تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المكتوب ما منو مهروب



من هناك
02-07-2008, 02:47 AM
السلام عليكم،

قصة قصيرة اخرى تأتي بدون مقدمات وليتها لم تأت. كنت متردداً في كتابتها ولكن صدري ضاق بها ذرعاً وهي لا تفارقني ليل نهار.

تركت عيادة الطبيب بخطى متثاقلة وفكر مشتت فلا هو اراحها ولا هو بت في وضع ابنتها. بالنسبة له كل شيء على ما يرام.
"فليدخل المريض الآخر".

لا وقت لديه للسؤال والجواب رغم ان كل مريض يعني 145 دولاراً ولكن ما دام هناك من ينتظر في الخارج فلا مجال لإضاعة الوقت.

وضعت إبنتها في ثياب الثلج التي تكاد تكون درعاً ترد سهام بني مرة ولكنها لا ترد سهام الحاسدين وإن كانت لا تؤمن بكل هذه الخزعبلات. ثم ركبت الطفلة على كرسي خاص بها وحزمتها بأربطة تشد بها الرحال ووضعتها في المقعد الخلفي وانطلقت السيارة هائمة على وجهها. كأن قدراً ما كان يحركها. كانت السيارة تجري الهوينى على غير عادتها وبسلاسة شديدة وهدوء غريب.

لم يكن يريد ان يسير على الطريق السريع وفضل ان يمشي في شارع عام ابطأ ولكنه آمن واسهل عبوراً في زمن الزحمة.

كانت الوجهة إلى الشرق ولكن بدون ان ينتبه السائق ذهب إلى الغرب. بعد فترة من السير، لاحظ الإثنان ان هذه الوجهة الخاطئة. استعاذ بالله وعاد لأخذ الطريق السريع من اجل توفير بعد الوقت. ولكن سبحان الله يأتيه إتصال في اللحظة التي يريد ان يختار فيها الوجهة على الخط السريع ويختار الغرب مرة اخرى.

عبثاً يحاول السائق الإتجاه للشرق وتأبى السيارة إلى تتبع الغروب الذي اختفت شمسه منذ الصباح. استعاذ بالله مرة اخرى وانطلق على الخط السريع لدقائق حتى وجد منفذاً يعود به للمسرب الشرقي.

استعاذ بالله ايضاً لأن المسرب الشرقي كان مغلقاً تماماً وعجلات السيارات ساخت في الأرض التي غطاها جليد المساء. ثم اختار ان يمشي على طريق الخدمة مؤقتاً لأنه كان اسرع قليلاً وفي نيته ان يعود إلى الطريق الذي سار عليه اولاً للهروب من الزحمة.

بدأ وقت المغرب ينتهي ولا مكان للصلاة. وقع السائق في حيرة بين وسوسات الشيطان وتأنيب الضمير؟؟ كيف يصلي ولا مناص من هذا المحشر؟ فكر في الصلاة وهو جالس خلف المقود؟ السيارة لا تمشي بأية حال وهي في إتجاه القبلة. لكنه عدل عن الفكرة وظن ان هناك مسجد امامه على الطريق يسهل المرور عليه إن تيسر له العبود إلى الجهة الأخرى مرة اخرى.

نسي محدثي إن كان قد ترك الأمر لمشيئة رب العالمين.

فجأة وجد ان طريق الخدمة قد اقفلت ايضاً وقرر ان يصعد إلى الخط السريع مرة اخرى. صحيح القصة مملة جداً ولا ادري لم احشرها بكل هذه التفاصيل. لعلها ثرثرة فقط ولكنها لا توازي ابداً الثرثرة الشهيرة الأخرى.

كان آخر ما فكر فيه هو حزن الأم التي بجانبه وانين الطفلة التي في الخلف وظن ان إنقباض صدره ناتج عن حزن الأم فقط وجوع الطفلة المقيدة في الخلف. لكن هذا الإنقباض طغى على كل شيء وشل تفكيره تماماً ولم يعد يفكر بأي شيء إلا بالتقدم سنتيمرات قليلة كل دقيقة او نحوها. اقترب من الخط السريع ولم يبق بينه وبينه إلى امتار قليلة والزحمة لا زالت على حالها عبثية ومقيتة.

اقترب قليلاً ولكنه كان وكأنه مغمض العينين ولا يرى إلا إشارات السيارة التي امامه وضوء الفرامل القوي جداً والذي يكاد يذهب بالأبصار. انتبه فجأه للأم التي نامت ومالت كي تلقي برأسها على كتفه.

لم يلق بالاً للأمر فلا حاجة لليد اليمنى في هذه الزحمة الخانقة ولعل نومها يريحها قليلاً من الضيق الذي الم بها وكاد يذهب بكل حواسها. هو ايضاً لم يكن يعي ماذا يحدث وكأن الزمان توقف بعد ان ايقن بخسارة صلاة المغرب.

اخيراً وصل إلى الخط الأيمن من الخط السريع ولكن السير لا زال بطيئاً. هو يأمل نفسه بأن تصبح الحال افضل بعد حوالي الكيلومتر. الله المستعان. لم يعد يذكر ماذا حدث ولكن؟؟

فجأة يسمع صوت حديد يتمزق.
انتبه وكأنه كان في نوم عميق جداً.
إلتفت إلى المرآة على يساره ورأى شاحنة ضخمة جداً قريبة جداً منه ومن باب الطفلة في الخلف.
ما كان يظن ان الشاحنة قد اقتربت إلى هذا الحد.
لكن صوت الحديد لا زال يمزق اسماعه.


إن الشاحنة تزحف بطيئة وتعجن سيارته عجناً ومن جهة الطفلة المقيدة.

ثوان بطيئة جداً مرت ومر امام عينيه الكثير مما حدث معه في حياته. الشاحنة تتقدم عمياء وتحشر السيارة الصغيرة بين مقدمتها الهائلة التي تشبه فم الكلب وحائط الخط السريع المرتفع.

كان السائق يطلق المنبه ويشير بيديه ولكن ذاك السائق كان يسبح في مكان آخر غارق في سبات او في خدر ما والموسيقى تصدح بشكل هائل يطغى على صوت محركه.

إنفجر الزجاج الخلفي وتطايرت شظاياه في كل مكان وارتعبت الأم وافاقت كي ترى الباب يقترب من طفلتها بشكل سريع وحلت بها نوبة اخذت بمجامع عقلها وقلبها وصارت تصرخ:

طفلتي طفلتي طفلتي ...

عندها قفز الأب من شباكه كي ينبه السائق وحاول ان يفك الأربطة التي شلت قدرته على الحركة وحاول ان يفكر في طريقة ينقذ بها الطفلة ولكن عقله كان غائباً تماماً.

لا زالت السيارة تزحف على جانبها الأيمن على حائط الطريق وتطحنها دواليب الشاحنة الضخمة وصريخ الأم يملأ السيارة وانفجرت الدماء في جسد الأب وعيونه واحس الجميع بقرب الأجل.

نسي ان يذكر الله ونسي ان يلجأ إليه ونسي ان يستودع الله هذه الدنيا. ايقن الأهل انهم خسروا ما قد جنوه من اسابيع قليلة فقط.

بدأت كرسي الطفلة بالميلان إلى الداخل وصار الحديد فوقها.
ثم توقفت الشاحنة.


هكذا كتب لجنى عمر آخر

منال
02-07-2008, 03:13 AM
يالله

الله يحفظكم ويرعاكم

يعنى كل الافراد بخير ولا حد مصاب؟!

قرأت على عجالة لاصل للنهاية لانى كنت على يقين ان بها شيئا

حفظكم الله من كل سوء ومكروه

من هناك
02-07-2008, 04:21 AM
الحمد لله الجميع بخير ولكن آثار الصدمة لا تزال تسيطر على زوجتي. لكن جنى والحمد لله لم تحس بأي شيء ابداً

فـاروق
02-07-2008, 06:10 AM
اللهم الطف يا رب....

والله أفزعتني يا بلال...

حمدا لله على سلامتكم...

حمدا لله على سلامتكم

مقاوم
02-07-2008, 06:34 AM
غاص قلبي إلى أخمص قدمي قبل أن أعرف أصحاب القصة فلما عرفت كاد أن يقف عن النبض.
هذه تحتاج إلى سجود شكر.
الحمد لله حمدا كثيرا على سلامتكم جميعا وأسأل الله أن يخفف عنك وعن زوجك آثار الصدمة.

أم ورقة
02-07-2008, 07:00 AM
حمداً لله على سلامتكم جميعاً و سلامة جنى
و حفظكم الله..

{فالله خيرٌ حافظاً و هو أرحم الراحمين}

من هناك
02-07-2008, 07:18 AM
اللهم الطف يا رب....
والله أفزعتني يا بلال...
حمدا لله على سلامتكم...
حمدا لله على سلامتكم
جزاك الله خيراً يا اخي ولكن ما افزعني انني نسيت الدعاء في تلك اللحظات العصيبة واسأل الله ان يقينا جميعاً مصارع السوء. سبحان الله كم تقسو القلوب احياناً

غاص قلبي إلى أخمص قدمي قبل أن أعرف أصحاب القصة فلما عرفت كاد أن يقف عن النبض.
هذه تحتاج إلى سجود شكر.
الحمد لله حمدا كثيرا على سلامتكم جميعا وأسأل الله أن يخفف عنك وعن زوجك آثار الصدمة.
بارك الله بك يا اخي وجزاك الله خيراً على النصيحة ونسأل الله العفو والعافية والثبات

حمداً لله على سلامتكم جميعاً و سلامة جنى
و حفظكم الله..
{فالله خيرٌ حافظاً و هو أرحم الراحمين}حفظك الله من كل سوء ونسأله الحفظ الدائم والعفو والمغفرة.

هذه الليلة الثانية التي لا اجد للنوم فيها حاجة. حاولت ان اخفي الموضوع عن كثير من الناس. لا ادري لم اردت ان اكتب عن الموضوع. ظننت ان هذا الأمر قد ينفع للنسيان ولكن للأسف الشديد فلم يعد هناك رغبة في النوم ولا في الدراسة ولا في العمل.

لم احس بطعم المرارة الحقيقي الذي يحس به إخواننا في تلك البلاد المعذبة ولكني شممت رائحته للحظات ولم يعد بالإمكان نسيانه ابداً.

الحمد لله على كل حال واسأل الله الثبات لي ولكل المسلمين ولكن صدقوني إن المسألة اكبر من اي وصف والأسى ليس على ما ذهب ولكن الخوف هو من الآت.
قد يظن الإنسان نفسه انه على خير ولكن إمتحان بسيط جداً قد يبرهن عكس ذلك. في نفس الوقت، الشيطان ينتهز الفرص سراً وعلانية. الله اعلم بالقلوب والنوايا ولكن لو بلغت القلوب الحناجر فقليل قليل من يحافظ على رباطة جأشه وقليل قليل من يتذكر ما هو ضروري في هذا الموقف.

الأمر بحاجة لتمرين طويل جداً وتخفيف للقلب من همومه وشجونه. لقد اخذت الدنيا الكثير ولم تبق لنا إلا القليل القليل كي نستخدمه فيما ينفع فعلاً.

الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قد سمعت الكثير من قصص الصابرين واعجبت بقصة تلك الإمرأة الصالحة التي اخفت موت طفلها عن زوجها وايقنت بأن لله ما اعطى ولله ما اخذ. ولكن ... لما تصبح المسألة شخصية فهناك فرق كبير جداً وشاسع جداً.

كلما اردت ان انسى اعود لأشاهد المناظر امامي مرة اخرى وكلما حاولت ان اتحلى بالصبر اجد نفسي تتعب مرة اخرى.

عذراً لأنني فرضت عليكم مسألة شخصية ولكن سبحان الله. انا ابحث عن مخرج من هذه الأزمة ولن يكون سهلاً. احاول ان ابتعد واقضي يومي حتى وقت متأخر جداً في المكتب ولكن ما إن اخلد إلى نفسي حتى تتراءى الصور امامي مرة اخرى وتنقلني إلى مكان بعيد جداً.

اين نحن من اولئك الذين باعوا الغالي والرخيص كي يشتروا سلعة الله؟؟؟
اسأل نفسي: اهو عقاب من رب العالمين على ذنوب إذنبتها ام هو إبتلاء. قد تكون فتنة بسيطة وامامها فتن اخرى عظيمة.

في الإسبوع الماضي، اقتبست من موضوع الأخ ابي محمد الغريب عن فتنة الدجال كي احدث الناس في الخطبة عن الفتن التي تعرض على القلوب واحسست ان قلبي مطمئن اكثر من العادة وجاءني الجواب بعد فترة قصيرة... لا بد من صبر طويل وتمرس دائم لمواجهة تلك الفتن.

عذراً فلم يعد لي صبر على التفكير في الموضوع وسأحاول النسيان بطريقة اخرى.

مقاوم
02-07-2008, 07:35 AM
أخي الحبيب
إسمع كلمات أخ لك دفن أحد أبنائه بيديه لعلك تجد فيها مواساة أو مخرجا.
لا تحاول النسيان فليس إلى ذلك من سبيل ولكن حاول أن تتكيف وتتعايش وأكثر من الذكر وقراءة القرآن والحديث مع الأهل عن الموضوع وعن عظم فضل الله عليكم ومنته بأنكم خرجتم من الحادث -بل من الموت المحقق- سالمين.
لا تكتم الأمر ظنا منك أنك تريد أن تجنب نفسك والآخرين مرارة الذكرى بل حدث نفسك والآخرين من باب "وأما بنعمة ربك فحدث".
ولعلك تجد من مر بنفس التجربة فتتبادلون الخبرات والمواساة.
والله أتمنى لو كنت بجانبك الآن لكن قدر الله وما شاء فعل.
أسأل الله أن يبعث الطمأنينة في قلبك وينزل سكينته عليك أنت ومن تحب.

وداد
02-07-2008, 07:48 AM
حمدا لله على سلامتكم...لكن لماذا أخذتم الطفلة الى الطبيب...؟؟

فـاروق
02-07-2008, 09:06 AM
ويكأني احس بكل كلمة قلتها يا بلال...

نسأل الله ان نتعلم دون تجارب قاسية...

وأن نعود الى ديننا دون ابتلاءات شديدة...

وأن تشملنا رحمة الله وهدايته....

بالامس كان الاسلام والكلام عنه والبحث عنه من همومنا (او لعلنا كنا نظنه كذلك) واليوم اصبح شراء المنزل وأمور الزواج والوظيفة والعمل والاهل وتحسين الاوضاع و و....

الله المستعان....

الحمد لله الذي سبقت الينا نعمته....وتجلت امامنا قدرته...فأخذنا الرزق وعصينا...ونسينا....

وان عدنا...غفر لنا ما قدمنا واعاننا على ما أخرنا...

اللهم كن لنا ولاخينا بلال معينا وهاديا ونصيرا....انك على كل شيء قدير

من قلب بغداد
02-07-2008, 10:09 AM
لا حول و لا قوة إلا بالله ،
حمداً لله على سلامتكم ، جعل الله ما حدث كفَارةً بعونِ الله
و أعانكم على ما اصابكم و حفظكم
عساه خير بإذن الله



اللهم كن لنا ولاخينا بلال معينا وهاديا ونصيرا....انك على كل شيء قدير


اللهم آمين

Saowt
02-07-2008, 11:37 AM
حمدا لله على سلامتك يا بلال.. وعلى سلامة جنى وأمها...
لعل هذه وكزة يريد الله بها أن يعيدك إليه بها...
"وتداركوا ما فرطتم في جنب الله وحصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة"..
لا بأس على جنى.. ماذا بها؟؟ بإمكانك أن تحصل على معاينة مجانية فقد قدمتها لك الدكتورة وداد...

هنا الحقيقه
02-07-2008, 12:15 PM
الحمد لله الذي قدر ولطف

حمد لله على سلامتك وسلامت ام جنى وجنى
والله عندما قرات موضوعك ونفسي تحدثني وانا اقرأ السطور تقول لي

قل يابلال ان الذي حدث له هذا الامر رجل من نصراني او يهودي قل اسمه جورج جون جاك
ليس بلال ولا جنى
لكنه عصر القلب عندما قرات اخر ماكتبت باللون الازرق

اخي لحبيب عليك بالاستغفار ولا تنساه ابدا داوم عليه
فانه يجلي القلب
وانه احدى الرحمتين التي نزلت من رب العالمين فلا يعذب الله عبدا وهو يستغفر
فاما الرحمه الاولى وهو رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد رفعت هذه الرحمة بوفاته

والرحمه الثانية هي الاستغفار وهي باقية الى يوم يبعثون
اما قرأت قول الله تعالى

وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون . ال عمران

فعليك بالاستغفار اخي الحبيب فهو الدعاء وبه يرفع البلاء

اسال الله ان يحميك ويحمي زوجك وجنى وكل المسلمين

أم عمر
02-07-2008, 01:18 PM
حمداً لله على سلامتكم

lady hla
02-07-2008, 01:59 PM
..... السلام عليكم ......



..... يا الله ... الحمدلله على سلامتكم جميعاً ... الله لطف وستر .. الحمد لله ... أعانكم الله وحفظكم ...

... سبحان الله قبل فترة صار حادث مع أخي وأمي .. بس الحمد لله ما صار شي بفضل الله ...


سلامي اليك
lady hla
القدس

nawwar
02-07-2008, 04:25 PM
الله أكبر....
الحمد لله على سلامتكم....
وعلى سلامة المحروسة ،أدامكم الله فوق راسها.....
هذا ابتلاء وتذكرة...
الحمد لله على خروجكم منه وأنتم أشدّ حرصاً على ذكر الله....

أبو مُحمد
02-07-2008, 09:28 PM
حمدا لله على سلامتكم جميعا أخي بلال.
دخلت لصوت منذ زمن ولكنني لم أر مشاركتك الا الان ... الحمد لله رب العالمين وما دفع الله كان أعظم.

وحقا ان الامر يستحق سجدة شكر لله عز وجل.

سلمكم الله وحفظ صغيرتكم.

من هناك
02-07-2008, 09:29 PM
أخي الحبيب
إسمع كلمات أخ لك دفن أحد أبنائه بيديه لعلك تجد فيها مواساة أو مخرجا.
لا تحاول النسيان فليس إلى ذلك من سبيل ولكن حاول أن تتكيف وتتعايش وأكثر من الذكر وقراءة القرآن والحديث مع الأهل عن الموضوع وعن عظم فضل الله عليكم ومنته بأنكم خرجتم من الحادث -بل من الموت المحقق- سالمين.
لا تكتم الأمر ظنا منك أنك تريد أن تجنب نفسك والآخرين مرارة الذكرى بل حدث نفسك والآخرين من باب "وأما بنعمة ربك فحدث".
ولعلك تجد من مر بنفس التجربة فتتبادلون الخبرات والمواساة.
والله أتمنى لو كنت بجانبك الآن لكن قدر الله وما شاء فعل.
أسأل الله أن يبعث الطمأنينة في قلبك وينزل سكينته عليك أنت ومن تحب.
جزاك الله خيراً اخي العزيز وصدقاً لو كنا في لبنان لكان الوضع افضل بكثير ولكن الحمد لله على كل حال واسأل الله ان لا يذيقها لأي مسلم آخر ونسأل الله ان تكون آخر الأحزان. إن المواساة افضل بكثير من هذه الخبرات بالتأكيد وهي خبرة سيئة جداً ولا يحتاجها احد ابداً.

انصح كل اخ وكل اخت ان يداوموا على الذكر في اي وقت تذكروا لأن الصدمة تربط اللسان وتذهب بالعقول. هذا كله يبقى وكأنه اللا شيء امام العذاب يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت. في الواقع، كانت المأساة قاسية جداً ولكن كل همنا كان في الطفلة ولكن في ذاك اليوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه.


حمدا لله على سلامتكم...لكن لماذا أخذتم الطفلة الى الطبيب...؟؟في هذا البلد التعس لا بد من زيارة دورية إلى طبيب الأطفال رغم ان جنى والحمد لله بألف صحة وعافية ولكن ماذا نفعل بالقوانين العوجاء. على فكرة، كانت زيارة الطبيب مثل عدمها فهو فحصها بلا اهتمام لا مثيل له.


ويكأني احس بكل كلمة قلتها يا بلال...
نسأل الله ان نتعلم دون تجارب قاسية...
وأن نعود الى ديننا دون ابتلاءات شديدة...
وأن تشملنا رحمة الله وهدايته....
بالامس كان الاسلام والكلام عنه والبحث عنه من همومنا (او لعلنا كنا نظنه كذلك) واليوم اصبح شراء المنزل وأمور الزواج والوظيفة والعمل والاهل وتحسين الاوضاع و و....

الله المستعان....
الحمد لله الذي سبقت الينا نعمته....وتجلت امامنا قدرته...فأخذنا الرزق وعصينا...ونسينا....
وان عدنا...غفر لنا ما قدمنا واعاننا على ما أخرنا...
اللهم كن لنا ولاخينا بلال معينا وهاديا ونصيرا....انك على كل شيء قدير
بارك الله بك اخي وحبيبي. لا ادري لم استصعب الكلام دوماً عن الأمور الشخصية ولكن هذه المرة دفعت الكلمات اصابعي دفعاً واطارت النوم من عيوني ولا زلت حتى الآن ابحث عن طريقة افضل للنوم.

لا حول و لا قوة إلا بالله ،
حمداً لله على سلامتكم ، جعل الله ما حدث كفَارةً بعونِ الله
و أعانكم على ما اصابكم و حفظكم
عساه خير بإذن الله
اللهم آمينبارك الله بك يا اختي ونسأل الله ان يكون كفارة مطهرة لنا بإذن الله.


حمدا لله على سلامتك يا بلال.. وعلى سلامة جنى وأمها...
لعل هذه وكزة يريد الله بها أن يعيدك إليه بها...
"وتداركوا ما فرطتم في جنب الله وحصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة"..
لا بأس على جنى.. ماذا بها؟؟ بإمكانك أن تحصل على معاينة مجانية فقد قدمتها لك الدكتورة وداد...جزاك الله خيراً وشكراً للدكتورة واسأل الله ان يعفو عنا ويعيننا على العودة إلى سبيله عوداً حميداً. شكراً لك ايضاً على النصيحة وسنعمل بها بإذن الله. لقد اخرت العقيقة كي ترتاح امها وتستطيع ان تمشي وتنتقل بحرية لأننا سنولم في الجامعة وهي بعيدة عن المنزل.


الحمد لله الذي قدر ولطف
حمد لله على سلامتك وسلامت ام جنى وجنى
والله عندما قرات موضوعك ونفسي تحدثني وانا اقرأ السطور تقول لي
قل يابلال ان الذي حدث له هذا الامر رجل من نصراني او يهودي قل اسمه جورج جون جاك
ليس بلال ولا جنى
لكنه عصر القلب عندما قرات اخر ماكتبت باللون الازرق
اخي لحبيب عليك بالاستغفار ولا تنساه ابدا داوم عليه
فانه يجلي القلب
وانه احدى الرحمتين التي نزلت من رب العالمين فلا يعذب الله عبدا وهو يستغفر
فاما الرحمه الاولى وهو رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد رفعت هذه الرحمة بوفاته
والرحمه الثانية هي الاستغفار وهي باقية الى يوم يبعثون
اما قرأت قول الله تعالى

وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون . ال عمران

فعليك بالاستغفار اخي الحبيب فهو الدعاء وبه يرفع البلاء
اسال الله ان يحميك ويحمي زوجك وجنى وكل المسلمين
جزاك الله خيراً وبارك الله بك واعطاك من نعمه كلها واسأل الله ان يثبتنا على اليقين ويعيننا على الإستغفار والديمومة عليه.

حمداً لله على سلامتكمالله يسلمك ويجزيك الخير على الدعاء وبارك الله بك.


..... السلام عليكم ......
..... يا الله ... الحمدلله على سلامتكم جميعاً ... الله لطف وستر .. الحمد لله ... أعانكم الله وحفظكم ...
... سبحان الله قبل فترة صار حادث مع أخي وأمي .. بس الحمد لله ما صار شي بفضل الله ...
سلامي اليك
lady hla
القدس الحمد لله على سلامتهم وابعد الله عنكم الأحداث والشرور

الله أكبر....
الحمد لله على سلامتكم....
وعلى سلامة المحروسة ،أدامكم الله فوق راسها.....
هذا ابتلاء وتذكرة...
الحمد لله على خروجكم منه وأنتم أشدّ حرصاً على ذكر الله....الحمد لله رب العالمين ولك الحمد وله الشكر رضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وعدد خلقه.

خالد بن الوليد
02-07-2008, 10:42 PM
حمداً لله على سلامتكم اخي بلال

وحمداً لله على سلامة طفلتكم جنى

نسأل الله ان يحميها ويحرسها بعينه التي لاتنام


حفظكم الله جميعاً

من هناك
02-07-2008, 10:50 PM
حمداً لله على سلامتكم اخي بلال
وحمداً لله على سلامة طفلتكم جنى
نسأل الله ان يحميها ويحرسها بعينه التي لاتنام
حفظكم الله جميعاً
حفظك الله وبارك الله بك واعتز كثيراً بهذه الأخوة الصادقة التي جمعتني بإخواني في صوت واسأل الله ان يجعلنا ممن يتحابون فيه ويترافقون تحت ظله يوم القيامة

عزام
02-20-2008, 02:19 PM
الحمدلله على السلامة اخي بلال

تعرضت لموقف مشابه ايضا يوما ما.

عزام

باص الاحدب


كما تعلمون أنا انزل أسبوعيا إلى بيروت حيث اعمل هناك لمدة يومين و ثائبت الظروف أن أرادت زوجتي النزول إلى بيروت مع والدتها و طفلي الصغير عمر لزيارة أهلها هناك ، وحاول كل منا إقناع الطرف الآخر باختياره في وسيلة النقل فأردت أن اذهب بالباص و أرادوا أن يذهبوا بالسيارة و لما فشلت في إقناعهم و فشلوا في إقناعي، ذهب كل منا في طريقه. نزلت كالعادة في باص الأحدب (الذي لا يمت لي بصلة قربى J مع تشابه الأسماء) و كان رذاذ المطر يتساقط على الطريق مما شكل طبقة رقيقة على الزفت أشبه بالصابون (إذا صح أن نقول "زفت" لأن كل شيء في لبنان زفت إلا الزفت) و جميعنا يعرف خطورة هذا الأمر. المهم انه ما أن جاوزنا نفق شكا حتى بدأ الباص يخفف من سرعته، و قف الجميع ليرى ما في الأمر فرأينا بعض السيارات الملقاة على حافة الطريق و التي كما يبدو تزحلقت على الطريق، و أكملنا الطريق لنرى باصا في قعر الوادي في حالة يرثى لها بحيث لم يكن هناك منطقيا أي مجال للخروج منه أحياء و لكن ربك قادر على كل شيء (فقد علمت في ما بعد أن هناك جرحى فقط في هذا الحادث). و سمعت للتو تعليقات من الركاب و من السائق: "لماذا السرعة و الطريق هكذا؟ ، أما كان باستطاعتهم أن ينتبهوا". أما أنا فسكتت. و سار الباص متخطيا هذه الحوادث حتى شارف نفق نهر الكلب و عند خروجه من النفق رأينا الباص ينحرف بشكل تدريجي تجاه شاحنة تسير بشكل مواز لنا. و حتى الآن لم نعرف لماذا ارتكب السائق هذا الخطأ الفادح، ربما كان ساهيا أو ربما لم ينتبه إليه، و البعض قال أن أحد إطارات الباص قد انفجر. المهم أن الباص قد انحرف بطبيعة الحال لدى اصطدامه بالشاحنة و بدأ يدور على نفسه و كل هذا و الزمن يجري ببطئ و نحن حابسي الأنفاس بانتظار الاصطدام القريب. وقفنا من مقاعدنا جميعا و حاولنا قدر الإمكان التمسك بشيء ثابت يقينا الصدمة المنتظرة. و لكن عبثا مع توقعنا الصدمة لم نستطع الثبات في أماكننا نظرا لقوة صدمة عشرات الأطنان بسرعة دوران عشرات الكيلومترات في الساعة. تطاير البعض عن مقعده و ارتطم البعض الآخر بقوة بالمقاعد الأمامية. و بعد أن حمدنا الله على السلامة و تفقدنا بعضنا البعض نزلنا من الباص و التقطنا الحقائب المتطايرة. و نظرنا إلى الباص فرأينا مقدمته قد تهشمت نوافذه مكسرة و إطاراته قد انفجرت. و كالعادة لام الركاب السائق لعدم انتباهه و لام البعض الآخر الشحن و لام الآخرون الطريق أما أنا فسكتت. حمدت الله في سري على النجاة و على كون زوجتي لم تستقل الباص معي لأنه كان من الصعب علي أن أتخيل كيف ستحافظ على نفسها و على طفلها في آن معا مع العلم انه ليس في الباص أحزمة أمان و لا من يحزنون. كما تذكرت أن نفس الحادث (هي اصطدام الباص ) قد حدث مع صديقي محمد علوان و نزل البعض من الباص و اقسم بعضهم انه سيفرق خبزا لنجاته و إذا بسيارة مسرعة ترميهم أمتارا في الهواء و تقطع أوصالهم، يومها عاد علوان شائب الرأس فما رآه من أهوال يفوق ما يراه من التعامل معي.
ركض علينا سائق تاكسي مطمئنا على سلامتنا و عرض أن يقلنا إلى بيروت. و لكنه رفض أن يوصلنا إلى المرفأ أو البربير و أوصلنا إلى الدورة فقط و بعد أن أعطانا دروسا هو الآخر في القيادة و الأمان اخذ منا المبلغ مضاعفا لخدمته الجليلة. تضايق بعض الركاب من الاستغلال أما أنا فسكتت و توجهت إلى باص صغير من الباصات الدوارة متجها إلى البربير. كان الوضع مقبولا عند صعودي و لكن سرعان ما رأيت الباص يمتلأ بالركاب و عند كل راكب كنت اعتقد أن هذا الراكب هو الأخير فافاجأ أن الساعي يدبر له مكانا من تحت الأرض، فتارة يفتح كرسيا مخفيا و تارة يرميه في أحضان بقية الركاب و تارة يعلقه كالعجل المذبوح في سقف الباص. لم يترك الساعي سنتمترا مربعا من الباص إلا و استفاد منه. و تذكرت قول الله تعالى "و يوم نقول لجهنم هل امتلأت و تقول هل من مزيد". تذكرت يوما لا يبقى فيه للنفس البشرية أية قيمة و ترمى و تتكدس في العذاب كما تكدسنا في هذا الباص. ولما كنت جالسا في الأخير، اضطر جميع ركاب الصف المتوسط (الكراسي التي تفتح و تغلق يدويا) للقيام للسماح لي بالمرور. نزلت و تنفست الصعداء و ركبت في تاكسي ليقودني إلى فردان مكان عملي، و كان سائق التاكسي ثرثارا كعادة سائقي التاكسي و الحلاقين (على فكرة ربما كان الحلاق يعرف عني اكثر مما يعرف أصدقائي) و ما ترك كائنا ينفذ من شتائمه من العامل السوري المسكين إلى أعلى مركز في الدولة و سكتت خشية أن تطال شتائمه و اعتراضه رب العزة نفسه. "لم يعد هناك أخلاق، قال "ما من أحد ينفذ وعوده"،" أين أيام زمان؟" أردف متحسرا. و كان في سياق الحديث عن أيام زمان عندما طالعته امرأة مسنة و ابنتها على الطريق فتوقف لهم و إذا بهم يريدون الذهاب إلى الزلقة في الاتجاه المعاكس لخط سيره و بعد مساومة على السعر وافق على المبلغ المقترح (بالعملة السورية) و قال لي بأدب " معليش عمو دبر حالك". نزلت من السيارة كي "أدبر حالي" مع إنني كنت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى فردان فتلقفني سائق تاكسي آخر كان قد شاهد ما حصل و شتم السائق الذي رماني و قال لي "هؤلاء الأشخاص هم الذين يضفون على هذه المهنة سمعة سيئة" فسكتت. و ثم أردف قائلا " لا أحد يعلم أين يضع الله رزقه، لعله يصطدم بسيارة أخرى إذا ذهب لإيصالهم فيكون ما ظنه مكسبا زائدا وبالا عليه". هنا تكلمت لأول مرة في هذه الرحلة إذ أخيرا اسمع أحدا يذكر الله و إرادته في حديثه، فأكدت على كلامه بما حصل معي اليوم و كيف كلفتني رحلة الباص اكثر بكثير مما كان من الممكن أن يكلفني الذهاب بالسيارة (مع العلم أن سبب الذهاب بالباص لم يكن ماديا أبدا بل لأنني ارتاح فيه اكثر من السيارة). و بعد أن سر السائق لأنني أعطيته ما يؤكد نظريته سألني "و هل رد عليكم سائق الباص ما دفعتم؟". لم أحر جوابا على هذا السؤال إذ إنني كنت قد وصلت إلى مقصدي، و لكنني تبسمت و تخيلت منظري و أنا اسأل سائق الباص المدمى الرأس أن يرد لي 2500 ليرة و خسائر الباص توازي الملايين!!!!
و هنا تنتهي قصتنا. لعلي ذكرتكم قليلا بلبنان و دفعت أخي عامر ليؤجل مجيئه إلى هنا سنين أخرى. هذا هو لبنان و لن يتغير مهما حاولنا جاهدين، و لكنني تعودت عليه و لم اعد احنق و اغضب و من يدري لعلي أصبحت مثلهم دون أن ادري، لعل جلدي "تمسح" كما يقولون. ربما نسينا معنى الكرامة مع الوقت و التهينا بالركض وراء لقمة العيش و أصبحنا نلعن الظلام بدل أن نشعل شمعة. لعلي ذكرتكم بالله أيضا الذي لا يختلف في ربوبيته أحد و لكننا ننسى أن كل ما يجري في هذه الحياة بتقديره و مشيئته، و هو يقول "و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم" في كتابه الكريم. فإلى الذين سألوني هل ستستمر في ركوب الباص سأقول "نعم" فأن ما جرى لم يكن ليمنعه ركوبي في السيارة أو حتى ذهابي ماشيا على اقدامي.
و سأسوق لكم هذه القصة الصينية التي وردت في تفسير الشعراوي . هناك قصة من التراث الإنساني تحكى قضية رجل من الصين ، وكان الرجل يملك مكانا متسعا وفيه خيل كثيرة ، وكان من ضمن الخيل حصان يحبه . وحدث أن هام ذلك الحصان في المراعي ولم يعد ، فحزن عليه ، فجاء الناس ليعزوه في الحصان ، فابتسم وقال لهم : ومن أدراكم أن ذلك شر لتعزوني فيه ؟ ،وبعد مدة فوجئ الرجل بالجواد ومعه قطيع من الجياد يجره خلفه ، فلما علم الناس ذلك جاءوا ليهنئوه ، فقال لهم : وما أدراكم أن ذلك خير ، فسكت الناس عن التهنئة . وبعد ذلك جاء ابنه ليركب الجواد فانطلق به ، وسقط الولد من فوق الحصان فانكسرت ساقه ، فجاء الناس مرة أخرى ليواسوا الرجل فقال لهم : و ما أدراكم أن ذلك شر؟ وبعد ذلك قامت حرب فجمعت الحكومة كل شباب البلدة ليقاتلوا العدو وتركوا هذا الابن لأن ساقه مكسورة ، فجاءوا يهنئونه ، فقال لهم ومن أدراكم أن ذلك خير؟فعلينا ألا نأخذ كل قضية بظاهرها، إن كانت خيرا أو شرا، و لكن علينا أن نأخذ كل قضية من قضايا الحياة في ضوء قول الحق: "لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم".