورفقاؤه اواسط السبعينيات والذي سرعان ما اصطدم ايضا بنظام الرئيس بومدين وسجن هو ايضا مع رفيقه الشيخ بوسليماني رحمه الله… بالإضافة لتنظيمات الأخرى ..كتيار الجزأرة بزعامة الشيخ أحمد سحنون وغيره…

إذا نلاحظ ان هذه الفترة كانت فترة عدم استقرار وفترة صدام مع النظام**الاشتراكي** لكن ما ميزها هو محاولة هذه الحركات ان تجد نفسها عبر الواقع وان توجه وتنتقد النظام القائم وقتها ومواجهة التيارات الأخرى دون نضوج فكرة الوصول على الحكم عندها…والحقيقة ان فترة العمل السري و الصدام مع السلطة وزج القيادات الإسلامية بالسجون لم تنته حتى فترة أواسط الثمانينات اين ظهر المفهوم الإصلاحي وبوادر الانفتاح عند الرئيس الشاذلي بن جديد وحيث قام باجراءات العفو واعطاء جانب للحرية وفتح الجامعات امام التوجهات الفكرية المختلفة وحقيقة ان النظام وقتها أي من أوائل الى أواسط الثمانينات كان يحتاج لمهادنة الاسلاميين نوعا ما لمواجهة المد الشيوعي والتيارات الأخرى الذي أخذ في غزو الجامعات…وهنا أشير أن النظام في الجزائر لم يهادن الحركة الإسلامية الا في الحالات التي احتاج اليها**أي مصلحة ولعل أهم هذه المصالح واسميه الاستغلال هو ما حصل بالثمانينات بايجاد تيار يقف في وجه التيارات الفكرية الأخرى وأهمها التيار الشيوعي كما ذكرت وضربها بالتيار الإسلامي**تميز بفتح الجامعات امام أفكار التيار الاسلامي وفتح المساجد واجراءات العفو** وذلك هو ما حدث ايضا مع تجربة الإخوان بالسبعينات اين تم الافراج عن مسجوني الاخوان ومنحهم حدا من الحرية وصلت الى دخولهم البرلمان ..أو مصلحة أخرى وهي السعي لتعطيل الحركات الإسلامية الأخرى التي تسميها بالحركات الأصولية أو المتطرفة عبر ابراز النموذج الإسلامي المعتدل والقابل للتعايش مع النظام طبعا دون السماح له بالحكم أو بتقويض هذه الحركة شعبيا عبر اغرائها وتمنيتها بمكاسب والمشاركة ولو صوريا مع النظام دون المشاركة بالحكم الفعلي واجبارها على تقديم تنازلات وهو المنطق الذي لا يغفر شعبيا ***طبعا تعرفون ان الشعوب العربية غالبا مع من يعارض النظام حتى وان لم يساند المعارضة فما بالك ان كانت حركة اسلامية** ..وأظن ان المصلحة الأولى والثاني هي التي حدثت مع حماس خلال مسارها السياسي وهو الإستغلال السياسي من طرف السلطة….
ومع ان الفكرالإخواني كان موجودا بالفعل من الستينيات عند قادة حركات مختلفة الا أنه ابتداءا من اواسط السبعينات بدأت الانطلاقة الفعلية للمد الإخواني وبدأ الفكرالسياسي للإخوان كتنظيم بالوصول الى الجزائر وانتشار الصحوة الإسلامية في اوساط المجتمع والشباب**قراءة مؤلفات.. انتشار الحجاب...ارتياد المساجد...الخ*** وهذا بتدخل عدة عوامل أهمها هو حركة الانفتاح على الشرق ودخول كتب ومؤلفات الشيخ حسن البنا وسيد قطب وغيرهم من قيادات الإخوان عبر الوافدين للجزائر من المشرق وتبني القيادات الإسلامية وقتها لهذا الفكر كالشيخ محفوظ نحناح وبوسليماني رحمه الله وغيرهم وظهور بعض القيادات الجديدة كالشيخ عبد الله جاب الله الذين قاموا بالإتصال بنظرائهم في مصر خصوصا وسوريا**واشير هنا الى ان بعض القيادات تبنت الفكر الإخواني لكنها فضلت عدم التنسيق مع الاخوان في البلدان الأخرى وجعل التيار محلي** وظهور أواخر السبعينات مع وصول الشاذلي بن جديد الى الحكم انفتاح نسبي تجلى في فتح الجامعات امام الفكر الإسلامي الإخواني**تداخلت فيه مصلحة النظام*** وفتح المساجد أمام الحلقات والتنظيم الشبابي خصوصا مع اواسط الثمانينات ودخل هذا التيار او الفكر مرحلة الانتشار الشعبي ووقف النظام يراقب هذا المد عن كثب مع تواصل بعض الاعتقالات ...وفي سنة 1982 كان اول تحرك فعلي للتيار الإسلامي حيث نظم تجمع شعبي حاشد بالجامعة دعى اليه رموز من الحركة اسلامية ابرزهم عباسي مدني واحمد سحنون وتم توجيه رسالة الى النظام بوقف الاعتقالات ومطالبتها بالوقوف ضد التغريب والحكم بالشرع وهذا ما لم يستستغه النظام فاعتقل من اعتقل وسجن من سجن فيما عرف أنذاك باحدااث الجامعة المركزية... وهي الفترة التي برزت فيها فكرة الحكم الإسلامي لدى القيادات الإسلامية وظهرت أفكار ضرورة تغيير النظام عبر جماعات مختلفة تعمل في السر تمخضت عنها قيام مصطفة بويعلي بتأسيس نظام مسلح عرف بالحركة الاسلامية المسلحة و اراد بويعلي البحث عن الشرعية الجهادية من قادة الحركة الاسلامية الذي اتهموا وسجنوا وتمت المواجهة المسلحة بين هذه الحركة المسلحة وقضي عليها نهائيا سنة 1987
أما عن التيار السلفي فأظن ان التيار السلفي لم ينتشر فعليا الا بالثمانينات رغم انه كان موجودا حيث وقفت الحركة الاسلامية الى جانب المجاهدين في افغانستان ووصلت أشرطة الشيخ عبد الله عزام رحمه الله في المساجد وغيرها وتم تجنيد الكثير من الشباب للجهاد فيس افغانستان وبلغ ذروت انتشاره عندما عاد هؤلاء الشباب محملين بأفكار السلفية وعندما بدأت تصل كتب الألباني وغيره من شيوخ السلفية الى الجزائر عن طريق كثير من الشباب وعلى راسهم الشيخ علي بلحاج وانظم اليه بعض القيادات كعباسي مدني الذي كان اخوانيا بالاصل وغيره
قدمت الآن جزءا من مسار الحركة الإسلامية على ان احاول اكمال الجزئين الباقيين قريبا ان شاء الله

فـاروق
02-16-2008, 09:35 PM
متباعون....ونعلق لاحقا...نقاط مهمة مرت خلال هذا الرد المختصر

جزاك الله خيرا

من هناك
02-16-2008, 11:33 PM
اختي وداد
تابعي بارك الله بك. انا قرأت في الماضي ان احداث الجامعة المركزية كانت بسب موجة ضخمة جداً من الإعتقالات وان السلفية قد انتشرت عن طريق المغرب قبل عودة الأفغان

وداد
02-17-2008, 06:09 AM
أخي فاروق اذا كان فيه نقاط للتعليق على هذه الفترة فأرجوا ان تفعلوا حتى نبحث فيها ان شاء الله لأني أكيد ليس عندي كل الحقيقة ونحن انما هنا لنستفيد مما عندكم....
أخب بلال جزاك الله خير عن هذه المعلومة وسأبحث فيها لكن ما أعلمه انا وما قلته هو انا الفكر السلفي كان موجودا قبل ذلك بكثير اين تراوحت الافكر الاخوانية والسلفية عند القيادات الإسلامية لكن التيار السلفي كتيار معاصر بمفهومه بد او كشبه تنظيم بدأ فعليا مع مطلع الثمانينات وهذا ما ذكرته وساعد في ذلك ظروف دولية كاحتلال افغانستان واخرى عبر الطلبة الذين شدوا الرحال للدراسة بالمملكة والوافدين منها محملين بالفكر السلفي ومؤلفات المشايخ والعلماء ..وربما ايضا كما ذكرته من المغرب....اما بخصوص احداث الجامعة المركزية فعندما استلم الشاذلي بن جديد الحكم ونشر شعار الاصلاح قام بجراءات عفو من جهة وفعلا تم العفو عن العديد من القيادات الاسلامية من بينهم نحناح وبوسليماني لكن ما لبثت ان عادت الاعتقالات من جديد بسبب ظهور بوادر فكرة الحكم الإسلامي كنظام عبر التغيير عند بعض القياديين و الإسلاميين والجماعات وتخوف النظام منها ومنه كانت المناداة الى تجمع الجامعة الذي كان اول تحرك فعلي جماهيري للاسلاميين الأمر الذي لم يستسغه النظام فحدث ما حدث.......واشير انه في هذه الفترة ايضا بدأت الخلافات بين مختلف التيارات الإسلامية نفسها شارك فيسها حتى ظروف دولية كالثورة الاسلامية الايرانية حيث تشيع بعض الاخوان وعارض التيار السلفي في الجزائر ذلك وظهرت انشقاقات في النهج الذي ستتخذه الحركة الإسلامية بين الإخوان والسلفيين واخرى كتيار الجزأرة وحتى بين الإخوان انفسهم......

nawwar
02-17-2008, 03:52 PM
بارك الله بكِ......
متابعون ......
وقد كان لدي تسؤلات ،أجبتِ فيها _بفضل الله_ من تلقاء نفسك ،في المشاركة الأخيرة...

فـاروق
02-17-2008, 04:34 PM
اختي وداد...

اكملي بارك الله بك...هي نقاط مهمة يجب الاضاءة عليها وليس اعتراضا...

ننتظر التكملة

من هناك
02-17-2008, 11:13 PM
جزاك الله خيراً اختي وداد ولشد ما نحن بحاجة إلى رؤية اخرى لما حدث في الجزائر والحمد لله رزقنا الله من يعطينا هذه الوجهة النظر مجاناً :)