تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مصير القادة إن ظلموا ومصير الجند إن أطاعوهم واحد



منير الليل
06-16-2003, 03:03 PM
(فاعتبروا يا أُلي الأبصار)

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي



هل أنا آثم ومذنب فيما أقوم به من عمل؟ سؤال واجهته مرارا من شباب يعملون في أجهزة الأمن الفلسطينية وأنا في معتقلات السلطة وخارجها، وهذا السؤال في حد ذاته يدل على الفطرة السليمة التي يتمتع بها العديد ممن ألقت بهم الحاجة للعمل أن يكون في موقع يتوجس منه خيفة، ويدل أيضا على أن السائلين قد بدا لهم من الأمور المخالفة لشرع الله عز وجل ما جعلهم يشعرون بعقدة الذنب، ويدل أيضا على أن الإيمان قد شق طريقه إلى قلوب العديد من هؤلاء الشباب فأصبحوا يعيشون حالة من الأرق.



وما كنت أمام هذا السؤال إلا أن أقدم لهم النصح، لأن الإنسان سيجد نفسه يوما أمام الحقيقة وحيدا (يوم لا ينفع مال ولا بنون.. إلا من أتى الله بقلب سليم)، فماذا يمكنني أن أجيب ربي إن أنا خدعتهم فجاملتهم على حساب الدين، فأوردتهم جهنم بل الدرك الأسفل منها، لقوله سبحانه (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)، ولذا كنت أرد عليهم بما شرح الله تعالى في كتابه (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)، فاتباع الأوامر وقد بان خطؤها لا يعفي المأمور من الشراكة في الخطيئة ثم في العقوبة (ونُريَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)، ومن أي شيء كانوا يحذرون؟ كانوا يحذرون بطش الله الذي يقول (إن بطش ربك لشديد)، فلم ينفعهم حذرهم (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم)، ولماذا حل بالقائد وجنوده ذلك؟ لأنهم حاربوا المسلمين في ذلك الوقت ظلما وعدوانا (فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا)، هذه عقوبة الدنيا فما هو حالهم في القبر؟ (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) ثم ماذا يوم القيامة (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)، لقد جنوا ثمرة تضليل فرعون لهم (وأضل فرعون قومه وما هدى).

وهكذا فإن القائد إذا أصدر أمرا فيه معصية لله، ثم يسارع الجندي لتنفيذ ذلك الأمر فإنهما شركاء في الإثم، لأن كليهما كان في مقدوره منع الجريمة، فقد كان في مقدور القائد أن يمنعها في عدم إصدار الأمر، وكان في مقدور الجندي أن يمنعها في عدم تنفيذ الأمر، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا (لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل).



ويوم القيامة سيتخلى القادة عن الجنود ولن يغنوا عنهم شيئا (وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنَّا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص)، وقد كانوا في الدنيا ينصر بعضهم بعضا أما يوم القيامة فيقال لهم (ما لكم لا تناصرون.. بل هم اليوم مستسلمون).

ولا يجد القادة من حيلة للرد على أتباعهم يوم القيامة إلا أن يقولوا لهم إنهم شركاؤهم في النار (إنَّا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد) ولا غرابة في ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (المرء مع من أحب)، فمن اتخذ خليلا ظالما فهو معه في جهنم (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون)، لأنه على دين خليله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، والظلم يستجلب غضب الرب سبحانه، وإذا كان الظلم لأولياء الله أي للمسلمين كان غضب الله أشد، والله يقول سبحانه في الحديث القدسي (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)، ومن ظلَمَ المسلمين لتعطيل الجهاد في سبيل الله فقد خرج من دائرة الإيمان وحبط عمله (قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا. أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا) ومن حبط عمله فهو مخلد في جهنم (أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون).


فمصير القادة إن ظلموا ومصير الجند إن أطاعوهم واحد (فاعتبروا يا أُلي الأبصار).
http://www.alarabnews.com/alshaab/GIF/14-06-2003/rantisi.htm

fakher
06-16-2003, 08:01 PM
بارك الله فيك أخي منير ... فعلاً موضوع مهم ويجب أن يعلمه أولئك الذين يتراكضون للحصول على وظيفة شرطي أو جاسوس على المسلمين ويتباهى بها ، وكأن العمالة أصبحت وساماً يعلق على الصدور.