تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التفاهم الأمريكي الإيراني



مقاوم
02-12-2008, 11:23 AM
التفاهم الأمريكي الإيراني
د. عثمان قدري مكناسي


http://qawim.net/images/stories/Iran-Usa.jpg

http://qawim.net/exq.gif نقلت الجزيرة عن نيويورك تايمز في 8-2- 2008 أن وزارة الطاقة الأمريكية قدمت دعماً مالياً لاثنين من المراكز النووية الروسية التي تعكف على تصنيع أجزاء هامة من مفاعل في إيران، كشف هذا الخبر إحدى لجان مجلس النواب الأمريكي، وكان هذان المركزان الروسيان النوويان قدما لمسؤولين أمريكيين نسخاً من عروض البيع مُدرجاً فيها مفاعل "بوشهر الإيراني" كأحد المشاريع التي يضطلعان بها.

وعلى هذا فالإدارة الأمريكية على علم تام ورضى ببناء المفاعلات النووية الإيرانية. فلمَ التظاهر الأمريكي – على مدى سنوات عدة – بالحرص على وجوب توقف إيران عن بناء قوتها النووية، وإبداء الحزم وتجييش العالم للحد من اندفاع إيران في بناء قوتها النووية ؟

تمثيلية مازالت أمريكا تلعبها على مسرح الأحداث الشرق أوسطية لتصل إلى مآرب كثيرة لا تخفى على المتابعين لما يجري على الساحة العالمية من أحداث.

فأمريكا لم تدخل أفغانستان والعراق إلا بمساعدة عسكرية إيرانية، وتأييد إيراني إذ شاركت بعض وحدات الجيش الإيراني في القتال إلى جانب الجيش الأمريكي في أفغانستان، ولا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية البقاء في العراق لو تحركت الشيعة في قتال ضار ضدها في العراق، والإدارة الأمريكية تعلم ذلك علم اليقين، وتثمّن للإيرانيين هذا الموقف الداعم.

ولا بد من ثمن تطلبه إيران، وتدفعه الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ثمن لا يمكنها إلا أن توافق عليه وإلا خرجت مدحورة من العراق والمنطقة كلها. فهي – الإدارة الأمريكية – تجد صعوبة بالغة في محاربة مجاهدي العراق من السنة ويُقتل منها كل يوم أعداد كبيرة لا تعلن عنها على الرغم من تأييد الشيعة في العراق لها، فكيف لو انقلب هؤلاء - الشيعة الذين تغذيهم إيران وتدعمهم ضد إخوانهم من السنة - عليها ؟؟

طبعاً. لن يفعلوا ذلك فمصلحتهم الاستراتيجية أن يكونوا مع الولايات المتحدة الأمريكية لاغتنام الفرصة الذهبية في الوصول إلى إبادة السنة والقضاء عليهم في العراق. والتحكم فيه إلى الأبد – كما يخططون ويعلنون دون مواربة.

لو حاولنا تصنيف العملاء في العالم لرأيناهم أصنافاً وأنواعاً. منهم "الممسوح" الذي لا يستطيع إلا أن يقول نعم وينفذ الأوامر، فوجوده مرهون برضى السيد الذي يحميه ويثبته في سلطانه، ويقوّي مركزه، ويدعمه. وهذا النوع من العملاء يعرف قدراته ويقر بالفضل لمن صنعه أو دعمه ...

ومنهم من يقر بأن وجوده على رأس السلطة بتأييد من غيره إلا أنه يعلم أنه رقم يصعب إزاحته إلا بجهد قد يصعب أحياناً ويستدعي تنازلات من السيد لها قيمتها، فتراه يناور ويداور، ويحاول أن يُدل على السيد الذي يؤيده بخدماته القيّمة، ويطالب بثمن، ويفرض شروطاً ...
ومنهم من يرى نفسه نداً يُحسب حسابه، فيعمل لمصلحته أولاً وثانياً ويغتنم الفرص السانحة فيفرض شروطاً ويطالب بحصة كبيرة قد تفوق حصة من يتعامل معه ويقدم له الخدمات. ويرى مصالحه فوق مصالح الآخرين.

وأعتقد أن النظام السوري من القسم الثاني - كما ذكرنا في نهاية المقال - وأن إيران من النوع الثالث الذي نال حصة الأسد من دخول الولايات المتحدة مستنقع العراق، فبدأت تستغل الأحداث وتملي شروطها، وتلوي يد الإدارة الأمريكية وتحصد المكاسب، وتفرض نفسها أكبر قوة إقليمية في المنطقة، وليس للإدارة الأمريكية إلا الإذعان لهذه المطالب، والرضوخ لها.

كما أن الإدارة الأمريكية ترغب بوجود القوة الإيرانية التي يخيف تناميها الدول المصطنعة الضعيفة حولها الغنية ببترولها، فيصير وجود القوة الأمريكية مطلباً لا بد منه ترتجيه هذه الدول وتسعى له راضية راغبة لتحميها من القوة الإيرانية المتصاعدة بقوة وسرعة فتجثم القوات الأمريكية في بحار الذهب الأسود وتتمكن فيها معززة مكرّمة.

والتاريخ يؤكد أن العلاقة بين الدولة الفارسية والدولة العبرية لم تنقطع منذ أن وجدت إسرائيل، وأن هاتين القوتين المتفاهمتين خير أسلوب لتفتيت البلاد العربية وإضعافها.

ومن يتابع العلاقات بينهما يجد أن هناك تعاوناً أمنياً بين الدولتين ، وقد تبين أن عدداً كبيراً من العلماء النوويين الإسرائيليين يشرفون على بناء القوة النووية الإيرانية، وما التهديد الإسرائيلي بضرب المفاعلات النووية الإيرانية إلا ذراً للرماد في العيون. وأن المباحثات المكوكية الأوربية الأمريكية الإيرانية في السنوات الخمس الماضية في المفاعلات النووية الإيرانية والتي لا زالت مستمرة لم ينتج عنها سوى التمييع والمماطلة ليكسب الإيرانيون الوقت في الاستمرار في بناء القوة النووية الإيرانية.

وحين شعرت الإدارة الأمريكية أن جهودها في التستر على هذه القوة النووية وأن التهديد بضرب إيران أصبح سخافة ينبغي الانتهاء منها صدر بيان من المخابرات الأمريكية – أمرت به الإدارة الأمريكية – أنه تبين لـ " سي آي إيه " أن القنبلة النووية الإيرانية توقف العمل فيها عام 2003.

وهذا الإعلان الأمريكي يُخلي إسرائيل من تعهدها ضرب المفاعلات الإيرانية. ونؤكد مرة أخرى أن من مصلحة الدولة العبرية أن تكون الدولة الفارسية شرق البلاد العربية قوية تقتسم معها السيطرة على المنطقة كما فعلتا على عهد الشاه، وما يزال الاتفاق قائماً ...

صحيح أن إسرائيل والإدارة الأمريكية والغرب يرغبون أن تسير سورية في ركابهم بشكل صريح كغيرها من البلاد العربية، ولكن – باعتقادي – أنه لا بأس أن تسير في فلك إيران الحليفة الكبيرة للإدارة الأمريكية، وفي الوقت نفسه تقدم التنازلات وتبرم سلماً مع إسرائيل – وهو خيارها الاستراتيجي الذي تعلن عنه بصراحة. ولا بأس أن يعود النظام السوري إلى لبنان إذا تخلى نهائيا – نظرياً أو عملياً- عن المطالبة الخجولة بهضبة الجولان.

وقد صرح أقطاب الرابع عشر من آذار عن تخوّفهم من اتفاق كهذا دليله التراخي الأوربي والأمريكي عن تدفق الأسلحة الإيرانية عبر سورية إلى حزب الله اللبناني وتصريحات المسؤولين الأمريكيين بأنهم لا يريدون تغيير النظام السوري بل يريدون أن يغير سلوكه، كما أنهم يميعون إجراءات المحكمة الدولية – ويمطمطون فيها – ليسلس النظام السوري القياد لهم ويقدم أقصى ما يمكن من التنازلات.


http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=1994&Itemid=1

عزام
02-12-2008, 11:42 AM
ما رأي محللنا السياسي الاخ بلال بهذا الموضوع؟
عزام

مقاوم
02-12-2008, 12:21 PM
ما رأيك أنت أخي عزام؟؟

عزام
02-12-2008, 12:30 PM
رأيي باختصار ان هناك ما يسمى بالستاتيكو في السياسة او الخطوط الحمر
فلا يعقل ان يكون هناك تحالف بين ايديولجيتين مختلفتين مثل ايران والولايات المتحدة
انما هي حرب باردة وتوازن قوى وتقاطع مصالح ظرفي
ولك في دعم الولايات المتحدة لصدام حسين ومن ثم انقلابها ضده ابلغ دليل.
هم الولايات المتحدة الوحيد في المنطقة هو اسرائيل والنفط.
هذا على فرض صحة التحليل.
عزام

فـاروق
02-12-2008, 12:31 PM
طيب ماذا عن معارك حزب الله؟

لا يمكن بمكان وضعها ضمن قصة السينريوهات....هناك قتلى وخسائر وآثار صعبة على الداخل الاسرائيلي

انا اعتقد ان الامر كما يلي:

أمريكا وايران ومعهما اسرائيل وسوريا متفقتان على خطوط عريضة لا يتجاوزوها....ولكنهما يلعبان في ما دون ذلك ويوجهون ضربات تحت الخصر هنا وهناك كمحاولة لرفع اسهم التفاوض او الاستفادة اكثر من اقتسام الكعكة

سوريا لا تخاف على نظامها من المحكمة ولكنها تخاف من المضايقات والاستحوابات و الاستدعاءات والحصار....

أمريكا لا تخاف على خيار العرب الاستراتيجي...ولكن تخاف على جنودها وعلى ازعاج اسرائيل..وخربطة مشروعها في المنطقة

هل توافقون على ذلك...

عزام
02-12-2008, 12:45 PM
متفقون اخ فاروق
ولهذا شواهد كثيرة
نسمع احيانا ان بعض قادة القاعدة لجأوا الى ايران
او ان سوريا تفتح الباب امام المجاهدين السنة للقتال في العراق
او ان بعض العبوات الناسفة التي تفجر الدبابات الاميركية من ايران
كل هذه الامور من باب توازن القوى
وهنا اريد ان اطرح عليكم سؤالا قد يخطر ببالكم
اين توازن القوى بين دولة عظمى كاميركا ودولة اقليمية مثل ايران؟
هل من مجيب؟
عزام

مقاوم
02-12-2008, 12:50 PM
المقال لا يقول بالتحالف وإنما بالتفاهم بين أميركا وإيران وأظن أ، هذا ما تقولونه أنتم كذلك.
أما توازن القوى فيعتمد على تعريف القوة والميزان المستخدم.
إيران أقوى من أميركا في بعض المجالات أليس كذلك؟

عزام
02-12-2008, 01:21 PM
الحقيقة اخي الكريم ان توازن القوى مفهوم اصبح قديما اليوم.. هناك ما يسمى بتوازن الرعب
عزام

من هناك
02-12-2008, 05:20 PM
السلام عليكم،
انا لا اظن ان هناك تحالفاً مخفياً بين امريكا وإيران ولكن الدولتين تلعبان على حبل البراغماتية الطويل جداً وتريدان ان تحصلا اكبر قدر من المكاسب بدون وقوع نزاع مسلح او حرب جديدة.

إيران تعرف ان امريكا قد غرقت في وحل العراق وامريكا تعرف ان ايران نمر من ورق ايضاً بسبب كل المشاكل الداخلية التي تعاني منها. ولكن امريكا تحاول ان تعيد ايران إلى حظيرة الطاعة المتقلبة كما حصل مع كوريا الشمالية وايران تحاول ان تلعب في الوقت الضائع قبل ان يأتي رئيس قوي آخر.

ايعقل هذا وهناك خلاف إيديولوجي كبير جداً؟
اجل هذا ما حصل اكثر من مرة من 1962 حتى انتهاء الحرب الباردة وكانت امريكا يومها تمرر بعض الإشارات الإيجابية للإتحاد السوفييتي والعكس بالعكس.

من يربح إن طالت هذه اللعبة؟
امريكا طبعاً لأنها تدجن صقور ايران عن طريق العصا والجزرة وقد تربح ايران بعض النقاط ولكن على المدى البعيد، امريكا ستحول جيران إيران إلى الد الأعداء وهذا ما سوف يعيد إيران إلى عزلتها التقليدية التي عاشتها في القرن السابع عشر والثامن عشر.