تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الارهاب البيئي



فـاروق
02-13-2008, 09:40 AM
الأرض‏ ‏تحترق‏ ‏والجليد يذوب والدلتا قد تغرق ‏
الإرهاب‏ ‏البيئي‏ .. ‏خارج السيطرة؟‏! ‏

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/Health/2008/2/Thumbnails/T_9e31dcfa-3e90-4189-b534-52f24b19b988.jpgد. سمير محمود: سؤال عريض وحيرة كبيرة تسيطر على الملايين فى مصر من سكان الدلتا، خصوصًا وهم يتابعون التقارير والأنباء التى تنقلها وسائل الإعلام حول غرق الدلتا كأحد الآثار المترتبة على زيادة منسوب مياه البحر المتوسط الأمر الذى يعنى غمر المناطق الساحلية فى دلتا نهر النيل يمصر بمياه البحر نتيجة ذوبان الثلوج فى القطبين الشمالي والجنوبي الذي تسببت فيه ظاهرة الاحتباس الحرارى. السؤال الذى يردده العلماء قبل بسطاء الناس هل حقا ستغرق الدلتا نتيجة تطرف مناخ الكون؟ أم ان هذه مجرد احتمالات وتكهنات؟ وما العمل فى كل الأحوال لتلافى هذه الأخطار وتقليل حدة مخاوف البشر؟

التقارير الدولية تؤكد انه في حالة ارتفاع منسوب البحر علي الأقل في القرن المقبل سيكون له عواقب خطيرة فارتفاع منسوب البحر بمقدار متر واحد سيعني غرق ربع الدلتا واجبار 10.5% من سكان مصر والذين من المتوقع أن يصلوا إلي 160 مليون نسمة منتصف القرن الحالي يعيشون في الدلتا فقط، وهذا بالطبع سيعني تدمير كامل لزراعات القمح والأرز وباقي الزراعات في دلتا مصر، كما سيؤدي إلي تلوث المياه الجوفية ومياه النيل بمياه البحر ويجعلها غير قابلة لا للزراعة أو للري.


التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة تشير الى أن الدول الصناعية المتقدمة منذ عقود وقرون هي المسئولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها زيادة ثاني اكسيد الكربون في الجو.. إن الولايات المتحدة التي رفضت معاهدة كيوتو لحماية البيئة مسئولة عن 30 في المائة من الجريمة.. تليها أوروبا بنسبة 27,7 في المائة.. ثم استراليا بنسبة 13,7 في المائة.. واليابان بنسبة 3,7 في المائة.. وأمريكا اللاتينية بنسبة 3,8 في المائة.. والشرق الأوسط بنسبة 2,6 في المائة وافريقيا بنفس النسبة تقريبا.. ثم كندا بنسبة 2,3 في المائة.. يعملوها الكبار ويدفع ثمنها الصغار.


لكن بعض العلماء يرون أن احترار كوكب الأرض قد يكون جزءاً من دورة مناخية طبيعية، ولا دخل للإنسان أو لغازات الدفيئة فيها، وبرهانهم على هذا مرور الأرض بحالة مماثلة من الدفء العالمي في فترة ما قبل الثورة الصناعية، أي قبل تنامي أنشطة الإنسان وقبل تلوث الجو بغازات الدفيئة، ومرورها أيضاً بحالة من البرودة النسبية خلال حقبة السبعينيات رغم استمرار تنامي الانبعاثات الغازية والملوثات الجوية في تلك الفترة، ويرتكز تفاؤل هؤلاء العلماء على حقيقة أن مناخ الأرض يتصف بالديناميكية والتغير وتؤثر فيه عناصر وعوامل كثيرة جداً، طبيعية وبشرية، مما يعني صعوبة التمييز بين إسهام الأنشطة البشرية في هذا التغيير وبين دور العوامل الطبيعية في إحداثه. كما يرتكز أيضاً على أن تزامن زيادة نسبة غازات الدفيئة وتكاثرها في الجو مع ارتفاع متوسط درجة الحرارة على الأرض لا يعتبر دليلاً على حدوث الاحتباس الحراري.


ومع ذلك هناك من التداعيات العالمية الخطيرة ما يمثل جرس انذار لنا على المستوى المحلى كما يشير وحيد مفضل الباحث بمعهد المصايد وعلوم البحار بجامعة الأسكندرية حيث :

- ذوبان أجزاء كبيرة من القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند، مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى البحر بمقدار قد يصل إلى تسعة أمتار كاملة، وهو ما يعني غرق أجزاء كبيرة من الجزر الاستوائية والدلتاوات البحرية والمناطق الساحلية المنخفضة خاصة في شمال أوروبا وشرق أميركا ومصر وبنغلاديش والهند والصين.

‏ ــ ذوبان ثلوج جبال الإلب بسويسرا من عدة سنوات مما تسبب في إلغاء بطولات التزحلق علي الجليد المستمرة لعدم توافر الثلوج الكافية‏.

‏‏ ــ ذوبان ثلوج الهمالايا أعلي جبال آسيا بين الهند والتبت بنسبة‏7%‏ سنويا مما سبب فيضانات هائلة في نهري الجانج والميكونج في الصين وفيتنام‏,‏ وتوقع الخبراء أن هذه الثلوج ستذوب كلية خلال الــ‏18‏ عاما المقبلة.

‏‏ ــ اختفاء بعض الجزر الصغيرة في مناطق شرق آسيا ‏,‏ وكذلك جزيرة تدعي‏(‏ توفالو‏)‏ بدأ سكانها يهجرونها لارتفاع منسوب مستوي البحر عندهم‏.

- زيادة معدل انتشار الأمراض والأوبئة المستوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفود والكوليرا بسبب هجرة الحشرات والدواب الناقلة لها من أماكنها في الجنوب نحو الشمال، وكذلك بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة ونقص مياه الشرب النظيفة.

-تدمير أو انخفاض إنتاجية الشعاب المرجانية والغابات المدارية، و زيادة معدلات انقراض الكائنات الحية كنتيجة مباشرة لتدمير الموائل الطبيعية وعدم قدرة الكثير من كائناتها على التأقلم مع التغيرات الجديدة.

-زيادة نسبة الأراضي القاحلة وانخفاض الإنتاجية الزراعية كنتيجة مباشرة لزيادة نسبة الجفاف وتأثر عدد كبير من المحاصيل الزراعية سلباً بتغير درجة الحرارة والمناخ.

-تغير أنماط الأمطار والثلوج وتيارات المحيطات وارتفاع ملوحة وحموضة مياه البحر، وما يتبع ذلك من زيادة موجات الجفاف وحرائق الغابات وحدة العواصف وغير ذلك من الاضطرابات المناخية.
بيوت‏ ‏من‏ ‏زجاج


‏ ‏الدكتور‏ ‏مصطفي‏ ‏كمال‏ ‏طلبة‏ ‏خبير‏ ‏البيئة‏ ‏الدولي‏ ‏والمدير‏ ‏السابق‏ ‏لبرنامج‏ ‏الأمم‏ ‏المتحدة‏ ‏للبيئة‏ ‏أشار الى ان كل‏ ‏التقارير‏ ‏الدولية‏ ‏التي‏ ‏أصدرتها‏ ‏منظمة‏ ‏الأرصاد‏ ‏العالمية‏ ‏تؤكدا‏ ‏اننا‏ ‏مقبلون‏ ‏علي‏ ‏ارتفاع‏ ‏تدريجي‏ ‏في‏ ‏درجات‏ ‏الحرارة‏ ‏يتراوح‏ ‏بين‏ 7 ‏و‏ ‏إلي‏ 4.5 ‏درجة‏ ‏وهذا‏ ‏ناتج‏ ‏عن‏ ‏تزايد‏ ‏الانبعاثات‏ ‏الغازية‏ ‏وعلي‏ ‏رأسها‏ ‏غاز‏ ‏ثاني‏ ‏أكسيد‏ ‏الكربون‏ ‏الناتج‏ ‏عن‏ ‏المصانع‏ ‏والسيارات‏ ‏واستهلاك‏ ‏الوقود‏ ‏والفحم‏ ‏وهو‏ ‏عامل‏ ‏يسهم‏ ‏بنسبة‏ 50% ‏في‏ ‏زيادة‏ ‏درجات‏ ‏الحرارة

‏. ‏
واوضح‏ ‏طلبة‏ ‏ان‏ ‏الاحتباس‏ ‏الحراري‏ ‏او‏ ‏الدفء‏ ‏الكوني‏ ‏أو‏ ‏ظاهرة‏ ‏الصوبة‏ ‏الزجاجية‏ , ‏هي‏ ‏توصيف‏ ‏للحرارة‏ ‏المحتبسة‏ ‏في‏ ‏طبقات‏ ‏الهواء‏ ‏القريبة‏ ‏من‏ ‏سطح‏ ‏الأرض‏ ‏نتيجة‏ ‏لزيادة‏ ‏الاشعاع‏ ‏والتلوث‏ ‏وتغيرات‏ ‏درجات‏ ‏الحرارة‏, ‏انها‏ ‏اشبه‏ ‏بسيارة‏ ‏مغلقة‏ ‏تركها‏ ‏صاحبها‏ ‏لمدة‏ ‏ساعة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏مشمسة‏ ‏وحين‏ ‏عاد‏ ‏وفتحها‏ ‏وجد‏ ‏درجة‏ ‏حرارة‏ ‏الهواء‏ ‏بداخلها‏ ‏أعلي‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏درجة‏ ‏حرارة‏ ‏الهواء‏ ‏خارجها‏ ‏وذلك‏ ‏نتيجة‏ ‏نفاذ‏ ‏أشعة‏ ‏الشمس‏ ‏ذات‏ ‏الحرارة‏ ‏العالية‏ ‏من‏ ‏الزجاج‏ ‏بموجات‏ ‏إشعاع‏ ‏قصيرة‏ ‏فتقوم‏ ‏بتسخين‏ ‏الهواء‏ ‏داخل‏ ‏السيارة‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏بالطبع‏ ‏اقل‏ ‏في‏ ‏حرارته‏ ‏من‏ ‏الاشعاع‏ ‏الشمسي

‏, ‏فيكون‏ ‏شعاعه‏ ‏طويل‏ ‏الموجة‏ ‏ولا‏ ‏قدرة‏ ‏له‏ ‏علي‏ ‏النفاذ‏ ‏فتزيد‏ ‏حرارة‏ ‏الهواء‏ ‏داخل‏ ‏السيارة‏, ‏وهذا‏ ‏الأمر‏ ‏ينطبق‏ ‏علي‏ ‏كوكب‏ ‏الأرض‏ ‏التي‏ ‏ترتفع‏ ‏درجات‏ ‏الحرارة‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏مناطق‏ ‏شديدة‏ ‏التلوث‏ ‏حيث‏ ‏تحتفظ‏ ‏هذه‏ ‏المناطق‏ ‏الملوثة‏ ‏بالحرارة‏ ‏ولا‏ ‏تسمح‏ ‏بنفاذها‏ ‏او‏ ‏تسريبها‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏تنخفض‏ ‏فيه‏ ‏الحرارة‏ ‏في‏ ‏المناطق‏ ‏المحيطة‏ ‏والأقل‏ ‏تلوثا‏.
ويشير‏ ‏خبير‏ ‏البيئة‏ ‏الدولي‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏نقص‏ ‏الغطاء‏ ‏الأخضر‏ ‏علي‏ ‏سطح‏ ‏الأرض‏ ‏وقطع‏ ‏الغابات‏ ‏يتسبب‏ ‏بنسبة‏ 40% ‏في‏ ‏ارتفاع‏ ‏درجات‏ ‏الحرارة‏.‏
لمثل هذا الدفء آثار مباشرة كتمدد مياه البحار والمحيطات وذوبان الجليد في المناطق القطبية وسفوح الجبال العالية، مما ينتج عنه ارتفاع مستوى سطح البحر. وتقديرات هذا الارتفاع حسب الدكتور محمد القصاص خبير البيئة المصري تتراوح من 20 إلى 80 سم نتيجة تمدد كتل الماء بالحرارة،

ويقول القصاص "لو أضفنا إلى هذا ناتج ذوبان كتل الجليد في القطبين بفعل الدفء لزادت تقديرات الارتفاع.

ويواجه نهر النيل شريان الحياة في مصر، كما يقول وحيد محمد مفضل الباحث بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية، خطرًا يحدق بالمناطق الشمالية من دلتاه وتخومها الغربية، حيث يتهددها هذا الارتفاع في مستوى مياه البحار، وكل دراسة تجرى في العالم على أثر ارتفاع منسوب المياه على النطاقات الساحلية تتناول الدلتا المصرية تحديدًا بسبب عظم تأثرها.

مناطق الخطر
إذا ارتفع البحر مترا نزح 6,100,000 نسمة وغمر 4,500 كم مربع من الأراضي الزراعية
نهر النيل كغيره من الأنهار كتلة متحركة من المياه والرواسب تجري من منبع إلى مصب بقوة الطاقة التي تحملها، ويمتد لمسافة 6650 كم من بحيرة تنجانيقا في الهضبة الاستوائية إلى المصبات عند البحر المتوسط، ويغطي حوض النهر حيزًا فسيحًا من الأرض يقدر بقرابة 3 ملايين كم مربع، ويتصل بدول عشر هي:

مصر والسودان وإثيوبيا وإريتريا وكينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وبورندي وزائير. وتشير توقعات معظم الدراسات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة البيئي حول تأثير تغير المناخ إلى أن نهر النيل سيواجه شحًّا في مياهه قد يصل إلى 75% منها.

يضيف مفضل بعض الاعتبارات التى يراها بارقة أمل ونقطة ضوء منها أن ارتفاع مستوى البحر بسبب الاحترار العالمي وذوبان الكتل الجليدية هي فرضية مشروطة باستمرار معدلات التلوث الجوي على النحو السائد حاليا ومشروطة أيضا بعدم قدرة المجتمع العالمي على الحد من الغازات والانبعاثات الضارة المحفزة على التغير المناخي وأبرزها ثاني أكسيد الكربون.


وهذا معناه أنه لازال هناك أمل وبادرة أن يتم درء وتجنب ذلك الخطر، ولعل تعاظم وتشديد الجهود الدولية في الفترة الأخيرة، وليونة موقف أميركا، أكبر ملوث في العالم حاليا، تجاه المبادرات والاتفاقيات الهادفة للحد من الانبعاثات الضارة توحي وتزيد من هذا الأمل.

ثانيها أن مستوى سطح البحر أيا كان مقداره، وغرق أجزاء من السواحل أيا كان موقعها، لن يحدث بين يوم وليلة أو فجأة كما يتخيل البعض، بل سيأخذ ذلك بعض الوقت، وبالتالي ستكون هناك فرصة أكيدة لإجلاء وتهجير ساكني وقاطني هذه السواحل، ما يعني اقتصار مشكلة ارتفاع مستوى سطح البحر على الأضرار باقتصاديات هذه المناطق وعلى فقد مساحات شاسعة من الأراضي الساحلية، وهي مع الاعتراف بأنها من الخسائر الفادحة، فالأمر لن ينطوي على غرقنا فجأة كما هو معتقد.


ثالث هذ الاعتبارات أنه مقابل وجود احتمالية لارتفاع مستوى البحر بسبب أنشطة الإنسان الصناعية وغازات الدفيئة المنبعثة منها، هناك أيضا وفي المقابل احتمالية لحدوث تغير طبيعي (انخفاضا أو ارتفاعا) في مستوى البحر.

وهي ظاهرة طبيعية تعرف باسم, (التغيرات الثابتة في مستوى سطح البحر) تطال البحر تلقائيا كل فترة، ما يعني أن الظروف قد تكون رحيمة بنا بعض الشيء، وهذا إذا ما حدث انخفاض طبيعي في مستوى البحر، متزامن مع ذوبان الكتل الجليدية أو قبلها، ما يعني التخفيف من آثار الارتفاع الإجمالي الحادث.
ورابعها أن وضع مخاطر التغير المناخي في الاعتبار والاستعداد لها لا يعني بالضرورة هجر الأراضي الساحلية المنخفضة إلى مواقع داخلية مرتفعة، ولا يعني نثر البحر بحواجز بحرية ضخمة أو مصدات خرسانية باهظة التكلفة، بل يعني وضع خطة محكمة لاستخدام تلك الأراضي في إطار تخطيط إستراتيجي يتفق مع المخاطر المنظورة، ويتفق مع طبيعة هذه الأراضي، بحيث يتم تجنب عدم إقامة منشآت إستراتيجية أو حيوية بها.

الطوفان
العالم الدكتور فاروق البازأكد ان الدلتا ستغرق نتيجة ارتفاع مياه البحر بسبب الاحتباس الحراري ، مما سيدفع سكان مصر إلي الانتقال للعيش في الصحراء. وان صور الأقمار الفضائية تشير الى أن منسوب البحر الأبيض المتوسط سيرتفع من 30سم إلي 100سم بنهاية القرن، الأمر الذي يعني غمر المناطق الساحلية في دلتا مصر بمياه البحر خاصة وأن مياه البحر المتوسط ارتفعت صعودا بمعدل 0.8 بوصة سنويا خلال العقد الماضي،


وأنه بحلول عام 2100 سيكون ارتفاع منسوب البحر مدمراً لكل الشواطئ الرملية في كل الشواطئ المصرية، كما سيعرض الآثار الغارقة أمام شواطئ الإسكندرية للخطر الفعلي.

وان فيضان البحر يهدد مصر من منطقتين أساسيتين في دلتا النيل، هما الظهير الداخلي لمدينة الإسكندرية (بحيرة مريوط والأجزاء الغربية من محافظة البحيرة)، علما بأن هذه الأراضي تقع دون سطح البحر، ومنطقة شمال الدلتا (بحيرة المنزلة وبحيرة البرلس وتخومها الجنوبية) مما يعني أن المنطقة الساحلية في دلتا مصر بالغة الحساسية تجاه تأثيرات تغير المناخ بالشكل الذي يجعلها مهيأة لاستقبال عصر الطوفان العالمي، لا بسبب خطر ارتفاع مستوي البحر فحسب، بل أيضا بسبب العواقب علي الموارد المائية والزراعية والمستعمرات السياحية والإنسانية، فبناء علي النمط السكني الحالي، من المرجح نزوح مليوني شخص علي الأقل من مناطق الدلتا الساحلية، بسبب الفيضانات وخسارة الأرض الخصبة.



أما عن باقي الساحل المصري فمن المتوقع أن يؤدي ارتفاع البحر بين 0.5 متر إلي متر خلال القرن المقبل إلي ابتلاع البحر لحوالي 30% من مدينة الاسكندرية ومدينة بورسعيد هي الأخري مهددة بأخطار مماثلة، وقد نشر البنك الدولي مؤخرا تقريرا يؤكد علي أنه في حالة هذا السيناريو الأسوء فإن منسوب البحار سيرتفع حوالي 4.9 متر مما يسبب دمارا وخرابا شاملا، خاصة وأن مصر تتميز بأنها أرض منبسطة غير مرتفعة عن سطح الأرض.


يضيف الباز ان معهد مراقبة العالم، أعد تقريرا دوليا حول تهديدات ارتفاع مستويات البحار بحلول عام 2015 وأحصي 33 مدينة حول العالم ذات معدلات سكانية تصل إلي 8 ملايين نسمة، من بينها 21 مدينة هي الأكثر عرضة لخطر المياه المرتفعة،

وهذه المدن هي القاهرة والإسكندرية في مصر، ودكا في بنجلاديش وبيونس آيرس في الأرجنتين، وريودي جانيرو في البرازيل وشنغهاي وتيانجين في الصين، وبومباي وكالكتا في الهند وجاكارتا في أندونيسيا، وطوكيو وأوساكا وكوبي في اليابان ولاجوس في نيجيريا وكراتشي في باكستان وبانكوك في تايلاند ونيويورك ولوس أنجلوس في الولايات المتحدة.


وأشار الباز الى أن اللجنة الحكومية الدولية أصدرت تقريرا موسوعيا بعنوان تغير المناخ 2007 ، والذي أعده 600 خبير من 40 بلدا بينهم مصريون في ثلاثة أجزاء وهو ما يؤكد علي أن احترار النظام المناخي ليس مبالغا فيه، خاصة وأن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغت أقصي حد لها منذ 650 سنة بمعدل 379 جزءاً من المليون.


ملايين الغرقى
الخبير الإنشائي العالمي ممدوح حمزة مع القائلين بغرق الدلتا حيث قال - في لقاء تابعته مع برنامج القاهرة اليوم الذي يذاع على شبكة أوربت -أنه في عام 2001 اختفت سادس أكبر بحيرة فى العالم وهى بحيرة تشاد نتيجة ظاهرة التصحر وتغير مراكز الأمطار فى العالم، كما توقع غرق ثلث ولاية فلوريدا الأمريكية نتيجة ارتفاع منسوب مياه المحيط.

وتوقع حمزة - الذي يقود فريق من سبعة أفراد يعمل على إعداد الخرائط المستقبلية التى تظهر أثار هذه الظاهرة على مصر وخاصة المنطقة من رمانة إلى سيدى كرير - أن يصل ارتفاع المياه إلى متر كامل فى منطقة المطرية.وقال أن الردم الناتج عن حفر قناة السويس والذى تم وضعه على جانبي القناة أدى إلى ارتفاع الأراضى وحماية قناة السويس من الغرق فى المستقبل.وتوقع غرق أجزاء من مدن رمانة وبور فؤاد والقنطرة والمطرية والمنزلة ودمياط وفارسكور وبلطيم والخلالة والحامول وسيدى سالم وادفينا ورشيد ودمنهور وكفر الدوار وأبو قير وأبو المطامير.وأكد أن منطقة الضبعة التى من المتوقع أن يبنى عليها محطة نووية مصرية لن تغرق لانها منطقة مرتفعة.


وقال أن المساحة التى ستغمرها المياه في دلتا النيل تقدر بـ 1.4 مليون فدان وهو ما يمثل 25% من الأراضى الزراعية فى مصر التى تبلغ مساحتها 6 مليون فدان. مؤكدا أن المخاطر التى تهدد الدلتا أكبر بكثير من الساحل الشمالى، مؤكدا أن دلتا النيل تتعرض كذلك لهبوط مستمر من تلقاء نفسها بمعدل من 1 : 5 مليمتر فى العام نتيجة التغيرات البيولوجية بالإضافة إلى تعرضها للتآكل نتيجة التيارات المائية الشاطئية على البحر المتوسط.


وكما أكد أن أكبر تأثر على مستوى الكرة الأرضية سيحدث فى دلتا النيل بمصر وفى بنجلاديش، قائلا إنه إذا كان البشر الذين سيعانون من الكارثة فى مصر من 2.5 إلى 3 مليون فرد فإنه في بنجلاديش سيكون من 40 إلى 60 مليون فرد مهددون بالغرق.

الدكتور‏ ‏احمد‏ ‏عبد‏ ‏الوهاب‏ ‏استاذ‏ ‏علوم‏ ‏البيئة‏ ‏بكلية‏ ‏الزراعة‏ ‏جامعة‏ ‏الزقازيق‏ ‏علق‏ ‏علي‏ ‏الموضوع‏ ‏قائلاً‏:‏
بجانب‏ ‏الانبعاثات‏ ‏الغازية‏ ‏الصناعية‏, ‏تعتبر‏ ‏الزراعة‏ ‏مسؤلة‏ ‏هي‏ ‏الأخري‏ ‏عن‏ ‏ثلث‏ ‏ما‏ ‏تتعرض‏ ‏له‏ ‏الكرة‏ ‏الأرضية‏ ‏من‏ ‏حرارة‏ ‏وتغير‏ ‏في‏ ‏المناخ‏. ‏ومن‏ ‏المتفق‏ ‏عليه‏ ‏عموما‏ ‏أن‏ 25% ‏من‏ ‏انبعاثات‏ ‏الاحتباس‏ ‏الحراري‏ ‏من‏ ‏الغاز‏ ‏وثاني‏ ‏اكسيد‏ ‏الكربون‏ ‏تخرج‏ ‏من‏ ‏المصادر‏ ‏الزراعية‏ ‏وبخاصة‏ ‏عند‏ ‏ازالة‏ ‏الغابات‏ ‏وحرق‏ ‏الكتلة‏ ‏الاحيائية‏. ‏وياتي‏ ‏معظم‏ ‏غاز‏ ‏المستنقعات‏ ‏والمناجم‏ ‏الموجود‏ ‏في‏ ‏الجو‏ ‏من‏ ‏الحيوانات‏ ‏المجترة‏ ‏المنزلية‏ ‏وحرائق‏ ‏الغابات‏ ‏واراضي‏ ‏زراعة‏ ‏الأرز‏ ‏المغمورة‏ بالمياه‏ ‏والمنتجات‏ ‏المهملة‏ ‏في‏ ‏حين‏ ‏ان‏ ‏عمليات‏ ‏الحرث‏ ‏التقليدية‏ ‏واستخدام‏ ‏الأسمدة‏ ‏يستأثران‏ ‏بنسبة‏ 70% ‏من‏ ‏الأكسيد‏ ‏النتري‏ .


و‏ ‏قد‏ ‏توقع‏ ‏تقرير‏ ‏آخر‏ ‏وضعه‏ ‏مركز‏ ‏هادلي‏ ‏زوال‏ ‏الغابات‏ ‏الاستوائية‏ ‏بحلول‏ ‏العام‏ 2050 ‏وتحولها‏ ‏إلي‏ ‏صحراء‏ ‏وسوف‏ ‏تنتشر‏ ‏المجاعة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏القرن‏ ‏بسبب‏ ‏ارتفاع‏ ‏درجة‏ ‏الحرارة‏ ‏وتزحزح‏ ‏المناطق‏ ‏النباتية‏ ‏لمسافة‏ ‏تتراوح‏ ‏مابين‏ 400 ‏ـ‏ 640 ‏كيلو‏ ‏متر‏, ‏وحيث‏ ‏إن‏ ‏الأشجار‏ ‏والنظم‏ ‏البيئية‏ ‏المرتبطة‏ ‏بها‏ ‏لاتستطيع‏ ‏الهجرة‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏عدة‏ ‏قرون‏ ‏فسوف‏ ‏يحدث‏ ‏نقص‏ ‏شديد‏ ‏في‏ ‏الغابات‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المناطق‏ ‏أيضا‏ ‏والتي‏ ‏تعتبر‏ ‏الرئة‏ ‏الأساسية‏ ‏لامتصاص‏ ‏ثاني‏ ‏أكسيد‏ ‏الكربون‏.


سنوات‏ ‏الغليان
‏ ‏الدكتور‏ ‏مسلم‏ ‏شلتوت‏ ‏استاذ‏ ‏الشمس‏ ‏والفضاء‏ ‏بمعهد‏ ‏بحوث‏ ‏الصحراء‏ ‏بجامعة‏ ‏المنوفية‏ ‏تناول‏ ‏الموضع‏ ‏من‏ ‏زاوية‏ ‏أخري‏ ‏تتعلق‏ ‏بالطبيعة‏ ‏حيث‏ ‏اكد‏ ‏ان‏ ‏الرياح‏ ‏الشمسية‏ ‏ترفع‏ ‏من‏ ‏درجة‏ ‏حرارة‏ ‏الأرض‏ , ‏وتؤدي‏ ‏بمساعدة‏ ‏المجال‏ ‏المغناطيسي‏ ‏للشمس‏ ‏الي‏ ‏الحد‏ ‏من‏ ‏كمية‏ ‏الأشعة‏ ‏الكونية‏ ‏التي‏ ‏تخترق‏ ‏الغلاف‏ ‏الجوي‏ ‏للأرض‏ ‏والتي‏ ‏تحتوي‏ ‏علي‏ ‏جزيذات‏ ‏عالية‏ ‏الطاقة‏ ‏تقوم‏ ‏بالاصطدام‏ ‏بجزيئات‏ ‏الهواء‏; ‏لتنتج‏ ‏جزيئات‏ ‏جديدة‏ ‏تعد‏ ‏النواة‏ ‏لأنواع‏ ‏معينة‏ ‏من‏ ‏السحب‏ ‏تساعد‏ ‏علي‏ ‏تبريد‏ ‏سطح‏ ‏الأرض‏ ,‏وبالتالي‏ ‏فرن‏ ‏وجود‏ ‏هذا‏ ‏النشاط‏ ‏الشمسي‏ ‏يعني‏ ‏نقص‏ ‏كمية‏ ‏الأشعة‏ ‏الكونية‏ , ‏اي‏ ‏نقص‏ ‏السحب‏ ‏التي‏ ‏تساعد‏ ‏علي‏ ‏تبريد‏ ‏سطح‏ ‏الأرض‏ ‏وبالتالي‏ ‏ارتفاع‏ ‏درجة‏ ‏حرارتها‏ .


‏ ‏وانه‏ ‏بجانب‏ ‏غاز‏ ‏ثاني‏ ‏اكسيد‏ ‏الكربون‏ ‏الذي‏ ‏تحقن‏ ‏البيئة‏ ‏بـ‏ 25 ‏مليار‏ ‏طن‏ ‏منه‏ ‏سنويا‏ ‏إضافة‏ ‏لغازات‏ ‏الميثان‏ ‏واكاسيد‏ ‏الكبريت‏ ‏والنيتروجين‏ ‏فإن‏ ‏الانفجارات‏ ‏الشمسية‏ ‏التي‏ ‏يشهدها‏ ‏العالم‏ ‏سنويا‏ ‏والتي‏ ‏أصبحت‏ ‏في‏ ‏دورتها‏ ‏الـ‏23 ‏هي‏ ‏السبب‏ ‏في‏ ‏رفع‏ ‏درجة‏ ‏حرارة‏ ‏الكون‏ ‏حيث‏ ‏تصل‏ ‏درجة‏ ‏الحرارة‏ ‏علي‏ ‏سطحها‏ 6 ‏آلاف‏ ‏درجة‏.


تطرف‏ ‏المناخ‏
مخاوف‏ ‏العلماء‏ ‏لا‏ ‏تقف‏ ‏عند‏ ‏حد‏ ‏الدفء‏ ‏العالمي‏ ‏بل‏ ‏تتسع‏ ‏لتحذر‏ ‏من‏ ‏الجفاف‏ ‏والسنوات‏ ‏العجاف‏, ‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏الاطار‏ ‏المخيف‏ ‏توقعت‏ ‏دراسة‏ ‏اجراها‏ ‏خبراء‏ ‏من‏ ‏جامعة‏ ‏بن‏ ‏جوريون‏ ‏الاسرائيلية‏ ‏تحت‏ ‏رعاية‏ ‏اليونسكو‏ ‏ان‏ ‏يواجه‏ ‏الشرق‏ ‏الاوسط‏ ‏فترة‏ ‏جفاف‏ ‏ممتدة‏ ‏في‏ ‏المستقبل‏ ‏القريب‏, ‏وقال‏ ‏اري‏ ‏ايسار‏ ‏رئيس‏ ‏فريق‏ ‏الابحاث‏ ‏والرئيس‏ ‏السابق‏ ‏لمركز‏ ‏المياه‏ ‏في‏ ‏معهد‏ ‏ابحاث‏ ‏الصحراء‏ ‏بجامعة‏ ‏بن‏ ‏جوريون‏ ‏ان‏ ‏التقييم‏ ‏الذي‏ ‏توصل‏ ‏اليه‏ ‏فريقه‏ ‏بني‏ ‏علي‏ ‏معلومات‏ ‏تاريخية‏ ‏وجغرافية‏ ‏وهيدرولوجية‏ ‏ركزت‏ ‏علي‏ ‏التغيرات‏ ‏المناخية‏ ‏وتأثيرها‏ ‏المرجح‏ ‏علي‏ ‏مصادر‏ ‏المياه‏ ‏العذبة‏ ‏المتجددة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الاوسط‏.


واشار‏ ‏ايسار‏ ‏الي‏ ‏ان‏ ‏ارتفاع‏ ‏درجة‏ ‏حرارة‏ ‏الارض‏ ‏سيحدث‏ ‏انخفاضا‏ ‏بنسبة‏ ‏عشرين‏ ‏في‏ ‏المائة‏ ‏تقريبا‏ ‏علي‏ ‏كم‏ ‏الترسب‏ ‏السنوي‏ ‏للمياه‏ ‏وستكون‏ ‏هناك‏ ‏فترات‏ ‏اطول‏ ‏من‏ ‏الجفاف‏ ‏تشهدها‏ ‏المنطقة‏, ‏ومن‏ ‏المنتظر‏ ‏الا‏ ‏يحدث‏ ‏توزيع‏ ‏متساو‏ ‏لسقوط‏ ‏الامطار‏ ‏وانه‏ ‏قد‏ ‏تسقط‏ ‏الامطار‏ ‏لفترات‏ ‏قصيرة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏او‏ ‏اخري‏ ‏مما‏ ‏يؤدي‏ ‏لحدوث‏ ‏فيضانات‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏ان‏ ‏الاتجاه‏ ‏العام‏ ‏سيسير‏ ‏نحو‏ ‏التعرض‏ ‏لمواسم‏ ‏شتاء‏ ‏تتسم‏ ‏بقدر‏ ‏اكبر‏ ‏من‏ ‏الجفاف‏ ‏عن‏ ‏الماضي‏.


تحلية‏ ‏المياه‏ ‏
المخاوف‏ ‏ذاتها‏ ‏حذر‏ ‏منها‏ ‏الدكتور‏ ‏محمد‏ ‏الشهاوي‏ ‏استاذ‏ ‏ورئيس‏ ‏قسم‏ ‏الفلك‏ ‏والارصاد‏ ‏بكلية‏ ‏العلوم‏ ‏جامعة‏ ‏القاهرة‏ سابقا ‏حيث‏ ‏أشار‏ ‏الي‏ ‏ان‏ ‏خطورة‏ ‏الارتفاع‏ ‏الرهيب‏ ‏في‏ ‏درجات‏ ‏الحرارة‏..‏
يمكن‏ ‏ان‏ ‏تغير‏ ‏في‏ ‏انظمة‏ ‏الضغوط‏ ‏الجوية‏ ‏العالية‏ ‏وتؤدي‏ ‏لتحريك‏ ‏الهواء‏ ‏والسحب‏ ‏وبالتالي‏ ‏زحزحة‏ ‏احزمة‏ ‏الامطار‏ ‏فتقل‏ ‏كمية‏ ‏المياه‏ ‏العذبة‏ ‏القابلة‏ ‏للاستخدام‏ ‏وهو‏ ‏مايهدد‏ ‏العالم‏ ‏كله‏.


وحذر‏ ‏الشهاوي‏ ‏من‏ ‏اثار‏ ‏هذه‏ ‏المشكلة‏ ‏علي‏ ‏مصر‏ ‏حيث‏ ‏يمكن‏ ‏ان‏ ‏يترتب‏ ‏علي‏ ‏زحزحة‏ ‏حزام‏ ‏الامطار‏ ‏نقص‏ ‏المياه‏ ‏التي‏ ‏تصل‏ ‏الي‏ ‏بحيرة‏ ‏تانا‏ ‏بالحبشة‏ ‏وهي‏ ‏البحيرة‏ ‏التي‏ ‏تتجمع‏ ‏بها‏ ‏معظم‏ ‏مياه‏ ‏الامطار‏ ‏المؤدية‏ ‏للفيضان‏ ‏حيث‏ ‏تغذي‏ ‏النهر‏ ‏بـ‏ 86% ‏من‏ ‏مياهه‏.


وفي‏ ‏اطار‏ ‏استغلال‏ ‏المخاوف‏ ‏من‏ ‏قلة‏ ‏المياه‏ ‏القادمة‏ ‏من‏ ‏اثيوبيا‏ ‏الي‏ ‏مجري‏ ‏النيل‏ ‏تحاول‏ ‏امريكا‏ ‏وبعض‏ ‏الدول‏ ‏الاوروبية‏ ‏تسويق‏ ‏فكرة‏ ‏اقامة‏ ‏مشروعات‏ ‏لتحلية‏ ‏مياه‏ ‏البحر‏ ‏لتوفير‏ ‏مياه‏ ‏الشرب‏ ‏لبعض‏ ‏الدول‏, ‏لتشجيعها‏ ‏لهذه‏ ‏الدول‏ ‏علي‏ ‏شراء‏ ‏اجهزة‏ ‏التحلية‏ ‏او‏ ‏لفت‏ ‏انتباهها‏ ‏للحفاظ‏ ‏علي‏ ‏المخزون‏ ‏من‏ ‏المياه‏ ‏الجوفية‏, ‏وتلك‏ ‏مخاوف‏ ‏اضافية‏ ‏علي‏ ‏الدول‏ ‏النامية‏ ‏ان‏ ‏تتحسب‏ ‏لها‏ ‏خاصة‏ ‏في‏ ‏ظل‏ ‏الارتفاع‏ ‏الرهيب‏ ‏للتكلفة‏ ‏الاقتصادية‏ ‏لمشروعات‏ ‏التحلية‏.


عند قوم فوائد!
واضح‏ ‏العلماء‏ ‏انه‏ ‏في‏ ‏مقابل‏ ‏تلك‏ ‏الدول‏ ‏التي‏ ‏ستخسر‏ ‏من‏ ‏ارتفاع‏ ‏الحرارة‏ ‏ستستفيد‏ 52 ‏دولة‏ ‏نامية‏ ‏زراعيا‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الارتفاع‏ ‏الحراري‏ , ‏ومن‏ ‏هذة‏ ‏الدول‏ ‏الصين‏ ‏ودول‏ ‏آسيا‏ ‏الوسطي‏ ‏وكينيا‏ ‏وجنوب‏ ‏افريقيا‏ ‏ونصف‏ ‏دول‏ ‏أمريكا‏ ‏الاتينية‏ .‏ووفقا‏ ‏لدراسة‏ ‏حديثة‏ ‏لمعهد‏ ‏ماكس‏ ‏بلانك‏ ‏الالماني‏ ‏للأبحاث‏ ‏فأن‏ ‏دولا‏ ‏مثل‏ ‏روسيا‏ ‏وكندا‏ ‏وفنلندا‏ ‏والنرويج‏ ‏ستسفيد‏ ‏من‏ ‏الاحتباس‏ ‏الحراري‏ ‏بزراعة‏ ‏المناطق‏ ‏الجليدية‏ ‏حاليا‏ , ‏غير‏ ‏ان‏ ‏دولا‏ ‏كبري‏ ‏في‏ ‏انتاج‏ ‏الحبوب‏ ‏مثل‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏الأمريكية‏ ‏واوكرانيا‏ ‏وفرنسا‏ ‏واستراليا‏ ‏وبريطانيا‏ ‏ستعاني‏ ‏من‏ ‏الجفاف‏ ,‏وقد‏ ‏حذر‏ ‏علماء‏ ‏استراليون‏ ‏من‏ ‏ان‏ ‏الجليد‏ ‏علي‏ ‏قمم‏ ‏الجبال‏ ‏الاسترالية‏ ‏الشاهقة‏ ‏قد‏ ‏بدأ‏ ‏بافعل‏ ‏في‏ ‏الانحسار‏ ‏وربما‏ ‏تحول‏ ‏الي‏ ‏مياه‏ ‏خلال‏ ‏سبعة‏ ‏عقود‏ ‏مقبلة‏, ‏بفعل‏ ‏ارتفاع‏ ‏درجة‏ ‏حرارة‏ ‏الأرض‏ ‏وتطرف‏ ‏مناخ‏ ‏الكون‏.


الدلتا لن تغرق
على عكس الأراء السابقة أكد الدكتور سيد شرف الدين استاذ علوم البحار والطبيعة بجامعة الأسكندرية ان دلتا نهر النيل لن تغرق خلال الخمسين سنة المقبلة كما يشاع وان هذه الصحيحات التحذيرية لا ترتكز على حقائق علمية قوية ولكنها – بحسب رأى سيادته- ترديد لما يردده العالم منذ 20عاما من الزمن .

واكد شرف الدين ان العالم كله مشغول منذ أكثر من قرن بقضية التغيرات المناخية وما يترتب عليها من آثار ومن بينها ذوبان أجزاء ضخمة من الغطاء الجليدى للأرض فى القطبين خاصة مما يؤدى إلى ارتفاع مستوى سطح محيطات الأرض وبحارها وهذا ينذر بغرق مساحات هائلة من اليابس يدخل فيها مدن ومراكز حضارية ضخمة وهو ما يمثل كارثة بكل المقاييس .


وأوضح الباحث المصرى ان التغيرات الكونية لا تحدث فجأة أو فى مدى قصير بل أن الطبيعة تعمل على مهل ويستغرق التغيير زمنا طويلا والأهم من هذا ان فريقا من علماء البيئة والمناخ لهم رأى معاكس ومخالف تماما إذ يعتقدون أن الأرض مقبلة على عصر جليدى جديد
إذن ليس هناك إجماع من العلماء على تصور محدد ، وهذا ما يجعل العديد من الحكماء من العلماء يميلون إلى الرأى الثانى وعدم التسرع فى تبنى تصورات معينة ويرون أنه من الضرورى أن يتم تنشيط ودعم الأبحاث فى مختلف المجالات المتصلة بالمناخ الكونى والبيئة الأرضية للحصول على بيانات كافية لرسم صورة تعتمد عليها مراكز اتخاذ القرارات فى مختلف أنحاء العالم.


وطالب شرف الدين بانشاء قاعدة بيانات علمية حول الظواهر المناخية وتغيرات مستوى البحر على شواطئنا على مدى الخمسين سنة الماضية وهو ما يساعد على التنبؤ بالتغيرات المناخية المحتملة والارتفاع المتوقع فى سطح البحر خاصة انه قد تم جمع بيانات عن تغير سطح البحر فى مناطق متعددة من البحر المتوسط أمام دلتا نهر النيل خلا نصف القرن الماضى وخضعت هذة البيانات للتحليل على يد علماء متخصصون واكدت البيانات ان سواحلنا لن تغرق وان دلتا نهر النيل بخير ولن تغرق خلال الخمسين سنة المقبلة على عكس ما يشاع.

مجرد كلام
الرأى نفسه يؤيده وزير الرى العالم الدكتور محمود ابو زيد رئيس المجلس العالمى للمياه فقال التغييرات المناخية البعض يقول انها ستزيد المنسوب والبعض الاخر يؤكد العكس وكلاهما مخطئ خاصة انهم قالوا ايضا ان الدلتا سوف تغرق وده كله كلام فارغ وغير منطقي.


يعني لو وقفت علي كورنيش الاسكندرية وافترضت ان المنسوب سيرتفع 70 سم سوف تتأكد انه من المستحيل وصول المياه لمستوي ارتفاع الكورنيش وهذا كله كلام فارغ ومن يرددونه مخرفون.
و كما قلت ما فيش حاجة اسمها غرق الدلتا ولو ان هذا سيحدث فهو يحتاج الي الاف السنين بدليل ان وجود وادي الحيتان في الفيوم وعمره 42 مليون سنة وهو ما يعني ان مياه البحر كانت في هذه المنطقة قبل 42 مليون سنة ، وهذا يعني اننا نحتاج الي فترة لا تقل عن ذلك حتي يحدث ما تردده تلك الدراسات.

بوابة صناعية
وحول الحلول المقترحة لمواجهة هذه الكارثة قال الخبير الانشائى العالمى ممدوح حمزة أنه من الممكن أن يتم تنفيذ أحد مشروعين لمواجهة هذا الخطر المشروع الأول خاص بمصر وحدها والثانى يشمل الدول المطلة على حوض البحر المتوسط، أخذاً فى الاعتبار مصر هى أكثر الدول المطلة على المتوسط تعرضا للمخاطر بسبب عدم وجود دلتا أنهار مطلة على المتوسط سوى فى مصر.

وعن الحل الجماعي لدول المتوسط اقترح حمزة اشتراك تلك الدول فى مشروع إنشاء بوابة صناعية عائمة على مضيق جبل طارق تقلل من كميات المياه الداخلة إلى البحر المتوسط ، متوقعا أن يستغرق إنشاء تلك البوابة 10 : 15 عاماً وان تتكلف عدة مليارات من الدولارات.

أما عن الحل الداخلى فى مصر فقال أنه لا يمكن بناء حائط خرسانى ليصد المياه عن الشواطئ المصرية وحذر من أن هذا الحائط سيعد فقط المياه السطحية لكن المياه المتسربة من أسفل التربة ستتمكن من النفاذ وأيضاً إلى دلتا النيل نتيجة طبيعتها التى تسمح بمرور الماء وفقاً لنظرية الأوانى المستطرقة.
واقترح حمزة بدلا من ذلك إنشاء شاطئ جديد على الدلتا باستخدام التربة ورمال قاع البحر المغمورة أسفل مياه البحر المتوسط وإعادة ضخها على الشواطئ المصرية مما يزيد ارتفاعها لأعلى من مستوى البحر.بالإضافة إلى ذلك يتم بناء حائط من مادة البنتونيه أسفل التربة فى الدلتا لمنع تسرب مياه البحر من أسفل أراضيها.


وقدر تكلفة هذا الحل أيضا بعدة مليارات من الدولارات وقال من الممكن أن يتم فرض رسوم على من يستمتع بالشواطئ المصرية لتكوين صندوق يمول المشروع التى سيتم تنفيذه.
من جانبه أكد الدكتور عادل يحيى رئيس هيئة الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء سابقا أن مياه البحر المتوسط من أسفل تربة دلتا النيل وصلت حتى مدينة طنطا.


وقال أنه ليس من الضرورى بناء هذا الحائط على طول الدلتا ولكن فى بعض المناطق فقط
وقال مراقبون اليوم إن معارضة الولايات المتحدة الأميركية وكندا واليابان قد تفشل الجهود الرامية لتضمين تخفيض الانبعاثات الغازية -المسببة للاحتباس الحراري-بـ”خريطة طريق" مستقبلية لمفاوضات تغير المناخ.

حواجز خرسانية
حل شبيه اقترحه الخبير الهندسي مصطفي عبد المنعم الشيمي حيث اقترح بناء حاجز خرساني ركامي أمام سواحل الدلتا يبدأ من دمياط وحتي الإسكندرية بارتفاع عدة امتار تحددها الدراسات فوق سطح الماء علي قاعدة ركامية من صخور خاصة مثل صخور جبل عتاقة بالسويس‏,‏ المضادة للأملاح والتى لا تتجاوز مسافات كبيرة داخل البحر‏,‏ وفي المناطق الأقل عمقا يمكن الاستعانة بخرائط تبين الاعماق المناسبة لهذا السد الركامي وهذا الخرائط متوافرة لدي‏(‏ الجمعية الجغرافية الأمريكية‏nationalgeographic)‏ وذلك للتوفير في مواد الردم ويمكن التنفيذ علي مراحل علي عدة سنوات‏,‏ كل عام يتم التعامل مع عدد محدود من الكيلو مترات‏.


يضيف الشيمى قائلا: حتي اسهل الأمور أمامنا تجربة هولندا‏,‏ حيث أخذت مساحة كبيرة من قاع بحر الشمال وأنشأت حاجزا يفصل بحر الشمال الشديد الأمواج عنها واستطاعت ان تزيد مساحتها الزراعية وابدعت في ذلك وتغلبت علي ملوحة البحر بطرق علمية‏,‏ وصادراتها تزيد علي‏162‏ مليار يور وللعلم اسم هولندا الرسمي هو‏landneder‏ يعني الاراضي الواطئة‏.


‏ كذلك هناك تجربة جزيرة سنغافورة ذات المساحة الصغيرة زادت مساحتها بنسبة‏25%‏ من ردم جزر من بحر الصين الجنوبي برمال استوردتها من أندونيسيا‏.‏
اما خط الدفاع الثاني لإنقاذ الدلتا‏ على حد قول الشيمى فى حالة تسرب أجزاء من مياه البحر إلي الدلتا ، فهناك الطريق الساحلي الدولي الذي اقيم حديثا‏,‏ والذي يبدأ من السلوم الي العريش وهو بطول أكثر من ألف كيلو متر‏,‏ وقريب من البحر ومواز له‏,‏ وقد اقيم علي احدث تكنولوجيا إنشاء الطرق ليتحمل الطريق اوزانا أكثر من مائة طن‏,‏ وما يتطلب ذلك من إنشاء خوازيق عميقة جدا تتجاوز اعماقها طول الطريق ليتحمل الطريق أي أوزان تخترق بحيرات مصر العظمي‏,‏ وهي مريوط وإدكو والبرلس والمنزلة وبذلك يستخدم هذا الطريق كحاجز حماية للدلتا‏.

فـاروق
02-13-2008, 09:41 AM

ربما يرد المعترضون علي هذا المشروع الذي لابد من تنفيذه لإنقاذ الدلتا كيف سنصرف الزيادة في نهر النيل في مواسم الفيضانات العالية ــ اقول سيتم عمل محطتين رفع عملاقتين في مصبي نهر النيل في دمياط ورشيد تعملان في رفع المياه الزائدة عند الضرورة وحاليا توجد محطة رفع عملاقة في غرب مدينة الإسكندرية في المكس تقوم برفع مليون متر مكعب يوميا من مياه صرف الدلتا إلي البحر الأبيض‏,‏ وحتي لا تغرق الدلتا في مياه الصرف الزراعي‏.


تكلفة هذا المشروع ستكون مرتفعة جدا مليارات الدولارات وهو مشروع مضطرين لتنفيذه لإنقاذ امن وحضارة عاشت آلاف السنين وستعيش مثلهما إن شاء الله وكذلك إنقاذ مشروعاتنا البترولية العملاقة في إدكو ورشيد وبورسعيد ومحطات توليد الطاقة‏(‏ كهرباء ابو قير‏).


مجرد أفكار ومقترحات مهمة وخطيرة خطورة القول بان الاحتباس الحرارى مجرد افتراض وغرق الدلتا افتراض لن يحدث ولو حدث فلن يحدث قبل مضى آلاف السنين ن وأمام حالة الاختلاف هذه بين أراء العلماء نرجو ان يكون اختلافهم رحمة وألا نفيق على الكارثة أو نتحرك كعادتنا بعد فوات الأوان .

من هناك
02-13-2008, 04:15 PM
السلام عليكم،
رغم انني مقتنع تماماً بأن الخطر القادم هائل جداً ولا مفر منه إلا ان المقالة حافلة بالآراء اللا علمية:
* إرتفاع سطح البحر 9 امتار
* إختفاء ثلث فلوريدا
* زراعة المناطق الثلجية في كندا
* غرق الدلتا

صحيح إن ذوبان الثلوج يؤدي الآن إلى فيضانات ولكن هذا الأمر موسمي فقط لأن الصيف يأتي قاسياً ايضاً ولذلك ترتفع المزيد من ابخرة الماء مما يؤدي إلى شتاء اكثر قسوة. سوف يحدث الأمر بشكل موسمي وسنرى فيضانات اكثر. ولكن هل سيؤدي هذا لغرق السواحل؟

لا زال هناك اكثر من رأي علمي حول الموضوع ولكن معظم العلماء لا يخشون إختفاء مساحات من اليابسة بقدر ما يخشون من إختفاء سلاسل حيوية كثيرة جداً بشكل يقطع السلسلة الغذائية العالمية وقد تختفي الأسماك الصغيرة تماماً ثم تموت الأسماك الأكبر بالتدريج.

على اليابسة، هناك خوف من التصحر المستمر في مناطق الجنوب وإزدياد المسطحات المائية في الوسط وتحول الشمال من مناطق جليدية إلى مناطق معتدلة اكثر وهذا يعني ان البيئات الحيوية في كل مكان على سطح الأرض سوف تتبدل احوالها.