تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تشاد ...والبؤس الأفريقي المزمن !!!!!



من هناك
02-07-2008, 05:29 AM
تهيمن الولايات المتحدة على المسرح السياسي العالمي مدعومة بقوة عسكرية وقواعد منتشرة في أرجاء المعمورة وحاملات طائرات تجوب البحار والمحيطات, وتعطي نفسها حق التدخل العسكري عند مظنة التهديد لمصالحها والتي غالبا لا تعرف حدود المنطق والأخلاق. كما تفرض أمريكا رؤاها وقيمها على العالم, فتنصب نفسها حكما يصدر التقارير والدراسات والتي تندد بأنظمة وتمتدح أخرى فيما يتعلق بالحقوق والحريات. بل إن الكونغرس الأمريكي يصدر قراراته والتي يعتبر فيها مدينة معينة عاصمة لدولة محتلة ويتدخل هو الأخر في شئون الدول الأخرى ناصحا ومهددا ومتوعدا.
في خلال السنوات الماضية عاش العالم حربا أمريكية دموية وعنيفة لم تقبل إدارة بوش لدولة في العالم أن تتخذ منها موقفا محايدا. فإما أن تكون في صف أمريكا أو تكون مع الإرهاب ومن داعميه. وهكذا كان على العالم أن يقضي على الإرهاب والتطرف الإسلامي ليهنأ بالعيش تحت قيادة أمريكا وفي ظلال عدالتها وإنسانيتها!! ولكن هل هذه الصورة واقعية أو صحيحة؟

بعيدا عن حروب أمريكا والتي تمتزج في كثير من مشاهدها الحقائق بالأكاذيب والوقائع بالتزييف والتزوير. تتوالى الكوارث والحروب الداخلية في أفريقيا لتحصد الأبرياء وتضيف لساكني القارة السمراء بؤسا على بؤسهم ومعاناة على معاناتهم. أمريكا وحلفاؤها في الناتو على الأخص الحليف المندفع ساركوزي, وهم من يقود العالم, يتحملون من الناحية الأخلاقية والمادية مسؤولية كبيرة في المآسي المتوالية في أفريقيا.

فوز الرئيس الكيني مواي كيباكي في انتخابات رئاسية شكك المراقبون الدوليون في نزاهتها, -وهو حليف قوي للولايات المتحدة في حربها ضد "الإرهاب" والتي سارعت خارجيتها بتهنئته بالفوز- أدى إلى وقوع أعمال عنف دامية امتزجت فيها الصراعات السياسية بالقبلية سقط فيها مئات الضحايا. الغريب أننا لم نسمع بمبادرة غربية أو أمريكية جادة لوقف الصراع وأعمال العنف الكينية على الرغم من التدخل الفظ والحرص الشديد على الأحوال الإنسانية في دارفور.

أحداث تشاد الدامية حدثت قبل أيام من وصول قوات عسكرية أوروبية "يوفور" ، قوامها (3800) جندي، لنشرها في شرق تشاد -المنطقة المحاذية لإقليم دارفور- وأفريقيا الوسطى، وتتشكل من دول بالاتحاد الأوروبي أبرزها فرنسا وبلجيكا تحت قيادة الجنرال الفرنسي جان فيليب جاناسيا ، والتي مهمتها وحسب المعلن رسمياً، تتمثل في حماية اللاجئين من السودانيين ومن غيرهم.
الحكومة السودانية، والمعارضة التشادية شككتا قي مهمة قوات يوفور والتي يشكل العسكريون الفرنسيون ما يقرب من نصفها. فرنسا القوة الاستعمارية السابقة لتشاد لها قوات وقواعد داخل تشاد منذ عقدين من الزمان بناء على اتفاق عسكري مع نجامينا كان موجها بالأساس ضد نظام القذافي. القوات الأوربية ستنسق مع القوات الأجنبية الهجينة التابعة للأمم المتحدة والأكبر حجماً فى دارفور والتي تم نشرها في ظل ضغوط أمريكية وغربية شديدة مورست على السودان.
المعونات المالية والعسكرية الغربية تدفقت بسخاء على حكومة ديبي، وكان آخرها مبلغ عشر مليون يورو، والتي أعلن المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التنمية لوي ميشيل أنه تم تخصيصها لدعم ما سماه الاستقرار في شرقي تشاد وللوقاية من أية صراعات مستقبلية. حكومة الرئيس التشادي إدريس ديبي كانت متلهفة لوصول تلك القوات محذرة الاتحاد الأوروبي من أن تأجيل نشرها يهدد بإشعال المنطقة ومن اندلاع حرب أهلية في بلاده.
تشاد بدأت مع اقتراب الموعد المحدد لنشر القوات الأوربية بتصعيد لهجتها السياسية ضد الخرطوم وتكررت انتهاكات قواتها الجوية داخل الأراضي السودانية، تحت ذريعة مطاردة المتمردين التشاديين. إثر قصف تشادي للأراضي السودانية، وبحسب رأي المعارض التشادي حسن جيرمي فأن الهدف من تنفيذ الهجوم هو جرَ السودان إلى صراع إقليمي، تتدخل بموجبه فرنسا إلى جانب حكومة نجامينا، حسب اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بينهما.
حكومة إدريس ديبي التشادية والتي تعتبر حليفا وثيقا لفرنسا, ساهمت في إسدال الستار على الفضيحة التي تورطت فيها جمعية فرنسية "زوس آرك الخيرية" بمحاولة اختطاف أكثر من مئة طفل من تشاد, فأطلقت سراح بعض الموقوفين في القضية مع زيارة ساركوزي لنجامينا في شهر نوفمبر الماضي, وأدانت آخرين بمحاكمات سريعة وحكمت عليهم بعقوبات مخففة ثم رحلتهم إلى فرنسا ليقضوها هناك.
تشاد من البلدان الفقيرة فهي تقبع حاليا بين خمس دول في ذيل قائمة من 180 دولة مدرجة في تقرير الأمم المتحدة التقييمي السنوي لدليل التنمية البشرية. غير أن البلاد بدأت باستخراج النفط في الأعوام القليلة الماضية, وفي تصديره بشكل تجاري عام 2003. ويعتقد أنها تحتفظ باحتياطي يبلغ مليار برميل من النفط.
التدخل الغربي وعلى الأخص الفرنسي في تشاد تمتزج أهدافه ما بين اقتصادي من خلال التحكم بالنفط المنتج والهيمنة على إفريقيا القارة الفقيرة والمليئة بالخيرات والخامات وبين إحكام الحصار على السودان وتشديد الخناق عليه ووأد أي بوادر لتوجه إسلامي في الفكر والممارسة السياسية هناك.
الأحداث المتتابعة في أفريقيا تظهر أن الغرب -الولايات المتحدة وفرنسا على وجه الخصوص- يستخدمون حقوق الإنسان أداة سياسية ومدخلا يستوجب التدخل العسكري كما في دارفور ويهملونها تماما كما حدث في رواندة ويحدث في كينيا, كيفما اقتضت مصالحهم السياسية والاقتصادية, كما تكشف تلك الأحداث غيابا عربيا دبلوماسيا وسياسيا وإنسانيا شبه كامل عن ساحة تشهد تطورات تمس بالأمن القومي العربي.
ياسر سعد

فـاروق
02-07-2008, 05:39 AM
ولكن أمريكا تسحب البساط الافريقي من تحت اقدام فرنسا في العديد من الموقع....بحيث ان فرنسا (وخاصة في عهد شيراك) تبدو تقاتل دفاعا عن حصونها الافريقية القليلة المتبقية

صناعة السلاح اتخذت بعدا دراماتيكيا خاصة مع الفائض في الانتاج والرغبة النهمة في الربح عدم ايقاف عجلة ضخ الاسلحة...مما يستوجب حكما اشعال حروب هنا وهناك...حروب لا تغير في الخارطة السياسية دائما..بل تكتفي ب"تربية" الحليف و "استمالة" المعارض...وطبعا تصريف انتاج الاسلحة

مقاوم
02-07-2008, 05:51 AM
إن الطبيعة القبلية للمجتمعات الإفريقية تجعل منها أرضا خصبة لجميع أنواع الأزمات الدموية التي لا تنتهي.
والقوى الاستعمارية قديما وحديثا تلعب على هذه التناقضات والفروقات لتحكم سيطرتها عسكريا واقتصاديا واجتماعيا.
والله أعلم

عمر نجد
02-07-2008, 06:25 AM
بالنسبة لإفريقيا ,,,,
نحن العرب عندهم متقدمين متطورين ...
التخلف والجهل وعدم معرفة ما يحدث فى الخارج .... من اسباب ما يحدث فى افريقيا من تمزق واقتتال ..
بالنهاية هى كعك سوداء يتقاسمها الغرب بسهولة جدا ....
يعنى الكعك العربية اصعب شوى ,,,
الحمد الله فى تطور فى الكعك العربية ولوا انة متأخر جدا
فى بعض من منهم تطور واصبح هو يقطع ويدور الكعك هنا وهناك ..