عمرو
02-14-2008, 02:18 PM
-
-
-
-
-
-
-للتذكير فقط ناقل الكفر ليس بكافر
حصار من نوع غريب فى القنوات الفضائية وفى سيارات الميكروباص والتاكسى وبالميادين العامة وفى بعض المساجد يفرضه علينا مجموعة من المشايخ تخصصوا فى نشر الإحباط بين الناس وخلق حالة من اليأس، وبأن الجميع فى نار جهنم وبئس المصير، وأن الثعبان الأقرع ينتظرهم فى القبر، وأن فرعون وهامان ينتظرانهم فى نار جهنم يوم القيامة.
الغريب أن بعضهم قال: لا إسلام بدون لحية ولا أمل فى القضاء على الغلاء إلا بجلوس المرأة فى المنزل والتزامها بالنقاب!! وغيرها من الأفكار المتطرفة يخرجون بها علينا جوا وبرا، لتأصيل اليأس والإحباط رغم أن الإسلام دين تسامح وتفاؤل ودعوة للعمل .
الأغرب أن مظاهر التطرف وعدم الفهم السليم وصلت لدرجة أن يعلن أحد المشايخ على الهواء للناس وفى علانية بإحدى القنوات الفضائية أن السبب الرئيسى وراء انتشار مرض أنفلونزا الطيور هو انتقام من الله لانتشار المعاصى وخروج الناس عن طاعته، وهو لايدرى حقيقة المرض نفسه ولماذا انتشر فى الصين وكيف انتقل بعدها للعديد من الدول.
عشرات المشايخ فى الفضائيات منهم على سبيل المثال محمد حسين يعقوب ومحمد حسان ومحمد العريف ووحيد عبدالسلام ومحمود المصرى وصفوت حجازى وأبوإسحاق الحوينى وسيد حسين تحولوا إلى نجوم فى القنوات الفضائية وأصبح لا هم لهم إلا إحباط الناس وخلق جو من الكآبة لديهم، فقد حرموا كل شىء وجعلوا فاعل المعصية كافرا وغير المنقبة خارجة على الإسلام وحالق اللحية عاصيا ولن تقبل منه عبادة أو عمل صالح، بخلاف عشرات الخطب التى تتكلم عن عذاب القبر والثعبان الأقرع الذى ينتظر الموتى، والملائكة الذين يحملون فى أيديهم «مرزبة» كجبل أحد يضربون بها الموتى فيخسفون بهم الأرض حتى الأرض السابعة، ثم يعودون مرة أخرى حتى يضربوهم ثانية وغيرها من الخطب المحبطة.
حتى إن أحدهم سُئل على الهواء مباشرة من شاب مقبل على الزواج ويريد أن يشترى أثاث منزله بالتقسيط من أحد المحال فأجابه الشيخ بأن هذا الزواج لن يبارك الله فيه لأن الشراء بالتقسيط حرام إلا فى حالات الضرورة القصوى مثل انتشار المجاعة أو لمرض مزمن وإن حالته لاتدخل فى بنود الحالات القصوى ولاتقبل استثناء، بالإضافة إلى تفسيرهم للأحلام والرؤى مثل الشيخ سالم الذى تخصص فى تفسير الأحلام فى خلق جو من التشاؤم بين السائلين، خاصة من السيدات والمشهد أو الحوار المتكرر للسائلة قبل أن يجيب عليها هو: هل أنت منتقبة فإذا أجابته بنعم كان جوابه متفائلا ومفرحا لها، وإذا أجابته بـ «لا» حتى لو كانت محجبة أجابها بما يصدمها ثم يطلب منها أن ترتدى النقاب حتى تتغير الرؤى ويبتعد عنها الهم والكرب.
ومن الفتاوى الفضائية إلى الفتاوى الأرضية التى تصدرها شرائط الكاسيت والتى تنتجها جهات فى الغالب غامضة ومعظمها تتكلم عن عذاب القبر وحياة البرزخ بعد الموت والمصير الذى ينتظرنا بعد الموت وخروج المسيخ الدجال ثم نزول المسيح إلى الأرض وغيرها من الموضوعات حول مصائر البشر فى هذه الشرائط الدينية التى تباع بأسعار لاتزيد على ثلاثة جنيهات للشريط الواحد، وكذلك أسطوانات الـ«سى. دى» والتى لاتزيد هى الأخرى على 4 جنيهات.
فوضى الفتاوى المزعجة للناس انتقلت أيضا لبعض «المساجد» لدرجة أن البعض أطلق عليها مساجد الإحباط وكلها تحولت إلى مرتع لعدد من المشايخ يفتون فيها كما يشاءون منها مسجد الهداية والرحمة والعزيز بالله بالقاهرة والتوحيد والنصر بشارع الهرم بالجيزة مسجد التوحيد ببلبيس وبنها والإسماعيلية ومسجد بهجة الإسلام وعمر بن الخطاب ببنها ومسجد التوحيد والحق بالمنصورة ومسجد ابن تيمية بكفر الشيخ بجوار محطة السكة الحديد وهو المقر الرئيسى للشيخ أبوإسحاق الحوينى ومسجد رب الأقصى بالإسكندرية الذى تخصص فى إلقاء محاضراته ياسر البرهامى وكذلك مسجد أبوحنيفة بالإسكندرية وهو مقر الشيخ محمد إسماعيل المقدم، وكذلك مسجد نور الإسلام للشيخ أحمد خطيبة وكذلك مسجد الفتح بالمعادى ومسجد الأرقم بمدينة نصر ومسجد الإمام مسلم بالإسكندرية والذى يحاضر فيه أحمد فريد، بينما فى الزقازيق يوجد مسجد طيبة ومسجد أنصار السنة، أما أشهر مشايخ الإحباط الجدد فمنهم أحمد فريد وإبراهيم الشربينى ومنصور رياض وعبدالمنعم عبدالمبدئ وأسامة عبدالعظيم وفريد عراقى وجمال قاسم وجمال سعيد ومحمد الجنيدى والشيخ أحمد يوسف والدكتور محمد عاطف وأحمد عيسى عاشور والشيخ فتحى أمين عثمان وأيمن إبراهيم خليل الذى يعد أحد أبرز قيادات السلفية فى الوقت الحالى. ويدور معظم خطابهم الدينى حول إطلاق اللحية والنجاة من عذاب القبر والثعبان الأقرع وعلامات يوم القيامة وتحريم خروج المرأة للعمل، فعلى سبيل المثال يركز أحمد فريد خطبه على حلق اللحية ويدعو الشباب إلى إطلاقها حتى تقبل صلاتهم ويتقبل منهم صالح الأعمال، أما الشيخ أسامة عبدالعظيم فتدور معظم خطبه مثل محمد حسان عن عذاب القبر ونعيمه وعلى ضمة القبر التى لن ينجو منها ميت واحد والتى تثير الفزع والرعب بين الحاضرين لدرجة تجعل الجميع يبكى بصوت مسموع ولافت للنظر أثناء شرحه.
ثم ينتقل فجأة إلى مناقشة الأمور الدنيوية ويتحدث عن أسباب الغلاء الذى نعيشه وأن سببه الرئيسى هو انتشار الفساد فى البر والبحر والجو وإنه انتقام من المولى عز وجل للمجتمع.
أما الشيخ سيد حسين وهو طبيب أطفال فى الأصل فيوجه أغلب خطبه فى مدينة بنى سويف مسقط رأسه وأغلبها تتركز أيضا على الموت وعلى يوم القيامة والجنة والنار ولاتوجد فى خطبه أى بارقة أمل للتفاؤل فى الحياة، فهو يشحن الحاضرين بالخوف والهلع مستغلا إجادته للشعر وإلقاءه بشكل مؤثر جدا خصوصا فى قصائده التى تتحدث عن الموت وعن عذاب القبر وأهوال يوم القيامة، بينما يخصص جزءا فى العبادة عن عمل المرأة وخروجها من المنزل وخلعها للنقاب وخروجها متبرجة أمام الرجل، مؤكدا أن خروج المرأة متبرجة سبب رئيسى من أسباب انتشار الفساد فى الأرض.
أما الشيخ أيمن إبراهيم خليل، فهو أحد القيادات المؤثرة فى الشباب والتى تدور خطبه للشباب فى الطاعة وعدم ارتكاب المعاصى والآثام من خلال حلق اللحية وارتداء الثوب القصير وتحريم الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة لأن الصلاة فيها غير جائزة.
فى حين يطالب الشيخ وحيد عبدالسلام دائما فى محاضراته بهدم الأضرحة التى بالمساجد لأنه لايجوز الصلاة فيها وتوجيه الدعوة للمرأة إلى العودة إلى المنزل وعدم الخروج للعمل لتجنب الفتن.
مشايخ التطرف بشكل عام يلقون خطبهم فى هذه المساجد فى خطبة الجمعة ودروس ما بعد المغرب والعشاء واللافت للنظر أن أغلبهم يرفعون رايات التشاؤم ورفض الحياة وأنه لامفر على الإطلاق من الخلاص من عذاب القبر، وقد نجح هؤلاء فى استغلال أوقات فراغ الشباب، خاصة العاطل منهم وجذبهم إلى مساجدهم لتأصيل نزعات اليأس والإحباط لديهم والسيطرة عليهم وتحريكهم كيفما يشاءون مثل قطع الشطرنج ليصبحوا وقودا للتطرف والإرهاب وأصبح هذا التيار المتطرف أو المحبط ينتشر فى ربوع مصر من أقصاها إلى أدناها بدون أن يوقفه أحد، خاصة أنهم يروجون بأنهم لايتكلمون فى السياسة على الإطلاق.
يعلق الدكتور محمد عبدالعظيم أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر على هذه الظواهر المنتشرة وبإصرار غريب بقوله: إن الإسلام دين يسر لا دين عسر، ودين تفاؤل ويدعو إلى التسامح، أما هؤلاء الذين يحبطون الناس فهم ينظرون إلى الدين من منظور ضيق وبعيد كل البعد عن الإسلام الصحيح، فهم يصورون للناس الدين على أنه عذاب القبر وأن جهنم فى انتظارهم مهما عملوا من حسنات وهذا خطأ عظيم لأن رحمة الله واسعة وقد وسعت كل شىء والله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به مهما عظمت الذنوب أو كبرت، فالله سبحانه وتعالى يغفرها بمجرد أن تاب الإنسان أو عمل صالحا خاصة أن الله سبحانه وتعالى جعل الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بواحدة ويمكن محوها بالتوبة والعودة إلى الله.
يضيف د.محمد عبدالعظيم: هذه الظواهر بأنها هجمة شرسة على الإسلام والمسلمين تحركها جهات لها مصالح فى ضرب المجتمع المصرى، وقال إن ترويج هذه الأشياء تجعلك محبطا ولاتفكر فى شىء من حولك لأنك قد انتهيت ومهما فعلت سوف تدخل جهنم وبئس المصير وبذلك سوف تترك عملك وتترك المجتمع وتنزوى إلى ركن جانبا أو تخرج لتكفر المجتمع وتكفر من حولك وتعيث فى الأرض فسادا كما فعلت الجماعات المتطرفة من قبل، والتى تبين أن أغلبهم كان محبطا لأنهم لم يجدوا عملا لذلك ساروا فى ركاب هذا التيار المتطرف الذى يستطيع أن يستغل أى ثغرة وينفذ منها للإنسان. أما الدكتور رشدى شحاتة رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية حقوق حلوان فيؤكد من جانبه أن الإسلام دين إقبال على الحياة ودين يدعو إلى العمل الجاد، بعيدا عن الإحباط ودين تفاؤل بعيدا عن التشاؤم وربنا سبحانه وتعالى دعانا للسير فى الأرض والنظر فى مناكبها ولم يدعنا إلى الجلوس فى أماكننا محبطين: وخطة هؤلاء المشايخ الذين يحبطون الناس أنهم يدخلون لهم من باب الجنة والنار حتى يستطيعوا أن يسيطروا عليهم ثم يشكلوهم كيف يريدون فأى إنسان تقنعه بأن النار فى انتظاره إذا لم ينفذ ما يطلب منهم بالتأكيد أنه سوف ينفذ لك أى شىء تريده منه وبسرعة شديدة.
وأضاف الدكتور رشدى شحاتة: هؤلاء المشايخ ينفذون أجندة خارجية ولهم تمويل خارجى، واستطاعوا فى غفلة من الزمن أن يكونوا نجوما فى الفضائيات التى فتحت لهم أبوابها على مصراعيها فخرجوا إلى الناس ليحبطوهم بأفكار بعيدة كل البعد عن الإسلام الصحيح وحديثهم عن الجنة والنار لايستند إلى أحاديث صحيحة أو آيات قرآنية بل يستند إلى إسرائيليات لا أساس لها من الصحة، وكذلك كلامهم عن النقاب واللحية وغيرهما من المظاهر الإسلامية فهم أول من حرم التليفزيون وحاربوا وجوده داخل المنازل وعندما وجدوا أنفسهم نجوما فى التليفزيون دعوا الناس لامتلاك التليفزيون واقتنائه لأنه أصبح لايتعارض على الإطلاق مع نشر فكرهم ودعواهم.
يوجه د.رشدى نصيحة لأبناء هذا المجتمع بقوله: أدعوا الجميع بعدم الاستماع لهم أو حضور مجالسهم لأن الإنسان عندما يصل إلى درجة عالية من الإحباط يمكن أن يفعل أى شىء فيمكن أن يقبل على الانتحار، وهذه جريمة لاتغتفر ويمكن أن يقتل أو يسرق أو يتظاهر فى الشارع أو يفعل أى شىء لأنه قد يئس من الحياة التى أصبحت لا قيمة لها فى نظره. ويختتم الدكتور شحاتة كلامه بالتأكيد على أننا جميعا مسئولون عن انتشار مثل هذه الأفكار المتشائمة لأننا سمحنا لمثل هؤلاء أن يظهروا فى الفضائيات وفى المساجد وفى الأماكن العامة واسطواناتهم بكل حرية ودون رقابة.
أما الدكتور عبدالمعطى بيومى أستاذ أصول الدين السابق بالأزهر فيصف هؤلاء الذين ظهروا فى غفلة من الزمن وحرموا كل شىء ونظروا للإسلام نظرة ضيقة بأنهم لايتطورون مع الحياة رغم أنهم يعلمون تمام العلم أن الإسلام دين كل زمان ومكان وتسامح وتفاؤل ودين عمل وجد واجتهاد.
ومع ذلك فهم لايريدون الاجتهاد ولايريدون التطور فلايزال الواحد منهم ينظر للوراء وكأنه يرتدى نظارة سوداء لاتفارقه، ونحن من جانبنا ننصح العامة ألا يستمعوا لهم أو يقرأوا لهم والدين أشمل وأعم وأبسط من ذلك ولانفكر فى كيفية عذاب القبر أو نعيمه ونفكر فقط فى الأعمال الصالحات التى توصلنا إلى الجنة.
-
-
-
-
-
-للتذكير فقط ناقل الكفر ليس بكافر
حصار من نوع غريب فى القنوات الفضائية وفى سيارات الميكروباص والتاكسى وبالميادين العامة وفى بعض المساجد يفرضه علينا مجموعة من المشايخ تخصصوا فى نشر الإحباط بين الناس وخلق حالة من اليأس، وبأن الجميع فى نار جهنم وبئس المصير، وأن الثعبان الأقرع ينتظرهم فى القبر، وأن فرعون وهامان ينتظرانهم فى نار جهنم يوم القيامة.
الغريب أن بعضهم قال: لا إسلام بدون لحية ولا أمل فى القضاء على الغلاء إلا بجلوس المرأة فى المنزل والتزامها بالنقاب!! وغيرها من الأفكار المتطرفة يخرجون بها علينا جوا وبرا، لتأصيل اليأس والإحباط رغم أن الإسلام دين تسامح وتفاؤل ودعوة للعمل .
الأغرب أن مظاهر التطرف وعدم الفهم السليم وصلت لدرجة أن يعلن أحد المشايخ على الهواء للناس وفى علانية بإحدى القنوات الفضائية أن السبب الرئيسى وراء انتشار مرض أنفلونزا الطيور هو انتقام من الله لانتشار المعاصى وخروج الناس عن طاعته، وهو لايدرى حقيقة المرض نفسه ولماذا انتشر فى الصين وكيف انتقل بعدها للعديد من الدول.
عشرات المشايخ فى الفضائيات منهم على سبيل المثال محمد حسين يعقوب ومحمد حسان ومحمد العريف ووحيد عبدالسلام ومحمود المصرى وصفوت حجازى وأبوإسحاق الحوينى وسيد حسين تحولوا إلى نجوم فى القنوات الفضائية وأصبح لا هم لهم إلا إحباط الناس وخلق جو من الكآبة لديهم، فقد حرموا كل شىء وجعلوا فاعل المعصية كافرا وغير المنقبة خارجة على الإسلام وحالق اللحية عاصيا ولن تقبل منه عبادة أو عمل صالح، بخلاف عشرات الخطب التى تتكلم عن عذاب القبر والثعبان الأقرع الذى ينتظر الموتى، والملائكة الذين يحملون فى أيديهم «مرزبة» كجبل أحد يضربون بها الموتى فيخسفون بهم الأرض حتى الأرض السابعة، ثم يعودون مرة أخرى حتى يضربوهم ثانية وغيرها من الخطب المحبطة.
حتى إن أحدهم سُئل على الهواء مباشرة من شاب مقبل على الزواج ويريد أن يشترى أثاث منزله بالتقسيط من أحد المحال فأجابه الشيخ بأن هذا الزواج لن يبارك الله فيه لأن الشراء بالتقسيط حرام إلا فى حالات الضرورة القصوى مثل انتشار المجاعة أو لمرض مزمن وإن حالته لاتدخل فى بنود الحالات القصوى ولاتقبل استثناء، بالإضافة إلى تفسيرهم للأحلام والرؤى مثل الشيخ سالم الذى تخصص فى تفسير الأحلام فى خلق جو من التشاؤم بين السائلين، خاصة من السيدات والمشهد أو الحوار المتكرر للسائلة قبل أن يجيب عليها هو: هل أنت منتقبة فإذا أجابته بنعم كان جوابه متفائلا ومفرحا لها، وإذا أجابته بـ «لا» حتى لو كانت محجبة أجابها بما يصدمها ثم يطلب منها أن ترتدى النقاب حتى تتغير الرؤى ويبتعد عنها الهم والكرب.
ومن الفتاوى الفضائية إلى الفتاوى الأرضية التى تصدرها شرائط الكاسيت والتى تنتجها جهات فى الغالب غامضة ومعظمها تتكلم عن عذاب القبر وحياة البرزخ بعد الموت والمصير الذى ينتظرنا بعد الموت وخروج المسيخ الدجال ثم نزول المسيح إلى الأرض وغيرها من الموضوعات حول مصائر البشر فى هذه الشرائط الدينية التى تباع بأسعار لاتزيد على ثلاثة جنيهات للشريط الواحد، وكذلك أسطوانات الـ«سى. دى» والتى لاتزيد هى الأخرى على 4 جنيهات.
فوضى الفتاوى المزعجة للناس انتقلت أيضا لبعض «المساجد» لدرجة أن البعض أطلق عليها مساجد الإحباط وكلها تحولت إلى مرتع لعدد من المشايخ يفتون فيها كما يشاءون منها مسجد الهداية والرحمة والعزيز بالله بالقاهرة والتوحيد والنصر بشارع الهرم بالجيزة مسجد التوحيد ببلبيس وبنها والإسماعيلية ومسجد بهجة الإسلام وعمر بن الخطاب ببنها ومسجد التوحيد والحق بالمنصورة ومسجد ابن تيمية بكفر الشيخ بجوار محطة السكة الحديد وهو المقر الرئيسى للشيخ أبوإسحاق الحوينى ومسجد رب الأقصى بالإسكندرية الذى تخصص فى إلقاء محاضراته ياسر البرهامى وكذلك مسجد أبوحنيفة بالإسكندرية وهو مقر الشيخ محمد إسماعيل المقدم، وكذلك مسجد نور الإسلام للشيخ أحمد خطيبة وكذلك مسجد الفتح بالمعادى ومسجد الأرقم بمدينة نصر ومسجد الإمام مسلم بالإسكندرية والذى يحاضر فيه أحمد فريد، بينما فى الزقازيق يوجد مسجد طيبة ومسجد أنصار السنة، أما أشهر مشايخ الإحباط الجدد فمنهم أحمد فريد وإبراهيم الشربينى ومنصور رياض وعبدالمنعم عبدالمبدئ وأسامة عبدالعظيم وفريد عراقى وجمال قاسم وجمال سعيد ومحمد الجنيدى والشيخ أحمد يوسف والدكتور محمد عاطف وأحمد عيسى عاشور والشيخ فتحى أمين عثمان وأيمن إبراهيم خليل الذى يعد أحد أبرز قيادات السلفية فى الوقت الحالى. ويدور معظم خطابهم الدينى حول إطلاق اللحية والنجاة من عذاب القبر والثعبان الأقرع وعلامات يوم القيامة وتحريم خروج المرأة للعمل، فعلى سبيل المثال يركز أحمد فريد خطبه على حلق اللحية ويدعو الشباب إلى إطلاقها حتى تقبل صلاتهم ويتقبل منهم صالح الأعمال، أما الشيخ أسامة عبدالعظيم فتدور معظم خطبه مثل محمد حسان عن عذاب القبر ونعيمه وعلى ضمة القبر التى لن ينجو منها ميت واحد والتى تثير الفزع والرعب بين الحاضرين لدرجة تجعل الجميع يبكى بصوت مسموع ولافت للنظر أثناء شرحه.
ثم ينتقل فجأة إلى مناقشة الأمور الدنيوية ويتحدث عن أسباب الغلاء الذى نعيشه وأن سببه الرئيسى هو انتشار الفساد فى البر والبحر والجو وإنه انتقام من المولى عز وجل للمجتمع.
أما الشيخ سيد حسين وهو طبيب أطفال فى الأصل فيوجه أغلب خطبه فى مدينة بنى سويف مسقط رأسه وأغلبها تتركز أيضا على الموت وعلى يوم القيامة والجنة والنار ولاتوجد فى خطبه أى بارقة أمل للتفاؤل فى الحياة، فهو يشحن الحاضرين بالخوف والهلع مستغلا إجادته للشعر وإلقاءه بشكل مؤثر جدا خصوصا فى قصائده التى تتحدث عن الموت وعن عذاب القبر وأهوال يوم القيامة، بينما يخصص جزءا فى العبادة عن عمل المرأة وخروجها من المنزل وخلعها للنقاب وخروجها متبرجة أمام الرجل، مؤكدا أن خروج المرأة متبرجة سبب رئيسى من أسباب انتشار الفساد فى الأرض.
أما الشيخ أيمن إبراهيم خليل، فهو أحد القيادات المؤثرة فى الشباب والتى تدور خطبه للشباب فى الطاعة وعدم ارتكاب المعاصى والآثام من خلال حلق اللحية وارتداء الثوب القصير وتحريم الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة لأن الصلاة فيها غير جائزة.
فى حين يطالب الشيخ وحيد عبدالسلام دائما فى محاضراته بهدم الأضرحة التى بالمساجد لأنه لايجوز الصلاة فيها وتوجيه الدعوة للمرأة إلى العودة إلى المنزل وعدم الخروج للعمل لتجنب الفتن.
مشايخ التطرف بشكل عام يلقون خطبهم فى هذه المساجد فى خطبة الجمعة ودروس ما بعد المغرب والعشاء واللافت للنظر أن أغلبهم يرفعون رايات التشاؤم ورفض الحياة وأنه لامفر على الإطلاق من الخلاص من عذاب القبر، وقد نجح هؤلاء فى استغلال أوقات فراغ الشباب، خاصة العاطل منهم وجذبهم إلى مساجدهم لتأصيل نزعات اليأس والإحباط لديهم والسيطرة عليهم وتحريكهم كيفما يشاءون مثل قطع الشطرنج ليصبحوا وقودا للتطرف والإرهاب وأصبح هذا التيار المتطرف أو المحبط ينتشر فى ربوع مصر من أقصاها إلى أدناها بدون أن يوقفه أحد، خاصة أنهم يروجون بأنهم لايتكلمون فى السياسة على الإطلاق.
يعلق الدكتور محمد عبدالعظيم أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر على هذه الظواهر المنتشرة وبإصرار غريب بقوله: إن الإسلام دين يسر لا دين عسر، ودين تفاؤل ويدعو إلى التسامح، أما هؤلاء الذين يحبطون الناس فهم ينظرون إلى الدين من منظور ضيق وبعيد كل البعد عن الإسلام الصحيح، فهم يصورون للناس الدين على أنه عذاب القبر وأن جهنم فى انتظارهم مهما عملوا من حسنات وهذا خطأ عظيم لأن رحمة الله واسعة وقد وسعت كل شىء والله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به مهما عظمت الذنوب أو كبرت، فالله سبحانه وتعالى يغفرها بمجرد أن تاب الإنسان أو عمل صالحا خاصة أن الله سبحانه وتعالى جعل الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بواحدة ويمكن محوها بالتوبة والعودة إلى الله.
يضيف د.محمد عبدالعظيم: هذه الظواهر بأنها هجمة شرسة على الإسلام والمسلمين تحركها جهات لها مصالح فى ضرب المجتمع المصرى، وقال إن ترويج هذه الأشياء تجعلك محبطا ولاتفكر فى شىء من حولك لأنك قد انتهيت ومهما فعلت سوف تدخل جهنم وبئس المصير وبذلك سوف تترك عملك وتترك المجتمع وتنزوى إلى ركن جانبا أو تخرج لتكفر المجتمع وتكفر من حولك وتعيث فى الأرض فسادا كما فعلت الجماعات المتطرفة من قبل، والتى تبين أن أغلبهم كان محبطا لأنهم لم يجدوا عملا لذلك ساروا فى ركاب هذا التيار المتطرف الذى يستطيع أن يستغل أى ثغرة وينفذ منها للإنسان. أما الدكتور رشدى شحاتة رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية حقوق حلوان فيؤكد من جانبه أن الإسلام دين إقبال على الحياة ودين يدعو إلى العمل الجاد، بعيدا عن الإحباط ودين تفاؤل بعيدا عن التشاؤم وربنا سبحانه وتعالى دعانا للسير فى الأرض والنظر فى مناكبها ولم يدعنا إلى الجلوس فى أماكننا محبطين: وخطة هؤلاء المشايخ الذين يحبطون الناس أنهم يدخلون لهم من باب الجنة والنار حتى يستطيعوا أن يسيطروا عليهم ثم يشكلوهم كيف يريدون فأى إنسان تقنعه بأن النار فى انتظاره إذا لم ينفذ ما يطلب منهم بالتأكيد أنه سوف ينفذ لك أى شىء تريده منه وبسرعة شديدة.
وأضاف الدكتور رشدى شحاتة: هؤلاء المشايخ ينفذون أجندة خارجية ولهم تمويل خارجى، واستطاعوا فى غفلة من الزمن أن يكونوا نجوما فى الفضائيات التى فتحت لهم أبوابها على مصراعيها فخرجوا إلى الناس ليحبطوهم بأفكار بعيدة كل البعد عن الإسلام الصحيح وحديثهم عن الجنة والنار لايستند إلى أحاديث صحيحة أو آيات قرآنية بل يستند إلى إسرائيليات لا أساس لها من الصحة، وكذلك كلامهم عن النقاب واللحية وغيرهما من المظاهر الإسلامية فهم أول من حرم التليفزيون وحاربوا وجوده داخل المنازل وعندما وجدوا أنفسهم نجوما فى التليفزيون دعوا الناس لامتلاك التليفزيون واقتنائه لأنه أصبح لايتعارض على الإطلاق مع نشر فكرهم ودعواهم.
يوجه د.رشدى نصيحة لأبناء هذا المجتمع بقوله: أدعوا الجميع بعدم الاستماع لهم أو حضور مجالسهم لأن الإنسان عندما يصل إلى درجة عالية من الإحباط يمكن أن يفعل أى شىء فيمكن أن يقبل على الانتحار، وهذه جريمة لاتغتفر ويمكن أن يقتل أو يسرق أو يتظاهر فى الشارع أو يفعل أى شىء لأنه قد يئس من الحياة التى أصبحت لا قيمة لها فى نظره. ويختتم الدكتور شحاتة كلامه بالتأكيد على أننا جميعا مسئولون عن انتشار مثل هذه الأفكار المتشائمة لأننا سمحنا لمثل هؤلاء أن يظهروا فى الفضائيات وفى المساجد وفى الأماكن العامة واسطواناتهم بكل حرية ودون رقابة.
أما الدكتور عبدالمعطى بيومى أستاذ أصول الدين السابق بالأزهر فيصف هؤلاء الذين ظهروا فى غفلة من الزمن وحرموا كل شىء ونظروا للإسلام نظرة ضيقة بأنهم لايتطورون مع الحياة رغم أنهم يعلمون تمام العلم أن الإسلام دين كل زمان ومكان وتسامح وتفاؤل ودين عمل وجد واجتهاد.
ومع ذلك فهم لايريدون الاجتهاد ولايريدون التطور فلايزال الواحد منهم ينظر للوراء وكأنه يرتدى نظارة سوداء لاتفارقه، ونحن من جانبنا ننصح العامة ألا يستمعوا لهم أو يقرأوا لهم والدين أشمل وأعم وأبسط من ذلك ولانفكر فى كيفية عذاب القبر أو نعيمه ونفكر فقط فى الأعمال الصالحات التى توصلنا إلى الجنة.