تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كلام من القلب ( الغاية) عمرو خالد...



منير الليل
06-17-2003, 12:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المطوية هدية من رابطة الطلاب المسلمين، لأحد الاخوة جزاهم الله خيرا، ووصلت الى يدينا والحمد لله الذي وفقنا لنشرها...

لتحميلها تجدوها في موقعنا

كلام من القلب

الغاية


الأستاذ عمرو خالد
شبكة مجاهد مسلم الإسلامية الدعوية
www.geocities.com/moujahedmouslem
بيروت ـ لبنان


دار إقرأ
سوريا دمشق



هذه السلسلة ليست كلمات تكتب لتحشر في العقول لكنها نتاج حواري نابض بين الداعية الإسلامي الأستاذ عمرو خالد وعدد من الشباب في حديث مفتوح أصدق تعبير عنه أنه
" حوارمن القلب"
أردنا أن ننقلها إليكم حية نابضة. حاولنا جاهدين أن نحافظ على أن تكون سهلة بسيطة قريبة من كلمات أصحابها بلا تكلف أو تقصير.
وبالله لا تنسونا من صالح دعائكم.

في هذه الرسالة
ما هي غايتك في الحياة؟
لا تهوّن من قدر نفسك فأنت غاليا عند الله؟
نماذج من الشباب لهم غاية.
ما الأسباب التي تجعل الشباب لا يحس بالمسئولية؟
حكايتهم بألسنتهم.
أجمل شيء في الدنيا أن يكون لك غاية.
انظر ماذا تريد؟

إهداء

الى العاقلين..
قلوبهم هائمة في حبّه..
وعقولهم مرتبطة بجلاله..
وأرجلهم على الطريق تسير..
ونور الحق يلوح في الأفق
فيهديهم سواء السبيل..
لا يلتفتون عن غايتهم أبدا.. الله





حديثنا عن الغاية:

والسؤال.. ما هي غايتك في الحياة؟ وما هي أهدافك؟

الحقيقة أيها الأخوة أن هناك أناسا كثيرون وخاصة من الشباب لا يعلمون ماذا يريدون في هذه الحياة ولسان حالهم يقول " نعيش ونأكل ونشرب ونتزو ج وتمر الحياة..

واليوم نتكلم عن هذا الموضوع، هل يصحّ ان تعيش حياتك هكذا دون غاية؟ أم أنه يجب أن تكون لك أهداف وغايات واضحة في حياتك، دعوني أتكلم معكم بصراحة.

.. موضوع اليوم موجه بشدة وعلى وجه الخصوص الى الشباب لماذا؟ لأن الكبار يفترض بهم أنهم قد حددوا أهدافهم في الحياة.. اما الشباب فهم المعنيون بهذا الأمر ما هي أهدافك في الحياة؟؟ وما حمكة وجودك في هذه الدنيا؟!

يجب أن تعلم أن أغلى شيء في عمرك هو شبابك وأنها أجمل مرحلة في حياتك.. فالطفولة صحة ليس فيها عقل.. والكهولة حكمة ليس فيها شباب.. أما من يملك الصحة والعقل الناضج هم الشباب.

لذك فليس بغريب اهتمام الاسلام بالشباب واهتمام النبي بالشباب حيث يقول:" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع.. عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به" رواه الترمذي.
لاحظ.. سوف تسأل عن عمرك لحظة بلحظة. ساعة كذا يوم كذا وساعة كذا يوم كذا وما أصعب السؤال.. تخيل من عاش عمره كله بلا هدف وبلا هوية. ولكن تخيل انك بعد أن تسأل عن عمرك بشكل عام تسأل عن شبابك على وجه الخصوص.

ربما تقول.. ألم أسأل عن عمري كله كله فما الداعي أن أسأل عن شبابي مرة أخرى؟ نعم.. ذلك لأنه أهم مرحلة في حياتك.

لذلك نجد ان القرآن قد اهتم بالشباب اهتماما غير عادي فتجد مثلا أن نواميس الكون قد غيّرها الله من أجل ستة أو سبعة شباب، تخيل!! تتغير نواميس الكون من أجل بعض الشباب؟! نعم يحكي الله تبارك وتعالى عن أهل الكهف فيقول{ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى* وربطنا على قلوبهم} [ الكهف: 13-14].

فتية: يعني ستة عشر أو سبعة عشر سنة، تتغير لهم نواميس الكون { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه} [ الكهف:17].

أي: حفظهم الله من الشكس، فيسّر لهم غارا إذا طلعت الشمس، تميل عنه يمينا، وعند غروبها تميل عنه شمالا، فلا ينالهم حرها فتفسد أبدانهم بها خصوصا مع طول المكث.. وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته..

وهذا إبراهيم عليه السلام شاب آخر تتغير نواميس الكون من أجله فيرمى في النار وهو ابن 16 سنة { قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} [ الأنبياء: 69].

أقول هذا الكلام حتى تعلم أيها الشاب..

أن هناك شبابا غاليا عند الله.. فلا تهوّن من قدر نفسك كشاب، وإنه من العيب ألا يكون لك أهداف في الدنيا.. سل نفسك دائما ما هي أهدافي في الحياة؟

لماذا أعيش في هذه الدنيا؟. هل لآكل وأشرب وأموت فحسب. هل هذا معقول؟ هل تعيش ولا تعلم لماذا تعيش؟

خرجت من المدرسة بمجموع كذا ثم التحقت بكلية كذا ثم تخرجت ثم عملت في المكان الفلاني وكسبت من المال ما كسبت ثم تزوجت وأنجبت ثم مت.. هل هذا معقول؟!!

انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" صدقني الشباب وكذبني الشيوخ" وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا أن هذا الإسلام الذي يعمّ الكون قد قام على أكتاف الشباب..


وانظر معي الى هذه النماذج:

• علي بن أبي طالب.. ينام في سرير النبي ليلة الهجرة وعمره 20 سنة ـ رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصلح لهذه المهمة فأعطاه إياها.
• أسماء بنت أبي بكر.. تحمل الطعام الى النبي صلى الله عليه وسلم فب الغار وتقوم بدور كبير في الهجرة وعمرها 23 سنة.
• معاذ بن جبل.. يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن .. كم عمرك يا معاذ؟ عشرون سنة.

ما هذا؟!! ما أريد قوله بهذه الأمثلة أيها الشباب..
إنك غال جدا. جدا. جدا فلماذا تقلل من قدر نفسك وتعيش بدون أهداف؟!!

لماذا أقول هذا الكلام أيها الاخوة؟!

لأنني أرى أن مجتمعاتنا تعاني من شباب بلا أهداف، فكل يوم ينشأ مقهى جديدا، وتعد المقاهي أكثر المشاريع رواجا، لماذا؟ لأن الشباب يجلس عليها بالساعات ـ أمر بسيارتي أحيانا فأجد على بعض المقاهي شبابا في عمر الزهور ولكن للأسف إما جالس يلعب " دومنة" أو "يشرب الشيشة" أو شارد في لا شيء.

وأأسى لحال فتيات كل همّها في الحياة ما هو آخر أنواع المكياج، وفلانة اشترت كذا، وأريد أن أسافر الى الخارج لأشتري ملابس..

هل هذا معقول؟!!

هل يعقل ان تكون فتاة كل همها في الحياة أنها جميلة أم لا؟! وهل يعقل أن يكون هناك شاب كل عنايته أن يعجب فلانة؟ رأيت هذه النماذج للأسف.. شباب بلا طموح.
.. يعتمد على أهله في مأكله ومشربه ولا يحاول أن يصنع لنفسه مستقبلا.. وبنات كل غايتها أن تتزوج وبسرعة، ولماذا؟ لأن كل البنات يتزوجن، وتستمر الحياة بهذا الشكل.

لا يمكن أن نعيش في هذا الفراغ أيها الشباب، لا يمكن بذلك أن نبني مجتمعا.

هل تعلم.. أن علماء الاجتماع يستطيعون أن يقيسوا قدرة المجتمعات على الاستمرار والنمو ويمكن أن يحددوا شكل المجتمع بعد عدد من السنين وبعد كم سنة يمكن أن ينهار هذا المجتمع ، فماذا يفعل هؤلاء العلماء؟!

.. إنهم يدرّسون أحوال الشباب واهتماماتهم، فإذا وجدوا شبابا بلا هوية وبلا أهداف فيعلمون أن هذا المجتمع سوف يسقط بعد كذا سنة وتكون حساباتهم دقيقة.

هذا الكلام إنه تحليل علماء الاجتماع لاهتمامات وأحوال الشباب في المجتمع الغربيّ..

وساحكي لكم قصة طريفة في هذا المعنى

فقد ظل المسلمون في الأندلس ثمانية قرون، ملأوا خلالها الأرض حضارة وعلما ودينا، ولم يكن البرتغاليون راضين عن وجود المسلمين في الأندلس ويريدون طردهم الى المغرب العربي، فماذا يفعلون؟ بدأ البرتغاليون في دراسة اهتمامات الشباب المسلم في الأندلس وبدأوا يرسلون الجواسيس داخل الأندلس لهذا الغرض، وذات يوم دخل بعض هؤلاء الجواسيس على مجموع من الشباب فوجدوا مشادة بين شابين، ففرحوا وذهبوا ليتحققوا من الأمر، فوجدوهما يختلفان حول ترتيب حديث في صحيح البخاري، فرجعوا وقالوا.. لا تسقط هذه الأمة الآن، ومرت السنين وعاد الجواسيس مرة أخرى فوجدوا الشباب ما زال يتكلم في قضايا العلم والدين، فعادوا خائبين مرة أخرى ـ وبعد سنتين عادوا مرة ثالثة فوجدوا شابا يبكي فسألوه ماذا يبكيك؟ قال لقد تركتني رفيقتي ـ فعاد الجواسيس وقالوا.. الان يمكنكم أن تنصروا على المسلمين وبالفعل سقط المسلمون وطردوا من الأندلس بنتهى البساطة وبعدها بخمسة وعشرين سنة كان كل شيء قد انتهى ولم يعد للأندلس ذكر.. القضية أيها الشباب هي الغاية والهدف
هل لك هدف في الحياة أم لا؟؟

ما الأسباب التي تجعل الشاب لا يحس بالمسئولية أو لا يريد أن يتحملها؟!

** لدينا مجموعة نقاط محددة ترونها سببا لعدم وجود أهداف في الحياة ذكرتموها أنتم وهي..
.. ضعف الهمة، وفقدان الثقة في النفس، وغياب القدوة، وفقدان الطموح بسبب الوساطة..

ولكن في الحقيقة لي تعليق.. فكل هذه الأسباب لا يصح أن تكون مبررات تريح ضمير أي شاب من الشباب يبرر بها حياته دون أهداف أو طموح.

انظر الى شخص مثل ابراهيم بن أدهم وكان من كبار الزهاد وقد كان في بداية حياته شابا مدللا مرفّها يقول في أحد الأيام كنت أركب فرسي وأطارد غزالا في الطريق فإذا برجل عجوز يأخذ بلجام فرسي وينظر اليّ ويقول: يا ابراهيم.. ألهذا خلقت؟ أن بهذا أمرت؟ّ أي هل خلقت للعب والمرح؟!
لذلك أيها الشباب فما ذكرتموه من أسباب لا يمكن ان يكون مبررا لحياة بلا هدف.. فالأهداف في الحياة قضية أساسية تكون أو لا تكون وهذا جعلني أطرح هذا السؤال من جديد..
لماذا خلقنا؟ هل خلقنا لنأكل ونشرب ونتزوج وننجب ثم نموت؟ أم خلقنا لشيء آخر؟!

كثيرا ما نرى أناسا جاءوا الى هذه الدنيا وعاشوا وماتوا ولا يعلمون ما خلقوا لأجله ، فنجد مثلا..

أفلاطون يقول: ( إن الله خلق الكون ثم نسيه ولذلك يتصارع البشر ويقتل بعضهم بعضا ).. ونجد آخر مثلا مثل إيليا أبي ماضي يقول..
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت.. ولقد أبصرت أمامي طريقا فمشيت وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت.. كيف جئت؟! لست أدري..

إنها فلسفة الحياة بلا غاية

ولكن هذا الكلام لا يصح أن يكون كلام الشاب المسلم..
.. فأنت قد وضع الإسلام لك الغاية يقول الله تبارك وتعالى:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [ الذاريات: 56].
نعم هذا هو الهدف...

أي أن تعيش في هذا الكون وهدفك إرضاء الله عز وجل .
أيها الشاب.. دعونا نضع في حياتنا غاية كبرى اسمها إرضاء الله تعالى.

أذكر أن صحفيا كان يجري حديثا مع أحد لاعبي الكرة المشهورين فقال له "كابتن فلان ما هي أمنياتك في الحياة؟" فقال: أن أدخل الجنة.." فقال له "لا" حضرتك مش فاهمني أنا أتكلم عن أمنياتك في الحياة" فقال:" أن أدخل الجنة" فقال:" أريد شيئا أكتبه" أنه لا يستطيع أن يتصور أن هذه غاية وهدف. ثم سأله: فلماذا اذن تلعب الكرة؟! فقال اللاعب:" أنا ألعب الكرة حتى أحصل على المال وحتى أقدم للجماهير نموذجا محترما فعندما يجد الشاب لاعبا محترما وعلى خلق ويعامل الناس بشكل مهذب ويعبد الله وناجح في مهنته فيتعلقون به وبذلك آخذ ثواب كل شاب "يقلدني"..

منير الليل
06-17-2003, 12:49 PM
حكايتهم بألسنتهم

نعرض عليكم قصة إنسانة قد تكون ظروفها أصعب منكم جميعا، فهي ألمانية ولكنها اختارت لنفسها غاية كبيرة في الحياة وسعت إليها، دعونا نقرأ كلامها..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا اسمي "عالية"، أنا مسلمة ألمانية، أسلمت منذ حوالي 12 سنة، وأريد ان أحكي لكم قصة إسلامي، فلقد كنت أعيش في بلدة صغيرة في ألمانيا، ولم يكن لدي خلفية كبيرة عن الإسلام، فكل معرفتنا بالاسلام عندما نسمع في الأخبار عن "الخوميني"، وفي المدرسة نسمع أنه دين العرب، ولكننا لم نكن نفكر في الدين الإسلامي كدين، لأن الدين في مجتمعنا شيء غير مهم، فالناس تعيش في الدنيا ولا يفكرون في الآخرة.

ولكني عندما كنت أرى الطبيعة والزهور أقول أن لا بد أن هناك خالق أبدع لنا كل هذا الجمال، ولكن من هو؟ وكيف أصل إليه؟ فبدأت أبحث عن هذا الخالق.

وفي ذلك الوقت تعرفت على مجموعة من المسلمين جعلتني أعرف أكثر عن الإسلام، وبدأت أقرأ القرآن وأدخل في نقاشات مع المسلمين، حيث كنت أريد أن أعرف كل شيء عن هذا الدين الجميل، ثم بدأت أجرب بعض الشعائر الإسلامية لأرى هل سأستطيع تأديتها أم لا، فصمت وصليت مثل المسلمين.

ثم بدأت أفكر في الموت، وأني سأقف أمام الله فيسألني لماذا لم أسلم؟ فماذا أقول له؟!! وساعتها قررت أن أسلم، وأخبروني وقتها أنني يجب أن أغتسل فاغتسلت لأول مرة في حياتي ونطقت بالشهادتين، هذه العبارة الجميلة التي يقوم عليها الإسلام، ومن ساعتها وأنا بدأت أصلي وحفظت الفاتحة والإخلاص حتى أستطيع ان أصلي.. في البداية لم أخبر أحدا بإسلامي ولكن بعد ذلك بدأت أخبر الناس ولكني لم أكن متحجبة حيث كان الحجاب في البداية مسألة صعبة بالنسبة لي، ففي أوروبا لا يهتم الناس كثيرا بديانتك ولكن المظهر شيء هام جدا، وبالطبع فإن الحجاب شيء غريب ولافت للنظر بالنسبة لهم.

وفي يوم من الأيام كنت أتحدث مع زميلة لي بالكلية وكانت تتحدث عن المسلمين وتقول أنهم غير لطفاء ولا يدرون كيف تسير الدنيا، فأخبرتها أني مسلمة فتعجبت وقالت لي:" لا يبدو عليك ذلك" وهنا بدأت أفهم الحكمة من الحجاب حيث يجب أن نغطي أنفسنا حتى نظهر أننا مسلمات.

وارتديت الحجاب، ولم يكن سهلا بالنسبة لأسرتي، فأسرتي لا تهتم بالدين في حد ذاته، فبدأ الجيران والأقارب يتساءلون ماذا تفعل ابنتكم؟ ولماذا ترتدي هكذا؟؟ لذلك كانت هناك مناقشات حادة من أجل هذه القطعة من القماش.

وبدأت أتعرض للمضايقات، ففي الشارع كانوا يقولون لي:" اذهبي الى بلدك إذن!! لا مكان لك هنا " فبالنسبة لهم ليس للإسلام مكان في ألمانيا.. وبعد إسلامي بفترة تزوجت من مسلم مصلاي وكنت ساعتها ما زلت طالبة، ثم أتممت دراستي وحصلت على الماجيستير وأنجبت بنتين بفضل الله، وبعد أن رزقنا الله بابنتنا الثانية بدأنا نفكر في تربيتهم، فالبيئة في ألمانيا غير مناسبة، وتقد تعرّضهم لكثير من المشاكل، فأردنا أن نجب البنتين عن هذه المشاكل وقررنا أن نربيهما في مصر وسط أهلهما من المسلمين.

ولكن لم يكن الوضع سهلا بالنسبة لي، فقد وجدت معاملة سيئة من الناس في مصر ورأيت أن البعض ما زال ينظر اليّ على أني غير مسلمة، ويقولون لي:" من المؤكد أنك أسلمت من أجل زوجك وعندما تعودين الى ألمانيا ستخلعين الحجاب ولن تصلي ولن تصومي لأنك لم تتعودي على ذلك منذ صغرك مثلنا، فقلت لهم.. كيف أترك ديني، أنا مسلمة وسيظل الإسلام معي أينما ذهبت.. لا علاقة لذلك بالبلد الذي أنا فيه. للأسف لم أجد المجتمع المصري كما تخيلته، فقد تخيلت أني سأجد المسلمين في صورة مثالية ولكني وجدت أن البعض منبهر بأوروبا ويقلدها في أشياء كثيرة ويجرون وارء الموضة والمكياج.

وراء الشيء الجديد، فعندما أسلمت وارتديت الحجاب لم يتخيلوا أنني سأكمل دراستي، ولكني طبعا أتممت دراستي وحصلت على الماجيستير لأن الإسلام يشجع علىالدراسة. وبعد أن تزوجت ظنوا أني لن أعمل وظنوا اني سألزم البيت وأنجب عشرة أطفال، ولكن ذلك لم يحدث فقد رزقني الله بطفلتين ولم يرزقني بأكثر من ذلك وأنا سعيدة بهما، وعندما وصلت طفلتي الصغرى الى سن الحضانة عدت الى العمل مرة أخرى، ومن خلال عملي على الانترنت كتبت قصة إسلامي ونشرتها على الانترنت وتصلني اسبوعيا رسائل من العالم كله، من أمريكا وسنغافورة، وأوروبا وباكستان.. يسألني أصحابها عن الإسلام وتجربتي معه وأنا أخبرهم أنني سعيدة جدا بالإسلام وأحكي لهم خبرتي معه وأشعر أني بذلك أقوم بشيء مفيد.

** طبعا استمعنا الى القصة وبينما هي تحكي كنت أتمنى أن أعلق على أكثر من نقطة ولكني أستطيع أن ألخص ما أريد قوله في عبارة واحدة..

أجمل شيء في الدنيا أن يكون لك غاية وأجمل غاية في الوجود أن تعرف ربك.. أليس هو خالقنا وخالق هذا الكون ومردنا جميعا إليه؟؟

• تجد هدف البعض في هذه الحياة هو جمع المال.. يا إخوتي هذا المال ليس هدفا في حد ذاته، وإنما هو وسيلة نحقق بها أهدافا أعلى.. ألا نرى كثيرين معهم المال ولكنهم محطمون من داخلهم!! دعونا نأخذ المال وسيلة لغاية أكبر، دعونا نربطه بالله تعالى.. وكيف يكون المال مرتبطا بالله تعالى؟؟!

نعم..أريد أن أكسب المال حتى أعيش حياة كريمة وحتى أربي أولادي تربية كريمة أصلهم فيها بالله، وحتى أستطيع أن أنفق في سبيل الله وأعول الفقراء فأكون غنيا متدينا، وهذا يشبه ما ذكرته الأخت "عالية" حين قالت أنا مسلمة متدينة، وحاصلة على الماجيستير وناجحة في حياتي، تخيل لو كانت هذه نيتك وأنت تجمع المال فتكون في طاعة الله في كل دقيقة تجمع فيها هذا المال ويمكنك أن تتخيل أي هدف في حياتك في ضوء هذا الإطار..

• شاب يريد أن يكون رياضيا ناجحا..

لماذا لا نجعل الله فوق هذه الغاية.. فأنت شاب بداخلك طاقة لو لم تفرغ في الخير ربما فرغتها في المعاصي، فأكون لاعب كرة ابتغي رضا الله تعالى فأكتسب حسنات بكل تسديدة وبكل نفس وبكل قطرة عرق.

• شاب يريد أن يتزوج..

لتجعل الله فوق هذه الغاية، فتكون نيتك من الزواج أن تعف نفسك وأن تأخذ بيد زوجتك الى طاعة الله لتكوّنا بيتا مسلما يرضى عنه الله تعالى، وتلهو وتخرج وتسافر ولكن يكون الله فوق هذه الغاية دائما.

• وهذه سيدة شابة غايتها في الحياة أن تتزوج وتنجب لماذا؟..

هل لأن كل النساء يتزوجن؟ أو حتى تلعب مع أولادها وتفرح بهم؟ لا.. هذه غايات تنتهي بعد وقت طويل ولكن دعونا نطورها بمفهوم الآية الكريمة، فغايتها أن تربي أجيالا تعبدالله وتعمل لذلك سيشترك طفلهما في النادي حتى يكون رياضيا ناجحا وسيهتم بدراسته حتى يكون ناجحا في حياته. أريد أن أخرج لله نموذجا متكاملا.. تخيلي لو كانت هذه نيتك وأنت تربين أولادك ستكون كل لحظة في تربيتهم في ميزان حسناتك فتنظيفك لطفلك وذهابك به للنادي وتشجيعك له كل ذلك يكون حسنات.

فاسأل نفسك.. ما هو هدفي في هذه الحياة؟

هناك حكمة تقول" من رجلا بألف رجل، فإن لم تستطع فكن رجلا ولا تكن نصف رجل".

وكم حولنا أيها الأخوة من أناس أخذوا على عاتقهم غايات كبيرة فهناك فلان بألف رجلا وفلان بمائة رجل وهناك أنصاف رجال أرباع وهناك أصفار.. فانظر ماذا تريد أن تكون؟؟

عندما استعصي حصن بابليون على عمرو بن العاص أرسل الى عمر بن الخطاب يطلب منه أربعة آلاف رجل ليفتح مصر، فبعث إليه عمر بثلاثة آلاف رجل ورجل قال هو بألف رجل، هو الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو، قال عمر:" والله لصوت القعقاع في المعركة خير من ألف رجل" وبدأت المعركة واستعصي الحصن على المسلمين فوقف القعقاع بن عمرو تحت الحصن وصاح بأعلى صوته " الله أكبر"، " اللهم أعز الإسلام" فانكشف الحصن ودخل المسلمون وجاء النصر بصوت القعقاع ليصدق فيه قول عمر " هو رجل بألف رجل".

وعندما جاء الإستعمال الى بلادنا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التسع عشر وجدوا في المسلمين معادن الرجولة ووجدوا الشباب المسلم ـ رغم ضعفه ـ إلا أنه ما زالت له أهداف كبيرة، فوجدوا أنه لا سبيل للسيطرة على العالمين العربي والإسلامي إلا بخطة ذات اتجاهين: الأول" تمييع" هذا الشباب والثاني محو حضارة أجداده من ذاكرته.

لذلك نجد بعض الشباب " يمشي في الشوارع حالق شعره وماشي بالسلسلة واللبانة، ويستمع الى موسيقى غربية لا يفهمها، ويغازل البنات بأسلوب غير لائق.. وكذلك بعض البنات في الحياة لا همّ لها إلا أن ترتدي ملابس ضيقة لإظهار جسدها، وهكذا..

ونسوا أن أجدادهم عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وعثمان وعلي.. نسوا كل هذا فبدأت عوامل الانهيار.

أيها الشباب.. في النهاية أريد أن ألخص ما قيل في كلمتين " ضع غاية كبرى في حياتك..هي الله عز وجل".

وأنصحك بعد أن تقرأ هذه الحلقة أن تدخل غرفتك وامسك بورقة وقلم واكتب أهدافك في الحياة، فمن العيب أن تعيش وتموت وأنت لا تعرف ماذا تريد في الحياة.

اكتب أهدافك واسع الى تحقيقها ولا تنس أن أعظم هدف في الحياة أن تعرف ربك خالق هذه الحياة وأن تعيش لإرضائه وأنت تمارس حياتك بسكل طبيعي.

أتمنى أن نكون استفدنا وأتمنى أن يكون كلام من القلب" قد وصل للقلب.

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



اعلم أنك غاليا عند ربك فلا تهون من قدرك وتعيش بدون هدف........