تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أهل الحديث هم الطائفة الناجية القائمون على الحق



هنا الحقيقه
02-10-2008, 07:50 PM
لا اعلم كل مدة من الزمن اعود الى هذا الكتاب والى هذا الفصل واقراه فاذا بي اكفكف دموعي واسال الله ان اكون منهم
اللهم اجعلني منهم يا رب يا وهاب يا منان يا رب العالمين اللهم صلي على محمد وال محمد وصحب محمد وسلم واشهد الله اني احبهم في الله وان لم اراهم وان لم اسمع صوتهم هم ومن الذين اتبعوا طريقهم من شيوخنا وعلمائنا من حفاظ ومحدثين في هذا لعصر والعصور السابقة





ص: 211 ] فصل ( أهل الحديث هم الطائفة الناجية القائمون على الحق ) .

ونص أحمد رضي الله عنه (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12251)على أن أصحاب الحديث هم الطائفة في قوله عليه السلام { : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق (http://www.islamweb.net/ver2/Library/BooksCategory.php?bk_no=43&ID=62&idfrom=89&idto=94&bookid=43&start=4#)} ونص أيضا على أنهم الفرقة الناجية في الحديث الآخر , وكذا قال يزيد بن هارون (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=17376).

ونص أحمد (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12251)على أن لله تعالى أبدالا في الأرض قيل : من هم ؟ قال إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أعرف لله أبدالا .

وقال أيضا عنهم : إن لم يكونوا هؤلاء الناس فلا أدري من الناس ؟ ونقل نعيم بن طريف عنه أنه قال في قول النبي : صلى الله عليه وسلم { لا يزال الله تعالى يغرس غرسا يشغلهم في طاعته (http://www.islamweb.net/ver2/Library/BooksCategory.php?bk_no=43&ID=62&idfrom=89&idto=94&bookid=43&start=4#)} قال هم أصحاب الحديث .

وروى البويطي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13920)عن الشافعي رضي الله عنه (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790)قال : عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا .

وقال الإمام أحمد : (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12251)من أراد الحديث خدمه .

قال الحافظ البيهقي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13933): قد خدمه أبو عبد الله أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12251)فرحل فيه وحفظه وعمل به وعلمه وحمل شدائده . وهو كما قال البيهقي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13933)رحمه الله .

وقال الشافعي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790): من قرأ القرآن عظمت قيمته , ومن تفقه نبل قدره , ومن كتب الحديث قويت حجته , ومن تعلم اللغة رق طبعه , ومن تعلم الحساب جزل رأيه , ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه .

وقد مدح الحديث وأهله بالشعر جماعة منهم فتى في مجلس أبي زرعة الرازي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12013), ومنهم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي , ومنهم أبو عامر الحسن بن محمد الفسوي , ومنهم أبو مزاحم الخاقاني , ومنهم أبو ظاهر بن سلفة , ومنهم أبو الكرم خميس بن علي الواسطي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=15837).

قال ابن الجوزي : وكان من كبار العلماء ذكر ذلك ابن الجوزي في مناقب أصحاب الحديث وقد وقع لي بخطه . [ ص: 212 ]

وروى أحمد (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12251)بإسناده عن أبي عتبة الخولاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { : لا يزال الله عز وجل يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته } قال أحمد (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12251)في تفسير هذا الحديث : هم أصحاب الحديث , وكان الشافعي رضي الله عنه (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790)ينشد :


إذا رأيت شباب الحي قد نشئوا لا يحملون قلال الحبر والورقا ولا تراهم لدى الأشياخ في حلق
يعون من صالح الأخبار ما اتسقا فعد عنهم ودعهم إنهم همج
قد بدلوا بعلو الهمة الحمقا


وقال المزني (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=15215): قال لي الشافعي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790)يا أبا إبراهيم (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=15215)العلم جهل عند أهل الجهل , كما أن الجهل جهل عند أهل العلم , ثم أنشد الشافعي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790)لنفسه :




ومنزلة الفقيه من السفيه كمنزلة السفيه من الفقيه
فهذا زاهد في قرب هذا وهذا فيه أزهد منه فيه
إذا غلب الشقاء على السفيه تنطع في مخالفة الفقيه



قال أبو موسى المديني (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12168)وهذا كما قال النبي : صلى الله عليه وسلم { إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أولوا الفضل } ثم روى بإسناده ما رواه غيره , وهو مشهور أن الشافعي رضي الله عنه (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790)لما دخل مصر أتاه جل أصحاب مالك رضي الله عنه (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=16867), وأقبلوا عليه فابتدأ يحلف أصحاب مالك (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=16867)في مسائل فتنكروا له وجفوه فأنشأ يقول .

وفي رواية عن الربيع بن سليمان قال لما دخل الشافعي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790)مصر أول قدومه إليها جفاه الناس فلم يجلس إليه أحد , فقال له بعض من قدم معه : لو قلت شيئا يجتمع إليك به الناس , فقال إليك عني وأنشد يقول :


أأنثر درا بين سارحة النعم أأنظم منثورا لراعية الغنم
لعمري لإن ضيعت في شر بلدة فلست مضيعا بينهم غرر الكلم
فإن فرج الله اللطيف بلطفه وصادفت أهلا للعلوم وللحكم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهم وإلا فمخزون لدي ومكتتم
ومن منح الجهال علما أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم

. [ ص: 213 ]

وحكى ابن الأعرابي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=12585)عن العرب أنها تقول : من أمل رجلا هابه , ومن جهل شيئا عابه , وسيأتي في أن من العلم " لا أدري " قوله : عليه السلام { وإن من القول عيا (http://www.islamweb.net/ver2/Library/BooksCategory.php?bk_no=43&ID=62&idfrom=89&idto=94&bookid=43&start=4#)} .

وقال ابن عقيل (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13371)في الفنون : يقول الشاعر :




أحب المكان القفر من أجل أنني أصرح فيه باسمه غير معجم



واكمداه من مخافة الأعيار , واحصراه من أجل استماع ذي الجهالة للحق والإنكار , والله ما زال خواص عباد الله يتطلبون لنزوحهم بمناجاتهم رءوس الجبال والبراري والقفار , لما يرون من استزراء المنكرين بشأنهم من الأغمار , إلى أن قال : فلا ينبغي للعاقل أن ينكر تضليع أحواله , وتكدير عيشه .

وقال : الجهال يفرحون بسوق الوقت حتى لو اجتمع ألف أقرع يزعقون على بقرة هراس لقوي قلبه بما يعتقد أولئك , وينفر قلبه من أدلة المحققين , بهيمة في طباع الجهال لا تزول بمعالجة .

وقال : ويل لعالم لا يتقي الجهال بجهده , قال : وكما يجب عليه التحرز من مضار الدنيا الواقعة من جهال أهلها بالتقية , والواحد منهم يحلف بالمصحف لأجل حبة , ويضرب بالسيف من لقي بعصبيته , ويرى قناة ملقاة في الأرض فينكب عن أخذها , والويل لمن رأوه أكب رغيفا على وجهه , أو ترك نعله مقلوبة ظهرها إلى السماء , أو دخل مشهدا بمداسه , أو دخل ولم يقبل الضريح إلى أن قال :

هل يسوغ لعاقل أن يهمل هؤلاء ولا يفزع منهم كل الفزع ؟ ويتجاهل كل التجاهل في الأخذ بالاحتياط منهم فإن الذنوب مما تقبل التوبة عنها ولا إقالة للعالم من شر هؤلاء إذا زل في شيء مما يكرهون وينكرون , وإن ظهر منه هوان , وأبى إلا إهمالهم , نظرا إليهم بعين الازدراء لهم , فقد ضيع نفسه , فإنه عندهم أهون , وهم منه أكثر , وعلى الإضرار به أقدر , وهل تقع المكاره بالمسلم إلا من هؤلاء وأمثالهم ؟ فإذا احتشم الإنسان أهل العلم والحكمة توقيرا لهم وتعظيما , أوجب الشرع والعقل احتشام هؤلاء تحدرا واتقاء فتكهم , وهل طاحت دماء الأنبياء والأولياء إلا بأيدي هؤلاء وأمثالهم ؟

حيث رأوا من [ ص: 214 ] التحقيق ما ينكرون , فصالوا لما قدروا عليه , وغالوا لما لم يقدروا عليه , فهم بين قاتل للمتقين مكاشفة حال القدرة , أو غيلة حال العجز , فاسمع هذا سمع قابل فإنه قول من ناصح خبير بالعالم , ولا تهون بهم فتهون بنفسك , ويطيح دمك مما رأيت من جهلهم , إنهم يعني لا يرون الحيل التي وضعها العلماء على ما دلهم عليها الشرع كبيع الصحاح بفضة قراضة ليخرج من الربا أخذا لذلك من قوله عليه السلام : { بع التمر ببيع آخر ثم اشتر بثمنه (http://www.islamweb.net/ver2/Library/BooksCategory.php?bk_no=43&ID=62&idfrom=89&idto=94&bookid=43&start=4#)} ويقول الواحد منهم هذا خداع لله تعالى , ويعدل إلى بيع الدينار الصحيح بدينار ونصف قراضة , ويرى أن الربا الصريح خير من التسيب الحلال بطريق الشرع إلى أن قال إن قوله عليه السلام عن اللحم الذي تصدق به على بريرة : { هو عليها صدقة , ولنا هدية (http://www.islamweb.net/ver2/Library/BooksCategory.php?bk_no=43&ID=62&idfrom=89&idto=94&bookid=43&start=4#)} طريق مستعمل , ويتعين في كل عين تحرم في حقنا لمعنى إذا ملكها من تباح له لمعنى مبيح ونقلها ذلك إلينا بطريق شرعي ملكناها , والعامة لا ترضى ذلك , وتذم العالم الذي يسلك هذا المسلك .

وسمع وكيع بن الجراح (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=17277)كلام أناس من أصحاب الحديث وحركتهم , فقال : يا أصحاب الحديث ما هذه الحركة عليكم بالوقار . ورأى الفضيل بن عياض (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=14919)قوما من أصحاب الحديث بهم بعض الخفة فقال : هكذا تكونون يا ورثة الأنبياء ؟ .





الشبكة الاسلامية
الاداب الشرعية فصل أهل الحديث هم الطائفة الناجية القائمون على الحق

منال
02-10-2008, 07:55 PM
اما انا فاكثر علم اخاف منه علم الحديث رغم رغبتى فى تعلمه لكن كلما سمعت شيخنا الحوينى يزداد خوفى!!!

بارك الله فيك على الموضوع ولى عودة لاكمال القراءة باذن الله وسمعت احد المشايخ يقول ربما هم احق الناس بالشفاعة لانهم اكثر الناس صلاة على الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم.

هنا الحقيقه
02-10-2008, 08:02 PM
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم

اختي منال
ليس شرطا ان تكوني محدثة
انما ان تكوني من تحتكمين بكتاب الله وبسنة رسول الله في امورك وتسيرين على السنة
اختي والله عندما ابدا بقراءة اي كتاب حديث وشرحة اشعر كاني في زمن رسول الله تعالى اضحك وابتسم عندما يبتسم رسول الله واخاف ويرهبني الموقف عندما اقرا حديث يحذرنا رسول الله الله تعالى

وليس شرط ان اكون محدث انما طالب علم او طويلب علم او محب لسنة المصطفى فاعبق من هذا الاريج المبارك
واوصيك
بكتاب لابن حجر سبحان الله نيست اسمه سبحان الله علما انا عاكف عليه من شهر اقراه :)
سوف اذهب الى المكتبة اراه واخبرك فيه ففيه خير كثير

المهاجر7
02-11-2008, 05:16 PM
بـسـم الله الرحـمن الرحـيـم


.•° الـطـائـفـة الـمـنـصـورة °•.


عن معاوية رضي الله عنه يرفعه : " لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" رواه البخارى.

عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه يرفعه : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " رواه مسلم .


جاء في كتاب العمدة في إعداد العدة للشيخ عبد القادر بن عبد العزيز - فك الله أسره - تحت عنوان هل الفرقة الناجية هي الطائفة المنصورة ؟ قال : " ورد في معظم كتب العقيدة أن الفرقة الناجية ( أهل السنة والجماعة ) هي الطائفة المنصورة ، والذي يترجح عندي أن الفرقة و الطائفة ليستا مترادفتين ، وأن الطائفة جزء من الفرقة ، فالطائفة المنصورة هي الجزء أو البعض القائم بنصرة الدين علماً و جهاداً , من الفرقة الناجية التي هي على المنهج و الإعتقاد الصحيح , و دلـيـلي في هذا ما يلي :

1- قول الله تعالى : ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ) , فهذه الآية فرقت بين الفرقة والطائفة ، و بينت أن الطائفة جزء من الفرقة ، وأنها هي الجزء القائم بالعلم و الجهاد من الفرقة , كما جاء في تفسير هذه الآية.


2- العلم والجهاد ، وهما أهم صفات الطائفة المنصورة ، أصل مشروعيتها أنهما من فروض الكفاية يجب على البعض دون الكل من أبناء الأمة القيام بهما ، وهذا البعض القائم بالعلم والجهاد من الأمة هم الطائفة المنصورة .

و المقصد من هذا أن يسعى كل مسلم لأن يكون من هذه الطائفة المنصورة القائمة بنصرة الدين بالعلم والدعوة و الجهاد ، قال تعالى: ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) " ا هــ .

ومع ذلك فإن الطائفة قد تكون هي الفرقة بأكملها , وذلك في آخر الزمان حينما ينحاز المؤمنون إلى الشام وعليهم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام لقتال الدجال , كما في الأحاديث الصحيحة ، وعلى هذا تنزل الروايات التي ذكرت أن الطائفة تكون بالشام أو بيت المقدس ( حديث أبي أمامة ) وأن هذا يكون بالنسبة لآخر هذه الطائفة بإطلاق ، أما قبل ذلك من الأزمنة , فالطائفة قد تكون بالشام أو بغيره .


المستفاد مما سبق أن العلماء إعتبروا الأقسام التالية للطائفة المنصورة :

أهل العلم بالكتاب و السنة
أهل الدعوة والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
أهل الجهاد و القتال في سبيل الله


والذي يبدو جمعاً بين هذه الأقوال - والله أعلم - ما يلي :
أن معظم السلف و من جملتهم أهل الحديث وأهل العلم كانوا أسبق الناس إلى الجهاد والقتال إذا تعينت الفريضة أو إذا لم تحقق الكفاية في القتال ، بل قد ورد عن بعض السلف أنه دخل الثغور أكثر من مئة مرة ليس بقصد القتال و إنما لأخذ الحديث لكثرة ( أهل الحديث ) في مواقع الرباط ، وثغور الجهاد , وهذا عندما كان أهل الحديث أهل الجهاد وليس عندما صار أكثرهم (أهل حديث) , وأهل قيل وقال وكثرة سؤال..

أن الطائفة المنصورة هم الذين يتصدرون لأهم الأولويات و الفروض والواجبات في زمانهم من هذه الأبواب الثلاثة " العلم – الدعوة والأمر والنهي – القتال والجهاد ".


فـفي زمن مثل زمن الأمام البخاري والإمام أحمد رحمهما الله تعالى ، كانت الخلافة الإسلامية قوية مهيمنة غازية لأعدائها، واضعة للجزية والصغار على من جاورها من الكفار ، فكان حرياً أن يكون رؤوس الطائفة المنصورة من أمثال أولئك الأئمة متصدرين للأولوية الأولى ، وهي العلم بالسنة وجهاد البدع وهو جهاد البيان، أو متصدرين لجهاد أئمة الباطل وأمراء الجور , من الذين ظلموا أو ابتدعوا كموقف الإمام أحمد رحمه الله من بني العباس وبدعة خلق القرآن ، فكانت ثغرة شاغرة في حين لم يكن هناك من صائل محارب على الأمة , بينما نجد الإمام ابن تيمية جعل جيش الشام ومصر - على ما كان فيهم من البدع والجهل , من أخص من عمهم الإنتماء للطائفة المنصورة ، لدفعهم العدو عن دين الله وبيضة المسلمين وحوزتهم ، رغم عدم إتصافهم بالعلم ، ولم يكن المماليك من أهل الحديث كما هو معلوم .. بل كانوا للجهل والبدع أقرب منهم للعلم بعمومهم ولكنهم كانوا على الثغرة الشاغرة وهي دفع الصائل..


لاشك أن القتال من غير علم بدين الله ، ودون انطلاق من أصوله , وإن كان أصحابه مأجورين بنيتهم في دفع أعداء الله عن الدين والأنفس و الأعراض والأموال ، لا يجعل القائمين بهذا على تمام صفة الطائفة الظاهرة على الحق , لأنهم لا يكونون ظاهرين على الحق ولا قائمين بأمر الله تماماً وكمالاً إلا بالعلم مع الجهاد .

و ليس بالضرورة أن يكون كل فرد في الطائفة المنصورة من أهل العلم، ولكن يكفي أن يكون ومن لهم الأمر والقيادة فيها قد توفرت في مجموعهم صفات العلم والدعوة مع الجهاد والقتال ، ويحكم للطائفة بحكم الراية العامة والقيادة والمنهج والمعتقد .

ولا شك - لا بد من البيان أن الكمال في الطائفة المنصورة ورؤوسها أن تجمع العلم إلى الدعوة والأمر والنهي إلى القتال والثبات على ذلك ، كما كان حال أئمة الإسلام العظام من أمثال الإمام ابن المبارك رحمه الله ، وهو من كبار علماء الإسلام و محدثيهم وفقهائهم ومن كبار المجاهدين المرابطين في الجهاد ، وكذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله وهو كذلك من كبار العلماء وأهل الحديث ، ومن كبار المجاهدين كلما نزل الصائل ، ومن أولئك الإمام الجليل العز بن عبد السلام ، وهو كذلك سلطان العلماء ومن مجاهديهم أيام التتار.


الخلاصة أن الطائفة المنصورة هي الطائفة القائمة بأمر الله , الظاهرة على الحق الثابتة عليه، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، يقاتلون على هذا الدين . ولا شك أن القتال و الجهاد هو من أبرز خصائصهم في النصوص (حتى يكاد يكون شرطاً عليهم) , لاسيما إذا تعين أو لم تقم به الكفاية كما هو حالنا اليوم... فلا يمكن للطائفة المنصورة الظاهرة على الحق – وهم نخبة أهل الإسلام - أن يتركوا عندئذ أوجب الواجبات بعد الإيمان ، وهو دفع الصائل قتالاً !!.



إذاً من هم الطائفة المنصورة في هذا الزمان ؟
وهنا يجب أن نعلم مواصفات هذا الزمان ، تلك المواصفات التي أصبح العلم بها من المعلوم من العقل والفهم و النظر بالضرورة...


أولاً : بلاد الإسلام من أقصاها إلى أقصاها محتلة بصائل اليهود أو النصارى أو الملحدين أو الشيوعيين أو المشركين الوثنيين ، مباشرة بالغزو والإحتلال الظاهر كما هو حال فلسطين والشام عموماً ، والبوسنة و الشيشان ، وجمهوريات وسط آسيا وتركستان الشرقية التي تحتلها الصين، و كشمير التي تحتلها الهند ، وبلاد كثيرة وخلق لا يعلمهم إلا الله تحت حكم الكفار الأصليين أو بصورة غير مباشرة عبر تولية الكفار الأصليين للمرتدين كما في عموم باقي بلاد المسلمين .

ثانياً : كافة بلاد الإسلام من أقصاها إلى أقصاها ، إستبعد فيها الحكام المرتدون شرع الله، وبارزوه العداء, وحكموا بغير ما أنزل الله ، وبدلوا شرائعه ووالوا أعداءه.

ثالثاً: كافة بلاد الإسلام , يسام فيها أهل الإسلام عموماً , وأهل الدين والدعوة والالتزام خصوصاً , الظلم والجور والعسف , و القتل وهتك الأعراض و السجون و العذاب، مما أصبح معلوماً للقاصي والداني...


فــهل يعقل في مثل هذه الحالات ... أن نقول أن الطائفة المنصورة اليوم هم الذين لا يعبؤون بكل هذا ، ويتفرغون لتنقيح الأسانيد ، وتصنيف الكتب ، ورواية الحديث؟!

هل يعقل أنهم الذين لا يهمهم من أمر المسلمين شيئاً ، ويتفرغون للعبادة و النسك وترديد الأوراد والإعتزال في الزوايا؟!

هل يعقل أنهم الذين لم يتكلموا في كل هذه النوازل ببنت شفة ، ثم لا يكون من شغلهم إلا تنقيح العقيدة الصحيحة بزعمهم ، ومحاربة الأضرحة والقبور و شرك الأموات ؟! والكفر يحكمهم ويحيط بهم، ويدخل الفسوق و العصيان والعهر عليهم و على ذراري المسلمين بكل وسائل الإعلام ، وحالهم معهم على أحسن ما يرام؟!

أم هل يكون من الطائفة المنصورة أولئك الذين يجلسون في بلاد الكفار و بين أحضانهم ، وينادون ويفتون بأحكام الجهاد والهجرة ؟! ويفتتحون المراكز الإسلامية على مقاييس الإسلام الغربي!

أم تراهم أولئك الذين يجلسون تحت أحكام المرتدين أو الكفار ، يعافسون الأموال والأزواج والأولاد ، وينهشون في لحوم المجاهدين في سبيل الله والمهاجرين إلى الله ، بأي دعوى من دعاوى التسرع , وهدم الدعوة , و تعجل المراحل، وصحة الرايات، وفذلكات الكلام ؟!


لا نشك قيد لحظة بأن الطائفة المنصورة في هذا الزمان وفي مثل هذه الأحوال هم أهل الجهاد ..أهل القتال... أهل السلاح المجاهدين تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله .. يدفعون صائل الكفار والمرتدين.

يقول الدكتور عبد القادر بن عبد العزيز - العمدة في إعداد العدة في ختام حديثه عن الطائفة المنصورة - : - " هذا و إن من أعظم واجبات الطائفة المنصورة في هذا الزمان هو جهاد الحكام المرتدين المبدلين لشرع الله الذين يحكمون المسلمين بالقوانين الوضعية الكفرية...".

و قــال : " و إفساد هؤلاء الحكام وتبديلهم للشرائع والمفاهيم، وإشاعتهم للفواحش في المسلمين، ولو كان الصحابة رضوان الله عليهم أحياء اليوم لكان أعظم أعمالهم هو جهاد هؤلاء الحكام".

إلى أن قال : " وما أرى أحداً من المنتسبين إلى العلم الشرعي في زماننا هذا لم يتكلم في هذه المسألة منكراً ومحرضاً المسلمين على الجهاد ما أرى مثل هذا يلقى الله إلا والله تعالى ساخط عليه ، قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ).

إذاً فـقـد دخل الصائل الكافر وإنحاز إليه صائل المرتدين و المنافقين ، فإذا كانت الطائفة المنصورة هي صفوة أهل هذا الدين , فلا يعقل أن تفرط بأوجب الواجبات بعد التوحيد - وهو دفع الصائل - بدعوى القيام بالأعمال التي هي دون ذلك بإجماع العلماء ، لأن من فعل ذلك هو من الطائفة المدحورة وليس من الطائفة المنصورة , إنه من الفئة القاعدة الفارة من الزحف , هذا حكمه وقد فجأنا العدو في عقر دارنا.


فــ الطائفة المنصورة في هذا الزمان هم حملة السلاح ورايات الجهاد لدفع هذا الصائل

أولاً
دفع صائل الكفار الأصليين من يهود ونصارى ومشركين وملحدين ومرتدين وأعوانهم ..
دفعهم بالسلاح والسيف , وهذا جهاد السنان , فمن قام بذلك اليوم فهم من أرومة الطائفة المنصورة وأعيانها وأهلها ، أفراداً كانوا أم جماعات.

ثانياً
دفع صائل المنافقين والمجادلين عن هؤلاء الأعداء بالباطل من علماء السلاطين و مبتدعة الدعاة والمرجفين والمخذلين ، دفعهم بالحجة و البينة بقال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو جهاد البيان الذي بينه العلماء , فمن قام بهذا اليوم و تحمل في سبيل ذلك مشاق المطاردة و المحاربة والتشويه فهو من أعوان الطائفة المنصورة ونرجو أن يلحق بهم ، وهم دون أهل القتال ما لم يكن من أهل العذر الشرعي.

وأما من جمع السيف إلى القلم ، و الرشاش إلى اليراع ، والقتال إلى العلم والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن لمنكر ، فلا شك أنهم من رؤوس الطائفة المنصورة و قادتها وأعلامها و علمائها و دعاتها المجاهدين . وهم فوق سابقيهم بالمرتبة ولا شك.

.•° °•.
الغربة والغرباء والظاهرين على الحق
الشيخ أبو مصعب السورى فك الله أسره

__________________


كُل نـاع ٍ فسيُنعَى كل بـاك ٍ فسيُبكَـى


كل مذخور ٍ سَيَفنـى كل مذكور ٍ سيُنسَـى

ليس غيرَ الله يبقـى من علا فالله أعلـى •


منقول من الأخت إبنة الفاروق

المهاجر7
02-11-2008, 05:19 PM
أخي هنا الحقيقة زدت هذه المشاركة لتعم الفائدة وليس إعتراضا وبارك الله فيك وجزاك الله كل خير على ما تنشره من مقالات مفيدة وفي الصميم .

هنا الحقيقه
02-11-2008, 05:34 PM
يبارك بك ربي

نعم اخي فعلا مقالة رائعة وانما قد نشرت انا لاني احببت ان يطلع عليها الغير وان كانت مجتزاة لانها كان على عجل

جزاك الله خيرا

منال
02-11-2008, 06:17 PM
ما اسم الكتاب؟

هنا الحقيقه
02-11-2008, 06:30 PM
(بلوغ المرام ) فهذا الكتاب يمتدحه ابن حجر ايما مديح
اوصيك بقراءته

سوف اكمله ان شاء الله تعالى
وابدا بكتاب اخر

منال
02-11-2008, 06:48 PM
جزاك الله خيرا أوصانى به احد طلبة العلم وتأخرت فى تنفيذ الوصية

ان شاء الله بقرأ من هنــا (http://www.saaid.net/book/open.php?cat=3&book=277) الى ان اشتريه

بارك الله فيك