منير الليل
06-17-2003, 12:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المطوية هدية من رابطة الطلاب المسلمين، لأحد الاخوة جزاهم الله خيرا، ووصلت الى يدينا والحمد لله الذي وفقنا لنشرها...
لتحميلها تجدوها في موقعنا
كلام من القلب
الغاية
الأستاذ عمرو خالد
شبكة مجاهد مسلم الإسلامية الدعوية
www.geocities.com/moujahedmouslem
بيروت ـ لبنان
دار إقرأ
سوريا دمشق
هذه السلسلة ليست كلمات تكتب لتحشر في العقول لكنها نتاج حواري نابض بين الداعية الإسلامي الأستاذ عمرو خالد وعدد من الشباب في حديث مفتوح أصدق تعبير عنه أنه
" حوارمن القلب"
أردنا أن ننقلها إليكم حية نابضة. حاولنا جاهدين أن نحافظ على أن تكون سهلة بسيطة قريبة من كلمات أصحابها بلا تكلف أو تقصير.
وبالله لا تنسونا من صالح دعائكم.
في هذه الرسالة
ما هي غايتك في الحياة؟
لا تهوّن من قدر نفسك فأنت غاليا عند الله؟
نماذج من الشباب لهم غاية.
ما الأسباب التي تجعل الشباب لا يحس بالمسئولية؟
حكايتهم بألسنتهم.
أجمل شيء في الدنيا أن يكون لك غاية.
انظر ماذا تريد؟
إهداء
الى العاقلين..
قلوبهم هائمة في حبّه..
وعقولهم مرتبطة بجلاله..
وأرجلهم على الطريق تسير..
ونور الحق يلوح في الأفق
فيهديهم سواء السبيل..
لا يلتفتون عن غايتهم أبدا.. الله
حديثنا عن الغاية:
والسؤال.. ما هي غايتك في الحياة؟ وما هي أهدافك؟
الحقيقة أيها الأخوة أن هناك أناسا كثيرون وخاصة من الشباب لا يعلمون ماذا يريدون في هذه الحياة ولسان حالهم يقول " نعيش ونأكل ونشرب ونتزو ج وتمر الحياة..
واليوم نتكلم عن هذا الموضوع، هل يصحّ ان تعيش حياتك هكذا دون غاية؟ أم أنه يجب أن تكون لك أهداف وغايات واضحة في حياتك، دعوني أتكلم معكم بصراحة.
.. موضوع اليوم موجه بشدة وعلى وجه الخصوص الى الشباب لماذا؟ لأن الكبار يفترض بهم أنهم قد حددوا أهدافهم في الحياة.. اما الشباب فهم المعنيون بهذا الأمر ما هي أهدافك في الحياة؟؟ وما حمكة وجودك في هذه الدنيا؟!
يجب أن تعلم أن أغلى شيء في عمرك هو شبابك وأنها أجمل مرحلة في حياتك.. فالطفولة صحة ليس فيها عقل.. والكهولة حكمة ليس فيها شباب.. أما من يملك الصحة والعقل الناضج هم الشباب.
لذك فليس بغريب اهتمام الاسلام بالشباب واهتمام النبي بالشباب حيث يقول:" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع.. عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به" رواه الترمذي.
لاحظ.. سوف تسأل عن عمرك لحظة بلحظة. ساعة كذا يوم كذا وساعة كذا يوم كذا وما أصعب السؤال.. تخيل من عاش عمره كله بلا هدف وبلا هوية. ولكن تخيل انك بعد أن تسأل عن عمرك بشكل عام تسأل عن شبابك على وجه الخصوص.
ربما تقول.. ألم أسأل عن عمري كله كله فما الداعي أن أسأل عن شبابي مرة أخرى؟ نعم.. ذلك لأنه أهم مرحلة في حياتك.
لذلك نجد ان القرآن قد اهتم بالشباب اهتماما غير عادي فتجد مثلا أن نواميس الكون قد غيّرها الله من أجل ستة أو سبعة شباب، تخيل!! تتغير نواميس الكون من أجل بعض الشباب؟! نعم يحكي الله تبارك وتعالى عن أهل الكهف فيقول{ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى* وربطنا على قلوبهم} [ الكهف: 13-14].
فتية: يعني ستة عشر أو سبعة عشر سنة، تتغير لهم نواميس الكون { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه} [ الكهف:17].
أي: حفظهم الله من الشكس، فيسّر لهم غارا إذا طلعت الشمس، تميل عنه يمينا، وعند غروبها تميل عنه شمالا، فلا ينالهم حرها فتفسد أبدانهم بها خصوصا مع طول المكث.. وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته..
وهذا إبراهيم عليه السلام شاب آخر تتغير نواميس الكون من أجله فيرمى في النار وهو ابن 16 سنة { قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} [ الأنبياء: 69].
أقول هذا الكلام حتى تعلم أيها الشاب..
أن هناك شبابا غاليا عند الله.. فلا تهوّن من قدر نفسك كشاب، وإنه من العيب ألا يكون لك أهداف في الدنيا.. سل نفسك دائما ما هي أهدافي في الحياة؟
لماذا أعيش في هذه الدنيا؟. هل لآكل وأشرب وأموت فحسب. هل هذا معقول؟ هل تعيش ولا تعلم لماذا تعيش؟
خرجت من المدرسة بمجموع كذا ثم التحقت بكلية كذا ثم تخرجت ثم عملت في المكان الفلاني وكسبت من المال ما كسبت ثم تزوجت وأنجبت ثم مت.. هل هذا معقول؟!!
انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" صدقني الشباب وكذبني الشيوخ" وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا أن هذا الإسلام الذي يعمّ الكون قد قام على أكتاف الشباب..
وانظر معي الى هذه النماذج:
• علي بن أبي طالب.. ينام في سرير النبي ليلة الهجرة وعمره 20 سنة ـ رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصلح لهذه المهمة فأعطاه إياها.
• أسماء بنت أبي بكر.. تحمل الطعام الى النبي صلى الله عليه وسلم فب الغار وتقوم بدور كبير في الهجرة وعمرها 23 سنة.
• معاذ بن جبل.. يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن .. كم عمرك يا معاذ؟ عشرون سنة.
ما هذا؟!! ما أريد قوله بهذه الأمثلة أيها الشباب..
إنك غال جدا. جدا. جدا فلماذا تقلل من قدر نفسك وتعيش بدون أهداف؟!!
لماذا أقول هذا الكلام أيها الاخوة؟!
لأنني أرى أن مجتمعاتنا تعاني من شباب بلا أهداف، فكل يوم ينشأ مقهى جديدا، وتعد المقاهي أكثر المشاريع رواجا، لماذا؟ لأن الشباب يجلس عليها بالساعات ـ أمر بسيارتي أحيانا فأجد على بعض المقاهي شبابا في عمر الزهور ولكن للأسف إما جالس يلعب " دومنة" أو "يشرب الشيشة" أو شارد في لا شيء.
وأأسى لحال فتيات كل همّها في الحياة ما هو آخر أنواع المكياج، وفلانة اشترت كذا، وأريد أن أسافر الى الخارج لأشتري ملابس..
هل هذا معقول؟!!
هل يعقل ان تكون فتاة كل همها في الحياة أنها جميلة أم لا؟! وهل يعقل أن يكون هناك شاب كل عنايته أن يعجب فلانة؟ رأيت هذه النماذج للأسف.. شباب بلا طموح.
.. يعتمد على أهله في مأكله ومشربه ولا يحاول أن يصنع لنفسه مستقبلا.. وبنات كل غايتها أن تتزوج وبسرعة، ولماذا؟ لأن كل البنات يتزوجن، وتستمر الحياة بهذا الشكل.
لا يمكن أن نعيش في هذا الفراغ أيها الشباب، لا يمكن بذلك أن نبني مجتمعا.
هل تعلم.. أن علماء الاجتماع يستطيعون أن يقيسوا قدرة المجتمعات على الاستمرار والنمو ويمكن أن يحددوا شكل المجتمع بعد عدد من السنين وبعد كم سنة يمكن أن ينهار هذا المجتمع ، فماذا يفعل هؤلاء العلماء؟!
.. إنهم يدرّسون أحوال الشباب واهتماماتهم، فإذا وجدوا شبابا بلا هوية وبلا أهداف فيعلمون أن هذا المجتمع سوف يسقط بعد كذا سنة وتكون حساباتهم دقيقة.
هذا الكلام إنه تحليل علماء الاجتماع لاهتمامات وأحوال الشباب في المجتمع الغربيّ..
وساحكي لكم قصة طريفة في هذا المعنى
فقد ظل المسلمون في الأندلس ثمانية قرون، ملأوا خلالها الأرض حضارة وعلما ودينا، ولم يكن البرتغاليون راضين عن وجود المسلمين في الأندلس ويريدون طردهم الى المغرب العربي، فماذا يفعلون؟ بدأ البرتغاليون في دراسة اهتمامات الشباب المسلم في الأندلس وبدأوا يرسلون الجواسيس داخل الأندلس لهذا الغرض، وذات يوم دخل بعض هؤلاء الجواسيس على مجموع من الشباب فوجدوا مشادة بين شابين، ففرحوا وذهبوا ليتحققوا من الأمر، فوجدوهما يختلفان حول ترتيب حديث في صحيح البخاري، فرجعوا وقالوا.. لا تسقط هذه الأمة الآن، ومرت السنين وعاد الجواسيس مرة أخرى فوجدوا الشباب ما زال يتكلم في قضايا العلم والدين، فعادوا خائبين مرة أخرى ـ وبعد سنتين عادوا مرة ثالثة فوجدوا شابا يبكي فسألوه ماذا يبكيك؟ قال لقد تركتني رفيقتي ـ فعاد الجواسيس وقالوا.. الان يمكنكم أن تنصروا على المسلمين وبالفعل سقط المسلمون وطردوا من الأندلس بنتهى البساطة وبعدها بخمسة وعشرين سنة كان كل شيء قد انتهى ولم يعد للأندلس ذكر.. القضية أيها الشباب هي الغاية والهدف
هل لك هدف في الحياة أم لا؟؟
ما الأسباب التي تجعل الشاب لا يحس بالمسئولية أو لا يريد أن يتحملها؟!
** لدينا مجموعة نقاط محددة ترونها سببا لعدم وجود أهداف في الحياة ذكرتموها أنتم وهي..
.. ضعف الهمة، وفقدان الثقة في النفس، وغياب القدوة، وفقدان الطموح بسبب الوساطة..
ولكن في الحقيقة لي تعليق.. فكل هذه الأسباب لا يصح أن تكون مبررات تريح ضمير أي شاب من الشباب يبرر بها حياته دون أهداف أو طموح.
انظر الى شخص مثل ابراهيم بن أدهم وكان من كبار الزهاد وقد كان في بداية حياته شابا مدللا مرفّها يقول في أحد الأيام كنت أركب فرسي وأطارد غزالا في الطريق فإذا برجل عجوز يأخذ بلجام فرسي وينظر اليّ ويقول: يا ابراهيم.. ألهذا خلقت؟ أن بهذا أمرت؟ّ أي هل خلقت للعب والمرح؟!
لذلك أيها الشباب فما ذكرتموه من أسباب لا يمكن ان يكون مبررا لحياة بلا هدف.. فالأهداف في الحياة قضية أساسية تكون أو لا تكون وهذا جعلني أطرح هذا السؤال من جديد..
لماذا خلقنا؟ هل خلقنا لنأكل ونشرب ونتزوج وننجب ثم نموت؟ أم خلقنا لشيء آخر؟!
كثيرا ما نرى أناسا جاءوا الى هذه الدنيا وعاشوا وماتوا ولا يعلمون ما خلقوا لأجله ، فنجد مثلا..
أفلاطون يقول: ( إن الله خلق الكون ثم نسيه ولذلك يتصارع البشر ويقتل بعضهم بعضا ).. ونجد آخر مثلا مثل إيليا أبي ماضي يقول..
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت.. ولقد أبصرت أمامي طريقا فمشيت وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت.. كيف جئت؟! لست أدري..
إنها فلسفة الحياة بلا غاية
ولكن هذا الكلام لا يصح أن يكون كلام الشاب المسلم..
.. فأنت قد وضع الإسلام لك الغاية يقول الله تبارك وتعالى:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [ الذاريات: 56].
نعم هذا هو الهدف...
أي أن تعيش في هذا الكون وهدفك إرضاء الله عز وجل .
أيها الشاب.. دعونا نضع في حياتنا غاية كبرى اسمها إرضاء الله تعالى.
أذكر أن صحفيا كان يجري حديثا مع أحد لاعبي الكرة المشهورين فقال له "كابتن فلان ما هي أمنياتك في الحياة؟" فقال: أن أدخل الجنة.." فقال له "لا" حضرتك مش فاهمني أنا أتكلم عن أمنياتك في الحياة" فقال:" أن أدخل الجنة" فقال:" أريد شيئا أكتبه" أنه لا يستطيع أن يتصور أن هذه غاية وهدف. ثم سأله: فلماذا اذن تلعب الكرة؟! فقال اللاعب:" أنا ألعب الكرة حتى أحصل على المال وحتى أقدم للجماهير نموذجا محترما فعندما يجد الشاب لاعبا محترما وعلى خلق ويعامل الناس بشكل مهذب ويعبد الله وناجح في مهنته فيتعلقون به وبذلك آخذ ثواب كل شاب "يقلدني"..
هذه المطوية هدية من رابطة الطلاب المسلمين، لأحد الاخوة جزاهم الله خيرا، ووصلت الى يدينا والحمد لله الذي وفقنا لنشرها...
لتحميلها تجدوها في موقعنا
كلام من القلب
الغاية
الأستاذ عمرو خالد
شبكة مجاهد مسلم الإسلامية الدعوية
www.geocities.com/moujahedmouslem
بيروت ـ لبنان
دار إقرأ
سوريا دمشق
هذه السلسلة ليست كلمات تكتب لتحشر في العقول لكنها نتاج حواري نابض بين الداعية الإسلامي الأستاذ عمرو خالد وعدد من الشباب في حديث مفتوح أصدق تعبير عنه أنه
" حوارمن القلب"
أردنا أن ننقلها إليكم حية نابضة. حاولنا جاهدين أن نحافظ على أن تكون سهلة بسيطة قريبة من كلمات أصحابها بلا تكلف أو تقصير.
وبالله لا تنسونا من صالح دعائكم.
في هذه الرسالة
ما هي غايتك في الحياة؟
لا تهوّن من قدر نفسك فأنت غاليا عند الله؟
نماذج من الشباب لهم غاية.
ما الأسباب التي تجعل الشباب لا يحس بالمسئولية؟
حكايتهم بألسنتهم.
أجمل شيء في الدنيا أن يكون لك غاية.
انظر ماذا تريد؟
إهداء
الى العاقلين..
قلوبهم هائمة في حبّه..
وعقولهم مرتبطة بجلاله..
وأرجلهم على الطريق تسير..
ونور الحق يلوح في الأفق
فيهديهم سواء السبيل..
لا يلتفتون عن غايتهم أبدا.. الله
حديثنا عن الغاية:
والسؤال.. ما هي غايتك في الحياة؟ وما هي أهدافك؟
الحقيقة أيها الأخوة أن هناك أناسا كثيرون وخاصة من الشباب لا يعلمون ماذا يريدون في هذه الحياة ولسان حالهم يقول " نعيش ونأكل ونشرب ونتزو ج وتمر الحياة..
واليوم نتكلم عن هذا الموضوع، هل يصحّ ان تعيش حياتك هكذا دون غاية؟ أم أنه يجب أن تكون لك أهداف وغايات واضحة في حياتك، دعوني أتكلم معكم بصراحة.
.. موضوع اليوم موجه بشدة وعلى وجه الخصوص الى الشباب لماذا؟ لأن الكبار يفترض بهم أنهم قد حددوا أهدافهم في الحياة.. اما الشباب فهم المعنيون بهذا الأمر ما هي أهدافك في الحياة؟؟ وما حمكة وجودك في هذه الدنيا؟!
يجب أن تعلم أن أغلى شيء في عمرك هو شبابك وأنها أجمل مرحلة في حياتك.. فالطفولة صحة ليس فيها عقل.. والكهولة حكمة ليس فيها شباب.. أما من يملك الصحة والعقل الناضج هم الشباب.
لذك فليس بغريب اهتمام الاسلام بالشباب واهتمام النبي بالشباب حيث يقول:" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع.. عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به" رواه الترمذي.
لاحظ.. سوف تسأل عن عمرك لحظة بلحظة. ساعة كذا يوم كذا وساعة كذا يوم كذا وما أصعب السؤال.. تخيل من عاش عمره كله بلا هدف وبلا هوية. ولكن تخيل انك بعد أن تسأل عن عمرك بشكل عام تسأل عن شبابك على وجه الخصوص.
ربما تقول.. ألم أسأل عن عمري كله كله فما الداعي أن أسأل عن شبابي مرة أخرى؟ نعم.. ذلك لأنه أهم مرحلة في حياتك.
لذلك نجد ان القرآن قد اهتم بالشباب اهتماما غير عادي فتجد مثلا أن نواميس الكون قد غيّرها الله من أجل ستة أو سبعة شباب، تخيل!! تتغير نواميس الكون من أجل بعض الشباب؟! نعم يحكي الله تبارك وتعالى عن أهل الكهف فيقول{ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى* وربطنا على قلوبهم} [ الكهف: 13-14].
فتية: يعني ستة عشر أو سبعة عشر سنة، تتغير لهم نواميس الكون { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه} [ الكهف:17].
أي: حفظهم الله من الشكس، فيسّر لهم غارا إذا طلعت الشمس، تميل عنه يمينا، وعند غروبها تميل عنه شمالا، فلا ينالهم حرها فتفسد أبدانهم بها خصوصا مع طول المكث.. وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته..
وهذا إبراهيم عليه السلام شاب آخر تتغير نواميس الكون من أجله فيرمى في النار وهو ابن 16 سنة { قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} [ الأنبياء: 69].
أقول هذا الكلام حتى تعلم أيها الشاب..
أن هناك شبابا غاليا عند الله.. فلا تهوّن من قدر نفسك كشاب، وإنه من العيب ألا يكون لك أهداف في الدنيا.. سل نفسك دائما ما هي أهدافي في الحياة؟
لماذا أعيش في هذه الدنيا؟. هل لآكل وأشرب وأموت فحسب. هل هذا معقول؟ هل تعيش ولا تعلم لماذا تعيش؟
خرجت من المدرسة بمجموع كذا ثم التحقت بكلية كذا ثم تخرجت ثم عملت في المكان الفلاني وكسبت من المال ما كسبت ثم تزوجت وأنجبت ثم مت.. هل هذا معقول؟!!
انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" صدقني الشباب وكذبني الشيوخ" وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا أن هذا الإسلام الذي يعمّ الكون قد قام على أكتاف الشباب..
وانظر معي الى هذه النماذج:
• علي بن أبي طالب.. ينام في سرير النبي ليلة الهجرة وعمره 20 سنة ـ رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصلح لهذه المهمة فأعطاه إياها.
• أسماء بنت أبي بكر.. تحمل الطعام الى النبي صلى الله عليه وسلم فب الغار وتقوم بدور كبير في الهجرة وعمرها 23 سنة.
• معاذ بن جبل.. يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن .. كم عمرك يا معاذ؟ عشرون سنة.
ما هذا؟!! ما أريد قوله بهذه الأمثلة أيها الشباب..
إنك غال جدا. جدا. جدا فلماذا تقلل من قدر نفسك وتعيش بدون أهداف؟!!
لماذا أقول هذا الكلام أيها الاخوة؟!
لأنني أرى أن مجتمعاتنا تعاني من شباب بلا أهداف، فكل يوم ينشأ مقهى جديدا، وتعد المقاهي أكثر المشاريع رواجا، لماذا؟ لأن الشباب يجلس عليها بالساعات ـ أمر بسيارتي أحيانا فأجد على بعض المقاهي شبابا في عمر الزهور ولكن للأسف إما جالس يلعب " دومنة" أو "يشرب الشيشة" أو شارد في لا شيء.
وأأسى لحال فتيات كل همّها في الحياة ما هو آخر أنواع المكياج، وفلانة اشترت كذا، وأريد أن أسافر الى الخارج لأشتري ملابس..
هل هذا معقول؟!!
هل يعقل ان تكون فتاة كل همها في الحياة أنها جميلة أم لا؟! وهل يعقل أن يكون هناك شاب كل عنايته أن يعجب فلانة؟ رأيت هذه النماذج للأسف.. شباب بلا طموح.
.. يعتمد على أهله في مأكله ومشربه ولا يحاول أن يصنع لنفسه مستقبلا.. وبنات كل غايتها أن تتزوج وبسرعة، ولماذا؟ لأن كل البنات يتزوجن، وتستمر الحياة بهذا الشكل.
لا يمكن أن نعيش في هذا الفراغ أيها الشباب، لا يمكن بذلك أن نبني مجتمعا.
هل تعلم.. أن علماء الاجتماع يستطيعون أن يقيسوا قدرة المجتمعات على الاستمرار والنمو ويمكن أن يحددوا شكل المجتمع بعد عدد من السنين وبعد كم سنة يمكن أن ينهار هذا المجتمع ، فماذا يفعل هؤلاء العلماء؟!
.. إنهم يدرّسون أحوال الشباب واهتماماتهم، فإذا وجدوا شبابا بلا هوية وبلا أهداف فيعلمون أن هذا المجتمع سوف يسقط بعد كذا سنة وتكون حساباتهم دقيقة.
هذا الكلام إنه تحليل علماء الاجتماع لاهتمامات وأحوال الشباب في المجتمع الغربيّ..
وساحكي لكم قصة طريفة في هذا المعنى
فقد ظل المسلمون في الأندلس ثمانية قرون، ملأوا خلالها الأرض حضارة وعلما ودينا، ولم يكن البرتغاليون راضين عن وجود المسلمين في الأندلس ويريدون طردهم الى المغرب العربي، فماذا يفعلون؟ بدأ البرتغاليون في دراسة اهتمامات الشباب المسلم في الأندلس وبدأوا يرسلون الجواسيس داخل الأندلس لهذا الغرض، وذات يوم دخل بعض هؤلاء الجواسيس على مجموع من الشباب فوجدوا مشادة بين شابين، ففرحوا وذهبوا ليتحققوا من الأمر، فوجدوهما يختلفان حول ترتيب حديث في صحيح البخاري، فرجعوا وقالوا.. لا تسقط هذه الأمة الآن، ومرت السنين وعاد الجواسيس مرة أخرى فوجدوا الشباب ما زال يتكلم في قضايا العلم والدين، فعادوا خائبين مرة أخرى ـ وبعد سنتين عادوا مرة ثالثة فوجدوا شابا يبكي فسألوه ماذا يبكيك؟ قال لقد تركتني رفيقتي ـ فعاد الجواسيس وقالوا.. الان يمكنكم أن تنصروا على المسلمين وبالفعل سقط المسلمون وطردوا من الأندلس بنتهى البساطة وبعدها بخمسة وعشرين سنة كان كل شيء قد انتهى ولم يعد للأندلس ذكر.. القضية أيها الشباب هي الغاية والهدف
هل لك هدف في الحياة أم لا؟؟
ما الأسباب التي تجعل الشاب لا يحس بالمسئولية أو لا يريد أن يتحملها؟!
** لدينا مجموعة نقاط محددة ترونها سببا لعدم وجود أهداف في الحياة ذكرتموها أنتم وهي..
.. ضعف الهمة، وفقدان الثقة في النفس، وغياب القدوة، وفقدان الطموح بسبب الوساطة..
ولكن في الحقيقة لي تعليق.. فكل هذه الأسباب لا يصح أن تكون مبررات تريح ضمير أي شاب من الشباب يبرر بها حياته دون أهداف أو طموح.
انظر الى شخص مثل ابراهيم بن أدهم وكان من كبار الزهاد وقد كان في بداية حياته شابا مدللا مرفّها يقول في أحد الأيام كنت أركب فرسي وأطارد غزالا في الطريق فإذا برجل عجوز يأخذ بلجام فرسي وينظر اليّ ويقول: يا ابراهيم.. ألهذا خلقت؟ أن بهذا أمرت؟ّ أي هل خلقت للعب والمرح؟!
لذلك أيها الشباب فما ذكرتموه من أسباب لا يمكن ان يكون مبررا لحياة بلا هدف.. فالأهداف في الحياة قضية أساسية تكون أو لا تكون وهذا جعلني أطرح هذا السؤال من جديد..
لماذا خلقنا؟ هل خلقنا لنأكل ونشرب ونتزوج وننجب ثم نموت؟ أم خلقنا لشيء آخر؟!
كثيرا ما نرى أناسا جاءوا الى هذه الدنيا وعاشوا وماتوا ولا يعلمون ما خلقوا لأجله ، فنجد مثلا..
أفلاطون يقول: ( إن الله خلق الكون ثم نسيه ولذلك يتصارع البشر ويقتل بعضهم بعضا ).. ونجد آخر مثلا مثل إيليا أبي ماضي يقول..
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت.. ولقد أبصرت أمامي طريقا فمشيت وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت.. كيف جئت؟! لست أدري..
إنها فلسفة الحياة بلا غاية
ولكن هذا الكلام لا يصح أن يكون كلام الشاب المسلم..
.. فأنت قد وضع الإسلام لك الغاية يقول الله تبارك وتعالى:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [ الذاريات: 56].
نعم هذا هو الهدف...
أي أن تعيش في هذا الكون وهدفك إرضاء الله عز وجل .
أيها الشاب.. دعونا نضع في حياتنا غاية كبرى اسمها إرضاء الله تعالى.
أذكر أن صحفيا كان يجري حديثا مع أحد لاعبي الكرة المشهورين فقال له "كابتن فلان ما هي أمنياتك في الحياة؟" فقال: أن أدخل الجنة.." فقال له "لا" حضرتك مش فاهمني أنا أتكلم عن أمنياتك في الحياة" فقال:" أن أدخل الجنة" فقال:" أريد شيئا أكتبه" أنه لا يستطيع أن يتصور أن هذه غاية وهدف. ثم سأله: فلماذا اذن تلعب الكرة؟! فقال اللاعب:" أنا ألعب الكرة حتى أحصل على المال وحتى أقدم للجماهير نموذجا محترما فعندما يجد الشاب لاعبا محترما وعلى خلق ويعامل الناس بشكل مهذب ويعبد الله وناجح في مهنته فيتعلقون به وبذلك آخذ ثواب كل شاب "يقلدني"..