تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لمصلحة من يتم إحياء مذهب الإرجاء



المهاجر7
02-11-2008, 06:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنظمة العلمانية هي المستفيد الأول من هذا التوجه
لما كان التصدي لشبهات وأباطيل أهل الابتداع، وكشفها وبيان زيفها وتهافتها بالحجج الساطعة، والبراهين القاطعة التي تدل على سوء معتقدهم وبعدهم عن الحق، ومجانبتهم لنور الهدى الذي لا يخفى على من يطلبه، وتوضيح خطر منهجهم على الإسلام والمسلمين، ومناقشة أقوالهم بعمق واستقصاء وتفصيل قوي، والتحذير منهم ومن بدعهم وكتبهم، هو واجب اليوم على كل من آتاه الله قسطاً من العلم، وهداه إلى الصراط المستقيم البعيد عن الأهواء وضلالات الآراء، كان هذا المقال الذي خطه أحد طلاب العلم بالجماعة الإسلامية المقاتلة، وأرسله لـ(الفجر) للتحذير من محاولات البعض إحياء مذهب المرجئة في مسمى الإيمان الذين يحصرون الكفر في كفر التكذيب فقط، والزعم بأن ذلك هو قول أهل السنة والجماعة، و تجرأ بعضهم فادعى الإجماع في ذلك، مع توضيح اعتقاد هؤلاء (المرجئة) والنظر إلى آثاره أثناء تطبيقه وإنزاله إلى الواقع

حرب خارجية .. وداخلية
فمنذ زمن ليس بالقريب وأمتنا الإسلامية هائمة في أودية الضياع ، عائمة في أبحر التيه ، تعصف بها أمواج الأفكار يمنة ويسرة ، وتقلبها أعاصير الفتن خافضة رافعة ، فلا تكاد تنجو من عاصفة إلا لحقتها أختها ، ولا تخرج من نكبة إلا تلتها نكبات أشد وأنكى ، قد نخر الضعف عظامها ، ومزق التفرق أوصالها ، وخلخل الجهل أفكارها ، فبقيت نهبة لأيدي المكر والكيد ، وغرضاً لسهام الحقد الدفين الكامن في قلوب أعدائها ، وتداعت عليها الأمم من كل حدب وصوب كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، فتبجح أمامها القوي بقوته ، وطمع فيها الضعيف لضعفها مع هوانه وذلته ، حتى بلغت دركات تتفطر لها الأكباد حسرة، وتذوب منها الأفئدة كمداً ، ولولا اليقين بموعود الله ببقاء طائفة من أهل الحق ثابتين عليه داعين إليه منافحين عنه لتسلل الشك إلى القلوب ، وتسرب الريب إلى النفوس ، ويئس المصلح من الإصلاح ، ولكن ..يأبى الله إلا أن يتم نوره ويعلى كلمته ولو كره الكافرون ، فالذي تكفل بحفظ كتابه هو الحافظ لدينه، والذي أمن سنة نبيه من التحريف والتغيير والزيادة والنقص، هو المؤمِّن لشريعته من عبث العابثين ومكر الماكرين وغلو الغالين وتفريط المفرطين ودسائس المندسين، لذلك لا يملك الناظر في تاريخ الإسلام بتأمل وتدبر ، وما تعرض له المسلمون في شتى العصور من كيد ومكر ودسائس وحروب استئصالية لا مثيل لها في التاريخ ، لا يملك إلا أن يقول آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، وإلا فلو كان ما تعرض له الإسلام والمسلمون من أعاصير الفتن وغوائل المحن منصبا على دين أرضي وشريعة بشرية لصارت أثرا بعد عين من أول جولة ، ألا ترى إلى الشيوعية وجيشها الأحمر العاتي الذي كانت ترهبه قوى الغرب وتضع له ألف حساب ، كيف صار؟ وإلى أي حال وصل؟ حتى غدت روسيا -وهي مهده وملجئه- تقتات مما تجود به أيدي المتصدقين.

إن الحرب التي شنت ولا تزال تشن على الإسلام ليست محصورة في حروب الجيوش والأجناد وإن كانت هذه أبرز مظاهرها وأشهر طرقها ، بل هناك الحرب الأخطر والأدهى والأمر والتي كلما أججت نارها وارتفع أوارها على هذا الدين بقيت آثارها ملازمة له على مدى قرون عديدة ، إنها الحرب التي تكون بأيدي من ينتسبون إليه ، ويتقمصون لباسه ، وهم قائمون بين صفوف أبنائه ، فانظر مثلا إلى ما فعله التتار مع فظاعته وبشاعته وما لاقاه المسلمون منهم من قتل وتشريد وتنكيل وسلب ونهب وهتك للأعراض واقتطاع لديار المسلمين حتى وصلوا إلى دار الخلافة وغير ذلك من الأحداث الجسام مما هو مشهور ومعلوم ، كل ذلك صار تاريخا مضى وقصصا تروى ، وتذكر للاعتبار وللاستفادة من بعض الفتاوى التي صدرت من العلماء فيما يتعلق ببعض أحكامهم ، ولكن لو نظرت في المقابل إلى الداء العضال المتمثل في علم الكلام والفلسفة والمنطق وما جره على هذه الأمة من التشرذم والتفرق والنـزاع والوهن والشك والتشكيك والحيرة وغير ذلك مما بقيت الأمة تعاني منه عبر العصور وإلى يومنا هذا ، مع أن ظهوره في الأمة كان تدريجيا، إلا أنه سرى في أوصال العلوم الإسلامية جميعها سريان السم في شرايين الجسد ، وتلقفه كثير من العلماء بتلهف وشغف ، فقعدوا له القواعد وأصلوا الأصول وهم لا يدرون أنهم بأفعالهم تلك يضعون السم في العسل ، وجعلوا كثيرا من تلك الأصول قواطع عقلية قطَّعوا بها أوصال الشريعة إربا ، وجعلوها حجبا عقدت بها العلوم الشرعية بعد أن كانت سهلة ميسرة للطالبين ، فلم ينج منه توحيد ولا تفسير ولا فقه ولا أصول ولا نحو ، بل وجعلوها من ضروريات الاجتهاد التي لا غنى لعالم عنها ، ولا وثوق بعلمه ما لم يتضلع منها ، مع العلم أن فحول العلماء الراسخين فيه تصدوا له منذ نشأته ، وحاربوه في مهده ، ونبذوا المشتغلين به وهجروهم وحذروا منهم أشد التحذير ، وبينوا مخاطره وعواقبه على الدين و الأمة ، وأنه وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في طرفي نقيض ، ولكن ذلك كله لم يوقف ذلك التيار الهائج عند حده ، ولم يستأصل شأفته ويقتلع نبتته ، ولم يثن من افتتنوا به عن المضي على نهجهم ، فبقيت آثاره السيئة المدمرة إلى يومنا هذا ، وجميع كتب العلم شاهدة على ذلك ، ومثل ذلك ما اصطلح على تسميته بالتصوف ، نشأ غرسة صغيرة لا تكاد تذكر أو ترى ، ولكن البدعة تجر إلى بدعة ، والانحراف يقود إلى مثله ، فترعرعت تلك الغرسة وارتوت من ساقية البدع ، وشقت طريقها عبر التاريخ ، غير مبالية بتعالي أصوات المنكرين ، وتشنيع المشنعين ، وتفرقت وتشعبت إلى أن صارت طرائق قددا ، ومذاهب شتى ، ورجعت عبادة الأوثان وقربات المشركين تحت عباءتها وفي كنفها غضة طرية ، حتى وصل كثير من أهل التصوف إلى دركة أحجم اليهود والنصارى عنها ، وخاضوا لجة قَصُرَ المجوس عن خوض غمارها ، كالقول بوحدة الوجود ، والحلول والاتحاد ، وألفوا في ذلك الكتب المطولة والمختصرة والمنثورة والمنظومة ، فأصبحتَ ترى أكفر الخلق وأشدهم إلحادا ومحادة لله ورسوله يلقب بالإمام الأكبر أو محي الدين أو بقية الأولياء وخاتمة الأصفياء ، وصارت الصوفية في أذهان أكثر العامة واعتقاد كثير من العلماء جزءا لا يتجزأ من الدين ، فاعتنق كل واحد من أولئك العلماء طريقة من تلك الطرق ، وهكذا جل البدع التي استفحل أمرها وعظم شرها في الأمة ، ظهرت بادئ ذي بدء صغيرة وربما كان قصد أصحابها حسنا ، ونيتهم صالحة ، كالاجتهاد في القربات والزهد في الدنيا ومناصرة آل البيت ونحو ذلك ، ولكن تلك المقاصد لم تضبط بضوابط الشرع ، ولم تقيد بحدوده ، بل أطلق لها العنان ، واتبعت فيها الظنون ، فكانت عاقبتها وخيمة ، وآثارها جسيمة ، ويكفينا من الأمثلة في ذلك (الخوارج) الذين هم من أكثر الناس صلاة وصياما وقياما وتلاوة للقرآن وزهدا وتقشفا ، غير أنهم لما جاوزوا الحد ، وتنطعوا في ذلك ولم يضبطوا عباداتهم بالعلم الصحيح ، وجعلوا السنن الثابتة محكومة بأهوائهم ، كانوا كلاب أهل النار ،وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ، وبين ما لمن قتلهم أو قتلوه من الأجر ، وما ذلك إلا لأنهم سلكوا سبيلا غير سبيل المؤمنين ، وأصلوا لأنفسهم أصولا وبنوا قواعد ليست من سنن الأولين ، ثم لم يزالوا يتمادون في غيهم ، ويتناهون في انحرافهم ، حتى صاروا _ لجهلهم _ يتقربون بقتل أهل الإيمان وترك أهل الأوثان ، ومع ذلك كله لم يكن قصدهم هدم الدين ، بل مقصدهم الأول ودافعهم الحقيقي هو نصرته ، ولكنهم ضلوا وزاغوا حيث اعتقدوا ما ليس دينا دينا ، فوالوا وعادوا عليه وقاتلوا لأجله ، وهم في ذلك كله يتقربون إلى الله بأفعالهم ، ويرجون ثوابه ويخافون عقابه ، ولا يعلمون أنهم ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، فالبدع خطرها على الإسلام كبير ، وشرها مستطير ، وهي من أعظم ما يفرق كلمة أهله ، ويفتح الباب لولوج أعدائه والوصول إلى مَقاتله

هذا وغالبا ما يكون للأحداث السياسية دخل في نشوء البدع أو تقويتها واستمرارها ، وهذا ظاهر من التتبع لبعض البدع التي انبثقت عن بعض تلك الأحداث ، وذلك إما بأن يتبنى بعض الأمراء شيئا من تلك البدع ، ويدعمها بالقوة والسلطان ، فيصبح الناس في قبولها بين راكن إليها مقتنع بها ، وبين مكره عليها ملزم بتبنيها ، وإما أن تتقوى البدع بردات الفعل القوية المقابلة للسلطة فتثير قلوب العامة وتميلها إليها ، خاصة إذا تبنى أهلها كثيرا من معاناتهم ومشاكلهم والسعي في استرداد مظالمهم ، كبدع الخوارج والروافض والجهمية وغيرها ، والاسترسال في الحديث عن ذلك وضرب الأمثلة التفصيلية يطيل بنا المقام ، ويخرج عن المقصود.

أم المشاكل .. الحكم بغير ما أنزل الله
وإذا طوينا تفاصيل صفحة الماضي مع استصحاب الصورة التي أشرنا إليها ، وانتقلنا نقلة إلى هذا العصر الذي نحيا همومه ونعيش مشاكله ، لرأينا أن أم المشاكل وأصلها التي يعاني منها الإسلام اليوم هي مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ، وتسلط زمر من المرتدين المتسترين بالإسلام على رقاب الأمة ، واعتناقهم لقوانين الكفر قلبا وقالبا ، وتحكيمها بين الشعوب ظاهرا وباطنا، والسعي الحثيث ليلا ونهارا بالترغيب والترهيب لسلخ الناس من دينهم ، وإبعادهم عن عقيدتهم ، وضرب الحجب التي تحول بينهم وبين معرفة ماضيهم ، وعزلهم عنه عزلا كاملا ، وإبدالهم بذلك ثقافات الغرب ومبادئه وقوانينه وسلوكه وأخلاقه وعاداته وأعرافه ، حتى بلغت كثير من بلاد المسلمين على أيدي هؤلاء الزنادقة مبلغا يعجز القلم والكلم عن وصفه ، وأوصلوا أمما بأكملها إلى حافة الهاوية ، وأوقفوها على شفا جرف هار يتمايل يمنة ويسرة ، ونكبوها في دينها ودنياها ، وتلك دركة _ لعمري _ عجز الاستعمار الغربي بحده وحديده وجده واجتهاده لعقود طويلة أن يوصل الأمة إليها، لا بل لم يطمعوا في الدنو منها.

ووسط هذا الضجيج والصخب ، ومن بين هذا الركام الثقيل ، قام أهل الحق من كل حدب وصوب ساعين لإرجاع الأمة إلى رشدها ، وتعالت أصواتهم لإنقاذها من ورطتها ، وتنبيهها من غفلتها ، فمستقل في ذلك ومستكثر، وقامت الجماعات في الأقطار الإسلامية لغاية واحدة ، وهي إقامة دولة إسلامية تحكم الخلق بشرع الله الحنيف الذي أقصاه الطغاة المارقون ، فطفح إذ ذاك ما كان يكنه المارقون من حقد وحنق على الإسلام والمسلمين ، وتمثل ذلك في الحرب الضروس التي صاروا يشنونها علنا على المتمسكين بدينهم ، فامتلأت السجون بالعلماء والدعاة والمصلحين والشباب الراجعين إلى دينهم ، وعلق خيار الناس وصفوتهم على أعواد المشانق جهارا نهارا ، وانتهكت أعراض الطاهرات العفيفات وسط دهاليز السجون المظلمة من غير حسيب أو رقيب ، وتخطف الشباب وطوردوا في مشارق الأرض ومغاربها ، وعقدت المؤتمرات والندوات والاجتماعات وتنوسيت الخلافات ، وأطبقوا على أن رجوع الشباب إلى ربهم واتصالهم بتاريخهم هو الخطر الداهم الذي يهددهم ، ولهذا اتفقت على حربه كلمتهم ، وتلاشت لأجله دعاوى عداواتهم ، وهذه أمور عرفها القاصي والداني ، وأدركتها الخاصة والعامة.

شبهات أوهى من بيت العنكبوت
فلما سلكت بعض الجماعات الإسلامية سبيل القتال لتغيير هذه الأنظمة ، وإقامة حكم الله تعالى، ورأت أن هذه السبيل يحتمها الشرع ويفرضها الواقع ، اعترض عليها البعض بأن البداية تكون بالتربية وتنشئة الناس على الدين الصحيح ، فكان محصل كلام هذا المعترض أنه يؤمن بأن هذه الأنظمة ليست شرعية ، ولا تستحق البقاء وأنه لابد من استبدال الحكم الإسلامي بها ، إلا أن الطريق إلى ذلك غير ما سلكته جماعات الجهاد ، فلما قوبلت أدلة المعترض بالرد ، وبين أنه لا تعارض ألبتة بين تربية الناس على الدين الصحيح ، وبين قتال هذه الأنظمة ، وأن تلك التربية ستكون ناقصة إلى أقصى حد مادامت هذه الأنظمة باقية على رؤوس الناس ، وأن أفضل أنواع التربية تلك التي تتم في ساحات المواجهة ومعسكرات الإعداد إذا أحسن استغلالها وأتقن استخدامها ، انتقل المعترض إلى طريقة أخرى من طرق الاعتراض ، وهي أن تكوين الجماعات وعقد البيعات لمواجهة الأنظمة الحاكمة يعد من البدع المحدثات التي لا تعرف عن أحد من سلف الأمة ، وبالتالي فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، ثم أنتم فاقدون للقدرة على خوض غمار المعركة ، فكيف تواجهون الدبابات والطائرات والأسلحة المتطورة والجيوش الجرارة المدربة ، بأسلحة بسيطة بدائية مع قلة العدد وضعف الموارد ، وما زال المعترض مقرا ومقتنعا بأن الأنظمة الحاكمة يجب تغييرها ، ويرى عدم شرعيتها ، إلا أنه يخالف في الطريقة التي تسلك في إبعادها والتوقيت الذي يتم فيه ذلك ، فلما نوقش بالأدلة الشرعية على شرعية إنشاء الجماعات ذات الإمرة والبيعة ، وأن ذلك مما كان معلوما عند السلف ، والقصص التاريخية من لدن الصحابة فمن بعدهم شاهدة على ذلك ، وأن التفكير في تغيير هذه الحكومات المتمكنة بجيوشها وقوتها من دون تنظيم وتخطيط وإمرة وسمع وطاعة لهو أمر أشبه بالوهم والخيال ، وبشأن المواجهة مع قلة العدة ضربت الأمثلة الواقعية على أن خير مصدر للسلاح هو أيدي الأعداء كما جرى في أفغانستان لما وقفوا في وجه الجيش الأحمر العاتي ، وأن المعركة تبدأ صغيرة وتتطور شيئا فشيئا إذا أحسنت إدارتها، عندها انتقل المعترض إلى نوع آخر من الاعتراض ، وهو أن الخروج على الحاكم لا يجوز ما دام باقيا على إسلامه كما هو معلوم بين علماء الأمة، والحكام القائمون على بلاد المسلمين هم مسلمون ومن ثَمَّ يحرم الخروج عليهم ، وأن فكرة الخروج على الحاكم بالسيف فكرة خارجية ، فكان هذا الاعتراض نقلة خطيرة وكبيرة في سلسلة التنقلات الفكرية المنصبة على الابتعاد عن المواجهة المسلحة مع الأنظمة ، والبحث عن المسوغات الشرعية والواقعية التي يستند إليها ويعتمد عليها في ذلك ، تلك النقلة الخطيرة والتي بدأت بإضفاء الشرعية على زنادقة محادين لله ورسوله وإلباسهم ثوب الإسلام ، وهو في حقيقة أمره هدم لكل الاعتراضات السالفة الذكر المقرة _ على الأقل ضمنيا _ بعدم شرعية تلك الأنظمة وأن تغييرها وإقامة البديل عنها شيء حتمي وحق شرعي، إلا أنه وبعد هذه النقلة الأخيرة لم يعد الأمر مقصورا على الطريقة أو الكيفية التي يتم بها تغيير هذه الأنظمة ، بل انتقل من الاعتراض على أصل فكرة التغيير ، إلى التبرير لتلك الأنظمة والتنقيب عن الأدلة التي تصبغ عليها الشرعية ، وهي بداية للتغليظ في الإنكار على الخارجين عليها ، وعدهم في زمرة الخارجين عن السنة، إلا أن هذه النقلة ومع آثارها السيئة فهي مازالت في مجال الأخذ والرد والمناقشات الدائرة حول أدلة جزئية فرعية إذا ما نظر إلى المواضع التي يدور فيها ذلك الجدل ، فمبدؤها كان حول قول الله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ، والكلام على المقصود بالكفر في الآية هل هو الأكبر مطلقا أم الأصغر مطلقا أم التفصيل ؟ ثم إذا قيل بالتفصيل ففي أي قسم من أقسامه يكون هؤلاء الحكام ؟ وما هو توجيه ما أثر عن ابن عباس رضي الله عنه في ذلك ، فكان هذا الموضع وما شابهه هو محل النقاش ، هذا وليس الغرض هنا الخوض في تفاصيل هذه المسألة ولا مناقشة الأقوال المتعلقة بها ، فهي قد أشبعت بحثا ونقاشا وكتبت فيها الكتب والرسائل والمقالات وألقيت فيها الخطب والمحاضرات.

اسباغ الشرعية على الأنظمة الحاكمة
لكن المقصود أن هذه النقلة وإن كانت مؤشرا على الانجراف نحو هوة سحيقة لما ترتب عليها من إسباغ الشرعية على الأنظمة الحاكمة ، إلا أن باعثها هو سوء فهم وخطأ استخدام لدليل شرعي جزئي وإنزال له في غير موضعه ، وإلى هنا يعد الأمر هينا إلى حدٍ ما ، ولكن لما تصدى لهم العلماء وطلبة العلم وفندوا ما تشبث به أهل ذاك القول من الشبه ، وبينوا خطأهم الفاحش في ذلك ، وشهَّروا فتاوى العلماء الأوائل المتعلقة بحال هؤلاء الحكام وحال أمثالهم ، وبينوا الكفر الصراح البين الذي تلبس به هؤلاء الحكام مما لا يمكن دفعه أو المواربة فيه ، وأنه لا ملجأ من القول بكفرهم إن سُلك نهج أهل السنة في الاستدلال - لجأوا إلى القول بأن هؤلاء الحكام المتحدث عنهم لا يمكن القول بكفرهم لأنهم لم يستحلوا الحكم بالقوانين الوضعية! ، وأن كفرهم كفر عملي وليس كفرا (اعتقاديا) !! ، وما داموا كذلك فهم لا يزالون مسلمين ، والأدهى من ذلك والأمرّ نسبتهم هذا القول لأهل السنة والجماعة ، وأنه القول الذي لا يجوز مخالفته بحال ، بل تجرأ بعضهم فادعى الإجماع في ذلك ، فقالوا قولا عظيما وزلوا زلة قبيحة ، ثم اتسع نطاق الدائرة وازداد مجال الخلاف ليكون الحديث حول حقيقة الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة ، وصار الحديث عن كفر الحكام وعدمه جزئية من جزئياته وفرعية من فروعه ، بعدما كان هو أصل المناقشات وسبب المجادلات ، وبذلك لم يعد الحديث مقصورا على كفر هؤلاء الحكام من عدمه، ولا حول الحكم بغير ما أنزل الله، ولم تعد قضية الخروج عليهم وقتالهم من مهام المسائل المثارة معهم ، بل الأمر كما نرى صار متعلقا تعلقا مباشرا بالحديث عن حقيقة الإيمان والكفر ، وهي الحلبة التي أثيرت فيها المجلبة ، وكما هو معلوم فهي أول المسائل التي وقع فيها الخلاف داخل الأمة، وبدأت تفترق بسببها إلى فرق شتى ، وبلغ فيها النـزاع أقصاه ، ولقد نحا فيه أصحاب الاعتراضات المذكورة منحى خطيرا ، حيث بدأوا في تكريس مذاهب أهل الابتداع وإحيائها بعد أن كادت تندثر ، وقووا عودها وكان قد قارب الانكسار ، وليس ذلك وحده هو مكمن الخطر ، ولكن نسبتهم كل ما قالوه وتبنوه وأصلوه من الأقوال المنحرفة إلى السلف الصالح ، وزيادة على ذلك دعواهم أن من خالف تلك الأقوال التي اعتنقوها مخالف للسلف ومتبع غير سبيل المؤمنين ، وبما أن مصدر الشبهة وسببها الأول كما ذكرنا هو ظهور الحكام المرتدين ، وإثارة قضية الخروج عليهم بين المسلمين ، فلا غرابة إذاً أن تكون الآثار السيئة الناتجة عن طرح هذه الأفكار الردية متجاوزة للخلاف العلمي المحض الذي يقتصر على تناول المسألة من جانبها النظري فقط ، بل كانت آثار تبني واعتناق هذه البدعة الشنيعة بينة جلية على ساحة العمل الإسلامي ، إذ أنهك انتشارها قوى الصحوة الإسلامية ، وأوهى كلمتها أمام أعدائها ، وجعلها عرضة لسهامهم ، وأعطاهم المسوغات في كثير مما يرتكبونه ضد الشباب المسلم ، وليس هذا تخرصا من القول ولا ضربا من الوهم ، بل هي حقيقة واقعية يلمسها ويشعر بها ويعاني منها كل من له أدنى اطلاع على ما يتجدد في الساحة الإسلامية يوما بعد يوم، فماذا ننتظر من شخص يعتقد أن ذلك الحاكم لا يمكن أن يسلب منه وصف (ولي الأمر) ولو حكَّم من القوانين ما حكَّم ، بل ولو شرَّع وأصَّل وفرَّع ، ما دام يفعل كل هذه الأمور بغير استحلال ودون قصد المخالفة للشريعة الإسلامية ، زيادة على ذلك أن كثيرا من أصحاب هذا الفكر قد تمحلوا في استخراج المعاذير والمخارج التي يدفعون بها القول بكفر من حكم بغير ما أنزل الله ، وتعسفوا في ذلك أيما تعسف ، مما لم يحلم به أولئك الحكام ولا خطر لهم على بال ، فكانت أغلى هدية تقدم إليهم في وقت بدأت تنكشف فيه سوآتهم وتظهر للشعوب حقائقهم ، وامتزج عند كثير منهم قلة العلم بالدين مع الرغبة في التملق لأولئك الحكام والتقرب منهم بشتى الطرق، فخرجت تلك المعاذير والاحتجاجات من خليط الشبهات والشهوات ، ولهذا غلب على رؤوس هذا التيار التعرض للعلماء والدعاة الذين عرف عنهم التصدي لطغيان الحكام واشتهروا بتعريتهم أمام الشعوب.

أشداء على المسلمين .. رحماء على الطواغيت
ألا ترى كيف تعج المكتبات بكتبهم التي امتلأت بالطعن في أولئك الدعاة لا سيما الذين كانوا علما بارزا _ كسيد قطب رحمه الله _ في كشف حقائق تلك الأنظمة وبيان حكمها في دين الله تعالى ، بينما لا تجد كتابا واحدا من هؤلاء يتكلم فيه كاتبه _ على الأقل _ عن ما يرتكبه الحكام وما اشتهروا به من الإجرام ضد الشعوب المسلمة وقيامهم على نشر الرذيلة والعهر والفواحش بينها والدعم المباشر الذي يقدمونه علنا لليهود والنصارى ، فتغافلوا عن هذه الأمور كلها وغيرها وراحوا يبحثون عن كل ما يثبتون به صحة إسلام أولئك المجرمين ويقررون ولايتهم ، في حين لم يتورع كثير ممن نحى هذا المنحى أن يكون عينا على الشباب المسلم يتابع حركاتهم وسكناتهم في بلاد عرف حكامها بأنهم أعتى وأظلم وأكفر من على وجه الأرض مدعيا أنه واقف في صف الإمام أو ولي الأمر ضد (الخوارج الذين يشقون عصا الطاعة ويثيرون الفتن والقلاقل.

ولم يتردد كثير منهم أن يسدي النصائح لأمثاله بأن يبلغ السلطات الحاكمة _ وبغير تردد أو تحرج _ عن المجاهدين الذين يرى خطرهم على الأمة أشد وأنكى من غيرهم ، فانظر رحمك الله إلى أي مدى يصل الجهل بصاحبه ، وإلى أية حالة يبلغ اتباع الأهواء بمن أسلم القياد له ، وكم يتقلب المرء في ظلمات الشبهات وهو يظن أنه على بصيرة من أمره ، وما ذلك إلا لأن المرء لم يكن متجردا في طلب الحق ، ولاستمرائه التقديم بين يدي الله ورسوله فكان عاقبة أمره خسرا ، (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)

إننا نعلم أن كثيرا من الناس الذين وقعوا ويقعون أسرى للشهوات وكبلوا أنفسهم بأغلالها ، غالبا ما يسهل إنقاذهم منها ، وإخراجهم من ضيقها وفكهم من شراكها ، أما هؤلاء الذين يتدينون بمثل هذه الأفكار المشوبة بشوائب الأهواء ويجتمعون على شبهات واهية وخزعبلات بالية أصلوها وقعدوها ورسخوها في قلوبهم حتى أُشربتها ، فما أصعب أن يتخلى أحدهم عن معتقده ، وما أبعد أن تراه منقذا نفسه من ورطته ،كيف _ وكثير منهم _يعتقد أنه يتقرب إلى الله بذلك، وأن ما عليه هو وأصحابه الحق الذي لا حق سواه ، وأن مذهب السلف وأهل السنة والجماعة لا يخرج عما هو فيه بحال، وأن من خالف ونازع في ذلك فهو في حقيقة أمره خارج عن طريق السلف وعن مسمى الطائفة المنصورة ، {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} ، بل إن التاريخ والواقع يشهدان على أن من سلك مثل هذا المسلك تمادى به الضلال ، واستهوته الأهواء إلى أن تبلغ به أحط الدركات ، واستدرجته الشبهات حتى توصله أحلك المتاهات، وقلما يؤوب مثلهم إلى رشده ، ويرجع إلى صوابه.

إن التصدي بقوة وحزم لشبهات أصحاب هذا التيار ، وكشفها وبيان زيفها وتهافتها وتفاهتها بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة التي تدل على سوء معتقدهم وبعدهم عن الحق ومجانبتهم لنور الهدى الذي لا يخفى على من يطلبه ، وتوضيح خطر منهجهم على الإسلام والمسلمين ، ومناقشة أقوالهم بعمق واستقصاء وتفصيل قوي ، والتحذير منهم ومن بدعهم وكتبهم ، لَهو واجب اليوم على كل من آتاه الله قسطا من العلم ، وهداه إلى الصراط المستقيم القويم البعيد عن الأهواء ومضلات الآراء ، لأن الأمر لم يعد مسألة اجتهادية جزئية يتسع لها الخلاف ويقبل فيها تباين وجهات النظر ، فالنـزاع فيها ليس كالنـزاع في غيرها من المسائل ، بل الأمر _ والحق يقال _ صار لبنة توضع كحجر أساس لفرقة مبتدعة ستكون لها أصولها وقواعدها ومعتقداتها التي بدأت تتبلور وتتشكل شيئا فشيئا ، ولا يخفى على أحد أن كتبها ومجلاتها ورسائلها غدت تغزو المكتبة الإسلامية وتنتشر بين أيدي الشباب ويتلقفها طائفة منهم بشغف ولهف ، مع ما فيها من الانحرافات والمخالفات الواضحات البينات ، وأن داءها العضال قد أصاب شريحة واسعة من شباب الصحوة الإسلامية ، وأحدثت شرخا كبيرا وجرحا مؤلما في جسدها ، وانظر على سبيل المثال لا الحصر كتاب (إحكام التقرير لأحكام التكفير) تأليف مراد شكري وتقديم علي حسن عبد الحميد ، وكتاب (مجتمعنا المعاصر بين التكفير الجائر والإيمان الحائر) لمحمد بن إبراهيم شقرة ، وكتاب (الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير) لكاتبه خالد العنبري ، وكتاب (ضبط الضوابط في الإيمان ونواقضه) لأحمد بن صالح الزهراني ، وغيرها من الكتب التي اشتهرت في هذا المجال ، ورفعت لواء نشر هذه البدعة الشنيعة ، وبعثها من جدثها بعد البلى، حيث تقرر بوضوح مذهب المرجئة الذين يحصرون الكفر في كفر التكذيب فقط ، ويخرجون الأعمال من مسمى الإيمان ، وحشروا وحشدوا الأدلة التي لم يرها الأولون ولا توقعها الآخِرون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

تنبيه هام
ولكن ثمة أمر نريد أن نشير إليه وننبه عليه هنا ، وهو أن مسلك التنقيب عن الأدلة من السنة ، والتعسف في لي أعناق النصوص ، والتكلف في إخضاعها لتوافق معتقد القوم ومذهبهم ، والتمسح ببعض نقولات العلماء من الأئمة المتقدمين وغيرهم ، إنما ألجأهم إليه الصيحات العالية الداعية للرجوع إلى مذهب السلف ، واستهجان الشباب الاشتغال بعلم الكلام ، والنفور من تعقيداتهم وحدودهم ، فلم يجد القوم بداً من أن يلبسوا دعواها الباطلة ثوب الاقتداء بالسلف ، وأن يدللوا على صدق تلك الدعاوى ببعض الأحاديث والآثار ونقولات العلماء ليمعنوا في التضليل ويوغلوا في التعمية ، وليموهوا بها على ضعاف العقول ، حتى ولو أدى ذلك إلى بتر النصوص والافتراء المفضوح والتقول المكشوف على بعض العلماء ، وأخذ الأدلة التي توافق الهوى وتنسجم مع المعتقد ، وعدم العناية بالجمع بينها وبين ما يقابلها مما يرد عليها ، واتباع متشابهها وترك أو تأويل محكمها كما هو حال أهل البدع في كل زمان ، بل والاستدلال ببعض كلام الزنادقة كأبي حيان التوحيدي وبعض علماء الكلام الذين رفعوا لواءه ، ونشروا رداءه ، فإذا لم يوقف تيار هذه الزمرة الهائج عند حده من جانب العلماء وطلبة العلم ، وإن لم توجد وقفة صادقة حيالهم، فإن الأجيال ستدفع ضريبة باهظة نتيجة هذا التساهل ، وغض الطرف عن المخاطر المشاهدة والمتوقعة من هذه البدعة الشنيعة بأي دعوى من الدعاوى لهو مساهمة بطريقة أو بأخرى في دعم وجودها وتمديد عمرها، ونشير هنا إلى أن اللجنة الدائمة للإفتاء بالجزيرة قد أصدرت فتاوى بخصوص عدة كتب من التي ذكرناها آنفا ، كان آخرها فتوى بتاريخ 24/10/1420هـ تضمنت التحذير من كتاب خالد العنبري ، وبينت هذه الفتاوى أن حقيقة تلك الكتب هي الدعوة إلى الرجوع لمذهب المرجئة في الإيمان القاضي بإخراج الأعمال من مسماه ، ومن ثم أفتوا بأنه لا يجوز طبعها ولا بيعها ولا نشرها ولا ترويجها ، ومع كل ذلك فإننا ننبه إلى أن الأمر أكبر بكثير من أن تكفي فيه ورقة أو فتوى ، فالقضية لم تعد مجرد كتاب يؤلف ، أو مقال يكتب ، أو خطبة تلقى ، ولكنها عقائد ترسخ وأفكار تغرس في قلوب وعقول الشباب فتتشربها أفئدتهم على أنها مذهب السلف الصالح الذي ينبغي الثبات عليه، والدعوة إليه والمنافحة عنه وإن خالف في ذلك من خالف، لذلك فالمسألة بحاجة إلى دراسة أدق وأعمق تدرس فيه جزئياتها وتفاصيلها دراسة وافية لتعالج من أصلها وعدم الاكتفاء بمعالجة ظواهرها ، وإذا كانت بدع أهل الكلام والتصوف وغيرها نشأت وتطورت وترعرعت وشقت طريقها عبر التاريخ مع تصدي أكابر العلماء وجهابذتهم – ممن لهم قدم صدق في الأمة – لها بقوة ، ووقوفهم في وجه أهلها هجرا ونبذا وتحذيرا ، فكيف ستكون عاقبة البدع _ كهذه البدعة _ التي تنشأ في زمان اضمحل فيه العلم ، وقل العلماء ، وباض الجهل وفرخ بين العامة والدهماء ، ونطق الرويبضة ، وتفيقه التافهون السفهاء ، لا سيما مثل هذه البدعة النكراء التي يدعمها طواغيت الحكم بكل ما أوتوا من قوة ، ويثنون على أصحابها ظاهرا وباطنا ، ويقفون بجانبهم قلبا وقالبا ، بل وينصحون الشباب المجاهد الذي يقع في أيديهم أن يقْفو أثرهم ويتبنى نهجهم ، وذلك لعلمهم أنهم وبدعتهم خير من يضمن لهم الاستمرار في الحكم والاستقرار على كرسيه أطول زمن ممكن ، مع الأمن من ثوران الناس عليهم وضمان تمرير مخططاتهم ومكائدهم بسهولة ويسر ، وإعطائهم الشرعية في كل ما يرتكبونه ضد معارضيهم الموصوفين على ألسنة أصحاب ذلك التيار بأنهم (خوارج وتكفيريون وشاقون لعصا الطاعة.

إن القضية _ وكما يظهر _ لم تعد خلافا بين جماعة وأخرى في تحديد وسيلة تغيير الأنظمة الحاكمة ، إذاً لكان الخطب يسيراً إذا ما قورن بالخطر الناجم عن هذه الداهية الدهياء ، إنها إحياء لمذاهب أهل الضلال ، وتقوية لمسالك أهل الابتداع ، وتغذية لشجرتهم بعد أن كادت تذبل ، وتشييد لصروحهم بعد أن قضى خيار العلماء القرون الطوال وهم يهدونها بحراب الحق هدا ، ويدكونها بشهب الهدى دكا ، وصدق الله إذ يقول: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون} فهي في الحقيقية بذرة خبيثة يتم زرعها وسط الأمة لتفسد عليها دينها بقصد أو بغير قصد ، فهلا أدركنا خطرها قبل أن يفوت الأوان.


{ إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب }